لخّصلي

وربت على خد زوجته وحاول عبثا تقبيل ددلى الذى كان يصرخ عاليًا وهو يقذف بطعامه إلى الحائط. وأخيرًا ترك المنزل وهو يغمغم: ولد صغير شقي لاحظ الشيء الغريب الأول في ذلك اليوم رأى قطة تقرأ في خريطة. لم يستوعب ما يراه من الوهلة الأولى، هل هذا معقول ؟! لابد أنه خداع الضوء طرف السيد درسلي وحدق إلى القطة، فحدقت بدورها إليه، رآها مرة أخرى في المرآة القطة نفسها وهي تقرأ اللافتة المكتوب عليها اسم الشارع لا .القطط لا تقرأ الخرائط ولا اللافتات. وقرر أن يركز تفكيره فى صفقة النسيج الضخمة التي كان يأملها وتوقف وسط زحام مرور الصباح المعتاد في أعماق الصخب المزدحم، كان السيد درسلى يقضي يومًا مثاليًا في العمل، مستمتعًا بسكون مكتبه بالدور التاسع. جلس هادئًا مع ظهره للنافذة، محاولًا تفادي أي تشتت يعكر صفو عمله. وفي الخارج، كانت أسراب من البوم تحلق في الفضاء بأناقة، تجذب أنظار المارة الذين اندهشوا وتعجبوا من هذا المشهد الغريب.
وفيما كان السيد درسلى يستمتع بيومه الهادئ، تداخلت الأحداث عندما صادف مجموعة من الناس الذين كانوا يرتدون عباءات بألوان زاهية. انزعج السيد درسلى وهو يمر بجانبهم، دون أن يدرك سبب ذلك. ولكن عند سماعه كلمات من حديثهم عن أسرة (بوتر) وابنهم (هاري)، غمرته موجة من الرعب. تجمد في مكانه لحظة، ثم اندفع عائدًا عبر الطريق إلى مكتبه بسرعة، متوجهًا نحو الهاتف للاتصال بالبيت، محاولًا فهم ما يحدث. بينما يعود إلى مكتبه ويسعى لفهم الموقف، يبقى الغموض يلف حول تلك اللحظات الغامضة التي عاشها. هل كانت تلك المجموعة من الأشخاص الذين يرتدون العباءات لهم علاقة بعائلة (بوتر)؟ وما الذي جعله يشعر بالرعب والانزعاج تجاههم؟ تلك الأسئلة تدور في ذهنه كان السيد (درسلي) يعاني من توتر وعدم قدرته على التركيز في عمله. وعندما خرج من العمل في المساء، اصطدم برجل قصير في طريقه، ولكن بدلاً من الغضب، وجد الرجل القصير يبتسم ويطلب منه عدم الاعتذار مشيرًا إلى أنه يجب الاحتفال بذلك اليوم لانه رحل وسأله هل تعرف من ثم قال يجب ان تحتفلوا ايضا ايها العامه . هذا التصرف أثار دهشة السيد (درسلي) وأثر فيه بشكل كبير. بعد هذا اللقاء الغريب، عاد السيد (درسلي) إلى منزله ووجد القطة الرمادية التي شاهدها في الصباح تجلس على سور حديقته. وبالرغم من شكه في الأمر، إلا أنه كان واثقًا تمامًا بأنها نفس القطة صاح بها هش ولكن كانت تنظر لها بصمت تعجب من رد فعلها وفكر هل هذا تصرف عادي من القطط ودخل إلى البيت، وقد قرر ألا يذكر شيئًا لزوجته بعد أن نام ددلى اتجه السيد درسلي إلى حجرة المعيشة في وقت إذاعة الخبر الأخير فى نشرة المساء: وأخيرًا. أفادت تقارير مراقبي الطيور في كل مكان في البلاد عن نشاط غريب لطيور البوم وفى ضوء النهار، وشوهدت تطير في كل الاتجاهات. ولا تكاد ترى في ضوء النهار، ولا يعلم المراقبون الأسباب التي أدت إلى أن تغير هذه الطيور وابتسم المذيع وقال معلقا: أمر غامض. والآن إلى النشرة الجوية مع الزميل جيم ماكوفين . أهلا يا جيم هل يوجد المزيد من أسراب البوم غدًا؟!. قال مذيع النشرة الجوية: الحقيقة يا (تيد) أننى لا أعرف شيئًا عن ذلك إلا أن أشياء غريبة أخرى حدثت اليوم. أمطرت السماء سيلا من الشهب المتساقطة.تجمد السيد (درسلي) في مقعده... شهب متساقطة في كل مكان في بريطانيا!! وبوم يطير في ضوء النهار وأشخاص في عباءات ملونة في كل مكان!! وهمس يدور حول آل (بوتر)!! دخلت السيدة درسلى وهي تحمل كوبين من الشاي، وظهر عليها الدهشة عندما سألها زوجها عن أخبار من أختها. بعد أن شربت الشاي في صمت، سألها عن ابنها هاري وأجابت بجفاء. ثم ذهبا إلى النوم، وظل السيد درسلى يفكر في الأحداث الغريبة التي حدثت اليوم وتساءل عما إذا كانت لها صلة بآل بوتر. اعتقد أنهم لن يتورطوا في الأمر، لكنه كان مخطئًا في تقديرهم. في نهاية الليل، غرق السيد درسلي في نوم مضطرب، بينما كانت القطة مستيقظة تراقب الشارع. ظهر رجل عجوز طويل ونحيف يدعى ألباس دمبلدور، وكان يرتدي عباءة قرمزية ونظارة هلالية. بينما كان يشعل ويطفئ ولاعة فضية، انطفأت جميع المصابيح في الشارع. بعد ذلك، جلس بجوار القطة وقال لها بدون أن ينظر إليها: "من الظريف أن أجدك هنا يا أستاذة ماكجونجال".وبدلاً من القطة وجد سيدة حادة الملامح تضع على عينيها نظارة مستديرة تشبه تماما تلك الدوائر حول عينى القطة . وتربط شعرها على شكل كعكة. وتبدو قاسية الملامح قال: «يا عزيزتي. لم أر من قبل قطة تجلس في مثل ثباتك. قالت: «ستجلس مثلى لو بقيت طوال اليوم على مثل هذا السور». قال: ماذا ؟ طوال اليوم!! ألم تشتركى فى الاحتفالات؟! لقد قالت بغضب: «نعم. الجميع يحتفل. لقد لفت ذلك الأنظار إلينا. حتى هؤلاء العامة لاحظوا ما يحدث. شهب متساقطة. إنهم ليسوا أغبياء تماما . لقد لاحظوا هذه الأحداث الغريبة شهب متساقطة في (كينت) . أراهن هذا من فعل (ديد الوس دیجلی)؛ فهو لم يملك يوما ذرة من الإدراك. قال الأستاذ ( دمبلدور) برفق: لا يمكنك لومهم، فنحن لم نحتفل منذ أحد عشر عاما. فقالت لكنه ليس سببا لنفقد عقولنا، ونتصرف بإهمال حتى إنهم لم يتنكروا فى ملابس العامة. ثم نظرت إليه نظرة جانبية حادة وكأنها تأمل أن يخبرها بشيء ما، ولكنه لم يفعل.. فواصلت ماكجونجال قائلة: «لن يكون شيئًا جيدًا أن يكتشف العامة وجودنا في اليوم نفسه الذي اختفى فيه (أنت - تعرف – من) أخيرًا.. أفترض أنه اختفى فعلا يا دمبلدور؟ أكمل قائلاً: لاً يصبح الأمر مربكا مع استمرارنـا فـي قـول (أنت - تعرف - من). لم أر سببًا قط لأن يخاف أحد من ذكر اسم (فولدمورت). قالت له بإعجاب: أعرف هذا، ولكنك مختلف، فالكل يعرف أنك الوحيد الذي يخاف منه أنت - تعرف... أقصد (فولدمورت) قال: أنتِ فقط تجامليننى، فأنت تعرفين أن (فولدمورت) يملك قوى لا يسعنى أن أملكها! قالت: لا .. إن حسن أخلاقك فقط هو الذي لا يسمح لك باستعمالها (دمبلدور): من حسن الحظ أن المكان مظلم، فوجهى لم يحمر هكذا منذ قالت لى مدام (بومفرى) إنها معجبة بغطاء أذني الجديد رمته الأستاذة ( ماكجونجال) بنظرة حادة ثم قالت: ان طيور البوم ليست الوحيدة التي تطير اليوم.الشائعات أيضًا تتطاير. هل تعرف ما الذي يقولونه حول سبب اختفائه، وعما قضى عليه أخيرا؟ وصمتت .. وقد بدا أنها وصلت أخيرًا إلى السؤال الذي ترغب في سماع جوابه منه، وهو السبب الحقيقى الذى جعلها تنتظر بصبر فوق هذا الحائط الصلب البارد طوال اليوم، وثبتت نظرها على ( دمبلدور) بطريقة لم تفعلها من قبل سواء كقطة أو كامرأة... كانت تريد أن تعرف منه الحقيقة، فهي لا تصدق سواه إلا أن ( دمبلدور) كان يأكل قطعة أخرى من الليمون الحلو؛ فلم يجبها فأكملت قائلة: تقول الشائعات إنه في تلك الليلة الأخيرة، ذهب (فولدمورت) إلى بلدة (جودريكس هولو)؛ شهقت الأستاذة ( ماكجونجال) عندما هز الأستاذ (دمبلدور) رأسه موافقا وقالت: ماذا؟ (ليلى) و (جيمس) لا .. مد دمبلدور يده، وربت على كتف ( ماكجونجال) وقال بحزن أعرف. ارتعش صوتها وواصلت «ليس هذا كل شيء. يقولون إن (فولدمورت) حاول قتل ابنهما ( هارى). ولكنهم يقولون إنه عندما لم يستطع قتل (هاري بوتر)، تحطمت قواه لسبب ما ولهذا اختفى. أوماً ( دمبلدور) برأسه بكآبة. قالت الأستاذة ( ماكجونجال): إذًا، فالأمر حقيقي …حقيقي فعلاً! بعد وكل الناس الذين قتلهم. ولكن، قال ( دمبلدور): يمكننا أن نخمن. وربما إلى الأبد!. وتنهد ( دمبلدور ) بقوة ثم أخرج من جيبه ساعة ذهبية غريبة. بها اثنتا عشرة يدًا. ولا توجد بها أي أرقام، ولكن بها بعض الكواكب التي تدور حول حافتها. ثم أعادها إلى جيبه وقال: لقد تأخر (هاجريد). أعتقد أنه هو الذي أخبرك أننى سأحضر إلى هنا رد قائلاً:اتيت لأحضر ( هارى) إلى خالته وزوجها. فهما عائلته الوحيدة الآن. لا يمكنك ذلك. لقد كنت أراقبهم طوال النهار. ثم إن لديهم هذا الابن. لقد رأيته يركل أمه طوال الطريق إلى آخر الشارع. وهو يصرخ في طلب الحلوى. هل يأتى هارى بوتر) ويعيش هنا؟!. قال ( دمبلدور) بحزم: إنه أفضل مكان له . لقد كتبت لها رسالة. جلست الأستاذة ( ماكجونجال) على السور مرة أخرى. وقالت بصوت خفيض: رسالة؟! حقا يا دمبلدور) هل تعتقد أن تلك الرسالة ستكون كافية لتشرح فيها الأمر؟ إن هؤلاء الناس لن يفهموا حقيقة هذا الولد أبدًا. وستؤلف حوله الكتب. سيعرف كل طفل في عالمنا من هو (هاري بوتر). رد دمبلدور بجدية: تماما طفل مشهور ومعروف قبل أن يمشى أو يتكلم. مشهور لسبب لا يتذكره. ألا ترين أن من مصلحته أن يترعرع بعيدًا عن كل ذلك حتى يصبح قادرا على تحمله؟!. رأيك صائب تماما . كيف سيحضر الولد إلى هنا یا (دمبلدور)؟» ثم نظرت إلى عباءته وكأنها تعتقد أنه يخفى (هاري) تحتها. رد قائلاً: سوف يحضره (هاجريد) قالت الأستاذة :( ماكجونجال): ((هاجريد)؟! وهل من الحكمة أن تأتمنه على أمر مهم كهذا؟ قال ( دمبلدور): إنني أأتمنه على حياتي. قالت الأستاذة ( ماكجونجال) بتذمر: لا أقصد أنه غير أمين.. ولكنك تعرف أنه مهمل أحيانًا ما هذا الصوت كان صوت ضوضاء قوي يشبه الرعد وفي هذه اللحظة، اخترق السكون حولهم صوت دمدمة .. ظل يرتفع حتى أصبح كالرعد.. تلفتا حولهما ثم رفعا رأسيهما ينظران إلى السماء وفجأة ظهرت دراجة ضخمة .. وهبطت أمامهما تماما! ورغم ضخامة الدراجة، فقد كان الرجل الذي يركبها أضخم كثيرا.. طوله يزيد على طول رجلين.. وعرضه يساوى خمسة رجال.. وشعره أشعث وغزير وكذلك لحيته وبين ذراعيه الضخمتين لفافة من الملاءات البيضاء تنهد ( دمبلدور) في راحة وهتف: هاجريد.. أخيرًا وصلت.. ومن أين لك هذه الدراجة؟. أجابه العملاق وهو يترجل من فوق الدراجة بحذر: استعرتها يا سيدي أعارها لي الصغير سيريوس بلاك(دمبلدور): حسنًا.. وهل صادفتك أي متاعب؟!. هاجريد: لا يا سيدى.. كان المنزل محطمًا تماما، إلا أنني استطعت إخراجه من هناك قبل أن يبدأ العامة في استطلاع المكان..ثم انحنى ( دمبلدور) والأستاذة ( ماكجونجال) فوق اللفافة التي يحملها هاجريد.. وبداخلها ظهر طفل صغير، مستغرق في النوم، وتحت كتلة من شعره الأسود تظهر ندبة من آثار جرح فى مقدمة رأسه.. تشبه سهم البرق.وهمست الأستاذة ( ماكجونجال): هل هذه هي...؟ رد (دمبلدور): نعم.. إنها ندبة ستظل في رأسه طوال الحياة قالت: ألا يمكنك أن تخفيها بأي شكل؟. قال: أعطني إياه يا هاجريد .. يجب أن ننتهى من هذه المهمة أخذ ( دمبلدور) (هارى) بين ذراعيه والتفت نحو منزل آل (درسلی). تقدم ( دمبلدور) في اتجاه المنزل رقم (٤) ووصل إلى سلم الباب الأمامي ووضع اللفافة التي تحمل الطفل ( هارى) بلطف على عتبة الباب. ثم عاد وقال ( دمبلدور) أخيرًا: حسنًا. لم يعد لدينا ما نفعله هنا. يمكننا أن نذهب ونشارك في الاحتفالات. قال (هاجريد) بصوت خفيض جدا إلى اللقاء يا أستاذة ( ماكجونجال). ويا أستاذ (دمبلدور). ومسح دموعه في كُم معطفه . ثم ركب الدراجة وشغل محركها وانطلق بينما واستدار، وسار فى الطريق، أشعلها اثنتى عشرة مرة لتتطاير منها كرات الضوء وتعود المصابيح لتضيء شارع (بريفت درايف فجأة، ولمح قطة رمادية تختفى عند الناصية الأخرى للشارع وكان بإمكانه أن يرى اللفافة فوق عتبة المنزل رقم (٤) والتف بعباءته. حيث لا يتوقع أحد أن تحدث أى أشياء غريبة أو مدهشة. وتحرك (هاري) في لفافته. لكنه ظل نائمًا. ويده الصغيرة تقبض على الرسالة. منذ عثر آل (درسلى) على قريبهم على عتبة منزلهم. مازالت الشمس تشرق على نفس الحدائق الأمامية المنسقة وتنعكس على رقم (٤) النحاسي المثبت على الباب الأمامي لمنزل آل (درسلي). قبل أن تزحف إلى غرفة معيشتهم التي لم تتغير كثيرًا عن مظهرها في تلك الليلة التي سمع فيها السيد ( درسلى ذلك الخبر الغريب عن البوم في نشرة الأخبار، لا شيء فيها يدل على مرور الزمن سوى هذه الصور الفوتوغرافية الموضوعة على رف المدفأة. وهو فوق الأرجوحة الدوارة في الملاهي. لكن الصور لا تدل على وجود ولد آخر في البيت كان هارى بوتر لا يزال هناك. هب هارى) فجأة. وصرخت (بتونيا) وهى تطرق الباب: هيا. خطواتها وهي تتجه إلى المطبخ. وتقلب في مكانه. صاحت هيا تحرك لا أريد أى أخطاء، فاليوم عيد ميلاد (ددلي). عيد ميلاد (ددلى) كيف يمكنه أن ينسى هذا اليوم؟ وخرج (هاري) من فراشه ببطء، وجد زوجا منهم تحت السرير ولبس الجورب الأول ثم الثاني بعد أن خلصه من أحد العناكب. وكان (هاري) معتادًا العناكب فقد كانت تملأ الخزانة الموجودة تحت السلم حيث ينام وبعد أن انتهى من ارتداء ملابسه، توجه إلى المطبخ. كانت المائدة مختفية تقريباً تحت أكوام الهدايا التي وصلت إلى ددلي) في عيد ميلاده. يبدو أن (ددلى) قد حصل على الكمبيوتر الجديد الذي يريده، هذا بالإضافة إلى تلفزيون آخر. وشعر (هارى) بالحيرة لماذا يريد (ددلي) دراجة سباق ؟ إنه سمين جدا، ولا يتحرك إلا إذا أراد أن يلكم أحدًا والشخص الذي يحب لكمه دائما هو (هارى) ولكنه لم يكن قادرا دائما بسبب سرعة (هاري) الكبيرة لم يعترض (هارى) على إقامته في الخزانة تحت السلم. فقد كان دائما نحيفا وصغيرًا. حتى إنه يبدو أصغر من سنه خاصة أنه يرتدى باستمرار - ملابس (ددلى) القديمة والذى يزيد حجمه عن (هاري) بأربع مرات. وعينين خضراوين يضع عليهما نظارة مستديرة مثبتة بورق لاصق