لخّصلي

أنثروبولوجيا التراث المغربي التراث المطبخي وآداب المائدة: قضايا ومقاربات عنوان الدرس أعزائي الطلبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ مرحبا مرة أخرى في درس جديد من دروس الثقافة والفنون والمهارات الناعمة؛ المطبخ المغربي، فإلى البدء المطبخ واسترات وتحدد لمغربية تتميز بالتنوع واجتماعية وإثنية ودينية في إطار جمعي واحد، مبني على الانسجام والقدرة العالية على تدبير لن تكون إلا تعبيرا ثقافيا عن تنوعنا وذكائنا الجماع +++ أساسيات الم الحساني، روافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية واحتمالات التفاعل الحضاري كشية أو الطاجين الأمازيغي أو الخ +++ الهجروية يؤثر أثر و في صياغة التراث المطبخي، ويجعل منه حوار ا ثقافي وذلك في مستوى إدماج المالح ففي كل هذه الممارسات نعاين تاريخا من العلائق والتلاقحات بين المغرب وجواراته القريبة والبعيدة، المغربية وانتصارها لهوية استيعابية حاضنة للتنوع والاختلاف. ++++ وفق طقوس ورمزيات احتفالية عنوانها الكرم وتمتين الروابط وهو ما متميزا حضور وممكنات التفاعل الإفريقي فضلا عن آثار لامية وتفاعلات العولمة. وإنما كيف نأكل ومع من نأك الأكل، إنه يخضع لترتيب زمني واجتماعي مضبوط بإيقاع ساعاتنا البيو ثقافي خالص، بل وحتى عن

الوحدة
الثقافة والفنون والمهارات الناعمة
المحور
أنثروبولوجيا التراث المغربي
المجزوءة
التراث المطبخي وآداب المائدة: قضايا ومقاربات
الدرس
الثاني
عنوان الدرس
المطبخ المغربي: تاريخ وهوية
التقديم
د. عبد الرحيم العطري
مجال الاشتغال

غربي هوية المطبخ الم

تاريخ المطبخ المغربي
أعزائي الطلبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مرحبا مرة أخرى في درس جديد من دروس الثقافة والفنون والمهارات الناعمة؛
دائما في إطار اشتغالنا على أنثروبولوجيا التراث المغربي، سنخصص درس اليوم لتاريخ وهوية
المطبخ المغربي، لنتعرف
على على روافده الثقافية وتاريخه العميق وامتداداته المجالية
والاجتماعية، والتي جعلت منه تراثا لاماديا متنوعا
وغنيا بالدلالاتت والرموز.
فإلى البدء
+++
كثيرا ما يتردد في الأدبيات الأنثروبولوجية بأن المرور إلى ثقافة مجتمع من
المجتمعات، يكون عبر
المطبخ واسترات
يجيات الغذاء، فمن خلال طرق إعداد ا
لطعام وتقديمه وتدبيره، ينكتب تاريخ
طويل من التصورات والممارسات والعلاقا
العناصر التي تعكس الهوية والانتماء، وتحدد
والممكنات
التي ساهمت في تشكيل وبناء الثقافة المطبخية لهذا المجتمع أو ذاك.
+++
عرفنا في دروس سابقة بأن
ية ا الهو
لمغربية
تتميز
بالتنوع
والقدرة على استيعاب مكونات ثقافية
واجتماعية وإثنية ودينية في إطار جمعي واحد، مبني على الانسجام والقدرة العالية على تدبير
العيش المشترك، وعليه فإن فنون الطبخ وآداب المائدة بالمغرب، لن تكون إلا تعبيرا ثقافيا عن
تنوعنا وذكائنا الجماع
ي الممتد عبر العصور، فالأطعمة والأشربة المغربية ما هي إلا محصلة نهائية
لمجمل التفاعل والتعايش والتلاقح الثقافي والديني والإثني الذي عرفه المغرب منذ زمن بعيد.
+++
فعندما نتأمل
أطباقنا وعاداتنا الغذائية
في تفردها وتنوعها وغناها، سنكتشف حتما
أساسيات
الهوية الم
غربية، الم
توزعة على المكون العربي الإسلامي والمكون الأمازيغي والمكون الصحراوي
الحساني،
فضلا عن
روافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية
، ففي كل طبق هناك
تاريخ لا نهائي من قيم الضيافة والكرم
واحتمالات التفاعل الحضاري
، سواء تعلق الأمر بالطنجية
المرا
كشية أو الطاجين الأمازيغي أو الخ
ليع الفاس ي أو الشاي الصحراوي.
+++
لقد ع
رف المغرب تاريخيا بأنه أرض حوار الأديان والثقافات، ف
قد
كان ولا يزال بلد الديناميات
الهجروية
،
ما بين عبور وإقامة واستقرار، ما
، وباستمرار، يؤثر أثر و
في صياغة التراث المطبخي،
ويجعل
منه
حوار
"
ا
ا ثقافي
بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وذلك في مستوى إدماج المالح
"
مع الحلو واستعمال التوابل وإبداع الوصفات والأطباق.
وهو ما يظهر أيضا في الممارسات والعادات الغذائية المرتبطة باستهلاك الطعام وإعداده وتخزينه
اتصالا بالتخليل والترقيد والتبخير والت
... دخين والشواء والقلي
، ففي كل هذه الممارسات نعاين
تاريخا من العلائق والتلاقحات بين المغرب وجواراته القريبة والبعيدة، ما يؤكد انفتاح الأمة
المغربية وانتصارها لهوية استيعابية
حاضنة للتنوع والاختلاف.
++++
على مر التاريخ تمكن المغاربة من إبداع ثقافة مطبخية ق
ائمة على الاجتماع والاحتفال وذكاء
، التدبير
فالأطباق تؤكل جماعة، وفق طقوس ورمزيات احتفالية عنوانها الكرم وتمتين الروابط
ما جعل الاجتماعية عبر الطعام. وهو ما
المطبخ المغربي
متميزا
بالتنوع والعمق التاريخي، فالأطعمة
والأشربة عصية على تحديد واكتشاف أصلها الجيني
الوجي، منها ما يمتد إلى عهد الممالك
الأمازيغية، ومنها ما يتصل بالأثر الفينيقي وا
لامتداد
الروماني، وم
ا نه
ما يتصل
ال ب
حضور
العربي
الإسلامي،
، وممكنات التفاعل الإفريقي
الأندلس ي
، العبري،
المتوسطي
التلاقح ، فضلا عن آثار
الطعامي التي تتواتر آنا عن طريق الوسائط الإع
لامية وتفاعلات العولمة.
+++
"
ثمة قاعدة دالة في الدرس الأنثروبولوجي للطعام يمكن تلخيصها في الآتي:
؟ ليس المهم ما نأكل
وإنما كيف نأكل
؟
ل؟". ومع من نأك
فالنشاط الأكثر تكرارية في الحياة الإنسانية هو
الأكل، إنه
يخضع لترتيب زمني واجتماعي مضبوط بإيقاع ساعاتنا البيو
لوجية والمجتمعية. فالطعام منتوج
ثقافي خالص، به ومن خلاله نعلن عن انتماءاتنا التراتبية وانحداراتنا الاجتماعية، بل وحتى عن
مواقفنا واختياراتنا العقائدية والمذهبية والسياسية.
+++
وعليه فالمطبخ المغربي، بتنوعه وثرائه الثقافي، هو تاريخ هذا المغرب التعددي الروا
فد
والانتماءات، وهو الشاهد الدال والقوي على هويته المتميزة والغنية، التي جعلت من المغرب بلد
التواصل والتلاقح الحضاري بامتياز.
+++
لا تنسوا
أعزائي الطلبة،
تعميق المعارف بالقراءة والبحث
والتفكير النقدي
، مع متمنياتي لكم
بالتوفيق والتميز، وإلى لقاء قريب، دمتم
بألف خير.