Lakhasly

الفصل األول: حول ذوي االحتياجات اخلاصة
مفهوم ذوي االحتياجات اخلاصة
ميكن حصر املصطلحات العربية اخلاصة هبذه الفئات واليت تستخدم يف هذا اجملال وتعريفاهتا
وهي:

• ذوو االحتياجات اخلاصة : وهو يعين أن يف اجملتمع أفراداً هلم احتياجات خاصة ختتلف عن
  احتياجات ابقي أفراد اجملتمع، وتتمثل هذه االحتياجات يف برامج أو خدمات أو أجهزة أو تعديالت ،
  وحتدد طبيعة هذه االحتياجات اخلصائص اليت يتسم هبا كل فرد منهم. وذلك يعين أهنا تشمل
  املعوقني ، املوهوبني ، املرضى، احلوامل ، املسنني اخل...


• الفئات اخلاصة: ويدل هذا املصطلح على أن اجملتمع يتكون من عدة فئات، ومن بينها فئات
  تتفرد خبصوصية معينة .
  وذلك يعين أن املصطلحان السابقان مرتادفان .


• األفراد غري العاديني : غالباً ما يطلق هذا املصطلح على األطفال الذين خيتلفون عن أقراهنم، إما
  يف قدراهتم العقلية أو احلسية أو اجلسمية أو التواصلية... اخل. وهذا االختالف يتطلب برامج لسد
  احتياجاهتم .
  وهذا املصطلح مرادف للمصطلحني السابقني ، إال أنه يستخدم غالباً مع الأطفال.


• ذوو االحتياجات الرتبوية اخلاصة: ويطلق هذا املصطلح على الفئة العمرية لتالميذ املدارس أو ما
  قبل مرحلة الدخول إىل املدرسة، كما أن طبيعة احتياجاهتم تربوية .


• املعوقون: وهم فئة من الفئات اخلاصة أو من ذوي االحتياجات اخلاصة، وتندرج حتت هذا
  املصطلح مجيع فئات ذوي العوق مثل:
  ، املعوقني نفسياً
  ، املعوقني تواصلياا
  ، املعوقني جسدايا
  ، املعوقني عقلياا
  ، املعوقني مسعياا
  املعوقني بصرايا
  ومتعددي العوق ، إىل غري ذلك من أنواع العوق.
  املصطلحات األجنبية املرتبطة بذوي االحتياجات اخلاصة:
  جند يف معجم أكسفورد التارخيي ) The Oxford English Dictionary ( إشارة إىل
  ا أو كلياا من أحد أطرافه أو يعوق، و مبعىن يعيق
  أن مصطلح Crippled استخدم مبعىن حيرم جزئيا
  وأيضاً للداللة على اإلصابة ابلشلل .
  أما مصطلح Disabled فقد ورد مبعىن غري قادر أو مصاب بعجز أو فاقد لألهلية .
  أما مصطلح Handicapped فاقتصر استخدامه على معىن واحد وهو الشخص املعوق، سواء
  ا أو عقلياا وال يزال إىل اآلن يستخدم مبعىن معوق .
  جسداي
  ابإلضافة إىل مصطـلح Exceptional Individuals ) األفراد غري العـاديني ( وهم األفراد
  الذين ينحرف أداؤهم عن األ داء الطبيعي، إما فوق املتوسـط أو أقل منه، حبيث تصبح هناك حاجة
  ضرورية لربامج خاصة هبم .
  أما مصطلح Those of special needs هو املصطلح املقابل واألنسب للمصطلح ) ذوي
  االحتياجات اخلاصة( يف اللغة العربية والذي شاع استخدامه يف األدبيات العربية املتصلة ابملوضوع
  يف التسعينات من القرن العشرين .
  تصنيفات ذوي االحتياجات اخلاصة:
  ميكن تقسيم أنواع ذوي االحتياجات اخلاصة إىل:
  • االحتياجات احلركية: حيث تتأثر قدرة الشخص على التحكم حبركة جزء أو أجزاء متعددة
  من جسمه.
  • االحتياجات البصرية: وتراوح بني ضعف البصر والعمى التام.
  • االحتياجات السمعية: وتراوح بني ضعف السمع والصمم التام.
  • االحتياجات التعليمية والفكرية: وتؤثر على قدرة الشخص على تعلم وفهم وتذكر األشياء
  ومعاجلة املعلومات بصورة طبيعية.
  • احتياجات الصحة النفسية.
  • احتياجات العالقات االجتماعية والتواصل
  التطور التارخيي للتعامل مع ذوي االحتياجات اخلاصة :
  من يطلع على كتب التاريخ ويدرس أمناط املعيشة يف اجملتمعات البشرية املختلفة على مر
  العصور، جيد فروقاً واضحة فيما بينها، كما ويتضح له مدى التطور احلضاري الذي وصل إليه
  اإلنسان ومدى اقرتابه أو ابتعاده من األخالق اإلنسانية اليت جيب أن يتصف هبا ليكون جديراً
  إبنسانيته، ويبتعد هبا عن كل ما يهبط هبا إىل وحل الالإنسانية.
  وعند دراستنا للتطور التارخيي للتعامل مع ذوي االحتياجات اخلاصة يف خمتلف اجملتمعات
  اإلنسانية وعرب العصور، نالحظ أن النظرة إىل املعاق بشكل عام كانت خمتلفة من جمتمع إىل آخر
  ومن زمن إىل آخر، وذلك على الرغم من أن أي جمتمع إنساين عرب التاريخ مل خيل من وجود اإلعاقة
  أبشكاهلا املتعددة واملتنوعة بني أفراده.
  و قد أشارت كتب التاريخ إىل أنه عثر يف جدار معبد مصري قدمي على رسم عمره 5 آالف
  سنة لطفل فرعوين مشلول الساق قال عنه املختصون يف الطب أنه إشارة إىل مرض شلل األطفال،
  كما يذكر أن )منفتاح األول( حوايل سنة ) 1200 ق.م(،قام بعزل آالف من اجملذومني )املقطوعني
  اليد( من بين إسرائيل يف حماجر خاصة مث أسكنهم بعد ذلك يف مدينة )اثنيس( بشمال الدلتا
  الشرقي، حيث كانت املدينة خالية بعد طرد اهلكسوس منها، وقد قيل أن انتشار املرض بني بين
  إسرائيل كان من بني األسباب اليت دفعت الفراعنة لطردهم من مصر
  أما من جهة أخرى فإن مصر القدمية عرف اجملتمع فيها كيفية التعامل مع املعاقني منذ
  القدم، حيث كان هذا اجملتمع أول من عرف تدعيم األسرة ورعاية الطفولة واملعوقني، ففي عهد
  الفراعنة حذر حكماء املصريني الناس من السخرية ابملعوقني، ومن أمثلة ذلك قول )أمنمويب(: )ال
  تسخر من أعمى وال هتزأ من قزم وال حتتقر الرجل األعرج وال تعبس يف وجههم، فاإلنسان صنع من
  طني وقش، وهللا هو خالقه وهو القادر على أن يهدم ويبين كل يوم(، ومل تكتفي مصر يف ذلك
  الوقت خبطر االستهزاء ابملعاقني بل كانت تتطلب اإلسراع إىل مد يد العون إليهم، هذا ويذكر أنه
  يف العهد األشوري والبابلي سجل محورايب قوانني اجلزاء والعقاب على قوالب الطني، كما سجل
  عليها طرقا لعالج مبتوري األطراف وفاقدي البصر.
  وابالنتقال إىل قارة أمريكا اجلنوبية وحتديداً يف أرض البريو، فقد عثر األثريون على عظام
  مججمة لرجل قدمي حتمل مالح ثقب منتظم اجلوانب قيل عنه إنه أثر لعملية جراحية كان األطباء
  البدائيون يقومون بعملها من أجل عالج مرضى العقول، حبيث يثقبون مجامجهم إلفراغها من األرواح
  الشريرة اليت تسكنها كما كانوا يعتقدون.
  هذا وشهدت جمتمعات روما وإسبارطة قدميا معاانة املعاقني من االضطهاد واالزدراء
  واإلمهال، فقد كانوا يرتكون للموت جوعاً نتيجة للمعتقدات اخلاطئة اليت كانت سـائدة يف ذلك
  الوقت، حيث أن األعمى ظالم والظالم شر واجملذوم هو الشيطان بعينه ومرضى العقول هم أفراد
  تقمصهم الشيطان واألرواح الشريرة، ومل يقتصر األمر على سيادة هذه اخلرافات بل أن تراث اإلغريق
  وفلسفتهم ونظرهتم للحياة االجتماعية وقوانني )ليكورجوس( اإلسربطي و)سولون( األثيين كانت
  تسمح ابلتخلص ممن هبم نقص جسمي، كما وأعلن )افالطون( و)أرسطو( موافقتهما على مثل
  هذا العمل ألهنم فئة تشكل عبئا على اجملتمع.
  فأفالطون وعندما أراد أن ينشئ يف مدينة أثينا مجهوريته الفاضلة، كتب أن وجود املعاقني
  وتناسلهم يؤداين إىل إضعاف الدولة اليت يريدها، لذلك دعا إىل إبعاد املعاقني ونفيهم خارج البالد
  حىت ال يبقى يف الدولة إال األذكياء والقادرين على اإلنتاج أو الدفاع عنها أو حكمها، علما أن
  ذلك يستوجب برأيه أرستقراطية العقل وصحة اجلسم.
  أما يف إسبارطة فقد طغى على أهلها اال جتاه إىل اعتبار األطفال من ضعاف األجسام غري
  صاحلني للقيام أبي عمل، ولذلك عمدوا إىل محل كل طفل بعد مولده إىل مكان خاص يتم فيه
  فحصه من قبل شيخ القبيلة وأكرب أفراد القبيلة سنا، فإذا وجدوه قوي اجلسم متناسق العضالت
  والتكوين أمروا برتبيته وتعليمه، أما يف حالة ضعف الطفل وسوء تكوينه أو إعاقته فقد كان يلقى به
  إىل مكان سحيق بقاع اجلبل نظراً ألنه ميثل عبئاً على نفسه وغريه وألن اآلهلة قد حرمته من القوه
  ومجال التكوين.
  هكذا ويف بالد الرومان كلها كانت التقاليد الدينية تقضي بوضع الطفل عقب والدته عند
  قدمي والده فإن رفعه إىل صدره أصبح فردا من األسرة، وإن مل يفعل والسبب يكون يف الغالب وجود
  إعاقة ظاهرة، يرتك يف وسط الطريق ليلقى مصريه اجملهول أو يتم التخلص منه عن طريق إلقائه يف
  األهنار أو تركه على قمم اجلبال ليموت من خالل الظروف املناخية القاسية