لخّصلي

تعدُّ التكنولوجيا مظهرًا من مظاهر العصر الحديث، فهي تداخلت مع حياتنا في كافة جوانبها، فهي رفيقتنا الدائمة التي لا يمكننا الفكاك منها أو تجاهلها، فهذا العصر هو عصرها، وفيه تطورت وازدهرت ووصلت إلى أعلى مراتب الحداثة والتجدد فمثلاً على الجانب الاقتصادي، توفر التقنية فرصًا لريادة الأعمال وإنشاء شركات ناشئة بسهولة أكبر. ويمكن للأفراد الآن تطوير تطبيقات ومنتجات جديدة وتسويقها عبر الإنترنت.
ويمكن إظهار كيفية تحسين التقنية الحديثة للخدمات الصحية والطبية. حيث يمكن للأطباء الآن تقديم الرعاية عن بعُد والاعتماد على تحليل البيانات الضخمة لتحديد تشخيصات أفضل وعلاجات فعالة.
ومن الناحية البيئية، تساعد التكنولوجيا في تحسين الاستدامة. تمكنت السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية من الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التقنية في تعزيز مفهوم الاقتصاد المشارك وتوجيهه نحو العدالة الاجتماعية، حيث يمُكن للأفراد مشاركة الموارد والخدمات بشكل أكبر.
يمكن القول إن التقنية الحديثة قد غيرت طريقة عمل الفرد وأسلوب حياته بشكل عام. فهي أثرت على التعليم والعمل والابتكار والصحة والبيئة والاقتصاد، وهي ما زالت تتطور بسرعة لتشكل مستقبل أفضل للبشرية.
لذلك ظهر الدافع وراء الاستمرار في تطوير التكنولوجيا، فيما تقدمه من خدمات تسهل حياة الإنسان؛ فقد ظهرت اختراعات كثيرة لا يمكن حصرها بفعل التكنولوجيا، وهذه الاختراعات دخلت إلى حياتنا حتى أصبحت من الضروريات ويشهد العالم في السنوات الأخيرة تطورات معلوماتية وتحولات رقمية غير مسبوقة مما يتطلب مواكبة هذا التطور تعلم التكنولوجيا والتدريب عليها بصفة مستمرة، في حين يواجه فئات من المجتمع مشكلات وتحديا ت في مواكبة هذا التطورات المتسارعة، من خلال التطور والتحول الرقمي الذي طرأ على المجتمع. ويتمحور التحول الرقمي حول الحصول على الخدمات الأساسية وتنفيذ الأعمال من خلال أجهزة الحاسوب الشخصية والهواتف الذكية، دون الحاجة لزيارة المؤسسات أو الاتصال بمراكز خدمات العملاء التابعة؛ لكن بعض الفئات يجدون الصعوبة في أداء هذه المتطلبات

إن الأمية كانت عائقا من قبل في عملية التعليم فقط من حيث القراءة والكتابة ولا تزال بعض الدول العربية تعاني من الأمية، ولقد تراجعت عملية التعليم في تلك المجتمعات التي تعاني من أزمات كثيرة في مجال الاقتصاد والصحة والتعليم وغيرها، ورغم أن التعليم ضرورة ملحة من ضرورات الحياة، إلا أنه أصبح مظهراً من مظاهر الرفاهية والرخاء. لا شك أن انتشار الأمية سببه خلل كبير أهمه الفقر وعدم توفير التعليم المجاني والإلزامي.

ويشير التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2022 الصادر عن صندوق النقد العربي إلى أن نسبة الأمية الأبجدية بين البالغين) 15 سنة وما فوق (قدرت في الدول العربية بنحو 6,24 في المئة، وهي بذلك تفوق مثيلاتها في جميع الأقاليم في العالم، كما أشارت منظمة الألسكو) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (بأن هناك 100 مليون أمي في مجال تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي.

تعُرّف الأمية عادة بعدم إجادة الفرد للكتابة والقراءة، ومع الطفرة التكنولوجية أصبح للأمية معان أخرى تجاوزت الحدود التقليدية لأمية الفرد لتشمل المعارف الأساسية في عالم رقمي تمُثلّ فيه التكنولوجيا مدخلاً للتعامل مع كافة المجريات سواء في سياقها المحلي أو العالمي، ونحن نبحث عن الطرق المبتكرة التي تساهم في تقليص هذه الفجوة بين بعض فئات المجتمع، والتطور التقني المتسارع.
ونظرا لذلك وجدنا أنه من المهم جدا أن نتعمق بالبحث والدراسة لطرق تعالج غياب المعرفة
والمهارات الأساسية في استخدام التقنية أو ما يسمى "بالأمية الرقمية" في استخدام التقنية في أداء المهام اليومية والتعامل مع الآلات والتكنولوجيا والأجهزة الحديثة.
لقد حرصنا على أن نتطرق إلى موضوع مهم جدا وله تأثير كبير على حياة البشر نتيجة تصاعده في الآونة الأخيرة وسوف نستعرض في هذا البحث المعلومات حول أدوات البحث الالكترونية. لأنه يمكن للأمية الرقمية أن تعيق أمُمًا بأكملها عن التعامل مع قضايا اقتصادية واجتماعية وسياسية شائكة.