Online English Summarizer tool, free and accurate!
العوامل الخارجية لإلجرام ويطلق على هذه العوامل أيضا العوامل " البيئية ". وهيأهميةال تقل عن تلكالثابتةلدراسةالعوامل الداخلية، فإذاكانتالعوامل الداخليةتفسر إجرام بعضاألفر اد، فكذلك العوامل الخارجيةقد تفسر إجرام طائفةأخرى، إجرامهم. اوال:ً العوامل الطبيعية تؤثر الظروف الطبيعيةبصفة عامةفي السلوك اإلنساني، لكن الذين يعنينا في هذا املجال هو تأثير املناخ على ظاهرة اإلجرام. تأكيد الصلة بين المناخ وظاهرة اإلجرام: عني جيل الرواد من علماء اإلجرام بدراسة أثر االختالف في درجة الحرارة على نوع اإلجرام، الختالفالدول، تأن ظاهرةاإلجرام تختلفتبعا :1 اختالف اإلجرام بين الدول: إن هذا االختالفاملؤكد ال يصحالتعويل عليهللقول بارتباطهذا االختالفبالظروفاملناخيةالسائدة فيكل دولة. ظروفاملناخ وحده، بل تمتد إلىالظروفالسياسيةواالقتصاديةواالجتماعيةوالثقافية. من أجل ذلك انصبت عناية الباحثين على تتبع اإلحصاءات الجنائية في الدولة الواحدة، العامةوتختلففيمناخها، وأكملتهذهالدراساتبإجراءمقارناتإحصائيةبين إجرام املنطقةالواحدةفيفصول مختلفة. ً الختالف المناخ في الدولة الواحدة: :2 اختالف اإلج ارم تبعا ال سيما فيفرنسا، الدافئة، وعلىأساسهذهاملقارنات صاغ العالم الفرنس ي جيري ما أسماه "بالقانون الحراري لإلجرام". وتبنىالعالم اإليطالي جاروفالو Garofaloالقانون الحراري لإلجرام، بعد أن تأكد علىضوءمالحظةاإلحصاءاتالجنائيةاإليطاليةمن وجوداالختالفذاتهبين شمال طرديا ألمريكيةكذلكصحةالقانون الحراري لإلجرام بوجه عام، ً الختالف المناخ في المنطقة الواحدة: :3 اختالف اإلج ارم تبعا أجريتدراساتإحصائيةفيفرنسا للمقارنةبين إجرام املنطقةالواحدةفيفصولمختلفة، وقد أثبتتاملقارنات كما توجد عالقة طرديةكذلكبين جرائم األموال من جهةوبين انخفاضدرجةالحرارةوقلةالضوءنتيجة طول الليل من جهةأخرى. :ً العوامل االقتصادية ثانيا تنقسم العوامل االقتصادية إلى نوعين: عامة وخاصة. أما الخاصة فخصوصيتها آتية من تعلقها بكل فرد من أفراد املجتمع على حدة. وينعقد اإلجماع بين علماء اإلجرام على التسليم بوجود صلة بين العوامل االقتصادية عامة أو خاصة وبين اإلجرام. -1التطوراالقتصادي: -1 التطوراالقتصادي والظاهرةاإلجرامية: يقصد بالتطوراالقتصادي التغيرالذي يحدثفيالنظام االقتصادي للدولة، بأن التغيرفيهيتم ببطء حتى لقد كان لتحول االقتصادفيكثيرمن الدول والسيما فيالقرن التاسع عشر أثارواسعةاملدى سواءفيامليدان االقتصادي أو في امليدان االجتماعي، وتعني هذه اآلثار الوقوف على مدى عالقتها في السلوك اإلجرامي، حيث تترتب عليها تغير كبير في الظاهرة اإلجرامية من عدة وجوه. أ- زيادةنسبةارتكاببعضالجرائم وانخفاض نسبةالبعضاألخر. ب- امتداد نطاق التجريم ليشمل أفعاال لم تكن مجرمة من قبل. أما أهم نتائج هذا التأثير االقتصادي ومدى تأثير كل من هذه النتائج في الظاهرة اإلجرامية مايلي-: من الطبيعي أن يعجز بعض أبناء الريف عن التكيف واالنسجام مع مجتمع املدينة نظرا ملا بين املجتمعين من تباين في القيم واالختالففيالظروففيدفعهذلك إلى انتهاج السلوك اإلجرامي. ثانيا :ظهورأهميةالتبادل االقتصادي: ظهرتاألهميةالكبرى للتبادل االقتصادي سواءفيمجالهالداخليبين مدن دولةواحده، فالتبادل: هو الوسيلة الوحيدة لتصريف اإلنتاج والحصول علىالسلعالالزمةوقد ترتبعلىذلكنشأتاملشروعاتالتجاريةالكبيرة، التي تميزتبعدة خصائصك ان فمن ناحيةكانتاملشروعاتالتجاريةيديروهامندوبوهاوتعتمد هذهاملشروعاتإلىإيداع الثقةفيبعضممثليها الذين يقومون بعمليةالتبادل النقدي بينها وبين عمالئها، وكان من أثر ذلكإخالل بعضهؤالءللثقةاملوضوعةفيهم وارتكابهم جرائم خيانةاألمانة. الفرصالرتكابجرائم التزوير فياملحرراتواستعمال املحرراتاملزورة. ثالثا :ارتفاع مستوى املعيشة: لقد كان الرتفاع مستوى املعيشة عدةأثارمتعلقةبالظاهرةاإلجراميةومن ناحيةأخرى شعوراإلفرادبإشباع اغلباحتياجاتهم بأموالهم النفيسة نحو الهدوء مما ك ان له أكبراألثر في الهبوط بنسبةالجرائم الخاصة جرائم االعتداء على األشخاص ومن طرفأخر أن ارتفاع مستوى املعيشةيسر كثيرمن الناس إلى ارتياد أماكن اللهو حيثالفرصةمتاحة إلشباع الغرائز بطرق غيرمشروعةويسر لهم شراءالخموروتعاطيهاوال يخفى ما للسكر من تأثير علىاإلرادة حيث يضعف السيطرة عليها وبالتالي المبحث الثاني: العوامل االقتصادية الخاصة: أوال:ً الفقر والجريمة: املال الالزم لشرائه. أ/ معنى الفقر في علم الجريمة: لهمن عجزتموارده عن إشباع حاجتهإلىش يءترنو إليها ن ولذلكيعد فقيرا فسه. وهو كذلكحقا لهذا التصوير فقيرا يومهيعد طبقا لتشمل كل الناس تقريبا. ويشير إلى هذا املعنى الشخص ي للفقر قول الرسولصلى هللا عليهوسلم لو كان البن أدم واديان من ذهبالبتغىثالثا. له بأنه عجز موارد الفرد ع أما املفهوم املوضوعي للفقر فإنه نسبي كذلك، ويمكن تعريف الفقر وفقا ن إشباع الحد األدنى من "إذا لم يكف دخلهللوفاءبمطالبالحيا الحاجاتالضروريةالتي تحفظ لهكرامةاإلنسان. وفيضوءذلكيمكن القول بأن الفرديعد فقيرا ة األساسية لكل إنسان". ب/ تفسير الصلة بين الفقر والجريمة: تسهم بطريق غيرمباشر فيدفعبعضاألفرادإلى سلوكطري الفقر عامل مباشر فيإجرام كثيرمن األفراد، ليسمن العسيرإدراكالصلةاملباشرةبين إجرام بعضاألشخاصوفقرهم، فالفرد حين يكونضحيةلظروفقاسيةتحول بينهوبين الوفاء بالحد األدنى من مطالب الحياةلهولذويه، ويطرق أبواباألمل فيجدهاموصدهبينما ينظر حولهفيرى غيرهيحيا حياةالترفوالتبذير، والفقر عامل غيرمباشر فيإجرام بعضاألفراد، بسببما يرتبط بهمن عدم قدرةرباألسرة على تعليم أبنائهالذين ينخرطون في سوق العمل في سن مبكرة، الفقير عن ضمان الرعاية الصحية له وألوالده عندما تطبق عليهم األمراض التي ال تخفى صلتها بالسلوك اإلجرامي. من تبعاتالفقر حتما، فقد يكون اإلنسان فقيرامتعففا يحسبه الجاهل بحاله غنيا من التعفف. :ً البطالة والجريمة: ثانيا فالبطالة تعني حرمان العامل الذي ال يجد عمال أو ذلك الذي توقف عن العمل من موردرزقه، مما قد يضطره إلى سلوك سبيل الجريمة. م املتعطلين تتمثل أساسا وللبطالة آثار غير مباشرة على ظاهرة اإلجر ام، وقد يقدم تحت تأثير تلك الحالة على بعض أفعال االعتداء على غيره من األفراد. :ً العوامل االجتماعية ثالثا العوامل االجتماعية هيمجموعةالظروفالتيتحيطبالشخصمنذ مولدهوتؤثر فيتكوينشخصيتهوتوجيهسلوكه. وتحددتلكالظروفالبيئةاالجتماعيةللشخص، وتوصفتلكالبيئةبأنها إجراميةإذا ارتبطتالعوامل املكونةلها باإلجرام. المبحث األول: العوامل االجتماعية العامة: المطلب األول: الحروب والثورات: أوال:ً تأثير الحروب على ظاهرة اإلج ارم: وتواترت الدراسات في مجموعها على إثبات عالقة وثيقةبين الحروب والظاهرة اإلجرامية. فيفتراتالحروبيصل اإلجرام إلى حالةمن التشبعفيرتفعمعدلهبدرجةملحوظة، وإن كان االرتفاع يتفاوتحسباملرحلةالتيوصلتإليها الحرب. العدائية ال يحدثارتفاع فوري فيمعدل اإلجرام. بل علىالعكستشيراإلحصاءاتالجنائيةإلىانخفاضملحوظفينسبةالجرائم حيثيصل املعدل إلىأقل مستوى لذلك أن اإلحصاءات الجنائية ال بلغه قبل بدء الحرب ويشمل كافة الجرائم. ولكن بعض العلماء ينازع في حقيقة هذا االنخفاض ويرى تبعا تسجل في بداية الحرب الحجم الحقيقي لإلجرام، وذلك لعدة أسباب أهمها: االضطراب الذي تحدثه الحرب في أجهزة البوليس القضائي والعدالة، وهو اضطراب يرجع إلى حالة التعبئة العامة فيقل اهتمامها بمالحقة عددا كبيرا من املجرمين. تفسرها أسباب متعددةمنها: الحماس الوطني الذي يلف كل طوائف بوجوب احترام النظام القانوني كمظهر من مظاهر الوطنية ووسيلة وفي أثناء الحرب وبعد مدة قصيرة من بدء األعمال العدائيةيبدأ معدل اإلجرام في االرتفاع التدريجي ليصل إلى ذروته سواء قبل نهايةالحرب أو معنهايتها أو في الفترة ويمكن تفسير هذا االرتفاع بهبوط الحماس الذي شغل املجرمين عن التفكير في اإلجرام، وباملشاكل واألزمات التي تخلقها الحرب، فقد لوحظأن األجيال التيولدتأثناءالحربالعامليةالثانيةفيإنجلترا ارتفعمعدل إجرامهافيما بعد عن معدل إجرام غيرهامن األجيال. ويفسر ارتفاع معدل اإلجرام كما أن أهوال الحربو ما عانوه فيهم، قد يدفعبعضهم إلى طريق اإلجرام، السيما إذا عجز عن االنتظام من جديد فيتيارالحياة. خاللها يتركأثرا المطلب الثاني: التنظيم االجتماعي: أوال:ً إج ارم الريف والحضر: وقد حظي إجرام الريف وإجرام الحضر باهتمام الباحثين الذين أكدوا أن اإلجرام في املدن أعلى منه في الريف. أ/ اختالف إجرام الريف عن إجرام الحضر في حجمه: ففي الغربلوحظفينهايةالعصورالوسطى وحتىالقرن الثامن عشر ارتفاع معدل إجرام الحضر مقارنا فالتفسير التقليدي لهذه الظاهرة يركز على اختالف ظروف الحياة بين املدن من األسرة فياملدينة. واألسرة الريفيةتمارس رقابة علىاألطفال كما يراقباألفرادبع من فرص اإلجرام. ثانيا عزتالنظريةاالشتراكيةاإلجرام إلىالنظام الرأسماليالذييؤديإلىفقر الطبقةالعاملةويدفعأفرادها إلىارتكابالجرائممنأجلالخروجمنحالةالبؤساالقتصادي التي يعانون منها. ويقودمنطق هذهالنظريةإلىالقول بأن الطبقاتالعماليةأكثراختالفا باقيفئاتاملجتمع. لدى الطبقات الف لذلكينبغيالتساؤلعنحقيقةارتباطمعدلاإلجرام بالطبقاتاالجتماعية. السيما طبقة العمال، وغالى بعضهم في تقدير خطورة تلك الطبقات على النظام االجتماعي. ليس عجبا هرة اإلجرام، فتطبيق السياسةالجنائية يظهر أن لها وثيق الصلة بظاهرة اإلجرام، وأنها لهذا السبب تهم الباحثين في علم اإلجرام عند تناولهم للعوامل الخارجية لإلجرام. بالتحديد مكافحة اإلجرام، فإذا لم ينجح واضعوا تلك السياسة في صياغتها إلى تدابير وإجراءات عملية تحد بالفعل من الظاهرة اإلجرامية، فإن السياسة الجنائية تقصر عن أداءوظيفتهاويصحلذلكاعتبارهامن عوامل اإلجرام. أوال:ً عالقة سياسة التجريم بظاهرة اإلج ارم: تبدو هذهالعالقةواضحةإذاوضعنا فيالحسبانأنهكلما اتسعنطاقالتجريم، وقد كاناالتجاهواليزال في كثير من املجتمعات نحو استعمال سالح التجريم في مجاالت عديدة وعدم االكتفاء بصور الحماية القانونية األخرى. ويرتبط نطاق التجريم بالتنظيم السياس ي واالقتصادي واالجتماعي وبمدى تدخل الدولة في النشاط الفردي بصفة عامة. لكن التطبيق العلميأظهر خطر اإلسراففي سياسةالتجريم، فبدأتاملطالبةبالحد من تدخل قانون العقوباتفيمجاالتال شأن لهبها، وظهر أثر ذلكفيرفعالصفة وقد ساعد على انحصار مجاالت تدخل قانون العقوبات ضعف أو اختفاء باإلضافة إلى الرغبة في تخفيف العبء على املحاكم الجنائية. فارتفاع عدد األفعال املجرمة أدى إلى زيادة فرص ارتكاب الجرائم، ملحوظة. فقد األفرادإحساسهم بخطورةبعضاألفعال وعدم إدراكهم لوجهاملالمةاألخالقيةفيها. على ظاهرةاإلجرام، مما يقتض يمن املشرع التريثعند تجريم أفعال معينةأو عند رف عكسيا خالصةذلكأن سياسةالتجريم قد تحدثأثرا ع صفة التجريم عنها، وال يسرففيرفعصفةالجريمة عن أفعال ال يوجد مبرر إلباحتها. :ً عالقة سياسة الوقاية والعقاب بظاهرة اإلج ارم: م، عمال بالحكمة املشهور ة "الوقاية خير من العالج". أ/ عقوبة اإلعدام وظاهرة اإلجرام: هناك اتجاه ينادي بإلغاء هذه العقوبةبحجة عدم فاعليتها فيمكافحةاإلجرام، ا تبعا لباحثين لكن العقوبة لها دورها في الردع العام، إذ أن لها قوة إقناعيه ال تتوافر في غيرها من العقوبات، ومن ثم ال يمكن أن تؤدي عقوبة سواها هذه فياملجتمعاإلسالمي املطالبةبإلغاء عقوبةاإلعدام )القصاص( في جرائم القتل العمد، وليسمقبوال نصوص قرانيه قطعية الثبوت والداللة " كتب عليكم القصاص في القتلى . أثار التساؤل عن مدى فاعليتها في مكافحةاإلجرام، حيثأنها ال تؤديوظيفتها التيتفرضها السياسةالجنائية. ونادىالبعضبإلغاءالسجون وإيجادبدائل للعقوباتالسالبةللحرية تحقق هدف العقاب والواقعأن املطالبةبإلغاءالعقوباتالسالبةللحرية، ال سيما فيالدول التيألغتعقوبةاإلعدام يعد من قبيل العبث الجنائي، إذ من شأن ذلك تجريد السياسة الجنائية من أهم وسائلها في مكافحة اإلجرام. :ً عالقة السياسة اإلج ارئية بظاهرة اإلج ارم: ثالثا ال شك في أن أداء أجهزة العدالة الجنائية لوظائفها في مكافحة اإلجرام، وفي تحديد قو اعد تقتض ياإلجابة على هذا التساؤل أن نشيرإلى خصائصالنظام اإلجرائي الحاليلنبين بعد ذلكآثاره على ظاهرةاإلجرام. تميزالنظام اإلجرائي املصري فيالفترةالتي وضع بتوافقهمعالظروفالتيوضعفيها. فيهاقانون اإلجراءاتالجنائيةاملطبق حاليا . اإلمكانياتالبشريةواملاديةما يتناسبمعحجم اإلجرام املوجودوقتإصدارالقانون. تابع العوامل الخارجية)العوامل االجتماعية( املطلباألول: األسرة: وليسهذا األمر في حاجةإلىإيضاح. حاسما الشخص فيه حياته ويقض ي فيه طفولته، وأولصورالسلوكالتيتصادفهوتثيرفيهالنزعةإلىالتقليد هو ما يحدثفينطاق منزل األسرة. ومن هذه الناحية يمكن لألسرة أن علىالطفل عندما يكون أحد األبوين أوكالهم مباشرا إجراميا أومنحرفا نعترف بإمكان انتقال السلوك اإلجرامي عن طريق الوراثة. ويحدث ذلك بصفة أساسية عن طريق التدريب علىالعنفمن خاللصورالقسوة التي تغلف حياة أفراد األسرة، بهذا الشعور. علىاآلخر، أو سوءمعاملةاألبوين أوأحدهما للطفل، إذيؤدي ذلكإلى شعورالطفل بالقسوةوالغلظةفينشأمشبعا : ا غير مباشر. فمنزل األسرة هو املوطن األول الذي يتلقى الطفل في سن ولذلك ففي هذا وأول عناصر هذا الهيكل هو تكوين الضمير األخالقي للطفل، يحتوي علىاملبادئ الساميةوالقيم الدينيةوالخلقيةواالجتماعية. وهناكأموركثيرةتؤدي إلىفشل األسرةفيقيامها بدورها فيتأهيل الطفل للحياةاالجتماعيةالسليمة. منها التفككاملادي لألسرةبغياب األبأو األم ألي سبب من األسباب، ثالثا مسكن األسرةيمار علىتكوينشخصيةالفرد، ويحددمدى استجابتهللمؤثراتالخارجية. فضيق مسكن األسرةيؤثر علىصحةاألبناءويقلل من قدرتهم أداء واجباتهم املدرسية، فتنشأ ظاهرة األطفال بال مأوى، ويؤثر التكدسالسكاني فيضواحياملدن علىمعدل اإلجرام. وقد أشارتدراساتكثيرةفيفرنسا إلىأن األحداثالذي يقعون فيمهاوي اإلجرام يأتي أغلبهم من العمارات السكنية الجماعية )H M L)، املطلبالثاني:مجتمع املدرسة: مجتمعاملدرسة هو أول مجتمعأجنبي يخرج إليهالطفل بعد الفترة من عمره التي قضاهامعأسرته. إذيقض ي فيها فترة من عمره تنتهي إما بانتهاء سنوات املدرسة وإما بالفشل في الدراسة حيث يترك الطفل املدرسة إلى بيئة أخرى عرضية هي مجتمعالتدريب املنهي. وللفشلفيالدراسةأثارهالخطيرة علىنفسيةالطفل وعلى سلوكه، فيلجأ إلىالشوارع حيثتتلقفه عصبةأصدقاءالسوء، فيكتسب منها عوامل املطلب الثالث: مجتمع العمل: وأغلب تأثيره إيجابي إذ يشغل العمل أغلب وقت اإلنسان في العادة، وهو في ذاتهيشبعفي اإلنسان رغ كبيرا تأثيرا بة أساسية، العمل املركز االقتصادي للشخص، لذلك فالعمل هو الذي يحدد تأثير عوامل كثيرة على مثل الفقر والبطالة واملسكن غير املالئم. الخ. يضاف إلى ذلك أن عدم وجود العمل يعد أحد العوامل التي تقف حجر عثرة أمام الجهود التي تبذل للتأهيل االجتماعي ملن سبق الحكم عليه بعقوبة سالبة للحرية. لذلك فغياب العمل يعد أحد األسباب الرئيسية التي تدفع للعود إلى طريق اإلجرام. يقصد بالعواملالثقافيةمجموعةالعواملاالجتماعيةذاتالطابعاملعنوي، ودراسةالبيئةالثقافية أوسلبا إذأن كل عنصر منالعناصر املكونةلها يمكنأن يؤثر إيجابا رة اإلجرام في املجتمع. ونعنى بالعوامل الثقافية أساسا التعليم ووسائل اإلعالم والتقدم التقنيوالدين، ونعرض لكل عامل منها فيمبحثمستقل. جوهر التعليم هو تلقين مجموعة من املعلومات، وهو في أبسط صورة تعليم القراءة والكتابة، لكن هذا املعنى للتعليم ليس هو وحده املقصود في مجال عما تقدم التهذيبأوالتربية، الدراساتاإلجرامية. وتعويدهم على النظام والطاعةوخلق روح التعاون بينهم. الصلة بين التعليم وحجم اإلجرام: اختلفعلماءاإلجرام فيتحديد الصلةبينالتعليم واملستوىالعام لإلجرام. ففي القرنالتاسع عشرساداالعتقادبأناألميةمنالعوامل األساسية لإلجرام، وأن التعليم يؤدي إلىتقليل عددالجرائم املرتكبةفياملجتمع. وقد عبرفيكتور هيجواHugo Victor عن هذا الرأي بمقولته املشهورة "إن فتح مدرسةيعنيإغالقسجن"، ومؤدى ويستند أنصار هذا االتجاه إلى بعض اإلحصاءات التي ثبت من مقارنتها أن انتشار التعليم يقابلهانخفاض نسبةاملجرمين املتعلمين، وأن زيادة األميةتؤدي إلى ارتفاع نسبة املجرمين األميين. ويعني ذلك أن العالقة بين األمية واإلجرام طردية، وسائل اإلعالم يقصد بها مجموع الوسائل الفنية التي تسمح باالنتشار السريع لألخبار واآلراء واألفكار، بوصفها تسمح لألفرادب هاما واملعلوماتومحو األميةوتكوينوتوجيهالرأيالعام. يضافإلىذلكأن هذهالوسائل تمارسدورا مراقبة السلطات العامة وتوجيه أوال تأثير الصحافة في الظاهرة اإلجرامية: فياملجال الجنائي، سواء فيمرحلةإعدادالقوانين الجنائية، هاما تلعبالصحافةدورا رع الذي يسن تلك القوانين، أو عند ارتكابالجرائم عندما تنشر الصحفأخبارتلكالجرائم والوصفالتفصيليلهاوما أحاطبارتكابهامن ظروفومالبساتمثيرة. ما تبالغفينشر أخبارالجرائم واملحاكماتمما يثيرالرأيالعام، وقد يدفعهإلىالتأثير علىالقضاة. وامل ً تعمد إلى تخصيص أجزاء كبيرة منها لنشر أخبار الجر من ائم واملحاكمات. لذلك يرى كثيرون من علماء اإلجرام أن الصحافة خرجت عن هدفها األصلي لتصبح عامال عوامل اإلجرام. : تأثيروسائل اإلعالم املسموعةواملرئية: ثانيا ال يتفقالباحثون في علم اإلجرام علىتحديد مدىتأثيروسائل اإلعالم املسموعةواملرئيةفي ظاهرةاإل فينفوسب سيئا فمنهم من يرى أنها تمارستأثيرا عض األفراد، فاألحداثواملراهقينيغلبعليهم التقليد ملا يشاهدونهفياملسلسالت التلفزيونية واألفالم ثالثا: وسائل التواصل االجتماعي: والفيس بوك وسكابي. كما أن هذه الوسائل ذاتها قد يساء استخدامها لإلضرار باألفراد وأمن واستقرار فكثيرة هيالجرائم التي ترتكببواسطة هذهالوسائل التي تسهل تبادل املعلوماتبين اإلرهابيين وتجاراملواداملحظورة، الصوراملخلةبالحياءوجرائم النصبوالجرائم االقتصاديةواملالية. علىاألمن القومي وعلى حقوق وحرياتاألفرادوحرمة حياتهم الخاصة. لذلكظهرتطوائف جديدة من الجرائم أطلق عليها الجرائم اإللكترونية. ترتبعليهاستخدام اإلنسان في حياته ألساليب فنية حديثةلم يكن لهبها عه كبيرا ً آثار هذا التقدم كل جوانب إلى بذله من الجهد الذي كان مضطرا الحياة املاديةاملعاصرة، فطبعت حياة اإلنسان بقدركبير من الرفاهيةوالترف، سبيل إشباع حاجاته األساسية من مطعم ومشرب وملبس واتصال وتنقل. قدم له أيضا منتجات وآالت وأدوات أثرت من هذه املنتجات وسائل املواصالت وبصفة خاصة املركبات األلية. : تأثيرالسيارات علىحجم الظاهرةاإلجرامية: وهي زيادة في اضطرادمستمر معاتساع نطاق استعمال هذه الوسيلة من وسائل النقل اآللي. ويمكن إرجاع هذهالزيادةإلى عدةأسباب. هذا التنظيم يقتض ياحترامهفرضجزاءاتجنائية علىمن يخالفه.
العوامل الخارجية لإلجرام
العوامل الخارجية يقصد بها مجموعة الظروف الخارجة عن شخصية اإلنسان التي تحيط به وتؤثر في تحديد معالم شخصيته وفي توجيه سلوكه. ويطلق على هذه
العوامل أيضا العوامل " البيئية ".والعوامل الخارجية عديدة ألن بيئةالشخصتختلفعناصرها باختالفاألفراد.
أوألهمية البيئة في علم اإلجرام:
خفى
َ
ال ت أهميةدراسةالعواملالخارجيةلإلجرام،وهيأهميةال تقل عن تلكالثابتةلدراسةالعوامل الداخلية،فإذاكانتالعوامل الداخليةتفسر إجرام بعضاألفر اد،
فكذلك العوامل الخارجيةقد تفسر إجرام طائفةأخرى، أو في األقل تكمل هذا التفسير بالنسبة ألولئك املجرمين الذين ال تكفي العوامل الداخلية منفردة لتفسير
إجرامهم.
هي: العوامل الطبيعيةوالعوامل االقتصاديةوالعوامل االجتماعيةوالعوامل الثقافية،ونتناول كل قسم منها فيفصل مستقل.
اوال:ً العوامل الطبيعية
تؤثر الظروف الطبيعيةبصفة عامةفي السلوك اإلنساني، وقد أشار إلى ذلك عالم االجتماع العربي ابن خلدون فيمقدمته. لكن الذين يعنينا في هذا املجال هو تأثير
املناخ على ظاهرة اإلجرام.
تأكيد الصلة بين المناخ وظاهرة اإلجرام:
عني جيل الرواد من علماء اإلجرام بدراسة أثر االختالف في درجة الحرارة على نوع اإلجرام، واعتمدوا في تقص ي هذا األثر على اإلحصاءات الجنائية. وقد اتضح من
اإلحصاءا لحالةاملناخ فيكل منطقة.
ً
الختالفالدول، بل تختلففيالدولةالواحدةمن منطقةإلىأخرى تبعا
ً
تأن ظاهرةاإلجرام تختلفتبعا
:1 اختالف اإلجرام بين الدول:
إن هذا االختالفاملؤكد ال يصحالتعويل عليهللقول بارتباطهذا االختالفبالظروفاملناخيةالسائدة فيكل دولة.ويرجعذلك إلىأن الفوارق بين الدول ال تنحصر في
ظروفاملناخ وحده، بل تمتد إلىالظروفالسياسيةواالقتصاديةواالجتماعيةوالثقافية.
من أجل ذلك انصبت عناية الباحثين على تتبع اإلحصاءات الجنائية في الدولة الواحدة، لبيان أثر اختالف املناخ على ظاهرة اإلجرام فيمناطق منها تتماثل في ظروفها
العامةوتختلففيمناخها،وأكملتهذهالدراساتبإجراءمقارناتإحصائيةبين إجرام املنطقةالواحدةفيفصول مختلفة.
ً الختالف المناخ في الدولة الواحدة:
:2 اختالف اإلج ارم تبعا
حظي إجرام الشمال والجنوب في الدولة الواحدة باهتمام الباحثين، ال سيما فيفرنسا، حيثقارن جيريJerry إجرام املناطق الشماليةالباردةبإجرام املناطق الجنوبية
الدافئة،وخلصمن مقارنةاإلحصاءاتالفرنسيةمنسنة)1830-1826( إلى إثباتزيادة جرائم األشخاصفي جنوبفرنسا عنها فيشمالها.وعلىأساسهذهاملقارنات
صاغ العالم الفرنس ي جيري ما أسماه "بالقانون الحراري لإلجرام".
وتبنىالعالم اإليطالي جاروفالو Garofaloالقانون الحراري لإلجرام، بعد أن تأكد علىضوءمالحظةاإلحصاءاتالجنائيةاإليطاليةمن وجوداالختالفذاتهبين شمال
إيطاليا وجنوبها من حيث نوع الجرائم.
ً وأيدت اإلحصاءات ا معارتف
طرديا
ً
ألمريكيةكذلكصحةالقانون الحراري لإلجرام بوجه عام، حيثتبين منها أن جرائم االعتداء علىاألشخاصتتناسبتناسبا اع درجة
الحرارة.
ً الختالف المناخ في المنطقة الواحدة:
:3 اختالف اإلج ارم تبعا
أجريتدراساتإحصائيةفيفرنسا للمقارنةبين إجرام املنطقةالواحدةفيفصولمختلفة،منذلكماقام بهالطبيبالفرنس ي الكساني Laksani.وقد أثبتتاملقارنات
اإلحصائيةوجود عالقة طرديةبين جرائم االعتداء علىاألشخاصمن جهةوبين ارتفاع درجةالحرارةوزيادةالضوءنتيجة طول النهارمن جهةأخرى،كما توجد عالقة
طرديةكذلكبين جرائم األموال من جهةوبين انخفاضدرجةالحرارةوقلةالضوءنتيجة طول الليل من جهةأخرى.وفى هذا تأكيد لصحةالقانون الحراري لإلجرام
:ً العوامل االقتصادية
ثانيا
تنقسم العوامل االقتصادية إلى نوعين: عامة وخاصة. والعامة هي التي تتعلق باملجتمع ككل، أما الخاصة فخصوصيتها آتية من تعلقها بكل فرد من أفراد املجتمع على
حدة.
وينعقد اإلجماع بين علماء اإلجرام على التسليم بوجود صلة بين العوامل االقتصادية عامة أو خاصة وبين اإلجرام.
المبحث األول : الظواهر االقتصادية العامة والجريمة :
هناك ظاهرتين اقتصاديتين عامتين أساسيتين هما:
-1التطوراالقتصادي:
-2التقلبات االقتصادية:
-1 التطوراالقتصادي والظاهرةاإلجرامية: يقصد بالتطوراالقتصادي التغيرالذي يحدثفيالنظام االقتصادي للدولة،بأن التغيرفيهيتم ببطء حتى
يصل االقتصاد إلى الصورة املغايرة لصورته األولى.
لقد كان لتحول االقتصادفيكثيرمن الدول والسيما فيالقرن التاسع عشر أثارواسعةاملدى سواءفيامليدان االقتصادي أو في امليدان االجتماعي،وتعني هذه اآلثار
الوقوف على مدى عالقتها في السلوك اإلجرامي،حيث تترتب عليها تغير كبير في الظاهرة اإلجرامية من عدة وجوه.
أ- زيادةنسبةارتكاببعضالجرائم وانخفاض نسبةالبعضاألخر.
ب- امتداد نطاق التجريم ليشمل أفعاال لم تكن مجرمة من قبل.
أما أهم نتائج هذا التأثير االقتصادي ومدى تأثير كل من هذه النتائج في الظاهرة اإلجرامية مايلي-:
أوال :هجرة العمال من الريف إلى املدن:
من الطبيعي أن يعجز بعض أبناء الريف عن التكيف واالنسجام مع مجتمع املدينة نظرا ملا بين املجتمعين من تباين في القيم واالختالففيالظروففيدفعهذلك إلى
انتهاج السلوك اإلجرامي.
ثانيا :ظهورأهميةالتبادل االقتصادي:
ظهرتاألهميةالكبرى للتبادل االقتصادي سواءفيمجالهالداخليبين مدن دولةواحده،أوفيمجالها الخارجيبين دول متعددة.
فالتبادل: هو الوسيلة الوحيدة لتصريف اإلنتاج والحصول علىالسلعالالزمةوقد ترتبعلىذلكنشأتاملشروعاتالتجاريةالكبيرة،التي تميزتبعدة خصائصك ان
لكل منها تأثير على نوع الجرائم.
فمن ناحيةكانتاملشروعاتالتجاريةيديروهامندوبوهاوتعتمد هذهاملشروعاتإلىإيداع الثقةفيبعضممثليها الذين يقومون بعمليةالتبادل النقدي بينها وبين
عمالئها،وكان من أثر ذلكإخالل بعضهؤالءللثقةاملوضوعةفيهم وارتكابهم جرائم خيانةاألمانة.
ومن ناحيةأخرى فأنضخامةحجم املعامالتالتجاريةتقتض يضرورةتدوين ما يثبتقيمتهاوشروطها حتى يمكن االجتماع بها إمام القضاءوقد أسهم ذلك في إتاحة
الفرصالرتكابجرائم التزوير فياملحرراتواستعمال املحرراتاملزورة.
ثالثا :ارتفاع مستوى املعيشة:
لقد كان الرتفاع مستوى املعيشة عدةأثارمتعلقةبالظاهرةاإلجراميةومن ناحيةأخرى شعوراإلفرادبإشباع اغلباحتياجاتهم بأموالهم النفيسة نحو الهدوء مما ك ان
له أكبراألثر في الهبوط بنسبةالجرائم الخاصة جرائم االعتداء على األشخاص ومن طرفأخر أن ارتفاع مستوى املعيشةيسر كثيرمن الناس إلى ارتياد أماكن اللهو
حيثالفرصةمتاحة إلشباع الغرائز بطرق غيرمشروعةويسر لهم شراءالخموروتعاطيهاوال يخفى ما للسكر من تأثير علىاإلرادة حيث يضعف السيطرة عليها وبالتالي
تنطلق الشهوات دون قيودوقد يكون السبيل إلىإشباع الغرائز والشهواتهو سبيل الجريمة.
المبحث الثاني: العوامل االقتصادية الخاصة:
أوال:ً الفقر والجريمة:
عالقةاملستوى االقتصادي للفرد بالجريمةتعد من البديهيات التي تظهرها تجارب الحياة، فمن املؤكد أن الفردالجائع ال يقدم على سرقةرغيف الخبزإذا كان لديه
املال الالزم لشرائه.
أ/ معنى الفقر في علم الجريمة:
للفقر في علم اإلجرام مدلوالن: أحدهم شخص ي وثانيهما موضوعي.
لهمن عجزتموارده عن إشباع حاجتهإلىش يءترنو إليها ن
ً
طبقا
ً
فاملفهوم الشخص يللفقر نسبىيختلفمنشخصإلىآخر،ولذلكيعد فقيرا فسه. فاملحتاج إلى قوت
، لكن زمرةالفقراءوفقا للمفهوم الشخص يتتسع
ً
وصدقا
ً
،وهو كذلكحقا
ً
لهذا التصوير فقيرا
ً
يومهيعد طبقا لتشمل كل الناس تقريبا. ويشير إلى هذا املعنى الشخص ي
للفقر قول الرسولصلى هللا عليهوسلم لو كان البن أدم واديان من ذهبالبتغىثالثا.
له بأنه عجز موارد الفرد ع
ً
أما املفهوم املوضوعي للفقر فإنه نسبي كذلك، إذ يختلف باختالف الزمان واملكان. ويمكن تعريف الفقر وفقا ن إشباع الحد األدنى من
"إذا لم يكف دخلهللوفاءبمطالبالحيا
ً
الحاجاتالضروريةالتي تحفظ لهكرامةاإلنسان.وفيضوءذلكيمكن القول بأن الفرديعد فقيرا ة األساسية لكل إنسان".
ب/ تفسير الصلة بين الفقر والجريمة:
تسهم بطريق غيرمباشر فيدفعبعضاألفرادإلى سلوكطري
ً
الفقر عامل مباشر فيإجرام كثيرمن األفراد،كما أنهفيالغالبينتج آثارا ق اإلجرام.
ليسمن العسيرإدراكالصلةاملباشرةبين إجرام بعضاألشخاصوفقرهم،فالفرد حين يكونضحيةلظروفقاسيةتحول بينهوبين الوفاء بالحد األدنى من مطالب
الحياةلهولذويه،ويطرق أبواباألمل فيجدهاموصدهبينما ينظر حولهفيرى غيرهيحيا حياةالترفوالتبذير،قد تضعفمقاومتهلضغطالحاجة فينزلق إلى الجريمة.
والفقر عامل غيرمباشر فيإجرام بعضاألفراد، بسببما يرتبط بهمن عدم قدرةرباألسرة على تعليم أبنائهالذين ينخرطون في سوق العمل في سن مبكرة،ويعجز
الفقير عن ضمان الرعاية الصحية له وألوالده عندما تطبق عليهم األمراض التي ال تخفى صلتها بالسلوك اإلجرامي. لكن يجب أن نراعى أن هذه التوابع اإلجرامية ليست
من تبعاتالفقر حتما،فقد يكون اإلنسان فقيرامتعففا يحسبه الجاهل بحاله غنيا من التعفف.
:ً البطالة والجريمة:
ثانيا
صلة البطالة باإلجرام صلة مباشرة وغير مباشرة في الوقت نفسه، فالبطالة تعني حرمان العامل الذي ال يجد عمال أو ذلك الذي توقف عن العمل من موردرزقه،مما
قد يضطره إلى سلوك سبيل الجريمة. وجرائ فيالتشردوالسرقاتالبسيطةوالنصبواالتجارفيبعضاملواداملحظور حيازتهاوممارسةبعض
ً
م املتعطلين تتمثل أساسا
األنشطة غيرالشرعيةمثل االنخراطفيمنظماتإرهابيةأو عصاباتإجراميةتمارساإلخالل باألمن والنظام العام.
وللبطالة آثار غير مباشرة على ظاهرة اإلجر ام، ألن الفرد حين يعجز عن اإلنفاق على نفسه أو على من تلزمهم نفقته تسوء حالته النفسية، وقد يقدم تحت تأثير تلك
الحالة على بعض أفعال االعتداء على غيره من األفراد.
:ً العوامل االجتماعية
ثالثا
العوامل االجتماعية هيمجموعةالظروفالتيتحيطبالشخصمنذ مولدهوتؤثر فيتكوينشخصيتهوتوجيهسلوكه.وتحددتلكالظروفالبيئةاالجتماعيةللشخص،
وتوصفتلكالبيئةبأنها إجراميةإذا ارتبطتالعوامل املكونةلها باإلجرام.والعوامل االجتماعية عامةوخاصة.
المبحث األول: العوامل االجتماعية العامة:
المطلب األول: الحروب والثورات:
أوال:ً تأثير الحروب على ظاهرة اإلج ارم:
نعني بالحروب في هذا املجال ما تقوم بهدولة ضد أخرى من أعمال عدائية عسكرية. وتواترت الدراسات في مجموعها على إثبات عالقة وثيقةبين الحروب والظاهرة
اإلجرامية.
أ/ تأثير الحرب على حجم الظاهرة اإلجرامية:
فيفتراتالحروبيصل اإلجرام إلى حالةمن التشبعفيرتفعمعدلهبدرجةملحوظة،وإن كان االرتفاع يتفاوتحسباملرحلةالتيوصلتإليها الحرب.ففي بداية األعمال
العدائية ال يحدثارتفاع فوري فيمعدل اإلجرام. بل علىالعكستشيراإلحصاءاتالجنائيةإلىانخفاضملحوظفينسبةالجرائم حيثيصل املعدل إلىأقل مستوى
لذلك أن اإلحصاءات الجنائية ال
ً
بلغه قبل بدء الحرب ويشمل كافة الجرائم. ولكن بعض العلماء ينازع في حقيقة هذا االنخفاض ويرى تبعا تسجل في بداية الحرب
الحجم الحقيقي لإلجرام، وذلك لعدة أسباب أهمها: االضطراب الذي تحدثه الحرب في أجهزة البوليس القضائي والعدالة، وهو اضطراب يرجع إلى حالة التعبئة العامة
التي تصرف كل أجهزة الدولة نحو مشاكل الحرب، فيقل اهتمامها بمالحقة عددا كبيرا من املجرمين.
ومعذلك يرى بعض الباحثين أن انخفاض معدل اإلجرام في بدايةالحرب يعد ظاهرة حقيقية، تفسرها أسباب متعددةمنها: الحماس الوطني الذي يلف كل طوائف
بوجوب احترام النظام القانوني كمظهر من مظاهر الوطنية ووسيلة
ً
الشعب بمن فيهم املجرمين واملعتادين على اإلجرام فيخلق لديهم شعورا لدعم املجهود الحربي
للدولة في مواجهة العدو.
وفي أثناء الحرب وبعد مدة قصيرة من بدء األعمال العدائيةيبدأ معدل اإلجرام في االرتفاع التدريجي ليصل إلى ذروته سواء قبل نهايةالحرب أو معنهايتها أو في الفترة
التالية لها مباشرة. ويمكن تفسير هذا االرتفاع بهبوط الحماس الذي شغل املجرمين عن التفكير في اإلجرام، وباملشاكل واألزمات التي تخلقها الحرب، السيما إذا ك ان
أمدها قد طال.
فقد لوحظأن األجيال التيولدتأثناءالحربالعامليةالثانيةفيإنجلترا ارتفعمعدل إجرامهافيما بعد عن معدل إجرام غيرهامن األجيال.ويفسر ارتفاع معدل اإلجرام
بانتهاء الحرب بما يترتب على انتهائها من عودة املجندين إلى املجتمع، وهم من الشبان الذكورالذين يرتفعمعدل اإلجرام لديهم فيالعادة،كما أن أهوال الحربو ما عانوه
فيهم،قد يدفعبعضهم إلى طريق اإلجرام، السيما إذا عجز عن االنتظام من جديد فيتيارالحياة.
ً
بالغا
ً
خاللها يتركأثرا
المطلب الثاني: التنظيم االجتماعي:
أوال:ً إج ارم الريف والحضر:
عالقة التعمير بظاهرة اإلجرام من املوضوعات التي جذبت الباحثين في علم اإلجرام منذ وقت طويل، وقد حظي إجرام الريف وإجرام الحضر باهتمام الباحثين الذين
أكدوا أن اإلجرام في املدن أعلى منه في الريف.
أ/ اختالف إجرام الريف عن إجرام الحضر في حجمه:
ارتفاع نسبةاإلجرام فياملدن مقارنةبنسبةاإلجرام فيالريفمن األمورالتي الحظها الباحثون منذ وقتبعيد،ففي الغربلوحظفينهايةالعصورالوسطى وحتىالقرن
بإجرام الريف.
ً
الثامن عشر ارتفاع معدل إجرام الحضر مقارنا
وقد تعددت تفسيرات الباحثين لظاهرة تفوق املدن على الريف في مجال كم اإلجرام. فالتفسير التقليدي لهذه الظاهرة يركز على اختالف ظروف الحياة بين املدن
من األسرة فياملدينة.واألسرة الريفيةتمارس رقابة علىاألطفال كما يراقباألفرادبع
ً
والقرى،فاألسرة فيالريف تبدوأكثرتماسكا ضهم بعضا في سلوكهم وهو ما يقلل
من فرص اإلجرام. وعلى العكس في املدينة.
:ً الطبقات االجتماعية واإلج ارم:
ثانيا
عزتالنظريةاالشتراكيةاإلجرام إلىالنظام الرأسماليالذييؤديإلىفقر الطبقةالعاملةويدفعأفرادها إلىارتكابالجرائممنأجلالخروجمنحالةالبؤساالقتصادي
إلىاإلجرام من
ً
التي يعانون منها.ويقودمنطق هذهالنظريةإلىالقول بأن الطبقاتالعماليةأكثراختالفا باقيفئاتاملجتمع.وقد يرى بعضأنصار هذا التفسيرفيزيادة
لدى الطبقات الف
ً
نسبةالجرائم العاديةلدى الطبقات الفقيرة حجةتنطق بصدق منطقهم،فاإلحصاءات تشيرإلىارتفاع معدل اإلجرام نسبيا قيرةمقارنةبالطبقات
الوسطى وطبقاتاألغنياء. لذلكينبغيالتساؤلعنحقيقةارتباطمعدلاإلجرام بالطبقاتاالجتماعية.ذهببعضالباحثينإلىربطفكرةاإلجرام بالطبقاتالكادحة،
السيما طبقة العمال، وغالى بعضهم في تقدير خطورة تلك الطبقات على النظام االجتماعي.
المطلب الثالث: السياسة الجنائية:
أن يكون للسياسةالجنائية صلةبظا
ً
ليس عجبا هرة اإلجرام، بل العجيب هو أن تتحول السياسةالجنائيةإلى عامل من عوامل اإلجرام. فتطبيق السياسةالجنائية
يظهر أن لها وثيق الصلة بظاهرة اإلجرام، وأنها لهذا السبب تهم الباحثين في علم اإلجرام عند تناولهم للعوامل الخارجية لإلجرام. أليس هدف السياسة الجنائية هو
بالتحديد مكافحة اإلجرام، فإذا لم ينجح واضعوا تلك السياسة في صياغتها إلى تدابير وإجراءات عملية تحد بالفعل من الظاهرة اإلجرامية، فإن السياسة الجنائية
تقصر عن أداءوظيفتهاويصحلذلكاعتبارهامن عوامل اإلجرام.
أوال:ً عالقة سياسة التجريم بظاهرة اإلج ارم:
تبدو هذهالعالقةواضحةإذاوضعنا فيالحسبانأنهكلما اتسعنطاقالتجريم،اقترن ذلكبارتفاع عددالجرائم املرتكبة.وقد كاناالتجاهواليزال في كثير من املجتمعات
نحو استعمال سالح التجريم في مجاالت عديدة وعدم االكتفاء بصور الحماية القانونية األخرى. ويرتبط نطاق التجريم بالتنظيم السياس ي واالقتصادي واالجتماعي
وبمدى تدخل الدولة في النشاط الفردي بصفة عامة.
لكن التطبيق العلميأظهر خطر اإلسراففي سياسةالتجريم،فبدأتاملطالبةبالحد من تدخل قانون العقوباتفيمجاالتال شأن لهبها،وظهر أثر ذلكفيرفعالصفة
التجريمية عن بعض األ فعال التي كانت مجرمة من قبل اكتفاء بالجزاءات غير الجنائية. وقد ساعد على انحصار مجاالت تدخل قانون العقوبات ضعف أو اختفاء
بعض القيم االجتماعية واألخالقية التقليدية، باإلضافة إلى الرغبة في تخفيف العبء على املحاكم الجنائية.
ولم يكن التضارب في سياسة التجريم عديم األثر في مجال اإلجرام. فارتفاع عدد األفعال املجرمة أدى إلى زيادة فرص ارتكاب الجرائم، فارتفع حجم اإلجرام بصورة
ملحوظة. لكن األخطر من ذلك هو التذبذب في تجريم سلوك معين بين الحظر واإلباحة وإخفاق املشرع في تحديد األفعال التي ينبغي تجريمها على وجه الدقة، أدى إلى
فقد األفرادإحساسهم بخطورةبعضاألفعال وعدم إدراكهم لوجهاملالمةاألخالقيةفيها.
على ظاهرةاإلجرام،مما يقتض يمن املشرع التريثعند تجريم أفعال معينةأو عند رف
ً
عكسيا
ً
خالصةذلكأن سياسةالتجريم قد تحدثأثرا ع صفة التجريم عنها، فال
يلجأ إلى إال التجريم العادل،وال يسرففيرفعصفةالجريمة عن أفعال ال يوجد مبرر إلباحتها.
:ً عالقة سياسة الوقاية والعقاب بظاهرة اإلج ارم:
ثانيا
ً ال ينبغي أن تقتصر السياسة الجنائية على اختيار العقوبات املالئمة، بل إن السياسة الحكيمة تفرض االهتمام بوسائل الوقاية من اإلجرا
م، عمال بالحكمة املشهور ة
"الوقاية خير من العالج".
أ/ عقوبة اإلعدام وظاهرة اإلجرام:
هناك اتجاه ينادي بإلغاء هذه العقوبةبحجة عدم فاعليتها فيمكافحةاإلجرام، بدليل أن الدول التي ألغتها لم يثبتزيادةاإلجرام فيه لذلك.ويرى بعض ا
ً
ا تبعا لباحثين
أن هذه العقوبة قاسية. لكن العقوبة لها دورها في الردع العام، إذ أن لها قوة إقناعيه ال تتوافر في غيرها من العقوبات، ومن ثم ال يمكن أن تؤدي عقوبة سواها هذه
فياملجتمعاإلسالمي املطالبةبإلغاء عقوبةاإلعدام )القصاص( في جرائم القتل العمد، ألنهامقررةفي
ً
الوظيفة.وليسمقبوال نصوص قرانيه قطعية الثبوت والداللة "
كتب عليكم القصاص في القتلى ...."
ب/ العقوبات السالبة للحرية وظاهرة اإلجرام:
تطورت وظيفة العقوبات السالبة للحرية، لكن فشل هذه العقوبات في تحقيق أهدافها في اإلصالح وإعادة تأهيل املحكوم عليه، أثار التساؤل عن مدى فاعليتها في
مكافحةاإلجرام،حيثأنها ال تؤديوظيفتها التيتفرضها السياسةالجنائية.ونادىالبعضبإلغاءالسجون وإيجادبدائل للعقوباتالسالبةللحرية تحقق هدف العقاب
وتتفادى فيالوقتنفسهمساوئ سلبالحريةكجزاء جنائي.والواقعأن املطالبةبإلغاءالعقوباتالسالبةللحرية، ال سيما فيالدول التيألغتعقوبةاإلعدام يعد من
قبيل العبث الجنائي، إذ من شأن ذلك تجريد السياسة الجنائية من أهم وسائلها في مكافحة اإلجرام.
:ً عالقة السياسة اإلج ارئية بظاهرة اإلج ارم:
ثالثا
ال شك في أن أداء أجهزة العدالة الجنائية لوظائفها في مكافحة اإلجرام، يتوقف على مدى مالءمة السياسة اإلجرائية املتبعة في تنظيم هذه األجهزة، وفي تحديد قو اعد
اإلجراءات الجنائية التي تحكم نشاط مختلف األجهزة الجنائية. وأجهزة العدالة الجنائية تمثل وحدة متكاملة، فهل هذه األجهزة في وضعها الحالي لديها من الوسائل ما
يمكنهامن أن تكون أداةفعالة ملكافحة اإلجرام؟
تقتض ياإلجابة على هذا التساؤل أن نشيرإلى خصائصالنظام اإلجرائي الحاليلنبين بعد ذلكآثاره على ظاهرةاإلجرام. تميزالنظام اإلجرائي املصري فيالفترةالتي وضع
بتوافقهمعالظروفالتيوضعفيها.فمن ناحيةوضع هذا القا
ً
فيهاقانون اإلجراءاتالجنائيةاملطبق حاليا .ومن ناحيةأخرى،كان
ً
متكامال
ً
إجرائيا
ً
نون نظاما هناك من
اإلمكانياتالبشريةواملاديةما يتناسبمعحجم اإلجرام املوجودوقتإصدارالقانون.
تابع العوامل الخارجية)العوامل االجتماعية(
املبحثاألول: العوامل االجتماعيةالخاصة:
املطلباألول: األسرة:
تلعب فيتكوينشخصيةالفردوفيتوجيه سلوكهوتحديد معالم مستقبله.وليسهذا األمر في حاجةإلىإيضاح.فاألسرة هيا
ً
حاسما
ً
األسرةدورا ملجتمعاألول الذي يبدأ
الشخص فيه حياته ويقض ي فيه طفولته، فيتأثر بكل ما يمر بأسرته من أحداث وبما يحيط به من مشاعر طيبة أو سيئة وما يلقاه من عناية أو إهمال.
وتمارساألسرةتأثيرها املباشر وغيراملباشر فيتكوينشخصيةالطفل وتوجيه سلوكهفيمرحلةالطفولةواملراحل التاليةمن حياته. لذلكاهتم اإلسالم ببناء األسرة
علىأسسقويمة حتى يمكنها أن تمارسدورها فيبناءالفردواملجتمع.
: التأثير
ً
أوال املباشر لألسرة على ظاهرة اإلجرام:
يميل الطفل بطبعهإلىالتقليد،وأولصورالسلوكالتيتصادفهوتثيرفيهالنزعةإلىالتقليد هو ما يحدثفينطاق منزل األسرة.ومن هذه الناحية يمكن لألسرة أن
علىالطفل عندما يكون أحد األبوين أوكالهم
ً
مباشرا
ً
إجراميا
ً
تمارستأثيرا مجرمين، ألن معنىذلكأننا
ً
.وال يعنيذلكأن األباملجرم ينجبأطفاال
ً
أومنحرفا
ً
امجرما
نعترف بإمكان انتقال السلوك اإلجرامي عن طريق الوراثة. وإنما يكتسب االبن السلوك اإلجرامي عن أبويه باملعاشرة، ويحدث ذلك بصفة أساسية عن طريق التدريب
علىالعنفمن خاللصورالقسوة التي تغلف حياة أفراد األسرة، كما في حالة سوء العالقات بين األبوين ودوام الشجار بينهما أو االعتداء املتواصل من أحد األبو ين
بهذا الشعور.
ً
علىاآلخر، أو سوءمعاملةاألبوين أوأحدهما للطفل، إذيؤدي ذلكإلى شعورالطفل بالقسوةوالغلظةفينشأمشبعا
: ا
ً
ثانيا لتأثير غير املباشر لألسرة على ظاهرة اإلجرام:
غير مباشر. فمنزل األسرة هو املوطن األول الذي يتلقى الطفل في سن
ً
الغالب أن يكون التأثيراإلجرامي لألسرة على شخصيةالطفل تأثيرا واته األولى، ولذلك ففي هذا
املكان يبدأ بناء هيكل شخصية الطفل، وأول عناصر هذا الهيكل هو تكوين الضمير األخالقي للطفل، أو قسم األنا العليا من النفس البشرية )النفس اللوامة( الذي
يحتوي علىاملبادئ الساميةوالقيم الدينيةوالخلقيةواالجتماعية. بيد أن غياب هذا الدورأوالتقصيرفيالقيام بهيمكن أن يكون لهتأثيرقوي علىتكوين الشخصية
اإلجرامية للطفل.وهناكأموركثيرةتؤدي إلىفشل األسرةفيقيامها بدورها فيتأهيل الطفل للحياةاالجتماعيةالسليمة.منها التفككاملادي لألسرةبغياب األبأو األم
ألي سبب من األسباب، مثل السفر الطويل إلى خارج البالد أو االنفصال.
:مسكن األسرةوالجوار:
ً
ثالثا
مسكن األسرةيمار علىتكوينشخصيةالفرد،ويحددمدى استجابتهللمؤثراتالخارجية.فضيق مسكن األسرةيؤثر علىصحةاألبناءويقلل من قدرتهم
ً
ستأثيرا على
أداء واجباتهم املدرسية، وقد يدفع ضيق املكان إلى البحث عن مكان يلوذون به، فيلجؤون إلى األصدقاء أو إلى الشوارع، فتنشأ ظاهرة األطفال بال مأوى، حيث يكون
االتصال برفاق السوء.
ويؤثر التكدسالسكاني فيضواحياملدن علىمعدل اإلجرام.وقد أشارتدراساتكثيرةفيفرنسا إلىأن األحداثالذي يقعون فيمهاوي اإلجرام يأتي أغلبهم من العمارات
السكنية الجماعية )H M L)، وأن نسبة هؤالء تزيد عن نسبة املجرمين األحداثالذين يقيمون فيمساكن فردية.
املطلبالثاني:مجتمع املدرسة:
مجتمعاملدرسة هو أول مجتمعأجنبي يخرج إليهالطفل بعد الفترة من عمره التي قضاهامعأسرته. واملدرسةتعد بيئة عرضيةللطفل، إذيقض ي فيها فترة من عمره
تنتهي إما بانتهاء سنوات املدرسة وإما بالفشل في الدراسة حيث يترك الطفل املدرسة إلى بيئة أخرى عرضية هي مجتمعالتدريب املنهي. وللمدرسةدور تهذيبي هام، إذ
يتلقى فيها الطفل املعلوماتواملعارفباإلضافةإلىتلقينهالقيم الدينيةواألخالقيةوتدريبه علىالحياةاالجتماعيةاملشتركة عندما يخرج إلى املجتمع الكبير.
فغيابالدورالتربويالطبيعيللمدرسةيمكنأنيكونمنعواملانحرافالصغيروإجرامه.وللفشلفيالدراسةأثارهالخطيرة علىنفسيةالطفل وعلى سلوكه، والفشل
فيالدراسةيعني عدم تكيفبعضالتالميذ معمجتمعاملدرسةمما يدفعهم إلىمحاولةالهروبمنه،والهروبمن املدرسةيعني عدم قضاءالتلميذ لوقتهاملحددداخل
قاعاتالدرس،وهو عندئذ قد يضطر إلىإيجادبدائل للمدرسةيقض يفيها هذا الوقت،فيلجأ إلىالشوارع حيثتتلقفه عصبةأصدقاءالسوء،فيكتسب منها عوامل
االنحراف واإلجرام.
املطلب الثالث: مجتمع العمل:
يؤثر العمل على حياة اإلنسان، وأغلب تأثيره إيجابي إذ يشغل العمل أغلب وقت اإلنسان في العادة، وهو في ذاتهيشبعفي اإلنسان رغ
ً
كبيرا
ً
تأثيرا بة أساسية، ويحدد
العمل املركز االقتصادي للشخص، فهو مصدر الدخل الذي يتاح ألسرته أو إلشباع حاجاته للسكن والغذاء. لذلك فالعمل هو الذي يحدد تأثير عوامل كثيرة على
اإلجرام، مثل الفقر والبطالة واملسكن غير املالئم. الخ. فوجود العمل املالئم يحمي الفرد من التأثير اإلجرامي لهذه العوامل، وعدم قدرة الفرد علىممارسةالعمل هو
الذي يعرضه بصفة خاصة لتأثيرها. يضاف إلى ذلك أن عدم وجود العمل يعد أحد العوامل التي تقف حجر عثرة أمام الجهود التي تبذل للتأهيل االجتماعي ملن سبق
الحكم عليه بعقوبة سالبة للحرية. لذلك فغياب العمل يعد أحد األسباب الرئيسية التي تدفع للعود إلى طريق اإلجرام.
العوامل الثقافية
املبحثاألول: العوامل االجتماعيةالعامة:
ثقافة املجتمع :
يقصد بالعواملالثقافيةمجموعةالعواملاالجتماعيةذاتالطابعاملعنوي،أيتلكالعواملالتيتشكلالجانباملعنويالروحاني فيكلمجتمع.ودراسةالبيئةالثقافية
على ظاه
ً
أوسلبا
ً
لها أهميتها في علم اإلجرام،إذأن كل عنصر منالعناصر املكونةلها يمكنأن يؤثر إيجابا رة اإلجرام في املجتمع. ونعنى بالعوامل الثقافية أساسا التعليم
ووسائل اإلعالم والتقدم التقنيوالدين،ونعرض لكل عامل منها فيمبحثمستقل.
املبحثاألول: التعليم
جوهر التعليم هو تلقين مجموعة من املعلومات، وهو في أبسط صورة تعليم القراءة والكتابة، أي محو األمية. لكن هذا املعنى للتعليم ليس هو وحده املقصود في مجال
عما تقدم التهذيبأوالتربية،أيتلقينالقيم االجتماعيةوالدينيةوالخلق
ً
الدراساتاإلجرامية.ففي هذا املجال يقصد بالتعليم فضال ية للتالميذ، وتعويدهم على النظام
والطاعةوخلق روح التعاون بينهم.وتوجدصلةوثيقةبين التعليم من ناحيةوبين كم ونوع اإلجرام من ناحيةأخرى.
الصلة بين التعليم وحجم اإلجرام:
اختلفعلماءاإلجرام فيتحديد الصلةبينالتعليم واملستوىالعام لإلجرام.ففي القرنالتاسع عشرساداالعتقادبأناألميةمنالعوامل األساسية لإلجرام، وأن التعليم
يؤدي إلىتقليل عددالجرائم املرتكبةفياملجتمع.وقد عبرفيكتور هيجواHugo Victor عن هذا الرأي بمقولته املشهورة "إن فتح مدرسةيعنيإغالقسجن"،ومؤدى
هذا أنهكلمازاد عدداملتعلمين قل عدداملجرمين، أي أن التعليم عامل مضادلإلجرام.
ويستند أنصار هذا االتجاه إلى بعض اإلحصاءات التي ثبت من مقارنتها أن انتشار التعليم يقابلهانخفاض نسبةاملجرمين املتعلمين،وأن زيادة األميةتؤدي إلى ارتفاع
نسبة املجرمين األميين. ويعني ذلك أن العالقة بين األمية واإلجرام طردية، بينما العالقة بين التعليم واإلجرام عكسية.
املبحث الثاني: وسائل اإلعالم:
وسائل اإلعالم يقصد بها مجموع الوسائل الفنية التي تسمح باالنتشار السريع لألخبار واآلراء واألفكار، وتشمل هذه الوسائل الصحافة واملسرح والسينما واإلذاعة
املسموعةواملرئيةوحديثاما يطلق عليهوسائل التواصل االجتماعي.وال يخفى ما لهذهالوسائل من دوركبير في تثقيف أفراد املجتمع ونقل األخبار إليهم وتبادل األفكار
بوصفها تسمح لألفرادب
ً
هاما
ً
سياسيا
ً
واملعلوماتومحو األميةوتكوينوتوجيهالرأيالعام. يضافإلىذلكأن هذهالوسائل تمارسدورا مراقبة السلطات العامة وتوجيه
النقد إلى ما تقوم به من تصرفات.
:
ً
أوال تأثير الصحافة في الظاهرة اإلجرامية:
علىاملش
ً
فياملجال الجنائي، سواء فيمرحلةإعدادالقوانين الجنائية، حيث تمارس الحمالت الصحفيةتأثيرا
ً
هاما
ً
تلعبالصحافةدورا رع الذي يسن تلك القوانين، أو
عند ارتكابالجرائم عندما تنشر الصحفأخبارتلكالجرائم والوصفالتفصيليلهاوما أحاطبارتكابهامن ظروفومالبساتمثيرة.
ما تبالغفينشر أخبارالجرائم واملحاكماتمما يثيرالرأيالعام،وقد يدفعهإلىالتأثير علىالقضاة.وامل
ً
والواقعأن الصحفكثيرا الحظ في العصر الحديث أن الصحف
ً تعمد إلى تخصيص أجزاء كبيرة منها لنشر أخبار الجر من
ائم واملحاكمات. لذلك يرى كثيرون من علماء اإلجرام أن الصحافة خرجت عن هدفها األصلي لتصبح عامال
عوامل اإلجرام.
: تأثيروسائل اإلعالم املسموعةواملرئية:
ً
ثانيا
ال يتفقالباحثون في علم اإلجرام علىتحديد مدىتأثيروسائل اإلعالم املسموعةواملرئيةفي ظاهرةاإل فينفوسب
ً
سيئا
ً
جرام.فمنهم من يرى أنها تمارستأثيرا عض األفراد،
السيما األحداثوالبالغينالذينتحيطبهمظروففرديةأواجتماعيةخاصة.فاألحداثواملراهقينيغلبعليهم التقليد ملا يشاهدونهفياملسلسالت التلفزيونية واألفالم
السينمائية الهابطة التي تركز على العنف واملشاهد الجنسية الفاضحة لجذب انتباه املشاهدين.
ثالثا: وسائل التواصل االجتماعي:
يقصد بهذهالوسائل الطرق املستحدثةلنقل األخبارواملعلوماتوتبادل التواصل بين األفراد علىاملستوى العاملي،وتشمل شبكةاملعلومات الدولية )األنترنت( والتوتير
والفيس بوك وسكابي. وليخفى على أحد أهمية هذه الوسائل ودورها في نقل املعلومات، كما أن هذه الوسائل ذاتها قد يساء استخدامها لإلضرار باألفراد وأمن واستقرار
الدول.فكثيرة هيالجرائم التي ترتكببواسطة هذهالوسائل التي تسهل تبادل املعلوماتبين اإلرهابيين وتجاراملواداملحظورة، ناهيك عن جرائم القذف والسب ونشر
الصوراملخلةبالحياءوجرائم النصبوالجرائم االقتصاديةواملالية. لذلكتحاول الكثيرمن الدول فيالوقتالحاضر فرضرقابة على هذهالوسائل للحد من مخاطرها
علىاألمن القومي وعلى حقوق وحرياتاألفرادوحرمة حياتهم الخاصة. لذلكظهرتطوائف جديدة من الجرائم أطلق عليها الجرائم اإللكترونية.
املبحث الثالث: التقدم العلمي
، ترتبعليهاستخدام اإلنسان في حياته ألساليب فنية حديثةلم يكن لهبها عه
ً
كبيرا
ً
حققتاملجتمعاتاملعاصرةمن التقدم العلميقدرا د إلى وقت قريب. وقد غطت
ً آثار هذا التقدم كل جوانب إلى بذله
من الجهد الذي كان مضطرا
ً
الحياة املاديةاملعاصرة، فطبعت حياة اإلنسان بقدركبير من الرفاهيةوالترف، ووفرت لهكثيرا في
سبيل إشباع حاجاته األساسية من مطعم ومشرب وملبس واتصال وتنقل. لكن التقدم العلمي الذي يسر الحياة لإلنسان، قدم له أيضا منتجات وآالت وأدوات أثرت
تأثيرا واضحا في الظاهرة اإلجرامية. من هذه املنتجات وسائل املواصالت وبصفة خاصة املركبات األلية.
: تأثيرالسيارات علىحجم الظاهرةاإلجرامية:
ً
أوال
ال شك في أن استخدام السيارات أدى إلى زيادةملموسةفيمعدالت اإلجرام في كافةالدول،وهي زيادة في اضطرادمستمر معاتساع نطاق استعمال هذه الوسيلة من
وسائل النقل اآللي.ويمكن إرجاع هذهالزيادةإلى عدةأسباب.
أ -أدركاملشرعون فيكافةالدول أهميةالسياراتباعتبارها آلةخطرةينبغيوضعتنظيم دقيقلحيازتهاواستعمالها. هذا التنظيم يقتض ياحترامهفرضجزاءاتجنائية
علىمن يخالفه.وعلى هذا النحو وجدتطائفة جديدةمن الجرائم لم تكن معرفةقبل ظهورالسياراتوهي جرائم يضمهاقانون العقوباتأوالقوانين املكملة له.
ب -ومن ناحيةأخرى كان الستعمال السياراتتأثيركبير على جرائم القتل الخطأواإلصابةالخطأ التيزادتمعدالتارتكابها بشكل يثيرالقلق فيكافةالدول.
ج – و أخيرا اقتض ى تنظيم الحالةاملروريةتجريم بعضاألفعال التي تخرق هذا التنظيم،وبذلكظهرتطائفة جديدة هيالجرائم املروريةأو جرائم الطريق.
املبحث الرابع: الدين
الدين مجموعةقيم تأمر باملعروفوتنهي عن املنكر وتستمد قوتهامن مصدر غيبي هو هللا اآلمر الناهي الذي يعلم ما يصلحالبشر ويهديهم إلى سواء السبيل وينهاهم
عن الجرائم واملوبقات. لذلك فالدين يقف من الجريمة موقف العداء وينفر منهاويدعو إلىاالنصرافعنها باعتبارهاصورةمنصورالشر الذييتنافىمعتعاليم األديان
السماوية كافة.
وقد أجريتدراساتعديدةملقارنةإجرام الطوائفالدينيةوبيان أثر التعليم الدينيفي سلوكاألفراد.وعلىالرغم من إيماننا بدوراألديان في التنفير من الجرائم، فإننا
نعرض في إيجاز ما قيل في هذا الخصوص.
:مقارنةإجرام الطوائف الدينية:
ً
أوال
يرى كثيرمن الباحثين أنه ال ينبغيالتعويل علىإقرارالسجناءلتحديد انتمائهم إلىدين معين أودرجةتدينهم، ألن هناكعوامل خاصةبحياة السجن هي التي تدفعهم
إلى ادعاء التدين. كما أنهمن املمكن وجودأسباب الحقة علىارتكاب الجريمة هيالتي تفسر ممارسةاملسجونين للشعائر الدينيةداخل السجن،وعلىالرغم من أنهم كانوا أبعد الناس عن الدين قبل دخولهم إليه.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
الشرح النحوي لأبيات من ألفية ابن مالك على منهج ابن عقيل: البيت: كلامنا لفظ مفيد كاستقم .....
شعر الغزل : يعد الغزل من بين الأغراض الشعرية الأساسية التي نظم فيها شعراء الأندلس قصائدهم، "وأوضح سم...
أهلية الأداء : هي صلاحية الشخص لممارسة حقوقه بنفسه والالتزام بالالتزامات المالية بنفسه، أي صلاحية ...
الصفة هي العلاقة التي تربط أطراف الدعوى بموضوعها، حيث يحق فقط للمتضرر من الاعتداء رفع الدعوى. رغم وج...
Récemment, un incendie s'est déclaré près de notre quartier, et j'ai pu voir la fumée s'élever dans ...
تعريف المؤسسة: المؤسسة هي وحدة اجتماعية واقتصادية منظمة، تُنشأ لتحقيق أهداف محددة، وتضم مجموعة من ا...
العوامل الخارجية لإلجرام العوامل الخارجية يقصد بها مجموعة الظروف الخارجة عن شخصية اإلنسان التي تحيط...
Retail began with bartering in ancient times, evolving with the use of coins for standardized trade....
طاهر 2 متاء منام محاذ C:/Users/Admin/AppData/Local/Microsoft/Windows/INetCache/IE/G5LHCP اسأل Copilo...
إن التصورات التقليدية للصحة والمرض مرتبط بالسياق التاريخي والاجتماعي والثقافي للمجتمع ولذلك فيمكننا ...
2. Developing Biomarkers to Predict At-Risk Individuals: Advances in genomics and proteomics can b...
Gaupa er det eneste kattedyret som lever vilt i Skandinavia.Gaupa er et kraftig kattedyr og kan bli ...