لخّصلي

مقدمـة الدراسة:
يعتبر التليفزيون من أكثر الوسائل الإعلامية انتشارا ، وخاصة بعد انتشار القنوات الفضائية وتعدد مجالاتها ويقدم التليفزيون أشكال درامية جذابة سواء أن كانت مسلسلات أفلام أو تمثيليات وخاصة الأفلام السينمائية, والتي تعد من أهم ما يقدم في التليفزيون لما لها من تأثيرعلى الشباب حيث نجد أن الشباب يرون أن للأفلام تأثيرعليهم بنسبة (96%) بينما نجد أن (2.5%) من الشباب يرون أن الأفلام السينمائية ليس لها تأثير محتمل على الشباب (3 ) إيمان سيد عبد الصادق 2012, يعرض من خلالها الكثير من الموضوعات والمشكلات المختلفة لجميع فئات وشرائح وقطاعات المجتمع المختلفة.
فالأفلام السينمائية تستطيع بما لها من سحر وجاذبية أن تستميل معظم الأفراد فأصبح هناك الكثيرمن القنوات التليفزيونية التى تبث الفيلم بعد عرضه فى السينما بأيام ،إضافة إلى ذلك أن الأفلام تستميل الشباب أساسا فى مرحلة المراهقة ومابعدها ، فمن هنا تأتى الخطورة لأنه يمكن أن يكون للمضامين والسلوكيات غير الأخلاقية فى الأفلام السينمائية تأثير كبير سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الجمهور فنجد أن هناك من يميل إلى تقليد السلوكيات العنيفة أو سلوكيات الجنس على الشاشة, ويؤكد علي ذلك Grossman الذي يحلل كيفية تأثير هذه النوعية من الأفلام حيث تعرض كيفية ارتكاب بعض الأصدقاء أشكالا من الانحرافات السلوكية ثم يقتلون بعضهم البعض وكأن هذا شئ طبيعي ’فهذه الأعمال قد تؤدي إلي تشويه الكثير من العلاقات الإنسانية بين الأفراد علي مستوى الأسرة أو البيئة الاجتماعية (15) David.Grossman2008.
وهنا يأتى أهمية التربية الإعلامية ودورها فى التصدى لمثل هذه السلوكيات حيث أنها تستطيع اكساب الأفراد القدرة على الإختيار والنقد ومهارة الإنتقاء, مما يساعدهم على النمو المتكامل حيث وقدبدأت التربية الإعلامية أساسا كأداة لحماية المواطنين من الأثار السلبية للرسائل الإعلامية(2)اسماعيل لعيس2015.
فالهدف الأساسى للتربية الإعلامية هو تحويل إستهلاك الرسائل الإعلامية إلى عملية نقدية نشطة لمساعدة الأفراد على تكوين الوعى حول طبيعة تلك الرسائل وفهم دورها فى بناء وجهات نظرهم حول الواقع الذى يعيشون فيه, فمن هنا رأت الباحثة مدى إمكانية الإستفادة من التربية الإعلامية فى إكساب الأفراد مهارات المشاهدة الناقدة وخاصة بعد أن قامت بعض الأفلام السينمائية بتشويه الواقع وتقديم العنف والجنس الصريح.
لذا تسعى الباحثة فى ضوء تلك الدراسة إلى " التعرف على أثر برنامج التربية الإعلامية لإكساب
مهارات المشاهدة النقدية للأفلام السينمائية لدي المراهقين ".
مشكلة الدراسة:
فى عصر الانفجار المعلوماتى والزخم الإعلامى وفى ظل التوسع المتزايد لدور وسائل الإعلام فى التأثير على المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص, أصبح من الملح أن تقوم مؤسسات الإعلام والتربية بدور فاعل فى تزويد الجمهور بالمهارات اللازمة للتعامل مع وسائل الإعلام ولايتعلق الأمربالطبع على تحديد ماهو مقبول وماهو غير مقبول فيما يتلقونه من رسائل إعلامية متواصلة, ولكن تزويد الجمهور بالمهارات التى تمكنهم من تفحص تلك الرسائل الإعلامية وإكسابهم استراتيجيات تحليل المجتوى الإعلامى بما يساعدهم على اتخاذ قرارات واعية تجاهها.
فالتربية الإعلامية Media Education Media Literacy) ) تعد ثورة جديدة في مجال الإعلام وهناك من يطلق عليها محو الأمية الإعلامية Media Illiteracy (7)عبدالرحيم درويش2017, ونجد أيضا أن التربية الإعلامية هي المسئولة عن الوعى بتأثيرات وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع حيث أنها مجموعة من المهارات التي يمكن لأى شخص أن يتعلمها.
وقد وجدت الباحثة أن الأفلام السينمائية من أكثر المواد الدرامية المشوقة لدى الجمهور وخاصة الشباب والمراهقين حيث تتناول بعض هذه الأفلام أنواعا معينة من الانحرافات السلوكية بصورة تفصيلية فقد تتعرض لجريمة قتل وكيفية تنفيذها بأسلوب عنيف, بالإضافة إلي سلسة الأفلام المتعلقة بظاهرة المخدرات التي غالبـا ما تؤدي إلي أثـار عكسيـة فهي تعرض صـورة البطل ( المتعاطي أو المدمن ) في شكل جذاب خفيف الظل الأمر الذي يؤدي إلي أثر عكسي, فقد يتعلم المشاهد من الفئات التي لديها الاستعداد للانحراف (10) محمد عمارة2018.
حيث لاحظت الباحثة أن هذه الأفلام ركزت بشكل كبير على الشباب وعرضهم وتقديم نماذج للشباب, ولكنها للأسف كانت معظهما نماذج سيئة فأغلبها كانت لنماذج بلطجى ومتعاطى المخدرات والنصاب وصاحب العلاقات المحرمة, وحتى وإن كانت هذه النماذج موجودة فى الواقع فلايجب تقديمها بهذا الشكل ويجب على صناع الأفلام السينمائية أن يشعروا بالمسئولية تجاه مايقدمونه لأن هناك من يقلدون بشكل أعمى وأقرب مثال على ذلك طفلة عمرها 3 سنوات ترقص بالسكين مقلدة محمد رمضان بطل فيلم عبده موته وتقول أنها عبده موته وتشير والدتها أنها تشاهد الأفلام وتقلد من فيها فهى طفلة لاتدرك (25) قناة دريم 2015.
ومن هنا يأتى دور التربية الإعلامية فى توعية الجمهور بما يبث من أفكار وأن القائمين على صناعة مثل هذه الأفلام لهم أهداف مادية وتجارية, فقد لايهتمون بمضمون مايقدم فالأهم هنا هو الربح المادى لذا لابد من توعية الجمهور وخاصة الشباب بمثل هذه الأمور واكسابه مهارات المشاهدة الناقدة للأفلام السينمائية.
فالتربية الإعلامية من هذا المنظور تلعب دورا بارزا فى اكساب الشباب مهارات المشاهدة النقدية للأفلام السينمائية.
ومن هنا يمكن صياغة المشكلة فى التساؤل الرئيسى التالى :
" ما أثر تطبيق برنامج التربية الإعلامية لإكساب مهارات المشاهدة النقدية للأفلام السينمائية لدي المراهقين؟"
أهميه الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة فيما يلي:

1. أهمية الأفلام السينمائية التي تقدم في التليفزيون بإعتبارها من أكثر المواد المقدمة تشويقا وإثارة للجمهور.


2. أهميه المراهقة بإعتبارها مرحلة عمرية خطيرة حيث يتشكل فيها خبرات الفرد وقدرته فى التعامل مع المجتمع.


3. انتشار الأفلام التجارية الهابطة والتى تستهدف الربح المادى دون النظر إلى المضمون.


4. عدم فهم بعض الأسر للدور الخطير الذى يقوم به التليفزيون عامة والأفلام السينمائية خاصة فى تنشئة الشباب والتأثير فيهم.


5. أهمية التربية الإعلامية بإعتبارها إحدى الوسائل الهامة التى يمكن أن نستخدمها لمواجهة التأثيرات الضارة للأفلام السينمائية.


6. انتشار العنف والإثارة والجنس الصريح فى معظم مضامين الأفلام السينمائية.


7. إمداد الشباب بمهارات التحليل والفهم للرسائل الإعلامية الصريحة والغير صريحة فى الأفلام السينمائية.
   أهداف الدراسـة
   تهدف الدراسة إلى معرفه مايلى :
   1- نوعية الأفلام السينمائية المفضلة لدى طلاب الجامعة .
   2- دور التربية الأعلامية فى اكساب طلاب الجامعة مهرات المشاهدة النقدية للأفلام السينمائية
   3- أكثر النماذج تكرارا و المقدمة فى الأفلام السينمائية.
   4- مدى تأثير برنامج التربية الإعلامية المستخدم في إكساب مهارات المشاهدة النقدية للأفلام السينمائية بين طلاب الجامعة.
   5- تعليم الطلاب وتدريبهم على التعامل مع محتوى الأفلام السينمائية فى الإنتقاء والإدراك وتجنب الآثار السلبية والإستفادة من الآثار الإيجابية.
   الدراسـات السابقـة:
   تشكل الدراسات السابقة منطلقا أساسيا في الأبحاث التي تليها, وتعرض الباحثة فيمايلى لبعض هذه الدراسات, وقد تم تقسيمها إلى محورين:
   أولا : دراسات التربية الإعلامية وأدوراها.
   ثانيا: دراسات تناولت الأفلام السينمائية وتأثيرها على الشباب.
   ويتم عرض هذه الدراسات وفقا للترتيب الزمني من الأحدث إلى الأقدم.

أولا: دراسـات تناولت التربية الإعلامية وأدوراها :
1- دراسة ( صالح عابر صالح ، 2018) (6) بعنوان : التربية الاعلامية وطرق تضمنها في الإطار العام للمناهج في المؤسسات التعليمية في دولة الكويت
هدفت الدراسة للتعرف علي كيفية إمداد طلاب مرحلة التعليم الابتدائي في الكويت بالتربية الإعلامية في نطاق النظام التعليمي وتحديد أهم سمات تعليم التربية بمدراس مرحلة التعليم الابتدائي, تم تطبيق من خلال المناقشات الجماعية مع الطلبة من مراحل التعليم الابتدائي بلغ قوامها 200 مفردة لوضع تصور مقترح لتضمين بعض مفاهيم التربية الإعلامية في مقرر بلاد الكويت لطلبة العليم الأساسي في دولة الكويت.
توصلت الدراسة إلي العديد من النتائج منها أن هناك دور إيجابي للأسرة من حيث المراقبة والتوجيه والإرشاد للأبناء والتدخل فيما يتم استخدامه لوسائل الإعلام المختلفة.
2- دراسة (Wilhelmina Corpuz ، 2017) (24) بعنوان : مهارات المشاهدة فهم الكلمة والعالم
هدفت الدراسة إلي معرفة تأثير تواصل الاختراقات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإحداث ثورة في النظام التعليمي ، يجب أن يكون المتعلم مجهزا بشكل جيد بالمعرفة والمهارات والمواقف والقيم اللازمة للتعامل مع التغييرات. وبما أن رواية التحول التعليمي هي التعلم مدى الحياة ، فإن مهمة المعلم تتطور بين الشباب ، مهارات القرن الحادي والعشرين. يعتقد الباحث بقوة أن هذه المهارات تشمل المشاهدة النقدية إحدي مهارات التربية الإعلامية,تم تطبيق مهارات المشاهدة علي 30 طالبا في السنة الثانية من برنامج البكالوريوس في التعليم في اللغة الإنجليزية في إحدى جامعات الولاية في الفلبين باستخدام المنهج الوصفي. توصلت النتائج إلي معظم المستجوبين يمتلكون أجهزة تلفزيون في المنزل ويقومون بالمشاهدة ساعة واحدة في اليوم. أغلبية أخبار الساعة والعروض الوثائقية و "teleserye"؛ لديهم مهارات عرض ممتازة على طول أحداث التسلسل، في حين مهارات عرض جيدة على طول الحصول على الفكرة الرئيسية، وتحديد موضوع وسمات شخصية الاستشعار عن بعد, تتميز الصفات الشخصية المستشعرة بفارق كبير مع توفر مواد الوسائط المتعددة في المنزل, و نتيجة لهذا المشروع التعليمي، تم تطوير أنشطة التخصيب التي تركز على تعزيز مهارات المشاهدة النقدية لوسائل الإعلام.
3- دراسة (Brandon Richardson ، 2016 ) (12) بعنوان : التربية الإعلامية الصحية, التفكير الناقد وسلوكيات الكحول لدى الطلاب
هدفت هذه الدراسة هو دراسة مدى التفكير النقدي وتأثيره على العلاقة بين التربية الإعلامية الصحية والسلوكيات الخطرة ويختار الطلاب المشاركة. كان الهدف الثانوي هو دراسة تأثير السنة في المدرسة معرفة القراءة والكتابة الصحية لدى المشاركين ومستويات التفكير الناقد,تم التطبيق خلال ربيع عام 2016 ، حجم عينة من N = 50 العلوي (N = 28) وأقل (N = 22) كان طلاب القسم المسجلين في دورات قسم علم الحركة في جامعة Western University قام بإدارة نموذج مهارات المهارات الصحية للتربية الإعلامية (HLSI-SF) ، التفكير الناقد اختبار التقييم (CAT) واختبار تحديد اضطرابات استخدام الكحول (AUDIT),توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج:تم العثور على اختلافات كبيرة بين أعداد الطلاب العلوي والسفلي في القسم و التربية الإعلامية الصحية ومهارات التفكير الناقد وسلوكيات الشرب الشائع العرضي كبير,تم العثور على الاختلافات بين التربية الإعلامية الصحية ومهارات التفكير الناقد بين طلاب مستويات الصف المختلفة. تم العثور على اختلافات كبيرة أيضا بين الجنسين في التربية الإعلامية الصحية والتفكير الناقد والسلوكيات المخاطرة بالكحول,العلاقة بين التفكير النقدي والصحة كانت معرفة القراءة والكتابة كبيرة في التنبؤ باحتمالية انخراط الطالب في الكحول سلوك خطير.
4- دراسة ( احمد جمال حسن ، 2015)(1) بعنوان : التربية الاعلامية نحو مضامين مواقع الشبكات الاجتماعية :نموذج مقترح لتنمية المسئولية الاجتماعية لدى طلاب الجامعة
هدفت الدراسة الحالية معرفه اثر نموذج التربية الاعلامية المقترح نحو مضامين مواقع الشبكات الاجتماعية فى تنمية المسئولية الاجتماعية لدى طلاب الجامعة تم تطبيق أدوات البحث فى اختبار تحصيلى ومقياس المسئولية الاجتماعية واستبانة مصداقية مضامين مواقع الشبكات الاجتماعية وبطاقة تقييم تحليل ونقد المضامين الاعلامية على عينة البحث من 32 طالب توصلت نتائج الدراسة الحالية أثرا كبيرا لنموذج التربية الإعلامية في: تحصيل الجانب المعرفي لموضوع التربية الإعلامية، تنمية الجانب الوجداني لموضوع المسئولية الاجتماعية، تحصيل الجانب المعرفي المهاري لموضوع مصداقية مضامين مواقع الشبكات الاجتماعية ،تحصيل الجانب المهاري لموضوع التربية الإعلامية.
5- دراسة (Primack, Brian A،( 2014(19)بعنوان : مقارنة بين التربية الإعلامية والتعليم المعتاد لمنع استخدام التبغ: التجربة العشوائية العنقودية
هدفت تحديد ما إذا كان منهج التربية الإعلامية يساعد على مكافحة التدخين لدى الطلاب ويؤثر على العوامل المرتبطة بالتدخين في سن المراهقة, تم التطبيق على عينه قوامها1170 مفرده من طلاب الصف 9 من 64 فصلا دراسيا في المدارس الثانوية في المناطق الحضرية العامة,توصلت الدراسة إلى تستند الدراسة إلى منهج التربية الإعلامية أكثر فعالية من برنامج تعليمي في تقليل انتشار التدخين بين للمراهقين أن غير المشاركين فى التربية الإعلامية اختلفت نظرتهم للتدخين مقارنة مع المشاركين,أن غير المشاركين فى التربية الإعلامية اختلفت نظرتهم في التعرض للتدخين مقارنة مع المشاركين.