Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (27%)

او اي رجال أعمال في انكلترا ، سيقول هذا بكل أخلاص لأنه يؤمن بما يقول . ففي الحس الحقيقي صحيح من وجه معين ، وحدث على سبيل المثال لفالك احد ابطال كونراد الذي رأى نفسه فوق سفينة مهجورة ، وكان هو وزميل له من بين البحارة يحوزون على سلاح حربي وليس هناك ما يأكلانه سوى الرجال الآخرين ، والذي صوره كونراد ليس ما يعنيه رجل الأعمال عندما يتكلم عن ( الصراع في سبيل الحياة ) فهذا تعبير غير دقيق التقطه واستخدمه لاعطاء الجلال لبعض الاشياء الذاتية التافهة . وكل شخص يعرف ان رجل الاعمال الذي خربت اعماله أحسن حالاً من حيث الرفاهية المادية ، وهكذا فان الذي يعنيه الناس من الصراع في سبيل الحياة انما في الواقع الصراع في سبيل النجاح . بل عدم تمكنهم من التفوق على جيرانهم. بل ان الذي يبقيهم على عجلة التعذيب انهم لم لاحظوا ان العجلة لا ترفعهم الى مستوى اعلى . مع تعلم انك اذا سألتهم لاي هدف عام يشتغلون في عملهم ، فسيضيعون الجواب متى فرغت جعبتهم من الأقوال المعادة التي في واقع اعلان الحياة عملية . اذا تأملنا حياة مثل هذا الشخص وافترضنا أن عنده بيتا فاخرا وزوجة جميلة وأولادا جذابين ، ويسرع لى بيته حيث يتولى القيام بمهام تصريف أعمال مؤسسته ، وينتحل أسلوبا مرنا لكلام ، ولما يصل الى البيت بعد الظهر يكون التعب حد ناله ، ان حياة هذا الرجل العملية لها فس سيكولوجية سباق الماية ياردة ، وخلال المساء تراهما منهمكين في الواجبات الاجتماعية التي تحول دون المحادثات الحميمة . وان كان له عدد من الاصدقاء يفتعل معهم انسا ولطفا يتمنى لو شعر بهما حقا . ولا دراية له بوقت الربيع والحصاد الا بمقدار تأثيرهما في السوق . فان كان لا بد من اسعاد رجل الاعمال الاميركي ، بعد أن أفلحن في اقناع المتواضعين على انه حان الوقت ليحظى بعطلة ويتيح لبناته فرصة مشاهدة العالم القديم . وتحيط به الأم والبنات وهن في غاية النشوة ، ويسترعين انتباهه الى كل جديد الاموال ، نرى كل اميركي في الغالب يحصل على 8% من الاستثمار الجزافي المليء بالمخاطرة ، ولذا يشعر الانسان منهم عندما تكون السوق مهتزة بمثل ما يشعر به الفتى اثناء الامتحان
بيد انه ليس من المحتمل ان تنقص حياة من لم يشعروا قط بالفقر المدقع ، وهؤلاء على أي حال قلة ولكل قاعدة استثناء . ان جذور المتاعب تصدر من الاهتمام المتزايد للتسابق على النجاح التنافسي باعتباره مصدر رئيسي للسعادة ، كما اني لا انكر ان المال كفيل لدرجة كبيرة في زيادة سعادة الفرد ، ولكني لا اعتقد انه اذا ما تجاوز هذا الحد المعين لا يكون عاملا على زيادة سعادته . وربما هذه الحلقات ليست اكثر نفوذا او اكثرها حظوة بالاحترام . او اذا كان هذا المحامي يعرف الكثير عن القانون ، ونتيجة لهذا كله نجد ان صاحب المهنة الحرة في اميركا يقلد رجال الاعمال ، ولذا فاننا نجد ان الطبقات الميسورة في اميركا خالية من كل ما من شأنه أن يخفف ويلطف الصراع السافر الذي لا هوادة فيه في سبيل النجاح المادي . وبهذا يشعر الاولاد الاميركيون منذ سنواتهم الباكرة ان هذا هو الشيء الوحيد الذي يهتمون به ، ولذا لا يرغبون في ازعاج انفسهم بأي نوع من التربية او التعليم لأنها خالية من القيم المادية. وقد تختلف في هذه الايام مع ذوقه ، وهذا بدون شك هو الوضع تماما طالما يمثل النجاح بحد ذاته هدفا للحياة . ان طبيعة التفكير التنافسي تغزو بسهولة مناطق لا تنتمي اليها . خذ على سبيل المثال مسألة القراءة ، وفريق ثالث يطالعن خلاصته ، ولكن جميعهن يضعن هذه الكتب على موائدهن بدون ان يطالعن شيئا منها ، اسوأ من مطالعة الكتب التي اختيرت من قبل علمائهن وكهنتهن وأساتذتهن
ان التركيز على المنافسة في الحياة العصرية متصل بصورة عامة بفساد مستوى المدينة تماما كما حدث في روما بعد عهد الامبراطور اوغسطين x حيث اصبح الرجال والنساء غير جديرين بالتمتع بلذة الذكاء المتفوق . وفن الحديث العام مثلا ، وجميع المسرات الناعمة الهادئة اصبحت مهجورة . وفي هذا الاحترام فيها من يصيب الظافر المنتصر دون سواه . وقد تكون العصور التطهرية xxxx Puritanism المتوالية انجبت سلالة ذات تضخم في العزيمة ، حيث أصبحت مثالا للرجل الابيض في كل مكان ، والذين ليسوا بهذا الشكل بأمكانهم اخذ راحتهم من فكرة ان الدينا صورات لن تنتصر بالنهاية حيث ضنت بعضها بعضا وورث المتفرجون الاذكياء مملكتها ! وديناصوراتنا العصرية تقتل بعضها بعضا ، ولا تنجب في المتوسط اكثر من ولدين لكل زواج يعقد . وعند هذا تدل الفلسفة العنيفة المفرطة العنف التي استمدوها من اسلافهم المتطهرين على انها غير ملائمة للدنيا . ان يعقبهم قوم أكثر منهم مرحا وحبورا . واعتبار المنافسة شيئًا رئيسيا في الحياة هو حكم قاس وصارم جدا وأمي يعتمد الى حد ما على قوة العضلات والعزيمة . وهما تشدان لذات في مثل عنف وصعوبة العمل الشاق ) منذ ان اصبح الاسترخاء غير ممكن ) . ولا يتسمم العمل فقط من فلسفة التنافس بل تتسمم الراحة بمقدار متكافىء .


Original text

المنافسة
اذا انت سألت أي رجل في امريكا ، او اي رجال أعمال في انكلترا ، اي شيء تجده اكثر تعلقا بحب البقاء ؟ فسيقول : « الصراع من أجل الحياة . سيقول هذا بكل أخلاص لأنه يؤمن بما يقول . ففي الحس الحقيقي صحيح من وجه معين ، بيد انه من وجه آخر ، وهو وجه هام جدا ، خطأ محض . ان الصراع من أجل الحياة شيء قد يقع بطبيعة الحال ، وقد يحدث لكل واحد منه اذا كان الحظ غير مخالفه . وحدث على سبيل المثال لفالك احد ابطال كونراد الذي رأى نفسه فوق سفينة مهجورة ، وكان هو وزميل له من بين البحارة يحوزون على سلاح حربي وليس هناك ما يأكلانه سوى الرجال الآخرين ، ولمـ انهى الرجلان الوجبات التي استطاعوا الاتفاق عليها بدأ صراع حقيقي في سبيل الحياة ، وقد ربح فالك ، ولكنه اصبح فيما بعد نباتيا . والذي صوره كونراد ليس ما يعنيه رجل الأعمال عندما يتكلم عن ( الصراع في سبيل الحياة ) فهذا تعبير غير دقيق التقطه واستخدمه لاعطاء الجلال لبعض الاشياء الذاتية التافهة . سله كم شخصا ممن عرفهم في طبقته مات جوعا ، وسله ماذا حدث لاصدقائه بعد ان هدم وضعهم . وكل شخص يعرف ان رجل الاعمال الذي خربت اعماله أحسن حالاً من حيث الرفاهية المادية ، ممن لم يكن في يوم من الايام غنيا ثم افلس . وهكذا فان الذي يعنيه الناس من الصراع في سبيل الحياة انما في الواقع الصراع في سبيل النجاح . والذي يخشاه الناس عندمـ يخوضون في صراع ليس أنهم سيفشلون في الحصول على افطارهم في الصباح التالي ، بل عدم تمكنهم من التفوق على جيرانهم.
ومن الغريب جدا ان نرى قلة من الناس يدركون انهم لم يقعوا في قبضة ظام آلي لا مهرب لهم منه . بل ان الذي يبقيهم على عجلة التعذيب انهم لم لاحظوا ان العجلة لا ترفعهم الى مستوى اعلى . انني افكر بالطبع في حالة جال الطبقة العالية من الاعمال المالية والتجارية الذين يملكون دخل جيد ، . بامكانهم اذا اختاروا أن يعيشوا على ما لديهم ، بيد ان الاقدام على ذلك التصنيع يبدو لهم مجلبة للعار كالفرار من جيش يواجه العدو سواء بسواء ، مع تعلم انك اذا سألتهم لاي هدف عام يشتغلون في عملهم ، فسيضيعون الجواب متى فرغت جعبتهم من الأقوال المعادة التي في واقع اعلان الحياة عملية .
اذا تأملنا حياة مثل هذا الشخص وافترضنا أن عنده بيتا فاخرا وزوجة جميلة وأولادا جذابين ، فانه يستيقظ باكرا في الصباح ، بينما هم نيام ، ويسرع لى بيته حيث يتولى القيام بمهام تصريف أعمال مؤسسته ، وينتحل أسلوبا مرنا لكلام ، ويستجمع حكمته ومهارته ليؤثر على كل انسان - سوى آذن لكتب ! يملي الرسائل ويتحدث هاتفيا مع مختلف الرجال العظام ، يدرس لسوق ، يتناول غذاءه مع شخص يزمع أو يأمل ان يزمع عقد صفقة معه ، يثابر على هذا المنوال طيلة يومه ، ولما يصل الى البيت بعد الظهر يكون التعب حد ناله ، وفي فترة تهيئة العشاء يتظاهر هو وغيره من الرجال المتعبين أنهم في حسن حال مع السيدات اللواتي لم تسنح لهن الفرصة بعد للشعور بالتعب ، اخيرا ينام ، ويتراخى التوتر بضع ساعات . ان حياة هذا الرجل العملية لها فس سيكولوجية سباق الماية ياردة ، ولكن السباق الذي ينهك فيه لا غاية له لا القبر ، والتركيز الذي هو مناسب تماما للماية ياردة يغدو في النهاية مفرطا جدا . ترى ، ماذا يعرف عن اطفاله ؟ في ايام الاسبوع تراه في مكتبه ، وفي يام الآحاد يكون في حلبة الغولف . وماذا يعرف عن زوجته ؟ عندما يغادرها ي الصباح تكون نائمة ، وخلال المساء تراهما منهمكين في الواجبات الاجتماعية التي تحول دون المحادثات الحميمة . وقد لا يكون عنده أصدقاء من الرجال ذوي الاهمية ، وان كان له عدد من الاصدقاء يفتعل معهم انسا ولطفا يتمنى لو شعر بهما حقا . ولا دراية له بوقت الربيع والحصاد الا بمقدار تأثيرهما في السوق . ولعله رأى البلاد الاجنبية ، ولكن بعينين متبرمتين . كما ان الكتب تبدو له عديمة الفائدة والموسيقى عالية الشأن . وبعد مرور السنين یزداد انفرادا ويصبح اهتمامه اكثر اتساعا او تجف حياته خارج نطاق العمل .
لقد رأيت الاميركيون الذين من هذا الطراز في اواخر منتصف حياتهم وهم يلفت انظارهن ، وعميد الأسرة متعبا منهكا ، ذهنه مشغول بما عسى ان يكون جاريا الان في المكتب في هذه اللحظة ، او ما هي اخبار البسبول ولم يتضح لهن على انه ضحية جشعهم ، كما ترضى الارملة الهندية عن رضا تام بان تحرق مع جثمان زوجها ، لأن المجد والدين هكذا يأمرانها ، فتجد في ذلك فخرا وزهوا . فان كان لا بد من اسعاد رجل الاعمال الاميركي ، فسبيل ذلك أولا ان يغير ديانته العملية . وما دام لا يرغب في النجاح فحسب ، بل يؤمن من اعماق فؤاده ان واجب الرجل السعي الى النجاح من أجل النجاح ، وان من لا يصنع ذلك فهو مسكين ، ففي هذه الحالة ستظل حياته مركزة اكثر مما ينبغي ، ومكدرة قلقة اكثر من اللازم.
إذا اخذنا مثلا بسيطا في استثمار يجوبون اوروبا مع الزوجة والبنات ، بعد أن أفلحن في اقناع المتواضعين على انه حان الوقت ليحظى بعطلة ويتيح لبناته فرصة مشاهدة العالم القديم . وتحيط به الأم والبنات وهن في غاية النشوة ، ويسترعين انتباهه الى كل جديد الاموال ، نرى كل اميركي في الغالب يحصل على 8% من الاستثمار الجزافي المليء بالمخاطرة ، ويفضل ذلك على 4% ومن مصدر مأمون مضمون .. والنتيجة ان هناك الكثير من ضياع المال يسبب قلقاً مستمراً . والشيء الذي ارغب من جانبي الحصول عليه من المال هو الفراغ المؤمن بدخل كاف ، الا ان الانسان المثالي الحديث يرغب في الحصول من المال على مزيد من المال بهدف الوصول الى العظمة والتفوق على المنافسين له . ان المعدل الاجتماعي في اميركا غير محدود ودائم التقلب وبصورة مختلفة ومتباعدة . وأصبح الشعور بالجاه أصعب من أن يكون من متطلبات المجتمع التامة ، ومع ان المال قد لا يكفي لاضفاء العظمة على الشخص ، الا انه من الصعب ان يكون المرء هناك عظيما بدون المال . بل أكثر من هذا : المال الذي يجمعه المرء يعد هناك مقياسا لذكائه ، فالانسان الذي يجمع قدرا هائلا من المال رجل بارع ، اما من لا يجمع قدرا كبيرا من المال فهو غير بارع ، ولا احد يريد أن يشك به انه غبي . ولذا يشعر الانسان منهم عندما تكون السوق مهتزة بمثل ما يشعر به الفتى اثناء الامتحان


واعتقد انه يجب اقرار فكرة ان عنصر الخوف الحقيقي ، وان كان عقلانيا ، من نتائج الدمار وكثيرا ما يدخل في تكوين مشاعر القلق والكرب لدى رجل الأعمال ، ويذكرني هذا ببطل رواية ارنولد بنيت ) كلا يهنغار ، الذي صار فاحش الثراء بيد انه ظل الى آخر حياته يخشى ان يموت في ملجأ المعوزين . ومما لا شك فيه ان اولئك الذين عانوا كثيرا من الفاقة في طفولتهم تطاردهم اشباح الفزع من ان يقاسي ابناؤ هم مثل ما قاسوه شخصيا ، ويشعرون أنه من الصعب ان تكفي ملايينهم لتحصين هؤلاء الابناء للصمود ضد هذه الكارثة . ومثل هذه المخاوف لا مفر لها في الجيل الأول ، بيد انه ليس من المحتمل ان تنقص حياة من لم يشعروا قط بالفقر المدقع ، وهؤلاء على أي حال قلة ولكل قاعدة استثناء .
ان جذور المتاعب تصدر من الاهتمام المتزايد للتسابق على النجاح التنافسي باعتباره مصدر رئيسي للسعادة ، ولا انكر ان الشعور بالنجاح يجعل ذلك أسهل للتمتع بالحياة . لنفترض ان رساما ظل مغمورا طوال شبابه ، خليق ان تزداد سعادته اذا ما لقيت مواهبه التقدير والاعتراف . كما اني لا انكر ان المال كفيل لدرجة كبيرة في زيادة سعادة الفرد ، ولكني لا اعتقد انه اذا ما تجاوز هذا الحد المعين لا يكون عاملا على زيادة سعادته . وما اريد ان ابينه هنا هو ان النجاح ليس الا عنصرا واحدا من عناصر السعادة ، وسيكون الثمن غاليا جدا اذا ضحينا بجميع العوامل الأخرى للحصول عليه .
ان مصدر هذه المتاعب هي فلسفة الحياة السائدة في دوائر الأعمال . اجل لم تزل توجد في اوروبا حلقات اخرى لها شهرتها ومكانتها . ففي بعض اقطارها دوائر للارستقراطية ، وفي جميع اقطارها توجد المهن الحرة والثقافية والعلمية ، وفي معظمها ، فيما عدا الدول الصغرى ، يتمتع الجيش والبحرية باحترام عظيم . ولئن كان صحيحا ان في النجاح عنصرا من المنافسة ، مهما تكن مهنة الانسان ، بيد ان ما يحترم حقيقة ليس النجاح ، بل ذلك الامتياز او التفوق - ايا كان - الذي يفسر ذلك النجاح ، ويعزى اليه النجاح . ان رجل العلم قد يكسب المال او لا يكسبه ، ولكنه من المؤكد ليس اوفر احتراما من حيث هو رجل علم ، في حالة الثراء من علمه . وما من احد يفاجأ اذا اتضح له ان جنرالا او اميرالا مبرزا في عداد الفقراء ، فالفقر في مثل هذه الحالات يكون بحد ذاته شرفا . ولهذه الاسباب نرى في اوروبا التسابق في الصراع من اجل المادة محصورا جدا في حلقات معينة ، وربما هذه الحلقات ليست اكثر نفوذا او اكثرها حظوة بالاحترام . اما في أميركا فالمسألة على خلاف هذا ، حيث الخدمات تلعب جزءاً ضئيلاً في الحياة القومية ، مما يجعل مستوياتها او معاييرها مجردة من التأثير . ففي المهن العلمية مثلا ، لا يستطيع احد من خارجها ان يعرف هل هذا الطبيب يعرف الكثير عن العلاج ، او اذا كان هذا المحامي يعرف الكثير عن القانون ، ولذا سيكون من السهل الحكم على اقدار هؤلاء بالدخل الذي يمكن استنتاجه من مستوى معيشتهم . اما الاساتذة العلماء فليسوا سوى الخدم المأجورين لرجال الاعمال ، ولذا فاحترامهم في اميركا أقل من احترام زملائهم في الاقطار الأعرق بالعالم القديم . ونتيجة لهذا كله نجد ان صاحب المهنة الحرة في اميركا يقلد رجال الاعمال ، ولا يمثل نمطا مستقلا خاصا به كما هو حال زميله في اوروبا . ولذا فاننا نجد ان الطبقات الميسورة في اميركا خالية من كل ما من شأنه أن يخفف ويلطف الصراع السافر الذي لا هوادة فيه في سبيل النجاح المادي .
وبهذا يشعر الاولاد الاميركيون منذ سنواتهم الباكرة ان هذا هو الشيء الوحيد الذي يهتمون به ، ولذا لا يرغبون في ازعاج انفسهم بأي نوع من التربية او التعليم لأنها خالية من القيم المادية. وكانت التربية تتراءى لهم بصورة كبيرة كأنها تدريب في امكانية الاستمتاع - اعني الاستمتاع بتلك الملذات المرهقة الراقية غير المتاحة تماما لمن لم يحصلوا على تربية او تعليم .
ولقد كانت من سمات ( الجنتلمان ( في القرن الثامن عشر الرغبة في التأمل بالادب والرسم والموسيقى . وقد تختلف في هذه الايام مع ذوقه ، بيد انه كان ذوقا أصيلا على الاقل . اما الرجل الغني في هذه الايام فانه من نوع مختلف تماما . فهو لا يقرأ أبدا . واذا كان يقتني مجموعات من اللوحات الفنية بقصد زيادة شهرته ، فاللذة التي يجنيها من هذه اللوحات ليست لذة النظر اليها ، بل لذة حرمان رجل غني آخر من اقتنائها ! واعتقد ايضا انه يكون جاهلا عاجزا عن اعطائها حقها المستحق ، كعجزه عن استيعاب سائر الفنون الأخرى . ونتيجة لكل هذا سيحتار فيما يعمله في وقت فراغه . وكلما أتسع تراثه فسيكون تكالبه للمال اكثر ، الى ان يصير ما يكسبه في خمس دقائق كل يوم اكثر من ان يعرف كيف ينفقه ! ويجد الرجل الفقير نفسه بهذا المقياس محر وما من النجاح . وهذا بدون شك هو الوضع تماما طالما يمثل النجاح بحد ذاته هدفا للحياة . وما لم يتعلم الانسان كيف يتصرف بالنجاح بعد الحصول عليه ، فسوف يظل تحقيق النجاح سببا في جعله فريسة للاعياء والضجر .
ان طبيعة التفكير التنافسي تغزو بسهولة مناطق لا تنتمي اليها . خذ على سبيل المثال مسألة القراءة ، هناك شعوران القراءة كتاب ما : احدهما ان تتمتع به ، والآخر التباهي بقراءته ، وقد اصبح هذا هو الشائع في اميركا : فالسيدات يطالعن ) او يتظاهرن بمطالعة ) كتب معينة شهريا ، وبعضهن يطالعن الكتاب كله ، وبعضهن يقرآن ، وفريق ثالث يطالعن خلاصته ، ولكن جميعهن يضعن هذه الكتب على موائدهن بدون ان يطالعن شيئا منها ، ولا يطالعن كتب الروائع على اي حال ، فلم يحدث في اي شهر ان وقع اختيار نوادي الكتاب هناك على كتب هاملت او الملك لير ولم يحدث في اي شهر انه صار مطلوبا معرفة شيء عن دانتي xx . والمطالعة التي يقمن بها هي بكتب عادية حديثة وليست لكتب نموذجية . وهذا ايضا من تأثير التنافس ، وربما كان ترك اغلب النساء المعنيات بعيدا عن مطالعة الكتب النموذجية ، اسوأ من مطالعة الكتب التي اختيرت من قبل علمائهن وكهنتهن وأساتذتهن
ان التركيز على المنافسة في الحياة العصرية متصل بصورة عامة بفساد مستوى المدينة تماما كما حدث في روما بعد عهد الامبراطور اوغسطين x حيث اصبح الرجال والنساء غير جديرين بالتمتع بلذة الذكاء المتفوق . وفن الحديث العام مثلا ، وهو الفن الذي وصل الى الكمال في المنتديات الفرنسية في القرن الثامن عشر كان لم يزل موجودا الى خمسين سنة خلت×× ، وهو فن ممتاز جدا ، يحشد ارقى ملكات الناس للنشاط من اجل شيء سريع الزوال تماما ، وهو الجلسة او المناوبة . ولكن من ذا في ايامنا هذه يكترث لشيء من هذا القبيل ؟ وهذا الفن نفسه كان لم يزل مزدهرا في الصين الى ما قبل عشر سنوات xxx ولكني اتصور ان الوطنيين قد از الوه من الوجود الان ، كما ان معرفة الآداب الجيدة التي كانت تعم الناس المثقفين ، منذ خمسين أو مائة سنة مضت اصبحت الان محصورة بين قلة من الاساتذة العلماء ، وجميع المسرات الناعمة الهادئة اصبحت مهجورة . وقد صحبني مرة بعض الطلبة الاميركيين في الربيع للسير في غابة تحف بحرم معسكرهم ، وكانت مليئة بالازهار البحرية البديعة ، على انه لم يعرف فرد من مرشدي اسم واحدة منها . فما جدوى مثل هذه المعرفة التي لن تضيف شيئا الى دخل أحد.
ان المشكلة ليست في الفرد ، وليس في امكان انسان واحد ان يمنعها في حالته الخاصة المفردة ، بل المشكلة تبرز من فلسفة الحياة المقبولة لدى الناس جميعا . وهي التي ترى في الحياة سباقا او مباراة او منافسة ، وفي هذا الاحترام فيها من يصيب الظافر المنتصر دون سواه . ووجهة النظر هذه تقود الى انماء مبالغ فيه للارادة على حساب الادراك والذكاء . وبهذا القول نكون قد وضعنا العربة قبل الحصان . فالاخلاقيون التطهريون Puritan كانوا يركزون دائما على الارادة ، مع العلم ان تركيزهم قبل ذلك كان على الايمان . وقد تكون العصور التطهرية xxxx Puritanism المتوالية انجبت سلالة ذات تضخم في العزيمة ، بينما أهملت وضمرت الحواس والذهن . ومثل هذه السلالة هي التي اعتنقت فلسفة التنافس لأنها انسب الفلسفات بطبيعتها . ومهما يكن الامر ، فالنجاح العظيم لتلك الديناصورات الحديثة التي تشبه مثيلاتها المنقرضة ، من حيث انها تفضل القوة على الذكاء ، قد جعلها تقلد طرازها ، حيث أصبحت مثالا للرجل الابيض في كل مكان ، ويبدو ان هذا الوضع سيستمر للمائة سنة القادمة . والذين ليسوا بهذا الشكل بأمكانهم اخذ راحتهم من فكرة ان الدينا صورات لن تنتصر بالنهاية حيث ضنت بعضها بعضا وورث المتفرجون الاذكياء مملكتها ! وديناصوراتنا العصرية تقتل بعضها بعضا ، ولا تنجب في المتوسط اكثر من ولدين لكل زواج يعقد . فهم لا يستمتعون بحياتهم استمتاعا كافيا لترغيبهم في انجاب الاطفال . وعند هذا تدل الفلسفة العنيفة المفرطة العنف التي استمدوها من اسلافهم المتطهرين على انها غير ملائمة للدنيا . فمن تجعلهم رؤيتهم للحياة يشعرون بقسط ضئيل من السعادة بحيث لا يبالون بانجاب اطفال ، قوم مقضي عليهم بيولوجيا ، ولا بد قبل انقضاء وقت طويل جدا ، ان يعقبهم قوم أكثر منهم مرحا وحبورا .
واعتبار المنافسة شيئًا رئيسيا في الحياة هو حكم قاس وصارم جدا وأمي يعتمد الى حد ما على قوة العضلات والعزيمة . فهي غير صالحة لاقامة اساس ممكن للحياة لأكثر من جيل او جيلين على الاكثر ، وينتج بعد هذا الوقت الطويل اعياء عصبيا ، وشعور مختلف للهزيمة ، وهما تشدان لذات في مثل عنف وصعوبة العمل الشاق ) منذ ان اصبح الاسترخاء غير ممكن ) . وينتهي الامر بانقراض السلالة نتيجة للعقم . ولا يتسمم العمل فقط من فلسفة التنافس بل تتسمم الراحة بمقدار متكافىء . وسنشعر بالاحترام لذلك النوع من الهدوء الذي يعيد للاعصاب راحتها ، وعلاج هذا كله رهن بالاعتراف بنصيب للاستمتاع الهادىء في النمط المثالي المتوازن للحياة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

سلط الكاتب الضو...

سلط الكاتب الضوء على مرحلة مهمة في تاريخ علم الفلك، وهي مرحلة ازدهاره في العصر الذهبي للإسلام. وركز ...

من الناحية المو...

من الناحية الموضوعية، يجب أن يكون هناك نزاع محدد يمكن حله عبر التحكيم، ويجب أن تكون إرادة الأطراف ال...

"هل تريد أن تجع...

"هل تريد أن تجعل صيف أطفالك 🤵 مليئًا بالمرح والمغامرات؟ لدينا كل ما تحتاجه لجعل كل يوم على الشاطئ 🏖️...

L’accouchement ...

L’accouchement normal ou eutocique : C’est un accouchement qui terme d’une grossesse normale dépass...

بتاريخ اليوم، و...

بتاريخ اليوم، واعتبارا بسيناريو المتلازمة النفسية الحادة الوخيمة (سارس) وبحجم وديناميكيات سوق السفر ...

بناء على تجربتي...

بناء على تجربتي أود أن أقدم بعض الاقتراحات تحسين المحتوى التدريبي، والاهتمام أكثر بالتطبيقات العملية...

استحضار المعلوم...

استحضار المعلومات والخبرات المختزنة للإستفادة منها في التعامل مع المسألة التي طرقت من أجل الوصول الى...

بالنسبة للعائلا...

بالنسبة للعائلات على وجه الخصوص، يمكن للنفقات التي تبدو صغيرة أن تتراكم بسرعة، فإذا كانت لديك اشتراك...

الرد المناسب عل...

الرد المناسب على مقالة "مستقبل الشباب يبدو مشرقًا" يمكن أن يكون كما يلي: --- أولاً، أود أن أشكر ال...

It is the proce...

It is the process of revealing and dismantling colonialist power in all its forms. It includes disma...

والحقيقة كما يذ...

والحقيقة كما يذكر مصطفى الشكعة أن إيراد الخبر على هذا النحو يشكل خطًأ جسيما يخدش من سمعة هذا المؤرخ...

وتأهيل القيادات...

وتأهيل القيادات ووليف شكرا جزيلا لكم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم لا علم لنا الا م...