Online English Summarizer tool, free and accurate!
كيف نشأت فكرة الخلافة في بني العباس توفى رسول الله وليس يؤثر عنه خبر مكشوف فيمن يتولى خلافة المسلمين بعده، وكان العباس بن عبد المطلب قد أشار على على بن أبي طالب أن يدخل على رسول الله علم وهو مريض فيسأله الخلافة عن بعده فإن كانت فيهم وإلا أوصى بهم من سيكون خليفة فامتنع من ذلك على قائلاً إنه إن منعنا إياها لا ننالها أبداً. توفى رسول الله العلم والحال ما ذكرنا فمال الجمهور الإسلامي إلى مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد المناظرات التي جرت بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة. ولم يكن فيهم من أعمامه إلا العباس بن عبد المطلب وكان من بنى أعمامه جماعة رأسهم وذو الفضل والسابقة فيهم على بن أبي طالب ومع أن العباس كان في ذلك الوقت أسن بنى هاشم لم يكن من هذه الفئة القليلة من يقدمه على على بن أبي طالب لما لعلى من المزايا الكثيرة التي بيناها فيما سبق. وبايع أبا بكر على ملأ من الناس. عاش على والعباس في عهد أبي بكر، ثم بايعا عمر لما عهد إليه أبو بكر بالخلافة وظلا مدة حياته محترمين مطيعين إلى أن استخلف ثالث الخلفاء عثمان عفان بعد مناظرات بن طويلة بين رجال الشورى الذين عهد إليهم عمر اختيار الخليفة من بعده، وفي أواخر خلافة عثمان توفى العباس بن عبد المطلب تاركاً عقباً كثيراً أشهرهم عبد الله بن عباس وهو ثاني أولاده ولم يعلم أن أحداً كان يتطلع إلى الخلافة أو يأمل أن تكون بعد مضى ست سنوات من خلافة عثمان وجدت حركة فى بعض النفوس تتجه إلى١٢ الدولة العباسية نقل الخلافة عثمان من بن عفان إلى علي بن أبي طالب وقام بأمر ذلك دعاة انتشروا في الأمصار الإسلامية الكبرى وهى الكوفة والبصرة والفسطاط، فنسبوا إليه أموراً منها ما هو غير صحيح، ومنها ما هو صحيح وقد فعل أسلافه مثله فلم يقدر أن يطعن فيهم طاعن وساعدهم لين عثمان وخوفه من فتح أبواب الفتنة على ما قصدوا إليه. عثمان فأشكاهم عثمان من جميع ما شكوا منه، لا ولذلك أسباب لسنا بصدد بيانها الآن. ففضل الصلح مع معاوية على شروط و اشترطها لنفسه ولأتباعه وتنازل عن الخلافة مفضلاً . جمع كلمة وظل معاوية يسوس الناس بما عرف عنه من لين العريكة وسخاوة اليد، أدلى معاوية بالخلافة لابنه يزيد فلما تولاها هبت أعاصير الفتنة في المدينة ومكة والكوفة. فأما المدينة فثارت تطلب عزل يزيد وتولى كبر الثورة بعض أبناء الأنصار ولكن هذه الثورة قمعت بشدة مسلم بن عقبة المرى الذى أوقع بأهلها وقعة الحرة المشهورة، وأما مكة فعاذ بها عبد الله بن الزبير طالباً الخلافة لنفسه . ولم تقم شيعة أبيه بشيء من المساعدة بل ظلوا فى مساكنهم آمنين مطمئنين ولسان حال الحسين لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتنی زادی وعظم أمر ابن الزبير ودخل في دعوته أهل الحجاز ومصر والعراق وأبى أن يبايعه رجال بني هاشم الذين كانوا بمكة كمحمد بن على المشهور بابن الحنفية وعبد الله بن عباس وغيرهما فاضطهدهم وحبسهم . ظهر في تلك الأوقات رجل أراد أن ينتفع من وراء هذه الفتن ويجعل لنفسه مركزاً في البلاد العراقية، مستعيناً بما تضمره قلوب أهل الكوفة من التشيع لأهل البيت، فذهب إلى الكوفة لابساً ثوب التشيع ناعياً على من قتل الحسين بن١٤ الدولة العباسية ركان عقلاء أهل الكوفة يسمونه الكذاب لكثرة ما كان يصدر عنه من الأكاذيب التي تؤثر عادة في أنفس الغوغاء. وأرسل إلى محمد بن على وهو مضطهد محبوس بمكة جندًا يخلسونه من شدته فنجحوا واجتمع هذه السنة بمكة أربعة ألوية لواء لابن الزبير ولواء لبنى أمية، ومالأه أكثر أشراف أهل العراق لما ظهر لهم من أكاذيب المختار وسوء طويته، وبذلك كانت الغلبة لمصعب. وقال: إنه تغيب وسيرجع، هم الأسباط ليس بها خفاء سبط سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء اضطربت أفكار الشيعة بعد موت محمد بن على، فمنهم من استمر على ولائه وقال بغيبته ورجعته كما قلنا ومنهم من تولى بعده ابنه أبا هاشم ويقال لهذا الفريق والذي قبله الكيسانية ؛ ومنهم من تولى بعد الحسين ابنه علياً المعروف بزين العابدين وهو ممن بايع يزيد بن معاوية وعبد الملك مروان ولم يعرف عنه أنه طلب الخلافة لنفسه، الإمام من بعده الحسن، ثم الحسين ثم على وهكذا لا بد للأمة من إمام منصوص عليه، كان أكبر ولد العباس في ذلك الوقت على بن عبد الله بن عباس وهو الذي انتشر منه العباسيون. وكان قد فارق الحجاز وأقام بالحميمة التى أقامه بها بنو أمية والتي أنزله بها الوليد بن عبد الملك. وقد ظهرت فكرة انتقال الخلافة إلى ولد العباس منذ على هذا، أما بقية الشيعة فإنهم بعد وفاة على زين العابدين افترقت بهم الطرق فمنهم من تولى بعده ابنه محمداً الباقر زاعمين أنه الإمام بعد أبيه. ومنهم من قال إن الخلافة حق لكل فاطمی اتصف بصفات العلم والشجاعة والسخاء ومن هؤلاء من قام بمساعدة زيد بن على بن الحسين، وهم المعروفون بالشيعة الزيدية . وكانت وفاة على بن عبد الله ومحمد الباقر في زمن متقارب بالحميمة، فانتقل ولاء الكيسانية إلى محمد بن على بن عبد الله بن عباس لأن أباه أوصى إليه وانتقل ولاء الإمامية إلى جعفر الصادق بن محمد الباقر، ولم يفعل أنصار الأئمة شيئاً ليرجعوا الخلافة إلى ذوى الحق فيها حسب رأيهم. فإنه رأى أن نقل السلطان من بيت إلى بيت لا بد أن يسبق بإعداد أفكار الأمة إلى هذا النقل وأن كل محاولة فجائية لا بد أن تكون عاقبتها الفشل فرأى أن يسير في المسألة بالأناة المصحوبة بالحزم، ورأوا أن أحسن منطقة يبثون فيها الدعوة هى الكوفة وبلاد خراسان. أما الكوفة فهى مهد التشيع لأهل البيت من قديم يمكنهم أن يأووا إليها ويجعلوها نقطة مواصلاتهم. الملك الثاني : أن البلاد الفارسية كانت ذات تاريخ وملك قديمين ولذلك فائدة كبيرة في حياة النفوس وقد عاملهم بنو أمية معاملة السادة للعبيد، فكان العنصر العربي بينهم هو صاحب الكلمة العليا والنفوذ السائد ولا يتولى من ليس منهم شيئاً من الولايات العامة، قال أبو بكر . بن محمد ولكن عليكم بخراسان،
كيف نشأت فكرة الخلافة في بني العباس
توفى رسول الله وليس يؤثر عنه خبر مكشوف فيمن يتولى خلافة المسلمين بعده، وكان العباس بن عبد المطلب قد أشار على على بن أبي طالب أن يدخل على رسول الله علم وهو مريض فيسأله الخلافة عن بعده فإن كانت فيهم وإلا أوصى بهم من سيكون خليفة فامتنع من ذلك على قائلاً إنه إن منعنا إياها لا ننالها أبداً.
توفى رسول الله العلم والحال ما ذكرنا فمال الجمهور الإسلامي إلى مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد المناظرات التي جرت بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة. وكانت هناك فئة قليلة تميل إلى أن تكون الخلافة فى بنى هاشم رهط النبي الأدنين. ولم يكن فيهم من أعمامه إلا العباس بن عبد المطلب وكان من بنى أعمامه جماعة رأسهم وذو الفضل والسابقة فيهم على بن أبي طالب ومع أن العباس كان في ذلك الوقت أسن بنى هاشم لم يكن من هذه الفئة القليلة من يقدمه على على بن أبي طالب لما لعلى من المزايا الكثيرة التي بيناها فيما سبق. وكان على نفسه يرى أنه أحق الناس أن يكون خليفة بعد الرسول الله الله وكذلك كانت ترى فاطمة زوجه. ومن أجل ذلك امتنع عن مبايعة أبي بكر مدة حياة فاطمة رضى الله عنها. فلما ماتت دخل فيما دخل فيه الجمهور، وبايع أبا بكر على ملأ من الناس.
عاش على والعباس في عهد أبي بكر، ثم بايعا عمر لما عهد إليه أبو بكر بالخلافة وظلا مدة حياته محترمين مطيعين إلى أن استخلف ثالث الخلفاء عثمان عفان بعد مناظرات بن طويلة بين رجال الشورى الذين عهد إليهم عمر اختيار الخليفة من بعده، وكان يرى أن رجال الشورى اتبع كثير منهم هواه في العدول عنه .
وفي أواخر خلافة عثمان توفى العباس بن عبد المطلب تاركاً عقباً كثيراً أشهرهم عبد الله بن عباس وهو ثاني أولاده ولم يعلم أن أحداً كان يتطلع إلى الخلافة أو يأمل أن تكون
له أو لأحد من أولاده .
منهم
بعد مضى ست سنوات من خلافة عثمان وجدت حركة فى بعض النفوس تتجه إلى١٢ الدولة العباسية
نقل الخلافة عثمان
من
بن عفان إلى علي بن أبي طالب وقام بأمر ذلك دعاة انتشروا في الأمصار الإسلامية الكبرى وهى الكوفة والبصرة والفسطاط، وتذرعوا إلى ذلك بالعيب في ولاة عثمان والطعن فيهم بأعمال زعموهم ارتكبوها وكان من فى مصر يكتب إلى من في المصر الآخر بما عندهم من ذلك فيشيعونه بين الناس فيقول الناس: أما نحن ففي عافية مما ابتلى به هؤلاء وجميعهم يكتبون إلى ناس في المدينة بمثل ذلك حتى ملأوا البلاد طعناً. ولما وجدوا لذلك ارتياحاً من بعض النفوس انتقلوا من ذلك إلى الطعن في عثمان نفسه، فنسبوا إليه أموراً منها ما هو غير صحيح، ومنها ما هو صحيح وقد فعل أسلافه مثله فلم يقدر أن يطعن فيهم طاعن وساعدهم لين عثمان وخوفه من فتح أبواب الفتنة على ما قصدوا إليه. ألفت وفود غوغاء من الأمصار الثلاثة ممن تأثر بهذه الفتن فذهبت إلى المدينة وهى حرم رسول الله الالم وحضارة الإسلام الكبرى ومقر الخلافة الإسلامية متظاهرين ببث شكواهم من عمال ،عثمان فأشكاهم عثمان من جميع ما شكوا منه، ولان لهم جداً حتى يوجد لهم سبيلاً إلى الفتنة فأظهروا الاقتناع وأزمعوا الرحيل إلى أوطانهم، وصار كل وفد في الطريق التي توصله إلى مصره وبعد أيام عادت هذه الغوغاء متمسكة بكتاب مزور زعموه صادراً من عثمان إلى عامله بمصر يأمره فيه بقتل رجال الوفد من المصريين عقاباً لهم وتنكيلاً، والكتاب مختوم بخاتم عثمان. فلما أروه إياه حلف لهم أنه ما كتبه ولا أمر بكتابته ، وهو صادق في يمينه فاتهموا بذلك كاتبه مروان بن الحكم وطلبوا منه أن يسلمهم إياه فأبى فأعلنوا العداء وصرحوا بما فى أنفسهم من الشر وحصروا عثمان في داره مدة ثم اقتحموا عليه داره وقتلوه ظلماً وعدواناً ففتحوا على المسلمين باب فتنة وانقسام لا يغلقه مرور الزمان ولا كر الأيام.
لا
بعد
أن تم لهم ما أرادوا عرضوا الخلافة على على بن أبي طالب فقبلها بعد تردد . أمضى رحمه الله حياته في حرب مخالفيه في البصرة والنهروان وصفين، ولم تصف له الخلافة يوماً واحداً إلى أن اغتاله أحد الخوارج في رمضان سنة ٤٠ ) من الهجرة من حاضرة خلافته وهى الكوفة .
كان الجمهور الإسلامى فى ذلك الوقت قد انضم إلى خصمه معاوية بن أبي سفيان حيث كان في بيعته أهل الشام الذين هم أنصاره وأهل الحجاز واليمن ومصر. أما الكوفة فكانت مقراً لشيعة على ومحبيه الذين كان منهم من يرى تفضيله لا على خصمه معاوية فقط بل على من سبقه من الخلفاء أيضاً. ومع هذا فإنه لم ينل منهم ما يناسب تلك العقيدة من الطاعة والإخلاص بل كثيراً ما أهملوا أوامره التي كان يصدرها إليهم من جهة الاستعداد لحرب أهل الشام. ولذلك أسباب لسنا بصدد بيانها الآن.كيف نشأت الخلافة ١٣
لما قتل رحمه الله رأت الشيعة أن يقوم فى الخلافة مقامه ابنه الحسن وهو السيد العظيم الشأن أبوه على بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت محمد عالم . وقد رأى رضى الله عنه بثاقب فكره أن الذين لم ينل منهم أبوه ما يرجوه لا يحسن الاعتماد عليهم، ففضل الصلح مع معاوية على شروط و اشترطها لنفسه ولأتباعه وتنازل عن الخلافة مفضلاً . المسلمين والسكنى بطيبة مدينة رسول الله الله ، وأقام على ذلك حتى توفى بها (سنة
٥٠) من الهجرة .
جمع
كلمة
وظل معاوية يسوس الناس بما عرف عنه من لين العريكة وسخاوة اليد، فاجتمعت الأمة على طاعته والرضا به وسكنت الدعوة إلى أهل البيت وخبت نار التشيع إلا أنها كانت مستكنهة في أنفس ذويها ينتظرون الوقت الملائم للهبوب .
أدلى معاوية بالخلافة لابنه يزيد فلما تولاها هبت أعاصير الفتنة في المدينة ومكة والكوفة. فأما المدينة فثارت تطلب عزل يزيد وتولى كبر الثورة بعض أبناء الأنصار ولكن هذه الثورة قمعت بشدة مسلم بن عقبة المرى الذى أوقع بأهلها وقعة الحرة المشهورة، وأما مكة فعاذ بها عبد الله بن الزبير طالباً الخلافة لنفسه .
وأما الكوفة فإن من بها من الشيعة أرسلوا يطلبون إليهم الحسين بن على شقيق الحسن ليبايعوه بالخلافة وينزعوا من أعناقهم بيعة يزيد فلم يكن من الحسين إلا أن لبى دعوتهم علمه بتاريخهم مع أخيه وأبيه، وسار إليهم من غير جند يركن إليه ولا مال يستعين به. فقابلته ببعض الطريق جنود عبد الله بن زياد عامل يزيد بالعراق وكلها جنود عراقية ليس بها أحد من أهل الشام فلم يكن له قبل بمدافعتهم وقتل رحمه الله بكربلاء. ولم تقم شيعة أبيه بشيء من المساعدة بل ظلوا فى مساكنهم آمنين مطمئنين ولسان حال الحسين
يقول :
لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتنی زادی
انتهت هذه الحوادث ومات يزيد ، وعظم أمر ابن الزبير ودخل في دعوته أهل الحجاز ومصر والعراق وأبى أن يبايعه رجال بني هاشم الذين كانوا بمكة كمحمد بن على المشهور بابن الحنفية وعبد الله بن عباس وغيرهما فاضطهدهم وحبسهم .
ظهر في تلك الأوقات رجل أراد أن ينتفع من وراء هذه الفتن ويجعل لنفسه مركزاً في البلاد العراقية، مستعيناً بما تضمره قلوب أهل الكوفة من التشيع لأهل البيت، وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي. فذهب إلى الكوفة لابساً ثوب التشيع ناعياً على من قتل الحسين بن١٤
الدولة العباسية
على وداعياً إلى الإمام المهدى وهو محمد بن على الذي صار بعد أخويه أكبر أبناء على رضى الله عنه، وتوسل إلى غايته بكل ما يمكن من عبارات التأثير حقاً كانت أم كذباً، ركان عقلاء أهل الكوفة يسمونه الكذاب لكثرة ما كان يصدر عنه من الأكاذيب التي تؤثر عادة في أنفس الغوغاء. وقد أمكنه أن يجتذب إلى نفسه رؤساء الشيعة في الكوفة، وأرسل إلى محمد بن على وهو مضطهد محبوس بمكة جندًا يخلسونه من شدته فنجحوا واجتمع هذه السنة بمكة أربعة ألوية لواء لابن الزبير ولواء لبنى أمية، ولواء للخوارج، حج ولواء لأصحاب محمد بن على، إلا أن الله حفظ الحاج فلم يقع قتال بين هذه الجنود المختلفة الأهواء التي يكره بعضها بعضاً.
في
منه .
لم يطل حبل المختار بالكوفة فإن عبد الله بن الزبير جهز له جيشاً يقوده أخوه مصعب فسار إليه، ومالأه أكثر أشراف أهل العراق لما ظهر لهم من أكاذيب المختار وسوء طويته، وبذلك كانت الغلبة لمصعب. إلا أن ذلك لم يقضى على التشيع في بلاد العراق بل ظل كامناً ينتظر من يثيره لينتفع . أما محمد بن على فإنه بايع عبد الملك بن مروان بعد أن استقر الأمر له وقضى على فتنة ابن الزبير ودانت له الأقاليم الإسلامية كلها، ومع قيامه بهذه البيعة لم تزل له شيعة تراه أحق بالخلافة إلا أنه مغلوب على أمره، حتى إنه لما مات غلا فيه بعضهم فأنكر موته، وقال: إنه تغيب وسيرجع، وقال في ذلك شاعرهم السيد الحميري: ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعـــــــة سواء
على والأئمة من بني
هم الأسباط ليس بها خفاء
سبط سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
اضطربت أفكار الشيعة بعد موت محمد بن على، فمنهم من استمر على ولائه وقال بغيبته ورجعته كما قلنا ومنهم من تولى بعده ابنه أبا هاشم ويقال لهذا الفريق والذي قبله الكيسانية ؛ ينسبون إلى كيسان وهو لقب للمختار بن أبي عبيد .
ومنهم من تولى بعد الحسين ابنه علياً المعروف بزين العابدين وهو ممن بايع يزيد بن معاوية وعبد الملك مروان ولم يعرف عنه أنه طلب الخلافة لنفسه، قال هؤلاء إن الخلافة بن محصورة في أولاد على من فاطمة رضى الله عنها، ولما كان الحسين هو الذي قتل دون الخلافة فهي في عقبه ؛ وعلى هو الذي بقى من أولاد الحسين بعد وقعة كربلاء. وقد يقولون : إن علياً هو الوصى أوصى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخلافة، ثمكيف نشأت الخلافة ١٥
الإمام من بعده الحسن، ثم الحسين ثم على وهكذا لا بد للأمة من إمام منصوص عليه، ويقال لهؤلاء الشيعة الإمامية .
كان أكبر ولد العباس في ذلك الوقت على بن عبد الله بن عباس وهو الذي انتشر منه العباسيون. وكان قد فارق الحجاز وأقام بالحميمة التى أقامه بها بنو أمية والتي أنزله بها الوليد بن عبد الملك. وقد ظهرت فكرة انتقال الخلافة إلى ولد العباس منذ على هذا، ويقال إن السبب في ذلك أن أبا هاشم بن محمد بن على بن أبي طالب لما حانت منيته كان مقيماً بالحميمة عند بني عمه فأدلى بنصيبه من الخلافة إلى على هذا وأولاده وأوصى أولياءه به فصارت الشيعة الكيسانية في جانب على بن عبد الله بن عباس .
أما بقية الشيعة فإنهم بعد وفاة على زين العابدين افترقت بهم الطرق فمنهم من تولى بعده ابنه محمداً الباقر زاعمين أنه الإمام بعد أبيه. ومنهم من قال إن الخلافة حق لكل فاطمی اتصف بصفات العلم والشجاعة والسخاء ومن هؤلاء من قام بمساعدة زيد بن على بن الحسين، وهم المعروفون بالشيعة الزيدية .
والذين حاولوا الوصول إلى الخلافة وانتزاعها من بني أمية هم الشيعة الكيسانية الذين ساعدوا على بن عبد الله والشيعة الزيدية الذين ساعدوا زيداً وابنه يحيى .
وكانت وفاة على بن عبد الله ومحمد الباقر في زمن متقارب بالحميمة، فانتقل ولاء الكيسانية إلى محمد بن على بن عبد الله بن عباس لأن أباه أوصى إليه وانتقل ولاء الإمامية إلى جعفر الصادق بن محمد الباقر، ولم يفعل أنصار الأئمة شيئاً ليرجعوا الخلافة إلى ذوى الحق فيها حسب رأيهم.
เ
أما محمد بن على بن عبد الله بن عباس فهو يعسوب القوم وذو العقل الراجح فيهم . فإنه رأى أن نقل السلطان من بيت إلى بيت لا بد أن يسبق بإعداد أفكار الأمة إلى هذا النقل وأن كل محاولة فجائية لا بد أن تكون عاقبتها الفشل فرأى أن يسير في المسألة بالأناة المصحوبة بالحزم، فعهد إلى شيعته أن يؤلفوا منهم دعاة يدعون الناس إلى ولاية أهل البيت بدون أن يسموا أحداً خوفاً من بني أمية أن يقضوا على المدعو إليه إذا عرف، ورأوا أن أحسن منطقة يبثون فيها الدعوة هى الكوفة وبلاد خراسان. أما الكوفة فهى مهد التشيع لأهل البيت من قديم يمكنهم أن يأووا إليها ويجعلوها نقطة مواصلاتهم. وأما خراسان فسهولة الدعوة فيها مبنية على أمرين : الأول: أن فكرة التشيع يفهمها الخراساني من المسلمين بسهولة لأنه مؤداها نقل الخلافة١٦
الدولة العباسية إلى بيت النبي صاحب الرسالة وسيد الأمة، وذلك قريب مما كان عندهم من ا الذي يتوارثه أهل بيته ولا يجوز نقله إلى غير بيت الملك إلا إن كان ذلك عن اختلاس .
الملك
الثاني : أن البلاد الفارسية كانت ذات تاريخ وملك قديمين ولذلك فائدة كبيرة في حياة النفوس وقد عاملهم بنو أمية معاملة السادة للعبيد، فكان العنصر العربي بينهم هو صاحب الكلمة العليا والنفوذ السائد ولا يتولى من ليس منهم شيئاً من الولايات العامة، فكان أهل فارس مستعدين لأن يقوموا بتغيير الدولة الحاضرة وإخراج الخلافة إلى الدولة المستقبلة كي يكون لهم فيها حظ أحسن من حظهم في دولة بني أمية . قال أبو بكر . أحمد بن الهمداني المعروف بابن الفقيه في كتاب البلدان :
بن محمد
وقد قال محمد بن على بن عبد الله لدعاته حين أراد توجيههم إلى الأمصار: أما الكوفة وسوادها فشيعة على وولده وأما البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكف، تقول: كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل. وأما الجزيرة فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج ومسلمون في أخلاق النصارى وأما أهل الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان وعداوة راسخة وجهل متراكم وأما مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر . ولكن عليكم بخراسان، فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر وهناك صدور سليمة وقلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء ولم يتوزعها الدخل، وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحى وشوارب وأصوات هائلة ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة . وبعد فإني أتفاءل إلى المشرق وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...