Lakhasly

مقدمة :
تعتبر هذه الظاهرة أحد أبرز السمات التي تحكم العالم المعاصر، حيث تؤثر بشكل عميق على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب في جميع أنحاء العالم. تاريخياً، بدأت مع التبادل التجاري بين الثقافات والحضارات القديمة، وتسارعت بشكل كبير مع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القرن العشرين. من ناحية، ومع ذلك، يثير هذا التفاعل أيضًا مخاوف بشأن فقدان الهوية الثقافية والتفاوت الاقتصادي العالمي وتدهور البيئة وغيرها من التحديات. التطور التاريخى للعولمة يمكن تقسيمه لعدة مراحل تاريخية هامة:
مثلًا، كانت طرق الحرير والتوابل تمثل شبكة تجارية قديمة تربط بين الشرق والغرب.
شهد العالم عمليات استعمارية تسهم في توسيع النطاق الجغرافي للتجارة والتأثير الاقتصادي للدول الأوروبية.
غيرت التكنولوجيا والاتصالات الثورة صورة العالم بشكل كبير. مما سهل على نطاق واسع التواصل والتبادل بين الدول والثقافات. 4. العولمة في العصر الرقمي والمعرفي:

• هذه المرحلة تتميز بتفشي العولمة الرقمية وانتشار المعرفة والمعلومات بشكل هائل. يلعب الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًا في توسيع الشبكات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عبر الحدود الوطنية. كل مرحلة من هذه المراحل تمثل نقطة تحول هامة في تطور العولمة، وتشهد تغيرات هيكلية وتحولات في العلاقات الدولية والاقتصادية والثقافية على الصعيدين الدولي والمحلي. مفهوم العولمة :
  العولمة هي تفاعل الأسواق والأفكار والبشر عبر الحدود الوطنية، والتواصل المتسارع بين الدول والشعوب والثقافات، وتكون العولمة في هذا المعنى التفاعلي مجموعة من العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تخترق الحدود الوطنية، وتؤدي إلى تكامل السوق العالمية واندماجها في نظام اقتصادي عالمي واحد . "العولمة هي عملية تفاعلية تجمع بين الشعوب والاقتصادات والثقافات عبر الحدود الوطنية، وتتضمن تكامل الأسواق العالمية وتدفق الرأسمال والمعرفة والعمالة بشكل غير مسبوق. "العولمة تمثل عملية تكامل الشعوب والثقافات والمجتمعات في شبكة عالمية تتسم بالتفاعل والتبادل، وتتضمن انتشار القيم والمعتقدات والأساليب الحياتية بشكل أوسع وأسرع من أي وقت مضى. و يعرف أولريش بك العولمة بأنها انهيار وحدة الدولة الوطنية والمجتمع الوطنية وتكون العلاقات جديدة للقوة والمنافسة والصراعات والتدخلات بين وحدات الدولة الوطنية والممثلين الداخليين من جهة والممثلين عبر الحدود الوطنية اجتماعية من جهة أخرى
  طرح أنتونى جيدنز في مؤلفاته عدداً من خصائص العولمة و منها :

1. 
   تفكيك الزمان والمكان:
   

• يقول غيدنز إن العولمة قد أدت إلى تقليل الأثر الملموس للزمان والمكان في حياتنا، حيث يمكن للأفكار والمعلومات والسلع والخدمات أن تتحرك بسرعة عبر الحدود الوطنية. 2. تكامل الاقتصاد العالمي:
  


• يركز غيدنز على كيفية تكامل الاقتصادات الوطنية في اقتصاد واحد عالمي، حيث يمكن للشركات والمؤسسات الدولية العمل عبر الحدود بسهولة أكبر من أي وقت مضى. 4. التحولات في السلطة والسياسة:
  


• يركز غيدنز أيضًا على كيفية تأثير العولمة على هياكل السلطة والسياسة، أبعاد العولمة :
  العولمة تتضمن عدة أبعاد تشكل جوانب مختلفة من تكامل وتفاعل العالم عبر الحدود الوطنية و منها :

1. 
   البعد الاجتماعى :
   ويمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا باختلاف الظروف والسياقات و من هذه الاثار :


2. 
   تقارب الثقافات:
   

• يمكن أن تسهم العولمة في تقارب الثقافات وتبادل الأفكار والقيم بين الشعوب. مما يعزز التعايش السلمي والتواصل بين الثقافات المختلفة. - تؤثر العولمة على نمط الهجرة، حيث يبحث الأفراد عن فرص اقتصادية وتعليمية وثقافية في بلدان أخرى. 3. تغيرات في هوية المجتمعات:
  


• تتأثر هوية المجتمعات المحلية بسبب التفاعل الثقافي والاقتصادي العالمي. قد يؤدي التأثير الثقافي العالمي إلى تغييرات في القيم والمعتقدات والعادات الاجتماعية المحلية، مما يؤدي إلى تحديات في تماسك المجتمعات. - تسهل وسائل الإعلام والاتصالات العولمة تبادل المعلومات والأفكار بسرعة وسهولة، مما يؤدي إلى تأثيرات اجتماعية كبيرة. قد تؤدي الصور الثقافية والمعايير العالمية المنتشرة عبر وسائل الإعلام إلى تغييرات في سلوكيات الناس وآرائهم. 5. تحديات التمييز والعدالة الاجتماعية:
  


• قد تؤدي العولمة إلى تعميق الفجوات الاجتماعية بين الطبقات الاقتصادية المختلفة داخل الدول، وبين البلدان النامية والمتقدمة. توضح هذه الأثار كيف يؤثر التفاعل العالمي وتكامل الثقافات في تشكيل الهويات والتحولات الاجتماعية على المستوى المحلي والعالمي. 2. البعد الثقافي:
  


• يركز هذا البعد على التبادل الثقافي وانتشار الأفكار والقيم والعادات بين الشعوب. يساهم التواصل العالمي في تقارب الثقافات وتنوعها، مما يؤدي إلى ظهور ثقافة عالمية مشتركة وتبني العديد من القيم والممارسات الثقافية المشتركة. و يمكن القول بأن البعد الثقافي للعولمة هو الخلفية أو الأصل لبقية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فإذا ما كان يقصد بالثقافة نسق القيم الأساسية في مجتمع ما وأن كل مجتمع يميل إلى التميز بنسق قيم سائد يقوم عن طريق إشباع حاجات الأفراد الذين يبتكرون الوسائل لذلك ويتم لهم يرمون إليها عن طريق العقل والإدراك وما ترمي إليه العولمة في جانبها الثقافي وكما يسميه البعض الغزو الثقفي أو الاختراق الثقافي وهو السيطرة على الإدراك لاستبدال النسق القيمي لدى الشعوب بما تماشى مع ثقافة الاستهلاك التي هي ثقافة العولمة . يسهل التكامل الاقتصادي والثقافي نقل السلطة وتأثير المؤسسات الدولية في الشؤون السياسية للدول
  لقد ساهمت العولمة بألياتها الحديثة في تقليص دور الدولة إذا نفذ البعد السياسي للعولمة في جوهره يكون في تحجيم الدور الذي تلعبه الدولة الوطنية وتقليصه إلى أقل قدر ممكن دون القضاء على نظام الدولة بالكامل فرغم أنها المؤسسة التي تملك قوة نسبية في مقاومة الهيمنة الي أنها في نفس الوقت المؤسسة القادرة على تنسيق عمل الشركات متعددة الجنسيات في علاقاتها بالاقتصاد المحلي وحيث أن السوق الداخلي غير قادرة على استيعاب نشاط تلك الشركات العملاقة كان لابد من أخذ جزء كبير من اختصاصات الدولة وفتح الأسواق على بعضها كي تكون مجالا أرحب للنشاط الاقتصادي العالمى
  تؤدي العولمة الاقتصادية إلى تشكيل سوق عالمية متكاملة وتحرك الأموال والموارد بحرية عبر الحدود

5. 
   البعد البيئي:
   حيث يؤدي نمط الاستهلاك العالمي المتزايد إلى تدهور البيئة وتغير المناخ. تتفاعل هذه الأبعاد مع بعضها البعض بشكل متشابك لتشكل صورة شاملة للعولمة وتأثيرها على العالم في مختلف المجالات. تتخذ العولمة مظاھر وأشكال مختلفة . العولمة ظاھرة مركبة ومعقدة، وتتجلى في تلاشي الأنظمة الشمولية وتبني الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، 3. ** العولمة الثقافية و الفكرية :**
   تتبلور في سيادة ثقافة العالم الرأسمالي من قيم وعادات وأفكار مبنية على الحرية والنزعة الفردية والفلسفة البراغماتية، وتلاشي الخصوصيات الحضارية، وتتمثل أيضلً في منصات مواقع التواصل الاجتماعي “Facebook أو Instagram أو Skype أو Youtube” وغيرهم من مواقع أخري . النص المترجم
   ويضر بالسيادة الاقتصادية عن طريق إجبار الدول على التصرف بطرق واعتماد سياسات تتناسب بشكل عام مع مزاجات رؤوس الأموال المتنقلة بسرعة كبيرة. ومع ذلك الكثير من احتياجاتها المادية تتحقق الآن من خلال التفاعل الاقتصادي الخارجي. تنتج العولمة بالتالي "لعبة سلطة بين الجهات السياسية المحددة مكانيًا (الحكومة،

النص الأصلي
مقدمة :
العولمة هي عملية تتسم بتوسع وتفاعل الشبكات الاقتصادية والثقافية والسياسية عبر الحدود الوطنية. تعتبر هذه الظاهرة أحد أبرز السمات التي تحكم العالم المعاصر، حيث تؤثر بشكل عميق على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب في جميع أنحاء العالم. يتطلب فهم مفهوم العولمة فهمًا شاملاً لمجموعة متنوعة من العوامل والمتغيرات التي تشكلها وتؤثر عليها.

تاريخياً، تتبعت العولمة مساراً يمتد عبر قرون من التطور الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي. بدأت مع التبادل التجاري بين الثقافات والحضارات القديمة، ثم تطورت مع الاكتشافات الجغرافية والتوسع الاستعماري في العصور الوسطى، وواصلت تطورها مع ثورة الصناعة والتجارة الحديثة في القرن التاسع عشر، وتسارعت بشكل كبير مع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القرن العشرين.

تشكل العولمة تحديات وفرصاً للأفراد والمجتمعات على حد سواء. من ناحية، تمثل تكامل الاقتصادات والتفاعل الثقافي فرصة لزيادة الازدهار وتبادل المعرفة والتعاون الدولي. ومع ذلك، يثير هذا التفاعل أيضًا مخاوف بشأن فقدان الهوية الثقافية والتفاوت الاقتصادي العالمي وتدهور البيئة وغيرها من التحديات.

نشأة العولمة و التطور التاريخي لها :

التطور التاريخى للعولمة يمكن تقسيمه لعدة مراحل تاريخية هامة:

العولمة التجارية والثقافية في العصور القديمة:

في هذه المرحلة، شهدت العالم تبادلًا تجاريًا وثقافيًا بين مختلف الحضارات والممالك والإمبراطوريات. مثلًا، كانت طرق الحرير والتوابل تمثل شبكة تجارية قديمة تربط بين الشرق والغرب.

الاستعمار والتوسع الاقتصادي في العصور الحديثة:

خلال هذه المرحلة، شهد العالم عمليات استعمارية تسهم في توسيع النطاق الجغرافي للتجارة والتأثير الاقتصادي للدول الأوروبية. تمتلك الشركات الاستعمارية نفوذاً هائلاً في الاقتصاد العالمي وكان لها تأثير كبير على الحضارات المحلية.

ثورة التكنولوجيا والاتصالات في القرن العشرين:

في هذه المرحلة، غيرت التكنولوجيا والاتصالات الثورة صورة العالم بشكل كبير. تسارعت عمليات التجارة والاتصالات بفضل تطور وسائل النقل والاتصالات الحديثة مثل السفر الجوي والإنترنت، مما سهل على نطاق واسع التواصل والتبادل بين الدول والثقافات.

العولمة في العصر الرقمي والمعرفي:

هذه المرحلة تتميز بتفشي العولمة الرقمية وانتشار المعرفة والمعلومات بشكل هائل. يلعب الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًا في توسيع الشبكات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عبر الحدود الوطنية.

كل مرحلة من هذه المراحل تمثل نقطة تحول هامة في تطور العولمة، وتشهد تغيرات هيكلية وتحولات في العلاقات الدولية والاقتصادية والثقافية على الصعيدين الدولي والمحلي.

مفهوم العولمة :

العولمة هي تفاعل الأسواق والأفكار والبشر عبر الحدود الوطنية، والتواصل المتسارع بين الدول والشعوب والثقافات، وتكون العولمة في هذا المعنى التفاعلي مجموعة من العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تخترق الحدود الوطنية، وتؤدي إلى تكامل السوق العالمية واندماجها في نظام اقتصادي عالمي واحد ."

"العولمة هي عملية تفاعلية تجمع بين الشعوب والاقتصادات والثقافات عبر الحدود الوطنية، وتتضمن تكامل الأسواق العالمية وتدفق الرأسمال والمعرفة والعمالة بشكل غير مسبوق."

"العولمة تمثل عملية تكامل الشعوب والثقافات والمجتمعات في شبكة عالمية تتسم بالتفاعل والتبادل، وتتضمن انتشار القيم والمعتقدات والأساليب الحياتية بشكل أوسع وأسرع من أي وقت مضى."

و يعرف أولريش بك العولمة بأنها انهيار وحدة الدولة الوطنية والمجتمع الوطنية وتكون العلاقات جديدة للقوة والمنافسة والصراعات والتدخلات بين وحدات الدولة الوطنية والممثلين الداخليين من جهة والممثلين عبر الحدود الوطنية اجتماعية من جهة أخرى

و يعرف أنتوني جيدينز العولمة علي أنها تؤدي إلى نتائج بعيدة المدى وتترك آثارها على جوانب الحياة الاجتماعية جميعها تقريبا غير أنها تعتبر عملية مفتوحة متناقضه العناصر تسفر عن مخرجات يصعب التكهن بها أو السيطرة عليها .

خصائص العولمة :

طرح أنتونى جيدنز في مؤلفاته عدداً من خصائص العولمة و منها :

تفكيك الزمان والمكان:

يقول غيدنز إن العولمة قد أدت إلى تقليل الأثر الملموس للزمان والمكان في حياتنا، حيث يمكن للأفكار والمعلومات والسلع والخدمات أن تتحرك بسرعة عبر الحدود الوطنية.

تكامل الاقتصاد العالمي:

يركز غيدنز على كيفية تكامل الاقتصادات الوطنية في اقتصاد واحد عالمي، حيث يمكن للشركات والمؤسسات الدولية العمل عبر الحدود بسهولة أكبر من أي وقت مضى.

التواصل الثقافي:

يشير غيدنز إلى أن العولمة قد أدت إلى زيادة التواصل الثقافي بين الشعوب والثقافات المختلفة، مما يؤدي إلى امتزاج وتبادل الثقافات.

التحولات في السلطة والسياسة:

يركز غيدنز أيضًا على كيفية تأثير العولمة على هياكل السلطة والسياسة، حيث يشير إلى ظهور مؤسسات دولية جديدة وتحول العديد من القضايا إلى قضايا عالمية تتطلب حلاً عبر الحدود.

أبعاد العولمة :

العولمة تتضمن عدة أبعاد تشكل جوانب مختلفة من تكامل وتفاعل العالم عبر الحدود الوطنية و منها :

البعد الاجتماعى :

تأثير العولمة على البعد الاجتماعي يشمل عدة جوانب، ويمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا باختلاف الظروف والسياقات و من هذه الاثار :

تقارب الثقافات:

يمكن أن تسهم العولمة في تقارب الثقافات وتبادل الأفكار والقيم بين الشعوب. يؤدي هذا التقارب إلى زيادة التفاهم المتبادل وتقدير التنوع الثقافي، مما يعزز التعايش السلمي والتواصل بين الثقافات المختلفة.

تأثيرات الهجرة:

تؤثر العولمة على نمط الهجرة، حيث يبحث الأفراد عن فرص اقتصادية وتعليمية وثقافية في بلدان أخرى. يمكن أن تؤدي هذه الهجرة إلى تغييرات اجتماعية في البلدان المقصدة وتحديات جديدة مثل التكامل الثقافي والتمييز.

تغيرات في هوية المجتمعات:

تتأثر هوية المجتمعات المحلية بسبب التفاعل الثقافي والاقتصادي العالمي. قد يؤدي التأثير الثقافي العالمي إلى تغييرات في القيم والمعتقدات والعادات الاجتماعية المحلية، مما يؤدي إلى تحديات في تماسك المجتمعات.

تأثير وسائل الإعلام والاتصالات:

تسهل وسائل الإعلام والاتصالات العولمة تبادل المعلومات والأفكار بسرعة وسهولة، مما يؤدي إلى تأثيرات اجتماعية كبيرة. قد تؤدي الصور الثقافية والمعايير العالمية المنتشرة عبر وسائل الإعلام إلى تغييرات في سلوكيات الناس وآرائهم.

تحديات التمييز والعدالة الاجتماعية:

قد تؤدي العولمة إلى تعميق الفجوات الاجتماعية بين الطبقات الاقتصادية المختلفة داخل الدول، وبين البلدان النامية والمتقدمة. يمكن أن تزيد العولمة من التمييز والظلم الاجتماعي إذا لم يتم التصدي لها بشكل فعال من خلال سياسات اجتماعية عادلة وتوزيع عادل للثروات والفرص.

توضح هذه الأثار كيف يؤثر التفاعل العالمي وتكامل الثقافات في تشكيل الهويات والتحولات الاجتماعية على المستوى المحلي والعالمي.

البعد الثقافي:

يركز هذا البعد على التبادل الثقافي وانتشار الأفكار والقيم والعادات بين الشعوب. يساهم التواصل العالمي في تقارب الثقافات وتنوعها، مما يؤدي إلى ظهور ثقافة عالمية مشتركة وتبني العديد من القيم والممارسات الثقافية المشتركة.
و يمكن القول بأن البعد الثقافي للعولمة هو الخلفية أو الأصل لبقية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فإذا ما كان يقصد بالثقافة نسق القيم الأساسية في مجتمع ما وأن كل مجتمع يميل إلى التميز بنسق قيم سائد يقوم عن طريق إشباع حاجات الأفراد الذين يبتكرون الوسائل لذلك ويتم لهم يرمون إليها عن طريق العقل والإدراك وما ترمي إليه العولمة في جانبها الثقافي وكما يسميه البعض الغزو الثقفي أو الاختراق الثقافي وهو السيطرة على الإدراك لاستبدال النسق القيمي لدى الشعوب بما تماشى مع ثقافة الاستهلاك التي هي ثقافة العولمة .

البعد السياسي:
-يشير البعد السياسي إلى تأثير العولمة على الهياكل السياسية والتنظيمات الدولية. يسهل التكامل الاقتصادي والثقافي نقل السلطة وتأثير المؤسسات الدولية في الشؤون السياسية للدول
لقد ساهمت العولمة بألياتها الحديثة في تقليص دور الدولة إذا نفذ البعد السياسي للعولمة في جوهره يكون في تحجيم الدور الذي تلعبه الدولة الوطنية وتقليصه إلى أقل قدر ممكن دون القضاء على نظام الدولة بالكامل فرغم أنها المؤسسة التي تملك قوة نسبية في مقاومة الهيمنة الي أنها في نفس الوقت المؤسسة القادرة على تنسيق عمل الشركات متعددة الجنسيات في علاقاتها بالاقتصاد المحلي وحيث أن السوق الداخلي غير قادرة على استيعاب نشاط تلك الشركات العملاقة كان لابد من أخذ جزء كبير من اختصاصات الدولة وفتح الأسواق على بعضها كي تكون مجالا أرحب للنشاط الاقتصادي العالمى

البعد الاقتصادي:

يتمثل هذا البعد في تكامل الاقتصادات الوطنية وزيادة التبادل التجاري والاستثمار الأجنبي المباشر بين الدول. تؤدي العولمة الاقتصادية إلى تشكيل سوق عالمية متكاملة وتحرك الأموال والموارد بحرية عبر الحدود
و يذهب بعض الخبراء إلى أن عولمة الاقتصاد و رأس المال هي المكون الذي يشكل العصب الأساسي في العولمة حيث أن النظام الرأسمالي استطاع أن يتحول بعد انتهاء الحرب الباردة إلى نظام عالمي تقود الولايات المتحدة الأمريكية ‏يوضح ذلك ما ذهب إليه فريدمان من أن الفكرة الدافعة وراء العولمة هي رأس مالية السوق الحرة إذا كلما تركت قوة السوق التي تحكم وكلما فتحت أبواب اقتصادك أمام التجارة الحرة والمنافسة أصبح اقتصادك أكثر كفاءة وازدهار ويضيف أن العولمة انتشار رأسمالية السوق الحرة إلى كل دول العالم تقريبا ولا أيضا لها مجموعة خاصة من القوانين الاقتصادية قوانين تدور حول افتتاح اقتصاد كل دولة وإلغاء القوانين المنظمة له وخصخصته .

البعد البيئي:

يتعلق هذا البعد بتأثير العولمة على البيئة والطبيعة، حيث يؤدي نمط الاستهلاك العالمي المتزايد إلى تدهور البيئة وتغير المناخ. تتطلب مواجهة تحديات العولمة البيئية تعاونًا دوليًا قويًا وتبني سياسات بيئية مستدامة.

تتفاعل هذه الأبعاد مع بعضها البعض بشكل متشابك لتشكل صورة شاملة للعولمة وتأثيرها على العالم في مختلف المجالات.

أنماط وأشكال العولمة :

تتخذ العولمة مظاھر وأشكال مختلفة . العولمة ظاھرة مركبة ومعقدة، فھي تتخذ أبعاداً ومظاھر متداخلة ومختلفة, ويمكن تحديد أھم أشكالھا فيما يلي :

** العولمة الاقتصادية :**

وتتمثل في سيادة النظام الرأسمالي المبني على اقتصاد السوق والحرية والمنافسة وانفتاح الأسواق، وتسھيل تدفق السلع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة وھيمنة التكتلات الاقتصادية والشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات الاقتصادية الدولية.

** العولمة السياسية :**

وتتجلى في تلاشي الأنظمة الشمولية وتبني الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، واختلال العلاقات الدولية باختفاء الثنائية القطبية وھيمنة النظام العالمي الجديد القائم على القطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.

** العولمة الثقافية و الفكرية :**

تتبلور في سيادة ثقافة العالم الرأسمالي من قيم وعادات وأفكار مبنية على الحرية والنزعة الفردية والفلسفة البراغماتية، وتلاشي الخصوصيات الحضارية، والترويج للثقافة الكونية الواحدة.
فهي تهدف إلى دمج ثقافة مجتمع آخر إلى مجتمع جديد، بحيث تتأثر الثقافة والعادات الخاصة بالمجتمع الجديد.

** العولمة التقنية والإتصالية.:**

تتمثل في ولوج العالم مرحلة الثورة التكنولوجية الثالثة، وبروز ظاھرة « القرية العالمية» بتقليص المسافات الجغرافية وسقوط الحدود الاقتصادية بتطور وسائل الإعلام والاتصال.
وتتمثل أيضلً في منصات مواقع التواصل الاجتماعي “Facebook أو Instagram أو Skype أو Youtube” وغيرهم من مواقع أخري .

النص المترجم

“بالنسبة لأأورليش بيك، فإن نتيجة واضحة لنجاح الحداثة الصناعية هي توزيعها الواسع المكاني، وقدرتها على عبور الحدود واختراق الثقافات. في الوقت نفسه، إلا أن العولمة ليست عملية حليمة بالنسبة لبيك. بالنسبة له، يتحدى ظهور العولمة الترابية وسيادة الدولة الأمة، ويقلل من سلطة الدولة ومواطنيها للتصرف بشكل منفرد أو مستقل، ويضر بالسيادة الاقتصادية عن طريق إجبار الدول على التصرف بطرق واعتماد سياسات تتناسب بشكل عام مع مزاجات رؤوس الأموال المتنقلة بسرعة كبيرة. علاوة على ذلك، فإنه يجعل الأسواق غير قومية، ويخلق أنماطًا دولية للتنافس على الاستثمار الأجنبي، ويضطر الدولة للرد على جمهور دولي بدلاً من محلي بشكل خالص؛ شيء لم يتم تصميمه لأن أساسه للشرعية والمساءلة موجود داخلياً، ومع ذلك الكثير من احتياجاتها المادية تتحقق الآن من خلال التفاعل الاقتصادي الخارجي. وهذا يؤدي إلى تآكل الصحة الديمقراطية للمواطنة تحت الحداثة الانعكاسية، وتُضعف آليات المساءلة والنزاهة التي تُعتبر علامات حداثة المجتمع الصناعي بسبب الدور المتزايد للممثلين الاقتصاديين غير المحليين والعمليات.

تنتج العولمة بالتالي "لعبة سلطة بين الجهات السياسية المحددة مكانيًا (الحكومة، البرلمان، النقابات) والجهات الاقتصادية غير المحددة مكانيًا (ممثلو رؤوس الأموال، التمويل، التجارة)" وتؤدي إلى "الاقتصاد السياسي للمخاطرة والمخاطر" حيث يمكن أن يتحدى الهروب من رأس المال، والإضرابات النقدية، والانتقال، والإنتاج الخارجي، والتعهيد، الأمن الاقتصادي للدولة ومواطنيها. بالنسبة لبيك، فإن تأثيرات هذا الأمر تميل إلى الانتشار إلى أسفل، حيث تُعطي سياسات الحكومة دفعة للوراء للدولة الاجتماعية نتيجة لقيود الميزانية الناجمة عن تقلص قاعدة الضرائب الشركاتية (وهي نتيجة ذاتها للسياسات التي يتبعها الدولة في محاولتها للتنافس على الاستثمار الأجنبي ورأس المال)، وتقوم، بدورها، بتقويض قدرة الدولة على دعم العمالة الخاملة، والفقراء، وذوي الإعاقة الجسدية، أو توفير السلع العامة الواسعة والمكلفة مثل التعليم والصحة. تصبح هذه "تأثيرات التتابع" حيث تنسحب الدولة من مسؤولياتها التقليدية وتحمل هذه المسؤوليات إلى مواطنيها، مما يزيد من المخاطر التي يواجهها الأفراد من خلال جعل رفاهيتهم حفظًا للمسؤولية الفردية من خلال التوفير الذاتي (مثل التأمين الخاص على العجز والحياة، على سبيل المثال، التأمين على البطالة، زيادة التوفير الشخصي، إلخ)