Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (Using the clustering technique)

عبدالله الكل،
خواطر أوت 30,
يغادر عام آخر،
وأقترب أكثر من المقبرة.
أتأمل المغادر،
وأقف متعجبًا -ومتحيرًا أحيانًا- أكثر من ذي قبل أمام مجريات القدر.
الحد الأدنى من فهم ذاتك وفهم الآخرين وطرفًا من الحدس بمآلات المجريات اليومية تقلل من أثر القلق والتوتر في نفسك.
لا تعوّل على إنسان بأكثر مما تحتمله آدميته.
لا تجعل تقويمك لذاتك،
ولا سعادتك،
أو حيويتك؛
رهنًا لأحد،
أيًا كان.
شيّد في أدغال روحك موئلًا أنيسًا يحميك من تكاليف الحياة مع الآخرين.
لن يكون ذلك الموطن ملاذًا إلا إذا كان موصولًا بماء السماء.
هذه الصلة هي ما يبقى إذا ذهب كل شيء.
لا فرق سواء أكنت في وسط مدينة مزدحمة،
أو في جزيرة منعزلة،
سيبقى ذلك الملاذ مصدرًا للأمان،
لا يفنى ولا يزول.
كنت أقول مثل هذه “النصائح” لغيري،
وأرددها لنفسي أيضًا،
لكي لا أنسى.
لعل هذا النقص وهذه الثغرات المتفاقمة في الحالة الإنسانية من أقوى حوافز العودة المستمرة للإله الكامل.
لن تجد الغفران الكامل “غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ”،
ولا الود اللائق “إنّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”،
ولا الشعور الهائل بالأمان والاطمئنان “تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّه” في مكان آخر.
أن تقترب من المقبرة يعني أن تكون أكثر تحملًا لتكاليف الحياة،
فقد تسأم ولمّا تغادر العشرينات أو الثلاثينات،
ناهيك عن ثمانينات زهير.
كما يعني تعليل النفس بقرب العتق والانفراج،
والخروج إلى العالم الأوسع،
فمثل هذا دواء حسن لتوقان النفس وتطلعها لما يضرها.
إنه نوع من التأجيل المستمر والثابت والعقلاني لنوازع وطموحات وحاجات لن تُشبع بشكل مثالي قطّ.
في حكاية دالة ومؤثرة،
قد علقت في خاطري منذ زمن،
عن بشر الحافي رحمه الله،
أنه سار ومعه رجل في طريق فعطش صاحبه،
فقال له: نشرب من هذه البئر؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى،
فلما وصلا إليها قال له: البئر الأخرى.
فما زال يعلّله،
طاوِلْ بها الليلَ مالَ النجمُ أم جَنحَا
وماطِلِ النومَ ضَنَّ الجَفْنُ أمْ سَمَحا
فإن تَشَكَّتْ فَعَلِّلْها المجَرَّةَ مِن
ضوءِ الصباحِ وعِدْها بالرواحِ ضحَى
ومن أدرك وطأة التكليف زمن اختلاط الفتن واختلاج العالم وتاقت نفسه للقاء ربه لم يعجب من قول أبي حامد الغزالي ت٥٠٥هـ “وملك الموت سبب إخراجنا إلى ذلك العالم [الأخروي] فحقه عظيم،
وشكره لازم”.
وسنظل نعلل ونقاوم،
ريثما يغادر عام آخر،
لنقترب أكثر،
وأكثر.
المؤكد أننا سنصل يومًا ما،
فلنقاتل ليكون الوصول في موكب الفرح.
"الذات لا توجد إلا داخل ما أسميه (شبكات محادثة)" تشارلز تايلور "عندما تدخل في علاقة جديدة وعميقة فإنك تعيد إنتاج ذاتك من جديد".
لا أعرف إذا كنت قرأت هذه الفكرة أو سمعتها في مكان ما،
ولكني قلتها لصديق مقبل على علاقة جديدة،
فهي تكثف عدة معان متناثرة،
يمثل الارتباك الذي يجتاح الشاب والفتاة إبان أوائل العمر/الشباب حالة شائعة أو كثيرة.
ارتباك في تكوين الهوية الذاتية،
في الموقف من العالم.
ارتباك في التفاوض مع الرغبات عموماً،
والرغبة الجنسية خصوصاً.
ارتباك في الموقف من الجنس الآخر.
Previous Post حين لا تفي الحقيقة بما يلزم!Next Postقصور الاستشراق- وائل حلاق
12 رأي حول “أثمان موكب الفرح”
يا الله! تكتب بطريقة تخترق الروح.
الله يحسن لنا الختام ويرزقنا لقاءه.
كم تمنيت لو أنني نشأت على استيعاب تقطع الدنيا هذا،
لو لم أنشأ على طول الأمل و رفاه الحياة الدنيا.
لا أدري لو كان الوعي بهذا خير من انعدامه لكني أدري تماما أن الوعي المتأخر مكلف جدا.
كثيرا ما أتأمل في أبيات أبي العلاء:
خلق الناس للبقاء فضلت
إنما ينقلون من دار أعمال
ضجعة الموت رقدة يستريح
الجسم فيها والعيش مثل السهاد
كم لخص في قوله الكثير عن الدنيا و الموت فالعيش كل العيش سهاد في انتظار ضجعة الراحة التي تنقلنا للخلود في شقاء أو نعيم.
فكأنما يقول أبو العلاء كما تقول:
فلنقاتل للرشاد فما نعيش إلا تسهدا و أي لذة ينتظرها مسهد سوى الاضطجاع؟
سلمت أناملك و أنار الله يقينك بعذب ماء وحيه و إشراق نوره .


Original text

انتقل إلى المحتوى
عبدالله الوهيبي


مدونة شخصية


للتواصل
القائمة
أثمان موكب الفرح
عبدالله الكل،خواطر أوت 30, 2019 1 Minute
يغادر عام آخر، وأقترب أكثر من المقبرة. أتأمل المغادر، وأقف متعجبًا -ومتحيرًا أحيانًا- أكثر من ذي قبل أمام مجريات القدر. الحد الأدنى من فهم ذاتك وفهم الآخرين وطرفًا من الحدس بمآلات المجريات اليومية تقلل من أثر القلق والتوتر في نفسك. لا تعوّل على إنسان بأكثر مما تحتمله آدميته. لا تجعل تقويمك لذاتك، ولا سعادتك، أو حيويتك؛ رهنًا لأحد، أيًا كان. شيّد في أدغال روحك موئلًا أنيسًا يحميك من تكاليف الحياة مع الآخرين. لن يكون ذلك الموطن ملاذًا إلا إذا كان موصولًا بماء السماء. هذه الصلة هي ما يبقى إذا ذهب كل شيء. لا فرق سواء أكنت في وسط مدينة مزدحمة، أو في جزيرة منعزلة، سيبقى ذلك الملاذ مصدرًا للأمان، لا يفنى ولا يزول. كنت أقول مثل هذه “النصائح” لغيري، وأرددها لنفسي أيضًا، لكي لا أنسى. لعل هذا النقص وهذه الثغرات المتفاقمة في الحالة الإنسانية من أقوى حوافز العودة المستمرة للإله الكامل. لن تجد الغفران الكامل “غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ”، ولا الود اللائق “إنّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”، ولا الشعور الهائل بالأمان والاطمئنان “تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّه” في مكان آخر. أن تقترب من المقبرة يعني أن تكون أكثر تحملًا لتكاليف الحياة، فقد تسأم ولمّا تغادر العشرينات أو الثلاثينات، ناهيك عن ثمانينات زهير. كما يعني تعليل النفس بقرب العتق والانفراج، والخروج إلى العالم الأوسع، فمثل هذا دواء حسن لتوقان النفس وتطلعها لما يضرها. إنه نوع من التأجيل المستمر والثابت والعقلاني لنوازع وطموحات وحاجات لن تُشبع بشكل مثالي قطّ. في حكاية دالة ومؤثرة، قد علقت في خاطري منذ زمن، عن بشر الحافي رحمه الله، أنه سار ومعه رجل في طريق فعطش صاحبه، فقال له: نشرب من هذه البئر؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى، فلما وصلا إليها قال له: البئر الأخرى. فما زال يعلّله، ثم التفت إليه وقال: هكذا تنقطع الدنيا!


طاوِلْ بها الليلَ مالَ النجمُ أم جَنحَا


وماطِلِ النومَ ضَنَّ الجَفْنُ أمْ سَمَحا


فإن تَشَكَّتْ فَعَلِّلْها المجَرَّةَ مِن


ضوءِ الصباحِ وعِدْها بالرواحِ ضحَى


ومن أدرك وطأة التكليف زمن اختلاط الفتن واختلاج العالم وتاقت نفسه للقاء ربه لم يعجب من قول أبي حامد الغزالي ت٥٠٥هـ “وملك الموت سبب إخراجنا إلى ذلك العالم [الأخروي] فحقه عظيم، وشكره لازم”. وسنظل نعلل ونقاوم، ريثما يغادر عام آخر، لنقترب أكثر، وأكثر. المؤكد أننا سنصل يومًا ما، فلنقاتل ليكون الوصول في موكب الفرح.


شارك التدوينة
تويترفيس بوكطباعةTelegramWhatsAppالبريد الإلكتروني


مرتبط
“الإنسان محادثة”
"الذات لا توجد إلا داخل ما أسميه (شبكات محادثة)" تشارلز تايلور "عندما تدخل في علاقة جديدة وعميقة فإنك تعيد إنتاج ذاتك من جديد".. لا أعرف إذا كنت قرأت هذه الفكرة أو سمعتها في مكان ما، ولكني قلتها لصديق مقبل على علاقة جديدة، فهي تكثف عدة معان متناثرة، فالعلاقة الجديدة…


أفريل 19, 2017
في "الكل"


وعي الارتباك
يمثل الارتباك الذي يجتاح الشاب والفتاة إبان أوائل العمر/الشباب حالة شائعة أو كثيرة. ارتباك في تكوين الهوية الذاتية، في الموقف من العالم. ارتباك في التفاوض مع الرغبات عموماً، والرغبة الجنسية خصوصاً. ارتباك في الموقف من الجنس الآخر. ارتباك على الصعيد الوجودي وما يصحبه من شكوك أو قلق أو حيرة حول…


نوفمبر 8, 2016
في "الكل"


الأصابع المبصرة
جويلية 7, 2022
في "مراجعات الكتب"


التنقل بين المواضيع
Previous Post حين لا تفي الحقيقة بما يلزم!Next Postقصور الاستشراق- وائل حلاق
12 رأي حول “أثمان موكب الفرح”
شجرة
أوت 30, 2019 عند 2:51 م
يا الله! تكتب بطريقة تخترق الروح. الله يحسن لنا الختام ويرزقنا لقاءه.


Liked by 2 people


رد
تحديقات
أوت 30, 2019 عند 4:12 م
آمين يارب.


إعجاب


رد
shorog135
أوت 31, 2019 عند 3:29 ص
كم تمنيت لو أنني نشأت على استيعاب تقطع الدنيا هذا، لو لم أنشأ على طول الأمل و رفاه الحياة الدنيا. لا أدري لو كان الوعي بهذا خير من انعدامه لكني أدري تماما أن الوعي المتأخر مكلف جدا.
كثيرا ما أتأمل في أبيات أبي العلاء:
خلق الناس للبقاء فضلت
أمة يحسبونهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعمال
إلى دار شقوة أو رشاد
ضجعة الموت رقدة يستريح
الجسم فيها والعيش مثل السهاد
كم لخص في قوله الكثير عن الدنيا و الموت فالعيش كل العيش سهاد في انتظار ضجعة الراحة التي تنقلنا للخلود في شقاء أو نعيم..
فكأنما يقول أبو العلاء كما تقول:
فلنقاتل للرشاد فما نعيش إلا تسهدا و أي لذة ينتظرها مسهد سوى الاضطجاع؟
سلمت أناملك و أنار الله يقينك بعذب ماء وحيه و إشراق نوره .


Lik


ردm Dev.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The time rate o...

The time rate of change in an object's temperature is proportional to the difference between the tem...

L'impression 3D...

L'impression 3D, également connue sous le nom de fabrication additive (AM), a été introduite pour la...

تفسير النص وبا...

تفسير النص وبانتهاء المؤرخ من نقد الأصول، على الوجه الذي تقدم شرحه في الباب الثالث من هذا الكتاب ين...

A professional ...

A professional nurse who holds a nursing certificate from the School of Nursing in Lattakia in 2017 ...

1. البلاغة الرق...

1. البلاغة الرقميّة: يشير التوجه الحديث في مجال البلاغة نحو التصوير إلى التركيز المتزايد على دراس...

العنف ظاهرة اجت...

العنف ظاهرة اجتماعية معقدة ومؤلمة، تتجاوز آثارها الأفراد لتشمل المجتمعات بأسرها. في رأيي، يعتبر العن...

أولاً : ترتيب أ...

أولاً : ترتيب أشراط الساعة الكبرى : لم أجد نصاً صريحاً يُبَيِّنُ ترتيب أشراط الساعة الكبرى حسب وقوع...

Phobias are a t...

Phobias are a type of anxiety disorder characterized by a persistent and excessive fear of a specifi...

أيها الأمير . ....

أيها الأمير . . . لقد أتيت إلى القاهرة خصيضا لكي أتعلم منك" )إلثائ!ر الشيوعي تشي جيفارا 65 و 1 ( "إن...

عالي رئيس ديوان...

عالي رئيس ديوان المظالم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، لقد مسنا وأهلنا الضر وجئنا...

لقد انتشر اللجو...

لقد انتشر اللجوء الإنتباه في البحث العلمي في اواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي عندما ...

Inserting a die...

Inserting a dielectric slap between the two electrodes would cause the random oriented dipoles (pola...