Lakhasly

فى الإخلاص والصدق وإحضار النية في جميع الأعمال البارزة والخفية

قال الله تعالى : © وما أمرُوا إِلّا لِيعبْدُوا الله مُخْلِصِينَ آ لَهُ الدّينَ 74" .
وقال تعالى : ظ فاعيد الله مُخلِصًا 14 وقال تعالى : < ومَنْ يَحْرَجٌ منْ بيته

هاججرا إلى الله 0 الوث فل وَفْعَ جره على اله 0 ادرو

يقول ‎١‏ ( إغا الأعمال بلنيات وإغا لكل امرى؟ ما نوى » فمن كانت هجرته
إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو
امرأة يبكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )'» حديث صحيح متفق على صحته
مجمع على عظم موقعه وجلالته وهو إحدى قواعد الإيمان وأول دعائمه واكد
الأركان » قال الشافعى” رحمه الله : يدخل هذا الحديث فى سبعين بابًا من

‎)١(‏ سورة البينة الأية ؛ ه
(0) سورة الزمر الآية : ؟
(6) سورة النساء الأية : ‎9١٠١‏ .
(8) أخرجه البخارى فى باب كيف كان بدء الوحى ... من كتاب العتق [ ‎١‏ / ؟ +" / ‎.]١91١‏
‏ومسلم فى باب قوله عَيكُهِ : إنما الأعمال بالنيات 1" / ‎1١8١‏ . 815١1ع].‏
(5) الشافعى : هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثان بن شافع الحاشمى القرشى
المطلبى » أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة » ولد فى غرة بفلسطين سئة ‎١٠١‏ هاء وتوفى سنة ‎١.4‏
‏ها

‏انظر : وفيات الأعيان : 1" / ه.” - ‎#0٠.‏ عء وتمهذيب الأسماء واللغات : 1 ‎/١‏ 4غ -
17 ]ء وشذرات الذهب : 1[ 5/ 5 - ‎١١‏ ] » وغاية اللهاية : [ ‎١‏ / هو - /31 ع » وتاريخ بغداد :
[56/ 5ه - *لاعء وطبقات الحنابلة : 1 ‎١‏ / ١م١5‏ - 784 عء وحلية الأولياء : و / م -
6غ ومعجم الأدباء : [ 5 / /510” - 9/8" عء وتذكرة الحفاظ : [ ‎١‏ / 79" ]ع وطبقات
الشافعية للسبكى : [ ‎١85 / ١‏ ع »2 وطبقات الفقهاء الشافعية : 57 / ‎١١4‏ ].

‎
الفقه . وقال أيضًا : هو ثلث العلم. وكذا قاله أيضًا غيره » وهو أحد
الأحاديث التى عليها مدار الاسلام . وقد اختلف في عدها ؛ فقيل : ثلاثة .
وقيل : أربعة . وقيل : اثنان . وقيل : حديث . وقد جمعتها كلها في جزء
الأربعين”2 فبلغت أربعين حديئًا لا يستغنى متدين عن معرفتها ؛ لأبا كلها
صحيحة جامعة قواعد الإسلام في الأصول والفروع والزهد والآداب ومكارم
الأخلاق وغير ذلك » وإنما بدأت بهذا الحديث تأسيا بأئمتنا ومتقدمى أسلافنا
من العلماء رض الله عنهم » وقد ابتدأ به إمام أهل الحديث بلا مدافعة أبو عبد
الله البخارى”؟ صحيحه ونقل جماعة أن السلف كانوا يستحبون افتتاح الكتب
بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية وإرادته وجه الله تعالى بجميع
أعماله البارزة والخفية . وروينا عن الإمام أبى سعيد عبد الرحمن بن مهدى
رحمه الله قال : لو صنفت كتابًا بدأت فى أول كل باب منه بهذا الحديث .
وروينا عنه أيضًا قال : من راد أن يصئف كتابا فليبداً ببذا الحديث . وقال
الإمام أبو سليمان أحمد بن إبراهم بن الخطاب الخطالى الشافعي الإمام فى علوم
رحمه الله تعالى : كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون تقديم حديث الأعمال
بالنيات أمام كل شىء ينشأ ويبتدأ من أمور الدين لعموم الحاجة إليه فى جميع
أنواعها .

وهذه أحرف من كلام العارفين فى الاخلاص والصدق : قال أبو العباس
عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ‎١‏ إنما يعطى الرجل :على قدر نيته 1 . وقال
أبو محمد سهل بن عبد الله التسترى رحمه الله : « نظر الأكياس فى تفسير

(1) وقد يسر الله لنا طبعها ‎٠‏ شرح الأربعين النووية ) .

(0) البخارى : هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة حبر الإسلام » الإمام فى علم

الحديث » الحافظ صاحب الجامع الصحيح » ولد فى فارى سئة ‎١9514‏ هد 2 وتوق سئة 7555 ها.
انظر : وفيات الأعيان : [ م / 89" - ١م"‏ ع, وشذرات الذهب : 1 5/ 5-14١1ع]ء‏

وتاريخ بغداد : [ 5 / 4 -5*عء وطبقات الحنابلة : [ ‎١‏ / 79؟ ] .

7

اللإخلاص فلم يجدوا غير هذا أن تكون حركاته وسكونه فى سره وعلانيته لله
تعالى وحده لا يمازجه شىء لا نفس ولا هوى ولا دنيا » ؛ وقال السرى رحمه
الله : ‎٠‏ لا تعمل للناس شين » ولا تترك لهم شيًا , ولا تعط لهم ولا تكشف
هم شيئًا ) . وروينا عن حبيب بن أبى ثابت التابعي رحمه الله أنه قيل له حدثنا
فقال « حتى تهىء النية ) . وعن ألى عبد الله سفيان بن سعيد الثورى رحمه الله
قال : « ما عالجت شيئًا أشد على من نيتى ؛ إنها تتقلب على ) . وروينا عن
الأستاذ أبى القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى رحمه الله في رسالته
المشهورة قال : الإخلاص إفراد الحق في الطاعة بالقصد , وهو أن يريد بطاعته
التقرب إلى الله تعالى دون شىء آخر من تصنع مخلوق أو اكتساب محمدة عند
الناس أو محبة مدح من الخلق أو شىء سوى التقرب إلى الله تعالى . قال :
ويصح أن يقال : ‎١‏ الإخلاص تصفية العقل عن ملاحظة الخلوقين » قال :
وسمعت أبا على الدقاق رحمه الله يقول : الاخلاص التوق عن ملاحظة الخلق :
والصدق التنقى عن مطالعة النفس . فالمخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب
له . وعن أبى يعقوب السوسى رحمه الله قال : « متى شهدوا في إخلاصهم
الإإخلاص احتاج إخلاصهم إلى إخلاص )») . وعن ذى النون رحمه الله قال :
( ثلاثة من علامات الإاخلاص : استواء الماح والذم من العامة » ونسيان
رؤية الأعمال في الأعمال , واقتضاء ثواب العمل في الآخرة ( ‎٠‏ وعن ألى
عان رحمة الله قال : ( الإإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى
الخالق ) . وعن حذيفة المرعشى رحمه الله قال : ( الإخلاص أن تستوى أفعال
العبد فى الظاهر والباطن » . وعن ألى على الفضيل بن عياض رحمه الله قال :
‎١‏ ترك العمل لأجل الناس رياء . والعمل لأجل الناس شرك , والاخلاص أن
يعافيك الله منهما ؛ . وعن رويم رحمه الله قال : « الإخلاص أن لا يريد على
عمله عوضا من الدارين ولا حظا من الملكين ) . وعن يوسف بن الحسين رحمه
الله قال : « أعز شىء في الدنيا اللإخلاص » . وعن ألى عئان قال : إخخلاص

/
العوام ما لا يكون للنفس فيه حظ , وإخلاص الخواص ما يجرى عليهم لا بهم
فتبدو منهم الطاعات وهم عنها بمعزل » ولا يقع لهم عليها رؤية ولا بها اعتداد