لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

شعر المرأة الأندلسية
وكان لها دور بارز في تلك النشاطات وأثر ملموس في الحياة العامة، أما في مجال الأدب فقد شاركت المرأة في ضروب النشاط الأدبي من الشعر والنثر والموشحات وحضور المجالس الأدبية والمشاركة في المعارضات والمساجلات الشعرية. وكان الشاعرات الأندلس شهرة تفوق شهرة سواهن من النساء الأندلسيات. وقد أحصى محمد المنتصر الريسوني في كتابه الشعر النسوي في الأندلس (1) خمساً وعشرين شاعرة أندلسية موزعة على مختلف عصور الأدب الأندلسي، وأحصى سعد بوفلاقة في كتابه الشعر النسوي في الأندلس أغراضه وخصائصه الفنية (2) سبعاً وعشرين شاعرة. وفي كتابه نزهة الجلساء في أشعار النساء» ترجم جلال الدين السيوطي لخمس عشرة شاعرة أندلسية من مجموع تراجم الكتاب البالغة اربعين شاعرة. وكان من شاعرات الأندلس في عهد الإمارة الأموية (138-316 هـ ): الشاعرة حسانة التميمية ابنة الشاعر أبي المخشي (3) التي عاشت أيام الأمير الحكم بن هشام وابنه عبد الرحمن الأوسط، والشاعرة قمر البغدادية (4) التي كانت جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي الذي استقل بإشبيلية في أيام الأمير عبد الله بن محمد . ومن شاعرات عصر الخلافة (316-422هـ ) عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية (5) (ت 400 هـ) وكانت خطاطة تكتب المصاحف وتمدح الملوك والرؤساء، وكانت شاعرة ومغنية، والغسانية البجانية (8) ولها شعر تعارض به أحمد بن دراج القسطلي، ومن شاعرات الأندلس في عصر ملوك الطوائف (422) هـ - 484 هـ) والمرابطين (524-484) : ولادة بنت المستكفي (11) (ت 484 هـ)، ومهجة بنت التياني القرطبية (12) ونزهون بنت القلاعي الغرناطية (13) ، ولها أشعار في مهاجاة شعراء عصرها، وحمدة (حمدونة) بنت زياد المؤدب (14) وأختها زينب (15) ، وكانت حمدونة تعلم النساء ولها شعر في الغزل ووصف الطبيعة وعرفت بخنساء الأندلس، والعبادية جارية المعتضد بن عباد (17) ، واعتماد الرميكية جارية المعتمد بن عباد (18)، وبثينة بنت المعتمد بن عباد (19)، وزينب بنت فروة المرية (20)، وأم الكرام بنت المعتصم بن صمادح (21). وغاية المنى (22) جارية المعتصم بن صمادح. وكانت شاعرة ووشاحة، وأم السعد بنت عصام بن أحمد الحميري (24) من أهل قرطبة وتعرف بسعدونة ولها شعر في تمثال نعل النبي ()، وأسماء العامرية (27) كانت أيام يعقوب الموحدي، وأم الهناء بنت عبد الحق (28) ، وهند جارية عبد الله بن مسلم الشاطبي (29) . فرثاها بشعر كثير (30). ومنهن أيضاً : أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي من أهل لوشة، اعتبرها ابن الخطيب ثالثة حمدة وولادة وأورد لها بعض أشعارها (الإحاطة (430/1-431)، ومنهن كذلك عائشة بنت عبد الواحد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد اللخمي أم الفقيه الصوفي أبي عبد الله الشقوري، الإحاطة / نصوص جديدة، ومنهن أيضاً محبة بنت ابن عبد الرزاق، قال ابن الخطيب إنها كانت أديبة شاعرة من طبقة نزهون القليعية. (الإحاطة نصوص جديدة ص (41) (وورت
عساك تنجو به من لجة التلف
في الذيل والتكملة 492/8 مهجة. وغيرهما . وقد دفعت مشاركة المرأة في النشاطات الأدبية في الأندلس الأديبات الأندلسيات إلى مخالطة الرجال وحضور مجالسهم الأدبية والانخراط في المساجلات والمطارحات الشعرية، حتى إن حفصة بنت الحاج الركونية من شاعرات القرن السادس الهجري في غرناطة، وفي ذلك يقول ابن بسام الشنتريني صاحب كتاب الذخيرة (32) : وكان مجلسها بقرطبة منتدى الأحرار المصر وفناؤها ملعباً لجياد النظم والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، إلى سهولة حجابها، تخلط ذلك بعلو نصاب وكرم أنساب وطهارة أثواب على أنها سمح الله لها وتغمد زللها، اطرحت التحصيل وأوجدت إلى القول فيها السبيل بقلة مبالاتها ومجاراتها بلذاتها . وتفوق البرعاء». لو كنت تبصر من تجالسه. فأجابت نزهون (34) :
وبسبب رقة طبع هذه الشاعرة وخفة ظلها كلف الشعراء بمحادثتها ومراسلتها ومنهم أبو بكر بن سعيد وأبو بكر المخزومي وابن قزمان الشاعر وأبو بكر الكتندي. وكانت تجالسهم وتهاجيهم بسلاطة لسان. ومن نوادرها أن ابن قزمان الزجال جاء يوما ليناظرها، خلقت أعمى ولكن
جازيت شعراً بشعر
تهيم في كل أعور
وكان كثير من هؤلاء الشاعرات يفدن على الأمراء والملوك ويمدحنهم ويتكسين بشعرهن مثل حسانة التميمية وعائشة القرطبية وحفصة بنت الحاج الركونية والشاعرة الشلبية. وقد نظمت المرأة الأندلسية الشعر في مختلف أغراضه كالمدح والتهنئة والحنين إلى الأوطان والحكمة والعتاب والفخر والزهد والرثاء والوصف، ولم تتحرج من الخوض في موضوعات كالغزل بالرجال والغزل الماجن والهجاء الفاحش. إن الذي يقرأ أشعار النساء الأندلسيات يجدها قصيرة النفس، وأكثرها مقطعات، أما الفرق بين شعر المرأة الأندلسية وشعر المرأة العربية في المشرق فيتمثل أولاً في قلة ما وصل الينا من أشعار المرأة الأندلسية بالقياس مع ما وصل من أشعار النساء المشرقيات كما أن شعر المرأة الأندلسية أكثر تعبيراً عن مشاعر المرأة وأكثر جرأة وتحرراً من شاعرات المشرق مثل علية بنت المهدي وليلى الأخيلية وثواب بنت عبد الله الحنظلية الهمذانية، إن شعر المرأة الأندلسية يكشف لنا عن جوانب من حياة المرأة في الأندلس وشخصيتها ولا سيما جرأتها وتحررها واعتدادها برأيها واستقلاليتها واختلاطها بالرجال في المجالس العامة ومجالس الأدب وبلاط الملوك والسلاطين وغير ذلك مما تشهد عليه الروايات التاريخية والأشعار الصادرة عن النساء. ولا شك أن ميل الأندلسيين إلى التحرر وانتهاز فرص العيش الرغد وحرصهم على تحقيق الانسجام مع ما وهبه الله للأندلس من غنى وتنوع وجمال في الطبيعة والمخلوقات كانت جميعها عوامل أدت إلى شيوع هذه الظواهر في شعر المرأة الأندلسية. وقد كانت هذه الظواهر أكثر بروزاً في شعر الطبقات الثرية والمترفة منها في شعر الطبقات الفقيرة. وقد كشفت لنا أشعار المرأة الأندلسية عن تمايز طبقي واضح في مجتمع المرأة الأندلسية، فبينما نجد بعض النساء يقصدن قصور الأمراء والسلاطين للتكسب بشعرهن بسبب الحاجة والفقر، نجد في الوقت نفسه بعض الشاعرات يعشن عيشة مترفة مثل ولادة بنت المستكفي وحفصة بنت حمدون الحجارية التي تقول متضجرة من عبيدها (65) . ونلاحظ كذلك مما وصلنا من أشعار النساء الأندلسيات، بفعل ما أصاب التراث الأندلسي من تدمير وضياع،


النص الأصلي

شعر المرأة الأندلسية


شاركت المرأة الأندلسية في مختلف النشاطات التي شهدتها أرض الأندلس أيام الحكم الإسلامي، من سياسية واجتماعية وفنية واقتصادية وعلمية وأدبية، وكان لها دور بارز في تلك النشاطات وأثر ملموس في الحياة العامة، وذلك لما كانت تتمتع به من حرية واحترام ومكانة.
أما في مجال الأدب فقد شاركت المرأة في ضروب النشاط الأدبي من الشعر والنثر والموشحات وحضور المجالس الأدبية والمشاركة في المعارضات والمساجلات الشعرية. وكان الشاعرات الأندلس شهرة تفوق شهرة سواهن من النساء الأندلسيات. وقد أحصى محمد المنتصر الريسوني في كتابه الشعر النسوي في الأندلس (1) خمساً وعشرين شاعرة أندلسية موزعة على مختلف عصور الأدب الأندلسي، وأحصى سعد بوفلاقة في كتابه الشعر النسوي في الأندلس أغراضه وخصائصه الفنية (2) سبعاً وعشرين شاعرة. وفي كتابه نزهة الجلساء في أشعار النساء» ترجم جلال الدين السيوطي لخمس عشرة شاعرة أندلسية من مجموع تراجم الكتاب البالغة اربعين شاعرة.
وكان من شاعرات الأندلس في عهد الإمارة الأموية (138-316 هـ ): الشاعرة حسانة التميمية ابنة الشاعر أبي المخشي (3) التي عاشت أيام الأمير الحكم بن هشام وابنه عبد الرحمن الأوسط، والشاعرة قمر البغدادية (4) التي كانت جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي الذي استقل بإشبيلية في أيام الأمير عبد الله بن محمد .
ومن شاعرات عصر الخلافة (316-422هـ ) عائشة بنت أحمد بن محمد بن قادم القرطبية (5) (ت 400 هـ) وكانت خطاطة تكتب المصاحف وتمدح الملوك والرؤساء، وحفصة بنت حمدون الحجارية (6) وكان لها شعر كثير لم يصلنا إلا القليل منه أكثره في المدح والغزل وأنس القلوب (7) جارية المنصور بن أبي عامر، وكانت شاعرة ومغنية، والغسانية البجانية (8) ولها شعر تعارض به أحمد بن دراج القسطلي، ومريم بنت أبي يعقوب الأنصاري الشلبي (9). وكانت تعلم النساء وتكتب الشعر في المدح وغيره، وصفية بنت عبد الله الربي (ت 417هـ ) (10) .
ومن شاعرات الأندلس في عصر ملوك الطوائف (422) هـ - 484 هـ) والمرابطين (524-484) : ولادة بنت المستكفي (11) (ت 484 هـ)، ومهجة بنت التياني القرطبية (12) ونزهون بنت القلاعي الغرناطية (13) ، ولها أشعار في مهاجاة شعراء عصرها، وحمدة (حمدونة) بنت زياد المؤدب (14) وأختها زينب (15) ، وكانت حمدونة تعلم النساء ولها شعر في الغزل ووصف الطبيعة وعرفت بخنساء الأندلس، وأم العلاء بنت يوسف الحجارية (16). والعبادية جارية المعتضد بن عباد (17) ، واعتماد الرميكية جارية المعتمد بن عباد (18)، وبثينة بنت المعتمد بن عباد (19)، وزينب بنت فروة المرية (20)، وأم الكرام بنت المعتصم بن صمادح (21).
وكانت شاعرة ولها يد طولى في الموشحات، وغاية المنى (22) جارية المعتصم بن صمادح. ومن شاعرات الأندلس في عصر الموحدين قسمونة بنت إسماعيل بن النغرالة اليهودي (23). وكانت شاعرة ووشاحة، وأم السعد بنت عصام بن أحمد الحميري (24) من أهل قرطبة وتعرف بسعدونة ولها شعر في تمثال نعل النبي ()، وحفصة بنت الحاج الركونية (25) وأكثرها شعرها في الغزل بعشيقها أبي جعفر بن سعيد، والشاعرة الشلبية (26)، وكانت تجالس الملوك وتناظر الشعراء وتهاجم الولاة، وأسماء العامرية (27) كانت أيام يعقوب الموحدي، وأم الهناء بنت عبد الحق (28) ، وهند جارية عبد الله بن مسلم الشاطبي (29) .
ومن شاعرات الأندلس في عصر بني الأحمر (635-897 هـ) الشاعرة نضار بنت أبي حيان الغرناطي (ت 730 هـ) وكانت وفاتها في حياة والدها، فرثاها بشعر كثير (30). ومنهن أيضاً : أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي من أهل لوشة، اعتبرها ابن الخطيب ثالثة حمدة وولادة وأورد لها بعض أشعارها (الإحاطة (430/1-431)، ومنهن كذلك عائشة بنت عبد الواحد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد اللخمي أم الفقيه الصوفي أبي عبد الله الشقوري، من شعرها ما قالت تخاطب به ولدها :
ارجع لمولاك لا تنس . اسنه
واغسل ثيابك في بحر النقا سحراً
الإحاطة / نصوص جديدة، ص (267). ومنهن أيضاً محبة بنت ابن عبد الرزاق، بشرية من عمل غرناطة، قال ابن الخطيب إنها كانت أديبة شاعرة من طبقة نزهون القليعية. (الإحاطة نصوص جديدة ص (41) (وورت


واسلك طريق العلا والمجد والشرف


عساك تنجو به من لجة التلف


في الذيل والتكملة 492/8 مهجة. كما أوردت المصادر أسماء شاعرات أخريات من غير أن تورد لهن شعراً أو أوردت لهن أبياتاً مفردة مثل ليلى معتقة الوزير أبي بكر بن خطاب من أهل مرسية، وورقاء بنت ينتان من أهل طليطلة (*)، وغيرهما .
وقد دفعت مشاركة المرأة في النشاطات الأدبية في الأندلس الأديبات الأندلسيات إلى مخالطة الرجال وحضور مجالسهم الأدبية والانخراط في المساجلات والمطارحات الشعرية، حتى إن حفصة بنت الحاج الركونية من شاعرات القرن السادس الهجري في غرناطة، كانت تسعى للعمل في وظيفة ديوانية لدى الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي وقد خاطبته بذلك قائلة (31) :
يا سيد الناس يا من يؤمل الناس رفده يكون للدهر عده امنن علي بصك تخط يمناك فيه والحمد لله وحده وقد كانت العلامة السلطانية لخلفاء الموحدين " والحمد لله وحده . وتدل الحكايات والأخبار الواردة عن الأندلسيين أن اختلاط النساء بالرجال في تلك المجالس لم يكن مستنكراً، ومن أبرز الأدلة على ذلك ما تناقلته المصادر الأندلسية من أخبار ولادة بنت المستكفي ونزهون بنت القلاعي الغرناطية وحفصة بنت الحاج الركونية ومشاركتهن في مجالس الرجال الأدبية.
ومما يروى عن ولادة بنت الخليفة الأموي المستكفي بالله أنه كان لها مجلس أدبي في قصرها بقرطبة يحضره الشعراء والكتاب من أرجاء الأندلس كافة، وفي ذلك يقول ابن بسام الشنتريني صاحب كتاب الذخيرة (32) : وكان مجلسها بقرطبة منتدى الأحرار المصر وفناؤها ملعباً لجياد النظم والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها، ويتهالك أفراد الشعراء والكتاب على حلاوة عشرتها، إلى سهولة حجابها، وكثرة منتابها، تخلط ذلك بعلو نصاب وكرم أنساب وطهارة أثواب على أنها سمح الله لها وتغمد زللها، اطرحت التحصيل وأوجدت إلى القول فيها السبيل بقلة مبالاتها ومجاراتها بلذاتها ..!! ويقول ابن دحية في كتاب المطرب (ص (7) عن ولادة «أديبة شاعرة جزلة القول حسنة الشعر، وكانت تخالط الشعراء وتساجل الأدباء، وتفوق البرعاء». وأما حفصة بنت الحاج الركونية فكانت تحضر مجالس الخلفاء والأمراء الموحدين وتنشدهم من شعرها، وكانت تذهب الى زيارة عشيقها أبي جعفر بن سعيد في منزله وتساجل الشعراء الذين تلتقي بهم هنالك (33) . وتورد كتب التراث الأندلسي أخباراً كثيرة عن نزهون القلاعية وحضورها مجالس الرجال ومساجلتهم ومهاجاتهم، وكانت موصوفة بخفة الروح والطباع حلوة النادرة. ومن الأخبار الدالة على مخالطتها للرجال ومناكفتها لهم أنه روي أنها كانت تقرأ يوما على أبي بكر المخزومي الأعمى فدخل عليها أبو بكر الكتندي، فقال مخاطباً الشاعر المخزومي الأعمى:


لو كنت تبصر من تجالسه...


وصمت المخزومي برهة يفكر، ولم يحر جواباً، فأجابت نزهون (34) :
البدر يطلع من أزرته والغصن يمرح في غلائله
الغدوت أخرس من خلاخله
وبسبب رقة طبع هذه الشاعرة وخفة ظلها كلف الشعراء بمحادثتها ومراسلتها ومنهم أبو بكر بن سعيد وأبو بكر المخزومي وابن قزمان الشاعر وأبو بكر الكتندي. وكانت تجالسهم وتهاجيهم بسلاطة لسان. ومن نوادرها أن ابن قزمان الزجال جاء يوما ليناظرها، وكان يرتدي غفارة صفراء - وهي زي الفقهاء يومئذ - وعندما لمحته قالت له: إنك اليوم كبقرة بني إسرائيل، صفراء فاقع لونها، ولكنك لا تسر الناظرين. فضحك الجميع ممن حضر وثار ابن قزمان واستشاط غضبا، فأخذ يسب واندفع الحاضرون إليه وطرحوه في بركة أمام البستان (35). وفي أحد مجالس أبي بكر بن سعيد الوزير تصدى لها الشاعر أبو بكر المخزومي الأعمى، فهجته قائلة (36) :
قل للوضيع مقالا
يتلى إلى حين يحشر
خلقت أعمى ولكن
جازيت شعراً بشعر
إن كنت في الخلق أنثى
تهيم في كل أعور
فقل لعمري من اشعر
فإن شعري مذكر
وكان كثير من هؤلاء الشاعرات يفدن على الأمراء والملوك ويمدحنهم ويتكسين بشعرهن مثل حسانة التميمية وعائشة القرطبية وحفصة بنت الحاج الركونية والشاعرة الشلبية.
وقد نظمت المرأة الأندلسية الشعر في مختلف أغراضه كالمدح والتهنئة والحنين إلى الأوطان والحكمة والعتاب والفخر والزهد والرثاء والوصف، ولم تتحرج من الخوض في موضوعات كالغزل بالرجال والغزل الماجن والهجاء الفاحش.
إن الذي يقرأ أشعار النساء الأندلسيات يجدها قصيرة النفس، وأكثرها مقطعات، ولا يقف على قصائد مطولات، وكذلك لم نقف لها على قصائد في المدح تراعي القواعد التقليدية لقصيدة المدح من حيث المقدمات الطللية أو الغزلية ثم التخلص إلى الموضوع وربما يكون لها قصائد مطولات لم تصل إلينا وضاعت مع ما ضاع من التراث الأندلسي ومما يميز شعر المرأة عن شعر الرجل في الأندلس أن شعر الغزل والهجاء الصادرين عن الرجال أكثر تهذيباً من ذلك الصادر عن النساء حيث نجد لديهن إيغالاً في الفحش والمجون والبوح.
أما الفرق بين شعر المرأة الأندلسية وشعر المرأة العربية في المشرق فيتمثل أولاً في قلة ما وصل الينا من أشعار المرأة الأندلسية بالقياس مع ما وصل من أشعار النساء المشرقيات كما أن شعر المرأة الأندلسية أكثر تعبيراً عن مشاعر المرأة وأكثر جرأة وتحرراً من شاعرات المشرق مثل علية بنت المهدي وليلى الأخيلية وثواب بنت عبد الله الحنظلية الهمذانية، إذ لم تفحش شاعرات المشرق في القول ولا نجد لهن شعراً يذكرن فيه العورات صراحة كما هو الحال عند شاعرات الأندلس.
إن شعر المرأة الأندلسية يكشف لنا عن جوانب من حياة المرأة في الأندلس وشخصيتها ولا سيما جرأتها وتحررها واعتدادها برأيها واستقلاليتها واختلاطها بالرجال في المجالس العامة ومجالس الأدب وبلاط الملوك والسلاطين وغير ذلك مما تشهد عليه الروايات التاريخية والأشعار الصادرة عن النساء.
ولا شك أن ميل الأندلسيين إلى التحرر وانتهاز فرص العيش الرغد وحرصهم على تحقيق الانسجام مع ما وهبه الله للأندلس من غنى وتنوع وجمال في الطبيعة والمخلوقات كانت جميعها عوامل أدت إلى شيوع هذه الظواهر في شعر المرأة الأندلسية. وقد كانت هذه الظواهر أكثر بروزاً في شعر الطبقات الثرية والمترفة منها في شعر الطبقات الفقيرة. ولذلك نجد إلى جانب شاعرات الغزل والمجون والهجاء شاعرات أندلسيات أخر يلتزمن الورع والتقوى والعفاف والجد والصيانة والرصانة.
وقد كشفت لنا أشعار المرأة الأندلسية عن تمايز طبقي واضح في مجتمع المرأة الأندلسية، فبينما نجد بعض النساء يقصدن قصور الأمراء والسلاطين للتكسب بشعرهن بسبب الحاجة والفقر، نجد في الوقت نفسه بعض الشاعرات يعشن عيشة مترفة مثل ولادة بنت المستكفي وحفصة بنت حمدون الحجارية التي تقول متضجرة من عبيدها (65) .
يا رب إني من عبيدي على إما جهول أبله متعب جمر الغضا ما فيهم من نجيب أو فطن من كيده لا اخيب
ونلاحظ كذلك مما وصلنا من أشعار النساء الأندلسيات، أن منهن من يترسم خطى الشعراء من السلف في أساليبهم وصورهم ولغتهم وتعبيراتهم، ومنهن من يميل إلى الرقة والتجديد في الصور واللغة والأساليب.
إن ما وصلنا من شعر نساء الأندلس يصلح شاهداً على ظروف المرأة الأندلسية وشخصيتها وطباعها، لكن لا بد من الافتراض أن كثيراً من النتاج الإبداعي للمرأة الأندلسية لم يصل إلينا، بفعل ما أصاب التراث الأندلسي من تدمير وضياع، وربما بسبب تحرج بعض مؤرخي الأدب الأندلسي من إيراد أشعار تلك النساء والدليل على هذا الحرج قول ابن بسام الشنتريني في كتاب الذخيرة في معرض حديثه عن شعر ولادة بنت المستكفي : (67) وقد قرأت أشياء منه في بعض التعاليق، أضربتُ عن ذكره، وطويته بأسره لأن أكثره هجاء، وليس له عندي إعادة ولا إبداء، ولا من كتابي في أرض ولا سماء». وقول ابن بسام هذا دليل واضح على ضياع بعض أشعار النساء الأندلسيات وعدم وصولها إلينا.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

‏1. Exporting: ...

‏1. Exporting: - In this initial stage, the firm starts selling its products or services in foreign ...

إن الاعتدال وال...

إن الاعتدال والوسطية في المنهج الإسلامي من المسلمات المهمة للتعايش وبناء السلام، وعلى هذا المنوال نج...

وينبغـي أن يالح...

وينبغـي أن يالحـظ أن العبـرة فـي وصـف المـادة بأنهـا سـامة أم ال، ليسـت بطبيعـة هـذه المـادة فـي ذات...

* Links surroun...

* Links surrounding window themes and frames the doors. * The connections between walls and foundat...

يشير الكتاب الى...

يشير الكتاب الى مسار المرض باعتباره محددا اساسيا في رحلة العلاج للمرضى منطلقا من تعريف أنسيلم ستراوس...

Pulsing or Trig...

Pulsing or Triggering: It often includes circuitry to provide the necessary high-voltage pulses or t...

5G networks hav...

5G networks have been widely deployed all over the world, which involve massive multiple-in-put mult...

قانون مندل الاو...

قانون مندل الاول : عند تزاوج فردين أو اكثر فإنهما ينتجان بعد تزاوجهما جيلا يحمل الصفه السائده وتورث ...

نقلت وكالة رويت...

نقلت وكالة رويترز، عن مصادر وصفتها بالأمنية البحرية أن الحوثيين استخدموا سلاحا في البحر الأحمر مع تص...

سلط الكاتب الضو...

سلط الكاتب الضوء على مرحلة مهمة في تاريخ علم الفلك، وهي مرحلة ازدهاره في العصر الذهبي للإسلام. وركز ...

من الناحية المو...

من الناحية الموضوعية، يجب أن يكون هناك نزاع محدد يمكن حله عبر التحكيم، ويجب أن تكون إرادة الأطراف ال...

"هل تريد أن تجع...

"هل تريد أن تجعل صيف أطفالك 🤵 مليئًا بالمرح والمغامرات؟ لدينا كل ما تحتاجه لجعل كل يوم على الشاطئ 🏖️...