لخّصلي

قبل الف واربعمائة واثنين واربعين سنة. وبالتحديد في عام ستمائة واثنين وعشرين ميلادي.
في شبه الجزيرة العربية بين الصحاري والحياة البدوية. هاجر ال رسول صلى الله عليه وسلم من مكة الى يثرب.
لتبدأ قصة حضارة الاسلام. وتبدأ معها اولى نفحات العمارة الاسلامية. لقد ابتدأ تاريخ العمارة الاسلامية بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. ففورما وصل الى المدينة شرع في بناء المسجد وهو مسجد قباء. فكان اول مسجد اسسه الفصول.
وقد شارك حتى في بنائه. وكان قطعة ارض مربعة الشكل محاطة بصور مبني من الحجر المأخوذ من جبال المدينة.
وبقي على حاله حتى عهد الخلفاء ثم العهد الاموي. حيث توالت عليه التوسيعات والتجديدات. ثم تم اختيار المكان المناسب لبناء دار الرسول ومسجده.
فكان ذلك حجر الاساس في تاريخ العمارة والحضارة الاسلامية. في البداية كانت دار الرسول من حجرتين بجدران من اللبن والطين. وامامهما فناء يحيط به اسوار شيدت باللبن.
ثم زاد عدد الحجرات الى اربع ثم الى تسع وجعل في الركن الشمالي ظلة تقام فيها الصلاة. واضاف الرسول الكريم ظلة اخرى اكبر بطول الجدار الجنوبي كله.
وذلك عندما تم تغيير اتجاه القبلة الى الكعبة. فكان فناء الدار مسجدا للمسلمين. وقد اسس في وسط المدينة وكان طوله ما يقارب خمسة وثلاثين متر في عرض ثلاثين متر.
وارتفاعه حوالي مترين ونصف. وجعل الاساس من الحجارة والجدار من اللبن. وكانت اعمدته من جذوع النخل وسقفه من الجليد وجعل له ثلاثة ابواب.
غزوة خيبر قام النبي صلى الله عليه وسلم بتوسعة المسجد. ثم كانت التوسعة الثانية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم توسعة وعمارة عثمان بن عفان. وقد
وقد بناه بناء متقنا. فجعله من الحجارة المنقوشة والجس وعماده من حجارة محفورة حشوها عمد الحديد. كما تميز الاسلوب الهندسي في اوائل العمارة الاسلامية بالبساطة الكبيرة.
والاقتصاد الشديد. وان الخصوصية والتوافق مع البيئة المحيطة كانت من المتطلبات الرئيسية. فقد تحاشى المسلمون الاندفاع وراء التألق في الوقت الذي تركزت كل جهودهم على مقاومة الشرك ونشر الدعوة.
تخطيط المدن. ادت حركة الفتوحات في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى اقامة عدد من المدن والقواعد العسكرية.
كان اولها مدينة البصرة التي اسسها عقبة بن غزوان سنة الثانية عشر للهجرة. ثم الكوفة في السابعة عشر للهجرة على يد سعد بن ابي وقاص ثم الفسطاط التي اسسها عمر بن العاص سنة واحد وعشرين للهجرة.
وقد كان تخطيطها باوامر استراتيجية من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فكان في مستوى عال من الذكاء والحنكة. حيث قدمت دروسا قيمة في التخطيط الحضاري للمدن.
فقد كان اختيار موقعها بناء على شروط بيئية اساسية. بان تكون قريبة من الماء والمرعى والمحتطب. ثم تحديد صحن المدينة ليكون مركزا لها وتجسيد ذلك ببناء المسجد ودار الامارة في الوسط. وبالتزامن.
تحيط بهم سوق مفتوحة للمسلمين. ثم وافق عمر على البناء بطوب اللبن وابرهم ان يتلاصقوا في البناء. والا يزيد احدهم على ثلاثة حجرات.
والا يتطاولوا في البنيان وان يجعلوا كذلك رحبة مربعة لمرابط خيلهم. حتى انه حدد لهم عرض شوارع المدينة وطرقها. بما يلائم حركة المرور انذاك.
وكانت تؤول كلها الى المسجد في المنتصف. ان الحركة المعمارية الاسلامية على رغم بساطتها في العهد الاسلامي الاول الا انها شكلت اسسا للتصميم.
وكان لها التأثير الكبير على العمارة الاسلامية في العصور المقبلة. من تصميم المسجد الذي يعبر عن الهوية الاسلامية للمدينة الى تخطيط المدن وبنائها. فقامت على هذه الاسس عمارة حضارة الاسلام.
ثم بدأت بالتطور والازدهار مع العهد الاموي الذي سنتطرق اليه في الحلقة القادمة من السلسلة.