لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

الحمد لله رب العالمين،
حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى.
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة،
وله الحكم واليه المصير.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنك حميد مجيد،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
إنك حميد مجيد.
فنستعين بالله ونتوكل عليه ونستمد منه التوفيق والعون والمدد،
ونبدأ في مجالس رياض الصالحين.
وفي هذه المجالس سيكون تناول آيات وأحاديث هذا الكتاب الشريف.
ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتم علينا النعمة باتمام هذا الكتاب فيما ييسره ويقدره من الزمن والقدر.
والغرض في تناول هذا الكتاب وأحاديثه ليس الوقوف التفصيلي على كل جمل الأحاديث،
ولا شرح الألفاظ والمفردات بطريقة شمولية.
وإنما القصد هو الوقوف مع مجمل الفوائد.
ستتنوع الوقفات التي يمكن أن نقف من خلالها مع الأحاديث،
فبعضها قد يسترسل الإنسان في الوقوف معه والتعليق عليه،
وشرح الدرس المستفاد منه،
وبعضها قد نمر عليها مرورًا سريعًا،
خاصةً وأن أحاديث الكتاب متنوعة ومتعددة.
القصد هو التعليق على المقاصد المرتبطة بالباب والمعنى.
وعندما نقرأ هذه الأحاديث،
نقف عند فعل النبي ﷺ،
هديه،
أخلاقه،
توصياته،
وما أحبه من أصحابه أن يقوموا به وما أراد من أمته أن يقفوا عنده.
فالإنسان يقرأ هذه الأحاديث ويعلق عليها ويتدارسها.
والقصد الأعظم في هذه الدروس هو معرفة هدي النبي ﷺ ودعوته وسلوكه وسنته،
وكيف بلغ النبي وما الأمور المرتبطة به.
ولذا،
فإن هذه السلسلة ليست الوحيدة المتعلقة بهدي النبي ﷺ وطريقته وسنته واخلاقه وشمائله.
وقد سبقتها سلسلة غيث الساري.
كنت مترددًا اليوم ما بين أن يكون الدرس في غيث الساري أو البداية في رياض الصالحين،
لأن الغرض واحد،
وهو متصل بهدي النبي ﷺ وسلوكه وسنته في نصرة الدين والبذل والتضحية،
وكونه القدوة.
فهذه هي الزاوية التي أدخل من خلالها إلى هذا الكتاب.
والميزة في هذا الكتاب هو أن مؤلفه الإمام النووي رحمه الله تعالى قد انتقى أحاديثه وأبوابه بعناية،
واعتنى بالقصد إلى طريق الآخرة.
فقد أدخل فيه أحاديث القلوب والرقائق والتزكية والأدب بتفصيلات على مختلف الأحوال.
والكثير مما جاء فيه مرتبط بالتزكية وصلاح النفس والقلب وأعمال القلوب وحقائق الدين المهم هو التعلق بالمقاصد والهدف الأعظم من هذه الدروس هو معرفة ماذا كان النبي ﷺ وماذا دعا به،
وما أهمل،
وكيف كان سلوكه.
لذا ينبغي أن يعتني طلاب العلم بأبواب الدين الشاملة،
وأن لا تكون عنايتهم مقتصرة على الأحكام المجردة.
نستعين بالله ونبدأ،
والطريقة ليست متعلقة بالمفردات،
فقد نمر على حديث واحد أو أثنين أو ثلاثة ثم نقوم بالتعليق على المجمل.
وقد يحدث أحيانًا أن نقف مع حديث ونسترسل معه بحسب ما يراه الإنسان من المصلحة والمنفعة في ذلك بإذن الله تعالى.
أما باب الاخلاص واحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية،
فقد بدأ به الإمام النووي رحمه الله تعالى.
قال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة”.
وقال تعالى: “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم”.
وقال تعالى: “قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله”.
بدايةً،
الجمع بين الآيات والأحاديث هو منهج مهم ومتميز جدًا.
يعني ذلك أنه عندما يكون الكتاب في الحديث،
فإن ذلك لا يعني عدم اهتمام المؤلف أو المصنف بإدراج الآيات ذات الصلة بالأحاديث بل إن من أهم الأمور الجمع بين القرآن وبين الحديث في بناء التصور المتعلق بباب من أبواب الدين.
وهذه طريقة الإمام البخاري رحمه الله تعالى وإن كان كتابه الذي جمعه هو كتاب في الحديث ولكنه كان يعتني بايراد بعض الآيات في الأبواب حتى يكون هناك قدر من التكامل بين التصور بين الكتاب والسنة وكذلك طريقة الإمام النووي رحمه الله تعالى في رياض الصالحين يحرص على ذكر الآيات فهنا في الباب الأول الذي هو الإخلاص وإحضار النية في جميع الأقوال أو الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية ذكر مجموعة من الآيات في هذا المعنى.
فهذه طريقة شريفة مهمة ينبغي أن يعتنى بها في التكوين العلمي والتكوين التصور للدين.
وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزه بن ارياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات،
وإنما لكل امرئ ما نوى،
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها،
أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر اليه» متفق على صحته،
رواه أماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.
بالنسبة لهذا الحديث الأول،
فقد مر هذا الحديث ربما مع الدارسين الحاضرين هنا والمستمعين كثيرًا،
ولذلك لن نعيد نفس المفردات المتعلقة بالشرح والجمل وما إلى ذلك.
ولكن أود الإشارة إلى قضية معينة مهمة جدًا الآن.
هذا الحديث قال فيه الأئمة عبارات معروفة مثل ماذا؟ الذي قال: "ثلث الدين" والذي قال: "الإسلام يقوم على أربعة أحاديث هذا أحدها"… تواردت العبارات عبارات المتقدمين من الأئمة على أن هذا الحديث أصل من أصول الدين.
يهمني الآن أن نقف مع هذه العبارات ونربطها بمعنى مهم جدًا مرتبط بالسنة النبوية وبفهم الدين.
سؤال: من أين أتوا بمعلومة أن هذا الحديث يساوي ثلث الدين أو أن الدين يقوم على أربعة أحاديث وهذه هذا أحدها أو نحو ذلك؟
بناء على ماذا يستقرئ؟ الشيء الذي أريد أن أعلق عليه هنا هو كما يلي.
كما أن النبي ﷺ قال لأبي بن كعب: "ليهنك العلم أبا المنذر" حين عرف أعظم آية في كتاب الله،
فإن هذا الباب لا يزال مفتوحًا،
ليس الباب الذي فيه النص على أعظم آية أو نحو ذلك.
فهذه قضية قد بينها النبي ﷺ.
لكن الباب المتعلق بمراتب الدين لا يزال الاستنباط فيه مفتوحًا،
مبنيًا على ما له أصل في الشريعة.
فإن تستطيع أن تدرك أن هذا الحديث له قيمة كبيرة في الإسلام،
ولم تأت بهذا بهذه القضية من معلومة محددة منصوص عليها في الشريعة،
يعني لا يوجد نص في الشريعة على أن هذا الحديث له أهمية خاصة.
اليس كذلك؟ يعني لا يوجد حديث آخر ولا في سياق مناسب للحديث أنه النبي ﷺ قال لأصحابه مثلا: إني سأحدثكم حديثًا هو أعظم ما تسمعونه مثلا.
وإنما العلماء بعد ذلك استنبطوا استنباطًا أن هذا الحديث هو من أعظم الأحاديث التي قالها النبي ﷺ.
لماذا؟ أصلا من الذي يمكنه أن يقف أو أن يستنبط مثل هذا؟ الذي يمكنه أن يستنبط مثل هذا هو من يعلم تفاوت مراتب الدين ومن يعلم أن هناك ما هو أهم وما هو مهم وأن يعلم أن الدين ليس على مرتبة واحدة.
حين يتعلق الحديث بالنية والإرادة وجه الله سبحانه وتعالى والاخلاص،
ادرك العلماء أن هذا الحديث هو من أهم الأحاديث.
ونظراً كذلك لما جاء فيه من الصيغة،
وإنما لكل إمرئ ما نوى،
فكأنه هذا الحديث صار متعلقًا بسائر ما يعمله الإنسان في حياته من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ى.
يعني كأنك تقول: الأعمال إما أن تكون أعمالًا في القلب،
وإما أن تكون أعمالًا بالجوارح.
فأعمال الجوارح كلها لا تقبل إلا إذا كانت بنية،
إذا كانت خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
فما الحديث الذي يبين هذا على سبيل التوضيح المباشر باللفظ العام؟ هو هذا الحديث.
وهذا تعظيم كبير لشأن النية.
يعني لولا إدراكهم لعظم شأن الإخلاص وشأن أعمال القلوب،
خلينا نقول كلام العلماء الذي ورد فيه هو أهم ما أريد أن أوصل فيه رسالة في التعليق على هذا الحديث.
أن ندرك أننا نتعامل مع النصوص الشرعية،
وإن كانت وإن كان ينبغي أن تعامل جميعها بكونها مهمة،
إلا أنه ينبغي أن يكون هناك قدر من التفاوت في إدراك الأهمية ورتبها،
ولذلك ترى كانوا أثناء الطلب وأثناء رواية الحديث يقولون لك مثلا: "هذا الحديث مثلا يستحق أن يرحل لطلبه إلى كذا"،
ولما قال الشعبي قال: "أعطيناك بغير شيء"،
قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة في حديث واحد.
إنه ترى كان يركب فيما دونها،
إلى المدينة اللي سمع حديث،
وتعرف جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر لسماع حديث واحد.
يزداد الحديث قيمة وأهمية.
الإخلاص هو أن باب النية وباب الإخلاص هو من أعظم أبواب الدين،
وأن العناية به هي من أعظم المطالب التعبدية.
وأن من أعظم ما ينبغي أن يحرص الإنسان على أن يراعيه ويراجع في نفسه يوميًا هو باب النية.
وأنه إذا قال العلماء عن هذا الحديث أنه ثلث الإسلام أو ربع الإسلام أو نحو ذلك من العبارات،
فإنما الشأن كل شأن في هذه العبارات.
نظراً لكون هذا الحديث متعلقًا بالنية ومتعلقًا بالإخلاص.
وأن من أعظم ما يدل عليه هذا الحديث أن الإنسان إذا لم يكن يريد بعمله وجه الله سبحانه وتعالى،
فإنه مهما تعب وبذل وسعى،
ولو كان عرض نفسه للخطر،
فيما ظاهره أنه جهاد في سبيل الله أو هجرة في سبيل الله،
فإنه لن ينتفع بذل الإلا إذا كان يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى.
فهذا هو المعنى الأهم الذي ينبغي أن يقف الإنسان عنده في هذا الحديث،
أو الذي أردت أن أقف عنده في هذا الحديث.
وأما التفصيل المتعلق بجمل الحديث وما إلى ذلك فيعني الكلام فيه معروف ومشهور وربما حتى يعني الإنسان وقف معه ربما في غيث الساري بصورة مفصلة.
فلا أريد أن أكرر الحديث.


النص الأصلي

الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم واليه المصير. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
أما بعد،
فنستعين بالله ونتوكل عليه ونستمد منه التوفيق والعون والمدد، ونبدأ في مجالس رياض الصالحين. وفي هذه المجالس سيكون تناول آيات وأحاديث هذا الكتاب الشريف. ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتم علينا النعمة باتمام هذا الكتاب فيما ييسره ويقدره من الزمن والقدر. والغرض في تناول هذا الكتاب وأحاديثه ليس الوقوف التفصيلي على كل جمل الأحاديث، ولا شرح الألفاظ والمفردات بطريقة شمولية. وإنما القصد هو الوقوف مع مجمل الفوائد.
ستتنوع الوقفات التي يمكن أن نقف من خلالها مع الأحاديث، فبعضها قد يسترسل الإنسان في الوقوف معه والتعليق عليه، وشرح الدرس المستفاد منه، وبعضها قد نمر عليها مرورًا سريعًا، خاصةً وأن أحاديث الكتاب متنوعة ومتعددة.
القصد هو التعليق على المقاصد المرتبطة بالباب والمعنى. وعندما نقرأ هذه الأحاديث، نقف عند فعل النبي ﷺ، هديه،أخلاقه، توصياته، وما أحبه من أصحابه أن يقوموا به وما أراد من أمته أن يقفوا عنده. فالإنسان يقرأ هذه الأحاديث ويعلق عليها ويتدارسها. والقصد الأعظم في هذه الدروس هو معرفة هدي النبي ﷺ ودعوته وسلوكه وسنته، وكيف بلغ النبي وما الأمور المرتبطة به. ولذا، فإن هذه السلسلة ليست الوحيدة المتعلقة بهدي النبي ﷺ وطريقته وسنته واخلاقه وشمائله.وقد سبقتها سلسلة غيث الساري.
كنت مترددًا اليوم ما بين أن يكون الدرس في غيث الساري أو البداية في رياض الصالحين، لأن الغرض واحد، وهو متصل بهدي النبي ﷺ وسلوكه وسنته في نصرة الدين والبذل والتضحية، وكونه القدوة. فهذه هي الزاوية التي أدخل من خلالها إلى هذا الكتاب.
والميزة في هذا الكتاب هو أن مؤلفه الإمام النووي رحمه الله تعالى قد انتقى أحاديثه وأبوابه بعناية، واعتنى بالقصد إلى طريق الآخرة. فقد أدخل فيه أحاديث القلوب والرقائق والتزكية والأدب بتفصيلات على مختلف الأحوال.
والكثير مما جاء فيه مرتبط بالتزكية وصلاح النفس والقلب وأعمال القلوب وحقائق الدين المهم هو التعلق بالمقاصد والهدف الأعظم من هذه الدروس هو معرفة ماذا كان النبي ﷺ وماذا دعا به، وما أهمل، وكيف كان سلوكه. لذا ينبغي أن يعتني طلاب العلم بأبواب الدين الشاملة، وأن لا تكون عنايتهم مقتصرة على الأحكام المجردة. نستعين بالله ونبدأ، والطريقة ليست متعلقة بالمفردات، فقد نمر على حديث واحد أو أثنين أو ثلاثة ثم نقوم بالتعليق على المجمل. وقد يحدث أحيانًا أن نقف مع حديث ونسترسل معه بحسب ما يراه الإنسان من المصلحة والمنفعة في ذلك بإذن الله تعالى.
أما باب الاخلاص واحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية، فقد بدأ به الإمام النووي رحمه الله تعالى. قال تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة”. وقال تعالى: “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم”. وقال تعالى: “قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله”. بدايةً، الجمع بين الآيات والأحاديث هو منهج مهم ومتميز جدًا.
يعني ذلك أنه عندما يكون الكتاب في الحديث، فإن ذلك لا يعني عدم اهتمام المؤلف أو المصنف بإدراج الآيات ذات الصلة بالأحاديث بل إن من أهم الأمور الجمع بين القرآن وبين الحديث في بناء التصور المتعلق بباب من أبواب الدين.
وهذه طريقة الإمام البخاري رحمه الله تعالى وإن كان كتابه الذي جمعه هو كتاب في الحديث ولكنه كان يعتني بايراد بعض الآيات في الأبواب حتى يكون هناك قدر من التكامل بين التصور بين الكتاب والسنة وكذلك طريقة الإمام النووي رحمه الله تعالى في رياض الصالحين يحرص على ذكر الآيات فهنا في الباب الأول الذي هو الإخلاص وإحضار النية في جميع الأقوال أو الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية ذكر مجموعة من الآيات في هذا المعنى.
فهذه طريقة شريفة مهمة ينبغي أن يعتنى بها في التكوين العلمي والتكوين التصور للدين.


الحديث الأول:
وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزه بن ارياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر اليه» متفق على صحته، رواه أماما المحدثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة.


بالنسبة لهذا الحديث الأول،
فقد مر هذا الحديث ربما مع الدارسين الحاضرين هنا والمستمعين كثيرًا، ولذلك لن نعيد نفس المفردات المتعلقة بالشرح والجمل وما إلى ذلك.
ولكن أود الإشارة إلى قضية معينة مهمة جدًا الآن.
كما تعلمون،
هذا الحديث قال فيه الأئمة عبارات معروفة مثل ماذا؟ الذي قال: "ثلث الدين" والذي قال: "الإسلام يقوم على أربعة أحاديث هذا أحدها"… تواردت العبارات عبارات المتقدمين من الأئمة على أن هذا الحديث أصل من أصول الدين.
يهمني الآن أن نقف مع هذه العبارات ونربطها بمعنى مهم جدًا مرتبط بالسنة النبوية وبفهم الدين.
سؤال: من أين أتوا بمعلومة أن هذا الحديث يساوي ثلث الدين أو أن الدين يقوم على أربعة أحاديث وهذه هذا أحدها أو نحو ذلك؟
بناء على ماذا يستقرئ؟ الشيء الذي أريد أن أعلق عليه هنا هو كما يلي. كما أن النبي ﷺ قال لأبي بن كعب: "ليهنك العلم أبا المنذر" حين عرف أعظم آية في كتاب الله، فإن هذا الباب لا يزال مفتوحًا،
ليس الباب الذي فيه النص على أعظم آية أو نحو ذلك. فهذه قضية قد بينها النبي ﷺ.
لكن الباب المتعلق بمراتب الدين لا يزال الاستنباط فيه مفتوحًا،
مبنيًا على ما له أصل في الشريعة.
فإن تستطيع أن تدرك أن هذا الحديث له قيمة كبيرة في الإسلام،
ولم تأت بهذا بهذه القضية من معلومة محددة منصوص عليها في الشريعة،
يعني لا يوجد نص في الشريعة على أن هذا الحديث له أهمية خاصة.
اليس كذلك؟ يعني لا يوجد حديث آخر ولا في سياق مناسب للحديث أنه النبي ﷺ قال لأصحابه مثلا: إني سأحدثكم حديثًا هو أعظم ما تسمعونه مثلا.
وإنما العلماء بعد ذلك استنبطوا استنباطًا أن هذا الحديث هو من أعظم الأحاديث التي قالها النبي ﷺ.
لماذا؟ أصلا من الذي يمكنه أن يقف أو أن يستنبط مثل هذا؟ الذي يمكنه أن يستنبط مثل هذا هو من يعلم تفاوت مراتب الدين ومن يعلم أن هناك ما هو أهم وما هو مهم وأن يعلم أن الدين ليس على مرتبة واحدة.
وبالتالي،
حين يتعلق الحديث بالنية والإرادة وجه الله سبحانه وتعالى والاخلاص،
ادرك العلماء أن هذا الحديث هو من أهم الأحاديث.
ونظراً كذلك لما جاء فيه من الصيغة،
إنما الأعمال بالنيات،
وإنما لكل إمرئ ما نوى،
فكأنه هذا الحديث صار متعلقًا بسائر ما يعمله الإنسان في حياته من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ى.
يعني كأنك تقول: الأعمال إما أن تكون أعمالًا في القلب،
وإما أن تكون أعمالًا بالجوارح.
فأعمال الجوارح كلها لا تقبل إلا إذا كانت بنية،
إذا كانت خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى.
فما الحديث الذي يبين هذا على سبيل التوضيح المباشر باللفظ العام؟ هو هذا الحديث.
وهذا تعظيم كبير لشأن النية.
يعني لولا إدراكهم لعظم شأن الإخلاص وشأن أعمال القلوب،
لما قالوا تلك العبارة.
خلينا نقول كلام العلماء الذي ورد فيه هو أهم ما أريد أن أوصل فيه رسالة في التعليق على هذا الحديث.
أن ندرك أننا نتعامل مع النصوص الشرعية،
وإن كانت وإن كان ينبغي أن تعامل جميعها بكونها مهمة،
إلا أنه ينبغي أن يكون هناك قدر من التفاوت في إدراك الأهمية ورتبها،
وبناء على ذلك في الاستمساك.
ولذلك ترى كانوا أثناء الطلب وأثناء رواية الحديث يقولون لك مثلا: "هذا الحديث مثلا يستحق أن يرحل لطلبه إلى كذا"،
هذا حديث واحد.
ولما قال الشعبي قال: "أعطيناك بغير شيء"،
قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة في حديث واحد.
إنه ترى كان يركب فيما دونها،
يعني في جمل هذا الحديث،
إلى المدينة اللي سمع حديث،
وتعرف جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر لسماع حديث واحد.
هذا عمومًا في تعظيم السنة.
ثم إذا زاد الموضوع أهمية،
يزداد الحديث قيمة وأهمية.
الإخلاص هو أن باب النية وباب الإخلاص هو من أعظم أبواب الدين،
وأن العناية به هي من أعظم المطالب التعبدية.
وأن من أعظم ما ينبغي أن يحرص الإنسان على أن يراعيه ويراجع في نفسه يوميًا هو باب النية.
وأنه إذا قال العلماء عن هذا الحديث أنه ثلث الإسلام أو ربع الإسلام أو نحو ذلك من العبارات،
فإنما الشأن كل شأن في هذه العبارات.
نظراً لكون هذا الحديث متعلقًا بالنية ومتعلقًا بالإخلاص.
وأن من أعظم ما يدل عليه هذا الحديث أن الإنسان إذا لم يكن يريد بعمله وجه الله سبحانه وتعالى،
فإنه مهما تعب وبذل وسعى،
ولو كان عرض نفسه للخطر،
فيما ظاهره أنه جهاد في سبيل الله أو هجرة في سبيل الله،
فإنه لن ينتفع بذل الإلا إذا كان يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى.
فهذا هو المعنى الأهم الذي ينبغي أن يقف الإنسان عنده في هذا الحديث،
أو الذي أردت أن أقف عنده في هذا الحديث.
وأما التفصيل المتعلق بجمل الحديث وما إلى ذلك فيعني الكلام فيه معروف ومشهور وربما حتى يعني الإنسان وقف معه ربما في غيث الساري بصورة مفصلة.
فلا أريد أن أكرر الحديث.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

خطة العمل في رو...

خطة العمل في روضة الأطفال خطة العمل عبارة عن أداة تربوية تساعد المربية على تحقيق الأهداف التربوية، و...

Me and my famil...

Me and my family decided go to a journey to Salalah. When we arrived in Salalah, we was immediately ...

Macarons Textur...

Macarons Texture: Achieving the perfect macaron involves a delicate balance that results in a crisp ...

يعد القطاع الصح...

يعد القطاع الصحي مجالًا حاسمًا لرفاهية السكان في هذه المنطقة، ويعد التواصل بين مقدم الرعاية والمريض ...

تقسيماتــــهـــ...

تقسيماتــــهـــــــا : يمكن تقسيم الأحكام القضائية إلى تقسيمات عديدة باختلاف أسس التقسيم : فعلى أس...

يمكن النظر إلى ...

يمكن النظر إلى القيم على أنها أحكام معيارية تتضمن مُثُلاً وأهدافاً ضابطة للوجود الاجتماعي فكراً ونظم...

‎الصراع الأفقي ...

‎الصراع الأفقي Horizontal Conflict : حيث يحدث الصراع بين طرفين متشابهين أو أكثر ويعملان تحت اسم ا...

Conclusion Th...

Conclusion This incredible piece of theater does not and cannot answer for the universal female ex...

endangered subs...

endangered subspecies of leopard native tothe Arabian Peninsula, including Oman. It'sknown for its s...

It is the capit...

It is the capital of the Sultanate of Oman and its largest city. It has also played an important rol...

L'industrie pha...

L'industrie pharmaceutique est, dans le monde entier, un element important des systemes de sante.Des...

خصائص النمو في ...

خصائص النمو في مرحلة الطفولة المبكرة د/ نجلاء فتحي أحمد ع بد الحليم – مدرس الفئات الخاصة كلية – الدر...