لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

لخص هذا لي في شكل نقاط 
والإعلامية. وبما أن العالم الإسلاميكان يمثل على مر التاريخ صورة "العدو" للعالم الغربي، فإنه منذ هجمات 11 سبتمبر دخلت العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب مرحلة جديدة من العداء والخوف والتوتر، إذ أصبح الإسلام حسب الدول الغربية يمثل تهديدا مشابها أو ربما أكثر خطورة ع ّما كان يمثله الاتحاد السوفياتي سابقا على النظام الدولي1. ورغم أن هجمات 11 سبتمبر لقيت استنكارا واسعا في الدول العربية والإسلامية، وإدانة صريحة من منظمة المؤتمر الإسلامي باعتبارها منافية لقيم الإسلام السامية والمتسامحة. إلا أن هذا لم يمنع ظهور أحكام مسبقة في تصريحات المسؤولين الغربيين، بما وصفوه بـ "الإرهاب الإسلامي" أو"الجهاد الإسلامي" ضد الولايات المتحدة، أو عن "حتمية الصراع بين الحضارتين الإسلامية والغربية". وجاء استخدام الرئيس الأمريكي السابق "جورج ولكر بوش" تعبير الحملات "الصليبية"، باعتبار أن المواجهة التي قررتها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس السياق، و"الحرب الفاضلة"، لإضفاء الطابع الأخلاقي على الحرب الأمريكية. إنها حرب الحضارة. كل دولة فيكل منطقة عليها الآن أن تتخذ قرارا: إما أنكم معنا وإما أنكم مع الإرهابيين. والعالم المتحضر سيتحالف مع أمريكا"2. فالفكر الأمريكي أصبح منقسم بين اعتقاد بالأساطير الممجدة لعظمته و"رسالته"، وبين "ليبرالية علمانية مادية أحادية محضة". ولعل أخطر ما في العقلية التي أسست الشخصية الأمريكية، وأنهم "شعب اللّه المختار"، وأن الأرض الأمريكية هي "أرض اللّه" التي اختارها لشعبه المختار، استنادا إلى الفهم المتطرف البروتستنتي لنصوص التوراة والإنجيل معا (الكتاب المقدس)"3 . ولهذا فإن معظم الممارسات والسياسات التي أقرتها الإدارة الأمريكية، جاءت لتغذي الحقد على المسلمين. فاللائحة الأمريكية التي أعيد نشرها في 1 أكتوبر2111 تضمنت 21 منظمة، منها 11 منظمة إما عربية أو إسلامية. وبموجب الأمر الرئاسي الصادر في 1 نوفمبر2111، تم تجميد أموال 42 منظمة وفردا، من بينهم منظمات خيرية وإنسانية إسلامية. إضافة إلى تجميد أرصدة "مؤسسة الأرض المقدسة" أكبر الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين. ووفقا للإحصاء الذي نشره "مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية"، يتضح أن هجمات التمييز التي تعرض لها المسلمون الأمريكيون في الفترة ما بين 11 سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر، زادت من 711 حالة إلى 1612 حالة، تراوحت بين التهديد بالقتل، والتحرش اللفظي والاعتداء الجسدي والإضرار بالممتلكات، والمضايقة من طرف الشرطة أو مكتب التحقيقات الفدرالي1. وفي هذا الإطار يرى" جو ماجيه" أن الدول الغربية عامة تبذل جهداكبيرا من أجل الحفاظ على تفوقها الحضاري وتأثيرها في النظام الدولي، والعلم، والمساواة وحقوق الإنسان، واللبرالية والنفعية2. وفي سياق آخر فإن هجمات 11 سبتمبر وردود الفعل الدولية، وفرت اختبارا لأطروحة "صموئيل هنتنغتون" Samuel Huntington حول "صدام الحضارات"3، والتي حظيت باهتمامكبير لتفسير مستقبل العلاقات الدولية بعد أحداث سبتمبر 2111، من خلال التركيز على البعد الحضاري في تحليل الصراع. هذه الأطروحة تؤكد على أن الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية حتمية لابد من حدوثها، تضم على الأرجح دولا إسلامية في جانب ودولا غير إسلامية في جانب آخر6. ويعتقد "هنتنغتون" أيضا بأن سياسات العالم تدخل مرحلة جديدة، منطلقا من فرضية أن "المصدر الجوهري للصراعات في هذا العالم الجديد لن يكون بالدرجة الأولى إديولوجيا أو إقتصاديا، فالانقسامات الكبيرة بين الجنس البشري والمصدر المهيمن للصراعات سيكون ثقافيا. ولكن الصراعات الرئيسية للسياسات الكونية ستحدث بين الدول والمجموعات المنتمية لحضارات مختلفة. وسيهيمن صدام الحضارات على السياسات الكونية، فخطوط الصراع بين الحضارات هي خطوط معارك المستقبل، وسيكون النزاع بين الحضارات أحدث مرحلة في تطور النزاعات في العالم الحديث"5. ورغم الانتقادات التي وجهت إلى "هنتنغتون"، إلا أنه بقي مصرا على التوجهات العامة لأطروحة صدام الحضارات بعد أحداث 11 سبتمبر 2111، من جهته، حاول صاحب نظرية "نهاية التاريخ"1، "فرانسيس فوكوياما" Francis Fukuyama تفسير هذه الأحداث أيضا من منطلقاته الفكرية. "فوكوياما" الذي اعتبر أن الإسلام هو الثقافة العالمية الكبرى، "التي يمكن القول بأن لها بعض المشكلات الجوهرية مع الحداثة". وأن العالم الإسلامي يختلف عن ثقافات العالم الأخرى في جانب مهم واحد، فقد أنتج وحده في السنوات الأخيرة وبشكل متكرر حركات متطرفة مؤثرة لا ترفض السياسات الغربية فقط، وهو التسامح الديني، حيث تؤمن هذه الجماعات بأن الغرب مجتمع فاسد في أساسه. كما يرى أن الصراع الراهن، ليس صراعا ضد الإرهاب أو ضد الإسلامكدين أو حضارة، ولكنه ضد "الفاشية الإسلامية" أي التطرف في عدم التسامح، والمبادئ المناوئة لروح العصر التي برزت مؤخرا في أنحاء عدة من العالم الإسلامي2. وكان "فوكوياما" قد أشار فيكتابه "أن الإسلام يمثل نظاما إديولوجيا متجانسا، وأن الإسلام هزم الديمقراطية اللبرالية في العديد من دول العالم الإسلامي، وبهذا شكل تهديدا للممارسات اللبرالية، حتى في الدول التي لم يحصلوا فيها مباشرة على السلطة. ومع ذلك الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية -أو النظام اللبرالي- هي الصيغة الأكثر عقلانية في الحكم"3. وإذا كانت نظريتا صدام الحضارات ونهاية التاريخ اللتان سادتا خلال التسعينات قد وظفتا بعد 11 سبتمبر2111 لتبرير السياسة الأمريكية. فإن هناك بعض الباحثين المستشرقين قد حاولوا التأكيد على أن أحداث 11 سبتمبر، ما هي إلا امتداد لثقافة العنف المتجذرة في العالم الإسلامي، واستمرارية لتاريخ طويل من الصراع والتنافس بين العالمين الغربي والإسلامي. وفي هذا الإطاركان المستشرق الأمريكي "برنارد لويس" Bernard Lewis قد ألفكتابا له مع بداية التسعينات، بعنوان "جذور غضب المسلمين" الذي أكد من خلاله أن الإسلام هو واحد من الديانات الكبرى في العالم، لكن الصراع في الإسلام بين الخير والشر قريبا جدا اكتسب أبعادا سياسية وحتى عسكرية. والسبب الأكثر شيوعا لعداء المسلمين للولايات المتحدة اليوم هو الدعم الأميركي لإسرائيل1. ولقد حاول "برنارد لويس" من خلال هذا الكتاب استثمار أحداث 11 سبتمبر لتنقيح الطبعة السابقة، ومساندته للسياسات الإسرائيلية2. الإسلاموفوبيا. مواضيع أساسية في حملات إعلامية واسعة النطاق، تنال من أصول الإسلام ورموزه، وأحسن مثال على ذلك هو الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، التي تم نشرها في الجرائد الدنماركية، والتي تمثل تعبيرا عن التصاعد في العداء للإسلام والمسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر 2111. واتضح هذا خاصة بعد رفض الاعتذار، مع تأكيد الدول الغربية عن "حرية التعبير" وعدم إمكانية تشريع دولي لتجريم ازدراء الأديان3. كما لم تخل الوسائل الإعلامية الالكترونية الغربية عبر شبكة الأنترنيت، ضد الجاليات المسلمة المقيمة في الدول الغربية. ومن جهة أخرى، هناك بعض الباحثين الذين انتقدوا بشدة نظريتي "صراع الحضارات" و"نهاية التاريخ"، باعتبارهما لا تصلحا في تفسير أحداث سبتمبر 2111. من بينهم "كريس براون"Chris Brown، الذي يرى أن "فوكوياما" قد أبرز عدد من المواضيع المميزة، إلا أن معالجته للتداعيات الدولية لانتصار الليبرالية ليس فيها الكثير مما هو جديد. وأن نهاية التاريخ تبدو مشابهةكثيرا لـ "العودة إلى المستقبل". أي نظام دولي لدول متنافسة بعضها مع بعض وتهتم باستمرار بقائها، وربما تخوض حروبا ولكن لا تخوض ذلك النوع من الصراع الإيديولوجي الذي تميز به جزءكبير من القرن التاسع عشر4. ولقد أكد الباحث السنغافوري " كيشور محبوباني" Kishor Mahpopani في كتابه المعنون بـ: "ما بعد عصر البراءة، فلم يهدد العالم الإسلامي أمريكا أبدا . العالم الإسلاميكان يحمي مصالح أمريكا، حيث شكل حاجزا طبيعيا خلال الحرب الباردة ضد توسع الشيوعية في هذا الإطار قام الباحثان الروسيان "يوري ياكوفيتس" Yury v. yakovets و"بوريس كوزيك Boris N. kuzyk بوضع سيناريوهات تفاعل الحضارات في القرن الحادي والعشرين، والتي يمكن عرضها فيما يلي2:  السيناريو الأكثر سوءا منها هو سيناريو صدام الحضارات، هذا الصدام الذي سيؤدي في النهاية إلى انتحار البشرية.  سيناريو ذوبان الحضارات في تكوينكوكبي ما فوق مجتمعي. ولقد أكد الباحثان على أن السيناريو الأخير ممكن حدوثه، إلا أن هذه العملية لن تكون سهلة وسريعة، تستمر خلالها النزاعات على خطوط التماس الحضارية، ليس فقط على الحدود بين الدول، ولكن غالبا ما تكون داخل الدول نفسها، وسيستغرق الأمر جيلا أو جيلين. ولهذا فإن صراع الحضارات ليست نظرية بسيطة حول تطور العلاقات الدولية، بل عبارة عن محاولة بناء رؤية مستقبلية للسياسات العالمية لما بعد الحرب الباردة، تعكس بوضوح بعض الاتجاهات داخل دوائر التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة، لملء الفراغ في عالم ما بعد الحرب الباردة ليقدم إطارا عقائديا لها، من خلال خلق عدو استراتيجي وهمي، لتبرير التدخل العسكري الأمريكي خاصة في مناطق ذات مصالح حساسة. ورغم أهمية البعد الثقافي في الصراعات الدولية، وبما أن العالم الإسلامي أصبح عنصرا أساسيا في الإستراتيجية الغربية، والفكرية، والإعلامية. وبما أن العالم الإسلاميكان يمثل على مر التاريخ صورة "العدو" للعالم الغربي، فإنه منذ هجمات 11 سبتمبر دخلت العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب مرحلة جديدة من العداء والخوف والتوتر، إذ أصبح الإسلام حسب الدول الغربية يمثل تهديدا مشابها أو ربما أكثر خطورة ع ّما كان يمثله الاتحاد السوفياتي سابقا على النظام الدولي1. ورغم أن هجمات 11 سبتمبر لقيت استنكارا واسعا في الدول العربية والإسلامية، وإدانة صريحة من منظمة المؤتمر الإسلامي باعتبارها منافية لقيم الإسلام السامية والمتسامحة. إلا أن هذا لم يمنع ظهور أحكام مسبقة في تصريحات المسؤولين الغربيين، بما وصفوه بـ "الإرهاب الإسلامي" أو"الجهاد الإسلامي" ضد الولايات المتحدة، أو عن "حتمية الصراع بين الحضارتين الإسلامية والغربية". وجاء استخدام الرئيس الأمريكي السابق "جورج ولكر بوش" تعبير الحملات "الصليبية"، هي ضد الإسلام كدين وضد المجتمعات الإسلاميةككل1. "العدالة بلا حدود"، و"الحرب الفاضلة"، بل لتدمير حياة. إنها حرب الحضارة. كل دولة فيكل منطقة عليها الآن أن تتخذ قرارا: إما أنكم معنا وإما أنكم مع الإرهابيين. والعالم المتحضر سيتحالف مع أمريكا"2. فالفكر الأمريكي أصبح منقسم بين اعتقاد بالأساطير الممجدة لعظمته و"رسالته"، وبين "ليبرالية علمانية مادية أحادية محضة". اعتقاد الأمريكيين أنهم"رسل اللّه إلى الحياة"، وأنهم "شعب اللّه المختار"، وأن الأرض الأمريكية هي "أرض اللّه" التي اختارها لشعبه المختار، استنادا إلى الفهم المتطرف البروتستنتي لنصوص التوراة والإنجيل معا (الكتاب المقدس)"3 . ولهذا فإن معظم الممارسات والسياسات التي أقرتها الإدارة الأمريكية، جاءت لتغذي الحقد على المسلمين. فاللائحة الأمريكية التي أعيد نشرها في 1 أكتوبر2111 تضمنت 21 منظمة، منها 11 منظمة إما عربية أو إسلامية. وبموجب الأمر الرئاسي الصادر في 1 نوفمبر2111، تم تجميد أموال 42 منظمة وفردا، من بينهم منظمات خيرية وإنسانية إسلامية. إضافة إلى تجميد أرصدة "مؤسسة الأرض المقدسة" أكبر الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين. ووفقا للإحصاء الذي نشره "مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية"، يتضح أن هجمات التمييز التي تعرض لها المسلمون الأمريكيون في الفترة ما بين 11 سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر، زادت من 711 حالة إلى 1612 حالة، تراوحت بين التهديد بالقتل، والتحرش اللفظي والاعتداء الجسدي والإضرار بالممتلكات، والمضايقة من طرف الشرطة أو مكتب التحقيقات الفدرالي1. والسياسة، والحرية، مرتكزة على المبادئ الفردية، واللبرالية والنفعية2. وفي سياق آخر فإن هجمات 11 سبتمبر وردود الفعل الدولية، وفرت اختبارا لأطروحة "صموئيل هنتنغتون" Samuel Huntington حول "صدام الحضارات"3، والتي حظيت باهتمامكبير لتفسير مستقبل العلاقات الدولية بعد أحداث سبتمبر 2111، من خلال التركيز على البعد الحضاري في تحليل الصراع. هذه الأطروحة تؤكد على أن الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية حتمية لابد من حدوثها، تضم على الأرجح دولا إسلامية في جانب ودولا غير إسلامية في جانب آخر6. ويعتقد "هنتنغتون" أيضا بأن سياسات العالم تدخل مرحلة جديدة، منطلقا من فرضية أن "المصدر الجوهري للصراعات في هذا العالم الجديد لن يكون بالدرجة الأولى إديولوجيا أو إقتصاديا، فالانقسامات الكبيرة بين الجنس البشري والمصدر المهيمن للصراعات سيكون ثقافيا. ولكن الصراعات الرئيسية للسياسات الكونية ستحدث بين الدول والمجموعات المنتمية لحضارات مختلفة. وسيهيمن صدام الحضارات على السياسات الكونية، فخطوط الصراع بين الحضارات هي خطوط معارك المستقبل، وسيكون النزاع بين الحضارات أحدث مرحلة في تطور النزاعات في العالم الحديث"5. ورغم الانتقادات التي وجهت إلى "هنتنغتون"، مؤكدا أن العالم يعيش الآن زمن حروب المسلمين. من جهته، حاول صاحب نظرية "نهاية التاريخ"1، "فرانسيس فوكوياما" Francis Fukuyama تفسير هذه الأحداث أيضا من منطلقاته الفكرية. "فوكوياما" الذي اعتبر أن الإسلام هو الثقافة العالمية الكبرى، "التي يمكن القول بأن لها بعض المشكلات الجوهرية مع الحداثة". وأن العالم الإسلامي يختلف عن ثقافات العالم الأخرى في جانب مهم واحد، بل أبسط مبادئ الحداثة نفسها، وهو التسامح الديني، حيث تؤمن هذه الجماعات بأن الغرب مجتمع فاسد في أساسه. كما يرى أن الصراع الراهن، ليس صراعا ضد الإرهاب أو ضد الإسلامكدين أو حضارة، ولكنه ضد "الفاشية الإسلامية" أي التطرف في عدم التسامح، والمبادئ المناوئة لروح العصر التي برزت مؤخرا في أنحاء عدة من العالم الإسلامي2. وكان "فوكوياما" قد أشار فيكتابه "أن الإسلام يمثل نظاما إديولوجيا متجانسا، وأن الإسلام هزم الديمقراطية اللبرالية في العديد من دول العالم الإسلامي، وبهذا شكل تهديدا للممارسات اللبرالية، حتى في الدول التي لم يحصلوا فيها مباشرة على السلطة. ومع ذلك الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية -أو النظام اللبرالي- هي الصيغة الأكثر عقلانية في الحكم"3. وإذا كانت نظريتا صدام الحضارات ونهاية التاريخ اللتان سادتا خلال التسعينات قد وظفتا بعد 11 سبتمبر2111 لتبرير السياسة الأمريكية. فإن هناك بعض الباحثين المستشرقين قد حاولوا التأكيد على أن أحداث 11 سبتمبر، ما هي إلا امتداد لثقافة العنف المتجذرة في العالم الإسلامي، واستمرارية لتاريخ طويل من الصراع والتنافس بين العالمين الغربي والإسلامي. وفي هذا الإطاركان المستشرق الأمريكي "برنارد لويس" Bernard Lewis قد ألفكتابا له مع بداية التسعينات، بعنوان "جذور غضب المسلمين" الذي أكد من خلاله أن الإسلام هو واحد من الديانات الكبرى في العالم، لكن الصراع في الإسلام بين الخير والشر قريبا جدا اكتسب أبعادا سياسية وحتى عسكرية. والسبب الأكثر شيوعا لعداء المسلمين للولايات المتحدة اليوم هو الدعم الأميركي لإسرائيل1. وهو معروف بمساندته للتدخل الأمريكي في العراق، بربرية الإسلام، الخ، مواضيع أساسية في حملات إعلامية واسعة النطاق، تنال من أصول الإسلام ورموزه، وأحسن مثال على ذلك هو الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، التي تم نشرها في الجرائد الدنماركية، والتي تمثل تعبيرا عن التصاعد في العداء للإسلام والمسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر 2111. واتضح هذا خاصة بعد رفض الاعتذار، مع تأكيد الدول الغربية عن "حرية التعبير" وعدم إمكانية تشريع دولي لتجريم ازدراء الأديان3. منكتابات وصور حملت نفس المعاني العدائية والتحريضية، ضد الجاليات المسلمة المقيمة في الدول الغربية. ومن جهة أخرى، هناك بعض الباحثين الذين انتقدوا بشدة نظريتي "صراع الحضارات" و"نهاية التاريخ"، باعتبارهما لا تصلحا في تفسير أحداث سبتمبر 2111. من بينهم "كريس براون"Chris Brown، الذي يرى أن "فوكوياما" قد أبرز عدد من المواضيع المميزة، إلا أن معالجته للتداعيات الدولية لانتصار الليبرالية ليس فيها الكثير مما هو جديد. وأن نهاية التاريخ تبدو مشابهةكثيرا لـ "العودة إلى المستقبل". أي نظام دولي لدول متنافسة بعضها مع بعض وتهتم باستمرار بقائها، وربما تخوض حروبا ولكن لا تخوض ذلك النوع من الصراع الإيديولوجي الذي تميز به جزءكبير من القرن التاسع عشر4. إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم": "أنه نظريا لا يجب أن يكون هناك توتر بين أمريكا والعالم الإسلامي، فلم يهدد العالم الإسلامي أمريكا أبدا . العالم الإسلاميكان يحمي مصالح أمريكا، حيث شكل حاجزا طبيعيا خلال الحرب الباردة ضد توسع الشيوعية في هذا الإطار قام الباحثان الروسيان "يوري ياكوفيتس" Yury v. yakovets و"بوريس كوزيك Boris N. kuzyk بوضع سيناريوهات تفاعل الحضارات في القرن الحادي والعشرين، والتي يمكن عرضها فيما يلي2:  السيناريو الأكثر سوءا منها هو سيناريو صدام الحضارات، هذا الصدام الذي سيؤدي في النهاية إلى انتحار البشرية.  السيناريو التفاؤلي الممكن أيضا هو حوار حضارات الجيل الخامس وشراكتها في حل القضايا الكوكبية الملحة وفي ضمان تطور مستدام على المستوى العالمي. ولقد أكد الباحثان على أن السيناريو الأخير ممكن حدوثه، إلا أن هذه العملية لن تكون سهلة وسريعة، تستمر خلالها النزاعات على خطوط التماس الحضارية، ليس فقط على الحدود بين الدول، ولكن غالبا ما تكون داخل الدول نفسها، وسيستغرق الأمر جيلا أو جيلين. ولهذا فإن صراع الحضارات ليست نظرية بسيطة حول تطور العلاقات الدولية، بل عبارة عن محاولة بناء رؤية مستقبلية للسياسات العالمية لما بعد الحرب الباردة، تعكس بوضوح بعض الاتجاهات داخل دوائر التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة، لملء الفراغ في عالم ما بعد الحرب الباردة ليقدم إطارا عقائديا لها، من خلال خلق عدو استراتيجي وهمي، لتبرير التدخل العسكري الأمريكي خاصة في مناطق ذات مصالح حساسة.


النص الأصلي

لخص هذا لي في شكل نقاط 


قد ساد النقاش بعد هجمات 11سبتمبر 2001 حول الأبعاد الثقافية والحضارية في تفسير هذه الهجمات، وهو ما ترجم في الخطابات الرسمية، والفكرية، والإعلامية. وبما أن العالم الإسلاميكان يمثل على مر التاريخ صورة "العدو" للعالم الغربي، فإنه منذ هجمات 11 سبتمبر دخلت العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب مرحلة جديدة من العداء والخوف والتوتر، إذ أصبح الإسلام حسب الدول الغربية يمثل تهديدا مشابها أو ربما أكثر خطورة ع ّما كان يمثله الاتحاد السوفياتي سابقا على النظام الدولي1. ورغم أن هجمات 11 سبتمبر لقيت استنكارا واسعا في الدول العربية والإسلامية، وإدانة صريحة من منظمة المؤتمر الإسلامي باعتبارها منافية لقيم الإسلام السامية والمتسامحة. إلا أن هذا لم يمنع ظهور أحكام مسبقة في تصريحات المسؤولين الغربيين، بما وصفوه بـ "الإرهاب الإسلامي" أو"الجهاد الإسلامي" ضد الولايات المتحدة، أو عن "حتمية الصراع بين الحضارتين الإسلامية والغربية". وجاء استخدام الرئيس الأمريكي السابق "جورج ولكر بوش" تعبير الحملات "الصليبية"، باعتبار أن المواجهة التي قررتها الولايات المتحدة الأمريكية، هي ضد الإسلام كدين وضد المجتمعات الإسلاميةككل1. وفي نفس السياق، تم استعمال تعبيرات أخرى مثل: "الحرب بين الخير والشر"، "الحرب ضد الشيطان"، "الحرية الدائمة"، "العدالة المطلقة"، "العدالة بلا حدود"، و"الحرب الفاضلة"، لإضفاء الطابع الأخلاقي على الحرب الأمريكية. ففي خطاب للرئيس الأمريكي أمام الكونغرس في 21 سبتمبر2111 قال:"هؤلاء الإرهابيون يقتلون ليس فقط من أجل وضع حد لحياة العديد من الأفراد، بل لتدمير حياة...إنها حرب الحضارة...كل دولة فيكل منطقة عليها الآن أن تتخذ قرارا: إما أنكم معنا وإما أنكم مع الإرهابيين. والعالم المتحضر سيتحالف مع أمريكا"2. فالفكر الأمريكي أصبح منقسم بين اعتقاد بالأساطير الممجدة لعظمته و"رسالته"، وبين "ليبرالية علمانية مادية أحادية محضة". ولعل أخطر ما في العقلية التي أسست الشخصية الأمريكية، اعتقاد الأمريكيين أنهم"رسل اللّه إلى الحياة"، وأنهم "شعب اللّه المختار"، وأن الأرض الأمريكية هي "أرض اللّه" التي اختارها لشعبه المختار، استنادا إلى الفهم المتطرف البروتستنتي لنصوص التوراة والإنجيل معا (الكتاب المقدس)"3 . ولهذا فإن معظم الممارسات والسياسات التي أقرتها الإدارة الأمريكية، جاءت لتغذي الحقد على المسلمين. فاللائحة الأمريكية التي أعيد نشرها في 1 أكتوبر2111 تضمنت 21 منظمة، منها 11 منظمة إما عربية أو إسلامية. وبموجب الأمر الرئاسي الصادر في 1 نوفمبر2111، تم تجميد أموال 42 منظمة وفردا، من بينهم منظمات خيرية وإنسانية إسلامية. إضافة إلى تجميد أرصدة "مؤسسة الأرض المقدسة" أكبر الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين. ووفقا للإحصاء الذي نشره "مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية"، يتضح أن هجمات التمييز التي تعرض لها المسلمون الأمريكيون في الفترة ما بين 11 سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر، زادت من 711 حالة إلى 1612 حالة، تراوحت بين التهديد بالقتل، والتحرش اللفظي والاعتداء الجسدي والإضرار بالممتلكات، والمضايقة من طرف الشرطة أو مكتب التحقيقات الفدرالي1. وفي هذا الإطار يرى" جو ماجيه" أن الدول الغربية عامة تبذل جهداكبيرا من أجل الحفاظ على تفوقها الحضاري وتأثيرها في النظام الدولي، من خلال استراتيجية ثقافية تجعل الحضارة الغربية نموذجا لبقية دول العالم بما حققته من إنجازات في الاقتصاد، والسياسة، والعلم، معتمدة في ذلك على مجموعة من القيم الأساسية مثل الديمقراطية، والحرية، والمساواة وحقوق الإنسان، مرتكزة على المبادئ الفردية، واللبرالية والنفعية2. وفي سياق آخر فإن هجمات 11 سبتمبر وردود الفعل الدولية، وفرت اختبارا لأطروحة "صموئيل هنتنغتون" Samuel Huntington حول "صدام الحضارات"3، والتي حظيت باهتمامكبير لتفسير مستقبل العلاقات الدولية بعد أحداث سبتمبر 2111، من خلال التركيز على البعد الحضاري في تحليل الصراع. هذه الأطروحة تؤكد على أن الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية حتمية لابد من حدوثها، تضم على الأرجح دولا إسلامية في جانب ودولا غير إسلامية في جانب آخر6. ويعتقد "هنتنغتون" أيضا بأن سياسات العالم تدخل مرحلة جديدة، منطلقا من فرضية أن "المصدر الجوهري للصراعات في هذا العالم الجديد لن يكون بالدرجة الأولى إديولوجيا أو إقتصاديا، فالانقسامات الكبيرة بين الجنس البشري والمصدر المهيمن للصراعات سيكون ثقافيا...ولكن الصراعات الرئيسية للسياسات الكونية ستحدث بين الدول والمجموعات المنتمية لحضارات مختلفة. وسيهيمن صدام الحضارات على السياسات الكونية، فخطوط الصراع بين الحضارات هي خطوط معارك المستقبل، وسيكون النزاع بين الحضارات أحدث مرحلة في تطور النزاعات في العالم الحديث"5. ورغم الانتقادات التي وجهت إلى "هنتنغتون"، إلا أنه بقي مصرا على التوجهات العامة لأطروحة صدام الحضارات بعد أحداث 11 سبتمبر 2111، مؤكدا أن العالم يعيش الآن زمن حروب المسلمين. من جهته، حاول صاحب نظرية "نهاية التاريخ"1، "فرانسيس فوكوياما" Francis Fukuyama تفسير هذه الأحداث أيضا من منطلقاته الفكرية. "فوكوياما" الذي اعتبر أن الإسلام هو الثقافة العالمية الكبرى، "التي يمكن القول بأن لها بعض المشكلات الجوهرية مع الحداثة". وأن العالم الإسلامي يختلف عن ثقافات العالم الأخرى في جانب مهم واحد، فقد أنتج وحده في السنوات الأخيرة وبشكل متكرر حركات متطرفة مؤثرة لا ترفض السياسات الغربية فقط، بل أبسط مبادئ الحداثة نفسها، وهو التسامح الديني، حيث تؤمن هذه الجماعات بأن الغرب مجتمع فاسد في أساسه. كما يرى أن الصراع الراهن، ليس صراعا ضد الإرهاب أو ضد الإسلامكدين أو حضارة، ولكنه ضد "الفاشية الإسلامية" أي التطرف في عدم التسامح، والمبادئ المناوئة لروح العصر التي برزت مؤخرا في أنحاء عدة من العالم الإسلامي2. وكان "فوكوياما" قد أشار فيكتابه "أن الإسلام يمثل نظاما إديولوجيا متجانسا، وأن الإسلام هزم الديمقراطية اللبرالية في العديد من دول العالم الإسلامي، وبهذا شكل تهديدا للممارسات اللبرالية، حتى في الدول التي لم يحصلوا فيها مباشرة على السلطة. ومع ذلك الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية -أو النظام اللبرالي- هي الصيغة الأكثر عقلانية في الحكم"3. وإذا كانت نظريتا صدام الحضارات ونهاية التاريخ اللتان سادتا خلال التسعينات قد وظفتا بعد 11 سبتمبر2111 لتبرير السياسة الأمريكية. فإن هناك بعض الباحثين المستشرقين قد حاولوا التأكيد على أن أحداث 11 سبتمبر، ما هي إلا امتداد لثقافة العنف المتجذرة في العالم الإسلامي، واستمرارية لتاريخ طويل من الصراع والتنافس بين العالمين الغربي والإسلامي. وفي هذا الإطاركان المستشرق الأمريكي "برنارد لويس" Bernard Lewis قد ألفكتابا له مع بداية التسعينات، بعنوان "جذور غضب المسلمين" الذي أكد من خلاله أن الإسلام هو واحد من الديانات الكبرى في العالم، لكن الصراع في الإسلام بين الخير والشر قريبا جدا اكتسب أبعادا سياسية وحتى عسكرية. والسبب الأكثر شيوعا لعداء المسلمين للولايات المتحدة اليوم هو الدعم الأميركي لإسرائيل1. ولقد حاول "برنارد لويس" من خلال هذا الكتاب استثمار أحداث 11 سبتمبر لتنقيح الطبعة السابقة، وهو معروف بمساندته للتدخل الأمريكي في العراق، ومساندته للسياسات الإسرائيلية2. ومباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت مفاهيم مثل: الإرهاب الإسلامي، الخطر الأخضر، بربرية الإسلام، الإسلاموفوبيا...الخ، مواضيع أساسية في حملات إعلامية واسعة النطاق، تنال من أصول الإسلام ورموزه، وأحسن مثال على ذلك هو الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، التي تم نشرها في الجرائد الدنماركية، والتي تمثل تعبيرا عن التصاعد في العداء للإسلام والمسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر 2111. واتضح هذا خاصة بعد رفض الاعتذار، مع تأكيد الدول الغربية عن "حرية التعبير" وعدم إمكانية تشريع دولي لتجريم ازدراء الأديان3.كما لم تخل الوسائل الإعلامية الالكترونية الغربية عبر شبكة الأنترنيت، منكتابات وصور حملت نفس المعاني العدائية والتحريضية، ضد الجاليات المسلمة المقيمة في الدول الغربية. ومن جهة أخرى، هناك بعض الباحثين الذين انتقدوا بشدة نظريتي "صراع الحضارات" و"نهاية التاريخ"، باعتبارهما لا تصلحا في تفسير أحداث سبتمبر 2111. من بينهم "كريس براون"Chris Brown، الذي يرى أن "فوكوياما" قد أبرز عدد من المواضيع المميزة، إلا أن معالجته للتداعيات الدولية لانتصار الليبرالية ليس فيها الكثير مما هو جديد. وأن نهاية التاريخ تبدو مشابهةكثيرا لـ "العودة إلى المستقبل". أي نظام دولي لدول متنافسة بعضها مع بعض وتهتم باستمرار بقائها، وربما تخوض حروبا ولكن لا تخوض ذلك النوع من الصراع الإيديولوجي الذي تميز به جزءكبير من القرن التاسع عشر4. ولقد أكد الباحث السنغافوري " كيشور محبوباني" Kishor Mahpopani في كتابه المعنون بـ: "ما بعد عصر البراءة، إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم": "أنه نظريا لا يجب أن يكون هناك توتر بين أمريكا والعالم الإسلامي، فلم يهدد العالم الإسلامي أمريكا أبدا ... العالم الإسلاميكان يحمي مصالح أمريكا، حيث شكل حاجزا طبيعيا خلال الحرب الباردة ضد توسع الشيوعية في هذا الإطار قام الباحثان الروسيان "يوري ياكوفيتس" Yury v.yakovets و"بوريس كوزيك Boris N.kuzyk بوضع سيناريوهات تفاعل الحضارات في القرن الحادي والعشرين، والتي يمكن عرضها فيما يلي2:  السيناريو الأكثر سوءا منها هو سيناريو صدام الحضارات، هذا الصدام الذي سيؤدي في النهاية إلى انتحار البشرية.  سيناريو ذوبان الحضارات في تكوينكوكبي ما فوق مجتمعي.  السيناريو التفاؤلي الممكن أيضا هو حوار حضارات الجيل الخامس وشراكتها في حل القضايا الكوكبية الملحة وفي ضمان تطور مستدام على المستوى العالمي. ولقد أكد الباحثان على أن السيناريو الأخير ممكن حدوثه، إلا أن هذه العملية لن تكون سهلة وسريعة، تستمر خلالها النزاعات على خطوط التماس الحضارية، ليس فقط على الحدود بين الدول، ولكن غالبا ما تكون داخل الدول نفسها، وسيستغرق الأمر جيلا أو جيلين. ولهذا فإن صراع الحضارات ليست نظرية بسيطة حول تطور العلاقات الدولية، بل عبارة عن محاولة بناء رؤية مستقبلية للسياسات العالمية لما بعد الحرب الباردة، تعكس بوضوح بعض الاتجاهات داخل دوائر التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة، لملء الفراغ في عالم ما بعد الحرب الباردة ليقدم إطارا عقائديا لها، من خلال خلق عدو استراتيجي وهمي، لتبرير التدخل العسكري الأمريكي خاصة في مناطق ذات مصالح حساسة. ورغم أهمية البعد الثقافي في الصراعات الدولية، وبما أن العالم الإسلامي أصبح عنصرا أساسيا في الإستراتيجية الغربية، إلا أن الصراع بعد أحداث 11سبتمبر 2111 لن يكون بين الحضارات، لكن الصراع سيكون صراعا اقتصاديا حول توزيع الثروة والنفوالأبعاد الثقافية والحضارية في تفسير هذه الهجمات، وهو ما ترجم في الخطابات الرسمية، والفكرية، والإعلامية. وبما أن العالم الإسلاميكان يمثل على مر التاريخ صورة "العدو" للعالم الغربي، فإنه منذ هجمات 11 سبتمبر دخلت العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب مرحلة جديدة من العداء والخوف والتوتر، إذ أصبح الإسلام حسب الدول الغربية يمثل تهديدا مشابها أو ربما أكثر خطورة ع ّما كان يمثله الاتحاد السوفياتي سابقا على النظام الدولي1. ورغم أن هجمات 11 سبتمبر لقيت استنكارا واسعا في الدول العربية والإسلامية، وإدانة صريحة من منظمة المؤتمر الإسلامي باعتبارها منافية لقيم الإسلام السامية والمتسامحة. إلا أن هذا لم يمنع ظهور أحكام مسبقة في تصريحات المسؤولين الغربيين، بما وصفوه بـ "الإرهاب الإسلامي" أو"الجهاد الإسلامي" ضد الولايات المتحدة، أو عن "حتمية الصراع بين الحضارتين الإسلامية والغربية". وجاء استخدام الرئيس الأمريكي السابق "جورج ولكر بوش" تعبير الحملات "الصليبية"، باعتبار أن المواجهة التي قررتها الولايات المتحدة الأمريكية، هي ضد الإسلام كدين وضد المجتمعات الإسلاميةككل1. وفي نفس السياق، تم استعمال تعبيرات أخرى مثل: "الحرب بين الخير والشر"، "الحرب ضد الشيطان"، "الحرية الدائمة"، "العدالة المطلقة"، "العدالة بلا حدود"، و"الحرب الفاضلة"، لإضفاء الطابع الأخلاقي على الحرب الأمريكية. ففي خطاب للرئيس الأمريكي أمام الكونغرس في 21 سبتمبر2111 قال:"هؤلاء الإرهابيون يقتلون ليس فقط من أجل وضع حد لحياة العديد من الأفراد، بل لتدمير حياة...إنها حرب الحضارة...كل دولة فيكل منطقة عليها الآن أن تتخذ قرارا: إما أنكم معنا وإما أنكم مع الإرهابيين. والعالم المتحضر سيتحالف مع أمريكا"2. فالفكر الأمريكي أصبح منقسم بين اعتقاد بالأساطير الممجدة لعظمته و"رسالته"، وبين "ليبرالية علمانية مادية أحادية محضة". ولعل أخطر ما في العقلية التي أسست الشخصية الأمريكية، اعتقاد الأمريكيين أنهم"رسل اللّه إلى الحياة"، وأنهم "شعب اللّه المختار"، وأن الأرض الأمريكية هي "أرض اللّه" التي اختارها لشعبه المختار، استنادا إلى الفهم المتطرف البروتستنتي لنصوص التوراة والإنجيل معا (الكتاب المقدس)"3 . ولهذا فإن معظم الممارسات والسياسات التي أقرتها الإدارة الأمريكية، جاءت لتغذي الحقد على المسلمين. فاللائحة الأمريكية التي أعيد نشرها في 1 أكتوبر2111 تضمنت 21 منظمة، منها 11 منظمة إما عربية أو إسلامية. وبموجب الأمر الرئاسي الصادر في 1 نوفمبر2111، تم تجميد أموال 42 منظمة وفردا، من بينهم منظمات خيرية وإنسانية إسلامية. إضافة إلى تجميد أرصدة "مؤسسة الأرض المقدسة" أكبر الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين. ووفقا للإحصاء الذي نشره "مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية"، يتضح أن هجمات التمييز التي تعرض لها المسلمون الأمريكيون في الفترة ما بين 11 سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر، زادت من 711 حالة إلى 1612 حالة، تراوحت بين التهديد بالقتل، والتحرش اللفظي والاعتداء الجسدي والإضرار بالممتلكات، والمضايقة من طرف الشرطة أو مكتب التحقيقات الفدرالي1. وفي هذا الإطار يرى" جو ماجيه" أن الدول الغربية عامة تبذل جهداكبيرا من أجل الحفاظ على تفوقها الحضاري وتأثيرها في النظام الدولي، من خلال استراتيجية ثقافية تجعل الحضارة الغربية نموذجا لبقية دول العالم بما حققته من إنجازات في الاقتصاد، والسياسة، والعلم، معتمدة في ذلك على مجموعة من القيم الأساسية مثل الديمقراطية، والحرية، والمساواة وحقوق الإنسان، مرتكزة على المبادئ الفردية، واللبرالية والنفعية2. وفي سياق آخر فإن هجمات 11 سبتمبر وردود الفعل الدولية، وفرت اختبارا لأطروحة "صموئيل هنتنغتون" Samuel Huntington حول "صدام الحضارات"3، والتي حظيت باهتمامكبير لتفسير مستقبل العلاقات الدولية بعد أحداث سبتمبر 2111، من خلال التركيز على البعد الحضاري في تحليل الصراع. هذه الأطروحة تؤكد على أن الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية حتمية لابد من حدوثها، تضم على الأرجح دولا إسلامية في جانب ودولا غير إسلامية في جانب آخر6. ويعتقد "هنتنغتون" أيضا بأن سياسات العالم تدخل مرحلة جديدة، منطلقا من فرضية أن "المصدر الجوهري للصراعات في هذا العالم الجديد لن يكون بالدرجة الأولى إديولوجيا أو إقتصاديا، فالانقسامات الكبيرة بين الجنس البشري والمصدر المهيمن للصراعات سيكون ثقافيا...ولكن الصراعات الرئيسية للسياسات الكونية ستحدث بين الدول والمجموعات المنتمية لحضارات مختلفة. وسيهيمن صدام الحضارات على السياسات الكونية، فخطوط الصراع بين الحضارات هي خطوط معارك المستقبل، وسيكون النزاع بين الحضارات أحدث مرحلة في تطور النزاعات في العالم الحديث"5. ورغم الانتقادات التي وجهت إلى "هنتنغتون"، إلا أنه بقي مصرا على التوجهات العامة لأطروحة صدام الحضارات بعد أحداث 11 سبتمبر 2111، مؤكدا أن العالم يعيش الآن زمن حروب المسلمين. من جهته، حاول صاحب نظرية "نهاية التاريخ"1، "فرانسيس فوكوياما" Francis Fukuyama تفسير هذه الأحداث أيضا من منطلقاته الفكرية. "فوكوياما" الذي اعتبر أن الإسلام هو الثقافة العالمية الكبرى، "التي يمكن القول بأن لها بعض المشكلات الجوهرية مع الحداثة". وأن العالم الإسلامي يختلف عن ثقافات العالم الأخرى في جانب مهم واحد، فقد أنتج وحده في السنوات الأخيرة وبشكل متكرر حركات متطرفة مؤثرة لا ترفض السياسات الغربية فقط، بل أبسط مبادئ الحداثة نفسها، وهو التسامح الديني، حيث تؤمن هذه الجماعات بأن الغرب مجتمع فاسد في أساسه. كما يرى أن الصراع الراهن، ليس صراعا ضد الإرهاب أو ضد الإسلامكدين أو حضارة، ولكنه ضد "الفاشية الإسلامية" أي التطرف في عدم التسامح، والمبادئ المناوئة لروح العصر التي برزت مؤخرا في أنحاء عدة من العالم الإسلامي2. وكان "فوكوياما" قد أشار فيكتابه "أن الإسلام يمثل نظاما إديولوجيا متجانسا، وأن الإسلام هزم الديمقراطية اللبرالية في العديد من دول العالم الإسلامي، وبهذا شكل تهديدا للممارسات اللبرالية، حتى في الدول التي لم يحصلوا فيها مباشرة على السلطة. ومع ذلك الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية -أو النظام اللبرالي- هي الصيغة الأكثر عقلانية في الحكم"3. وإذا كانت نظريتا صدام الحضارات ونهاية التاريخ اللتان سادتا خلال التسعينات قد وظفتا بعد 11 سبتمبر2111 لتبرير السياسة الأمريكية. فإن هناك بعض الباحثين المستشرقين قد حاولوا التأكيد على أن أحداث 11 سبتمبر، ما هي إلا امتداد لثقافة العنف المتجذرة في العالم الإسلامي، واستمرارية لتاريخ طويل من الصراع والتنافس بين العالمين الغربي والإسلامي. وفي هذا الإطاركان المستشرق الأمريكي "برنارد لويس" Bernard Lewis قد ألفكتابا له مع بداية التسعينات، بعنوان "جذور غضب المسلمين" الذي أكد من خلاله أن الإسلام هو واحد من الديانات الكبرى في العالم، لكن الصراع في الإسلام بين الخير والشر قريبا جدا اكتسب أبعادا سياسية وحتى عسكرية. والسبب الأكثر شيوعا لعداء المسلمين للولايات المتحدة اليوم هو الدعم الأميركي لإسرائيل1. ولقد حاول "برنارد لويس" من خلال هذا الكتاب استثمار أحداث 11 سبتمبر لتنقيح الطبعة السابقة، وهو معروف بمساندته للتدخل الأمريكي في العراق، ومساندته للسياسات الإسرائيلية2. ومباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت مفاهيم مثل: الإرهاب الإسلامي، الخطر الأخضر، بربرية الإسلام، الإسلاموفوبيا...الخ، مواضيع أساسية في حملات إعلامية واسعة النطاق، تنال من أصول الإسلام ورموزه، وأحسن مثال على ذلك هو الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، التي تم نشرها في الجرائد الدنماركية، والتي تمثل تعبيرا عن التصاعد في العداء للإسلام والمسلمين منذ هجمات 11 سبتمبر 2111. واتضح هذا خاصة بعد رفض الاعتذار، مع تأكيد الدول الغربية عن "حرية التعبير" وعدم إمكانية تشريع دولي لتجريم ازدراء الأديان3.كما لم تخل الوسائل الإعلامية الالكترونية الغربية عبر شبكة الأنترنيت، منكتابات وصور حملت نفس المعاني العدائية والتحريضية، ضد الجاليات المسلمة المقيمة في الدول الغربية. ومن جهة أخرى، هناك بعض الباحثين الذين انتقدوا بشدة نظريتي "صراع الحضارات" و"نهاية التاريخ"، باعتبارهما لا تصلحا في تفسير أحداث سبتمبر 2111. من بينهم "كريس براون"Chris Brown، الذي يرى أن "فوكوياما" قد أبرز عدد من المواضيع المميزة، إلا أن معالجته للتداعيات الدولية لانتصار الليبرالية ليس فيها الكثير مما هو جديد. وأن نهاية التاريخ تبدو مشابهةكثيرا لـ "العودة إلى المستقبل". أي نظام دولي لدول متنافسة بعضها مع بعض وتهتم باستمرار بقائها، وربما تخوض حروبا ولكن لا تخوض ذلك النوع من الصراع الإيديولوجي الذي تميز به جزءكبير من القرن التاسع عشر4. ولقد أكد الباحث السنغافوري " كيشور محبوباني" Kishor Mahpopani في كتابه المعنون بـ: "ما بعد عصر البراءة، إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم": "أنه نظريا لا يجب أن يكون هناك توتر بين أمريكا والعالم الإسلامي، فلم يهدد العالم الإسلامي أمريكا أبدا ... العالم الإسلاميكان يحمي مصالح أمريكا، حيث شكل حاجزا طبيعيا خلال الحرب الباردة ضد توسع الشيوعية في هذا الإطار قام الباحثان الروسيان "يوري ياكوفيتس" Yury v.yakovets و"بوريس كوزيك Boris N.kuzyk بوضع سيناريوهات تفاعل الحضارات في القرن الحادي والعشرين، والتي يمكن عرضها فيما يلي2:  السيناريو الأكثر سوءا منها هو سيناريو صدام الحضارات، هذا الصدام الذي سيؤدي في النهاية إلى انتحار البشرية.  سيناريو ذوبان الحضارات في تكوينكوكبي ما فوق مجتمعي.  السيناريو التفاؤلي الممكن أيضا هو حوار حضارات الجيل الخامس وشراكتها في حل القضايا الكوكبية الملحة وفي ضمان تطور مستدام على المستوى العالمي. ولقد أكد الباحثان على أن السيناريو الأخير ممكن حدوثه، إلا أن هذه العملية لن تكون سهلة وسريعة، تستمر خلالها النزاعات على خطوط التماس الحضارية، ليس فقط على الحدود بين الدول، ولكن غالبا ما تكون داخل الدول نفسها، وسيستغرق الأمر جيلا أو جيلين. ولهذا فإن صراع الحضارات ليست نظرية بسيطة حول تطور العلاقات الدولية، بل عبارة عن محاولة بناء رؤية مستقبلية للسياسات العالمية لما بعد الحرب الباردة، تعكس بوضوح بعض الاتجاهات داخل دوائر التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة، لملء الفراغ في عالم ما بعد الحرب الباردة ليقدم إطارا عقائديا لها، من خلال خلق عدو استراتيجي وهمي، لتبرير التدخل العسكري الأمريكي خاصة في مناطق ذات مصالح حساسة. ورغم أهمية البعد الثقافي في الصراعات الدولية، وبما أن العالم الإسلامي أصبح عنصرا أساسيا في الإستراتيجية الغربية، إلا أن الصراع بعد أحداث 11سبتمبر 2111 لن يكون بين الحضارات، لكن الصراع سيكون صراعا اقتصاديا حول توزيع الثروة والنفوذ


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تلعب الدولة دور...

تلعب الدولة دورًا حاسمًا في مواجهة التضخم من خلال السياسات النقدية والمالية. فعلى صعيد السياسة النقد...

من خلال إطلاع ا...

من خلال إطلاع الباحث على الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة واستجابة التوصيات تلك الدراسات، ي...

أدخل في روح الل...

أدخل في روح اللعب في بعض الأحيان، يحتاج الكبار إلى الدخول في روح اللعب مع تلاميذهم. يتيح ذلك للبالغ...

المبحث الأول: ب...

المبحث الأول: بداية الصراع. شهدت أوروبـا وجـود الـديانتين اليهوديـة، والنـصرانية، وقـد حرفتـا، ِِ وو...

فيرتكز الطبيب ا...

فيرتكز الطبيب الجراح على ما يرد في تقرير طبيب الأشعة إلى خبرته ومعرفته وتقييم حالة المريض الذي طلبت ...

حيث إن شركة مسا...

حيث إن شركة مسارات لتجهيزات الملاعب ذ.م.م ("المحكمة")، وهي شركة توفر معدات رياضية وتقدم خدمات تقنية،...

اخذ السلب : لا ...

اخذ السلب : لا ها الله إذن ( أي والله ) لا يعمد ( أي الرسول ) إلى أسد من أسود الله ( أي أبو قتادة ( ...

تبدأ الرواية من...

تبدأ الرواية من لدى البطلة التي تدعى ” جيروشها أبوت “ , لكنها كانت تكره اسمها وت فضل ان تتم مناداتها...

ينبغي عليه التع...

ينبغي عليه التعلم من هذه الأخطاء وعدم الاستسلام لها مهما كانت، والتعامل معها بشكل إيجابي، واعتبارها ...

1.Enhancing Eff...

1.Enhancing Efficiency: Streamlining the process of accessing and utilizing electronic health record...

مفهوم التجهيز و...

مفهوم التجهيز والتكييف السمعي عند الصم يشير إلى مجموعة من اإلجراءات والتقنيات التي تهدف إلى تحسين ا...

L’Atlas Saharie...

L’Atlas Saharien montre un plissement particulier très caractéristique de la chaîne. L’orientation g...