لخّصلي

يرى كثير من المؤرخين أن الوقت قد حان لتناول تاريخ الاستعمار الأوروبي للقارة الأفريقية تناولا شموليا أقرب لاستنباط استراتيجياته وتفاعلاته وآثاره بصورة شاملة من أجل التوصل لما يقارب النظرية التاريخية لهذا الاستعمار ويبني هؤلاء المؤرخين فرضيتهم على أساس أن فهم الوضع الأفريقي الحالي في وسط عالم يموج بالتغيرات والتطورات المتلاحقة يتطلب فهم هذا الاستعمار الذي قوض الكثير من طموحات القارة وإمكاناتها حتى يمكن تلافي تكرار واستمرار نمط الاستغلال الغربي الذي يرون أنه لا يزال قائما في أفريقيا. ولا تقتصر تلك الرؤية على مؤرخين إيديولوجيين أمثال جوزيف كي زير بو بل إنها أصبحت منتشرة وسط من ويمكن وصفهم بالمؤرخين الأفارقة الجدد في بلدان القارة الأفريقية أو وقد ساعد الاهتمام الجديد المتزايد بتاريخ العالم الثالث، على هذا التطور في مجال البحث التاريخي الذي يعتمد على تطوير النماذج. وقد تم دعم هذا التطور أيضًا من خلال الأبحاث باهظة الثمن. ولا يصح تطبيق تقارير الأبطال التاريخيين بحجة أنهم مجرد تطور في الحركة الواسعة للمجتمع، والحقيقة المجردة هي تفوقهم وتميزهم على أقرانهم ووجود الوحدة بينهم. فإن الولاء للعينة، وهذا الفهم سيعطي الفضل الأكبر للعينة ويضع الشريحة نحو تمجيد الفردية والخضوع. غرس نزعة الاستقصاء والغطرسة (1) ورغم المكانة التي أصبح يحتلها على خريطة المناهج المعاصرة، إلا أن الموضوع يعتبر من اختصاص علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا أكثر من المؤرخين، بينما هو في الواقع عرض صادق وتأمل جيد ذو أساس تاريخي يقوم عليه. .. ترحيب خصب للبحث التاريخي وموضوع في أمس الحاجة إليه تحقيقاً وبحثاً من وجهة نظر المؤرخ (2) وهناك سمة أخرى مهمة تنطبق أكثر على القارة الأفريقية وتاريخ استعمارها من قبل الدول الأوروبية،

يرى كثير من المؤرخين أن الوقت قد حان لتناول تاريخ الاستعمار الأوروبي للقارة الأفريقية تناولا شموليا أقرب لاستنباط استراتيجياته وتفاعلاته وآثاره بصورة شاملة من أجل التوصل لما يقارب النظرية التاريخية لهذا الاستعمار ويبني هؤلاء المؤرخين فرضيتهم على أساس أن فهم الوضع الأفريقي الحالي في وسط عالم يموج بالتغيرات والتطورات المتلاحقة يتطلب فهم هذا الاستعمار الذي قوض الكثير من طموحات القارة وإمكاناتها حتى يمكن تلافي تكرار واستمرار نمط الاستغلال الغربي الذي يرون أنه لا يزال قائما في أفريقيا. ولا تقتصر تلك الرؤية على مؤرخين

إيديولوجيين أمثال جوزيف كي زير بو بل إنها أصبحت منتشرة وسط من ويمكن وصفهم بالمؤرخين الأفارقة الجدد في بلدان القارة الأفريقية أو

وقد ساعد الاهتمام الجديد المتزايد بتاريخ العالم الثالث، خاصة بعد حرائر الاستعمار ونهاية الاستعمار، على هذا التطور في مجال البحث التاريخي الذي يعتمد على تطوير النماذج. وقد تم دعم هذا التطور أيضًا من خلال الأبحاث باهظة الثمن. وفي مجال الدراسات التاريخية التقليدية الأخرى، يرى أنصار هذا المنهج أيضًا أن إعطاء المساحة المناسبة للحركة الفردية إلى جانب الحركة الجماعية يؤكد أن ملامح الحركة التاريخية وأبعادها تظهر من خلال بعض الشخصيات القوية وتأثيراتها وتأثيرها في النهوض بعجلة التاريخ. ولا يصح تطبيق تقارير الأبطال التاريخيين بحجة أنهم مجرد تطور في الحركة الواسعة للمجتمع، لكن هؤلاء الأفراد لم يكونوا متميزين، والحقيقة المجردة هي تفوقهم وتميزهم على أقرانهم ووجود الوحدة بينهم. فإذا كانت هذه هي السمات المميزة للظهر، فإن الولاء للعينة، وهذا الفهم سيعطي الفضل الأكبر للعينة ويضع الشريحة نحو تمجيد الفردية والخضوع.

غرس نزعة الاستقصاء والغطرسة (1)

ويمكن القول أن تاريخ المجتمعات والعقليات لم يحظ بمكان في الدراسات

ورغم المكانة التي أصبح يحتلها على خريطة المناهج المعاصرة، إلا أن الموضوع يعتبر من اختصاص علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا أكثر من المؤرخين، بينما هو في الواقع عرض صادق وتأمل جيد ذو أساس تاريخي يقوم عليه. .. ترحيب خصب للبحث التاريخي وموضوع في أمس الحاجة إليه

تحقيقاً وبحثاً من وجهة نظر المؤرخ (2)

وهناك سمة أخرى مهمة تنطبق أكثر على القارة الأفريقية وتاريخ استعمارها من قبل الدول الأوروبية، وهي أن هذه المدرسة المعاصرة في البحث التاريخي تركز على العلاقة بين التاريخ والجغرافيا، وهي العلاقة التي بدأت مع ظهور الدولة الإسلامية. علم التاريخ ولذلك فهو الأقدم على الإطلاق. ومثال ذلك ما كتبه مؤرخو السيرة والصوفية عن بيوت الوحي بمكة أو طريق الهجرة إلى المدينة المنورة. أما علاقة التاريخ بالاجتماع، فقد أشار إليها ابن خلدون عندما رأى ضرورة النظر إلى الاجتماع الإنساني، وهو البناء، بهدف استخلاص الشروط التي ترتبط بالعالم نفسه، وفي الغرب بدأت المدرسة التقليدية المعتمدة تضعف. على التاريخ السياسي العام وسير العظماء بل تاثرت بآراء إميل دور