Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. بدأت سورة الكهف بمفتتحها بحمد الله عز وجل الذي أنزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم، عادلاً في كل ما جاء به من الشريعة والأحكام، قال ابن كثير في تفسيره: بَلْ يَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، بَيِّنًا وَاضِحًا جَلِيًّا نَذِيرًا لِلْكَافِرِينَ وَبَشِيرًا لِلْمُؤْمِنِينَ؛ فَقَالَ: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾ أَيْ: وَإِنَّا لَمُصَيِّرُوهَا بَعْدَ الزِّينَةِ إِلَى الْخَرَابِ وَالدَّمَارِ، والاختبار والابتلاء من سنن الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا وقد جعله الله عز وجل لكل المكلفين من الإنس والجنّ، بما وهبه الله عز وجل لهم من العقل الذي هو مناط التكليف، فلا اختبار ولا ابتلاء لمن نقصت أهليته أو فقدت بسبب طرأ عليها كالجنون والصغر والنوم، إذ شرط التكليف وجود العقل فإذا أخذ الله ما وهب أسقط ما أوجب. وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية اللّه، وتدرّج في خصائص سوره وآياته من بداية نزول الوحي حتى انقطاعه بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. لقد علم الله عز وجل أنّ الناس عاشوا فترات طويلة في الجاهلية وعبادة الأصنام وأراد أن يتدرج في تربيتهم التربية الإيمانية فكانت الآيات المكية تركز الحديث عن التوحيد والإيمان بالله تعالى، وتثبت قلوبهم على الشهادتين؛ شهادة ِ أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله وتأتي الآيات والسور المكية على قصص السابقين من الصالحين ومصيرهم والكافرين ومصيرهم ليتربى المؤمنون على معرفة مصير من اطاع الله عز وجل ومن عصاه وبالتالي تدرك عقولهم أهمية الثبات على الحق والإيمان. وتركز على القيم الأخلاقية وبناء الإيمان والخلق الحسن في نفوس المؤمنين ليتحملوا الابتلاءات التي ابتلوا بها في بداية الإسلام والعذاب الذي كانت قريش تنزله بهم. ولمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت الآيات المدنية تنزل طويلة تخاطب إيمانهم بيا أيها الذين آمنوا وتنزل بالتشريعات والأحكام والعبادات من الصلاة والصيام والزكاة والحج، وتوضح لهم طرق التعامل والتجارة وبناء الأسرة وبناء الدولة والدفاع عن الإنجازات. وتوضح لهم كيفية التعامل مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى والأمم الأخرى وكذلك كيفية مواجهة خطر المنافقين. كل ذلك لبناء العقل المسلم المنفتح والواعي المتعلم ليكون أهلاً لتجاوز الاختبار والابتلاء في هذه الحياة الدنيا وليكون حالهم هو حال مَنْ أحسن عملاً.


Original text

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
بدأت سورة الكهف بمفتتحها بحمد الله عز وجل الذي أنزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم، كتاباً مستقيماً في أوامره، عادلاً في كل ما جاء به من الشريعة والأحكام، قال ابن كثير في تفسيره:
" حَيْثُ جَعَلَهُ كِتَابًا مُسْتَقِيمًا لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ وَلَا زَيْغَ، بَلْ يَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، بَيِّنًا وَاضِحًا جَلِيًّا نَذِيرًا لِلْكَافِرِينَ وَبَشِيرًا لِلْمُؤْمِنِينَ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا﴾ أَيْ: لَمْ يَجْعَلْ فِيهِ اعْوِجَاجًا وَلَا زَيْغًا وَلَا مَيْلًا بَلْ جَعَلَهُ مُعْتَدِلًا مُسْتَقِيمًا؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿قَيِّمًا﴾ أَيْ: مُسْتَقِيمًا.
ولقد " أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ جَعَلَ الدُّنْيَا دَارًا فَانِيَةً مُزيَّنة بِزِينَةٍ زَائِلَةٍ. وَإِنَّمَا جَعَلَهَا دَارَ اخْتِبَارٍ لَا دَارَ قَرَارٍ، فَقَالَ: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾ .
وفي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَنَاظِرٌ مَاذَا تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا.
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى بِزَوَالِهَا وَفَنَائِهَا، وَفَرَاغِهَا وَانْقِضَائِهَا، وَذَهَابِهَا وَخَرَابِهَا، فَقَالَ: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾ أَيْ: وَإِنَّا لَمُصَيِّرُوهَا بَعْدَ الزِّينَةِ إِلَى الْخَرَابِ وَالدَّمَارِ، فَنَجْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ عَلَيْهَا هَالِكًا ﴿صَعِيدًا جُرُزًا﴾ : لَا يُنْبِت وَلَا يُنْتَفَعُ بِهِ".
والاختبار والابتلاء من سنن الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا وقد جعله الله عز وجل لكل المكلفين من الإنس والجنّ، بما وهبه الله عز وجل لهم من العقل الذي هو مناط التكليف، فلا اختبار ولا ابتلاء لمن نقصت أهليته أو فقدت بسبب طرأ عليها كالجنون والصغر والنوم، ولا لمن اضطر لفعل شيء أو أكره عليه؛ إذ شرط التكليف وجود العقل فإذا أخذ الله ما وهب أسقط ما أوجب.
وقد رفع الإسلام من شأن العقل الذي هو أداة الاختبار في هذه الدنيا وقال الله تعالى: "إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ" [فاطر: 25]. فكل من كان باللّه أعلم، كان أكثر له خشية، وأوجبت له خشية اللّه، الانكفاف عن المعاصي، والاستعداد للقاء من يخشاه، وهذا دليل على فضيلة العلم، فإنه داع إلى خشية اللّه، وأهل خشيته هم أهل كرامته، كما قال تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾.
ومن أجل الارتقاء بشأن أصحاب العقول نزل القرآن مفرقاً على ثلاث وعشرين سنة، وتدرّج في خصائص سوره وآياته من بداية نزول الوحي حتى انقطاعه بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
لقد علم الله عز وجل أنّ الناس عاشوا فترات طويلة في الجاهلية وعبادة الأصنام وأراد أن يتدرج في تربيتهم التربية الإيمانية فكانت الآيات المكية تركز الحديث عن التوحيد والإيمان بالله تعالى، وتثبت قلوبهم على الشهادتين؛ شهادة ِ أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله وتأتي الآيات والسور المكية على قصص السابقين من الصالحين ومصيرهم والكافرين ومصيرهم ليتربى المؤمنون على معرفة مصير من اطاع الله عز وجل ومن عصاه وبالتالي تدرك عقولهم أهمية الثبات على الحق والإيمان.
وكثيراً ما كانت الآيات المكية تذكر أخبار يوم القيامة والبعث والنشور، وتركز على القيم الأخلاقية وبناء الإيمان والخلق الحسن في نفوس المؤمنين ليتحملوا الابتلاءات التي ابتلوا بها في بداية الإسلام والعذاب الذي كانت قريش تنزله بهم.
ولمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت الآيات المدنية تنزل طويلة تخاطب إيمانهم بيا أيها الذين آمنوا وتنزل بالتشريعات والأحكام والعبادات من الصلاة والصيام والزكاة والحج، وتوضح لهم طرق التعامل والتجارة وبناء الأسرة وبناء الدولة والدفاع عن الإنجازات.
وتوضح لهم كيفية التعامل مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى والأمم الأخرى وكذلك كيفية مواجهة خطر المنافقين.
كل ذلك لبناء العقل المسلم المنفتح والواعي المتعلم ليكون أهلاً لتجاوز الاختبار والابتلاء في هذه الحياة الدنيا وليكون حالهم هو حال مَنْ أحسن عملاً.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

أعتقد أنه ليس م...

أعتقد أنه ليس من العدل أن نقول "أنا فقط أفعل ما يقال لي" لأن كل شخص لديه عقل يفكر ويعرف ما إذا كان ه...

تلخيص على شكل ش...

تلخيص على شكل شرائح فيpower point الفصل الأوّل: مفهوم التّرجمة القانونيّة وأسسها يركّز هذا الفصل ع...

دور الترجمة في ...

دور الترجمة في ترجمة المصطلحات القانونية من خلال نماذج 1/ مفهوم الترجمة و أسسها 2 / خصائص المصطلحات...

يهدف هذا النظام...

يهدف هذا النظام إلى تحقيق تواصل فعال بين جميع أطراف العملية التعليمية، تساهم قنوات الاتصال الاجتماعي...

00:00:15 ابنائي...

00:00:15 ابنائي بناتي اعزائي طلاب الصف الثالث الاعدادي مدارس القليوبيه الرسميه لغات مدارس القليوبيه ...

يُعد التحول نحو...

يُعد التحول نحو استغلال النفط والغاز من المكامن غير التقليدية مساهمةً حيويةً في سياسات الطاقة الأمري...

تُمثل ملكية قنا...

تُمثل ملكية قناة أبوظبي الفضائية أحد العناصر الأساسية التي تحدد هويتها واستراتيجياتها التشغيلية. تعو...

المحاضرة )01( ا...

المحاضرة )01( القائم باالتصال) المذيع، المفهوم، األصناف( في مجال اإلعالم يمكن التمييز بين عدة مفاهيم...

فعاليات الترجمة...

فعاليات الترجمة في فترة ما قبل العباسيين كانت الترجمة تمارس في الشرق الأدنى منذ الألف الثالث قبل ال...

من بين الدراسات...

من بين الدراسات اللغوية التي أجريت ؛ كان يهدف إلى إعادة كتابة التاريخ التركي وخلق وعي تاريخي وطني من...

الديناميكا الكه...

الديناميكا الكهربائية لاشكال الشفق القطبي الديناميكا الكهربائية للشفق القطبي تتعلق بتفاعلات معقدة بي...

Aufbau von Wört...

Aufbau von Wörtern und Wortformen (Morphologie) Morphologie ist die Formenlehre der Sprache. Sie is...