لخّصلي

مبحث الّأول: الاضطرابات العقلية والنفسية وعوامل حدوثها.
من الشائع لدى عامة الناس استعمال كلمة الجنون غالبا للتعبير عن الأمراض العقلية والأمراض النفسية على سواء دون تميز في حين أن الأمراض العقلية تختلف عن الأمراض النفسية لما بينهما من فروق أساسية عديدة كما أن أمراض كل من هاتين المجموعتين تختلف فيما بينهما أيضا إلى حد ما من حيث أسبابها وأعراضها على النحو المبين في المطلبين التاليين وقد خصص الأول منهما للبحث في الأمراض النفسية والثاني للبحث في الأمراض العقلية.
المطلب الأول: الإضطرابـــــــــات العــــــــــقلية والنفسية.

الفرع الأول: الأمراض النفســـــــية والعقلية.
*المرض النفسي:
هو إختلال الشخصية الجزئي وما يقترن به من إضطراب نفسي مع إستمرار إتصال المريض بمجتمعه ويعتبر من أبرز الأعراض النفسية(1)، neurosis بوجه عام وقد يصاحبها أحيانا اختلال عضوي هامشي ناشئ أيضا عن المؤثرات النفسية كالنزاعات المكبوتة وأغلبها ذات صبغة جنسية طبقا لنظرية Fridالراجحة عن النظريات الأخرى في هذا المجال(2).
وقد قسم فرويد الأمراض النفسية إلى فئتين: الأولى فئة الأمراض النفسية المجردة، وترجع أسبابها إلى عوامل نفسية ماضية، تتصل غالبا بمرحلة الطفولة، كالنزاعات والرغبات المكبوتة خلالها والفئة الثانية الأمراض النفسية الفعلية، ومصدر العلة فيها عوامل نفسية واقعية راهنة خاصة بالوظيفة الجنسية، وما تعانيها في الحال من إختلال(3).
‏ *الأمراض العقلية psychosis:
الأمراض العقلية تتمثل في حالات فقد الإدراك والإرادة وإضطراب الملكات العقلية واحتلال جميع أومعظم عناصر الشخصية وقد جرت عدة محاولات لتصنيف الأمراض العقلية اشهرها ورجعها التصنيف الذي وضعه العالم Cle على أساس سبب بتقسيم هذه الأمراض إلى فئتين الفئة الأولى الأمراض العقلية العضوية الناشئة عن آفة عضوية في المخ أو في خارجها وتؤثر فيه والفئة الثانية الأمراض العقلية الوظيفية التي لاتعتمد على أي عامل عضوي ومن هنا فالمرض العقلي هو إضطراب نفسي وإجتماعي يكون الفرد عاجزا عن حماية ذاته او كيانه الإجتماعي بصورة لا تمكنه من المشاركة في الحياة الإجتماعية العادية أو إحراز أدنى من المكافئات السيكلوجية والإجتماعية فالأمراض العقلية أو الذهنية ترادف كلمة جنون التي تستعملها العامة في الإشارة إلى شخص فقد قواه العقلية.
الفرع الثاني: الفـــــرق بين المرض النفسي والمرض العقلي.
يختلف المرض النفسي عن المرض العقلي من خلال مايلي: 1.المرض النفسي ينشأ من عوامل نفسية كالنزعات، والرغبات المكبوتة، ولا دور للوراثة في نشوئها، بينما المرض العقلي ينشأ عن إختلالات عضوية أو وظيفية في الجهاز العصبي،
وللوراثة دور متفاوت في نشوئها.
2.يقتصر أثر المرض النفسي على اضطراب جزئي في بعض عناصر شخصية المريض، أما أثر المرض العقلي فيبدو في اضطراب جميع أو معظم عناصر شخصية المريض.
3.المصاب بمرض نفسي يبقى متصلا بمجتمعه، وقادرا على مواصلة عمله كالمعتاد في أغلب الأحوال، بينما المريض العقلي تنقطع صلته بمجتمعه، ويعيش في عالم خاص به، فيما عدا فترات الإفاقة في الأمراض العقلية التي تتخللها هذه الفترات.
4.المريض النفسي لا يفقد الإدراك والإرادة، وإن كان يضعف لديه الإدراك والإرادة، كما أنه لا يفقد الاستبصار إذ يدرك بأنه مريض، في حين يفقد المريض العقلي الإدراك والإرادة أو أحدهما، كما يكون فاقد الاستبصار ولا يعرف شيئا عن مرضه، كما أنه يرفض العلاج لاعتقاده بأنه ليس مريضا، فهو لا يشعر بمرضه، ويجهل شذوذ أحوال هو أطواره.
5.الأمراض النفسية تحتاج إلى أخصائي نفسي لعلاجها، فيعالجها المحلل النفسي بعلاج نفسي معا لتحليل النفسي لشخصية المريض، مع علاج مادي مساعد كالعقاقير المهدئة أحيانا، أما الأمراض العقلية فتحتاج إلى طبيب أمراض عقلية، وتعالج بعلاج مادي كالصدمات مع علاج نفسي مساعد أحيانا(1).
الفرع الثالث: أنواعـــــــــــها.
رغم تواجد أنواع جمة من الأمراض النفسية والعقلية إلا أننا لن نذكرها على سبيل الحصر وإنما على سبيل المثال.

*أنـــــــــواع الأمــــراض النفســـــية:
إضطراب القلق: تعد إضطرابات القلق من الأمراض النفسية الأكثر شيوعا التي تؤثر على شعور المريض بالأمان إذ يصاب المريض بخوف وقلق لا يتناسب مع الموقف ولا يستطيع التحكم في ردة فعله تتمثل تلك الإضطرابات في إضطرابات القلق الإجتماعي وإضطرابات الهلع.
الإكتئاب: هو إضطراب نفسي شائع ينطوي على تكدر المزاج أو فقدان الإستمتاع أو الإهتمام بالأنشطة لفترة طويلة من الزمن ويعتبر مرضا يصيب الذهن والجسد معا، لذلك تظهر أعراض نفسية وجسدية على المكتئبين، إلا أن طبيعتها الحقيقية تختلف من شخص إلى اخر. وتتنوع أعراض الإكتئاب فتظهر جلية لدى البعض ومخفية لدى البعض الاخر. فبعض الأشخاص لا تبدوا عليهم أي أعراض البتة، لكن يصبح سلوكهم غريبا بعض الشيء(1). (كتاب الإكتئاب/ كوام مكنزي _ الرياض 1434ه).
*أنواع الأمراض العقلية:
الجـــــــــنون: هو عدم القدرة على السيطرة على العقل او هو مجموعة من السلوكيات الشادة التي يقوم بها الاشخاص بدون وعي و ادراك و رغما عن ارادتهم و الدي يؤدي الى انتهاك المعاير الاجتماعية و قد يصبح هؤلاء الاشخاص يشكلون خطرا على انفسهم او الاخرين . قد يكون في لحضة معينة و قد تستمر عدم القدرة على السيطرة على العقل فترة طويلة . ويعرف ايضا بانه مرض عقلي يصيب الشخص فيعدمه الادراك و التميز
الفصام هو اوسع الامراض العلية انتشارا و ينشا غالبا بصورة تدريجية يستغلرق مدة طويلة قد تمتد الى عدة سنوات لحين ظهور اعراضه بصورة واضحة .و خلال هده الفترة يبدو على المريض بعض مظاهر انحراف الشخصية كالاتجاه نحو الانعزام و الانطواء. غير انه قد يحصل احيانا ان يظهر المرض في حالته الحادة فجاة بتغير واضح في شخصية المريض و يحدث دلك عادة عقب الارتطام بمؤثرات نفسية مؤلم جسيمه كموت شخص عزيز جدا او خسارة مالية و لحالة الفصام المختلفة طائفة من الاعراض المميزة المشتركه ابرزها البلادة الانفعالية التي تبدو في عدم اكتراث المفصوم بالحوادث التي تهز مشاعر الانسان سوي و اهماله العناية بنفسه و عدم اهتمامه باسرته و عمله الي جانب انفصاله عن الواقع و تفكك شخصيته و تصاحب هده الاعراض في معضم حالات الفصام هذاءات متنوعة غير ثابته و هلاوس سمعية و بصرية و اخري تتصل بحواس الشم و الذوق >