Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

كان هناك سلطان له ثلاثة أبناء وابنة أخت، والأميرة ابنة أخيه نورونيهار، وكانت الأميرة نورونيهار ابنة الأخ الأصغر للسلطان الذي توفي وترك الأميرة في سن صغيرة حيث أخذ السلطان على عاتقه رعاية تعليم ابنته، واقترح تزويجها عند وصولها إلى سن مناسبة، وعقد تحالف مع أمير مجاور بهذه الطريقة. أرسل إليهم جميعًا معًا وقال لهم: يا أبنائي، لأنني لم أتمكن من إقناعكم بعد الآن بأن تتنازلوا عن الأميرة ابنة عمكم، أعتقد أنه لا بد أن يسافر كل شخص منكم على حدة إلى بلدان مختلفة، أما بالنسبة لنفقات السفر سأعطي كل واحد منكم مبلغًا من المال، فقد وافقوا جميعًا على ذلك. حتى يكونوا أكثر استعدادًا للذهاب في صباح اليوم التالي وفقًا لذلك، وانطلقوا جميعًا عند نفس بوابة المدينة وكان كل منهم يرتدي زي التاجر، و في الليل عندما كانوا على العشاء معًا وافقوا جميعًا على السفر لمدة عام واللقاء في ذلك النزل، بعد أن تعانقوا وتمنىوا لبعضهم البعض النجاح، وصل الأمير حسين وهو الأخ الأكبر إلى بيسناغار عاصمة المملكة التي تحمل هذا الاسم، وبعد أن علم أن هناك أربعة أقسام رئيسية حيث كان التجار من جميع الأنواع يبيعون سلعهم ويحتفظون بالمتاجر وفي وسطها كانت القلعة أو بالأحرى قصر الملك، ذهب إلى أحد هذه الأقسام في اليوم التالي. كانت المحلات كلها بنفس الحجم وكل من يتعامل في نفس النوع من البضائع يبيع في شارع واحد، تعددت المتاجر المجهزة بجميع أنواع البضائع من عدة أجزاء من الهند، والبورسلين من اليابان والصين والمنسوجات لدرجة أنه لم يكن يعرف كيف يصدق عينيه، ولكن عندما جاء إلى صائغي الذهب والمجوهرات، لأن الهنود محبين عظماء لتلك الزهور لدرجة أنه كان كل واحد منهم في يده وردة أو إكليل على رأسه، وبعد أن اجتاز الأمير حسين هذا التقسيم شارعًا بشارع وظفت أفكاره بالكامل على الثروات التي رآها. وقبل أن يجلس رأى مناديًا كان يمر بقطعة قماش على ذراعه حوالي ستة أقدام مربعة وكان يصيح لبيعها مقابل ثلاثين حقيبة حيث نادى الأمير عليه، وطلب رؤية النسيج الذي بدا له أنه يقدر بثمن باهظ، قال للبائع إنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن أن تكون قطعة قماش صغيرة جدًا، فأجابه البائع: إذا بدا لك هذا السعر باهظًا جدًا فستكون دهشتك أكبر عندما أقول لك إن لدي أوامر برفع سعرها إلى أربعين حقيبة من المال، فأجاب الأمير حسين: بالتأكيد، أجاب البائع: لقد خمنت ذلك يا سيدي وستتمنى لو تمتلكه عندما تعرف أن كل من يجلس على هذه القطعة من النسيج يمكن نقله في لحظة إلى أي مكان يرغب فيه دون أن يوقفه أي عائق. بعد أن سمع الأمير هذا اعتقد بما أن الدافع الرئيسي لسفره هو من أجل الحصول على شيء نادر، وأنه لا يمكن أن يقابل أي شخص يمكن أن يمنحه المزيد من الرضا بمثل هذا البساط. قال للبائع: إذا كان هذا النسيج يتمتع بما أخبرتني به فلن أفكر في الدفع لك أربعين حقيبة من المال بل سأقدم لك هدية أيضًا، وبإذن من سيد المحل سنذهب إلى ساحة متجره الخلفي، وأنا سوف أنشر النسيج وعندما نجلس معًا إذا كان لديك الرغبة في الانتقال إلى شقتك في الخان تمنى ذلك، فلن تكون هناك صفقة وستكون لك الحرية في التخلي عن الصفقة. قبل الأمير الشروط وأبرم الصفقة، وبعد أن حصلوا على إذن السيد، ذهبوا إلى ساحة المتجرالخلفي وجلس كلاهما عليه، وبمجرد أن أعرب الأمير عن رغبته في أن يتم نقله إلى شقته في الخان وجد نفسه في الوقت الحالي يجلس هناك، لذلك فقد حصل البائع على أربعين قطعة من الذهب وغادر فرحًا. قال الأمير: أنا مستعد لتقديم جميع التعويضات التي يمكن تخيلها عن الفضيحة التي ألقيتها عليك إذا كنت ستظهر حقيقة ما تقوله، وأخذ الأمير منظار العاج في يده وقال له: أرني والدي السلطان، وتم على الفور رؤية السلطان في صحة جيدة جالسًا على عرشه في وسط مجلسه، بعد ذلك حيث لم يكن هناك شيء عزيز عليه في العالم، بعد السلطان غير الأميرة نورونيهار، فقد تمنى أن يراها، لم يجد الأمير علي أثمن وأندر من زجاج المنظور الذي بين يديه وقال في نفسه: هذا هو أثمن شيء في العالم، وأقنع نفسه أنه بما أن إخوته لن يتمكنوا من مقابلة أي شيء نادر للغاية ومثير للإعجاب مثله، فإن الأميرة نورونيهار ستكون تعويضًا عن تعبه ومتاعبه، أنه لم يفكر في شيء سوى زيارة بلاط بلاد فارس الخفي، حتى تعود القافلة التي عاد بها إلى جزر الهند، في تلك الأثناء كان الأمير أحمد الذي سلك طريق سمرقند، في اليوم التالي بعد وصوله ذهب هناك، فقال له الأمير أحمد: دعني أرى تلك التفاحة وأخبرني ما هي فضائلها وخصائصها غير العادية حتى يتم تقديرها بمبلغ مرتفع. ستقول أنه لا ثمن يمكن أن يقدرها وإن من يمتلكها فهو سيد كنز عظيم، وإذا كان المريض يحتضر فسوف يتعافى على الفور وتعيده إلى حالته الصحية الكاملة، فإن مزايا هذه التفاحة رائعة ولا تقدر بثمن، ولكن ما هو الأساس الذي أملكه على كل ما تخبرني به لأقتنع بحقيقة هذا الأمر؟ فأجابه البائع: يا سيدي، الأمر معلوم من قبل مدينة سمرقند كلها، واسأل كل هؤلاء التجار الذين تراهم هنا واسمع ما يقولون، ستجد العديد منهم سيخبرك أنهم لم يكونوا على قيد الحياة هذا اليوم لو لم يستخدموا هذا العلاج الممتاز. يجب أن أخبرك أنها ثمرة دراسة وتجارب فيلسوف مشهور لهذه المدينة الذي كرس نفسه طوال حياته لدراسة ومعرفة فضائل النباتات والمعادن، وحصل أخيرًا على هذا التكوين الذي أجرى من خلاله علاجات مفاجئة في هذه المدينة لن تُنسى أبدًا، لكنه توفي بنفسه فجأة قبل أن يتمكن من تطبيق علاجه، وكانت تلك فرصة مواتية لتظهر للأمير أحمد التجربة، فطلب الأمير إجراء التجربة في الحال، ثمّ عاد في القافلة الأولى التي ينبغي أن تعود إلى جزر الهند، ورأوا على الفور من خلال المنظار الزجاجي أن الأميرة كانت تحتضر، ثم جلسوا على البساط وتمنوا أنهم يكونوا معها وكانوا هناك بعد لحظة، ذهب الأمير أحمد بسرعة إلى غرفة الأميرة نورونيهار وذهب إلى جانب السرير، بعد لحظات فتحت الأميرة عينيها وقلبت رأسها من جانب إلى آخر ناظرة إلى الأشخاص الذين وقفوا حولها، والأمير أحمد على وجه الخصوص، وبينما كانت الأميرة ترتدي ملابسها ذهب الأمراء ليلقوا بأنفسهم على قدمي أبيهم، ولكن عندما جاؤوا وجدوا أنه قد تم إبلاغه بوصولهم من قبل رئيس الحرس الذي أبلغه بوسيلة شُفيت الأميرة تمامًا، استقبلهم السلطان واحتضنهم بفرح كبير بسبب عودتهم و استعادة الأميرة ابنة أخيه التي أحبها كما لو كانت ابنته والتي عجز الأطباء عن مساعدتها. بعد انتهاء الاحتفالات بوصولهم قدّم الأمراء الأشياء النادرة لكل منهم: الأمير حسين نسيجه الذي حرص على عدم تركه وراءه في غرفة الأميرة، والأمير أحمد تفاحته الاصطناعية، وبعد أن امتدح السلطان كل منهم، توسلوا إليه ليعلن مصيرهم ويعلن لأي منهم أنه سيعطي الأميرة نورونيهار زوجة حسب وعده. بعد أن سمع سلطان جزر الهند دون أن يقاطعهم ظل صامتًا لبعض الوقت، الأمير أحمد الأميرة ابنة أخي ملتزمة برد الجميل بتفاحتك الاصطناعية من أجل علاجها، لكن يجب أن أسألك ما إذا كان بإمكانك أن تساعدها لولا منظار الأمير علي الذي كان سببًا في معرفة الخطر الذي كانت عليه، وإذا لم يكن نسيج الأمير حسين قد أتى بك قريبًا إلى القصر. أما الأمير علي يجب عليك أيضًا أن تقر بأن معرفتك بمرض الأميرة لن تكون ذات فائدة بدون التفاح الاصطناعي والنسيج، وأخيرًا الأمير حسين ستكون الأميرة جاحدة جدًا إذا لم تُظهر اعترافها بخدمة نسيجك والتي كانت وسيلة ضرورية جدًا لعلاجها، لكن ضع في اعتبارك أنه كان من الممكن أن يكون ذا فائدة قليلة إذا لم تكن على دراية بمرض الأميرة من زجاج الأمير علي ولم يكن الأمير أحمد قد استخدم تفاحته الاصطناعية لذلك النسيج، لذلك لا يمكنني منح الأميرة لأي واحد منكم، اذهبوا واحضروا لكل واحد منكم قوسًا وسهمًا وأخرجوا مع خيولكم إلى أرض القصر و سآتي إليك قريبًا، وأصرح بأنني سأعطي الأميرة نورونهار للذي يطلق السهم على مسافة أبعد، وذهبوا إلى السهل المعين تبعه اجتماع كبير من الناس. ثمّ أطلق الأمير علي النار بعد ذلك وتجاوزه كثيرًا والأمير أحمد أخيرًا، وعلى الرغم من كل البحث لم يكن موجودًا بعيدًا أو قريبًا وعلى الرغم من أنه كان يعتقد أنه أطلق النار من مسافة أبعد، وأنه بالتالي يستحق الأميرة نورونيهار، كان من الضروري مع ذلك العثور على سهمه لجعل الأمر أكثر وضوحًا وتأكيدًا، وتحول إلى ناسك والأمير أحمد أيضًا لم يحضر حفل زفاف الأمير علي والأميرة نورنيهار أكثر من شقيقه حسين لكنه لم يتخلى عن العالم كما فعل، ولكن بما أنه لم يستطع تخيل ما حدث لسهمه فقد قرر البحث عنه حتى لا يكون لديه أي شيء يوبخ نفسه به وبهذه النية ذهب إلى المكان الذي وقع فيه سهم الأمراء حسين وعلي، ونظر بعناية إلى كلا الجانبين منه وذهب بعيدًا لدرجة أنه بدأ أخيرًا يعتقد أن عمله كان كله في عبثا. مكث الأمير أحمد ثلاثة أيام فقط في ديوان والده السلطان، وفي اليوم الرابع عاد إلى الجنية باريبانو وبعد شهر من عودة الأمير أحمد من زيارة والده، لذلك انتهزت الفرصة لتقول له ذات يوم: يا أمير أخبرني هل نسيت السلطان أبيك؟ ألا تتذكر الوعد الذي قطعته على نفسك في الذهاب لرؤيته كثيرًا؟ ثمّ أكملت: من ناحيتي لم أنس ما قلته لي عند عودتك، ولذا أردت تذكيرك حتى لا يمر وقت طويل قبل أن تنسى وعدك. لذلك ذهب الأمير أحمد في صباح اليوم التالي لزيارة والده، واستمر لعدة أشهر حيث كان يقوم بزياراته باستمرار، الذين حكموا على ثروة الأمير أحمد وقوته من خلال الحرس والملابس التي تدل على غناه، ولكن كان سلطان جزر الهند بعيدًا عن التفكير في أن الأمير أحمد يمكن أن يكون قادرًا على فعل ضار لوالده، لكن الوزراء استمروا في الإساءة إلى الأمير أحمد حتى قال السلطان: مهما كان الأمر، لا أعتقد أن ابني أحمد شرير للغاية كما تقنعوني بأنه كذلك، الأمر الذي أثار قلقه لدرجة أنه قرر مراقبة الأمير أحمد، وقال لها: عندما يغادر ابني القصر اذهبي على الفور، ذهبت إلى هناك على الفور واختبأت بالقرب من الصخور، وفي صباح اليوم التالي خرج الأمير أحمد مع بزوغ الفجر من قصر والده السلطان، لذلك رأت الساحرة أنه لم يكن هناك سوى شيئين: إما أن الأمير جلس في كهف ما، ونظرت بعناية من جميع الجوانب لكن على الرغم من كل اجتهادها لم تستطع أن ترى أي فتحة، ليس بقدر البوابة الحديدية التي اكتشفها الأمير أحمد والتي كان من المقرر فتحها فقط لرجال الجنية، رأت الساحرة أنه من غير المجدي بالنسبة لها أن تبحث أبعد من ذلك، كان السلطان سعيدًا جدًا بما حققته الساحرة من اكتشاف وقال لها: استمري بالمراقبة بالطريقة المناسبة؟ سأنتظر بصبر حتى تعودي بشيء جديد ولتشجيعها أعطاها هدية من الألماس ذات قيمة كبيرة، ولأن الأمير أحمد قد حصل على إذن الجنية للذهاب إلى بلاط سلطان جزر الهند مرة واحدة في الشهر، فإنّ الساحرة كانت على علم بموعد قدوم الأمير، وهي تعلم كذلك الوقت لذلك ذهبت إلى أسفل الصخرة وأختبأت من مرأى الأمير ورجاله وانتظرت هناك. في صباح اليوم التالي خرج الأمير أحمد كالعادة عند البوابة الحديدية مع نفس الحرس كما كان من قبل، ومر بجانب الساحرة التي لم يكن يعلم أنها هناك، ولكنه فجأة رآها مستلقية ورأسها على الصخرة، نظرت الساحرة الماهرة إلى الأمير بطريقة حزيتة دون أن ترفع رأسها أبدًا، وأجابت بكلمات وتنهدات مكسورة كما لو أنها بالكاد تستطيع أن تلتقط أنفاسها بأنها ذاهبة إلى العاصمة، ولكن في الطريق إلى هناك لقد أصيبت بحمى شديدة لدرجة أن قوتها خذلتها وأجبرتها على الجلوس في الطريق وبهذه الكلمات الساحرة التي جعلتها تتظاهر بالمرض فقط لتعرف أين يعيش الأمير وماذا يفعل. وتبعوا الأمير الذي عاد إلى البوابة الحديدية التي فتحها أحد حاشيته، وعندما جاء إلى ساحة الجنية الخارجية أرسل ليخبرها أنه يريد التحدث معها. جاءت الجنية باريبانو بكل سرعة ولم تكن تعرف ما الذي جعل الأمير أحمد يعود قريبًا الذي لم يمنحها الوقت لسؤاله عن السبب ، فقال: يا أميرة أتمنى أن تتعاطفي مع هذه المرأة الطيبة، لقد وجدتها في الحالة التي ترينها فيها ووعدتها بالمساعدة التي هي في حاجة إليها، أمرت الجنية باريبانو التي كانت تُثبت عيناها على المرأة المريضة المنتظرة طوال الوقت الذي كان الأمير يتحدث معها اثنتين من نسائها اللواتي تبعنها بأخذ المرأة وحملها إلى شقة في القصر والعناية بها جيدًا. وأثناء تنفيذ المرأتين لأوامر الجنية صعدت إلى الأمير أحمد وهمست في أذنه، هذه المرأة ليست مريضة كما تتظاهر وأنا متأكدة كثيرًا أنها محتالًة، عندها ستكون قد سببت مشكلة كبيرة لك ولكن لا تهتم بذلك، اذهب وتابع رحلتك إن كلام الجنية هذا لم يخيف الأمير أحمد على الإطلاق. قال: أميرتي بما أنني لا أتذكر أنني فعلت أو صممت لأذى أي شخص، ولكن إذا كان لديهم ذلك فلن أتحمل على فعل الخير كلما لدي فرصة، وعندما وضعوها في الفراش لأن الساحرة العجوز تظاهرت بأن الحمى كانت شديدة لدرجة أنها لم تستطع أن تساعد نفسها على الأقل، ممتلئة ببعض الطعام والشراب التي قدمتها للساحرة بينما ساعدتها الأخرى على الجلوس، وعلاج ممتاز ضد جميع أنواع الحمى مهما كانت سوف تجدين تأثيره في أقل من ساعة. وأمسكت إحدى الخادمات رأسها، ونأمل أن نجد أنك شفيت تمامًا عندما نعود مرة أخرى بعد ساعة، وكلها أكثر جمالاً من تلك التي كانت ترقد فيها ثمّ قدنها إلى قاعة كبيرة وهي الأكثر ثراءً وروعةً في كل القصر. جلست باريبانو في هذه القاعة على عرش من الذهب الهائل المخصب بالألماس والياقوت واللآلئ ذات الحجم الاستثنائي وحضر عدد كبير من الجنيات الجميلة كلهنّ ​​يرتدين ملابس غنية على مرأى من جلالة الملكة باريبانو، بعد أن سجدت نفسها أمام عرش الملكة لم تستطع فتح شفتيها لتشكر الجنية كما أرادت. ثم عادت الساحرة وأخبرت سلطان جزر الهند بكل ما حدث، وكم كان الأمير أحمد ثريًا جدًا بزواجه من الجنية، وهو أغنى من كل ملوك العالم حسب الثروة التي رأتها، وكيف كان هناك خطر من أن يأتي ويأخذ العرش من أبيه. على الرغم من أن سلطان جزر الهند كان مقتنعًا جيدًا بأن هذا هو التصرف الطبيعي للأمير أحمد وقد كان جيدًا، إلا أنه أصابه القلق بشأن كلام الساحرة العجوز التي قال لها عندما كانت تغادر: أشكرك من أجل المساعدة في الحصول على هذه الأخبار، بعد أن تشاور السلطان مع مجلسه بخصوص ابنه الأمير وثروته نصح المرشحون بقتل الأمير، لكن الساحرة نصحته بشكل مختلف حيث قالت: اجعله يمنحك كل أملاكه الرائعة بمساعدة الجنية حتى تتعب منه زوجته وترسله بعيدًا عنها، على سبيل المثال في كل مرة تنزل جلالتك إلى الميدان فيجب أن يكون نزولك مكلفًا للغاية، والآن يجب إشراك الأمير في هذه الالتزامات من خلال استخدام سلطته على الجنية للحصول على كل ما تطلب والتي يجب أن تكون كبيرة بحيث تحمي جيشك بالكامل من سوء الأحوال الجوية؟
وفي اليوم التالي فعل السلطان كما نصحته الساحرة وطلب من ابنه خيمة بحيث تغطي جيشه بالكامل ويمكن لرجل أن يحملها بكف يده، على الرغم من أنه لم يكن يعلم تمامًا مدى قوة الجنيات والجنيات إلا أنه شك في ما إذا كانت تمتد إلى حد توفير مثل الخيمة التي رغبها والده، ولكني لن أعدك بالحصول عليها وإذا لم يكن لي شرف العودة مرة أخرى لأقدم لك احترامي فستكون هذه علامة على عدم نجاحي، أجاب سلطان جزر الهند يا بني: يجب أن أكون آسفًا جدًا إذا كان ما أطلبه منك سيجعلني أشعر بالاستياء لعدم رؤيتك أبدًا، وستُظهر لك أن حبها لك كان غير كافيًا للغاية إذا كان عليها الرفض مع القوة التي تتمتع بها من الجنية، استمرت في الضغط عليه ليخبرها بما حدث وأخيراً قال: سيدتي، ولكن السلطان والدي الذي يتوسل إليك أو على الأقل أعتقد ذلك، وتجعلك غير مرتاح كما بدا لي ثم أرسلت الجنية إلى أمينة صندوقها التي كان اسمها نورجيهان، وقدمته إلى سيدتها التي أعطته للأمير أحمد لينظر إليه. عندما رأى الأمير أحمد الجناح الذي وصفته الجنية بأنه الأكبر في خزينتها، ثمّ قالت لنورجيهان أمينة صندوقها: أخرجي الخيمة من يد الأمير أحمد واذهبي وأقيميها ليحكم الأمير فيما إذا كانت كبيرة بما يكفي للسلطان والده. ذهبت أمينة الصندوق فورًا خارج القصر وحملتها بعيدًا ولما أقامتها وصل أحد طرفيه إلى القصر ذاته، في ذلك الوقت اعتقد الأمير أن الذي كان صغيرًا قبل قليل، وجده كبيرًا بما يكفي لإيواء جيشين أكبر من جيش والده، ثم قال لباريبانو: أطلب من أميرتي ألف عفو عن شكوكي بعد ما رأيته أعتقد أنه لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة لك، وإحضارها إلى الأمير الذي أخذها ودون أن يمكث وقت أكثرففي اليوم التالي امتطى حصانه وذهب مع نفس المرافقين إلى السلطان والده السلطان الذي كان مقتنعا بأنه لا يمكن أن يكون هناك شيء مثل الخيمة التي طلبها، عندما أقيمت الخيمة في السهل العظيم وجدها السلطان كبيرة بما يكفي لإيواء جيش يبلغ ضعف حجمه الذي يمكنه جلبه إلى الميدان، لكن السلطان لم يكن راضياً بعد ثمّ قال: يا بني، لقد علمت أن الجنية زوجتك تستفيد من ماء معين يسمى ماء ينبوع الأسود والذي يعالج جميع أنواع الحمى حتى أخطرها، وبما أنني مقتنع تمامًا بأن صحتي عزيزة عليك، أنا لا أشك في ذلك لكنك ستطلب منها زجاجة من هذا الماء لي وتجلبها لي كدواء والذي يمكنني استخدامه عندما يكون لدي مناسبة، عاد الأمير وأخبر الجنية بما قاله والده حيث هناك قدر كبير من الشر في هذا الطلب؟ أجابت: يجب أن تفهم ما سأقوله لك، كان لديها عدة خيوط حيث أخذت واحدة من هذه الخيوط وقدمتها للأمير أحمد، ثانيًا: يجب أن يكون لديك حصانان حيث يجب أن تركب أحدهما بنفسك، ثمّ قالت: انطلق مبكرًا في صباح الغد وعندما تمر من البوابة الحديدية، قم بإلقاء الخيط أمامك والذي سوف يتدحرج حتى تصل إلى أبواب القلعة، ثم عد بسرعة ستكون الأسود مشغولة جدًا في تناول الطعام وستسمح لك بالمرور بجانبها. انطلق الأمير أحمد صباح اليوم التالي في الوقت الذي عينته الجنية، واتبع توجيهاتها بدقة وعندما وصل إلى بوابات القلعة وزع أرباع لحم الضأن بين الأسود الأربعة، ومر في وسطها بشجاعة ثمّ وصل إلى النافورة وملأ زجاجته وعاد سالماً كما ذهب.


Original text

كان هناك سلطان له ثلاثة أبناء وابنة أخت، كان أكبر الأمراء يدعى حسين، والثاني علي، وأصغرهم أحمد، والأميرة ابنة أخيه نورونيهار، وكانت الأميرة نورونيهار ابنة الأخ الأصغر للسلطان الذي توفي وترك الأميرة في سن صغيرة حيث أخذ السلطان على عاتقه رعاية تعليم ابنته، وربّاها في قصره مع الأمراء الثلاثة، واقترح تزويجها عند وصولها إلى سن مناسبة، وعقد تحالف مع أمير مجاور بهذه الطريقة.
ولكن عندما أدرك أن أبنائه الأمراء الثلاثة يحبونها بشغف، فكر بجدية أكبر في هذه القضية، وكان شديد القلق حيث كانت الصعوبة التي توقعها هي جعلهم يتفقون، وأن يوافق الصغيرين على التنازل عنها لأخيهما الأكبر، ونظرًا لأنه وجدهم جميعًا كانوا عنيدين ورفضوا الاتفاق، أرسل إليهم جميعًا معًا وقال لهم: يا أبنائي، لأنني لم أتمكن من إقناعكم بعد الآن بأن تتنازلوا عن الأميرة ابنة عمكم، أعتقد أنه لا بد أن يسافر كل شخص منكم على حدة إلى بلدان مختلفة، حتى لا تلتقوا ببعضكم البعض.
ثمّ قال لأبنائه: كما تعلمون فأنا فضولي للغاية وأطمع في كل ما هو فريد، سوف أعدكم بأن أزوج ابنة أخي لمن سيجلب لي أكثر شيء ندرة وغير عادي وللحصول على هذا الشيء عليكم أن تبحثوا عنه، أما بالنسبة لنفقات السفر سأعطي كل واحد منكم مبلغًا من المال، ونظرًا لأن الأمراء الثلاثة كانوا دائمًا خاضعين ومطيعين لإرادة السلطان، فقد وافقوا جميعًا على ذلك.
دفع لهم السلطان المال الذي وعدهم به وفي صباح اليوم التالي أصدروا أوامر بالتحضير لرحلاتهم، وأخذوا إذن من السلطان، حتى يكونوا أكثر استعدادًا للذهاب في صباح اليوم التالي وفقًا لذلك، وانطلقوا جميعًا عند نفس بوابة المدينة وكان كل منهم يرتدي زي التاجر، وكان يصطحب معه ضابط ثقة يرتدي زي الخادم، وجميعهم يرتدون ملابس جيدة ومرتبة.
ذهبوا في رحلة اليوم الأول معًا وناموا جميعًا في نزل، حيث تم تقسيم الطريق إلى ثلاثة مساحات مختلفة، و في الليل عندما كانوا على العشاء معًا وافقوا جميعًا على السفر لمدة عام واللقاء في ذلك النزل، وأن الأول الذي يحضر يجب أن ينتظر البقية، ونظرًا لأن الثلاثة انطلقوا معًا فقد يعودون جميعًا معًا، وفي صباح اليوم التالي بعد استراحة من اليوم، بعد أن تعانقوا وتمنىوا لبعضهم البعض النجاح، امتطوا خيولهم وسلكوا طريقًا مختلفًا.
وصل الأمير حسين وهو الأخ الأكبر إلى بيسناغار عاصمة المملكة التي تحمل هذا الاسم، ومقر إقامة ملكها ونزل في خان معين للتجار الأجانب، وبعد أن علم أن هناك أربعة أقسام رئيسية حيث كان التجار من جميع الأنواع يبيعون سلعهم ويحتفظون بالمتاجر وفي وسطها كانت القلعة أو بالأحرى قصر الملك، ذهب إلى أحد هذه الأقسام في اليوم التالي.
لم يستطع الأمير الحسين رؤية هذا التقسيم دون إعجاب حيث كان كبيرًا، ومقسم إلى عدة شوارع كلها مقببة ومظللة من الشمس، ومع ذلك فهي خفيفة للغاية أيضًا، كانت المحلات كلها بنفس الحجم وكل من يتعامل في نفس النوع من البضائع يبيع في شارع واحد، وكذلك أصحاب الحرف اليدوية الذين احتفظوا بمتاجرهم في الشوارع الصغيرة.
تعددت المتاجر المجهزة بجميع أنواع البضائع من عدة أجزاء من الهند، وبعض هذه البضائع مطلي بألوان أكثر حيوية ويمثل الوحوش والأشجار والأزهار، ثمّ فاجأه الحرير والديباج من بلاد فارس والصين وأماكن أخرى، والبورسلين من اليابان والصين والمنسوجات لدرجة أنه لم يكن يعرف كيف يصدق عينيه، ولكن عندما جاء إلى صائغي الذهب والمجوهرات، كان في حالة من النشوة لرؤية مثل هذه الكميات الهائلة من الذهب والفضة المصنَّعة، وكان منبهرًا ببريق اللؤلؤ والماس والياقوت والزمرد وغيرها من المجوهرات المعروضة للبيع.


الشيء الآخر الذي أعجب الأمير حسين بشكل خاص هو العدد الكبير من بائعي الورود الذين احتشدوا في الشوارع. لأن الهنود محبين عظماء لتلك الزهور لدرجة أنه كان كل واحد منهم في يده وردة أو إكليل على رأسه، ويحتفظ بها التجار في أواني في دكاكينهم حتى يكون الهواء معطرًا تمامًا، وبعد أن اجتاز الأمير حسين هذا التقسيم شارعًا بشارع وظفت أفكاره بالكامل على الثروات التي رآها.
كان الأمير متعبًا جدًا وهو ما أدركه أحد التجار الذي دعاه للجلوس في متجره وقبل الأمير بذلك، وقبل أن يجلس رأى مناديًا كان يمر بقطعة قماش على ذراعه حوالي ستة أقدام مربعة وكان يصيح لبيعها مقابل ثلاثين حقيبة حيث نادى الأمير عليه، وطلب رؤية النسيج الذي بدا له أنه يقدر بثمن باهظ، ليس فقط من حيث حجمه ولكن لسوء شكله، عندما فحصها جيدًا، قال للبائع إنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن أن تكون قطعة قماش صغيرة جدًا، ومظهرها غير جيد بسعر مرتفع جدًا.
فأجابه البائع: إذا بدا لك هذا السعر باهظًا جدًا فستكون دهشتك أكبر عندما أقول لك إن لدي أوامر برفع سعرها إلى أربعين حقيبة من المال، فأجاب الأمير حسين: بالتأكيد، يجب أن يكون فيه شيء غير عادي للغاية، لا أعرف عنه شيئًا، أجاب البائع: لقد خمنت ذلك يا سيدي وستتمنى لو تمتلكه عندما تعرف أن كل من يجلس على هذه القطعة من النسيج يمكن نقله في لحظة إلى أي مكان يرغب فيه دون أن يوقفه أي عائق.
بعد أن سمع الأمير هذا اعتقد بما أن الدافع الرئيسي لسفره هو من أجل الحصول على شيء نادر، وحمل مثل هذا الشيء لوالده السلطان إلى المنزل سيكون ندرة فريدة من نوعها، وأنه لا يمكن أن يقابل أي شخص يمكن أن يمنحه المزيد من الرضا بمثل هذا البساط.
قال للبائع: إذا كان هذا النسيج يتمتع بما أخبرتني به فلن أفكر في الدفع لك أربعين حقيبة من المال بل سأقدم لك هدية أيضًا، أجاب البائع: يا سيدي، لقد قلت لك الحق ومن السهل إقناعك بذلك، لن تقوم بصفقة معي إلا بعد أن أريك التجربة، لكن يجب أن أوصلك إلى خانك حيث تقيم، وبإذن من سيد المحل سنذهب إلى ساحة متجره الخلفي، وأنا سوف أنشر النسيج وعندما نجلس معًا إذا كان لديك الرغبة في الانتقال إلى شقتك في الخان تمنى ذلك، وإذا لم يتم نقلنا إلى هناك، فلن تكون هناك صفقة وستكون لك الحرية في التخلي عن الصفقة.
قبل الأمير الشروط وأبرم الصفقة، وبعد أن حصلوا على إذن السيد، ذهبوا إلى ساحة المتجرالخلفي وجلس كلاهما عليه، وبمجرد أن أعرب الأمير عن رغبته في أن يتم نقله إلى شقته في الخان وجد نفسه في الوقت الحالي يجلس هناك، وتمت الصفقة بعد أن أثبت جودة قطعة النسيج، لذلك فقد حصل البائع على أربعين قطعة من الذهب وغادر فرحًا.تقدم البائع وقال: أولاً يا سيدي وقدم الأنبوب العاجي للأمير، لاحظ أن هذا الأنبوب مزود بزجاج من كلا الطرفين واعتبر أنه من خلال النظر في إحداها ترى أي شيء ترغب في رؤيته، قال الأمير: أنا مستعد لتقديم جميع التعويضات التي يمكن تخيلها عن الفضيحة التي ألقيتها عليك إذا كنت ستظهر حقيقة ما تقوله، وأخذ الأمير منظار العاج في يده وقال له: أرني والدي السلطان، وتم على الفور رؤية السلطان في صحة جيدة جالسًا على عرشه في وسط مجلسه، بعد ذلك حيث لم يكن هناك شيء عزيز عليه في العالم، بعد السلطان غير الأميرة نورونيهار، فقد تمنى أن يراها، ورآها وهي تضحك مع خادماتها.
لم يجد الأمير علي أثمن وأندر من زجاج المنظور الذي بين يديه وقال في نفسه: هذا هو أثمن شيء في العالم، وكان يعتقد أنه إذا أهمل شراءه فلن يلقى مرة أخرى شيء بمثل هذه الندرة لذلك اصطحب معه البائع إلى الخان حيث أقام، وأحصى له النقود وتسلم الزجاج المنظور.
شعر الأمير علي بسعادة غامرة بصفقته، وأقنع نفسه أنه بما أن إخوته لن يتمكنوا من مقابلة أي شيء نادر للغاية ومثير للإعجاب مثله، فإن الأميرة نورونيهار ستكون تعويضًا عن تعبه ومتاعبه، أنه لم يفكر في شيء سوى زيارة بلاط بلاد فارس الخفي، ورؤية كل ما هو مثير للفضول في مدينة شيراز وما حولها، حتى تعود القافلة التي عاد بها إلى جزر الهند، وبمجرد أن أصبحت القافلة جاهزة للانطلاق انضم إليهم الأمير ووصل سعيدًا دون أي حادث أو مشكلة.
في تلك الأثناء كان الأمير أحمد الذي سلك طريق سمرقند، في اليوم التالي بعد وصوله ذهب هناك، كما فعل إخوته إلى بيزستين حيث لم يمش طويلاً ولكنه سمع بائعًا ينادي، وكان في يده تفاحة صناعية وينادي ببيعها مقابل خمسة وثلاثين كيسًا من المال، فقال له الأمير أحمد: دعني أرى تلك التفاحة وأخبرني ما هي فضائلها وخصائصها غير العادية حتى يتم تقديرها بمبلغ مرتفع.
قال البائع: سيدي، إذا نظرت إلى الجزء الخارجي من هذه التفاحة فإنها لا قيمة لها، ولكن إذا نظرت في خصائصها وفضائلها وفائدتها للبشرية، ستقول أنه لا ثمن يمكن أن يقدرها وإن من يمتلكها فهو سيد كنز عظيم، باختصار إنها تشفي جميع المرضى من أكثر الأمراض المميتة، وإذا كان المريض يحتضر فسوف يتعافى على الفور وتعيده إلى حالته الصحية الكاملة، ويتم ذلك بأسهل طريقة في العالم وهي شم رائحة التفاحة من قبل المريض.


أجاب الأمير أحمد: إذا صدقتك، فإن مزايا هذه التفاحة رائعة ولا تقدر بثمن، ولكن ما هو الأساس الذي أملكه على كل ما تخبرني به لأقتنع بحقيقة هذا الأمر؟ فأجابه البائع: يا سيدي، الأمر معلوم من قبل مدينة سمرقند كلها، واسأل كل هؤلاء التجار الذين تراهم هنا واسمع ما يقولون، ستجد العديد منهم سيخبرك أنهم لم يكونوا على قيد الحياة هذا اليوم لو لم يستخدموا هذا العلاج الممتاز.
ولكي تفهم ماهيتها بشكل أفضل، يجب أن أخبرك أنها ثمرة دراسة وتجارب فيلسوف مشهور لهذه المدينة الذي كرس نفسه طوال حياته لدراسة ومعرفة فضائل النباتات والمعادن، وحصل أخيرًا على هذا التكوين الذي أجرى من خلاله علاجات مفاجئة في هذه المدينة لن تُنسى أبدًا، لكنه توفي بنفسه فجأة قبل أن يتمكن من تطبيق علاجه، وترك زوجته والعديد من الأطفال الصغار وراءه في ظروف صعبة التي قررت بيعها لدعم أسرتها وإعالة أطفالها.
وبينما كان التاجر يتحدث مع الأمير أحمد بفضائل التفاحة الاصطناعية جاء حولها كثير من الأشخاص وأكدوا ما قاله وقال واحد من بين الباقين إن صديقه يعاني من مرض خطير ويئس منه، وكانت تلك فرصة مواتية لتظهر للأمير أحمد التجربة، فطلب الأمير إجراء التجربة في الحال، فقال البائع: تعال يا سيدي لنذهب ونجري التجربة، وستكون لك التفاحة، وعندما نجحت التجربة، دفع الأمير ثمن التفاحة وتسلمها، ثمّ عاد في القافلة الأولى التي ينبغي أن تعود إلى جزر الهند، ووصل بسلامه إلى النزل حيث انتظره الأميران الحسين وعلي.
عندما التقى الأمراء أظهروا لبعضهم البعض كنوزهم، ورأوا على الفور من خلال المنظار الزجاجي أن الأميرة كانت تحتضر، ثم جلسوا على البساط وتمنوا أنهم يكونوا معها وكانوا هناك بعد لحظة، ذهب الأمير أحمد بسرعة إلى غرفة الأميرة نورونيهار وذهب إلى جانب السرير، ووضع التفاحة تحت أنفها، بعد لحظات فتحت الأميرة عينيها وقلبت رأسها من جانب إلى آخر ناظرة إلى الأشخاص الذين وقفوا حولها، ثم نهضت في السرير وطلبت أن ترتدي ملابسها كما لو أنها استيقظت من نوم عميق.
ثمّ عبرت على الفور عن سعادتها برؤية الامرء الثلاثة وشكرتهم جميعًا، والأمير أحمد على وجه الخصوص، وبينما كانت الأميرة ترتدي ملابسها ذهب الأمراء ليلقوا بأنفسهم على قدمي أبيهم، ويعربون عن شوقهم له، ولكن عندما جاؤوا وجدوا أنه قد تم إبلاغه بوصولهم من قبل رئيس الحرس الذي أبلغه بوسيلة شُفيت الأميرة تمامًا، استقبلهم السلطان واحتضنهم بفرح كبير بسبب عودتهم و استعادة الأميرة ابنة أخيه التي أحبها كما لو كانت ابنته والتي عجز الأطباء عن مساعدتها.
بعد انتهاء الاحتفالات بوصولهم قدّم الأمراء الأشياء النادرة لكل منهم: الأمير حسين نسيجه الذي حرص على عدم تركه وراءه في غرفة الأميرة، الأمير علي له منظور زجاجي عاجي، والأمير أحمد تفاحته الاصطناعية،، وبعد أن امتدح السلطان كل منهم، توسلوا إليه ليعلن مصيرهم ويعلن لأي منهم أنه سيعطي الأميرة نورونيهار زوجة حسب وعده.
بعد أن سمع سلطان جزر الهند دون أن يقاطعهم ظل صامتًا لبعض الوقت، كما لو كان يفكر على أي إجابة يجب أن يقدمها، ثمّ أخيرًا كسر حاجز الصمت وقال لهم: سأصرح لواحد منكم يا أولاد بسرور كبير إذا كان بإمكاني أن أفعل ذلك بعدالة ولكن ضعوا في اعتباركم ما إذا كان بإمكاني القيام بذلك أم لا، الأمير أحمد الأميرة ابنة أخي ملتزمة برد الجميل بتفاحتك الاصطناعية من أجل علاجها، لكن يجب أن أسألك ما إذا كان بإمكانك أن تساعدها لولا منظار الأمير علي الذي كان سببًا في معرفة الخطر الذي كانت عليه، وإذا لم يكن نسيج الأمير حسين قد أتى بك قريبًا إلى القصر.
أما الأمير علي يجب عليك أيضًا أن تقر بأن معرفتك بمرض الأميرة لن تكون ذات فائدة بدون التفاح الاصطناعي والنسيج، وأخيرًا الأمير حسين ستكون الأميرة جاحدة جدًا إذا لم تُظهر اعترافها بخدمة نسيجك والتي كانت وسيلة ضرورية جدًا لعلاجها، لكن ضع في اعتبارك أنه كان من الممكن أن يكون ذا فائدة قليلة إذا لم تكن على دراية بمرض الأميرة من زجاج الأمير علي ولم يكن الأمير أحمد قد استخدم تفاحته الاصطناعية لذلك النسيج، أو المنظار العاجي، أو التفاحة الاصطناعية هناك مساواة كاملة لأفضالهم، لذلك لا يمكنني منح الأميرة لأي واحد منكم، والفائدة الوحيدة التي جنتها الأميرة من رحلاتكم هي استعادة صحتها.
وأضاف السلطان: إذا كان كل هذا صحيحًا، فأنت ترى أنه لا بد لي من اللجوء إلى وسائل أخرى لتحديد الاختيار الذي يجب أن أقوم به بينكم، وذلك، نظرًا لوجود وقت كافٍ سأفعل ذلك اليوم، اذهبوا واحضروا لكل واحد منكم قوسًا وسهمًا وأخرجوا مع خيولكم إلى أرض القصر و سآتي إليك قريبًا، وأصرح بأنني سأعطي الأميرة نورونهار للذي يطلق السهم على مسافة أبعد، لم يكن للأمراء الثلاثة ما يقولونه ضد قرار السلطان وخرجوا من القصر، وأحضروا لأنفسهم قوسًا وسهمًا، وذهبوا إلى السهل المعين تبعه اجتماع كبير من الناس.
لم يجعلهم السلطان ينتظرونه طويلاً وبمجرد وصوله أخذ الأمير الحسين باعتباره الأكبر قوسه وسهمه وأطلق النار أولاً، ثمّ أطلق الأمير علي النار بعد ذلك وتجاوزه كثيرًا والأمير أحمد أخيرًا، لكن ما حدث لم يستطع أحد رؤية أين سقط سهمه، وعلى الرغم من كل البحث لم يكن موجودًا بعيدًا أو قريبًا وعلى الرغم من أنه كان يعتقد أنه أطلق النار من مسافة أبعد، وأنه بالتالي يستحق الأميرة نورونيهار، كان من الضروري مع ذلك العثور على سهمه لجعل الأمر أكثر وضوحًا وتأكيدًا، وبغض النظر عن احتجاجه حكم السلطان لصالح الأمير علي وأصدر أوامره بالتحضير لحفل الزفاف الذي تم الاحتفال به بعد أيام قليلة بروعة كبيرة.
الأمير حسين لم يحظر الحفل لأن حزنه كان عنيفًا ولا يُحتمل لدرجة أنه غادرالقصر، وتنازل عن حق خلافة العرش ، وتحول إلى ناسك والأمير أحمد أيضًا لم يحضر حفل زفاف الأمير علي والأميرة نورنيهار أكثر من شقيقه حسين لكنه لم يتخلى عن العالم كما فعل، ولكن بما أنه لم يستطع تخيل ما حدث لسهمه فقد قرر البحث عنه حتى لا يكون لديه أي شيء يوبخ نفسه به وبهذه النية ذهب إلى المكان الذي وقع فيه سهم الأمراء حسين وعلي، ومضى قدمًا من هناك، ونظر بعناية إلى كلا الجانبين منه وذهب بعيدًا لدرجة أنه بدأ أخيرًا يعتقد أن عمله كان كله في عبثا. استمر في المضي قدمًا حتى صل إلى بعض الصخور الوعرة شديدة الانحدار وكانت موجودة في أرض قاحلة على بعد حوالي أربع فراسخ من المكان الذي انطلق فيه.مكث الأمير أحمد ثلاثة أيام فقط في ديوان والده السلطان، وفي اليوم الرابع عاد إلى الجنية باريبانو وبعد شهر من عودة الأمير أحمد من زيارة والده، فقد لاحظت الجنية باريبانو أن الأمير منذ أن حكى لها وصفًا عن رحلته وحديثه مع والده، وكان قد طلب في البداية إذنها للذهاب إلي والده وزيارته كثيرًا ولكن لم يعد يكرر هذا الطلب، ولم يعد يتحدث أبدًا عن السلطان، لذلك انتهزت الفرصة لتقول له ذات يوم: يا أمير أخبرني هل نسيت السلطان أبيك؟ ألا تتذكر الوعد الذي قطعته على نفسك في الذهاب لرؤيته كثيرًا؟ ثمّ أكملت: من ناحيتي لم أنس ما قلته لي عند عودتك، ولذا أردت تذكيرك حتى لا يمر وقت طويل قبل أن تنسى وعدك.
لذلك ذهب الأمير أحمد في صباح اليوم التالي لزيارة والده، وكان أكثر روعة ومعه موكب عظيم، واستمر لعدة أشهر حيث كان يقوم بزياراته باستمرار، ودائمًا ما كان يبدو أكثر ثراءً مما جعل بعض الوزراء المفضلين لدى السلطان، الذين حكموا على ثروة الأمير أحمد وقوته من خلال الحرس والملابس التي تدل على غناه، فاعتقدوا أن السلطان يغار من ابنه، قائلين إنه يخشى أنه ربما سيكسب ودّ الشعب بثروته ويخلعه عن عرشه.
ولكن كان سلطان جزر الهند بعيدًا عن التفكير في أن الأمير أحمد يمكن أن يكون قادرًا على فعل ضار لوالده، فكان دائمًا ما يرد على تلك الشائعات قائلًا: أنتم مخطئون ابني يحبني، وأنا متأكد من حنانه وإخلاصه، لأنني لم أعطه أي سبب ليشعر بالاشمئزاز والكره لي، لكن الوزراء استمروا في الإساءة إلى الأمير أحمد حتى قال السلطان: مهما كان الأمر، لا أعتقد أن ابني أحمد شرير للغاية كما تقنعوني بأنه كذلك، على أي حال، أنا أشكركم لنصائحكم الحسنة التي ربما سببها نواياكم الحسنة وخوفكم علي.
قال سلطان جزر الهند في نفسه: قد لا يعرفون الانطباعات التي تركها حديثهم في ذهني، الأمر الذي أثار قلقه لدرجة أنه قرر مراقبة الأمير أحمد، لذلك أرسل طلبًا لساحرة وقد طلب إدخالها من الباب الخلفي لقصره، وقال لها: عندما يغادر ابني القصر اذهبي على الفور، واتبعيه وشاهديه جيدًا لمعرفة مكان إقامته وأبلغيني على الفور، تركت الساحرة السلطان، وكانت تعلم المكان الذي وجد فيه الأمير أحمد سهمه، ذهبت إلى هناك على الفور واختبأت بالقرب من الصخور، حتى لا يراها أحد.
وفي صباح اليوم التالي خرج الأمير أحمد مع بزوغ الفجر من قصر والده السلطان، ولما رأته الساحرة قادمًا، تبعته بعيونها قريبًا من مكان إقامته حتى فقدته فجأة هو ورجاله، نظرًا لأن الصخور كانت شديدة الانحدار فقد كانت حاجزًا لا يمكن التغلب عليه، لذلك رأت الساحرة أنه لم يكن هناك سوى شيئين: إما أن الأمير جلس في كهف ما، أو مسكنًا للجن أو الجنيات.
عندئذ خرجت من المكان الذي كانت مختبة فيه وذهبت مباشرة إلى الطريق الأجوف التي تتبعتها حتى وصلت إلى أقصى الطرف، ونظرت بعناية من جميع الجوانب لكن على الرغم من كل اجتهادها لم تستطع أن ترى أي فتحة، ليس بقدر البوابة الحديدية التي اكتشفها الأمير أحمد والتي كان من المقرر فتحها فقط لرجال الجنية، وفقط لمن كان وجودهم مقبولًا من قبل الجنية باريبانو، رأت الساحرة أنه من غير المجدي بالنسبة لها أن تبحث أبعد من ذلك، كانت مضطرة للرضا عن الاكتشاف الذي حققته، وعادت لتخبر السلطان بما رأت.
كان السلطان سعيدًا جدًا بما حققته الساحرة من اكتشاف وقال لها: استمري بالمراقبة بالطريقة المناسبة؟ سأنتظر بصبر حتى تعودي بشيء جديد ولتشجيعها أعطاها هدية من الألماس ذات قيمة كبيرة، ولأن الأمير أحمد قد حصل على إذن الجنية للذهاب إلى بلاط سلطان جزر الهند مرة واحدة في الشهر، فإنّ الساحرة كانت على علم بموعد قدوم الأمير، وهي تعلم كذلك الوقت لذلك ذهبت إلى أسفل الصخرة وأختبأت من مرأى الأمير ورجاله وانتظرت هناك.
في صباح اليوم التالي خرج الأمير أحمد كالعادة عند البوابة الحديدية مع نفس الحرس كما كان من قبل، ومر بجانب الساحرة التي لم يكن يعلم أنها هناك، ولكنه فجأة رآها مستلقية ورأسها على الصخرة، و تشكو وتصرخ وكأنها تعاني من ألم شديد فأشفق عليها الأمير وأدار حصانه وذهب إليها وسألها ما الأمر الذي حدث معها، وماذا يمكن أن يفعل لها لمساعدتها.
نظرت الساحرة الماهرة إلى الأمير بطريقة حزيتة دون أن ترفع رأسها أبدًا، وأجابت بكلمات وتنهدات مكسورة كما لو أنها بالكاد تستطيع أن تلتقط أنفاسها بأنها ذاهبة إلى العاصمة، ولكن في الطريق إلى هناك لقد أصيبت بحمى شديدة لدرجة أن قوتها خذلتها وأجبرتها على الجلوس في الطريق وبهذه الكلمات الساحرة التي جعلتها تتظاهر بالمرض فقط لتعرف أين يعيش الأمير وماذا يفعل.
وعندما بذلت العديد من المحاولات العبثية للنهوض نزل اثنان من مرافقي الأمير عن خيولهما، وساعداها في النهوض وأركباها وراء أحدهم على الخيل وامتطيا خيلهما مرة أخرى، وتبعوا الأمير الذي عاد إلى البوابة الحديدية التي فتحها أحد حاشيته، وعندما جاء إلى ساحة الجنية الخارجية أرسل ليخبرها أنه يريد التحدث معها.
جاءت الجنية باريبانو بكل سرعة ولم تكن تعرف ما الذي جعل الأمير أحمد يعود قريبًا الذي لم يمنحها الوقت لسؤاله عن السبب ، فقال: يا أميرة أتمنى أن تتعاطفي مع هذه المرأة الطيبة، مشيرًا إلى الساحرة التي أوقفها اثنان من حاشيته، لقد وجدتها في الحالة التي ترينها فيها ووعدتها بالمساعدة التي هي في حاجة إليها، وأنا مقتنع بأنك لن تتخلى عنها بدافع صلاحك، أمرت الجنية باريبانو التي كانت تُثبت عيناها على المرأة المريضة المنتظرة طوال الوقت الذي كان الأمير يتحدث معها اثنتين من نسائها اللواتي تبعنها بأخذ المرأة وحملها إلى شقة في القصر والعناية بها جيدًا.
وأثناء تنفيذ المرأتين لأوامر الجنية صعدت إلى الأمير أحمد وهمست في أذنه، وقالت: يا أمير، هذه المرأة ليست مريضة كما تتظاهر وأنا متأكدة كثيرًا أنها محتالًة، عندها ستكون قد سببت مشكلة كبيرة لك ولكن لا تهتم بذلك، اقتنع أني انقذك من جميع الفخاخ التي ستنصب لك، اذهب وتابع رحلتك إن كلام الجنية هذا لم يخيف الأمير أحمد على الإطلاق.
قال: أميرتي بما أنني لا أتذكر أنني فعلت أو صممت لأذى أي شخص، لا أستطيع أن أصدق أن أي شخص يمكنه التفكير في فعل شيء لي، ولكن إذا كان لديهم ذلك فلن أتحمل على فعل الخير كلما لدي فرصة، ثم عاد إلى قصر والده، في غضون ذلك حملت المرأتان الساحرة إلى غرفة راقية للغاية، ومفروشة بأثاث غني وفي البداية أجلسوها على أريكة، وكان لحافها مطرزًا بدقة بالحرير وأغطية من أفخر أنواع الكتان وغطاء من القماش الذهبي.
وعندما وضعوها في الفراش لأن الساحرة العجوز تظاهرت بأن الحمى كانت شديدة لدرجة أنها لم تستطع أن تساعد نفسها على الأقل، خرجت إحدى النساء وعادت مرة أخرى مع طبق خزفي في يدها، ممتلئة ببعض الطعام والشراب التي قدمتها للساحرة بينما ساعدتها الأخرى على الجلوس، ثمّ قالت: اشربوا هذا الشراب إنه ماء ينبوع الأسود، وعلاج ممتاز ضد جميع أنواع الحمى مهما كانت سوف تجدين تأثيره في أقل من ساعة.
أخذتها الساحرة بعد الكثير من التوسل لها لكي تشفى، ثمّ في النهاية تناولت الطعام من طبق الخزف الصيني، وأمسكت إحدى الخادمات رأسها، وأشربتها الشراب وطلبت منها الاستلقاء والراحة مرة أخرى ثمّ قامت الخادمتان بتغطيتها، وقالت لها التي أحضرت لها فنجان الخزف قبل أن تغادر: استلقِ واحصلي على قسط من النوم إذا استطعت، سنترككِ، ونأمل أن نجد أنك شفيت تمامًا عندما نعود مرة أخرى بعد ساعة، ثمّ عادت الخادمتان مرة أخرى في الوقت الذي حددتا فيه موعد العودة، ووجدتا الساحرة مرتدية ملابسها وتجلس على الأريكة.
قالت الخادماتان: جرعة رائعة! ثمّ قالت: لقد نجح في شفائي في وقت أقرب بكثير مما أخبرتموني به، وسأكون قادرة على متابعة رحلتي، بعد أن أخبرت الخادمتان الساحرة عن مدى سعادتهما بشفائها بسرعة قامتا بالمشي أمامها، وقادتاها عبر عدة شقق، وكلها أكثر جمالاً من تلك التي كانت ترقد فيها ثمّ قدنها إلى قاعة كبيرة وهي الأكثر ثراءً وروعةً في كل القصر.جلست باريبانو في هذه القاعة على عرش من الذهب الهائل المخصب بالألماس والياقوت واللآلئ ذات الحجم الاستثنائي وحضر عدد كبير من الجنيات الجميلة كلهنّ ​​يرتدين ملابس غنية على مرأى من جلالة الملكة باريبانو، لم تكن الساحرة منبهرًة فحسب بل كانت مندهشة جدًا، بعد أن سجدت نفسها أمام عرش الملكة لم تستطع فتح شفتيها لتشكر الجنية كما أرادت.
ومع ذلك أنقذتها باريبانو من الموقف وقالت لها: أيتها الطيبة، أنا سعيدة لأنني أتيحت لي الفرصة للاهتمام بك، ورؤيتك قادرة على متابعة رحلتك، لن أحتجزك أكثر من ذلك حتى لا تشعري بالاستياء والملل، لذلك اتبعي خادماتي وسوف يظهرون لك طريق الخروج، ثم عادت الساحرة وأخبرت سلطان جزر الهند بكل ما حدث، وكم كان الأمير أحمد ثريًا جدًا بزواجه من الجنية، وهو أغنى من كل ملوك العالم حسب الثروة التي رأتها، وكيف كان هناك خطر من أن يأتي ويأخذ العرش من أبيه.
على الرغم من أن سلطان جزر الهند كان مقتنعًا جيدًا بأن هذا هو التصرف الطبيعي للأمير أحمد وقد كان جيدًا، إلا أنه أصابه القلق بشأن كلام الساحرة العجوز التي قال لها عندما كانت تغادر: أشكرك من أجل المساعدة في الحصول على هذه الأخبار، ونصيحتك المهمة لي أنا مدرك جدًا للأهمية الكبيرة لنصيحتك التي أعطيتها لي لدرجة أنني سأتشاور بشأنها مع المجلس.
بعد أن تشاور السلطان مع مجلسه بخصوص ابنه الأمير وثروته نصح المرشحون بقتل الأمير، لكن الساحرة نصحته بشكل مختلف حيث قالت: اجعله يمنحك كل أملاكه الرائعة بمساعدة الجنية حتى تتعب منه زوجته وترسله بعيدًا عنها، على سبيل المثال في كل مرة تنزل جلالتك إلى الميدان فيجب أن يكون نزولك مكلفًا للغاية، ليس فقط في الخيام لجيشك ولكن أيضًا في البغال والجمال لحمل أمتعتهم، والآن يجب إشراك الأمير في هذه الالتزامات من خلال استخدام سلطته على الجنية للحصول على كل ما تطلب والتي يجب أن تكون كبيرة بحيث تحمي جيشك بالكامل من سوء الأحوال الجوية؟
عندما انتهت الساحرة من حديثها سأل السلطان وزرائه إذا كان لديهم شيء أفضل يقترحونه، فوجدهم جميعًا صامتين ومصممين على اتباع نصيحة الساحرة باعتبارها الأكثر منطقية وأكثر قبولًا، وفي اليوم التالي فعل السلطان كما نصحته الساحرة وطلب من ابنه خيمة بحيث تغطي جيشه بالكامل ويمكن لرجل أن يحملها بكف يده، لم يتوقع الأمير أحمد أبدًا أن يطلب السلطان والده مثل هذا الشيء والذي بدا في البداية صعبًا للغاية حتى أنه مستحيلًا.
على الرغم من أنه لم يكن يعلم تمامًا مدى قوة الجنيات والجنيات إلا أنه شك في ما إذا كانت تمتد إلى حد توفير مثل الخيمة التي رغبها والده، أجاب أخيرًا بعد كثير من التردد: سوف أطلب من زوجتي طلبك الذي ترغب فيه، ولكني لن أعدك بالحصول عليها وإذا لم يكن لي شرف العودة مرة أخرى لأقدم لك احترامي فستكون هذه علامة على عدم نجاحي، لكن قبل ذلك أرغب في أن تسامحني وأن تضع في اعتبارك أنك أوصلتني إلى هذا الحد.
أجاب سلطان جزر الهند يا بني: يجب أن أكون آسفًا جدًا إذا كان ما أطلبه منك سيجعلني أشعر بالاستياء لعدم رؤيتك أبدًا، أجد أنك لا تعرف قوة الزوج على الزوجة، وستُظهر لك أن حبها لك كان غير كافيًا للغاية إذا كان عليها الرفض مع القوة التي تتمتع بها من الجنية، أرى أنه من العار أن ترفض طلبًا تافهاً للغاية من أجلي، عاد الأمير وكان حزينًا جدًا خوفًا من الإسائة إلى الجنية.
استمرت في الضغط عليه ليخبرها بما حدث وأخيراً قال: سيدتي، ربما لاحظت أنني حتى الآن أنني كنت راضيًا عن حبك، ولم أطلب منك أي خدمة أخرى لذلك ضعي في اعتبارك أنني لست أنا من يريد هذا الطلب، ولكن السلطان والدي الذي يتوسل إليك أو على الأقل أعتقد ذلك، يريد خيمة كبيرةً بما يكفي لإيوائه وشعبه وجيشه من عنف الطقس الذي قد يحمله الرجل في يده لكن تذكري أنه السلطان والدي هو من يطلب هذه الخدمة .
ردت الجنية وهي مبتسمة: أيها الأمير، أنا آسفة لأن مسألة صغيرة جدًا يجب أن تزعجك، وتجعلك غير مرتاح كما بدا لي ثم أرسلت الجنية إلى أمينة صندوقها التي كان اسمها نورجيهان، عندما أتت قالت لها: أحضري لي أكبر جناح في خزانتي، ثمّ عادت نورجيهان حالاً بالجناح الذي لم تستطع أن تمسكه بيدها فحسب، بل في كف يدها عندما أغلقت أصابعها، وقدمته إلى سيدتها التي أعطته للأمير أحمد لينظر إليه.
عندما رأى الأمير أحمد الجناح الذي وصفته الجنية بأنه الأكبر في خزينتها، تخيل الأميرأنها ربما تمزح معه ومن ثم ظهرت علامات دهشته في وجهه التي أدركتها باريبانوعلى الفور ثمّ انفجرت ضاحكة، وقالت: ماذا! أيها الأمير، هل تعتقد أنني أمزح معك؟ سترى في الوقت الحالي أنني جاد، ثمّ قالت لنورجيهان أمينة صندوقها: أخرجي الخيمة من يد الأمير أحمد واذهبي وأقيميها ليحكم الأمير فيما إذا كانت كبيرة بما يكفي للسلطان والده.
ذهبت أمينة الصندوق فورًا خارج القصر وحملتها بعيدًا ولما أقامتها وصل أحد طرفيه إلى القصر ذاته، في ذلك الوقت اعتقد الأمير أن الذي كان صغيرًا قبل قليل، وجده كبيرًا بما يكفي لإيواء جيشين أكبر من جيش والده، ثم قال لباريبانو: أطلب من أميرتي ألف عفو عن شكوكي بعد ما رأيته أعتقد أنه لا يوجد شيء مستحيل بالنسبة لك، ثم قالت الجنية: ترى أن الجناح أكبر مما قد يكون مناسبًا لوالدك، لأنك يجب أن تعرف أن لها خاصية واحدة وهي أنها تكبر أو تصغر حسب الجيش الذي يجب أن تغطيه.
قامت أمينة الصندوق بإنزال الخيمة مرة أخرى، وإحضارها إلى الأمير الذي أخذها ودون أن يمكث وقت أكثرففي اليوم التالي امتطى حصانه وذهب مع نفس المرافقين إلى السلطان والده السلطان الذي كان مقتنعا بأنه لا يمكن أن يكون هناك شيء مثل الخيمة التي طلبها، وكان في مفاجأة كبيرة في حضور الأمير، فأخذ الخيمة وبعد أن أعجب بصغرها كانت دهشته عظيمة لدرجة أنه لم يستطع تمالك نفسه.
عندما أقيمت الخيمة في السهل العظيم وجدها السلطان كبيرة بما يكفي لإيواء جيش يبلغ ضعف حجمه الذي يمكنه جلبه إلى الميدان، لكن السلطان لم يكن راضياً بعد ثمّ قال: يا بني، لقد سبق لي أن أعربت لك عن كم أنا بحاجة للحصول على الخيمة التي اشتريتها لي، أنني أعتبرها أثمن شيء في خزينتي لكن يجب أن تفعل شيئًا آخر من أجلي والذي سيكون مقبولًا بالنسبة لي.
لقد علمت أن الجنية زوجتك تستفيد من ماء معين يسمى ماء ينبوع الأسود والذي يعالج جميع أنواع الحمى حتى أخطرها، وبما أنني مقتنع تمامًا بأن صحتي عزيزة عليك، أنا لا أشك في ذلك لكنك ستطلب منها زجاجة من هذا الماء لي وتجلبها لي كدواء والذي يمكنني استخدامه عندما يكون لدي مناسبة، أفعل لي هذا الجزء المهم الآخر من الخدمة وبذلك أكمل واجب الابن الصالح تجاه الأب الحنون.
عاد الأمير وأخبر الجنية بما قاله والده حيث هناك قدر كبير من الشر في هذا الطلب؟ أجابت: يجب أن تفهم ما سأقوله لك، يقع ماء ينبوع الأسود في وسط ساحة قلعة كبيرة، يحرس مدخلها أربعة أسود شرسة، اثنان منهما ينامان بالتناوب، بينما الآخران مستيقظان، لكن لا تدع ذلك يخيفك سأعطيك الوسائل لتمر منها دون أي خطر، كانت الجنية باريبانو في ذلك الوقت تعمل بجد.
كان لديها عدة خيوط حيث أخذت واحدة من هذه الخيوط وقدمتها للأمير أحمد، وقالت: أولاً: خذ هذا الخيط سأخبرك في الوقت الحالي باستخدامه، ثانيًا: يجب أن يكون لديك حصانان حيث يجب أن تركب أحدهما بنفسك، والآخر يجب أن تقوده والذي يجب أن يكون محملاً بخروف مقطوع إلى أربعة أرباع، يجب قتله اليوم، ثالثًاً: يجب أن يتم تزويدك بزجاجة والتي سأقدمها لك لإحضار الماء.
ثمّ قالت: انطلق مبكرًا في صباح الغد وعندما تمر من البوابة الحديدية، قم بإلقاء الخيط أمامك والذي سوف يتدحرج حتى تصل إلى أبواب القلعة، اتبعه وعندما يتوقف حيث ستفتح البوابات سترى الأسود الأربعة: الاثنان المستيقظان، من خلال زئيرهما، يوقظان الاثنين الآخرين لكن لا تخف، بل ارمِ لكل منهما ربع لحم الضأن، ثم صفق لحصانك وانطلق إلى النافورة املأ الزجاجة الخاصة بك دون أن تهبط، ثم عد بسرعة ستكون الأسود مشغولة جدًا في تناول الطعام وستسمح لك بالمرور بجانبها.
انطلق الأمير أحمد صباح اليوم التالي في الوقت الذي عينته الجنية، واتبع توجيهاتها بدقة وعندما وصل إلى بوابات القلعة وزع أرباع لحم الضأن بين الأسود الأربعة، ومر في وسطها بشجاعة ثمّ وصل إلى النافورة وملأ زجاجته وعاد سالماً كما ذهب.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Each tooth in t...

Each tooth in the human mouth is related by a meridian to an organ in the body. When an organ or sys...

الجائزة كبيرة و...

الجائزة كبيرة والفشل كارثة وطنية وقومية لذا سندو مع العدائين كلهم عندما تشرق الشمس في صباح، ثم سنعدو...

تم تحديث استرات...

تم تحديث استراتيجية الطاقة2050 واعداد استراتيجية وطنية للهيدروجين 2050لضمان تحقيق المستهدفات الجديدة...

بقيت الخلافات م...

بقيت الخلافات معلقة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وما إن انتهت الحرب حتى أثيرت الخلافات السابقة...

الذكاء الاصطناع...

الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حيوياً في حياة الناس في العديد من المجالات. في مجال الصحة، يُستخدم الذكا...

تعتبر شركة Amer...

تعتبر شركة Ameritech شركة منبثقة عن الشركة الأم Ameritech Corporation العاملة في مجال الاتصالات بال...

مضاهر النهضة ال...

مضاهر النهضة الاروبية الادابية تقليد القدما في كتابة القصاءد مع الاهتمام بلاسلوب وانتقاء الالفاظ و...

‫ ‫ ‫ يُعرَّفُ ...

‫ ‫ ‫ يُعرَّفُ أنَّـهُ غازٌ طبيعيٌّ محصورٌ في طبقاتٍ تُشبِـهُ في تركيبِها الصَّفائحَ التَّكتونيَّـةَ...

وترى كيف أنكر ر...

وترى كيف أنكر رسول االله ژ على الرجل القاسي، الذي يستقبح تقبيل الأطفال، فعن عائشــة، # قالت: «جاء أع...

This realizatio...

This realization marks a turning point in the protagonist's perception of himself. He starts to ques...

يقوم تصنيف المم...

يقوم تصنيف الممتلكات الثقافية العقارية الدولي على معايير وأسس محددة يتم الاستناد إليها في تحديد المم...

حمن الأنصاف الا...

حمن الأنصاف الاعتماد والمؤسسة. من الساني يمكن الحة الهى دور المعاف مالي مالي النت ا بعد ماله الله ا...