Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

يشهد العالم المعاصر تغيراً سريعاً ومتلاحقاً فـى شـتى ميـادين
الحياة ، الخ . هذا
التغير وضع الإنسان المعاصر فى أزمة حقيقية وعميقة تكاد تقضى علـى
إنسانيته ، وتفقده الإستمتاع بمظاهر التقدم التى حققهـا ال تقـدم العلمـى
والتكنولوجى المعاصر. هذا التقدم الذى وفر للإنسان شروط حيـاة أفضـل
ومعيشة أغنى وأيسر. هـذه الحضـارة الحديثة جعلت الإنسان
_بمعنى من المعانى _أكثر سعادة، وإذا لم يتعلم الإنسان كيف يسير على هذا الإيقـاع السـريع فـى
التغير فسيكون مصيره الفشل فى التكيف مع الظروف الجديدة ، واليـأس
من الكفاح . والدعوة إلـى
إتخاذ إجراءات عاجلة للإنقاذ من الآن . عاتقه وحده مسئولية توجيه هذا التقدم وجهة إنسانية ، وعلـى التربيـة
بصفة خاصة بقع العبء الأكبر فى إعادة التوازن بين إيجابيات وسـلبيات
هذه الحضارة المعاصرة ، وإعادة بناء مجتمع منظم ، تتحقق فيه التعـاون
بين العلماء والتكنولوجيين والتربويين لإعداد إنسان يعرف كيف يواجه هذا
التغير ويتحكم فى وجهته ، ويستشرف احتمالاته . وكيف يكـون هـو
المسيطر برؤيته الأخلاقية على مسار هذا التقدم . ولنبدأ معاً فى تحديد مضمون الكلمات الرئيسية فى هذه الدراسـة
وهى العلم ، والتربية . مفهوم العلم :
هناك عدة تعريفات أطلقت على العلم بيد أنها لـم تسـتقر علـى
تعريف واحد ، وإن كنا نأمن إلى تعريفه على أنـه مجموعـة المعـارف
والحقائق والخبرات الإنسانية وتشمل العلوم كلهـا الطبيعيـة والإنسـانية
العلوم الطبيعية :
هى العلوم التى تعنى أساساً بالمادة ويتناول العالم الطبيعى المحيط
بنا بشكل عام . هى ترجمة العبارة الإنجليزبة ( Sciences Natural ( أو ( Sciences
Nature of ( ويعنى بها العلوم التى تختص بدراسة الطبيعة التى تحـيط
بالإنسان من أحياء وجمادات وكل ما يتعلق بـالأرض والجـو والأجـرام السماوية ، وهذه تشمل ما يسمى العلوم الأساسية من رياضيات وفيزيـاء
وكيمياء وعلوم واحياء ( حيوانات ونباتـات ، الدقيقـة منهـا والظـاهرة
للعيان ) ، وتشمل أيضاً الجيولوجيا وعلوم الفلك والأرصاد الحيوية ، وذلك
ما تعنى به الكليات العلمية اليـوم ، كليـات العلـوم والهندسـة والطـب
وما يتفرغ عتها ويرتبط بها من تكنولوجيا صناعية وزراعية ، وأدوات سلم وحرب . هذا المصطلح بالمفهوم الغربى Science لا يطابق تمام المطابقة
فهذه كلمة عامة تعنى كل ما يعلمـه الإنسـان أو
يعرفه ، فالعلم فى العربية يرادف المعرفة ، ويشمل فيما يشـمل ( العلـوم
الإنسانية ) والشرعية . العلوم الإنسانية والإجتماعية :
فهى معنية بالإنسان والتأشيرات البيئيـة والإجتماعيـة المـؤثرة
عليه، وتستعين بالفكر والحقائق ، ولها مناهجها الخاصة بها . وعبارة العلوم الإنسانية هى ترجمة لكلمة ( Humanities ( أى
الإنسانيات ) ، وهى ما تركز على دراسـته كليـات الآداب والفنـون ، ويشمل عا اللغات وآدابها : التاريخ ، وهو فى الغالب ، التاريخ السياسى ، والإقتصاد ، وينضم إليها كليات التجـارة والشـريعة
واللاهوت
مفهوم العلم قديماً وحديثاً :
يرتبط تطور مفهوم العلم بتطوير النظرة الكونية للعـالم ، وهـي نظرة تتفاوت بتفاوت الحضارات. مفهوم العلم . وهى
وأن الأشياء جميعاً قابلة للتفسير بلغة المادة
امـت
فحسب ، المادة غير قادرة على التصرف الحر . ولما كانت المادة عـاجزة عـن أن
بل إن العقل ذاته يعتبر نتاجاً ثانوياً لنشأة الد
هذا الرأى كان مقبولاً بعض القبول فى آخر القرن الماضى ، غير
أن أموراً كثيرة حدثت فى هذه الأثناء تكذب هذا الرأى الذى ينكـر بشـدة
" وجود " العقل أو الروح . وفى علم النفس ، وفى علم الكونيات
بفعل نظرية " الإنفجار العظيم " و " المبدأ الإنسانى " . بحيـث تأكـد دور
العقل فى العالم ، وعاد مفهوم الوعى مرة أخرى إلى المقدمة ، فالمادة فى
أدنى مستوياتها لا تفهم إلا باستخدام العقل ، ومن ثم فالعقل هـو إ حـدى
حقائق الوجود المطلقة . وأصبحت حقائق العلم الجديدة التى كشفتها نظرية
النسبية وميكانيكا الكم لا يمكن أن يوصفا دون الرجوع إلى مراقب مشارك
ولقد كانت النظرة القديمة لا تتضمن إلا المـادة والقـوانين
عليها أن تتضمن المـادة
الطبيعية أما النظرة العلمية الجديدة فمن المحتمل
والقوانين الطبيعية والعقل . على كل الإنسان لا تقيم حياته بدون كلا القسمين مـن العلـوم ، فهما مرتبطان إرتباطاً عضوياً ، فإذا كان الإعتقاد السـائد لـدى أصـحاب العلوم الإنسانية والإجتماعية أو بعضهم بأن العلوم الطبيعية تتعامـل مـع
المادة وليس مع الإنسان ، وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم الطبيعيـة أو
بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم
الطبيعية أو بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية تقع فى نطـاق الأدب
وهى ثقافة عامة وليست علوماً . إلا أن الواقع بل والحقيقة التى لا تعرفها
هى وجود أرضية مشتركة بين العلمين وبين المجتمع العلمـى الإنسـانى
والإجتماعى محورها مواجهة احتياجات الإنسان وحل مشكلاته . وتظهـر
هذه العلاقة بوضوح وتتأكد من خلال التطبيقات العلميـة التـى تسـتهدف
رفاهية الإنسان وتحسين أحوال معيشته. وهى ما نطلق عليه التكنولوجيا :
حيث تعنى هذه الأخيرة الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلميـة
التى يحقق بها المجتمع على مر العصور إحتياجاته وهى أقدم من العلم. ثم إن العلوم الطبيعية هى فى ذات الوقت علوم إنسانية أكثر مـن
من حيث كونها تعنى ما هو من صـنع الإنسـان وحـده أو
إهتمامه _ بمعزل عن الحيوان _ والحيوان ليس له دين ولا آداب
وليس له أيضاً علم . ولذا يفضل البعض استبدال كلمة إنسانيات
بعبارة " الآداب والفنون " فـى اللغـة العربيـة أو كلمـة AITS فـى
الانكليزية، أو الآداب والفنون فقط . مفهوم التكنولوجيـــا :
هى الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلمية التى يحقق


Original text

يشهد العالم المعاصر تغيراً سريعاً ومتلاحقاً فـى شـتى ميـادين
الحياة ، الاقتصاد والإجتماع والسياسة ، والعمل ، والأسرة ..... الخ . هذا
التغير وضع الإنسان المعاصر فى أزمة حقيقية وعميقة تكاد تقضى علـى
إنسانيته ، وتفقده الإستمتاع بمظاهر التقدم التى حققهـا ال تقـدم العلمـى
والتكنولوجى المعاصر. هذا التقدم الذى وفر للإنسان شروط حيـاة أفضـل
ومعيشة أغنى وأيسر. ولكن زضع الإنسان فى ذات الوقت وضع التابع لما
يحدث من تقدم علمى وتقنى بقوده إلى حيث لا يـدرى . هـذه الحضـارة الحديثة جعلت الإنسان
_بمعنى من المعانى _أكثر سعادة، فإمتلاك" ما هو أكثر " لا بعنى بالضرورة أن يمتلك الإنسـان " حالاً أفضل وأحسن .
وإذا لم يتعلم الإنسان كيف يسير على هذا الإيقـاع السـريع فـى
التغير فسيكون مصيره الفشل فى التكيف مع الظروف الجديدة ، واليـأس
من الكفاح . وهذا ما دعا إلى الإهتمام بدراسات المستقبل . والدعوة إلـى
إتخاذ إجراءات عاجلة للإنقاذ من الآن .
وطالما أن الإنسان هو غاية ووسيلة هذا التقدم ، من ثم تقع على
عاتقه وحده مسئولية توجيه هذا التقدم وجهة إنسانية ، وعلـى التربيـة
بصفة خاصة بقع العبء الأكبر فى إعادة التوازن بين إيجابيات وسـلبيات
هذه الحضارة المعاصرة ، وإعادة بناء مجتمع منظم ، تتحقق فيه التعـاون
بين العلماء والتكنولوجيين والتربويين لإعداد إنسان يعرف كيف يواجه هذا
التغير ويتحكم فى وجهته ، ويستشرف احتمالاته .... وكيف يكـون هـو
المسيطر برؤيته الأخلاقية على مسار هذا التقدم .
ولنبدأ معاً فى تحديد مضمون الكلمات الرئيسية فى هذه الدراسـة
وهى العلم ، والتكنولوجيا ، والتربية .
مفهوم العلم :
هناك عدة تعريفات أطلقت على العلم بيد أنها لـم تسـتقر علـى
تعريف واحد ، وإن كنا نأمن إلى تعريفه على أنـه مجموعـة المعـارف
والحقائق والخبرات الإنسانية وتشمل العلوم كلهـا الطبيعيـة والإنسـانية
والإجتماعية .
العلوم الطبيعية :
هى العلوم التى تعنى أساساً بالمادة ويتناول العالم الطبيعى المحيط
بنا بشكل عام . وتنقسم على إلى قسمين علوم أساسية وعلوم تطبيقيـة ،
فالعلوم الأساسية هى جميع العلوم الطبيعية ما عـدا الهندسـة ، والعلـوم
التطبيقية هى الهندسة بتطبيقاتها المختلفة وعبارة " العلوم الطبيعية " إنما
هى ترجمة العبارة الإنجليزبة ( Sciences Natural ( أو ( Sciences
Nature of ( ويعنى بها العلوم التى تختص بدراسة الطبيعة التى تحـيط
بالإنسان من أحياء وجمادات وكل ما يتعلق بـالأرض والجـو والأجـرام السماوية ، وهذه تشمل ما يسمى العلوم الأساسية من رياضيات وفيزيـاء
وكيمياء وعلوم واحياء ( حيوانات ونباتـات ، الدقيقـة منهـا والظـاهرة
للعيان ) ، وتشمل أيضاً الجيولوجيا وعلوم الفلك والأرصاد الحيوية ، وذلك
ما تعنى به الكليات العلمية اليـوم ، كليـات العلـوم والهندسـة والطـب
والزراعة ، وما يتفرغ عتها ويرتبط بها من تكنولوجيا صناعية وزراعية ،
وأدوات سلم وحرب .
هذا المصطلح بالمفهوم الغربى Science لا يطابق تمام المطابقة
لفظة ( علم ) العربية ، فهذه كلمة عامة تعنى كل ما يعلمـه الإنسـان أو
يعرفه ، فالعلم فى العربية يرادف المعرفة ، ويشمل فيما يشـمل ( العلـوم
الإنسانية ) والشرعية .
العلوم الإنسانية والإجتماعية :
فهى معنية بالإنسان والتأشيرات البيئيـة والإجتماعيـة المـؤثرة
عليه، وتستعين بالفكر والحقائق ، ولها مناهجها الخاصة بها .
وعبارة العلوم الإنسانية هى ترجمة لكلمة ( Humanities ( أى
( الإنسانيات ) ، وهى ما تركز على دراسـته كليـات الآداب والفنـون ،
ويشمل عا اللغات وآدابها : التاريخ ، وهو فى الغالب ، التاريخ السياسى ،
والإقتصاد ، والفلسفة والحقوق ، وينضم إليها كليات التجـارة والشـريعة
واللاهوت
مفهوم العلم قديماً وحديثاً :
يرتبط تطور مفهوم العلم بتطوير النظرة الكونية للعـالم ، وهـي نظرة تتفاوت بتفاوت الحضارات.
وبدون أن نخوض فى تفاصيل هذا التطور تعرض بإيجـاز لأهـم
مكونات النظرة العلمية القديمة والحديثة تباعاً لنرى مـدى التحـول فـى
مفهوم العلم .
النظرة العلمية القديمة : يطلق عليها أيضاً المادية العلمية ، وهى
تؤكد أن لا وجود إلا للسادة ، وأن الأشياء جميعاً قابلة للتفسير بلغة المادة
امـت
فحسب ، وهكذا يتحتم أن تكون حرية الاختيار وهما من الأوهام ما د
المادة غير قادرة على التصرف الحر . ولما كانت المادة عـاجزة عـن أن
تخطط أو تهدف إلى أى شئ ، فلا سنبيل إلى العثـور علـى حكمـة وراء
ماغ .
الأشياء الطبيعية ، بل إن العقل ذاته يعتبر نتاجاً ثانوياً لنشأة الد
هذا الرأى كان مقبولاً بعض القبول فى آخر القرن الماضى ، غير
أن أموراً كثيرة حدثت فى هذه الأثناء تكذب هذا الرأى الذى ينكـر بشـدة
" وجود " العقل أو الروح .
أما النظرة الحديثة للعلم فقد ترتبت علـى النمـو والتطـور فـى
مجالات الفيزياء ومبحث الأعصاب ، وفى علم النفس ، وفى علم الكونيات
بفعل نظرية " الإنفجار العظيم " و " المبدأ الإنسانى " . بحيـث تأكـد دور
العقل فى العالم ، وعاد مفهوم الوعى مرة أخرى إلى المقدمة ، فالمادة فى
أدنى مستوياتها لا تفهم إلا باستخدام العقل ، ومن ثم فالعقل هـو إ حـدى
حقائق الوجود المطلقة . وأصبحت حقائق العلم الجديدة التى كشفتها نظرية
النسبية وميكانيكا الكم لا يمكن أن يوصفا دون الرجوع إلى مراقب مشارك
أى إلى عقل . ولقد كانت النظرة القديمة لا تتضمن إلا المـادة والقـوانين
عليها أن تتضمن المـادة
الطبيعية أما النظرة العلمية الجديدة فمن المحتمل
والقوانين الطبيعية والعقل .
على كل الإنسان لا تقيم حياته بدون كلا القسمين مـن العلـوم ،
فهما مرتبطان إرتباطاً عضوياً ، فإذا كان الإعتقاد السـائد لـدى أصـحاب العلوم الإنسانية والإجتماعية أو بعضهم بأن العلوم الطبيعية تتعامـل مـع
المادة وليس مع الإنسان ، وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم الطبيعيـة أو
بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية وكذلك إعتقاد أصـحاب العلـوم
الطبيعية أو بعضهم بأن العلوم الإنسانية والإجتماعية تقع فى نطـاق الأدب
وهى ثقافة عامة وليست علوماً . إلا أن الواقع بل والحقيقة التى لا تعرفها
هى وجود أرضية مشتركة بين العلمين وبين المجتمع العلمـى الإنسـانى
والإجتماعى محورها مواجهة احتياجات الإنسان وحل مشكلاته . وتظهـر
هذه العلاقة بوضوح وتتأكد من خلال التطبيقات العلميـة التـى تسـتهدف
رفاهية الإنسان وتحسين أحوال معيشته. وهى ما نطلق عليه التكنولوجيا :
حيث تعنى هذه الأخيرة الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلميـة
التى يحقق بها المجتمع على مر العصور إحتياجاته وهى أقدم من العلم.
ثم إن العلوم الطبيعية هى فى ذات الوقت علوم إنسانية أكثر مـن
الإنسانيات . من حيث كونها تعنى ما هو من صـنع الإنسـان وحـده أو
إهتمامه _ بمعزل عن الحيوان _ والحيوان ليس له دين ولا آداب
بمعزل عن الحيوان –ولا لغة متقدمة ، وليس له أيضاً علم . ولذا يفضل البعض استبدال كلمة إنسانيات
بعبارة " الآداب والفنون " فـى اللغـة العربيـة أو كلمـة AITS فـى
الانكليزية، أو الآداب والفنون فقط .
مفهوم التكنولوجيـــا :
هى الأساليب والخبرات والمعارف والتطبيقات العلمية التى يحقق
بها المجتمع على مر العصور احتياجاته وهى أقدم من العلم .
مفهوم التربيـــة :
هى إبلاغ الذات الإنسانية على كمالها الذى خلقت له ، او إبـلاغ
الفرد إلى أقصى ما تسمح به قدراته واستعداداته ، موهبة وإكتساباً ، وكما
قال االله سيحانه وتعالى : " قل كل يعمل على شاكلته " أى حسب اسـتعداده الفطرى والمكتسب وقال صلى االله عليه وسلم " أعملوا فكل ميسر لما خلق
له " .
ومحور هذه التربية الإسلامية إخراج الإنسان الفاضل ، الإنسـان
النموذج المؤهل ليأخذ مكانة الملائم ، قيادة وانقياداً ، فى مسـيرة الحيـاة
بالعمل الصالح ، والتنافس الشريف نحو الأفضل فى ضوء علاقاته العامـة
والخاصة . مع الخالق : معرفة ، وطاعة ، وعبادة واستقامة على مـنهج
االله ورسالته .
مع الآخرين : علاقة أخوة ، وألفة ، ومحبة ، وعمالة وإحسان .
مع الكون والحياة ، علاقة تسخير واستثمار كما يحب االله ويرضى .
مع الأخوة : علاقة مسئولية وجزاء من جنس العمل ، إيمانـاً بعدالـة االله
يوم الحساب .
:التطور العلمى والتكنولوجى فى العالم المعاصر
قبل أن تتطرق إلى رصد ملامح هذا التطور ، وأبعاده وإيجابيـات
وسلبياته يجب أن تتريث قليلاً لنتأمل الموجات الحضارية العظمـى التـى
عرفتها البشرية : عصر الزراعة . وعصر الصناعة ، وعصر المعلومات ،
لنقف على طبيعة التحول والتغير والتحدى الذى يواجه الإنسان المعاصر .
نشأت أول موجة حضارية كبرى عندما تعلم الإنسـان أن يـزرع
وينتظر حتى يجنى ثمار ما زرع ، أى عندما قام المجتمع الزراعى ، هـذا
المجتمع كانت له ركائزه ومبادئه والقيم التى تحكمه وهى تتمثل فى الأسرة
الكبيرة التى تعمل كوحدة إنتاجية إستهلاكية متكاملـة ، السـ يادة الأبويـة
للأسرة والمجتمع ، ارتباط الإنسان بالطبقة التى ولد لكى يجد نفسه فـرداً
فيها ، علاقة الإنسان بالأرض التى ولد فيها ومدى إمكانية تزوحه عنهـا طبيعة الممارسة السياسية ، وعلاقة الحاكم بالمحكوم . ومع اختراع الآلـة
البخارية وزحف عصر الصناعة ، تغيرت الأسس والمبـادئ التـى قامـت
عليها المجتمعات الزراعية ، ونشأت أسس ومبادئ جديدة تابعة من طبيعة
العمل الصناعى يمكن حصرها فيما يلى :




  • لنمطية والتوحيد القياسى لكل شئ .




  • التخصص الضيق .




  • ضبط الزمن ، وتحقيق التزامن الذى اقتضته العمليات الصناعية ثـم ساد حياة البشر .
    -التركيز فى كل شئ ، فى الإنتاج الصناعى والخامات المختلفة.




  • عشق الضخامة فى كل شئ ، والسعى إلى بلوغ النهايات العظمـى ، والتباهى بالأرقام القياسية تحت شعار : إن المؤسسة تحقق ربحـاً أكثر وتكتسب قدرة تنافسية أكبر كلما كانت أكبر حجماً .




  • المركزية الشديدة فى كل شئ .




استمر هذا الوضع لما يزيد عن قرنين من الزمـان ، إلـى أن
بدأت مظاهر التحول والتغير بعد منتصف القرن العشـرين ، حيـث
أدرك بعض المهتمين بالمستقبليات ملامح مرحلـة جديـدة تمهـد
الانتقال إلى موجه حضارية جديـدة ، نـوحى بإنقضـاء الموجـة
الحضارية الصناعية .
كيف تم هذا التحول ؟ أخذ هذا التحول خطوات تجملها فيما يلى :
قاد التطور التكنولوجى فى وسائل الاتصال والانتقال إلى حصول البشـر
على قدر من المعلومات لم يكن تيسير لهم من قبل.



  • تعرف البشر على معلومات متباينة ومعارف مختلفة ، غيـر التـى كانت مفروضة عليهم ، مكنهم مـن الإختيـار مـن بـين مختلـف المعلومات والمعارف ما يكون أكثر انسـجاماً مـع خصوصـياتهم مواقفهم وآراؤهم . ومـن ثـم تباينـت وأمزجتهم ، وهكذا تباينتأساليب حياتهم ، هذا التباين بين البشر ، خلق بذور المزيـد مـن المعلومات والمعارف .

  • ومع المزيد من التطور التكنولوجى فى مجال المعلومات (كمبيـوتر -إتصالات) تم إستيعاب المعلومات المتزايدة ، وتوليـد معلومـات ومعارف جديدة منها هذه المعلومات والمعارف الجديدة فـأ دت إلـى المزيد من تباين البشـر ، ومـن ثـم إلـى توليـد المزيـد مـن المعلومات..............وهكذا بلا نهاية.
    وهكذا تحول المجتمع الصـناعى إلـى مجتمـع المعلومـات ،
    ودخلت البشرية فى عصر جديد هو هصر المعلومات ، أو مجتمـع
    المعلومات ، والذى يتميز عن المـرحلتين السـابقتين ( الزراعيـة
    والصناعية ) بمظاهر تغير ما زالت تواصل فعلها فى عالم اليـوم ،
    وتفرض على البشر استشراف أثر هذا التغير على مستقبلهم : مـن
    هذه المظاهر :
    -التحول من العمل الجسدى إلى العقلى .
    -من المصنع إلى مرافق المعلومات .
    -من التعليم النمطى إلى التعليم الذاتى المستمر.
    -من تعظيم الأرباح الى المنفعة الاجتماعية .
    -من ديمقراطية التمثيل النيابى إلى ديمقراطية المشاركة .
    -من الدولة إلى العالمية.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The normal stru...

The normal structure of the digestive tract of the turkey, and its development at various stages, wa...

وصحيح أيضا أن ا...

وصحيح أيضا أن الأدوات المستخدمة قديمة وسيئة بشكل لا يصدق. ان الانطباعات المشطية تكاد تكون معدومة تما...

bullying is a f...

bullying is a from of violence committed by a children against another child or disturbing him in a ...

The given passa...

The given passage from William Shakespeare's Macbeth can be analyzed through a feminist lens, highli...

The topic of sc...

The topic of school uniforms has been highly debated for many years. Many would think it would be th...

ثانيا - سمسار ا...

ثانيا - سمسار التامين قد يكون شخصا طبيعيا وقد يكون شخصا معنويا ويعتبر تاجرا في مفهوم التجاري وبذلك ...

السياسة الخارجي...

السياسة الخارجية : ذكرنا سابقاً كيف ان المصريين في العصر الصاوي حاولوا اعادة نفوذهم المتداعي في فلس...

لقد أوضح " ديفي...

لقد أوضح " ديفيد ما كليلاند في نظريته هذه أن هناك ثلاث دوافع أو حاجات رئيسية لدى الأفراد العاملين وه...

I hate gossip. ...

I hate gossip. I find it boring and destructive. However, much in the media, in publications and on ...

في ظل التطبيقات...

في ظل التطبيقات القضائية الحديث ظهر مصطلح ”المحاكم الإلكترونية" من ضمن مبادرات التحول الرقمي بالمجل...

Ladies and gent...

Ladies and gentlemen, Today, we gather to explore the intricate world of pricing strategy for Coole...

في النهاية، يمك...

في النهاية، يمكن القول إن النجاح ليس مجرد وصول إلى هدف محدد، بل هو أسلوب حياة يعكس التزامًا بالتطور ...