لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (9%)

بالإضافة إلى ذلك فالانفعالات الأساسية كالحزن
فمن الصعب أن نلاحظ كل التغيرات السيكولوجية والفسيولوجية التي تعتري
جوانب السلوك الانفعالي وندرسها كل على حدة. فظهور الانفعالات لا يعتمد على الحدث ذاته بل بالأحرى على تقييمنا للحدث
فالحياة بدون انفعال تصبح
والانفعالات –شأنها شأن الدوافع البيولوجية- تستمر توجه نشاط
فالانفعال كالدوافع تماما يوجه السلوك نحو موضوع
إلا أنه يختلف عن الدوافع البيولوجية في أن الانفعال
في حين أن الدافع البيولوجي يستثار نتيجة
إن التعبير الجسمي عن الانفعال يلعب دوراً هاماً في علاقاتنا بكل من حولنا. وفي حياتنا الاجتماعية العادية توجد علامات تساعدنا على الحكم على انفعالات
1. التعبير الوجهي:
إلا أن هناك
فالممثل البارع يستطيع أن
صنف بعد ذلك إجاباتهم طبقاً للشكل (خط مستقيم أو منحني أو متموج) وطبقاً للاتجاه
وقد وجد الباحثان بصفة عامة أن هناك علاقة بين اتجاه الخط وبين الكلمة، فالخط الخفيف كان يعبر عن كلمات مثل رقيق والخط الثقيل
بل نحن في
من الممكن أن نحدد أشكال السلوك الانفعالي كما يلي:
التغيرات الفسيولوجية في الانفعال:
التي تستدل فيها على الحالة الانفعالية للفرد، حتى أن بعض علماء النفس يعتبرون أن
وأما النورادرينالين فيؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية عند سطح
كذلك على أن الغدة الدرقية والغدة النخامية ينشطان، فعندما يطفح العرق على سطح الجسم خلال
حركة
فمن المعروف أن
137
ولكنه ليس
ومن تجارب (هيس)
وهي أن حدقة العين تتسع وتضيق استجابة للحالة
ويتوقع بعض علماء النفس أن قياس اتساع حدقة العين من الممكن أن يكون له
إذا عرضنا عليه بعض
كذلك ظهرت نفس الاستجابة عندما عرض عليهم بعض الكلاب والسحالي، وأهملوا تماماً
ثم هناك
ومعنى ذلك أن طبيعة المثير نفسه لها تأثير واضح
2. عامل النضج:
على الرغم من أن التعلم عامل هام في نمو الاستجابات الانفعالية وتعقيدها، هنا نجد السلوك يعكس نضجاً عاماً نظراً لزيادة الدقة الحسية والتميز
الاجتماعي وفي مشاعره يسبب له الكثير من المشكلات التي يعيشها بالإضافة إلى صراعاته
وربما كانت مشكلة الجنس من أصعب المشكلات بالنسبة للمراهق فعند البلوغ
فالدافع الجنسي
فالتفاعلات
الرغم من أنه يفرض على الفرد ضبط انفعالاته إلا أنه يترك للفرد حرية تعلم الطرق التي
والنتيجة المحتومة هنا أن تضطرب علاقاته الاجتماعية في مجال الأسرة
وكل هذه الإحباطات تسبب له


النص الأصلي

الانفعالات:
من الصعب أن تعرف الانفعال، ذلك لأنه لا يوجد حد فاصل بين السلوك
الانفعالي وغير الانفعالي كما لا يوجد تمييز واضح بين انفعال وآخر، فالانفعالات الإنسانية
تختلط ببعضها كما تختلط ألوان الطيف، بالإضافة إلى ذلك فالانفعالات الأساسية كالحزن
والفرح والحب والخوف والغضب ترتبط ببعضها بدرجات مختلفة فتؤدي إلى أنماط
انفعالية معقدة كالحب الرومانسي والحماس الديني والوطنية والغيرة والرعب والكراهية
… الخ. بل وحتى في بعض الأحيان تختلط الانفعالات السارة مع الانفعالات الغير سارة،
ثم هناك مشكلة أخرى في تعريف الانفعال،وهي الطبيعة العامة للاستجابة الانفعالية،
تلك الاستجابة التي تشمل الكائن بكليته.
فمن الصعب أن نلاحظ كل التغيرات السيكولوجية والفسيولوجية التي تعتري
الكائن في حالة الاستجابة الانفعالية وتبقيها، وبالرغم من ذلك فإننا نستطيع أن نفرز بعض
جوانب السلوك الانفعالي وندرسها كل على حدة.
فعلى الرغم من أن مشاعر الفرد لا يمكن ملاحظتها مباشرة، إلا أنه من الممكن
أن نستدل عليها من سلوكه الظاهر ومن حديثه عن مشاعره واستبطانه لأنه من الممكن
أن ننظر إلى الانفعال بوصفه خبرة شعورية.
بعض جوانب الانفعال:



  1. الانفعال بوصفه خبرة شعورية:
    لكي ينفعل الفرد فلا بد من وجود موقف مثير يدركه ويقيمه، وهذا
    معناه أن الموقف الحالي يجب أن يرتبط بالخبرات السابقة للفرد ويراه بوصفه
    مؤثراً في أحداثه. فمثلاً، عندما يوجد موقف مخيف، لا يمكن أن يستثير الرعب أو
    الخوف إلا إذا أدركه الفرد بوصفه مخيفاً. وإذا لم ير الفرد في هذا الموقف أي
    تهديد فلن ينشأ لديه انفعال، أو إذا كان يثق في قدرته تماماً على معالجة الموقف
    130
    فقد يراه طريفاً وبالتالي يشعر بلذة المغامرة بدلا من الشعور بالخوف. وهذا التقييم
    للموقف قد يشمل كذلك على بعض العوامل الثقافية كالأسرة والدين والفكر السياسي
    السائد. وهو يحدث فجأة وعلى المستوى القبل شعوري، فنحن نشعر بالغضب عندما نرى
    رجلاً يضرب طفلاً، كذلك قد تضطرب علاقتنا بالناس عندما يسفر كل منا الموقف تفسيراً
    مختلفاً، فظهور الانفعالات لا يعتمد على الحدث ذاته بل بالأحرى على تقييمنا للحدث
    وتفسيرنا له.

  2. الانفعال بوصفه محركاً:
    تلعب الانفعالات دوراً حيوياً في سلوكنا الدافعي، فالحياة بدون انفعال تصبح
    راكدة وتعقد كل معانيها، والانفعالات –شأنها شأن الدوافع البيولوجية- تستمر توجه نشاط
    الكائن. وبالتالي فهي محركة لسلوكه، فالانفعال كالدوافع تماما يوجه السلوك نحو موضوع
    مرغوب أو بعيداً عن موضوع مكروه. إلا أنه يختلف عن الدوافع البيولوجية في أن الانفعال
    يظهر نتيجة لاستجابة معرفية لمثير خارجي، في حين أن الدافع البيولوجي يستثار نتيجة
    داخلي أو ظروف كيميائية داخلية ترتبط ببعض أنسجة الجسم. وعندما يوجد مثير خارجي
    ويصبح لزاماً علينا أن نواجهه بفعل ملائم فإن الانفعال يساعد على هذه المواجهة. ففي
    حالة الانفعال الحاد يصبح الفرد قادراً على الفعل لفترة طويلة عما إذا كان هادئاً. فأنت
    عندما تخاف من الممكن أن تجري لمسافات طويلة ربما لا تقدر عليها إن لم تكن منفعلاً.
    والانفعال الأقوى يمكن الفرد من بذل مجهود غير عادي، مثلما يشعر بعض المقاتلين أثناء
    المعارك بقوة تحمل غير عادية. كما أن الانفعال يقلل من شعور الفرد بالألم. فالجندي وقت
    القتال قد يصاب بجرح ويظل لمدة غير واع به إلى أن تنتهي المعركة. وهذه الاستجابات الطارئة
    لاشك ساعدت الإنسان البدائي على البقاء، فالإنسان البدائي هذا عندما كان يواجه حيواناً
    131
    مفترساً كان يجري أسرع ولمسافات أطول طلباً للسلامة، وإلا لما استطاع البقاء إطلاقاً.
    وبالرغم من الانفعالات القوية لها قيمتها التكيفية في موقف الضغط إلا أن لها
    آثاراً مدمرة في مواقف أخرى. فالانفعال القوي قد يعطل أداء الفرد، مثلما نجد شخصاً في
    حالة الخوف وقد تجمدت أطرافه ولم يستطع النطق. والواقع أن تعقيدات الحياة الحديثة
    تميل إلى أن تقلل من القيمة التكيفية للمصاحبات الفسيولوجية أثناء الانفعالات، وذلك
    لأن القيم الاجتماعية تعوقنا عن الفعل البدني المباشر في بعض مواقف الضغط، فأنت لا
    تستطيع أن تضرب أستاذك الذي رسبت في مادته، ولا تستطيع أن تقتل زميلك الذي
    تكرهه.
    التعبير عن الانفعال:
    إن التعبير الجسمي عن الانفعال يلعب دوراً هاماً في علاقاتنا بكل من حولنا.
    فبواسطة الاستجابات السلوكية الظاهرة تؤثر في الناس وتتعامل معهم. بالنظرة الغاضبة
    مثلاً، أضيف طفلي وأثير قلقه، وبالنظرة الحنانية ألهب مشاعر حنيني بالابتسامة عبر عن
    شعور الود والصداقة… الخ. فالتعبير الخارجي عن الانفعال يساعد في عملية الاتصال
    الإنساني بين الناس.
    وهو القدرة على فهم مشاعر الآخر والمشاركة في ) Empathy والاستشعار
    أحاسيسه). يعتمد على حد كبير قدرة الشخص على تفسير السلوك التعبيري للفرد. وهذه
    القدرة تعتمد بدورها على الاهتمام المخلص بالشخص الآخر ومن الواضح أن هناك بعض
    الناس لديهم قدرة أكبر من غيرهم على الاستشعار. ولكن الفرد يتعلم الحكم على انفعالات
    الآخرين بدقة أكبر كلما عاشرهم. فالمعاشرة الطويلة لشخص ما تكسبك القدرة على التقاط
    انفعالاته. وفي حياتنا الاجتماعية العادية توجد علامات تساعدنا على الحكم على انفعالات
    الناس. وكلما جمعنا هذه العلامات مع بعضها كنا أقدر على تفسير السلوك الانفعالي
    للآخرين.
    132

  3. التعبير الوجهي:
    عادة ما يكون وجه الفرد مقياساً لانفعالاته، فمنه نعرف أن كلماتنا الجارفة
    أساءت إليه، ومنه نتأكد أنه فهم أفكارنا، ومنه نعرف أنه خاف من تهديداتنا، إلا أن هناك
    حدوداً لقدرتنا على تفسير الانفعالات من تعبيرات الوجه. فالممثل البارع يستطيع أن
    يرسم على وجهه حالة انفعالية يراها كل الناس بوضوح ولا يخطئون تفسيرها، ولكن
    التعبيرات الوجهية للشخص العادي أقل دقة ووضوح ويصعب الحكم عليها نوعاً. وهي
    عند البالغ أشد وضوحاً منها عند الطفل. كما أن بعض الناس تظهر انفعالاتهم بوضوح على
    وجوههم أكثر من غيرهم، هذا بالإضافة إلى أن هناك فروقاً واضحة بين الناس في القدرة
    على تفسير التعبيرات الوجهية للآخرين.

  4. التعبيرات الصوتية:
    إن صوت الشخص البالغ أحياناً ما يكون أكثر تعبيراً من وجهه في حالة الانفعال،
    فالتعبير في النبرة والارتفاع تعبير عن حالات انفعالية معينة، فالمعلق الرياضي يعلو
    بحنجرته ويسرع في الكلام معبراً عن حماسه. وكلما نما الطفل ونمت معه أجهزته الصوتية
    أصبح التعبير عن انفعاله أكثر دقة، وعلى الرغم من أن هذه الأنماط الانفعالية لها أساسها
    الفطري إلا أنها متأثرة بالتعلم والمحاكاة الاجتماعية، أي أن نبرة الصوت المرتبطة بأفعال
    معينة متأثرة جزئيا بالتقليد الاجتماعي، وهذه الأشكال من التعبيرات الصوتية مألوفة لنا
    جميعاً، فصوت الفرد يدل على حالته الانفعالية، ولكن في معظم الحالات يكون الصوت
    علامة نستدل بها على الانفعال إذا كنا واعين بالموقف المثير ونلاحظ كذلك تعبيرات
    الشخص الوجهية وسلوكه الخارجي.
    133

  5. التعبيرات الخطية:
    لم يدرس علماء النفس بمزيد من التفاصيل تأثير الانفعال على خط اليد أو الرسم.
    1958 م) ) Merrifield ومريفليد Reter وعلى سبيل المثال، دراسة طريقة قام بها ريتر
    توضح لنا هذه العلاقة. أجريت هذه الدراسة على 188 طالباً ففهم الباحث أن يرسم كل
    فرد منهم عدة خطوط. كل خط منها يعبر عن كلمة، وأعطاهم 24 كلمة كلها أوصاف، ثم
    صنف بعد ذلك إجاباتهم طبقاً للشكل (خط مستقيم أو منحني أو متموج) وطبقاً للاتجاه
    (أفقي أو متجه إلى الأعلى أو إلى الأسفل) وطبقاً للشدة (خط ثقيل أو خفيف أو متوسط).
    وقد وجد الباحثان بصفة عامة أن هناك علاقة بين اتجاه الخط وبين الكلمة، فالخط المتجه
    إلى أسفل كان يعبر دائماً على كلمات مثل كسول أو حزين أو ميت. في حين أن الخط
    المتجه إلى أعلى كان يعبر عن كلمات مثل قوى أو مرح. كذلك كانت الكلمات التي توحي
    بنشاط زائد مثل نشط أو متقد كان يعبر عنها بخطوط غير منتظمة في شكلها. كذلك
    الخط المنحني كان يعبر عن الرقة، والخط المستقيم من الهدوء. كما أن شدة الانفعال
    انعكست أيضاً على الخط، فالخط الخفيف كان يعبر عن كلمات مثل رقيق والخط الثقيل
    عن كلمات مثل قوي أو قاسٍ.
    ولكن معنى ذلك أن تستخلص من هذه النتيجة مباشرة أن الانفعال يؤثر على
    خطوط الفرد أثناء الكتابة، أي أننا لا نستطيع القول بأن الفرد الحزين يميل إلى الكتابة
    المنحدرة إلى أسفل، وأن الشخص الغاضب يميل إلى الكتابة بخط ثقيل … الخ، بل نحن في
    حاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا الموضوع نحصل فيها على خطوط آلاف من الناس في
    حالات انفعالية مختلفة قبل أن نخلص إلى هذه النتيجة.
    134
    أشكال السلوك الخارجي للانفعال:
    من الممكن أن نحدد أشكال السلوك الانفعالي كما يلي:

  6. التدمير:
    فالسلوك العادي في حالة الغضب هو الهجوم، فالحيوان الغاضب أو الإنسان
    البدائي الغاضب يهاجم ويدمر، يقتل أو يضرب أو يعض … الخ. ولكن عند الإنسان
    المتحضر يكون هذا الهجوم في أغلبه رمزياً، فالكلمات تحل محل السهام والألفاظ الجارحة
    تحل محل الطعنات، والنتيجة النهائية للغضب في الحالتين واحدة: تدمير حقيقي أو رمزي.

  7. الاقتراب:
    الاستجابة الطبيعية في الانفعالات السارة هي الاقتراب، وهذا الاقتراب وظيفة
    استمرار الإثارة، فالابتهاج هو الانفعال الذي يعقب النجاح أو يشارك فيه، والفرد هنا
    يسعى لكي يظل مستثاراً بالموقف ويبقى تكراره.

  8. التراجع أو الهرب:
    يؤدي الخوف إلى استجابة التراجع أو الهرب في المواقف الخطرة قد يكون رمزياً
    أو فيزيقياً وكلاهما عملية توافقية، وعلى سبيل المثال، أنك تعبر شارع، وسمعت أثناء
    عبورك منبه سيارة، ونظرت فإذا بسيارة تصطدم بك، ففي هذه الحالة ستقفز أو تعدو،
    هذا الهرب يحدث في المواقف التي تتضمن أخطاراً جسمية، ولا يمكن تجنبها إلا بهذه
    الطريقة المباشرة، وفي بعض الأحيان يحاول بعض الناس الهرب من مواقف الإحباط والإثارة
    بالتحرك من مكان إلى مكان ومن عمل إلى عمل أو حتى من زوجة إلى زوجة. إلا أننا في
    حياتنا المتحضرة تراجع عادة بصورة رمزية من خلال الكلمات، نعتذر أو نضع حلولاً وسطاً
    أو نناقش.
    135

  9. توقف الاستجابة:
    الحزن استجابة انفعالية لا تشتمل على تدمير أو اقتراب أو ابتعاد، بل توفق في
    الاستجابة الطبيعية، وفي الاكتئاب (وهو أقصى حالات الحزن) يصبح الفرد عاجزاً عن
    الاستجابة حتى لأشد المثيرات قوة، فهناك مرضى بالاكتئاب في مستشفيات الأمراض العقلية
    لا يأكلون إلا إذا أجبروا على الأكل بالقوة.
    التغيرات الفسيولوجية في الانفعال:
    إن النشاط الفسيولوجي الداخلي الذي يحدث داخل الإنسان من أهم الدلائل
    التي تستدل فيها على الحالة الانفعالية للفرد، حتى أن بعض علماء النفس يعتبرون أن
    هذه الاستجابات الفسيولوجية هي الانفعال، ففي بعض الأحيان يفقد الفرد وعيه
    بالانفعال ويكف كذلك استجاباته الخارجية.
    ولكنه لا يستطيع أن يسيطر على استجاباته الداخلية، ومن ثم فإن قياس
    التغيرات الفسيولوجية هو أكثر الوسائل دقة وحساسية في دراسة الانفعال، بل هو يمدنا
    بمادة غنية عند إجراء التجارب في هذا الموضوع.

  10. الاستجابة القدية:
    عندما يصيب الفرد انفعالاً حاداً كالغضب يفرز نخاع الغدة الادرنيالية في مجرى
    الدم كمية كبيرة من هرمون الأدرينالين وهرموناً آخر هو النوردرينالين. والهرمون الأول
    يؤدي إلى أن يفرز الكبد كمية من السكر المخزون في الدم كما تحدث تغيرات كيميائية
    تؤدي إلى تجلط الدم بسرعة، ويرتفع ضغط الدم ويصبح النبض أسرع وأشد من ذي قبل،
    وتتسع الممرات الهوائية إلى الرئة لتسمح بنفاذ كمية أكبر منه وتتسع حدقة العين لتنفيذ
    كمية أكبر من الضوء، ويزداد إفراز العرق وخاصة في راحتي اليد وترتفع درجة حرارة
    الجسم بعض الشيء. وأما النورادرينالين فيؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية عند سطح
    الجلد، وهذا يساعد على فقدان كمية من الدم أقل إذا ما جرح الفرد. وهناك ما يدل
    136
    كذلك على أن الغدة الدرقية والغدة النخامية ينشطان، أكثر في حالة الاستجابة الانفعالية.
    فالاستجابات الغدية في حالة الانفعال تساعد الإنسان على مواجهة الموقف
    الطارئ، وإذا لم يواجه الفرد الموقف بفعل مباشر ثم استمر هذا الموقف لمدة طويلة فإن
    هذا النشاط المتراكم لبعض الغدد الصماء قد يلحق ضرراً فعلياً بالفرد.

  11. استجابة الجلد:
    من الأمور المرتبطة بالنشاط الداخلي والعصبي خلال الانفعال تلك التغيرات التي
    تحدث في الخواص الكهربائية للجسم، فعندما يطفح العرق على سطح الجسم خلال
    الانفعال يحدث تغير هام في الخواص الكهربائية للجلد:

  12. فالأنسجة تكون قوة كهربائية.

  13. كما تتغير كذلك المقاومة الكهربائية للجلد، وتقاس التغيرات بدقة بواسطة جهاز
    .Galvanie Skin Response كهربائي وتسمى باستجابة الجلد الجلفانية
    وطالما أن الغدد العرقية تستجيب لجزء من الجهاز العصبي فهي عادة لا
    تخضع للضبط الشعوري، واستجابة الجلد الجلفانية، بالإضافة إلى ضغط الدم، حركة
    النفس، تعد مؤشراً حساساً يدل على وجود انفعال. وبناءً على هذه الحقيقة
    العلمية، وضع علماء النفس والفسيولوجيا جهاز كشف الكذب، فمن المعروف أن
    الشعور بالذنب يؤدي إلى إحساس بالخوف، ومن ثم فعندما يشعر الفرد بأنه
    مذنب فسوف يستجيب استجابات انفعالية عندما يسأل أسئلة تتعلق بالجريمة
    التي ارتكبها، ولذلك ففي حالات التحقيق الجنائي يوضع المشتبه فيهم بالجريمة أمام
    جهاز كشف الكذب، ويسأل مجموعة من الأسئلة بعضها طبيعة وبعضها يتعلق
    بالجريمة، ثم يقاس ضغط الدم لديه وسرعة تنفسه، واستجابة الجلد الجلفانية أثناء
    137
    إجاباته على الأسئلة الطبيعية والأسئلة الحرجة، وفي هذه الحالة يستطيع الأخصائي أن
    يعرف من خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لديه ما إذا كان الشخص يقول
    الحقيقة أم أنه يكذب.
    وقد استخدم هذا الجهاز في إجراء تجارب عديدة اتضح منه أنه وسيلة لها قيمتها
    في الكشف عن الجريمة، وبالرغم من ذلك فهذا الجهاز ليس أداة سرية تكشف عن
    الكذب، ولا يخطئ أبداً، فهناك مثلاً أفراد عصبيون سريعو التوتر يستجيبون استجابات
    انفعالية حادة لأية أسئلة تعرض عليهم، كذلك هناك أفراد لا يشعرون بأي إحساس
    بالذنب ولا يتوترون أبداً، ومن ثم فمن الممكن أن يكذبوا دون أن تحدث لديهم أية
    تغيرات انفعالية داخلية، فهناك –إذن- حالات يكون فيها استخدام هذا الجهاز مضللاً.
    ولذلك فهو يعتبر واحداً من القرائن التي تستخدم في الكشف عن الجريمة. ولكنه ليس
    حاسماً تماماً إذا استخدم بمفرده كدليل يثبت التهمة على شخص محدد بالذات.

  14. قياس اتساع حدة العين
    من المناهج الجديدة في قياس التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للانفعال قياس
    اتساع حدقة العين، ويقوم هذا المقياس على أساس حقيقة معينة وهي أن حدقة العين
    تتسع في حالة وجود مثير يستثير استجابة عيوبه وتضيق لمثير مكروه.
    والواقع أن هذه الحقيقة معروفة منذ أن تحدث عنها تشارلز داروف، ثم
    ،Eckhard Hess أعيد اكتشافها عام 1960 م عندما تحدث عنها ايكهارد هيس
    حيث قام بتجربة على أحد مساعدية، ففرض عليه عدداً من الصور من بينها
    صورة (لفتاة عارية)، ثم خلط هذه الصور ببعضها وعرضها على مساعده، وجلس
    (هيس) أمامه بحيث يرى عين المساعد ولا يرى الصورة، وفي الصورة السابقة
    لاحظ أن حدقة عين مساعده اتسعت فجأة أكثر من حجمها العادي بمقدار
    138
    الثلث، ووجد فعلاً أن هذه الصورة السابقة كانت هي صورة (الفتاة العارية)، وبعدها بدأ
    (هيس) بعض التجارب المنظمة وصمم جهازاً خاصاً شبيهاً بالفانوس السحري يعرض صوراً
    مختلفة وفي نفس الوقت يقيس مدى اتساع حدقة العين كل ثانيتين. ومن تجارب (هيس)
    تأكدت بالفعل هذه الحقيقة، وهي أن حدقة العين تتسع وتضيق استجابة للحالة
    الانفعالية التي يحس بها الفرد.
    ويتوقع بعض علماء النفس أن قياس اتساع حدقة العين من الممكن أن يكون له
    قيمة في العلاج النفسي (قيمة تشخيصية على الأرجح)، فالمريض الذي لا يستطيع أن يذكر
    للمعالج بعض خبراته أو يحدثه عن الجذور الطفولية لمشاكله لأنه نفسه غير واع بها
    (لأنها لا شعورية)، من الممكن أن نكشف عن مصادر مشاكله، إذا عرضنا عليه بعض
    الصور التي تمثل مواقف ضاغطة مثل الصور التي تبرز علاقة الأب بالأم وعلاقاتهم
    بالطفل، بينما نقيس اتساع حدقة العين لديه، وقد قام هيس وزملاؤه ( 1965 م) بإجراء
    تجربة على 10 أشخاص أسوياء وخمسة أشخاص مصابين بالجنسية المثالية، وعرضوا
    عليهم مجموعة من الصور، فكان الأسوياء تتسع حدقات عيونهم عندما يرون صور (نساء
    عاريات) بينما تتسع حدقات عيون المصابين بالجنسية المثالية عندما يرون صور (رجال
    عراة)، وتوحي هذه التجربة بأننا نستطيع الكشف عن الميول الاستجناسية وغيرها
    باستخدام هذا الأسلوب في القياس.
    نمو الانفعالات:
    كيف يصبح الإنسان قادراً على الانفعال بهذه الصورة المعقدة التي نراها؟ ما هو
    أصل مخاوفه المرضية وقلقه وحبه وكراهيته؟ وإلى أي مدى ترجع هذه الانفعالات إلى
    النضج وإلى أي مدى ترجع إلى التعلم والاكتساب؟
    في بعض التجارب القديمة هناك من يعتقد أن الأطفال يخافون بصورة
    غريزية من بعض الموضوعات مثل الظلام والنار والحيوانات… الخ، ولم تبدأ
    139
    الدراسات المنظمة حول هذا الموضوع إلا في أوائل القرن الحالي على يد عالم النفس
    مؤسس المدرسة السلوكية. قام واطسون ببعض الدراسات التجريبية في Watson واطسون
    العشرينات من هذا القرن، وعلى الرغم من أن مناهجه لم تكن دقيقة دقة كافية إلا أنه
    أسهم بطريقة بناء هذا الموضوع ووجه الانتباه إلى أنماط الحياة الانفعالية ليست غريزية
    بالكامل، ففي عام 1926 م قام واطسن بدراسات على مجموعة من الأطفال حديثي
    الولادة، ويعيش هؤلاء في بيئة منعزلة تقريباً، ولم تتح لهم فرصة الاحتكاك بالمثيرات
    المخيفة. عرض واطسن على هؤلاء الأطفال بعض المثيرات التي يرونها لأول مرة مثل قط
    أسود أو أرنب، فواجهها الأطفال بالابتسام والاقتراب منها ولمسها، ولم يبدو عليهم أي شعور
    بالخوف، كذلك ظهرت نفس الاستجابة عندما عرض عليهم بعض الكلاب والسحالي، وطالما
    أن هؤلاء الأطفال لم تتح لم فرصة لقاء هذه الموضوعات من قبل، فقد استنتج واطسون أن
    الخوف من الحيوانات ليس غريزياً عند الأطفال.
    فقد خرج واطسن من تجاربه هذه نتيجة أن الأطفال المولودين حديثاً تظهر
    عليهم ثلاث استجابات انفعالية متمايزة: هي الخوف عندما يسمع الطفل أصواتاً مرتفعة
    أو عندما يسقط من ارتفاع معين، والغضب عند حركات جسمه، والحب عند مداعبته.
    ويؤكد واطسون على أهمية الاشتراط في نمو الانفعالات، فالأطفال يتعلمون الخوف من
    بعض الموضوعات أو تجنب موضوعات أخرى نظراً لارتباطها بخبرات مؤلمة، وكانت تجربة
    واطسون 1926 م خير مثال على ذلك، حيث أجريت هذه التجربة على طفل بلغ من العمر 11
    شهراً، وكان هذا الطفل يلهو ببساطة بأية لعبة تعرض عليه دونما خوف، ولم يكن يثير خوفه
    سوى مثير واحد هو الصوت المفاجئ المرتفع، وكان واطسن يريد أن يعرف هل إذا اقترن
    140
    هذا المثير المخيف بمثير آخر غير مخيف سوف يؤدي إلى أن يصبح هذا المثير الثاني مخيفاً؟
    قدم واطسون لهذا الطفل فأراً أبيض اللون يلعب به دون خوف، وبعد ذلك كان الطفل
    كلما أقدم على لمس هذا الفأر أحدث واطسون صوتاً مزعجاً من خلفه ينتفض له الطفل
    مذعوراً، وبتدعيم هذا الموقف عدة مرات أصبح مجرد ظهور الفأر مثيراً للرعب في نفس
    الطفل حتى وإن لم يحدث الصوت المرتفع. ويعطينا واطسون هذه التجربة دليلاً على
    استجابة الخوف من الممكن أن نلصق بمثير طبيعي لم يكن مصدر للخوف من قبل.
    قد لا يكون المثير الذي يستثير الانفعال موفقاً حقيقياً بل قد يكون رمزاً ككلمة أو
    عبارة تمثل موضوعاً أو موقفاً، فالطفل مع نموه يتعلم كلمات جديدة ويفهمها
    ويستخدمها، وهذه الكلمات لها مضمونات انفعالية، فبعض الكلمات تثير الغضب والبعض
    الآخر تثير السرور والبعض تثير اشمئزازاً ونفوراً، فنحن نعرف مثلاً أن الرغبة في التقبل
    الاجتماعي تؤدي إلى استجابات شرطية نحو بعض الرموز أو ضد رموز أخرى. فعندما تظهر
    الأم غضبها وتقول (شقى) عندما يقوم الطفل ببعض الأفعال غير المستحبة تصبح كلمة
    (شقى) مرتبطة بالاستهجان وعدم التقبل. وعندما تدعم هذه الكلمة بالضرب أو بالحرمان
    من اللعب تصبح هذه الكلمة مثيراً أكثر شدة. ومن خلال استعمال اللغة قد يخاف الطفل
    من أشياء لا وجود لها كالعفاريت.
    النضج والتعلم في النمو الانفعالي:
    اهتم واطسون وزملاؤه بدراسة العوامل البيئية في النمو الانفعالي، وأهملوا تماماً
    دور عامل النضج، ويرى كثير من علماء النفس أنه حتى في الارتباط الشرطي فإن
    الاستجابات الانفعالية ليست بسيطة على هذا النحو الذي شرحه واطسون وعموماً فإنه
    يجب علينا أن نذكر عدة نقاط:
    141

  15. طبيعة المثير:
    اعتقد واطسون أن الأطفال من الممكن تعليمهم الخوف من أي موضوع عن
    طريق الاشتراط. ولكن التجارب العلمية لم تؤيد صحة هذا الغرض. ففي دراسة أجراها
    1930 م قام بتكوين ارتباطات شرطية عند مجموعة من الأطفال، حيث Valentine فالنتين
    كان يعرف الصوت المرتفع بظهور (سحلية) ويقرن كذلك بوجود (نظارة طبية). وبعد مدة
    أصبح الطفل يخاف من (سحلية) ولكنه لم يكون خوفاً شرطياً من النظارة الطبية.
    ومن الواضح أن هناك تنظيماً هرمياً للمثيرات الانفعالية، فهناك أولاً الموضوعات
    التي تستثير الاستجابة الانفعالية دون تعلم أو خبرة، كالصوت المرتفع الذي يستثير الخوف
    وكأنه أمر غريزي تلقائي. ويعنى ذلك موضوعات أخرى كالفئران والثعابين … الخ. وهي
    موضوعات من الممكن أن يتعلم الطفل الخوف منها بطريقة الاشتراط. ثم هناك
    موضوعات طبيعية مثل النظارة الطبية أو قطعة خشب، وهي موضوعات من الصعب
    جداً تكوين استجابات انفعالية نحوها، ومعنى ذلك أن طبيعة المثير نفسه لها تأثير واضح
    في تكوين الاشتراط.

  16. عامل النضج:
    على الرغم من أن التعلم عامل هام في نمو الاستجابات الانفعالية وتعقيدها، فمما
    لا شك فيه كذلك أن عامل النضج يكمن خلف ظهور أنماط انفعالية متعددة عند الفرد.
    فهناك انفعالات لا تلاحظها عند الأطفال ثم تظهر بعد ذلك عندما يصلون إلى مرحلة
    معينة من النمو. ذلك أن النضج يزيد من التمايز في الإدراك وفي السلوك مما يساعد الفرد
    على التعبير عن الانفعال بدقة أكبر.
    إن هناك دراسة أجراها جونتر ( 1928 م) حيث وضع أمام مجموعات من
    الأطفال البالغين ثعباناً فوجد أن الأطفال تحت سن سنتين لا يظهر عليهم أية
    142
    علامات الخوف، وفي سن ثلاث سنوات يظهر عليهم قدر من الحذر، وأما في سن الأربع
    سنوات فنجد أن الخوف أصبح انفعالاً واضحاً تماماً. أما عند البالغين فينتابهم فزع هائل في
    هذا الموقف، هنا نجد السلوك يعكس نضجاً عاماً نظراً لزيادة الدقة الحسية والتميز
    والخبرات السابقة. فاستجاباتنا الانفعالية –إذن- تشكل بخبراتنا مع بيئتنا من ناحية
    وبمستوى النضج العام في قدراتنا العقلية والإدراكية من ناحية أخرى.

  17. التميز في الانفعالات في الطفولة:
    1932 م من الدراسات الرائدة التي Bridges لعل الدراسة التي أجراها بروجز
    أوضحت لنا التمايز بين الانفعالات خلال السنتين الأوليتين من العمر، في هذه الدراسة قام
    الباحث بملاحظة 62 طفلاً حديثي الولادة. وأخذ يسجل يومياً كل ما يطرأ عليهم من
    تغيرات في سلوكهم الانفعالي، وكذلك الظروف التي تؤدي إلى إثارة الانفعال.
    وإذا استعرضنا هذه الدراسة ومختلف الدراسات الأخرى التي حاولت تتبع النمو
    الانفعالي عند الأطفال لا نجد أن أي أثر لانفعال الخجل، فهذا الانفعال لا وجود له في
    الحياة المبكرة للفرد على الرغم من شيوعه عند الأطفال الكبار وعند البالغين، وربما يرجع
    ذلك إلى أن المواقف التي تثير الخجل تختلف اختلافاً كبيراً من ثقافة إلى أخرى، والناس
    عادة يخجلون من الأشياء التي تمنعها مجتمعاتهم، فالخجل أمر متعلم أولاً وأخيراً.
    وإن الانفعالات تتغير خلال الحياة من استجابة غير متمايزة عند الأطفال إلى
    انفعالات معقدة ومتمايزة تماماً عند البالغين إلى استجابة محدودة عن كبار السن.
    143
    النمو الانفعالي في الطفولة:
    إن استجابة الطفل الانفعالية سواء كانت سارة أو غير سارة تكون عادة استجابة
    حادة وانفجارية ولا يسيطر عليها بصرف النظر عن شدة المثير، فهو يستجيب لأضعف
    المثيرات استجابة حادة كاستجابته تماماً لأشد المثيرات، وعلى الرغم من أن هذه الاستجابة
    الانفعالية لا تدوم إلا لفترة قصيرة فقط لا أنها حادة لدرجة قلما تجدها في مرحلة البلوغ
    بعد ذلك.
    إن عجز الطفل عن السيطرة على انفعالاته هو الخاصية التي تميز الاستجابات
    الانفعالية في الطفولة. ولكن مع نمو الطفل تزداد المواقف الخارجية تنوعاً وبالتالي تزداد
    استجابته تمايزاً، فالطفل يتعلم أن يغضب لا من الإحباط الفيزيقية فحسب (كالجوع)، بل
    أيضاً مع زيادة القيود الاجتماعية التي تحيط به (كمنعه من اللعب في الشارع)، وقد يظل
    البكاء هو الدليل على استجابة الغضب ولكن بمرور الوقت يصبح التعبير عن الغضب
    بالاحتجاج والتمرد. ويميل الأطفال إلى أن ينسحبوا بانفعالية للموضوعات الملموسة،
    فالطفل يغضب عندما تعاق رغباته الحالية عن الإشباع ويفرح عندما تلي، كذلك يخاف
    من الموضوعات الملموسة أكثر من خوفه من الموضوعات المتخيلة، ويندلع الخوف عادة
    من الموضوعات القريبة عليه.
    ولكن مع نمو الطفل تزداد قدرته على إدراك الموضوعات بدقة على الأحداث
    والمشاركة فيها، ومن هنا يبدأ في الاستجابة الانفعالية للأحداث وللمواقف التي يراها
    علامات على إحباط مقبل أو إشباع مقبل، ويصاحب هذا التعبير ظهور انفعال جديد وهو
    انفعال القلق، ومع قلق الطفل بالنسبة لموضوعات كثيرة من حوله تختفي الكثير من
    مخاوفه السابقة التي أصبح يدرك أنها مخاوف لا مبرر لها، ثم في الطفولة المتأخرة يصبح
    أهم مصادر القلق هي الأسرة والمدرسة والعوائق الشخصية والاجتماعية.
    144
    السلوك الانفعالي خلال المراهقة:
    لا شك أن المراهق يعيش عادة حياة انفعالية حادة، حقيقة أن هذا يرجع إلى
    التغيرات الغدية والفيزيقية التي تحدث له إبان هذه الفترة من حياته، إلا أن العوامل
    الاجتماعية كذلك تلعب دوراً هاماً في هذه الإثارة الانفعالية، فالمراهق (من سن 12 إلى
    18 سنة تقريباً) يقع في فئة غير مستقرة، فلا هو طفل ولا هو ببالغ، وشك المراهق في دوره
    الاجتماعي وفي مشاعره يسبب له الكثير من المشكلات التي يعيشها بالإضافة إلى صراعاته
    مع والديه والمشكلات العاطفية وعلاقاته مع أقرانه … الخ. والعنصر الهام هنا أن المراهق
    عادة ما يحاول السعي من أجل استقلاله دون أن يضحي بأمنه، والأسرة عادة لا تتقبله
    بوصفه شخصاً ناجحاً، ومن ثم تراه يسعى نحو زملائه طالبا العون والتقبل والتعبير عن
    استقلاليته، والشيء الذي يقلقه ويسبب له الحيرة شعور المراهق أنه لا يشبه الآخرين أو
    أنه شيء فريد في نوعه، والولد الذي لا يشعر بالأمن بالنسبة لمكانته في البيت يتأثر بشدة
    بقيم زملائه ومعتقداتها أكثر من الولد الذي يشعر بالإشباع من خلال علاقاته داخل أسرته.
    وربما كانت مشكلة الجنس من أصعب المشكلات بالنسبة للمراهق فعند البلوغ
    تؤدي التغيرات الفسيولوجية والإفرازات الغدية إلى ظهور مشاعر جنسية حادة. بالإضافة
    إلى عوامل أخرى تتدخل في مشكلة الجنس، والاهتمام الجنسي يتعدل عن طريق أنواع
    التعلم المختلفة مثل القيم التربوية والمعايير الثقافية والمستوى الاقتصادي للأسرة. كذلك
    المعتقدات الدينية أو فلسفة الفرد في الحياة، كلها مؤثرات تحدد شكل التعبير الجنسي
    الانفعالية المتزايدة في مرحلة Hurlock الذي سيتخذه الفرد، وقد وصفت هيرلوك
    المراهقة ولخصها في خمس نقاط.

  18. الشدة.
    145

  19. نقص الضبط والسيطرة.

  20. عدم الثبات أو الميل للتعبير السريع بين الانفعالات السارة وغير السارة.

  21. سيطرة الحالات المزاجية.

  22. نمو القيم كالوطنية أو القيم الدينية.
    البلوغ والنضج الانفعالي:
    وعندما يصل الفرد إلى نهاية العشرينات من عمره أو أوائل الثلاثينات يكون قد
    حل تقريباً معظم مشاكله التوافقية، إذ يكون قد بدأ حياة العمل، وربما يكون قد أختار
    زوجته وبدأ في تكوين أسرة. هذه العوامل تسهم إلى حد كبير في جعل فترة البلوغ فترة
    هدوء انفعالي إلى حد ما. ويحتاج متوسط العمر طبقاً إلى توافق جديد. فالدافع الجنسي
    يبدأ في التناقص ومشاكل الأسرة، والعمل يبدأ بالظهور والتوافق الناجح لمشكلات متوسط
    العمر علامة على النضج الانفعالي.
    ويتنوع السلوك الانفعالي عند البالغين، فالشخص الناضج يصبح حساساً ليثبته،
    وقادراً على النواحي الجمالية ويظهر انفعالات دقيقة. والبالغ السوي يستخدم قدرته على
    التميز الانفعالي الدقيق في خلق اهتمامات واسعة.
    والخبرة الانفعالية للبالغ في حياته اليومية تختلف في مدى تكرارها، فالتفاعلات
    الحادة كالغضب والفرح لا تلعب دوراً هاماً في حياتنا اليومية، كما يلعب القلق والضيق.
    فعلى سبيل المثال إذا قمت بعمل إحصاء تسجل فيه عدد المرات التي انفعلت فيها خلال
    الأسبوع الماضي ستجد أن حالة القلق والضيق الخفيف هي أكثر الانفعالات تكراراً.
    والانفعال حالة قصيرة الأمد، على الرغم من أن الفرد قد يستمر مثلاً في حالة الغضب مدة
    يومين. ولكن الحالة الانفعالية المستمرة، سواء كانت خوفاً أو غضباً أو مرحاً نسميها بالمزاج
    والمزاج أقل شدة من الانفعال. ،Mood
    146
    والشخص البالغ عادة لا يبالي بكثير من المثيرات التي كانت كثيرة عندما كان
    طفلاً. ربما لتنوع خبراته ونحوها، فلا يعود يغضب للإحباطات الخفيفة، ولا يعود يفرح
    بشدة للمثير البسيط، والأهم من ذلك أنه عندما يستثار انفعالياً يكون قادراً على إخفاء
    استجابته الانفعالية ولا يظهر إلا في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، والمجتمع على
    الرغم من أنه يفرض على الفرد ضبط انفعالاته إلا أنه يترك للفرد حرية تعلم الطرق التي
    يعبر بها عن هذه الانفعالات. وبعض البالغين لا يستطيعون أبداً الوصول إلى ضبط حقيقي
    وسوي لانفعالاتهم. والنتيجة المحتومة هنا أن تضطرب علاقاته الاجتماعية في مجال الأسرة
    أو الزملاء أو الأصدقاء. وهناك آخرون يسيطرون على انفعالاتهم إلى درجة قمعها تماماً،
    ويعجزون عن التعبير عنها، والنتيجة المحتومة ستكون على حساب صحتهم الجسمية
    والنفسية أما الشخص الناضج انفعالياً فهو الذي يسيطر على انفعالاته دون أن ينكرها.
    المشاكل الانفعالية عند كبار السن:
    تعد فترة الشيخوخة فترة حرمان في حياة أي إنسان، فالظروف الأسرية تتغير،
    ويترك الأبناء والبيت ويفقد الفرد عمله ويفقد أصدقاءه بموتهم. كما أن تناقص القدرة
    البدنية يدفع الرجل المسن إلى التخلي عن كثير من أوجه نشاطه التي كانت تجلب له
    الإشباع في الماضي. كذلك تقل موارد دخله ويزداد قلقه. وكل هذه الإحباطات تسبب له
    مشاعر انفعالية غير سارة.
    ومع هذا الحرمان الانفعالي يشعر كبار السن بانخفاض ملموس في الإثارة
    الانفعالية، فعندما يواجه صدمة انفعالية حادة يميل إلى أن يشعر بالإجهاد ويظل
    حزيناً لبعض الوقت، في حين أن الشباب صغير السن ينفعل بحدة ولكنه
    يستطيع أن يتغلب على الصدمة بسرعة مع فائض من الطاقة يمكنه من استعادة
    حالة التوازن، ومن الخصائص المميزة للحياة الانفعالية عند كبار السن الجمود.
    147
    فالكبار يجدون من الصعب عليهم أن يتكيفوا للظروف الجديدة يستجيبون للمواقف
    الانفعالية الجديدة بعاداتهم السلوكية القديمة التي قد لا تتناسب أحياناً مع هذه المواقف
    الجديدة.
    وأحياناً نجد رجالاً كبار السن يستعيدوا اهتماماتهم في الحياة ولديهم مرونة
    كافية تمكنهم من خلق استجابات جديدة. فالشخص الذي يخطط لحياته وينمي
    اهتمامات متعددة قدر الإمكان يستطيع تجنب هذا الموقف المؤلم الذي تضيق فيه الحياة،
    وتنحصر الاهتمامات ومن ثم يستطيع الاستمتاع بسنواته المقبلة بتحرير نفسه من الروتين
    اليومي الثابت.
    الإحساس والإدراك:
    إن تحسن التنبه حالة ضرورية لبقاء الحياة، ويأتي التنبه من التغيرات البيئية التي
    تجعل الكائن الحي كائناً مستجيباً. يثير التغير البيئي عند الكائنات الحية العليا الخلايا
    التسلمية المتخصصة، تتحسس هذه الخلايا التسلمية المتخصصة أنواعاً معينة من التغيرات
    ولا تتحسن نسبياً أنواعاً أخرى من المتغيرات.
    تصنف الاحساسات الخاصة عادة إلى خمسة أصناف، الإحساس البصري والسمعي
    والشمّي والذوقي واللمسي. وهذه الأصناف الرئيسة الخمسة تنقسم بدورها إلى أصناف
    ثانوية. وإلى الأصناف الرئيسة تستطيع أن تضيف ما يلي: الإحساس الحركي، وإحساس
    التوازن، والإحساس العضوي. أما حساسية المتسلمات والفعاليات اللاحقة التي يقوم بها
    الكائن الحي فتشتمل على عدد كبير من العوامل المتناقضة. فالعلاقات بين شدة التنبيه
    المادي وتحسس الكائن الحي والتفسير الذي يقوم به، تعتمد فيما يبدو على عدد كبير من
    العوامل.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الشباب هم عماد ...

الشباب هم عماد المستقبل، فهم الطاقة الحية التي تحمل في طياتها الكثير من الأحلام والطموحات. يبحث الشب...

وكذلك أجمع العل...

وكذلك أجمع العلماء على حرمته : قال أبو الحسن انعقد الإِجماع على تحريمه، فمن استحله كفر بلا خلاف يستت...

من القضايا التي...

من القضايا التي شغلت الرومانسيون علاقه الفرد بالمجتمع وهذه قضيه لها علاقه وثيقه بشخصيه الرومانسيه فق...

فلنبدأ بالإعلام...

فلنبدأ بالإعلام في هذه الفترة إتخذ اهتمام وسائل الإعلام بي تجاوز كل الحدود المعقولة ) والمقبولة ! ) ...

واستعملت الكلمة...

واستعملت الكلمة في احايين كثيرة للتعبير عن بعض المعاني البلاغية.... لكن الذي يعنينا هنا منها دلالتها...

نتيجة لانضمام ا...

نتيجة لانضمام الدولة العثمانية إلى ألمانيا والنمسا في الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ - ١٩١٨م عملت بريطان...

The computer is...

The computer is the device that has made tremendous progress in the world of information and data in...

THE “CHICAGO SC...

THE “CHICAGO SCHOOL” OF POETRY Three Midwestern poets who grew up in Illinois and shared the midwest...

تكررت المحاولات...

تكررت المحاولات في تاريخ القارة الأوروبية لتوحيد أمم أوروبا، منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية التي ...

Water is the ba...

Water is the basic necessity for the functioning of all life forms that exist on earth. It is safe t...

Recycling reduc...

Recycling reduces the need to extract raw materials, which reduces the energy needed for production,...

التلاقح بين الا...

التلاقح بين الاجناس سنّةٌ من السّنن الأولوية في الحياة. وهو في عالم النبات مثله في عالم الحيوان. فال...