لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (45%)

وقفة السبية على بني خالد
وفيها وقعة السَّبية (۱) المشهورة ، سميت بذلك لكثرة ما فيها من الحلي والحلل، وذلك سبي أن محمد بن عريعر وأخاه ماجد استلحقوا عربانهم وأتباعهم من بني خالد وغيرهم ، وظهروا قاصدين نجد لمحاربة تركي وأتباعه ، وسار فهيد بن مبارك الصيفي رئيس أعراب سبيع ومعه جملة من عرباته ومعهم أيضاً فدغم بن لامي وفراج ابن شبلان ورؤساء المقالدة من أعراب مطير وكثير من عربانهم ، وضويحي الفغم رئيس أعراب الصهبة من مطير
وعربانه ، ومعهم أيضاً مزيد من مهلهل بن هذال وجملة من أعراب عنزة ، ومطلق بن نحيلان رئيس بني حسين وعربانه ، وغيرهم من أخلاط البوادي ، وسار محمد بن عريعر وأخوه ماجد بتلك الجنود فنزلوا خفيسة المهمري الخبرا المعروفة بين الدهنا والصمان ، ويشربون من ماء معقلا ماء قريب منهم ، فلما بلغ تركي بن عبدالله رحمه الله تعالى خبرهم ذلك أمر على جميع نواحي المسلمين من أهل العارض والجنوب والوشم وسدير والقصيم والجبل ووادي الدواسر ، واستنفرهم مع ابنه فيصل وأمر على أتباعه أيضا من العربان بالمغزا معه ، مطلق المصخ وأتباعه من أعراب سبيع ، وعساف أبوثنين وأتباعه أيضا من سبيع ، وضويحي ابن خزين بن لحيان رئيس أعراب السهول وأتباعه ، ومحمد ابن هادي بن قرملة وأتباعه من قحطان ، وغيدان وأتباعه من آل شامر وآل عجمان ،فسار
فيصل في أول شعبان وقصد جموع بني تهم خالد ، ونزل بينهم معقلا الماء المعروف الذي يشربون منه وقطعهم عن الماء ، ووقع الطراد والقتال وتصادمت الفرسان والأبطال،والجنود ، وتلاقت الفئتان وعمل السنان واشتعلت نار الحرب ، وصبر الفريقان وثارت نيران العزائم العدية ، فدارت بين الطائفتين كؤوس المنية ، وعمل أهل البنادق والمتارس بالحجارة ، وتعاقبت الفرسان بينهم كأطيف
الطارة ، ، وأظلم الجو من وقع سنابك الخيل ودخان البارود ، واستمر هذا القتال والطراد والحرب والضرب والجلاد مدة أيام وهم يديرون رأيهم وحيلهم فلم يدركوا إلا أن ساقوا على رماة المسلمين إبلهم، فاشتد الأمر بالمسلمين ، فأرسل الموت على ماجد بن عريعر وذاق طعمه ومره ، وذلك في أول رمضان ، فلم
الله واستنفره ، فلما بلغه الخبر ركب بشرذمة قليلة من ورجاجيله واستنفر حشد ابن وريك رئيس آل عاصم من قحطان ، وقدم على ابنه في العشر الأواخر من رمضان ، ينزل حتى قابل خيمة محمد بن عريعر وضرب خيمة قبالها فوقع الفشل فيهم حيث رفعها وأقامها ، وأنزل الله النصر لذلك القدوم وبالاعتماد على دعاء الحي القيوم ، فتزاحمت جموع العربان وتلاقت الأبطال والفرسان ، وقتل ذلك اليوم المصخ رئيس سبيع ، وقتل من بني خالد عدة فرسان وعدد من الرجال والخيل حتى قاربوا للهزيمة
فلما كان صبح سبع وعشرين من رمضان حملت جموع المسلمين على جموع بني خالد ، وتنزل النصر من الصمد الواحد ، فانهزموا هزيمة شنيعة ، فولوا جميعاً هاربين وعلى أعقابهم مدبرين ، ولا والد على ما ولد ، والمسلمون في ساقتهم
يقتلون ويغتنمون ويحمدون ربهم شكراً ويشكرون ، واستولى الإمام على محلتهم وخيامهم وسوادهم وبياضهم من والفرش والابل والأغنام ، وجميع ما معهم من الأواني وآلات الحرب ، ولا سلم إلا الشريد على ظهر فرسه إلا بعض فرقان من مطير هربوا بإبلهم ، هذا وهم في أعظم عدد وعدة وقوة هائلة وشدة ، وقد أقبلوا لحرب المسلمين وقوتهم عندهم أعظم عمدة ، ولو فهموا لقالوا ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي
ينصركم من بعده ) .وأقام الإمام تركي وابنه فيصل في منزل هؤلاء الجنود يوما أو يومين يجمع الأخماس من تلك الغنائم مما يعجز عنه الحصر، وكتب إلى رؤساء الأحساء يدعوهم إلى المتابعة والمبايعة فأجابوه إلى ذلك بمن معه من جنود المسلمين ، وقصد الأحساء ، وكان محمد بن عريعر
ومن معه من عشيرته وبعض رؤساء بني خالد لما صارت الهزيمة ، قصدوا الأحساء فدخلوه ورتبوا ثغوره وقصوره وضبطوه ، ولكن المقادير تغلب التدابير وربك على كل شيء قدير، فلما قرب تركي من الأحساء ، ونزل الحويرات المعروفة أوقع الله الرعب في قلوب بني خالد ورؤسائهم ،وهربوا على ظهور خيلهم وتركوا النساء والأبناء والأموال
فرحل تركي ونزل البلد ودخلها من غير قتال ، ونزل تحت القارة المسماة أبو غنيمة ،فسلموا له ، وظهر عليه رؤساء أهل الأحساء وأعيانهم وعلمائهم وبايعوه على القيام بدين الله ورسوله والسمع والطاعة ، وبقي قصر الكوت فيه محمد بن عريعر وخيله وبعض رجاله دخله واحتصن فيه بلا حرب ، فأرسل اليه
الإمام إن شئت أن تخرج على إحساننا وإساءتنا فاخرج ،فخرج فعامله بالإحسان والإكرام والأمان ، وأعطاه ما يحتاج إليه من الخيل والركايب العمانيات وغير ذلك من الأمتاع ، وأمر على عمر بن محمد بن عفيصان ومعه خيل وجيش من المسلمين أن يسروا خلف برغش بن حميد والذين هربوا معه من بني خالد ، فأدركهم في أطراف الأحساء ، وأخذ ركائيهم وما معهم وهربوا على ظهور خيلهم ، وأقام تركي وابنه فيصل في الأحساء أكثر من أربعين يوماً ، وأخذ نخيلهم بيت مال ، ورتب رجالاً في الثغور والقصور ، وأدب من تخلف عنها ، وحضهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم الجهال أصل الاسلام، ووفد اليه رؤساء أهل القطيف وبايعوه وكذلك رؤساء عربانهم ، وهو مسرور منصور . ثم قفل راجعا إلى وطنه ، وأذن لغزوه من كل ناحية ، ولرؤساء العربان ، فرجعوا سالمين غانمين ،وفيها أرخص الله الأسعار وفاضت الآبار وبلغ البر خمس وثلاثين صاعا بالريال (۱) والتمر سبعين وزنة بالريال وكثرت الخيرات والبركات.أنه
وفيها غزوة الأفلاج البلد المعروفة في الجنوب ،بعض ، فنزل بهم وقطع نخيلاً وأجلى رجالاً .حوادث سنة ١٢٤٦ هـ )
ثم دخلت السنة السادسة والاربعون بعد المائتين
والألف ،وسدير والوشم والقصيم وجبل شمر وعربانهم ، فقصد الشمال ووافق فهيد الصييفي رئيس سبيع وأتباعه وبني حسين وأخلاط معهم من غيرهم، وهم نازلون بين حفر الباطن (۱) والوقبا الماء ان المعروفان فصبحهم بجنوده وأخذهم ، فلما حاز أموالهم حضر عنده رؤساؤهم وادعوا أن
لهم عنده ذمة وعهد ، فرد عليهم جميع ما أخذ منهم ، ثم سار ونزل الصبيحة الماء المعروف قرب بلد الكويت ، وأقام تركي على هذا الماء أكثر من أربعين يوماً ، ووفد عليه كثير من رؤساء العربان ، ثم بلغه ان ابن عمه مشاري بن عبد الرحمن ظهر من الرياض برجال معه من أعوانه هارباً مغاضبا له ، فلما بلغه ذلك الخبر قفل راجعا ، وأقام فيه مدة أيام ، ووفد إليه فيه رجال من أهل سدير ورؤساء عنزة وغيرهم . وأقام عليها أياماً ثم قفل إلى بلده ، وأما مشاري فإنه لما هرب من الرياض، وجد منديل ابن غنيمان رئيس الملاعبة من مطير وعربانه في المستوى المعروف عند رمال السر،فطلب منه ينزل عنده وينصره فأبى ، ثم رحل من عنده ، وكاتب رؤساء أهل القصيم يطلب منهم ذلك فأبوا عليه ، سار ، ونزل على عربان عنزة واستنصرهم فلم يغنوا عنه شيئاً ، ثم سار إلى مكة وقصد الشريف محمد بن عون رئيسها يومئذ ، فأكرمه وأراد منه النصر والمساعدة فأبى عليه ، وأقام عنده مدة أشهر ، فلما علم أن أنه لا ناصر له سار من مكة وقصد خاله الامام تركي بن عبدالله ، وألفى عند أهل بلد المذنب ، وطلب منهم يركبون إلى خاله ويأخذون له ذمة وعهد ، وأنه ندم على ما سلف ، فركبوا معه وقدموا على تركي بالرياض فعفا عنه وأكرمه ، وذلك في أول السنة الثامنة على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .وفيها في آخر ذي القعدة هب ريح عاصف وقت العشاء الآخرة ، ورمى نخيلاً كثيرة في سدير وغيره ، واحصي الذي طاح من قريتنا (1) أربعمائة نخلة ، ومن تقدير العزيز العليم أن أكثر الانكسار في النخلة الشابة الخيسة والنخل الكبار
العيدان هو السالم في الغالب ، وهذه من الآيات وخوارق العادات التي طمت فعمت حتى قيل إنها كذلك في الأقطار
شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً . وهو
الوباء المعروف أبو زويعة ، وهو العقاص الذي أشار إليه النبي الله ، وأول ما وقع فيها قبل قدوم الحاج في ذي القعدة ، ومات منه فئام من الناس ثم ارتفع عنها على دخول ذي الحجة ، فلما كان يوم النحر حل الوباء والموت العظيم ثانياً في الحاج وغيرهم ، ومات في أيام التشريق فئام من الناس . ذكر لنا أنه ما بقي من الحاج الشامي إلا قدر ثلثه ،أقل
ومن حاج أهل نجد كل بلد هلك من حاجهم قدر نصفه وأكثر وبعضهم ، وذكر لنا أنه أحصي الذي مات من أهل مكة فكانوا ستة عشر ألف نفس ، وقدم علينا أناس من المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بعد الحج وأخبروا أنه لما قدم الحاج الشامي المدينة بالليل راجعا من ،


النص الأصلي

وقفة السبية على بني خالد
وفيها وقعة السَّبية (۱) المشهورة ، سميت بذلك لكثرة ما فيها من الحلي والحلل، والأثاث والأغنام والإبل ، وذلك سبي أن محمد بن عريعر وأخاه ماجد استلحقوا عربانهم وأتباعهم من بني خالد وغيرهم ، وظهروا قاصدين نجد لمحاربة تركي وأتباعه ، وسار فهيد بن مبارك الصيفي رئيس أعراب سبيع ومعه جملة من عرباته ومعهم أيضاً فدغم بن لامي وفراج ابن شبلان ورؤساء المقالدة من أعراب مطير وكثير من عربانهم ، وضويحي الفغم رئيس أعراب الصهبة من مطير
وعربانه ، ومعهم أيضاً مزيد من مهلهل بن هذال وجملة من أعراب عنزة ، ومطلق بن نحيلان رئيس بني حسين وعربانه ، وغيرهم من أخلاط البوادي ، وسار محمد بن عريعر وأخوه ماجد بتلك الجنود فنزلوا خفيسة المهمري الخبرا المعروفة بين الدهنا والصمان ، ويشربون من ماء معقلا ماء قريب منهم ، فلما بلغ تركي بن عبدالله رحمه الله تعالى خبرهم ذلك أمر على جميع نواحي المسلمين من أهل العارض والجنوب والوشم وسدير والقصيم والجبل ووادي الدواسر ، واستنفرهم مع ابنه فيصل وأمر على أتباعه أيضا من العربان بالمغزا معه ، مطلق المصخ وأتباعه من أعراب سبيع ، وعساف أبوثنين وأتباعه أيضا من سبيع ، وضويحي ابن خزين بن لحيان رئيس أعراب السهول وأتباعه ، ومحمد ابن هادي بن قرملة وأتباعه من قحطان ، وغيدان وأتباعه من آل شامر وآل عجمان ، وسلطان بن قويد رئيس الدواسر
وأتباعه
فسار
.
فيصل في أول شعبان وقصد جموع بني تهم خالد ، ونزل بينهم معقلا الماء المعروف الذي يشربون منه وقطعهم عن الماء ، ووقع الطراد والقتال وتصادمت الفرسان والأبطال، ونشرت الرايات والبنود وتزاحمت الجموع
والجنود ، وتلاقت الفئتان وعمل السنان واشتعلت نار الحرب ، وصبر الفريقان وثارت نيران العزائم العدية ، فدارت بين الطائفتين كؤوس المنية ، وعمل أهل البنادق والمتارس بالحجارة ، وتعاقبت الفرسان بينهم كأطيف
الطارة ، ، وأظلم الجو من وقع سنابك الخيل ودخان البارود ، وتحير الجبان وأيقن أنه اليوم الموعود ، واستمر هذا القتال والطراد والحرب والضرب والجلاد مدة أيام وهم يديرون رأيهم وحيلهم فلم يدركوا إلا أن ساقوا على رماة المسلمين إبلهم، وساقوها عليهم مرة بعد مرة ، فاشتد الأمر بالمسلمين ، فأغاثهم الذي أنشأهم أول مرة ، فأرسل الموت على ماجد بن عريعر وذاق طعمه ومره ، وذلك في أول رمضان ، فلما بلغ الإمام والمسلمين ذلك استبشروا وتيقنوا أنهم قد نصروا ، وأرسل فيصل إلى أبيه يبشره بالذي أوقع
خدمه
، فلم
الله واستنفره ، فلما بلغه الخبر ركب بشرذمة قليلة من ورجاجيله واستنفر حشد ابن وريك رئيس آل عاصم من قحطان ، وقدم على ابنه في العشر الأواخر من رمضان ، ينزل حتى قابل خيمة محمد بن عريعر وضرب خيمة قبالها فوقع الفشل فيهم حيث رفعها وأقامها ، وأنزل الله النصر لذلك القدوم وبالاعتماد على دعاء الحي القيوم ، فتزاحمت جموع العربان وتلاقت الأبطال والفرسان ، وقتل ذلك اليوم المصخ رئيس سبيع ، وقتل من بني خالد عدة فرسان وعدد من الرجال والخيل حتى قاربوا للهزيمة
فلما كان صبح سبع وعشرين من رمضان حملت جموع المسلمين على جموع بني خالد ، وتنزل النصر من الصمد الواحد ، فانهزموا هزيمة شنيعة ، واتخذوا خذلة فظيعة ، فولوا جميعاً هاربين وعلى أعقابهم مدبرين ، لا يلوي واحد منهم على أحد ، ولا والد على ما ولد ، والمسلمون في ساقتهم
الأمتعة
يقتلون ويغتنمون ويحمدون ربهم شكراً ويشكرون ، واستولى الإمام على محلتهم وخيامهم وسوادهم وبياضهم من والفرش والابل والأغنام ، وجميع ما معهم من الأواني وآلات الحرب ، ولا سلم إلا الشريد على ظهر فرسه إلا بعض فرقان من مطير هربوا بإبلهم ، هذا وهم في أعظم عدد وعدة وقوة هائلة وشدة ، وقد أقبلوا لحرب المسلمين وقوتهم عندهم أعظم عمدة ، ولو فهموا لقالوا ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي
ينصركم من بعده ) .
وأقام الإمام تركي وابنه فيصل في منزل هؤلاء الجنود يوما أو يومين يجمع الأخماس من تلك الغنائم مما يعجز عنه الحصر، ثم رحل ونزل الخفية ، وأقام فيها أكثر من عشرة أيام يجمع الغنائم ويفرقها ، وكتب إلى رؤساء الأحساء يدعوهم إلى المتابعة والمبايعة فأجابوه إلى ذلك بمن معه من جنود المسلمين ، وقصد الأحساء ، وكان محمد بن عريعر
ومن معه من عشيرته وبعض رؤساء بني خالد لما صارت الهزيمة ، قصدوا الأحساء فدخلوه ورتبوا ثغوره وقصوره وضبطوه ، ولكن المقادير تغلب التدابير وربك على كل شيء قدير، فلما قرب تركي من الأحساء ، ونزل الحويرات المعروفة أوقع الله الرعب في قلوب بني خالد ورؤسائهم ،
وهربوا على ظهور خيلهم وتركوا النساء والأبناء والأموال
6
فرحل تركي ونزل البلد ودخلها من غير قتال ، ونزل تحت القارة المسماة أبو غنيمة ، وأرسل إلى أهل الثغور والقصور
فسلموا له ، وظهر عليه رؤساء أهل الأحساء وأعيانهم وعلمائهم وبايعوه على القيام بدين الله ورسوله والسمع والطاعة ، وبقي قصر الكوت فيه محمد بن عريعر وخيله وبعض رجاله دخله واحتصن فيه بلا حرب ، فأرسل اليه
الإمام إن شئت أن تخرج على إحساننا وإساءتنا فاخرج ،
فخرج فعامله بالإحسان والإكرام والأمان ، وأعطاه ما يحتاج إليه من الخيل والركايب العمانيات وغير ذلك من الأمتاع ، وأمر على عمر بن محمد بن عفيصان ومعه خيل وجيش من المسلمين أن يسروا خلف برغش بن حميد والذين هربوا معه من بني خالد ، فأدركهم في أطراف الأحساء ، وأخذ ركائيهم وما معهم وهربوا على ظهور خيلهم ، وأقام تركي وابنه فيصل في الأحساء أكثر من أربعين يوماً ، وأخذ ما وجد من أموال بني خالد من الذهب والفضة والخيل والركاب وغير ذلك ، وأخذ نخيلهم بيت مال ، ورتب رجالاً في الثغور والقصور ، ورتب في كل قرية إماما في مسجدهم لصلاة الجماعة ، وأدب من تخلف عنها ، وحضهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والاجتماع على الذكر في مجالس الدرس ، وتعليم الجهال أصل الاسلام، وخمسة الأركان واستعمل فيهم قاضيا الشيخ العالم عبدالله الوهيبي، ووفد اليه رؤساء أهل القطيف وبايعوه وكذلك رؤساء عربانهم ، وأعطاهم وكساهم ، ثم وفد عليه رؤساء أهل عمان من أهل رأس الخيمة وغيرهم وانتظمت له الأمور وتهيأ للرحيل من الأحساء ، وهو مسرور منصور . واستعمل على الأحساء عمر بن عفيصان أميراً ،
وبايعه أهل الأحساء، ولم يختلف عليه اثنان ، ثم قفل راجعا إلى وطنه ، وأذن لغزوه من كل ناحية ، ولرؤساء العربان ، فرجعوا سالمين غانمين ، وأمرهم باعلان الشكر لرب العالمين .
وفيها أرخص الله الأسعار وفاضت الآبار وبلغ البر خمس وثلاثين صاعا بالريال (۱) والتمر سبعين وزنة بالريال وكثرت الخيرات والبركات.
أنه
وفيها غزوة الأفلاج البلد المعروفة في الجنوب ، وذلك الإمام عنهم بعض المخالفة والاعتداء بعضهم على
بعض ، فنزل بهم وقطع نخيلاً وأجلى رجالاً .
حوادث سنة ١٢٤٦ هـ )
ثم دخلت السنة السادسة والاربعون بعد المائتين
والألف ، وفيها في شعبان سار الامام تركي رحمه الله تعالى يجميع رعاياه من أهل وادي الدواسر والجنوب والأحساء
وسدير والوشم والقصيم وجبل شمر وعربانهم ، فقصد الشمال ووافق فهيد الصييفي رئيس سبيع وأتباعه وبني حسين وأخلاط معهم من غيرهم، وهم نازلون بين حفر الباطن (۱) والوقبا الماء ان المعروفان فصبحهم بجنوده وأخذهم ، فلما حاز أموالهم حضر عنده رؤساؤهم وادعوا أن
لهم عنده ذمة وعهد ، فرد عليهم جميع ما أخذ منهم ، ثم سار ونزل الصبيحة الماء المعروف قرب بلد الكويت ، ودخل بعض الغزو البلد لقضاء حوائجهم وأهدى إليهم رئيس الكويت جابر بن عبدالله بن صباح هدايا ، وأقام تركي على هذا الماء أكثر من أربعين يوماً ، ووفد عليه كثير من رؤساء العربان ، ثم بلغه ان ابن عمه مشاري بن عبد الرحمن ظهر من الرياض برجال معه من أعوانه هارباً مغاضبا له ، فلما بلغه ذلك الخبر قفل راجعا ، ونزل بطين الدجاني المعروف عند الدهناء قرب سدير ، وأقام فيه مدة أيام ، ووفد إليه فيه رجال من أهل سدير ورؤساء عنزة وغيرهم . ثم رحل منه ونزل بلد حرمة ، وأقام عليها أياماً ثم قفل إلى بلده ، وأذن لأهل النواحي يرجعون إلى بلدانهم ، وأما مشاري فإنه لما هرب من الرياض، وجد منديل ابن غنيمان رئيس الملاعبة من مطير وعربانه في المستوى المعروف عند رمال السر،
فطلب منه ينزل عنده وينصره فأبى ، ثم رحل من عنده ، وكاتب رؤساء أهل القصيم يطلب منهم ذلك فأبوا عليه ، سار ، ونزل على عربان عنزة واستنصرهم فلم يغنوا عنه شيئاً ، ثم سار إلى مكة وقصد الشريف محمد بن عون رئيسها يومئذ ، فأكرمه وأراد منه النصر والمساعدة فأبى عليه ، وأقام عنده مدة أشهر ، فلما علم أن أنه لا ناصر له سار من مكة وقصد خاله الامام تركي بن عبدالله ، وألفى عند أهل بلد المذنب ، وطلب منهم يركبون إلى خاله ويأخذون له ذمة وعهد ، وأنه ندم على ما سلف ، فركبوا معه وقدموا على تركي بالرياض فعفا عنه وأكرمه ، وانزله في بيت عنده في الرياض ، وذلك في أول السنة الثامنة على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
:
وفيها في آخر ذي القعدة هب ريح عاصف وقت العشاء الآخرة ، ورمى نخيلاً كثيرة في سدير وغيره ، واحصي الذي طاح من قريتنا (1) أربعمائة نخلة ، ومن تقدير العزيز العليم أن أكثر الانكسار في النخلة الشابة الخيسة والنخل الكبار
العيدان هو السالم في الغالب ، وهذه من الآيات وخوارق العادات التي طمت فعمت حتى قيل إنها كذلك في الأقطار
شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً .
وفيها وقع وباء وموت عظيم في مكة المشرفة ، وهو
الوباء المعروف أبو زويعة ، وهو العقاص الذي أشار إليه النبي الله ، وأول ما وقع فيها قبل قدوم الحاج في ذي القعدة ، ومات منه فئام من الناس ثم ارتفع عنها على دخول ذي الحجة ، فلما كان يوم النحر حل الوباء والموت العظيم ثانياً في الحاج وغيرهم ، ومات في أيام التشريق فئام من الناس . ذكر لنا أنه ما بقي من الحاج الشامي إلا قدر ثلثه ،
أقل
ومن حاج أهل نجد كل بلد هلك من حاجهم قدر نصفه وأكثر وبعضهم ، وذكر لنا أنه أحصي الذي مات من أهل مكة فكانوا ستة عشر ألف نفس ، وقدم علينا أناس من المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بعد الحج وأخبروا أنه لما قدم الحاج الشامي المدينة بالليل راجعا من ، وقع الموت في الناس وقت السحر وحل بهم أمر عظيم ، فخرج أهل المدينة من البيوت بالنساء والأطفال
مكة
وتضرعوا في حرم النبي الله ورفع الله عنه .
و حوادث سنة ١٢٤٧ هـ
+
،
ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ، وفي أول صفر سار الإمام فيصل بن تركي بشوكة المسلمين من أخلاط العارض والجنوب وسدير والوشم وغيرهم ، ومعه أعراب سبيع والسهول وآل عجمان وبني حسين وغيرهم، وقصد عالية نجد وشن الغارة على أعراب مجتمعه على طلال الماء المعروف في عالية نجد ، من عتيبة وغيرهم رئيسهم سلطان بن ربيعان


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

إن التطورات الج...

إن التطورات الجسدية والإدراكية التي تطرأ على الطفل أثناء النمو لها أنماط مختلفة في المراحل الأولى من...

المقاربة الثالث...

المقاربة الثالثة : البناء الاجتماعي للمخاطر وعلم اجتماع شرح المخاطر إذا كانت المقاربتان السابقتان قد...

Who Was the Ter...

Who Was the Term's Originator? Software testing, to put it simply, is the process of determining if ...

ألعاب التوصيل ل...

ألعاب التوصيل للأطفال بعمر 3 سنوات: تُعدّ ألعاب التوصيل خيارًا تعليميًا وترفيهيًا ممتازًا للأطفال ب...

Water pricing g...

Water pricing guarantees sustainable management by promoting efficient usage and conservation. It al...

موضوع فيلم "ممر...

موضوع فيلم "ممرات الزمن: الزوار 2" (1998) هو استمرار لمغامرات جودفروي دي مونتميرايل، فارس من العصور ...

Russian Foreign...

Russian Foreign Policy: A Quest for Great Power Status in a Multipolar World 111 been important to R...

The graph shows...

The graph shows the following: To the right, element B is 100% (thus the ratio of element A is equal...

يقوم المنهج على...

يقوم المنهج على فلسفة تربوية تنبثق عن فلسفة المجتمع وتكون متصلة به اتصالاً وثيقاً وتنبني الأنشطة الت...

د - مرحلة التفا...

د - مرحلة التفاعل: وعادة ما لا تتضح المشكلة تمام الوضوح في هذه المرحلة المبكرة من العملية الإرشادية...

I hate gossip. ...

I hate gossip. I find it boring and destructive. Yet, so much in the media, in publications, and on ...

ابوظبي في 20 ين...

ابوظبي في 20 يناير /وام/ أصدر مكتب شؤون الأعلام بمكتب سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجل...