Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (71%)

المبحث الثالث : العامل النحوي
أ- لغة : من الجذر الثلاثي )عمل(. والعمل المهنة والفعل 1واعتمل الرجل :عمل بنفسه
و)عمل(من باب طرب واعمله غيره واستعمله أيضا طلب إليه العمل.والعوامل جمع عامل , والعامل لغة : ما يصدر عنه العمل.العامل في العربية ما عمل عملا فرفع أو نصب أو جر ,وكالأسماء التي من شأنها أن تعمل أيضا وكأسماء الفعل وقد عمل الشيء في الشيء
وهو ما أ ثّر في آخر الكلمة من اسم أو فعل أو حرف , حد ]العامل[ الجالب للإع ا رب ]ما[-
أي شيء- ]اثر[ رفعا , أو ج ا ر ]في آخر الكلمة[ المعربة من اسم وفعل , أو
حرف والأصل فيه أن يكون من الفعل ثم من الح رف ثم من الاسم . ولا يؤثر العامل أثرين
5
ثانيا- نشأة العامل النحوي
نشأت نظرية العامل لدى عبد الله أبي إسحاق الحضرمي )ت 227 ه( وحذا حذوه عيسى بن
عمر الثقفي )ت 249 ه(. 6وكل
من يق أ ر كتاب سيبويه يرى أ ري العين أن الخليل هو الذي ثبت أصول نظرية العامل ومد
3 . ص 90 ,5 . عبد الله بن أحمد الفاكهي ,شرح كتاب الحدود في النحو , )د ط( ,6 الطيب دخير ,العامل والأثر في الدرس النحوي بين القديم والحديث )دراسة وصفية تحليلية ( , 1019 , ص 61 - أحمد عزوز ,98
قواعدها العامة ذاهبا إلى أنه لابد مع كل رفع لكلمة أو نصب أو خفض أو جزم من عامل
1
مجمل الآ ا رء في أصل النظرية ومنشأها يمكن حصرها على تباينها مجموعتين :
-مجموعة آ ا رء تذهب إلى أن الإعمال في النحو العربي عارية من مصادر أخرى فهي كهذا
النحو العربي . وهذا يستدعي طبعا إقصاءه , أما المجموعة الثانية فتكونها آ ا رء تقرر انبثاق
الإعمال عن واقع الدرس اللغوي : فهي إما أثر للتجاوب الملحوظ بين عناصر التركيب
2
3
اعتبر النحاة العامل شخصية لها اعتبا ا رتها الملزمة . ووضعوا هذه الاعتبا ا رت في قوانين
هي )فلسفة العامل والعمل ( ومن ذلك اعتبارهم بعض العوامل أصلا كالأفعال وبعضها فرعا
ومن ذلك أيضا أنّ
الاختصاص موجب للعمل وغير ذلك كثير مما يمكن الاطلاع على آ ا رء النحاة فيه فيما نقله
4
فهي لا تعدو أن تكون
رصدا للعلاقات المعنوية واللفظية في التركيب وما ينجم عن هذه العلاقات من ظواهر
صوتية على أواخر الكلمات المعربة .نشأت العربية , لأن معظمهم كانوا يعتقدون أنّ اللغة توقيفية من صنع الله فمنذ تكلم بها
1009 , ص 116 -1916 , مصطفى بن حمزة ,5 .99
-2 العوامل المعنوية :
أ- ما ذكره البصريون : اتفق جمهور البصريين على أنّ هناك عاملين معنويين هما :
بينهم.-1 وقوع الفعل المضارع موقع الاسم : وهو الذي يرفع الفعل المضارع في مذهبهم . هما :
للمعنى وتابعاً له ، إلاّ ما نجده في اللّغة أحيانا من سمات شكلية ومعناه أيضاً أن يكون
يخرج الثاني من حكم الأول ، فيخالف في الحركة الإع ا ربية لتكون هذه المخالفة وسيلة
لفظية ترمز للمعنى الم ا رد ، مثلا إذ قلت لا تأكل وتضحك أ ريت في هذا التركيب ما يدّل
وعن الضحك في كل الحالات ، بل أردت أن تُخرج )تضحك( من حكم النهي الذي في
وتصرف
2
-1 التجرد أو التعري من الناصب : وهو العامل الذي يرفع الفعل المضارع عند الف ا رء وعند
غيره من حذّاق الكوفيين .والجوازم , فإذا دخلت المضارع , 3
118 , 3وليد عاطف الأنصاري , نظرية العامل في النحو العربي )عرضا ونقدا ( , دار الكتاب الثقافي ,60
- الفاعلية : وبه يرفع الفاعل في مذهب خلف الأحمر
- المفعولية : وبه ينصب المفعول به عنده أيضا
- الصفة : وهو العامل المعنوي الذي يعمل في الصفة عند أبي الحسن الأخفش.-1 العوامل اللفظية :
سماعية وقياسية .فالسماعية ما سمعت عن العرب ولا يقاس عليها كحروف الجر والحروف المشبهة وغيرها
من العوامل اللفظية ثابتة للعمل . أما اللفظية القياسية فهي ما سُ مع عن العرب من ألفاظ
3
2 - العوامل اللفظية السمعية
-2 حروف الجر:وتعمل لمشابهتها للأفعال في الاختصاص بالأسماء .دخول عامل النصب . 4
والخشبة . 1محمد خير الحلواني ,2 . رياض بن حسن الخوّام , نظرية العامل في النحو العربي تقعيد وتطبيق , )د ط ( , علي مزهر الياسري , ص 166
61
/أن/لن/كي/إذن/.-6 جوازم المضارع : وهي خمسة أحرف :
إنْ : الشرط والج ا زء . و)لما(:
لنفي الماضي بعد نقله من المستقبل إلى الماضي ,وانتظار, و)لام الأمر ( نحو : ليفعل زيد ,-7 مايجزم الفعلين :
1
1 - العوامل اللفظية القياسية
-2 الأفعال: وهي ترفع الفاعل في كلّ حال ؛أم ا ر . فإن قيل لمَ قدّم الفعل على المصدر مع انّه أصل في الاشتقاق ؟ قلنا : إنّ
الفعل أصل في العمل والكلامُ هنا في العمل ولذا استحق التقديم.-1 المصدر : وهو في العمل كالفعل فإن قيل لم عمل المصدر؟ قلنا : لأنّه في تقدير
والمصدرُ
2
-3 اسم الفاعل : ومسوّغ عمله هو مشابهة الفعل المضارع في الحركات والسكنات
وعدد الحروف لذلك اشترط فيه النحاة الدلالة على الحال أو الاستقبال لتأكيد مشابهته
بالمضارع ن وع ذلك يجيزون عمله ذالا على الماضي إذا كان مقترنا ب "ال" التي
3
ص ) 103
116
61
مضروبٌ غلامها الآن وغدا .-5 الصفة المشبهة : وعملت لأنها تشبه اسم الفاعل في التثنية والجمع ن والتذكير
1
-6 اسم التفصيل :ويعمل عمل فعله الذي اشتق منه ومشابهة اسم التفضيل للفعل ضعيفة
لذلك وقع الخلاف في عمله في ما من شأنه أن يحتاج إلى قوة العامل
-7 الاسم المضاف : ويجر في المضاف إليه والإضافة نوعان : لفظية ومعنوية والأولى
2
ا ربعا - العامل عند النحاة القدامى
-2 أ ري الخليل في العامل)ت 275 ه(وهو الذي ثبت أصول نظرية العامل ومد فروعها
وأحكامها إحكاما بحيث أخذت تصورتها التي ثبتت على مر العصور فقد أرسى قوادحها
العامَّ ة ذاهبا إلى أ نه لا بدّ مع كّل رفع لكلمة أو نصب أو خفض أو جزم من عامل يعمل
في الأسماء والأفعال المعربة ومثلهما الأسماء المبنية 3
والعامل عادة لفظي مثل المبتدأ وعمله في الخبر الرفع ,العمولات النصب . وقد يكون العامل معنويا على نحو ما نصّ عليه تلميذه سيبويه في باب
ينصبه . ومنها ما ينصب بعده ويرفعه كالفعل وهو إنّ و أن .حيث قال عنه تلميذه سيبويه : "وزعم الخليل أنّ هذه الحروف عملت عملين : الرفع والنصب
كما عملت كان الرفع والنصب حين قلتَ : )كان أخاك زيدا ( إلا لأنه ليس لك أن تقول
كأن أخوك عبد الله ( تريد كأن عبد الله أخوك لأنها لا تتصرف تصرف الأفعال ولا يُضمَر
66
فلم يجروها
1
-1 العامل في عُرف سيبويه
ومن آ ا رءه أنّه نصّ ص ا رحة بالعامل في قوله 2} وانّما ذكرت لك ثمانية مجار لأفرق بين ما
بداخله ضرب من هذه الأربعة لما يحدث فيه العامل وبين ما يُبنى عليه الحرف بناءاً لا
الحرف , وذلك الحرف حرف الإع ا رب. 3 فكأ نه قال لا أفرّق بين المرفوع والمنصوب
والمخفوض والمجزوم .بناءاً لا يزول ، يعنى صيغت عليه الكلمة صياغة لا يزيلها شيء من العوامل المختلفة ، 4
وقد بنى سيبويه أبواب كتابه على نظرية العامل التي أساس النّحو وللتعرّف أكثر على فكر
سيبويه وعقليته الفذّة فذكر بعض أبواب كتابه التي كان فيها العامل أساس وهي :
" وهذا باب الابتداء " ا رفع المبتدأ والخبر ، حيث يقول سيبويه " فأما الذي يبنى عليه شيء
هو هو "يقصد الابتداء " فإنّ المبني عليه " يقصد الخبر " يرتفع به كما ارتفع هو بالابتداء
2منية بيوض ومهنية ناصر ,1011 , ص - العربية , )مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر( , عبد العزيز جدي ,3 . الكتاب , ص 11
الكتاب ,69
ويقول في باب " وجه دخول الرفع في هذه الأفعال المضارعة للأسماء") ا رفع الفعل
المضارع( حيث ذهب سيبويه إلى أنّ العامل فيه هو وقوعه موقع الاسم لأن المضارع
أعرب لمشابهته اسم الفاعل في لفظه ومعناه . ويقول واصفاً الأفعال المضارعة وكينونتها
فأما ما كان في موضع المبتدأ
فقولك : زيدٌ ذاك , وأمّا ما كان في موضع المبني على المبتدأ فقولك : زيد يقول ذلك 1
2
عليه , 3
-3 أ ري قطرب في العامل )ت 156 ه(: من القدامى الذين نقدوا نظرية العامل محمّد بن
المستنير المعروف بقطرب )ت 156 ه ( الذي لا يرى للعامل قيمة في الأثر الإع ا ربي
الحركات الإع ا ربية ( إذ يقول 4: " وانما أعربت العرب ككلامها لأن الاسم في حال الوقف
يلزمه السكون للوقف فلو جعلوا وصله بالسكون أيضا لكان يلزمه الإسكان في الوقف
للإسكان ليعتدل الكلام ، ألا ت ا رهم بنوا كلامهم على متحرّك وساكن ومتحرّكين ولم يجمعوا
بين ساكنين في حشو الكلمة ولا في حشو بيت , ولا بين أربعة أحرف متحركة لأنهم في
5
فحسب ، مختار بزاوية ,66
1
فهو بهذا يحاول أن يردّ كل ما يتعلّق بالحركات الإع ا ربية إلى التوسيع على المتكلم في نطقه
2
-4 العامل عند الف ا رء ) 157 ه(
إنّ أوّل النّحاة الذين وصفوا بالثورة على العامل هو أبو زكريا يحي بن زياد الف ا رء )ت
157 ه ( وقد ذهب الدكتور أحمد مكي الأنصاري إلى أنّ الف اّ رء كان مناهضا لنظرية العامل
وقد استبان له من النظر في مؤلفاته إهماله لأصول الإعمال وقواعده وقد كان يرى أنّ
3
ويقول الأنصاري ومردّ الفضل في هذا إلى شيخ المجد دين أبي زكريا يحي بن زياد الف اّ رء
ولما كان إلغاء نظرية العامل يلح على الف اّ رء إلحاحا شديداً أ ريناه يلغي الأفعال النّواسخ
4
وصرح عن ابن مضاء بقوله " وبعد فلستُ أشك في أنّ ابن مضاء قد انتفع بآ ا رء الف اّ رء أكبر
انتفاع و يخ يل إليَّ أننّي لو تتبعت بقية آ ا رء ابن مضاء في كتابه لرددت معظمها إلى من
وحجة الأنصاري في هذا أن د.شوقي ضيف محقق كتاب الرد على النحاة قد نبه إلى أن ابن
ص 130
3مصطفى بن حمزة ,4 أحمد مكي الأنصاري , أبو زكريا الفرّاء) ومذهبه في النحو واللغة ( , ط ( ,المائدة/ 45 . 1
لكن ابن مضاء يذهب إلى أن الفعل المرتبط بالفاء )فاقطعوا( هو الخبر وهذا لا يعادل زيد
فمنطلق الذي لا يصح أن تكون منطلق فيه أخي ا ر لأن كلمة السارق والسارقة مع كونهما
2
-5 العامل عند المبرد)ت 165 ه(
كان المبرد ممن يقولون بالعامل ويعترضون بتأثير الكلمات والحروف بعضها في بعض فمن
"إلا" . كما ذهب المبرد في أحد آ ا رئه إلى أنَّ *إلّا * هي عاملة النصب فيه وذهب في أ ريه
3
فتأويله "ركضا".يركض ا ركضا .أمّ ا المبرد فكان يعربه مفعولا مطلق دالا على نوع الفعل أي دون الحاجة إلى
4
وكذلك قد وضّح المبرد هذه النظرية وبين آثارها التي امتدت إلى كل أبواب النحو فقال في
نص جامع مفيد يفهم منه النحو كله :"ضرب عبد الله زيدا ,فإن شئت قلت ضرب عبد الله
إلا أنك تعلم أنّ الضرب قد
ص 961
3 وردة عسلون وهشام جندل ,العلة والعامل عند ابن مضاء )دراسة تحليلية مقارنة (, 1019 ,يوسف لعساكر ,61
لم يتعدّى فاعله , 1
فهو قد لجأ إلى الحركات للدلالة على ذلك . وأضاف
المبرد موضحا كيف امتد أثر العامل إلى الفضلات فقال : "فإن قلت : ضرب عبد الله زيدا
أعلمتني من ذلك المفعول " وقد علمت أن ذلك الضرب لابد من أن يكون وقع في مكان
وزمان فإن قلت أوضحت المكان, 2
-6 العامل عند ابن جني )ت 391 ه(
الإع ا ربي للمتكلم نفسه , حيث يقول:
" وانما قال النحويون: عامل لفظي , كمررتُ بزيد , وليت عم ا ر قائم , وبعضه يأتي عاريا من مصاحبته لفظ يتعلق
به كرفع المبتدأ بالابتداء ,القول.نفسه , لا لشيء غيره وانما قالوا : لفظي ومعنوي لما ظهرت أثار فعل المتكلم بمضامّة اللفظ
4
إنّ مقالة ابن جني لا يمكن أن تفهم مبثورة معزولة عن النص بأكمله فالنص لم يخصصه
والأقوى والأغلب ,1 . مختار بزاوية ,المعنوي , فسجّل إنّ تلك
1
-7 موقف الجرجاني من العامل)ت 472 ه(
وقد أ لّف كتاب" العوامل المائة "أوضح فيه مفهوم العوامل التي هي عبارة عن عمل الوحدات
مما
2
ثمان وتسعون منها لفظية وعاملان اثنان معنويان ,وجعل اللفظية قسمان : سماعية وقياسية ,السماعية ثلاثة عشر نوعا .فيها , 3
ونجد الجرجاني يبين ويوضح عمل الوحدات اللغوية بعضها في بعض أي أنّ كل وحدة
من الوحدات تكمل الأخرى وهذا نتيجة لفهم اللغة وكيفية البناء والتركيب وأن الإع ا رب هو
نتيجة عمل العامل في المعمول , 4
ومن خلال ما سبق يتضح أن الجرجاني قد اهتم بد ا رسة العامل النحوي من كل الجوانب ولم
يترك ثغ ا رت لم يتطرق إليها كنظرية متعاملة ينظر إليها ككل ,1 . مصطفى بن حمزة ,661
69
-5 موقف الإمام السهيلي )ت 552 ه( من العامل
يقسم السهيلي أنواع الكلم من حيث العمل إلى قسمين :
مثل الفعل والحرف , فالفعل يجب أن يعمل في الاسم الذي يؤثر
في معناه وأما الحرف هو لا يدل إلا على معنى في غيره , فوجب أن يعمل في اللفظ الدال
على المعنى الذي أثرّ فيه .- قسم الأصل فيه ألا يعمل لأنه يدل على معنى في نفسه ,الفاعل .فالفعل يعمل مباشرة في المفعول المطلق , ولا يكون المصدر في نظره مفعولا مطلقا إلا إذا
كان منعوتا أو في حكم المنعوت , أما المصدر المؤكد فإنّ الفعل غير عامل فيه لأن التوكيد
لا يعمل فيه مؤكد فالشيء لا يعمل في نفسه , وأما المفعول المطلق فهو ما كان محدودا
1
والحرف يعمل في كل ما هو مؤثر فيه معنى , عمل بعضها في
بعض وسبق إليها معنى الابتداء أو النحو , وكان الحرف دخيلا في معنى الجملة لا لمعنى
هذه القاعدة إنّ وأخواتها , 2
وأن لا يكون مهيئا
لدخول عامل عليها وشذّ المضارع لشبهه بالاسم , وأنّ العامل لا يعمل في نفسه فالصفة لا


Original text

المبحث الثالث : العامل النحوي
أولا- تعريفه
أ- لغة : من الجذر الثلاثي )عمل(. والعمل المهنة والفعل 1واعتمل الرجل :عمل بنفسه
و)عمل(من باب طرب واعمله غيره واستعمله أيضا طلب إليه العمل. 2
والعوامل جمع عامل , والعامل لغة : ما يصدر عنه العمل. 3
ب- اصطلاحا :
العامل في العربية ما عمل عملا فرفع أو نصب أو جر , كالفعل والناصب والجازم
وكالأسماء التي من شأنها أن تعمل أيضا وكأسماء الفعل وقد عمل الشيء في الشيء
أحدث فيه نوعا من الإع ا رب. 4
وهو ما أ ثّر في آخر الكلمة من اسم أو فعل أو حرف , حد ]العامل[ الجالب للإع ا رب ]ما[-
أي شيء- ]اثر[ رفعا , أو نصبا , أو ج ا ر ]في آخر الكلمة[ المعربة من اسم وفعل , أو
حرف والأصل فيه أن يكون من الفعل ثم من الح رف ثم من الاسم . ولا يؤثر العامل أثرين
في محل واحد ولا يجتمع عاملان علي معمول واحد . ولا يمتنع أن يكون له معمولان. 5
ثانيا- نشأة العامل النحوي
نشأت نظرية العامل لدى عبد الله أبي إسحاق الحضرمي )ت 227 ه( وحذا حذوه عيسى بن
عمر الثقفي )ت 249 ه(. تأسس واتسع عند الخليل بن أحمد الف ا رهيدي )ت 275 ه(. 6وكل
من يق أ ر كتاب سيبويه يرى أ ري العين أن الخليل هو الذي ثبت أصول نظرية العامل ومد
فروعها وأحكامها إحكاما بحيث أخذت صورتها التي ثبتت على مر العصور , فقد أرسى
1لسان العرب, جذر )ع م ل(
2المختار الصحاح, مادة )ع م ل(
3 . 1960 ه- 1009 , ص 90 , أبي بكر عبد القاهر الجرجاني ,العوامل المائة , دار المنهاج , لبنان )بيروت( , ط 1
4المصدر نفسه , ص ن .
5 . عبد الله بن أحمد الفاكهي ,شرح كتاب الحدود في النحو , تح : المتولي رمضان احمد الدميري , )د ط( , 1908 ه- 1988 م, ص 116
6 الطيب دخير ,العامل والأثر في الدرس النحوي بين القديم والحديث )دراسة وصفية تحليلية ( , )رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية(
. )961( , 1019 , ص 61 - أحمد عزوز , قسم اللغة العربية وآدابها , جامعة السانية , وهران , 1016
98
قواعدها العامة ذاهبا إلى أنه لابد مع كل رفع لكلمة أو نصب أو خفض أو جزم من عامل
يعمل في الأسماء والأفعال ومثلهما الأسماء المبنية. 1
مجمل الآ ا رء في أصل النظرية ومنشأها يمكن حصرها على تباينها مجموعتين :
-مجموعة آ ا رء تذهب إلى أن الإعمال في النحو العربي عارية من مصادر أخرى فهي كهذا
بعيدة أن تكون من صلب الدرس اللغوي وبهذا تكون النظرية عضوا غريبا ألصق بجسم
النحو العربي . وهذا يستدعي طبعا إقصاءه , أما المجموعة الثانية فتكونها آ ا رء تقرر انبثاق
الإعمال عن واقع الدرس اللغوي : فهي إما أثر للتجاوب الملحوظ بين عناصر التركيب
العربي وامّ ا أن تكون أث ا ر فاعلا لتفاعلات صوتية اقتصت آثار عربية خاصة . 2
العامل في النحو هو العمود الفقري الذي تدور حوله كثير من أبحاثه الرئيسية والفرعية. 3
اعتبر النحاة العامل شخصية لها اعتبا ا رتها الملزمة . ووضعوا هذه الاعتبا ا رت في قوانين
هي )فلسفة العامل والعمل ( ومن ذلك اعتبارهم بعض العوامل أصلا كالأفعال وبعضها فرعا
كالأسماء والحروف ومن ذلك أنّ بعض العوامل أقوى من غيره , ومن ذلك أيضا أنّ
الاختصاص موجب للعمل وغير ذلك كثير مما يمكن الاطلاع على آ ا رء النحاة فيه فيما نقله
السيوطي عنهم في كتابه )الأشباه والنظائر(. 4
ترتبط نظرية العامل ارتباطا مباش ا ر بظاهرة الإع ا رب في لغة العرب, فهي لا تعدو أن تكون
رصدا للعلاقات المعنوية واللفظية في التركيب وما ينجم عن هذه العلاقات من ظواهر
صوتية على أواخر الكلمات المعربة . وقد وقر في نفوس النحاة العرب أن الإع ا رب نشأ يوم
نشأت العربية , لأن معظمهم كانوا يعتقدون أنّ اللغة توقيفية من صنع الله فمنذ تكلم بها
أصحابها الأول كانت معربة على الصورة التي وفقوا بها أيام العمل بها ود ا رستها. 5
. 1شوقي ضيف , مرجع سابق , ص 68
2 . 1009 , ص 116 -1916 , مصطفى بن حمزة , نظرية العامل في النحو العربي , ط 1
3 . محمد عيد ,أصول النحو العربي , ص 199
4المرجع نفسه ص ن .
5 . محمد خير الحلواني ,أصول النحو العربي , ص 161
99
ثالثا– أنواع العوامل النحوي
-2 العوامل المعنوية :
أ- ما ذكره البصريون : اتفق جمهور البصريين على أنّ هناك عاملين معنويين هما :
-2 الابتداء: وهو الذي يرفع المبتدأ والخبر أو يرفع المبتدأ دون الخبر , على خلاف
بينهم.
-1 وقوع الفعل المضارع موقع الاسم : وهو الذي يرفع الفعل المضارع في مذهبهم .
ب-ما ذكره الكوفيون : وذهب جمهور نحاة الكوفة إلى أن هناك عاملين أيضا 1, هما :
-2 الخلاف: وهو في مجمله يدّل على نظرة لغوية واعية لأنّه يجعل الإع ا رب خاضعاً
للمعنى وتابعاً له ، إلاّ ما نجده في اللّغة أحيانا من سمات شكلية ومعناه أيضاً أن يكون
في التركيب ما يدلّ على الرّبط بين شيئين أو أكثر في الحكم إلا أن المتكلم يريد أن
يخرج الثاني من حكم الأول ، فيخالف في الحركة الإع ا ربية لتكون هذه المخالفة وسيلة
لفظية ترمز للمعنى الم ا رد ، مثلا إذ قلت لا تأكل وتضحك أ ريت في هذا التركيب ما يدّل
على الرّبط بين الأكل والضحك )الواو( ولكنك لا تريد أن تنهى المخاطب عن الأكل
وعن الضحك في كل الحالات ، بل أردت أن تُخرج )تضحك( من حكم النهي الذي في
)تأكل( فنصبته ولم تج زمه لأنّ في النّصب مخالفة إع ا ربية تعبّر عن المعنى ، وتصرف
من ذهن المخاطب معنى الاشت ا رك في حكم النّهي. 2
-1 التجرد أو التعري من الناصب : وهو العامل الذي يرفع الفعل المضارع عند الف ا رء وعند
غيره من حذّاق الكوفيين . فهم يرون أنّ الفعل المضارع يرتفع إذا لم تدخله النواصب
والجوازم , فإذا دخلت المضارع , دخله النصب أو الجزم . 3
-ويوجد عوامل أخرى انفرد بها بعض النحاة , منها :
. 1المرجع السابق , ص 139
. 118 , 2محمد خير الحلواني , مرجع سابق , ص 111
1960 ه- 1019 م , ص , 3وليد عاطف الأنصاري , نظرية العامل في النحو العربي )عرضا ونقدا ( , دار الكتاب الثقافي , الأردن )اربد( , ط 1
. 11
60



  • الفاعلية : وبه يرفع الفاعل في مذهب خلف الأحمر

  • المفعولية : وبه ينصب المفعول به عنده أيضا

  • الصفة : وهو العامل المعنوي الذي يعمل في الصفة عند أبي الحسن الأخفش.

  • الإضافة : وهو ما يجر المضاف إليه في أ ري الأخفش أيضا . 1
    -1 العوامل اللفظية :
    هي الملفوظة في التركيب وهي التي تحدث الحركات الإع ا ربية في نهاية الكلمة. 2وهي نوعان
    سماعية وقياسية .
    فالسماعية ما سمعت عن العرب ولا يقاس عليها كحروف الجر والحروف المشبهة وغيرها
    من العوامل اللفظية ثابتة للعمل . أما اللفظية القياسية فهي ما سُ مع عن العرب من ألفاظ
    تعمل ويقاس عليها غيرها كالفعل واسم الفاعل واسم المفعول وغيرها. 3
    2 - العوامل اللفظية السمعية
    -2 حروف الجر:وتعمل لمشابهتها للأفعال في الاختصاص بالأسماء .
    -1 الح روف المشبهة بالفعل :وعملها النصب.وهو عبارة عن الفتحة التي تحدث عند
    دخول عامل النصب .
    -3 ما يرفع الاسم وينصب الخبر :ويرفع الاسم وينصب الخبر ,وهي الأفعال
    الناقصة. 4
    -4 ما ينصب اسما مفردا : وله أحرف وهي )الواو( بمعنى )مع( نحو استوى الماء
    والخشبة .
    . 1محمد خير الحلواني , أصول النحو العربي , ص 110
    2 . رياض بن حسن الخوّام , نظرية العامل في النحو العربي تقعيد وتطبيق , )د ط ( , 1966 ه- 1019 م , ص 66
    3 . علي مزهر الياسري ,الفكر النحوي عند العرب , ص 166
    . 4عبد القاهر الجرجاني ,العوامل المائة , ص 103
    61
    -5 ن واصب المضارع : وهذا النوع يعمل المضارع , وله أربعة أحرف هي :
    /أن/لن/كي/إذن/.
    -6 جوازم المضارع : وهي خمسة أحرف :
    إنْ : الشرط والج ا زء . و)لم( : تنفي الماضي بعد نقله من المستقبل إلى الماضي. و)لما(:
    لنفي الماضي بعد نقله من المستقبل إلى الماضي , و)لما(: لنفي الماضي أيضا مع توقع
    وانتظار, و)لام الأمر ( نحو : ليفعل زيد , و)لام النهي ( نحو: لا تفعل
    -7 مايجزم الفعلين :
    وهي تسعة أسماء : )من( )أي( )ما( )متى( )مهما( )أين( )أنّى( )حيثما( )إذما( . 1
    1 - العوامل اللفظية القياسية
    -2 الأفعال: وهي ترفع الفاعل في كلّ حال ؛ أي في حال كونها ماضياً أو مضارعاً أو
    أم ا ر ..., فإن قيل لمَ قدّم الفعل على المصدر مع انّه أصل في الاشتقاق ؟ قلنا : إنّ
    الفعل أصل في العمل والكلامُ هنا في العمل ولذا استحق التقديم.
    -1 المصدر : وهو في العمل كالفعل فإن قيل لم عمل المصدر؟ قلنا : لأنّه في تقدير
    )أنّ( مع الفعل والفعلُ يعمل لافتقاره إلى الغير والعامل إنّما يعمل لافتقار. والمصدرُ
    الاسم الذي اشتق منه الفعل ويعمل عمله نحو : أعجبني ضربٌ زيدٌ عم ا رً . 2
    -3 اسم الفاعل : ومسوّغ عمله هو مشابهة الفعل المضارع في الحركات والسكنات
    وعدد الحروف لذلك اشترط فيه النحاة الدلالة على الحال أو الاستقبال لتأكيد مشابهته
    بالمضارع ن وع ذلك يجيزون عمله ذالا على الماضي إذا كان مقترنا ب "ال" التي
    هي من أبرز علامات الأسماء . 3
    . )109- 1المصدر السابق , ص ) 103
    . 2عبد القاهر الجرجاني , العوامل المائة , ص 119,116
    . 3مصطفى بن حمزة , مرجع سابق , ص 189,190
    61
    -4 اسم المفعول : كل اسم أ شْ تُق لذات مَنْ عليه الفعل ويعمل عمل فعله نحو : زيدٌ
    مضروبٌ غلامها الآن وغدا .
    -5 الصفة المشبهة : وعملت لأنها تشبه اسم الفاعل في التثنية والجمع ن والتذكير
    والتأنيث وقد عملت علته عمل اسم الفاعل . 1
    -6 اسم التفصيل :ويعمل عمل فعله الذي اشتق منه ومشابهة اسم التفضيل للفعل ضعيفة
    لذلك وقع الخلاف في عمله في ما من شأنه أن يحتاج إلى قوة العامل
    -7 الاسم المضاف : ويجر في المضاف إليه والإضافة نوعان : لفظية ومعنوية والأولى
    نحو ضارب زيد حسن الوجه والثانية نحو غلام زيد . 2
    ا ربعا - العامل عند النحاة القدامى
    -2 أ ري الخليل في العامل)ت 275 ه(وهو الذي ثبت أصول نظرية العامل ومد فروعها
    وأحكامها إحكاما بحيث أخذت تصورتها التي ثبتت على مر العصور فقد أرسى قوادحها
    العامَّ ة ذاهبا إلى أ نه لا بدّ مع كّل رفع لكلمة أو نصب أو خفض أو جزم من عامل يعمل
    . في الأسماء والأفعال المعربة ومثلهما الأسماء المبنية 3
    والعامل عادة لفظي مثل المبتدأ وعمله في الخبر الرفع , والفعل وعمله في الفاعل الرفع وفي
    العمولات النصب . وقد يكون العامل معنويا على نحو ما نصّ عليه تلميذه سيبويه في باب
    المبتدأ إذا جعله معمولا للابتداء ومن العوامل أدوات وحروف منها ما يجزم الفعل ومنها ما
    ينصبه . ومنها ما ينصب بعده ويرفعه كالفعل وهو إنّ و أن ....
    حيث قال عنه تلميذه سيبويه : "وزعم الخليل أنّ هذه الحروف عملت عملين : الرفع والنصب
    كما عملت كان الرفع والنصب حين قلتَ : )كان أخاك زيدا ( إلا لأنه ليس لك أن تقول
    )كأن أخوك عبد الله ( تريد كأن عبد الله أخوك لأنها لا تتصرف تصرف الأفعال ولا يُضمَر
    . 1عبد القاهر الجرجاني , مصدر سابق , ص 113,111
    2 . الطيب دخّير , مرجع سابق , ص 91
    . 3شوقي ضيف , مرجع سابق , ص 68
    66
    فيها المرفوع كما يُضمَر في كان ومن ثَّم فرقوا بينهما كما فرقوا بين ليس وما , فلم يجروها
    مج ا رها ولكن قيل هي بمنزلة الأفعال فيما بعدها وليست بأفعال. 1
    -1 العامل في عُرف سيبويه
    ومن آ ا رءه أنّه نصّ ص ا رحة بالعامل في قوله 2} وانّما ذكرت لك ثمانية مجار لأفرق بين ما
    بداخله ضرب من هذه الأربعة لما يحدث فيه العامل وبين ما يُبنى عليه الحرف بناءاً لا
    يزول عنه لغير شيء أحدث ذلك فيه من العوامل التي لكلّ عامل منها ضربٌ من اللفظ في
    الحرف , وذلك الحرف حرف الإع ا رب. 3 فكأ نه قال لا أفرّق بين المرفوع والمنصوب
    والمخفوض والمجزوم .
    وهو ما يتغير من الكلم بالعوامل التي تثبت مرّة وتزول مرّة أخرى وبين ما يُبنى عليه الحرف
    بناءاً لا يزول ، يعنى صيغت عليه الكلمة صياغة لا يزيلها شيء من العوامل المختلفة ،
    بمعنى أنّ العامل هو الذي يُحدث الإع ا رب والمسبب له ومن علاماته الرفع والنّصب
    والسكون. 4
    وقد بنى سيبويه أبواب كتابه على نظرية العامل التي أساس النّحو وللتعرّف أكثر على فكر
    سيبويه وعقليته الفذّة فذكر بعض أبواب كتابه التي كان فيها العامل أساس وهي :
    " وهذا باب الابتداء " ا رفع المبتدأ والخبر ، حيث يقول سيبويه " فأما الذي يبنى عليه شيء
    هو هو "يقصد الابتداء " فإنّ المبني عليه " يقصد الخبر " يرتفع به كما ارتفع هو بالابتداء
    والمقصود أن يرتفع الخبر بالمبتدأ . 5
    1المرجع السابق , ص ن .
    2منية بيوض ومهنية ناصر , العامل النحوي عند ابن الأنباري من خلال كتابيه الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين وأسرار
    1011 , ص - العربية , )مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر( , عبد العزيز جدي , قسم اللغة والأدب العربي , جامعة العربي تبسي , تبسة , 1013
    . )196( , 11
    3 . 1908 ه- 1988 م, ص 11 , سيبويه , الكتاب , تح : عبد السلام محمد هارون , ج 1, مكتبة الخانجي , القاهرة , ط 1
    . 4المصدر نفسه , ص 11
    . 1908 ه- 1988 م , ص 111 , 5سيبويه ,الكتاب ,تح : عبد السلام محمد هارون , ج 1, مكتبة الخانجي , القاهرة , ط 6
    69
    ويقول في باب " وجه دخول الرفع في هذه الأفعال المضارعة للأسماء") ا رفع الفعل
    المضارع( حيث ذهب سيبويه إلى أنّ العامل فيه هو وقوعه موقع الاسم لأن المضارع
    أعرب لمشابهته اسم الفاعل في لفظه ومعناه . ويقول واصفاً الأفعال المضارعة وكينونتها
    في مواضع الأسماء ترفعها كما يرفع الاسم كينونته مبتدأ ، فأما ما كان في موضع المبتدأ
    فقولك : زيدٌ ذاك , وأمّا ما كان في موضع المبني على المبتدأ فقولك : زيد يقول ذلك 1
    فعامل الرّفع في الفعل المضارع عنده هو عامل معنوي لأن سيبويه هنا يعتمد على القياس. 2
    وهكذا تتداخل فكرة العامل النحوي في كلّ أبواب الكتاب وفصوله لأنّها الأساس الذي يُبنى
    عليه , فالعامل عند سيبويه هو الذي يُحدث الإع ا رب. 3
    -3 أ ري قطرب في العامل )ت 156 ه(: من القدامى الذين نقدوا نظرية العامل محمّد بن
    المستنير المعروف بقطرب )ت 156 ه ( الذي لا يرى للعامل قيمة في الأثر الإع ا ربي
    )الحركات الإع ا ربية ( إذ يقول 4: " وانما أعربت العرب ككلامها لأن الاسم في حال الوقف
    يلزمه السكون للوقف فلو جعلوا وصله بالسكون أيضا لكان يلزمه الإسكان في الوقف
    والوصل وكانوا يبطئون عند الإد ا رج فلما وصلوا وأمكنهم التحريك , جعلوا التحريك معاقبا
    للإسكان ليعتدل الكلام ، ألا ت ا رهم بنوا كلامهم على متحرّك وساكن ومتحرّكين ولم يجمعوا
    بين ساكنين في حشو الكلمة ولا في حشو بيت , ولا بين أربعة أحرف متحركة لأنهم في
    اجتماع الساكنين يبطئون وفي كثرة الحروف المتحركة يستعجلون وتذهب المهلة في كلامهم
    فجعلوا الحركة عقب الإسكان . 5
    فهو يرى هنا أنّ المتكلّم يلجأ للحركة الإع ا ربية عندما يصعب عليه التسكين في الوصل
    فحسب ، دون أن يكون لها أثر في المعنى وسئل مرّة فهلاّ لزموا حركة واحدة 6 فقال : " لو
    1 . سيبويه , الكتاب , ج 1, ص 10
    2 . منية بيوض ومهنية ناصر , مرجع سابق , ص 19
    3 المرجع نفسه , ص ن .
    . 4مختار بزاوية , مرجع سابق , ص 130
    . 5الزجاجي , الإيضاح في علل النحو , ص 10,11
    6 . مختار بزاوية , النحو العربي ومحاولات تيسيره , ص 130
    66
    فعلوا ذلك لضيقّوا على أنفسهم فأ ا ردوا الاتساع في الحركات وألاّ يحظروا على المتكلم الكلام
    إلا بحركة واحدة " . 1
    فهو بهذا يحاول أن يردّ كل ما يتعلّق بالحركات الإع ا ربية إلى التوسيع على المتكلم في نطقه
    والتخفيف عليه و إعطائه فرصة الإختيار بين عدد من الحركات . 2
    -4 العامل عند الف ا رء ) 157 ه(
    إنّ أوّل النّحاة الذين وصفوا بالثورة على العامل هو أبو زكريا يحي بن زياد الف ا رء )ت
    157 ه ( وقد ذهب الدكتور أحمد مكي الأنصاري إلى أنّ الف اّ رء كان مناهضا لنظرية العامل
    وقد استبان له من النظر في مؤلفاته إهماله لأصول الإعمال وقواعده وقد كان يرى أنّ
    الف اّ رء هو ملهم تلك الدّعوة التي تجلت واضحة عند ابن مضاء من دون أن يعترف هذا
    بأخذه . 3
    ويقول الأنصاري ومردّ الفضل في هذا إلى شيخ المجد دين أبي زكريا يحي بن زياد الف اّ رء
    ولما كان إلغاء نظرية العامل يلح على الف اّ رء إلحاحا شديداً أ ريناه يلغي الأفعال النّواسخ
    فيدمج باب كان وأخواتها في باب الفعل العام ويعرب المرفوع فاعلا والمنصوب حالا أو شبه
    حال . 4
    وصرح عن ابن مضاء بقوله " وبعد فلستُ أشك في أنّ ابن مضاء قد انتفع بآ ا رء الف اّ رء أكبر
    انتفاع و يخ يل إليَّ أننّي لو تتبعت بقية آ ا رء ابن مضاء في كتابه لرددت معظمها إلى من
    بعضها الأصيل وهو أبو زكريّا الف اّ رء . 5
    وحجة الأنصاري في هذا أن د.شوقي ضيف محقق كتاب الرد على النحاة قد نبه إلى أن ابن
    مضاء قد قال بقول هو للف ا رء ويتعلق الأمر بإع ا رب الآية )والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما(
    1 . الزجاجي ,مصدر سابق , 110,111
    . 2مختار بزاوية , مرجع سابق , ص 130
    . 3مصطفى بن حمزة ,نظرية العامل في النحو العربي , ص 616
    4 أحمد مكي الأنصاري , أبو زكريا الفرّاء) ومذهبه في النحو واللغة ( , المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية , القاهرة , )د
    . ط ( , 1689 ه- 1939 م , ص 960
    5المرجع نفسه , ص ن .
    63
    المائدة/ 45 .وسيبويه كان يرى بأن السارق والسارقة مبتدآن والخب ا رن محذوفان والتقدير فيهما
    فرض عليكما . 1
    لكن ابن مضاء يذهب إلى أن الفعل المرتبط بالفاء )فاقطعوا( هو الخبر وهذا لا يعادل زيد
    فمنطلق الذي لا يصح أن تكون منطلق فيه أخي ا ر لأن كلمة السارق والسارقة مع كونهما
    اسمين فإن فيهما معنى كبير يقبل أن يخبر عنه بخلاف زيد . 2
    -5 العامل عند المبرد)ت 165 ه(
    كان المبرد ممن يقولون بالعامل ويعترضون بتأثير الكلمات والحروف بعضها في بعض فمن
    ذلك كان سيبويه يرى أنّ العامل في المستثني هو الفعل السابق عليه المتعدي إليه بواسطة
    "إلا" . كما ذهب المبرد في أحد آ ا رئه إلى أنَّ *إلّا * هي عاملة النصب فيه وذهب في أ ريه
    أنّ العامل فيه فعل اشتق المفهوم من الكلام . 3
    ومن ذلك أيضا أن سيبويه كان يعرب ركاضا نحو"جاء زيد ركاضا"حالا مؤولا بالمشتق
    فتأويله "ركضا". لكن الأخفش يعربه مفعول مطلق لفعل محذوف من صيغته , أي جاء
    يركض ا ركضا .أمّ ا المبرد فكان يعربه مفعولا مطلق دالا على نوع الفعل أي دون الحاجة إلى
    تقدير فعل عامل فيه كما ذهب الأخفش . 4
    وكذلك قد وضّح المبرد هذه النظرية وبين آثارها التي امتدت إلى كل أبواب النحو فقال في
    نص جامع مفيد يفهم منه النحو كله :"ضرب عبد الله زيدا ,فإن شئت قلت ضرب عبد الله
    فعرفتني أ نه قد كان منه ضرب اقصار بمنزلة)قام عبد الله( ,إلا أنك تعلم أنّ الضرب قد
    . 1مصطفى بن حمزة , مرجع سابق , ص 616
    . 2أحمد مكي الأنصاري, مرجع سابق , ص 961
    3 وردة عسلون وهشام جندل ,العلة والعامل عند ابن مضاء )دراسة تحليلية مقارنة (,)مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في
    . )36( , 1019 ,ص 18 - اللغة والأدب العربي (,يوسف لعساكر ,قسم اللغة والأدب العربي ,جامعة بجاية , 1016
    4المرجع نفسه, ص ن .
    61
    تعدّى إلى مضروب وأنّ قولك :)قام ( , لم يتعدّى فاعله , فإن قلت ضرب عبد الله زيدا
    أعلمتني من ذلك المفعول. 1
    فهو قد لجأ إلى الحركات للدلالة على ذلك . نفهم من ضبط المتكلم للجملة , وأضاف
    المبرد موضحا كيف امتد أثر العامل إلى الفضلات فقال : "فإن قلت : ضرب عبد الله زيدا
    أعلمتني من ذلك المفعول " وقد علمت أن ذلك الضرب لابد من أن يكون وقع في مكان
    وزمان فإن قلت أوضحت المكان, و انْ قلت يوم الجمعة بيننا الوقت , وقد علمت أن لك حالا
    وللمفعول حالا . 2
    -6 العامل عند ابن جني )ت 391 ه(
    كان ابن جني لا يرفض فكرة العامل كما قررها سيبويه والنحاة من بعده إلا إ نه ينسب الأثر
    الإع ا ربي للمتكلم نفسه , وليس للعامل ولكنه لا ينكر وجود العامل في اللغة 3, حيث يقول:
    " وانما قال النحويون: عامل لفظي , وعامل معنوي ليروك أنّ بعض العمل يأتي مسببا عن
    لفظا يصحبه , كمررتُ بزيد , وليت عم ا ر قائم , وبعضه يأتي عاريا من مصاحبته لفظ يتعلق
    به كرفع المبتدأ بالابتداء , ورفع الفعل لوقوعه موقع الاسم , وهذا ظاهر الأمر. وعليه صفحة
    القول.
    فأما في الحقيقة ومحصول الحديث فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم إنما هو للمتكلم
    نفسه , لا لشيء غيره وانما قالوا : لفظي ومعنوي لما ظهرت أثار فعل المتكلم بمضامّة اللفظ
    للفظ أو باشتمال المعنى على اللفظ وهذا واضح . 4
    إنّ مقالة ابن جني لا يمكن أن تفهم مبثورة معزولة عن النص بأكمله فالنص لم يخصصه
    ابن جني لنقض نظرية العامل وانما أفرده لتأكيد أ ريه في أن العامل المعنوي هو الأصل
    والأقوى والأغلب , والأظهر وهذا طبعا مخالف لما عند النحاة من تقوية العامل اللفظي على
    1 . رياض حسن الخوام, مرجع سابق , 19,10
    2 المرجع السابق , ص ن .
    3 . مختار بزاوية , النحو العربي ومحاولات تيسيره , ص 131
    4 . ابن جني ,الخصائص ,ج 1 , ص 109,110
    68
    المعنوي , فلقد حاول ابن جني الدفاع عن أ ريه بشاهد من موانع الصرف , فسجّل إنّ تلك
    الموانع تسعة : ثمانية منها معنوية وواحد منها لفظي يتمثل في مشابهة الاسم بالفعل . 1
    -7 موقف الجرجاني من العامل)ت 472 ه(
    وقد أ لّف كتاب" العوامل المائة "أوضح فيه مفهوم العوامل التي هي عبارة عن عمل الوحدات
    اللغوية بعضها في بعض والتي تعد تصريحا واضحا ومباشر ل أ ريه في العوامل النحوية , مما
    يدل على أنّه من العاملين المؤسسين لفكرة العامل في النحو العربي لأنّه بنى كتابه على
    العوامل النحوية وأضاف إليه الجديد. 2
    حيث جعل هذه العوامل مائة عامل ,ثمان وتسعون منها لفظية وعاملان اثنان معنويان ,
    وجعل اللفظية قسمان : سماعية وقياسية , فأما القياسية فسبعة والباقي سماعية , ثم جعل
    السماعية ثلاثة عشر نوعا .
    ولقد ناقش الجرجاني قضية العامل من منطلق فهمه لطبيعة اللغة وكيفية عملية البناء اللغوي
    فيها , وأوضح أنّ مفهوم النظ رية عمل الوحدات اللغوية بعضها في بعض. 3
    ونجد الجرجاني يبين ويوضح عمل الوحدات اللغوية بعضها في بعض أي أنّ كل وحدة
    من الوحدات تكمل الأخرى وهذا نتيجة لفهم اللغة وكيفية البناء والتركيب وأن الإع ا رب هو
    نتيجة عمل العامل في المعمول , وأنّ تغير آخر الكلمات )الحركات( يعود لنوع العامل . 4
    ومن خلال ما سبق يتضح أن الجرجاني قد اهتم بد ا رسة العامل النحوي من كل الجوانب ولم
    يترك ثغ ا رت لم يتطرق إليها كنظرية متعاملة ينظر إليها ككل , وهذا يدل على فكر متقد
    وعقيلة فذّة.
    1 . مصطفى بن حمزة , نظرية العامل في النحو العربي , ص 660,661
    . 2محمد سالم صالح , مرجع سابق , ص 19,10
    3 المرجع نفسه , ص ن .
    . 4الجرجاني , مصدر سابق , ص 16
    69
    -5 موقف الإمام السهيلي )ت 552 ه( من العامل
    يقسم السهيلي أنواع الكلم من حيث العمل إلى قسمين :

  • قسم الأصل فيه العمل , مثل الفعل والحرف , فالفعل يجب أن يعمل في الاسم الذي يؤثر
    في معناه وأما الحرف هو لا يدل إلا على معنى في غيره , فوجب أن يعمل في اللفظ الدال
    على المعنى الذي أثرّ فيه .

  • قسم الأصل فيه ألا يعمل لأنه يدل على معنى في نفسه , ولكنه يعمل حينما يدل على
    الفاعل .
    فالفعل يعمل مباشرة في المفعول المطلق , ولا يكون المصدر في نظره مفعولا مطلقا إلا إذا
    كان منعوتا أو في حكم المنعوت , أما المصدر المؤكد فإنّ الفعل غير عامل فيه لأن التوكيد
    لا يعمل فيه مؤكد فالشيء لا يعمل في نفسه , وأما المفعول المطلق فهو ما كان محدودا
    نحو: ضربه ضربا , أو ضربا شديدا . 1
    والحرف يعمل في كل ما هو مؤثر فيه معنى , إلا إذا دخل على جملة , عمل بعضها في
    بعض وسبق إليها معنى الابتداء أو النحو , وكان الحرف دخيلا في معنى الجملة لا لمعنى
    في الاسم المفرد فاكتفى بالعمل السابق في هذا الحرف , وهو الابتداء ونحو واستنفى من
    هذه القاعدة إنّ وأخواتها , التي تدخل لمعنى في الجملة وتعمل عمل ذلك وعلّل عملها بأنها
    لكلمات يصح الوقوف عليهن . 2
    والإمام السهيلي بصفة عامة يرى أنّ العامل هو ما أثرّ في المعنى , وأن لا يكون مهيئا
    لدخول عامل عليها وشذّ المضارع لشبهه بالاسم , وأنّ العامل لا يعمل في نفسه فالصفة لا
    تعمل في الموصوف وأ نه لا يجتمع عاملان في اسم واحد ولا يتقدم المعمول على عمله ولا
    يلي العامل إلا ما عمل فيه.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

ستطاعت القوات ا...

ستطاعت القوات المسلحة المصرية، خالل السنوات السبع الماضية، أن تحافظ على األمن القومى المصرى فى ظل ا...

في الختام تتوقف...

في الختام تتوقف هذه التوقعات على الظروف الراهنة والمتغيرات المحتملة في المستقبل. التأثيرات الدقيقة ي...

يعتبر مطعم لذة ...

يعتبر مطعم لذة وصاية وجهة مثالية لعشاق الأطعمة الشرقية والمقبلات الشهية، حيث يجمع بين الأصالة والحدا...

الباب األول أحك...

الباب األول أحكام عامة املادة األوىل: أحكام متهيدية أ( تهدف هذه التعليمات إىل تنظيم فتح احلسابات اا...

بِسْمِ اللَّـهِ...

بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الثالث...

The cows were s...

The cows were split into four groups: Group 1 (Double ovisynch): GnRH on day 0, PGF2 on day 7, and G...

Case Study: Liv...

Case Study: Liver Disease Fatima, a 42-year-old female, came to the clinic complaining of fatigue, a...

🔴 هروب بارون ال...

🔴 هروب بارون الصاروخ من مركز الحكمة بئر العاتر وسط تستر أمني مريب ☣️ 🔴 تعود حيثيات القضية إلى ما يقا...

طبعا لم تسلم نظ...

طبعا لم تسلم نظرية الاشتراط الاجرائي لسكنر من بعض الانتقادات ومنها: 1_إهمال النظرية للجانب البيولوجي...

يشهد العالم منذ...

يشهد العالم منذ بداية القرن الحادي والعشرين ثورة معرفية وتكنولوجية، أدت إلى حدوث تغيرات سريعة ومتلاح...

الذكريات السودا...

الذكريات السوداء أنا منار عمري عشرون عاما عشت في أيام سوداء تسببت في منحي ذكريات سوداء حاولت نسيانها...

أمراض حديثي الو...

أمراض حديثي الولادة: مثل الإنتان الوليدي (تسمم الدم)، مشاكل أثناء الولادة (نقص الأكسجين)، والمضاعفات...