Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (17%)

وَلْنُلَخْصِ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ فِي ثَلَاثَةِ مَسَالِكَ :
المَسْلَكُ الأَوَّلُ: الاسْتِدْلَالُ بِمَا نَصَبَهُ مِنَ الْآيَاتِ أنواع
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ
إِلَى قَوْلِهِ : لَآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: ١٦٤] . وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي القُرْآنِ مِنَ التَّنْبِيهِ عَلَى المَوْجُودَاتِ فَهُوَ يُفِيدُ هَذَا
إِلَى قَوْلِهِ : ثُمَّ إِنَّكُم بَعدَ ذَلِكَ لميتُونَ ﴾ [المؤمنون: (۱٥ ، وَسَرَيَانَ الغِذَاءِ إِلَى كُلِّ عُضْوِ عَلَى قَدَرِهِ، وَقَدْ نَبَّهَ الله عَلَى هَذَا المَعْنَى فِي قَوْلِهِ: وَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءِ
فَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاهُ أَوْ تَسْمَعُ بِهِ دَلِيلٌ قَاطِعٌ مُسْتَقِلْ بِالدَّلَالَةِ عَلَى وُجُودِ خَالِقِهِ ، وَلِلسَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَ هَاهُنَا ثَلَاثَةَ سُؤَالَاتٍ: السُّؤَالُ الأَوَّلُ: إِنْ قِيلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ هَذِهِ المَوْجُودَاتِ
وَاسْتَدَلَّ بِهَا عَلَى مُحْدِثِهَا . قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَتَرَ الْأَرْضَ هَا مِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ الله
السُّؤَالُ الثَّانِي: إِنْ قِيلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الصَّنَائِعَ تَفْتَقِرُ إِلَى
فَإِنَّكَ لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بِنَفْسِكَ قَبْلَ وُجُودِهَا ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَنْتَ صَائِعَهَا ؟! وَفِي هَذَا المَعْنَى قَالَ اللهُ تَعَالَى:
الوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ الصَّنَائِعَ عَلَى قِسْمَيْنِ : مِنْهَا مَا يَقْدِرُ البَشَرُ عَلَيْهِ ، فَكَذَلِكَ القِسْمُ الثَّانِي يَدُلُّ عَلَى صَانِعِهِ وَلَابُدَّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ السُّؤَالُ الثَّالِثُ : إِنْ قِيلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ خَالِقَ المَوْجُودَاتِ
فَالجَوَابُ أَنَّ مَخْلُوقَاتِهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ، إِلَى قَوْلِهِ : قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ
اعْلَمْ أَنَّ الأَنْبِيَاءَ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - دَعَوُا الْخَلْقَ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَظَهَرَتْ عَلَى أَيْدِيهِمُ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي لَا يَقْدِرُ البَشَرُ عَلَى مِثْلِهَا: كَإِخْرَاجِ النَّاقَةِ مِنَ الصَّخْرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمِنْهُم مَّنْ ل
وَقَدْ نَبَّهَ الله عَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ : كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ الله وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَبُ مَدْيَنَ وَكُذِبَ مُوسَى فَأَمَلَيْتُ لِلْكَفِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نكير ﴾ [الحج: ٤٢ - ٤٤] ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا المَسْلَكِ إِيمَانُ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ بِاللَّهِ تَعَالَى
فَكَيْفَ تَقُومُ بِذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ يُنْكِرُ الشَّرِيعَةَ ؟
الوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّا سَنْقِيمُ الدَّلِيلَ القَاطِعَ عَلَى صِدْقِ الشَّارِعِ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ، وَإِلَى هَذَا المَعْنَى الإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّنَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف:
وَلِأَجْلِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ قَالَتِ الرُّسُلُ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ - لِقَوْمِهِمْ: لَفِي اللَّهِ شَكٍّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ


Original text

الفصل الأول
في إثبات وجود الله تعالى و هو رب العالمین و خالق الخلق أجمعين
وَاعْلَمْ أَنَّ الأَدِلَّةَ عَلَى وُجُودِهِ سُبْحَانَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى عَدَدُهَا أَوْ يُبْلَغَ أَمَدُهَا ، فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ دَلِيلٌ عَلَيْهِ وَمُرْشِدٌ إِلَيْهِ . وَلْنُلَخْصِ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ فِي ثَلَاثَةِ مَسَالِكَ :
المَسْلَكُ الأَوَّلُ: الاسْتِدْلَالُ بِمَا نَصَبَهُ مِنَ الْآيَاتِ أنواع
المَوْجُودَاتِ .
مِنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالجِبَالِ وَالبِحَارِ وَالرِّيَاحِ وَالأَمْطَارِ وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، فَإِنَّهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهَا صَائِعًا صَنَعَهَا ، وَخَالِقًا أَبْدَعَهَا.
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ
مِن قَبْلِكُمْ ﴾ [البقرة: ٢١] (۱) الآيَتَيْنِ .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: ١٦٤] ، إِلَى قَوْلِهِ : لَآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: ١٦٤] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ﴾ [الروم: ٢٠] إِلَى آخِرِ الآيَاتِ السّتّ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَجَعَلِ الْأَرْضَ مِهَدَا [النبأ: ٦] (١) ، إِلَى
قَوْلِهِ : وَجَنَّتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: ١٦] .
وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي القُرْآنِ مِنَ التَّنْبِيهِ عَلَى المَوْجُودَاتِ فَهُوَ يُفِيدُ هَذَا
المَعْنَى ، وَذَلِكَ فِي القُرْآنِ كَثِيرٌ جدا . وَانْظُرْ - وَفَقَكَ اللهُ - إِلَى أَقْرَبِ الأَشْيَاءِ إِلَيْكَ وَهِيَ نَفْسُكَ ، فَإِنَّكَ تَرَى فِيهَا مِنَ الصُّنْعِ العَجِيبِ وَالتَّدْبِيرِ الغَرِيبِ مَا فِيهِ بُرْهَانُ قَاطِعٌ ، وَلِذَلِكَ نَبِّه اللهُ عَلَى خَلْقِهِ الإِنْسَانَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ فَقَالَ: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسنَ مِن سُللَة مِّن طِينٍ ﴾ [المؤمنون: (۱۲] ، إِلَى قَوْلِهِ : ثُمَّ إِنَّكُم بَعدَ ذَلِكَ لميتُونَ ﴾ [المؤمنون: (۱٥ ، وَقَالَ: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: (٢١) (١) . فَمَا أَعْجَبَ تَرْتِيبَ خَلْقِ الإِنْسَانِ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، وَتَرْكِيبَ عِظَامِهِ وَعُرُوقِهِ عَلَى اخْتِلَافِهَا ، وَاخْتِصَاصَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا بِمَنْفَعَتِهِ، وَسَرَيَانَ الغِذَاءِ إِلَى كُلِّ عُضْوِ عَلَى قَدَرِهِ، وَاخْتِلَافَ القُوَى المَخْلُوقَةِ فِيهِ، وَتَخْصِيصَهُ بِالعَقْلِ الَّذِي يَتَمَيَّزُ بِهِ عَنِ البَهَائِمِ، وَكَيْفَ يُبْصِرُ بِالعَيْنَيْنِ، وَيَسْمَعُ بِالأُذُنَيْنِ ، وَيَتَكَلَّمُ بِاللَّسَانِ، وَيَبْطِسُ بِالْيَدَيْنِ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ مِنَ الْعَجَائِبِ الَّتِي لَا تَنْقَضِي وَلَوْ قُطِعَتْ فِي نَظَرِهَا الْأَعْمَارُ، فَلَا شَكٍّ أَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ مُدَبِّرٍ دَبَّرَهُ وَخَالِقٍ أَتْقَنَهُ .
ثُمَّ انْظُرْ فَتَرَى فِي العَالَمِ مَوْجُودَاتٍ أَعْظَمُ مِنَ الْإِنْسَانِ: كَالسَّمَاءِ، وَالأَرْضِ وَغَيْرِهِمَا ، وَفِيهَا مِنْ عَظَمَةِ الخِلْقَةِ وَعَجَائِبِ الحِكْمَةِ مَا لَا.
تُحِيطُ بِهِ الأَوْهَامُ .
وَقَدْ نَبَّهَ الله عَلَى هَذَا المَعْنَى فِي قَوْلِهِ: وَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءِ
[النازعات: ۲۷] (۱) ، إِلَى قَوْلِهِ: وَالْجِبَالَ أَرْسَهَا مَنَعًا لَكُمْ وَلا ممكن [النازعات: ٣٢ - ٣٣] ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ [غافر: ٥٧] (٢) . ثُمَّ انْظُرْ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ ، جَمَادٍ أَوْ حَيٍّ ، يَظْهَرُ لَكَ فِيهِ لَطَائِفُ الحِكْمَةِ وَالتَّدْبِيرِ ، فَكُلُّ شَيْءٍ تَرَاهُ أَوْ تَسْمَعُ بِهِ دَلِيلٌ قَاطِعٌ مُسْتَقِلْ بِالدَّلَالَةِ عَلَى وُجُودِ خَالِقِهِ ، فَمَا أَعْظَمَ بُرْهَانَ اللَّهِ! وَمَا أَكْثَرَ الدَّلَائِلَ عَلَى الله ! .
وَلِلسَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَ هَاهُنَا ثَلَاثَةَ سُؤَالَاتٍ: السُّؤَالُ الأَوَّلُ: إِنْ قِيلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ هَذِهِ المَوْجُودَاتِ
مُحْدَثَةٌ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مَعْدُومَةً ؟ فَالجَوَابُ : أَنَّ الدَّلِيلَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ: الوَجْهُ الأَوَّلُ : أَنَّهَا مُتَغَيِّرَةُ الصِّفَاتِ بِالحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَغَيْرِ ذلِكَ مِمَّا يَجْرِي عَلَيْهَا مِنَ الأُمُورِ الطَّارِئَاتِ ، وَذَلِكَ يَنْفِي عَنْهَا الأَنْصَافَ بِالقِدَمِ ، وَيَقْضِي عَلَيْهَا بِالحُدُوثِ بَعْدَ العَدَم .
-(1) وَبِهَذَا اسْتَدَلَّ إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ - صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ ـ فِيمَا ذَكَرَهُ اللهُ تَعَالَى عِنْدَ قَوْلِهِ: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَمَا كَوْكَبَا قَالَ هَذَا رَبِّي (١) فَلَمَّا أَفَل (٢) قَالَ لَا أَحِبُّ الْاَفِلِينَ ﴾ [الأنعام: ١٧٦ ، إِلَى قَوْلِهِ : إِنِّي وَجَهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ) [الأنعام: ٧٩] ، فَإِنَّهُ لَمَّا رَأَى الكَوْكَبَ وَالقَمَرَ وَالشَّمْسَ قَدْ أَفَلَتْ وَتَغَيَّرَتْ عَنْ حَالِهَا عَلِمَ أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ ، وَاسْتَدَلَّ بِهَا عَلَى مُحْدِثِهَا . وَجَرَى لَهُ هَذَا فِي صِبَاهُ قَبْلَ البُلُوغِ وَالتَّكْلِيفِ ، وَقِيلَ: بَلْ قَالَ ذَلِكَ
تَقْرِيرًا لِقَوْمِهِ وَرَدًّا عَلَيْهِمْ (١) .



  • وَالوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ وُجِدَ بَعْدَ أَنْ كَانَ مَعْدُومًا ، وَيُشَاهِدُ ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ ، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَنِ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ [الإنسان: ١] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾ [مريم : ٩ ] . وو (۲) حين
    وَكَذَلِكَ يُشَاهِدُ النَّبَاتَ يُوجَدُ بَعْدَ العَدَمِ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَتَرَ الْأَرْضَ هَا مِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ الله
    [ الحج : ٥] .
    السُّؤَالُ الثَّانِي: إِنْ قِيلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الصَّنَائِعَ تَفْتَقِرُ إِلَى
    صَانِعٍ وَلَا تَصْنَعُ هِيَ أَنْفُسَهَا ؟ فَالجَوَابُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهِ: - الأَوَّلُ : أَنَّ صُنْعَ الشَّيْء لِنَفْسِهِ مُحَالٌ لِأَنَّ الصَّانِعَ يَجِبُ أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَى المَصْنُوع ، وَلَا يَتَقَدَّمُ الشَّيْءُ عَلَى نَفْسِهِ، وَقَدْ نَبَّهَ الله عَلَى بُطْلَانِ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَلِقُونَ ﴾ [الطور: ٣٥].
    وَاعْتبر ذَلِكَ بِنَفْسِكَ ، فَإِنَّكَ لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بِنَفْسِكَ قَبْلَ وُجُودِهَا ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَنْتَ صَائِعَهَا ؟! وَفِي هَذَا المَعْنَى قَالَ اللهُ تَعَالَى:
    مَا أَشْهَدتُهُمْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ ﴾ [الكهف: ٥١] . الوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ الصَّنَائِعَ عَلَى قِسْمَيْنِ : مِنْهَا مَا يَقْدِرُ البَشَرُ عَلَيْهِ ، كَالكِتَابِ وَالبِنَاءِ وَغَيْرِهِمَا ، وَمِنْهَا مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ البَشَرُ ، كَتَصْوِيرِ إِنْسَانٍ مِنَ المَاءِ، وَإِخْرَاجِ فَاكِهَةٍ مِنَ الْعُودِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَا شَكٌّ أَنَّ القِسْمَ الأَوَّلَ يَفْتَقِرُ إِلَى صَانِعِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ كِتَابًا عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ كَاتِبًا ، وَإِذَا رَأَيْتَ دَارًا مَبْنِيَّةٌ عَلِمْتَ أَنَّ حِيطَانَهَا وَسَقْفَهَا لَمْ تَتَكَوَّنَ بِنَفْسِهَا . -
    فَكَذَلِكَ القِسْمُ الثَّانِي يَدُلُّ عَلَى صَانِعِهِ وَلَابُدَّ، بَلْ دَلَالَتُهُ أَقْوَى ؛ لأَنَّ صَنْعَتَهُ أَعْجَبُ ، وَآثَارَ الحِكْمَةِ فِيهِ أَظْهَرُ ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَوُتٍ (١) فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ ود (۱)
    كَرْنَتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾ [الملك: ٣ - ٤] ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَفَلَمْ ينظرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَهَا وَزَيَّنَّهَا ﴾ [ق: 1] ، الآية.
    . الوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّ العَالَمَ كُلَّهُ يَجُوزُ مِنْ طَرِيقِ العَقْلِ أَنْ يَكُونَ مَوْجُودًا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْدُومًا ، فَكَوْنُهُ مَوْجُودًا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِمَّنْ رَبَّحَ وُجُودَهُ عَلَى عَدَمِهِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ السُّؤَالُ الثَّالِثُ : إِنْ قِيلَ: مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ خَالِقَ المَوْجُودَاتِ
    وَيَختَارُ ﴾ [القصص: ٦٨] (١) .
    هُوَ اللهُ تَعَالَى ؟
    فَالجَوَابُ أَنَّ مَخْلُوقَاتِهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَوْجُودٍ لَابُدَّ أَنْ يَكُونَ إِمَّا حَيًّا عَاقِلًا كَالإِنْسَانِ، أَوْ حَيًّا غَيْرَ عَاقِلِ
    كَالأَنْعَامِ، أَوْ جَمَادًا غَيْرَ حَيٌّ كَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالكَوَاكِبِ وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ وَالْأَفْلَاكِ وَالطَّبَائِعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
    وَلَا شَكَ أَنَّ الحَيَّ العَاقِلَ لَا يَقْدِرُ عَلَى تَصْوِيرِ إِنْسَانٍ مِنْ مَاءٍ ، وَلَا إِخْرَاجِ فَاكِهَةٍ مِنْ عُودٍ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الخَلْقِ، وَإِذَا لَمْ يَقْدِرِ الْحَيُّ العَاقِلُ فَأَوْلَى وَأَحْرَى أَنْ لَا يَقْدِرَ الْحَيُّ غَيْرُ العَاقِلِ ، وَإِذَا لَمْ يَقْدِرِ الْحَيُّ فَأَوْلَى وَأَحْرَى أَنْ لَا يَقْدِرَ غَيْرُ الحَيِّ ، فَثَبَتَ أَنَّ خَالِقَ المَخْلُوقَاتِ لَيْسَ مِنْ جِنْسِهَا ، بَلْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا ، وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى .
    وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ الخَلَائِقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَخْلُقُوا شَيْئًا مِنْ أَصْغَرِ المَخْلُوقَاتِ كَالنَّمْلَةِ مَثَلًا لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ ، وَإِذَا عَجَزُوا عَنِ الْأَصْغَرِ فَعَجْزُهُمْ عَنِ الْأَكْبَرِ أَوْلَى وَأَحْرَى، وَفِي هَذَا المَعْنَى قَالَ اللهُ: طوان الذين تدعونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ [الحج: ٧٣] الآية (١) .
    وَقَدْ نَبِّهَ الله تَعَالَى عَلَى انْفِرَادِهِ بِالخَلْقِ فِي قَوْلِهِ : أَفَرَمَيْتُم مَّا تُمْنُونَ وَأَنتُمْ تَخلَقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَلِقُونَ) الواقعة: ٥٨ - ٥٩ ، إلى قوله: (۲)
    فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: ٧٤] .
    وَفِي قَوْلِهِ: وَاللهُ خَيْرُ أَمَّا يُشْرِكُونَ له أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) [النمل: ٥٩ - ٦٠ ، إِلَى قَوْلِهِ : قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ
    [النمل: ٦٤] .
    وَفِي قَوْلِهِ: وَلَين سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [العنكبوت: (٦١] ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ.
    المَسْلَكُ الثَّانِي: الاسْتِدْلَالُ بِأَخْبَارِ الأَنْبِيَاءِ .
    اعْلَمْ أَنَّ الأَنْبِيَاءَ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - دَعَوُا الْخَلْقَ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَظَهَرَتْ عَلَى أَيْدِيهِمُ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي لَا يَقْدِرُ البَشَرُ عَلَى مِثْلِهَا: كَإِخْرَاجِ النَّاقَةِ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَقَلْبِ العَصَا َ حَيَّةٌ ، وَإِحْيَاءِ الْمَوْتَى ، وَانْشِفَاقِ القَمَرِ ، وَنَبْعِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ الْأَصَابِع ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِمْ، فَوَجَبَ الْإِيمَانُ بِالْإِلَهِ الَّذِي دَعَوْا إِلَيْهِ، وَالتَّصْدِيقُ بِمَا أَخْبَرُوا بِهِ.
    ثُمَّ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ صَدَّقَهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَذَّبَهُمْ ، فَهَلَكَ مَنْ كَذَّبَهُمْ بِأَنْوَاعِ الهَلَاكِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمِنْهُم مَّنْ ل
    أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاضِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا .
    الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ﴾ [العنكبوت: (٤٠] ، وَنَجَا الأَنْبِيَاءُ وَمَنْ صَدَّقَهُمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ نُنَجى رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا ﴾ [يونس: ١٠٣] . فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى صِحَّةِ مَا قَالُوهُ وَرُبُوبِيَّةِ مَنْ دَعَوْا إِلَيْهِ، وَقَدْ نَبَّهَ الله عَلَى هَذَا فِي قَوْلِهِ : كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ الله وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَبُ مَدْيَنَ وَكُذِبَ مُوسَى فَأَمَلَيْتُ لِلْكَفِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نكير ﴾ [الحج: ٤٢ - ٤٤] ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ قَصَصِ الأُمَمِ المُتَقَدِّمَةِ .
    وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ أَخْبَارِ الأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - فَهُوَ يُقِيدُ هَذَا المَعْنَى ، وَذَلِكَ فِي القُرْآنِ كَثِيرٌ جِدًّا.
    وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا المَسْلَكِ إِيمَانُ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ بِاللَّهِ تَعَالَى
    لَمَّا رَأَوْا مُعْجِزَةَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ .
    سُؤَالٌ: إِنْ قِيلَ: إِنَّ أَخْبَارَ الأَنْبِيَاءِ لَا تُعْلَمُ إِلَّا مِنْ إِخْبَارِ الشَّارِعِ ، فَكَيْفَ تَقُومُ بِذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ يُنْكِرُ الشَّرِيعَةَ ؟
    فَالجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ : الوجهُ الأَوَّلُ : أَنَّ مُعْجِزَاتِ الأَنْبِيَاءِ وَإِهْلَاكَ مَنْ كَذَّبَهُمْ مَعْلُومٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ وَغَيْرِهَا ، فَإِنَّهَا مِنَ الْأُمُورِ العِظَام الَّتِي لَا تَخْفَى، وَقَدْ ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا، وَنَقَلَتْهَا الأُمَمُ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالحُكَمَاءِ وَالمُؤَرِّخِينَ وَالشُّعَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ نَفْلًا مُسْتَفِيضًا. وَأَيْضًا فَإِنَّ آثَارَهُمْ تَشْهَدُ بِذَلِكَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُكَذِبِينَ ﴾ [الأنعام: ۱۱] ، وَقَالَ تَعَالَى: وَعَادًا وَثَمُودَا وَقَد ثَبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَنَكِيهِمْ ﴾ [العنكبوت: ۳۸] ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ) الفرقان: ٤٠] ، فَقَامَتِ الْحُجَّةُ عَلَى مَنْ يُنْكِرُ الشَّرِيعَةَ وَمَنْ لَا يُنْكِرُهَا.
    الوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّا سَنْقِيمُ الدَّلِيلَ القَاطِعَ عَلَى صِدْقِ الشَّارِعِ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ، فَيَجِبُ التَّصْدِيقُ بِأَخْبَارِ الْأَنْبِيَاءِ ، فَيَصِحُ اسْتِدْلَالُنَا .
    المَسْلَكُ الثَّالِثُ : أَنَّ وُجُودَ اللهِ تَعَالَى تَشْهَدُ بِهِ الفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ . وَتَدُلُّ عَلَيْهِ الفِكْرَةُ بَدِيهَةٌ ؛ فَإِنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ افْتِقَارَ العُبُودِيَّةِ ، وَيُحِسُّ أَنَّهُ تَحْتَ قَهْرِ الرُّبُوبِيَّةِ ، فَيَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ لَابُدَّ لِهَذِهِ الْمَمْلَكَةِ الْعَظِيمَةِ مِنْ مَلِكِ عَظِيمٍ، وَلَابُدَّ لِهَذَا التَّدْبِيرِ الْمُحْكَمِ مِنْ مُدَبِّرٍ حَكِيمٍ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ﴾ [الروم: ۳۰] (۱) ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَ اللَّهُ عَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ» (۱).
    وَإِلَى هَذَا المَعْنَى الإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّنَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف:
    ۱۷۲] (٢) الآية . ‏(r),‏
    وَلِأَجْلِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ قَالَتِ الرُّسُلُ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ - لِقَوْمِهِمْ: لَفِي اللَّهِ شَكٍّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
    [إبراهيم: ١٠] (۱).
    وَإِنْ غَفَلَ أَحَدٌ عَنْ هَذَا فِي حَالِ الرَّخَاءِ فَلَابُدَّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ فِي حَالِ الشِّدَّةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرِّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ [الروم: ۳۳] (۲) ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿قُلْ مَن يُنَجِيكُم مِّن ظُلُمَتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأنعام: (٦٣) (۳) .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Implementing a ...

Implementing a private cloud project can have several impacts on an organization: Cost Efficiency:...

نموذج ما وراء ا...

نموذج ما وراء االنضباط )ألفي كون( مساهمات كون في االنضباط قدم كون مساهمتين مهمتين في الخطاب حول اا...

البيوع المنهي ع...

البيوع المنهي عنها وتطبيقاا الحديثة في المصارف الإِسلامية نظرا لتشعب ه ،ذه البيوع والعلل الكامنة ...

Othello is the ...

Othello is the hero of the play. He is a tragic hero. He has nothing to do, except obeying the order...

(1) السيد فياض,...

(1) السيد فياض, عطية السيد 2005 الرقابة الشرعية والتحديات المعاصرة للبنوك الإسلامية : تواجه البنوك ا...

بالطبع! الظواهر...

بالطبع! الظواهر الشعرية عند العرب تشكل جزءًا هامًا من تراثهم الأدبي، وتعكس ارتباطهم الوثيق باللغة وا...

The Mediterrane...

The Mediterranean diet is a way of eating that emphasises fruit, vegetables,legumes and whole grains...

used for load-b...

used for load-bearing exterior walls in residential and commercial buildings. Multistory Structures:...

سارة البابا الُ...

سارة البابا الُقرآن.. بين قلبينن إن الأُم متى غابت عن طفلها، أخذ ثيابها ليش ّمها وينام فيها؛ سلوى شو...

."في كانون الثا...

."في كانون الثاني ( يناير) ، زار رئيس الوزراء الكندي جزيرة الأمير إدوارد ، حيث أقيم تجمع حاشد ...

بعد احتساء الشي...

بعد احتساء الشيخ القهوة ذهب للصيد وهو يتمنى الحظ للجميع عندما يخرج الصيادون الى الصيد لا يسمعون سو...

تعتمد مؤسسة فال...

تعتمد مؤسسة فالكو النظام 1000 اي النظام النهائي الجمركي تبعا للمادة 75 مكرر 2 من قانون الجمارك الجزا...