Lakhasly

.

المحور: الخصوصيه والكونيه

الدرس الاول: تمهيد

ما الذي يدعونا الى التفكير في الخصوصيه والكونيه؟

انما يتميز به الواقع الانساني من تعدد وتنوع واختلاف وما يميز الانسان من نزوع نحو الكوني هو مايشرع لنا النظر في مساله الخصوصيه والكونيه التي تندرج ضمن الانساني بين

الكثرة والوحده واذا كانت الانيه والغيريه تطرح مساله علاقه الفرد بالفرد فان هذا المحور يطرح علاقه مجموعه بمجموعه اذ ننقل سؤال من انا الى سؤال من نحن فنتجاوز المجال الانطلوجي نحو المجال الانثروبولوجي.

بالاضافه الى ظهور اقليات تدافع على حقها في الاختلاف والاعتراف بها بما هي وجود مستقل له هويته المميزه ما يفيد اننا نعيش اليوم إختلاف ثقافات لخصوصيه ثقافات اخرى باسم الكون.

كيف يمكن للخصوصيه ان تنفتح على الكونيه دون ان تفقد خصوصياتها؟

يقتضي التفكير باشكاليه العلاقه بين الخصوصيه والكونيه ان نتسائل عن دلاله الخصوصيه فماذا نعني بالخصوصيه وما المقصود بالكونيه.

الخصوصية: التفرد وهي جمله الصفات العينيه والمجرده التي تخص اما الفرد او المجموعه التي تصنع ما هو انساني.

الكونيه: هو ما هو مشترك انساني وهي مطلب الجميع باعتبار انها مجموع القيم والمبادئ العليا التي تصنع ما هو انساني.

الدرس الثاني:

١. الهويه بين الخصوصي والكوني

أ/ الهويه الثقافيه الخصوصيه:

الهاوية: ما به يكون الشخص هو حقيقه الشيء المشتملةعلى صفاته الجوهريه ويمكن ان نميز بين هويه فرديه وهويه ثقافيه .

-هويه فردية

تحيل على ما تختص به الذات من تمرد ووحدة.

:هويه ثقافيه

تتضمن كل ما هو مشترك بين افراد المجتمع العادات والتقاليد القيم الاخلاق التي يشترك فيها الفرد مع بقية أفراد المجتمع.

ما هي محددات الهوية؟

ترتبط الهويه بالموقع والاطار يقول "طايلور"( ان اعرف من اكون يعني ان اعرف الموقع الذي احتله). والاطار هو جمله الظروف التي لا يمكن اختراقها . الاطار هو المحيط الثقافي وربط الهويه بالاطار تمكن الفرد من اقامه علاقه مع ذاته ومع الاخرين. هكذا تكون الهويه انتماء لكنها ليست مجرد انتماء بل هي ايضا التزام. يقول "طايلور"(وهذا ما نسميه ازمه هويه اي شكل حاد من الضياع غالبا ما يصفه الناس بأنهم ما يعرفون قط من يكونون).

الدرس الثالث: التواصل والوساطه

السند: " اسمي تواصليه التفاعلات الذي يكون فيها القوله المشاركون متفقين على تنسيق مخططات عملهم فالتفاهم الحاصل هكذا يكون اذا محددا على قدر الاعتراف البينذاتي "بمتطلبات الصلاحيه. صاحب القوله " هابرماس

أ/ دلاله التواصل:

علاقه تفاعل بين طرفين( الباث ،المتقبل) وهما يتبادلان المواقع وفي ذلك بتحقيق لذاتيهما. وتمثل اللغه اداه التواصل الاولى ليست الوحيده فالنظم الرمزيه الاخرى مثل( الصور ،المقدس ،اللغه....) تمثل بدورها وسائل تواصل.

ب/ الصوره والتواصل:

" ان الصوره في الاصل وسيله بين الأحياء والاموات البشر والالهه بين جماعه والكون بين مجتمع ذوات مرئيه ومجتمع قوى لا مرئيه تتحكم فيه... ان الصوره وسيله بشر لا وسائل لهم". صاحب القولة " ديبراي"

يتميز عصرنا الراهن بالحضور المكثف للصوره الى حد سمي بعصر الصوره فما دلاله الصوره وما هي وظيفتها.

وهل تؤمن التواصل بين الخصوصيات؟

وهل ان الاعتراف بمخاطرها يقودنا الى التخلي عنها؟

للصوره فاعليه سحريه وسيط تواصل يحقق الارتقاء الى الكوني. يقول " ديبري"* ان للصورة هي وسيله من لا وسيلة لهم*.

هي وسيله حقيقيه للبقاء الخصوصيه والكونيه. الصوره تركت فيها الشعوب روعاتها بذاتها. مثال الحضاره الفرعونيه هي اليوم عرضه للفرجه فتكون الصوره وسيله تواصل بيننا وبين القدامى بيننا وبين الاموات. الصوره هي وسيله علاجيه، هي وسيله للبقاء لها وظيفة احتفاليه. اصبحت الصوره اليوم تقتحم عوالمنا الخاصه استحمل قيم الاخر وثقافته فمن يملك سلاح الصوره يقدر على نشر خصوصيته واحتلال بقيه الخصوصيات فانتشرت ثقافه الصوره المحمله بثقافه الانسان الغربي، فتسببت في تحول المجتمعات البشريه الى نسخ متشابهه الخصوصيات تكرس نموذج واحد وهويه واحده.

*التبعات: " اصل الفرجة هو خساره لوحده العالم" صاحب القوله غي ديبور

لقد بين غي ديبورأن مخاطر الصوره تتمثل في كونها تؤدي الى الاغتراب اذ اصبح الانسان معاصر سجل الصوره.

عندما اصبحت مصدر ومرجع لليقين كما اصبح الانسان اليوم واقع تحت استبداد معمن. لقد اغرقته الصوره في عباده صور المشاهير وابعدته عن مشاغله الحقيقية ،لقد تجولت الصوره اليوم من وسيلة تواصل الى وسيله تنويم تؤثر في ذهن الانسان المعاصر، يقول "غي ديبور" في العالم المقلوب بالفعل يكون الحقيقي لحظه من لحظات الزائف.

ج/ المقدس والتواصل:

السند:

يؤمن الانسان دائما بان حقيقه مطلقه موجوده دائما واعني بها المقدس الذي يختلق هذا العالم ويتجلى فيه.

صاحبة القوله "مرسيا إلياد"

المفاهيم:

المقدس: هو ما يبعث على الاجلال والتمديد ولا يجوز تلويثه او تدنيسه المقدس هو اللمساس اي الذي لا يمكن انطاله بسوء فالمقدس يحضى بالاحترام انتهاكه لما يثيره من رهبه فهو مصدر للحمايه ان الحاجه الى الدين هي حاجه انسانيه وكونيه فالدين هو مشترك انساني يعبر عن الكون فيصبح فاعل في الحياه الانسانيه فمن شان الدين ان يحدث اللقاء بين الناس حيث يكرس للتسامح.

"هذا الموقف يؤكده "غاندي حيث يعتبر ان الاديان تختلف في الصوره والشكل لكنها في الجوهر واحد.

" الدين شجره واحده بفروع متعدده"

يقول"برغسو" توجد ووجدت مجتمعات دون علم وفن وفلسفه لكن لم توجد مجتمعات دون دين.

للدين او للمقدس وظيفه اجتماعيه تتمثل في خلق الوحده

والتماسك الاجتماعي، فالمقدس اذا ليس قوه متعاليه فالدين هو انتاج اجتماعي

وظيفه تواصليه:

حقق المقدس التواصل الاجتماعي فهو رمز واتحاد الافراد حول الرمز ما هو اتحاد منهم حول مجتمعهم.

حدود المقدس:كل هوية تقترن بالمقدس تنتهي الى التعصب وتتسبب في الاقصاء والعداء وهو وضع يتعطل فيه التواصل وهذا خطر حقيقي للذي مقدس يؤدي الى انغلاق الهويه وتحجرها ويوقع الناس في التعصب والعنف.

الدرس الخامس: في الهويه او عن التعارض بين الخصوصيه والكونيه.

١/ الهويه العولمية

ان عالمية الراسماليه قد رتبت بدورها ثقافه سائده عالميا ذات طبع راس مالي ساطلق عليها اسم ثقافه العولمه. بحيث ان الخصوصيات المحليه اعيد تكوينها لا معنى لها الا من خلال فهم علاقتها بهذه الثقافه، العولمه الحاكمه... الواقع السائد على لسان" سمير امين".

الواقع ان الكون يهلك في العولمه" جان بودريار" السلطه الجهنمية.

ان العولمه تاسس الديانه توحيديه كونيه جديده هي ديانه السوق."غارودي"

انا الاعتراف بالتنوع الثقافي هو امر جديد حيث اختزل الانساني في إنموذج ثقافي عربي صرف وكل من لا يندرج ضمن هذا الإنموذج يقع خارج الانسان اي انه متخلف ومتوحش.

هل ان الاعتراف بتنوع الثقافات يحول دوننا ودون القول بوحده الجنس البشر.

الثقافه المعلمه: الاثنين=>الثقافه المركز.

تقوم النظره الاحاديه للخصوصيه على تصور يقول: المركزيه للثقافيه" الاثنينة المركزية" وهو تصور يقول بالتفاصيل بين الحضارات وبتفوق ثقافه ما واعتبارها مركزا ونموذجا ومعيار للحكم. إن النظرة الأحاديه للخصوصيه تقوم على التعصب الذي يؤدي الى رفض مختلف واحتقار هويته فالتعصب هو انغلاق على مقومات الخصوصيه واعتبارها مصدرا لليقين ويقوم التعصب على التسلط وانعدام التسامح ورفض الاختلاف، يبقى التعصب اذا منبع لكل اشكال العنف والنزاعات العنصريه ورفض الحوار والانغلاق والتموقع ورفض الاختلاف والتشريع للهيمنه على الاخرين. إن الحياة وهبت للعولمه على حساب موت الكون ونقيضه الخصوصي فهناك من تموت خصوصيته عندما تتحول وتتعولم فالعولمه اذا هي اختراق للكون فالعولمه هي النموذج الاقتصادي الجديد والذي يرى ان اقتصاد السوق الحر هو المهيمن على العالم وانا الراسماليه هي ديانه البشرية.

يقول"غاردي" ان العولمه تؤسس لديانه توحيديه كونيه جديده هي ديانه السوق.