Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (77%)

تاريخ تطور ريادة الأعمال :
ارتبطت ريادة الأعمال بإدارة الأعمال منذ العصور الأولى للإنسانية ، وتمتد جذور ريادة الأعمال حيثما وجدت التجارة والأعمال والابتكار منذ أمد العصور ، وإن لم يكن المصطلح حاضرا حينها . فمن جانب الابتكار ، فقد أحدثت الابتكارات الإنسانية نقلة في الحضارة وازدهارا في الاقتصاد منذ ابتكار العجلة والصخور الدائرية التي غيرت مجرى الحركة والنقل . وكانت أساسا الكثير من الابتكارات الإنسانية فيما بعد ، ومن جانب آخر كان العمل الحر والتجارة وإتقان المهن والاعتماد على النفس ظاهرة أسهمت في تبادل السلع وانتشار التجارة ونقل المؤن والعتاد والأدوات من بلد إلى آخر ، وقدمت لنا الحضارات القديمة المتلاحقة أمثلة حية في الاختراع والابتكار ، واغتنام الفرص وبناء الكيانات التجارية ، والمشروعات الإبداعية وفي الحضارة الإسلامية ، فقد أسهم التراث الإسلامي في تطور الأعمال الريادية وتقديم الاختراعات والابتكارات في شتى المجالات ، والحث على طلب الرزق والترحال في التجارة وتلاقي الحضارة ، ونقل المواد والأجهزة والمنتجات الجديدة بل والمعرفة من بلد إلى آخر ، کرحلة الشتاء والصيف ، وحث الإسلام على العمل وفضيلة كسب الرزق وعمل الإنسان من كسب يده ، وزخرت السنة النبوية الشريفة بالتوجيهات والأمثلة والأحاديث التي تحث على العمل وفضله ، ومن ذلك ما جاء عن المقدام بن معدي کرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده".أما في العصر الحديث الذي شهد كثيرا من التغيرات والتطورات سواء في مجال الفكر الإنساني ، أو التقدم الصناعي والتقني فقد انعكس ذلك على شتى المجالات ، فمنذ كتابات عالم الاقتصاد الفيلسوف الأسكتلندي آدم سميث ( 1723–1790م ) صاحب کتاب ثروة الأمم والشغل الشاغل للاقتصاديين هو : ما الذي يجعل ( الاقتصاديات غنية ؟ ) وتعددت الرؤى والأطروحات والنظريات التي أطرت الممارسات الدولية ، والعلاقات السياسية والاقتصادية على حد سواء ، التي قادت فيما بعد إلى تغيرات كبيرة في سيرة نهوض الدول وازدهارها ، ومر الفكر الاقتصادي العالمي عبر العقود بحقب زمنية قامت على فرضيات العلماء الاقتصاديين وأطروحاتهم ، ومن تلك الحقب التي مرت على العالم في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر ( 1880 م ) ، أن تحول ترکیز علم الاقتصاد من مفهوم الاقتصاد الكلي ( Macroeconomnic ) إلى مزيد من التركيز على مفهوم الاقتصاد الجزئي ( Microeconomic ) ، وسيطرت حينذاك نظرية التوازن ( Equilibrium Theory ] ، حيث كان يصنف الأفراد بأنهم إما منتجين ، أو مستهلكين وسيطر البحث عن حالة التوازن على الأطروحات الاقتصادية المتتابعة ، وأغفلت تلك الحقبة دور رائد الأعمال في التحليل الاقتصادي ، على الرغم من ظهور دراسات العالم الكبير شومبيتر ( 1883-1950م Schumpeter ) ، الذي تبني مدخل أن النظام الاقتصادي عندما يكون في حالة توازن بين العرض والطلب ، فإن رائد الأعمال هو الذي يكسر حالة التوازن المسيطرة على النظام الاقتصادي ، وذلك من خلال ما يقدمه من ابتكارات جديدة ، وأساليب إنتاج حديثة ، وقد عبر عنها ( Schumpeter شومبيتر ) بالمصطلح الشهير ( التدمير الخلاق / Creative destruction ) ، حيث يتمكن رواد الأعمال من کسر القيود ، والحوافز والجمود ، والركود السائد في الأنظمة الاقتصادية ، بما يطرحونه من ابتكارات وأساليب نظم جديدة ، فتحدث النقلة الاقتصادية الإيجابية إلا أن خروج الدول العظمى من الحروب العالمية وما تلاها من ثورة إنتاجية كبرى ، أوجد أطروحات جديدة تقوم على أنماط الإنتاج والاستهلاك الكبيرين، وانتشرت مفاهيم اقامة الشركات المساهمة الكبيرة ، والمبادئ الاشتراكية وسيطرت الدولة على وسائل الإنتاج ، و تعددت الفرضيات التي تربط بين القوة الاقتصادية واقتصاديات الحجم الكبير ( Economies of Scale ) ، وذلك من خلال تجميع وحدات الأعمال الصغيرة والمتوسطة في كيانات كبيرة ، ونادى الاقتصاديون بضرورة تدخل الدولة في الاقتصاد الوطني بشكل مباشر ، وذلك بإنشاء الشركات ، والتدخل بالأجور ، وخطط استثمار الشركات ، والعلاقات العمالية ، وأكدوا أن تقوم الدول بتشجيع الشركات على عمليات الاستحواذ . واعطاء حوافز مالية ، بمشاركتها بالتمويل ورأس المال ، واعتبر الاقتصاديون هذه الإجراءات قادرة على دعم نمو الاقتصاد القومي بمعدل أعلى مما كان يتحقق في الماضي ، ولم يلتفت حينها إلى دور رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة ، بل تم اعتبارها من مخلفات الماضي العتيقة والمتواضعة ، فالشركات الكبيرة يمكن أن تتبنى ، وتطبق مبادئ الإدارة العلمية ، وهي بيئة الإدارة المهنية الرشيدة ، وهي أفضل الخيارات لتشجيع الأبحاث العلمية والابتكار . ثم مر العالم الغربي بهزات اقتصادية ، ومواجهة مستمرة مع النقابات العمالية ، وبدأت تتزعزع نظريات التعاون التكاملي بين النظام الثالوثي : ( الحكومة ، وتبين أن الشركات الكبيرة وفق هذه النظرية لم تتصف بالابتكار والإبداع المطلوبة ، ولم تساعد على إيجاد وظائف جديدة ، ولم تحقق الأهداف الاقتصادية المرجوة للحكومات ، وأدى العمل في الكيانات الكبيرة إلى العزلة ، وارتفاع حالات الأحزاب ، وشيوع الإنتاج بالجودة المتدنية ، وظهرت حينذاك أطروحات جديدة للإنقاذ ، مثل : الثقافة المؤسسية . والعودة إلى فرضيات الاقتصاد الليبرالي المتحرر من التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية ، وبرزت أطروحات علمية تفرق بين التوسع في الإنتاج الكبير والنمو ، وقررت تلك الأطروحات أن أهداف الدول يجب أن تتحول من الزيادة في الإنتاج إلى مفاهيم ( النمو / Growth ) و ( الديمومة / Sustainability ) . وظهرت أفكار توسعت كثير من الدول في تطبيقها مثل فرضية روبرت سولو ، الذي حاز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1986 م ، حيث أوضح أن أمريكا ، في حاجة إلى التخلي عن النمو ( القوة الغاشمة ) ، وتبني ( النمو الذكي ) ذلك النمو القائم على الإبداع ، والتطوير واتضح لصناع القرار في الدول العظمى أن هناك دورا مهما في النظام الاقتصادي للمشروعات الصغيرة لا بد أن تؤديه ، وأنها يمكن أن تكون تلك الكيانات الصغيرة القوة الدافعة الانبعاث نهضة اقتصادية جديدة ، خاصة أن النتائج الناجحة والآثار الإيجابية لدور المشروعات الصغيرة في نمو اقتصاديات ألمانيا واليابان ، فتبنت بريطانيا بوضوح إبان حكومة مارجريت تاتشر في الثمانينيات الميلادية مفاهيم التخلي عن التدخل الحكومي ، وتبنت أمريكا نشر مفهوم ريادة الأعمال ، واحتضان المشروعات الصغيرة ودعمها بقوة ، وازدهرت فيها مصطلحات الاستعانة بالغير ( Outsourcing ) ، وتقليص حجم العمالة ( Downsizing ) . واعادة هندسة العمليات ( Re - Engineering ) ، ومنح الامتياز ( Franchising ) ، والشركات التابعة Subsidiaries ) . وبرزت أسواق جديدة قادرة على التجديد والإصلاحات العاجلة ، وتبسيط عمليات الشركات الكبيرة ، وإسناد الأعمال الأخرى إلى الغير . من تلك الأسواق والتجارب الناجعة تجارب أستراليا ، والنمور الآسيوية التي أوجدت بيئة خصبة لرواد الأعمال ، وأخذت أفكار العلماء المؤيدين لريادة الأعمال أمثال بيرس ( 1980 Pearce ) ، تجد قبولا واسقا ، حيث يفترض أن رواد الأعمال هم العنصر الأول بين العناصر الداخلة في عملية إيجاد الثروات على جميع المستويات الفردية ، فحينما ينجح رواد الأعمال ، فإن النتائج الاقتصادية سواء كانت ثروة شخصية ، أو إيجاد وظائف جديدة ، ستحقق المنفعة الاقتصادية لجميع المجتمع ، فبرنامج صغير يقوم بابتكاره شابان رائدان ، قد قاد إلى قيام شركة من أكبر شركات العالم في مجال البرمجيات هي شركة مايكروسوفت ، وأمثال تلك المبادرات لرواد الأعمال أصبحت مجالا لازدهار دور الرياديين في اقتصاديات العالم ، وزاد من تسارع هذا الدور وانتشاره التطور التكنولوجي ، وظهور الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) وبرزت كتابات ماكليلاند ( 1917-1998م ) ( McClelland ) من خلال كتابه الشهير ( المجتمع المنجز ) ( The Achieving Society ) ، حيث أوضح العلاقة بين حاجة الدولة للإنجاز وتطورها الاقتصادي ، وأكد أن مستوى إنجاز الدول لا يتحول إلى نمو اقتصادي إلا بتدخل رواد الأعمال ، وكلما كان إنجاز دولة ما مرتفقا ، فإن هناك أقرانها في تلك الدولة يتصرفون کرواد أعمال ۔ ومنذ بداية التسعينيات الميلادية أصبح العصر هو عصر رواد الأعمال ، والمجتمع ككل بريادة الأعمال ، وانتشرت الأبحاث والدراسات المستفيضة في مجال ريادة الأعمال ، التي تؤكد أهميتها للاقتصاد الوطني ، وفي هذا الصدد يقول العالم المعاصر ديفيد أودريتش ( 2010-2006م David Audretsch ) : إن ريادة الأعمال هي التي تسهم المساهمة الأبرز في النمو الاقتصادي عن طريق نشر المعرفة التي ستبقى حبيسة لولا انتشارها تجاريا . وأطلق ( بومول وآخرون 2007 م ) من جامعة بيل ، ومنظمة كوفمان الشهيرة ، في كتابهم ( الرأسمالية الطيبة والرأسمالية الخبيثة ) فرضيتهم المسماة رأسمالية ريادة الأعمال بوصفها نمطا جديدا للاقتصاد الدولي الحديث القادر على تحقيق النمو والرخاء الاقتصادي المستديم ، وهو البديل للأنماط الثلاثة الأخرى المسماة رأسمالية الشركات الكبرى ، والرأسمالية الموجهة من الدولة ، ورأسمالية القلة المسيطرة ، واستشهد الباحثون بالنجاحات الكبيرة للاقتصاديات الناشئة أمثال سنغافورا ، وكوريا الجنوبية التي تمثل مساهمة المنشآت الصغيرة في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من % 60 بوصفها دليلا ونموذجا لتطبيقات رأسمالية ريادة الأعمال . وباعتبار التعليم يؤدي دورا مهما للغاية ، فقد بدأت المقررات الدراسية والبرامج التعليمية والتدريبية في مجال ريادة الأعمال في الظهور بين المناهج الدراسية لكثير من الجامعات في جميع أنحاء العالم ، وبذلك أصبحت ريادة الأعمال عنصرا من عناصر منظومة التعليم الإداري منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين ، وارتفع عدد الكليات التي تدرس مقررات ريادة الأعمال وبرامجها ، وعدد المنظمات والمؤسسات والمراكز المتخصصة في ريادة الأعمال ، وعدد الدوريات العلمية المحكمة التي تنشر الدراسات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال .ولعل من أهم الدول التي حققت قفزات سريعة في هذا المجال هي أمريكا ، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن % 80 من الجهود العلمية في مجال ريادة الأعمال تتركز في أمريكا الشمالية مقابل % 20 من الجهود في بقية دول العالم ( 2001 Vesper and Granta ) ووجد أن عدد الكليات التي تدرس مقررات ريادة الأعمال كان 16 كلية عام 1970 م ، ثم قفز إلى 504 کلیات عام 2001 م ليصل إلى أكثر من 1100 كلية عام 2008 م ، ثم ما يزيد على 1500 كلية عام 2018 م ، وإن جميع كليات إدارة الأعمال في أمريكا ، التي يزيد عددها على 220 كلية تدرس مقرر ريادة الأعمال ، ونحو 195 تنتقل من مجرد تدريس المقررات إلى تقديم تخصصات رئيسة في هذا المجال ، وارتفع عدد مراكز ريادة الأعمال والمجالات المرتبطة بها من 48 مركزا عام 1989 م إلى 90 مركزا عام 1996 م ، ثم بلغ 200 مركز عام 2006 م ، ثم زاد ليتجاوز 600 مركز عام 2018 م . أما الدوريات العلمية والإصدارات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال فتتضاعف كل ثلاث سنوات اعتبارا من عام 1987 م ؛ ليصل عددها حتى عام 2006 م إلى 68 دورية في أمريكا وأوروبا وما يزيد على 150 دورية متخصصة في علم ريادة الأعمال عام 2018 م ومن جانب آخر تطور الاهتمام بحاضنات الأعمال كبيت أول لرواد الأعمال ، لم يكن هناك سوى 26 حاضنة فقط في الولايات المتحدة ، لكن من ذلك الوقت حدثت ثورة في الانتشار ، إذ بلغت بحلول عام 1990 م ، 385 حاضنة أعمال ، ظهر مفهوم الحاضنات حديثا ، لكنه أصيح منتشرا الآن في معظم الدول الأوروبية ، وتبنت كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نموذج الحاضنات في المجالات المختلفة ، وشيدت أولى الحاضنات في المملكة المتحدة في سنة 1980 م ، وذلك بعد الكساد الاقتصادي الكبير عامي 1983 / 1982 م ، وما صاحبه من ارتفاع البطالة وبدء سياسة الخصخصة ، لم يكن هناك سوى 25 حاضنة فقط ، إلا أنه في آخر خمس سنوات ازداد عدد الحاضنات بسرعة كبيرة ، بعد أن خصصت حكومة المملكة المتحدة ميزانية مخصصة لدعم إنشاء حاضنات الأعمال ، ويوجد حتى عام 2018 م نحو 400 حاضنة أعمال في المملكة المتحدة .وفي عالمنا العربي ازداد الاهتمام بريادة الأعمال في أواخر القرن العشرين ، فجمهورية مصر العربية تعد من أولى الدول العربية التي أنشأت حاضنات الأعمال ، ففي عام 1995 م أشست الجمعية المصرية لحاضنات المشروعات الصغيرة ، وتولى تأسيسها الصندوق الاجتماعي ، وقد وضع الصندوق المذكور خطة الإنشاء 30 حاضنة في مصر ، تم إنشاء 15 منها حتى عام 2002 م وفي المغرب العربي بدأت أول تجربة اللحاضنات عام 1998 م بإسناد من المصرف الشعبي الذي أسهم بین دعم حاضنات الأعمال في المغرب ، وكذلك الحال في الأردن التي بدأ الاهتمام فيها بريادة الأعمال من خلال التركيز على التمويل الأصفر الذي انطلق عام 1995 م ، وتطور الأمر بظهور بعض المبادرات أمثال جمعية أصحاب المشاريع الشباب عام 1998 م ، ومركز الملكة رانيا لريادة الأعمال عام 2004 م وغيرها من المبادرات لتصل بنهاية عام 2018 م إلى أكثر من 150 جهة وبرنامجا مخصصا لريادة الأعمال ، وانطلقت بعد ذلك مبادرات عدة في العالم العربي ، إذ احتضنت المغرب قمة ريادة الأعمال العالمية الأولى بحضور قادة الدول العالمية بدعوة ورئاسة من باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 م ، وانطلقت أو ازدهرت مبادرات عدة في مجال ريادة الأعمال مثل ( مقاولتي ) في المغرب ، وصندوق تشغيل الشباب في الجزائر ، والهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات نے سوريا ، وبرنامج ( سند ) و عمان ، و ( نافع ) في البحرين ، و ( مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة في الإمارات )، أما في المملكة العربية السعودية فقد كان الحديث في عقد التسعينيات الميلادية ، كما هو الحال في معظم الدول العربية ، منصبا على المنشآت الصغيرة ودعمها والاهتمام بها ، ثم بدأ الحديث عن حاضنات الأعمال منذ عام 2002 م عندما بدأت الغرف التجارية الصناعية في المدن الرئيسة بمحاولات إدخال المفهوم وتطبيقاته ، وبذلت جهودا حثيثة من أجل بث الوعي نحو أهمية الحاضنات ، إلا أن الإنشاء الفعلي في السعودية لم ير النور إلا عام 2008 م حينما نشأ أول مركز الريادة الأعمال في الجامعات السعودية في المملكة العربية السعودية يتضمن أول حاضنة للأعمال وبرنامجا متكاملا لرواد الأعمال يعمل بالشكل المتكامل لمفهوم الحاضنة ، وقد تزامن ذلك في العام نفسه 2008 م أن أنشأت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية رسميا أول حاضنة تقنية في السعودية باسم حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات ، وأدى التوجه الجاد نحو ريادة الأعمال إلى أن قفز عدد مراكز ريادة الأعمال في الجامعات السعودية وخارجها من ثلاثة مراكز عام 2008 م إلى أكثر من 30 مركزا عام 2018 م ، وكذلك الحال بالنسبة إلى حاضنات الأعمال العامة والخاصة التي زاد عددها ليصل إلى أكثر من 50 حاضنة أعمال عام 2018 م وكان لإنشاء هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة ( منشآت ) عام 2016 م الأثر البارز في دعم وإنهاء وتنظيم ريادة الأعمال ودعم المنشآت الصغيرة في السعودية . وأصبح الاهتمام بريادة الأعمال عنصرا مهما في رؤية السعودية 2030 التي تعول على ارتفاع مساهمة المنشآت الصغيرة في الناتج المحلي الإجمالي ، وارتفاع نسبة القروض الممنوحة للمشروعات الصغيرة ، ونشر الوعي وثقافة ريادة الأعمال في التعليم العام والعالي.وخلاصة القول ، فإن التطور التاريخي لريادة الأعمال لا يزال يشهد عقوده الأولى ، إذ يتوقع الباحثون أن ريادة الأعمال ستحل يوما محل إدارة الأعمال ، وإن الباحثين يرون أن أكثر الاقتصاديات نجاحا هي تلك الاقتصاديات القادرة على إيجاد مزيج من رواد الأعمال المبتكرين والمؤسسات والشركات الكبيرة الراسخة التي صقلت مبتكر اتها ، ومكنتها تلك الخبرة من أن تنتج بكميات كبيرة ، تلك الابتكارات والأفكار والأساليب والوسائل ، التي أوجدها ابتداء رواد الأعمال وستعزز مستقبلهم .


Original text

تاريخ تطور ريادة الأعمال :
ارتبطت ريادة الأعمال بإدارة الأعمال منذ العصور الأولى للإنسانية ، وتمتد جذور ريادة الأعمال حيثما وجدت التجارة والأعمال والابتكار منذ أمد العصور ، وإن لم يكن المصطلح حاضرا حينها . فمن جانب الابتكار ، فقد أحدثت الابتكارات الإنسانية نقلة في الحضارة وازدهارا في الاقتصاد منذ ابتكار العجلة والصخور الدائرية التي غيرت مجرى الحركة والنقل . وكانت أساسا الكثير من الابتكارات الإنسانية فيما بعد ، ومن جانب آخر كان العمل الحر والتجارة وإتقان المهن والاعتماد على النفس ظاهرة أسهمت في تبادل السلع وانتشار التجارة ونقل المؤن والعتاد والأدوات من بلد إلى آخر ، وقدمت لنا الحضارات القديمة المتلاحقة أمثلة حية في الاختراع والابتكار ، والعمل الحر ، وتطور المهن ، والتصنيع ، واغتنام الفرص وبناء الكيانات التجارية ، والمشروعات الإبداعية وفي الحضارة الإسلامية ، فقد أسهم التراث الإسلامي في تطور الأعمال الريادية وتقديم الاختراعات والابتكارات في شتى المجالات ، والحث على طلب الرزق والترحال في التجارة وتلاقي الحضارة ، وتبادل الأفكار ، ونقل المواد والأجهزة والمنتجات الجديدة بل والمعرفة من بلد إلى آخر ، کرحلة الشتاء والصيف ، وحث الإسلام على العمل وفضيلة كسب الرزق وعمل الإنسان من كسب يده ، وزخرت السنة النبوية الشريفة بالتوجيهات والأمثلة والأحاديث التي تحث على العمل وفضله ، ومن ذلك ما جاء عن المقدام بن معدي کرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده". وقال صلى الله عليه وسلم. "كان زكريا عليه السلام نجارا".
العصر الحديث :
أما في العصر الحديث الذي شهد كثيرا من التغيرات والتطورات سواء في مجال الفكر الإنساني ، أو التقدم الصناعي والتقني فقد انعكس ذلك على شتى المجالات ، ومنها ريادة الأعمال ، فمنذ كتابات عالم الاقتصاد الفيلسوف الأسكتلندي آدم سميث ( 1723–1790م ) صاحب کتاب ثروة الأمم والشغل الشاغل للاقتصاديين هو : ما الذي يجعل ( الاقتصاديات غنية ؟ ) وتعددت الرؤى والأطروحات والنظريات التي أطرت الممارسات الدولية ، والعلاقات السياسية والاقتصادية على حد سواء ، التي قادت فيما بعد إلى تغيرات كبيرة في سيرة نهوض الدول وازدهارها ، ومر الفكر الاقتصادي العالمي عبر العقود بحقب زمنية قامت على فرضيات العلماء الاقتصاديين وأطروحاتهم ، ومن تلك الحقب التي مرت على العالم في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر ( 1880 م ) ، أن تحول ترکیز علم الاقتصاد من مفهوم الاقتصاد الكلي ( Macroeconomnic ) إلى مزيد من التركيز على مفهوم الاقتصاد الجزئي ( Microeconomic ) ، وسيطرت حينذاك نظرية التوازن ( Equilibrium Theory ] ، حيث كان يصنف الأفراد بأنهم إما منتجين ، أو مستهلكين وسيطر البحث عن حالة التوازن على الأطروحات الاقتصادية المتتابعة ، وأغفلت تلك الحقبة دور رائد الأعمال في التحليل الاقتصادي ، على الرغم من ظهور دراسات العالم الكبير شومبيتر ( 1883-1950م Schumpeter ) ، الذي تبني مدخل أن النظام الاقتصادي عندما يكون في حالة توازن بين العرض والطلب ، فإن رائد الأعمال هو الذي يكسر حالة التوازن المسيطرة على النظام الاقتصادي ، وذلك من خلال ما يقدمه من ابتكارات جديدة ، وأساليب إنتاج حديثة ، وأسواق ناشئة . وقد عبر عنها ( Schumpeter شومبيتر ) بالمصطلح الشهير ( التدمير الخلاق / Creative destruction ) ، حيث يتمكن رواد الأعمال من کسر القيود ، والحوافز والجمود ، والركود السائد في الأنظمة الاقتصادية ، بما يطرحونه من ابتكارات وأساليب نظم جديدة ، فيتبعهم الأخرون ، فتحدث النقلة الاقتصادية الإيجابية إلا أن خروج الدول العظمى من الحروب العالمية وما تلاها من ثورة إنتاجية كبرى ، أوجد أطروحات جديدة تقوم على أنماط الإنتاج والاستهلاك الكبيرين، والسياسات الاقتصادية الحكومية ، وانتشرت مفاهيم اقامة الشركات المساهمة الكبيرة ، والمبادئ الاشتراكية وسيطرت الدولة على وسائل الإنتاج ، و تعددت الفرضيات التي تربط بين القوة الاقتصادية واقتصاديات الحجم الكبير ( Economies of Scale ) ، وذلك من خلال تجميع وحدات الأعمال الصغيرة والمتوسطة في كيانات كبيرة ، ونادى الاقتصاديون بضرورة تدخل الدولة في الاقتصاد الوطني بشكل مباشر ، وذلك بإنشاء الشركات ، والتدخل بالأجور ، وخطط استثمار الشركات ، والعلاقات العمالية ، وأكدوا أن تقوم الدول بتشجيع الشركات على عمليات الاستحواذ . واعطاء حوافز مالية ، بمشاركتها بالتمويل ورأس المال ، واعتبر الاقتصاديون هذه الإجراءات قادرة على دعم نمو الاقتصاد القومي بمعدل أعلى مما كان يتحقق في الماضي ، ولم يلتفت حينها إلى دور رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة ، بل تم اعتبارها من مخلفات الماضي العتيقة والمتواضعة ، فالشركات الكبيرة يمكن أن تتبنى ، وتطبق مبادئ الإدارة العلمية ، وهي بيئة الإدارة المهنية الرشيدة ، وهي أفضل الخيارات لتشجيع الأبحاث العلمية والابتكار . ثم مر العالم الغربي بهزات اقتصادية ، وركود ، وبطالة ، ومواجهة مستمرة مع النقابات العمالية ، وبدأت تتزعزع نظريات التعاون التكاملي بين النظام الثالوثي : ( الحكومة ، والشركات الكبيرة ، والعمالة المنظمة ، وتبين أن الشركات الكبيرة وفق هذه النظرية لم تتصف بالابتكار والإبداع المطلوبة ، ولم تساعد على إيجاد وظائف جديدة ، ولم تحقق الأهداف الاقتصادية المرجوة للحكومات ، وأدى العمل في الكيانات الكبيرة إلى العزلة ، والملل ، وارتفاع حالات الأحزاب ، ومعدلات الغياب عن العمل ، ومعدلات دوران العاملين ، وشيوع الإنتاج بالجودة المتدنية ، وظهرت حينذاك أطروحات جديدة للإنقاذ ، مثل : الثقافة المؤسسية . والعودة إلى فرضيات الاقتصاد الليبرالي المتحرر من التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية ، وبرزت أطروحات علمية تفرق بين التوسع في الإنتاج الكبير والنمو ، وقررت تلك الأطروحات أن أهداف الدول يجب أن تتحول من الزيادة في الإنتاج إلى مفاهيم ( النمو / Growth ) و ( الديمومة / Sustainability ) . وظهرت أفكار توسعت كثير من الدول في تطبيقها مثل فرضية روبرت سولو ، الذي حاز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1986 م ، حيث أوضح أن أمريكا ، والدول الصناعية ، في حاجة إلى التخلي عن النمو ( القوة الغاشمة ) ، وتبني ( النمو الذكي ) ذلك النمو القائم على الإبداع ، والابتكار ، والتطوير واتضح لصناع القرار في الدول العظمى أن هناك دورا مهما في النظام الاقتصادي للمشروعات الصغيرة لا بد أن تؤديه ، وأنها يمكن أن تكون تلك الكيانات الصغيرة القوة الدافعة الانبعاث نهضة اقتصادية جديدة ، خاصة أن النتائج الناجحة والآثار الإيجابية لدور المشروعات الصغيرة في نمو اقتصاديات ألمانيا واليابان ، ظاهرة للعيان ، فتبنت بريطانيا بوضوح إبان حكومة مارجريت تاتشر في الثمانينيات الميلادية مفاهيم التخلي عن التدخل الحكومي ، والخصخصة وإعادة الهياكل الاقتصادية ، وتبنت أمريكا نشر مفهوم ريادة الأعمال ، واحتضان المشروعات الصغيرة ودعمها بقوة ، وازدهرت فيها مصطلحات الاستعانة بالغير ( Outsourcing ) ، وتقليص حجم العمالة ( Downsizing ) . واعادة هندسة العمليات ( Re - Engineering ) ، ومنح الامتياز ( Franchising ) ، والشركات التابعة Subsidiaries ) . وبرزت أسواق جديدة قادرة على التجديد والإصلاحات العاجلة ، وتبسيط عمليات الشركات الكبيرة ، وإسناد الأعمال الأخرى إلى الغير . من تلك الأسواق والتجارب الناجعة تجارب أستراليا ، وفنلندا ، وسلوفاكيا ، والنمور الآسيوية التي أوجدت بيئة خصبة لرواد الأعمال ، وأخذت أفكار العلماء المؤيدين لريادة الأعمال أمثال بيرس ( 1980 Pearce ) ، تجد قبولا واسقا ، حيث يفترض أن رواد الأعمال هم العنصر الأول بين العناصر الداخلة في عملية إيجاد الثروات على جميع المستويات الفردية ، والمؤسسية ، والإقليمية ، والوطنية ، فحينما ينجح رواد الأعمال ، فإن النتائج الاقتصادية سواء كانت ثروة شخصية ، أو نموا للمؤسسة ، أو إيجاد وظائف جديدة ، ستحقق المنفعة الاقتصادية لجميع المجتمع ، فبرنامج صغير يقوم بابتكاره شابان رائدان ، بإمكانات متواضعة ، قد قاد إلى قيام شركة من أكبر شركات العالم في مجال البرمجيات هي شركة مايكروسوفت ، وأمثال تلك المبادرات لرواد الأعمال أصبحت مجالا لازدهار دور الرياديين في اقتصاديات العالم ، وزاد من تسارع هذا الدور وانتشاره التطور التكنولوجي ، وثورة تقنية المعلومات ، وظهور الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) وبرزت كتابات ماكليلاند ( 1917-1998م ) ( McClelland ) من خلال كتابه الشهير ( المجتمع المنجز ) ( The Achieving Society ) ، حيث أوضح العلاقة بين حاجة الدولة للإنجاز وتطورها الاقتصادي ، وأكد أن مستوى إنجاز الدول لا يتحول إلى نمو اقتصادي إلا بتدخل رواد الأعمال ، وكلما كان إنجاز دولة ما مرتفقا ، فإن هناك أقرانها في تلك الدولة يتصرفون کرواد أعمال ۔ ومنذ بداية التسعينيات الميلادية أصبح العصر هو عصر رواد الأعمال ، حيث اهتمت المؤسسات التعليمية ، والمنظمات الحكومية ، وشركات الأعمال ، والمجتمع ككل بريادة الأعمال ، وانتشرت الأبحاث والدراسات المستفيضة في مجال ريادة الأعمال ، التي تؤكد أهميتها للاقتصاد الوطني ، وفي هذا الصدد يقول العالم المعاصر ديفيد أودريتش ( 2010-2006م David Audretsch ) : إن ريادة الأعمال هي التي تسهم المساهمة الأبرز في النمو الاقتصادي عن طريق نشر المعرفة التي ستبقى حبيسة لولا انتشارها تجاريا . وأطلق ( بومول وآخرون 2007 م ) من جامعة بيل ، ومنظمة كوفمان الشهيرة ، في كتابهم ( الرأسمالية الطيبة والرأسمالية الخبيثة ) فرضيتهم المسماة رأسمالية ريادة الأعمال بوصفها نمطا جديدا للاقتصاد الدولي الحديث القادر على تحقيق النمو والرخاء الاقتصادي المستديم ، وهو البديل للأنماط الثلاثة الأخرى المسماة رأسمالية الشركات الكبرى ، والرأسمالية الموجهة من الدولة ، ورأسمالية القلة المسيطرة ، واستشهد الباحثون بالنجاحات الكبيرة للاقتصاديات الناشئة أمثال سنغافورا ، وتايوان ، والصين ، وهونج کونج ، وكوريا الجنوبية التي تمثل مساهمة المنشآت الصغيرة في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من % 60 بوصفها دليلا ونموذجا لتطبيقات رأسمالية ريادة الأعمال .. وباعتبار التعليم يؤدي دورا مهما للغاية ، فقد بدأت المقررات الدراسية والبرامج التعليمية والتدريبية في مجال ريادة الأعمال في الظهور بين المناهج الدراسية لكثير من الجامعات في جميع أنحاء العالم ، وبذلك أصبحت ريادة الأعمال عنصرا من عناصر منظومة التعليم الإداري منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين ، وارتفع عدد الكليات التي تدرس مقررات ريادة الأعمال وبرامجها ، وعدد المنظمات والمؤسسات والمراكز المتخصصة في ريادة الأعمال ، وعدد الدوريات العلمية المحكمة التي تنشر الدراسات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال .


أمريكا وأوروبا :
ولعل من أهم الدول التي حققت قفزات سريعة في هذا المجال هي أمريكا ، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن % 80 من الجهود العلمية في مجال ريادة الأعمال تتركز في أمريكا الشمالية مقابل % 20 من الجهود في بقية دول العالم ( 2001 Vesper and Granta ) ووجد أن عدد الكليات التي تدرس مقررات ريادة الأعمال كان 16 كلية عام 1970 م ، ثم قفز إلى 504 کلیات عام 2001 م ليصل إلى أكثر من 1100 كلية عام 2008 م ، ثم ما يزيد على 1500 كلية عام 2018 م ، وإن جميع كليات إدارة الأعمال في أمريكا ، التي يزيد عددها على 220 كلية تدرس مقرر ريادة الأعمال ، ونحو 195 تنتقل من مجرد تدريس المقررات إلى تقديم تخصصات رئيسة في هذا المجال ، وارتفع عدد مراكز ريادة الأعمال والمجالات المرتبطة بها من 48 مركزا عام 1989 م إلى 90 مركزا عام 1996 م ، ثم بلغ 200 مركز عام 2006 م ، ثم زاد ليتجاوز 600 مركز عام 2018 م . أما الدوريات العلمية والإصدارات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال فتتضاعف كل ثلاث سنوات اعتبارا من عام 1987 م ؛ ليصل عددها حتى عام 2006 م إلى 68 دورية في أمريكا وأوروبا وما يزيد على 150 دورية متخصصة في علم ريادة الأعمال عام 2018 م ومن جانب آخر تطور الاهتمام بحاضنات الأعمال كبيت أول لرواد الأعمال ، ففي سنة 1984 م ، لم يكن هناك سوى 26 حاضنة فقط في الولايات المتحدة ، لكن من ذلك الوقت حدثت ثورة في الانتشار ، إذ بلغت بحلول عام 1990 م ، 385 حاضنة أعمال ، وفي أوروبا ، ظهر مفهوم الحاضنات حديثا ، لكنه أصيح منتشرا الآن في معظم الدول الأوروبية ، وتبنت كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نموذج الحاضنات في المجالات المختلفة ، وشيدت أولى الحاضنات في المملكة المتحدة في سنة 1980 م ، وذلك بعد الكساد الاقتصادي الكبير عامي 1983 / 1982 م ، وما صاحبه من ارتفاع البطالة وبدء سياسة الخصخصة ، وحتى سنة 1996 ، لم يكن هناك سوى 25 حاضنة فقط ، إلا أنه في آخر خمس سنوات ازداد عدد الحاضنات بسرعة كبيرة ، بعد أن خصصت حكومة المملكة المتحدة ميزانية مخصصة لدعم إنشاء حاضنات الأعمال ، ويوجد حتى عام 2018 م نحو 400 حاضنة أعمال في المملكة المتحدة .


العالم العربي :
وفي عالمنا العربي ازداد الاهتمام بريادة الأعمال في أواخر القرن العشرين ، فجمهورية مصر العربية تعد من أولى الدول العربية التي أنشأت حاضنات الأعمال ، ففي عام 1995 م أشست الجمعية المصرية لحاضنات المشروعات الصغيرة ، وتولى تأسيسها الصندوق الاجتماعي ، وقد وضع الصندوق المذكور خطة الإنشاء 30 حاضنة في مصر ، تم إنشاء 15 منها حتى عام 2002 م وفي المغرب العربي بدأت أول تجربة اللحاضنات عام 1998 م بإسناد من المصرف الشعبي الذي أسهم بین دعم حاضنات الأعمال في المغرب ، وكذلك الحال في الأردن التي بدأ الاهتمام فيها بريادة الأعمال من خلال التركيز على التمويل الأصفر الذي انطلق عام 1995 م ، وتطور الأمر بظهور بعض المبادرات أمثال جمعية أصحاب المشاريع الشباب عام 1998 م ، ومركز الملكة رانيا لريادة الأعمال عام 2004 م وغيرها من المبادرات لتصل بنهاية عام 2018 م إلى أكثر من 150 جهة وبرنامجا مخصصا لريادة الأعمال ، وانطلقت بعد ذلك مبادرات عدة في العالم العربي ، إذ احتضنت المغرب قمة ريادة الأعمال العالمية الأولى بحضور قادة الدول العالمية بدعوة ورئاسة من باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 م ، وانطلقت أو ازدهرت مبادرات عدة في مجال ريادة الأعمال مثل ( مقاولتي ) في المغرب ، وصندوق تشغيل الشباب في الجزائر ، والهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات نے سوريا ، وبرنامج ( سند ) و عمان ، و ( نافع ) في البحرين ، و ( مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة في الإمارات )، أما في المملكة العربية السعودية فقد كان الحديث في عقد التسعينيات الميلادية ، كما هو الحال في معظم الدول العربية ، منصبا على المنشآت الصغيرة ودعمها والاهتمام بها ، ثم بدأ الحديث عن حاضنات الأعمال منذ عام 2002 م عندما بدأت الغرف التجارية الصناعية في المدن الرئيسة بمحاولات إدخال المفهوم وتطبيقاته ، وبذلت جهودا حثيثة من أجل بث الوعي نحو أهمية الحاضنات ، إلا أن الإنشاء الفعلي في السعودية لم ير النور إلا عام 2008 م حينما نشأ أول مركز الريادة الأعمال في الجامعات السعودية في المملكة العربية السعودية يتضمن أول حاضنة للأعمال وبرنامجا متكاملا لرواد الأعمال يعمل بالشكل المتكامل لمفهوم الحاضنة ، وقد تزامن ذلك في العام نفسه 2008 م أن أنشأت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية رسميا أول حاضنة تقنية في السعودية باسم حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات ، وأدى التوجه الجاد نحو ريادة الأعمال إلى أن قفز عدد مراكز ريادة الأعمال في الجامعات السعودية وخارجها من ثلاثة مراكز عام 2008 م إلى أكثر من 30 مركزا عام 2018 م ، وكذلك الحال بالنسبة إلى حاضنات الأعمال العامة والخاصة التي زاد عددها ليصل إلى أكثر من 50 حاضنة أعمال عام 2018 م وكان لإنشاء هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة ( منشآت ) عام 2016 م الأثر البارز في دعم وإنهاء وتنظيم ريادة الأعمال ودعم المنشآت الصغيرة في السعودية . وأصبح الاهتمام بريادة الأعمال عنصرا مهما في رؤية السعودية 2030 التي تعول على ارتفاع مساهمة المنشآت الصغيرة في الناتج المحلي الإجمالي ، وارتفاع نسبة القروض الممنوحة للمشروعات الصغيرة ، ونشر الوعي وثقافة ريادة الأعمال في التعليم العام والعالي.


وخلاصة القول ، فإن التطور التاريخي لريادة الأعمال لا يزال يشهد عقوده الأولى ، إذ يتوقع الباحثون أن ريادة الأعمال ستحل يوما محل إدارة الأعمال ، وإن الباحثين يرون أن أكثر الاقتصاديات نجاحا هي تلك الاقتصاديات القادرة على إيجاد مزيج من رواد الأعمال المبتكرين والمؤسسات والشركات الكبيرة الراسخة التي صقلت مبتكر اتها ، ومكنتها تلك الخبرة من أن تنتج بكميات كبيرة ، تلك الابتكارات والأفكار والأساليب والوسائل ، التي أوجدها ابتداء رواد الأعمال وستعزز مستقبلهم .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

يعد مدار كوكب ب...

يعد مدار كوكب بلوتو غير منتظم وغريب نوعًا ما، ويدور الكوكب حول الشمس بطريقة تختلف عن طريقة دوران بقي...

"كان يمارس الصي...

"كان يمارس الصيد بمفرده في مركب شراعي صغير في تيار الخليج"، وقد أمضى - حتى الآن - أربعة وثمانين يومً...

وبالطبع زيادة ا...

وبالطبع زيادة الطلب على المياه بفعل نمو السكان والنشاطات الصناعية والزراعية. يجب علينا اتخاذ خطوات ج...

Mechanical engi...

Mechanical engineering is such a fascinating field! It encompasses the design, analysis, and manufac...

التدوين الوظيفي...

التدوين الوظيفي ونعني بها العملية التي همت صنفا من المجموعات التي قام بتدوينها باحثون متخصصون مغارب...

عقوبات أهل العل...

عقوبات أهل العلم والزهد اعظم المعاقبة ان يحس المعاقب بالعقوبة! وأشد من ذلك ان يقع السرور بما هو ع...

٦- الأسرة تعد و...

٦- الأسرة تعد وحدة للتفاعل الاجتماعي المتبادل بين افراد الأسرة من خلال تأديتهم للأدوار و الواجبات في...

• يوجد آلية لضم...

• يوجد آلية لضمان أن التقييمات تغطي جميع مخرجات المقررات يتم ذلك عن طريق اختيار وتصميم أسئلة الامتحا...

ولا تزال سياسة ...

ولا تزال سياسة الكنيسة ى! كانت» ولا أدل على ذلك من تلك القوائم التي تصدرها بأساء الكتب التي يمُنع ال...

ماهي الأنظمة ال...

ماهي الأنظمة المحاسبية ؟ هي الادوات تستخدم في إدارة الاعمال والشركات لتنظيم وتسجيل الأنشطة المالية ...

Dear Hiring Man...

Dear Hiring Manager, I am reaching out to express my keen interest in the Customer Service Agent pos...

عندما يتعلق الأ...

عندما يتعلق الأمر بالتسويق والتوزيع لآلة الأظافر، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها: 1. تحديد السوق المست...