لخّصلي

الموضوع الرابع : الوضائف الاقتصاديه للدوله الاسلامة.
أهمية دور الدولة في التخطيط الاقتصادي:
قال الله تعالى ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ و القوة تشمل كل جوانب الحياة. هذه الآية الكريمة تبين أهمية قيام الدولة لوضع نظام متميزللجانب الاقتصادي، وهو أمر مهم جدا، يجب الاهتمام به، كما أنه يعد مطلبا من المطالب الشرعية. كما يجب المحافضه على الموارد، والتخطيط لها بكل دقة يحفظها لللأجيال القادمة، والخير يأتي في الاستفاده منها لقوله تعالى:
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.
إن التخطيط الصحيح يصون الثروات، و يبقيها للأجيال القادمة؛ لتحقيق أهداف الدولة الأسلامية؛ من أجل بقائها مستقلة، و قد أكد الرسول صلى الله عليه و سلم في الكثير من الأحاديث منها :
((جاءَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي وأنا بمَكَّةَ، وهو يَكْرَهُ أنْ يَمُوتَ بالأرْضِ الَّتي هاجَرَ مِنْها، قالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفْراءَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أُوصِي بمالِي كُلِّهِ؟ قالَ: لا، قُلتُ: فالشَّطْرُ؟ قالَ: لا، قُلتُ: الثُّلُثُ؟ قالَ: فالثُّلُثثُ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إنَّكَ أنْ تَدَععَ ورَثَتَكَ أغْنِياءَ خَيْرٌ مِن أنْ تَدَعَهُمْ عالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ في أيْدِيهِمْ، وإنَّكَ مَهْما أنْفَقْتَ مِن نَفَقَةٍ، فإنَّها صَدَقَةٌ، حتَّى اللُّقْمَةُ الَّتي تَرْفَعُها إلى فِي امْرَأَتِكَ، وعَسَى اللَّهُ أنْ يَرْفَعَكَ، فَيَنْتَفِعَ بكَ ناسٌ ويُضَرَّ بكَ آخَرُونَ. ولَمْ يَكُنْ له يَومَئذٍ إلَّا ابْنَةٌ))..

إن الفرق بين التنبؤ بالغيب وبين التخطيط، هو أن التخطيط مشروع و محمود، و التنبؤ بالغيب منهي عنه. فالتنبؤ بالغيب هو عبارة عن أحاسيس أساسها الحدس و التخمين، بينما التخطيط المشروع ، أساسه الدراسة و الإحصاء، كما أن التنبؤ قائم على الجهل، هوعكس التخطيط، إذ التخطيط قائم على علم، وبطبيعة الحال فالجهل لايولد إلا فقرا و ضياعا وتخلفا، على عكس التخطيط .كل هذا يبرز في المجتمعات المتطورة، ذات الاقتصاد القوي، إذ يتم التخطيط لكل شيء وفقا لدراسات و إحصائيات، و هذا ما جعلهم يتقدمون. أيضا التخطيط السليم يبرز نتاجه على الأفراد أولا، ثم الدولة ثانيا، وهذا ما يجعل التنسيق بين نشاط الأفراد مع بعضهم البعض و بين الدولة متساو، إذ لا يطغى أحدهم على الآخر أو يتجاوز عمله.

ماهو دور التخطيط في التنسيق بين الفرد و الدوله ؟
تبرز أهمية التنسيق بين الفرد و الدولة في رفع مستوى الكفائة، و هذا بدوره يؤدي إلى رفع الاقتصاد و العلو، و تحقيق مبدأ العدل،بحيث لا يطغى أحدهم على الآخر أو يتجاوز عمله.

المجالات التي يمكن للدولة التدخل فيها لتوجيه الاقتصاد هي :
1- إعاقة بيع كل ما منع شرعا مثل :المخدرات ، الخمر، الكتب و المجلات المخله بالآداب ،الأفلام الإباحية.
2- قمع الغش بكل أنواعه .
3- إعاقة كل مايضر جسم الإنسان أكان في صحته أو طعامه أو مشروباته.
4- إبطال استخدام أموال الناس بشكل عام.
5- حجب المكاتب التي تقوم بأعمال محرمة مثل: البغي و القمار و بناء التماثيل
6- يجب أن تحدد الأجور و أسعار المنتجات؛ وفقا لدراسات صحيحه.

الأعمال التي لا يمكن للدولة التدخل فيها؛ لتوجيه الاقتصاد وهي:
1- اباحة كل ما حرمه الله تعالى او الرسول و العياذ بالله كالسماح بتواجد البنوك الربويه و افتتحاح محلات لبيع الخمور و المخدرات و كل ما شابه ذلك.
2- منع ما أحله الله تعالى.
3- تقديم مصلحة الفرد على مصلحة الشعب عن طريق الواسطات .