Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

كـان مـاثـيـو مـرغـم على احتمال عشر دقائث من لوقت العصيب
عندما دخل إلى المطبخ، في شفق يوم رمـادي بارد من أيام شهر كانون
األول. وهــم
ولم يمض
في غرفة الجلوس، ّ وكــن
ٌ إل
ٌ طـويـل
غـافـات عـن حضور
ّ وهـو يحمل جزمة
ّ م مرتبك
ماثيو الـذي تكو
ِي
قبعاتهن وارتـداء معاطفهن، وهن يتداولن الحديث عن الحوارية وعن
ًا فـي مكمنه، وراقبهن بـار ٍ تـبـاك على
بقي ماثيو قابع
وكـانـت مـثـل أيـة واحــدة منهن نـابـضـة بالحياة
كـان وجـه آن أكثر
ّ ذلـك االخـتـاف ال ينبغي أن يكون مـوجـود
وسيماؤها أكثر دقة، من
وعيناها أكثر بريق
وال عجب في هذا فحت
316 317
لكن االختالف
القليل المالحظة، بعد مغادرة
ِ د، ستنفخ منخريها بازدراء قبل أن تجيبه قائلة إن االختالف الوحيد
ّ تعليق
وأحس ماثيو أن
لـيـسـتـعـيـن بـه عـلـى دراســة
ّ ــأم
ّ ل العميق، عرف ماثيو ك
وبعد ساعتين من التأم
َس بقية البنات!
ّ ر ماثيو في تداول ما اكتشفه، وكلما تبح
ً ا مالبس البنات األخريات، ً ا على
لقد حرصت ماريال دائم
ّة بسيطة غامقة األلوان، موح
ّ أن تلك
318 319
آن يف املرتفعات اخلضراء
استرجعت ذاكـرتـه مجموعة الفتيات الـاتـي تحل
وتــســاءل عـن الـسـبـب الــذي يـدفـع مـاريـا إلــى اإلصـــرار عـلـى كـسـوة آن
ً لم يكن في هذا ما يعيب، طبعا
ًا
وال ريـب أن لديها دافع
ال يستطيع اجـتـا ّ ءه فيما يخص هـذا الموضوع. من المؤكد
شـرط إل
وذهـب لـيـنـام، ً ا بـهـذا الـحـل
ومـا إن طـاب نفس
توج
ّ هـذه المهمة
ألن
ّه شعر أنه عندما يتعلق
ولكن
األمر بشراء فستان لبنت صغيرة، الباعة. بعد تردد طويل قر
ْبيرت ال يقصدون في العادة إل
كان آل ك
ُ ل
ورغـم تعام
ّ ويليام بلير كانتا غالب
ّر أمره عندما يكون
ّ أن
ماثيو معهما بفزع
ولكن في
ً ا كيفي
ّ ا يبغي شـراءه، ً ا مم
ويالألسـف! لم يكن ماثيو يعلم أن ازدهـار أعمال لوسون الحديث، زوجـه، وكـانـت شـاب
واسعتين سريعتين، ومالبسها الفائقة األنـاقـة، ارت
تأتأ ماثيو. مجراف
محاولة أخرى. وهكذا، ْ ـبـيـرت؟« كـان مـاثـيـو قـد قبض
وتـسـألـه بـمـرح: »أي
أعني. ْبيرت رجل غريب
ًا مطلق
األطوار. ّ ـنـا ال نجلب الـبـذور إل
لدينا �شيء منه في الوقت الحاضر«
ًا. وعند العتبة تذك
فعاد أدراجـه ببؤس. ّ ٍ ة أخيرة ٍ يائسة. الفك
أرغب. أعني. ّ ر. «
»ها. ّه الن
ً منه« قـال ماثيو، وحبيبات العرق
أريـد. ّ على جبهته. ّ نته
لقد كانت تجربة شنيعة بالنسبة إليه. ً ا لن ينساه، درس
ِر
»ب
ّ للعصيدة التي
ّ هـذه الكمية؟ تعرف أنـي ال أستعمل هـذا السكر إل
َنا جيري، أطبخها للفتى األجير، وقد غادر
ّ ٍ ي أنهيت خبز كعكتي منذ وقت ٍ طويل. 322 323
آن يف املرتفعات اخلضراء
فهو خشن وغامق اللون جد
ّ ر«
ّ ـرت
ّ ـرت
»فـك
ٍة. ً ا منها بشطار
متمل
ّر هـذه القضية. كانت مـاريـا خـارج نطاق البحث، ّ لتتدب
َّ أمامه إل
ّ الماء البارد على مشروعه. اللجوء إلى السيدة ليند، فما كان هناك من إمرأة غيرها يجرؤ على طلب
العون منها. وقبلت تلك المرأة الطيبة
ً ا أن تتول
»تـريـد مـنـي انـتـقـاء ثــوب لـك لـتـهـديـه آلن؟ طـبـع
ّن في ذهنك؟ ال؟
كارمودي غـد
ُ ـن
ً ـا. ّف وفـق مـا أراه مـنـاسـب
حـسـن
ً ا في أن أخيطه لها، ّ ـلـه على
سـأفـص
ّ هما
حب
ّ لون األكمام بطريقة
أدري بالفعل. ولكن
وإذا لم أكن أطلب منك الكثير. أتمنى. لو. لو تصم
ُنملة بخصوص هذا
ً إذا رأيـت تلك الطفلة المسكينة تلبس شيئ
»سأشعر بالرضا فعل
ولطالما وخزني لساني ألفاتحها باألمر، صراحة طريقة سخيفة جـد
وتظن أن
حصيفة جـد
إن
ال توجد طريقة واحـدة فع
ّوا أبـد
ولـم يظن
ّه ال يلزمهم إل
ألنهم يعرفون أن
ّها تحاول خلق روح متواضعة عند آن، بهندمتها بتلك
خطأ ماريال. أنا متأكدة من أن االختالف الذي تراه تلك الطفلة بين
«
ّف
الـسـيـدة لـيـنـد الـفـسـتـان الـجـديـد. بلباقة، إل
ّه كان تحر
ـاع آن على المفاجأة قبل أوانـهـا إذا رأتـه بين يدي
ُ شر
الم
وأي
ّ ـك يـامـاثـيـو ستفسد
تستهلك قـمـاش
ًا، ّ ٍ حال أرجو أن تشعر بالر�ضى أخير
كالطاووس. رغم عدم اعتراضها
ّ ـقـة. لقد
ّ ـرت فـيـهـا مـن األكـمـام الـضـي
ٍ بـكـلـمـة ٍ واحــدة بـعـد أو
ً ٍ على ضخامة
324 325
ّ أن
ً ا وأشبه بالبالونات. وأظـن
حت
ّله البياض الجميل. أطل
ً ، شـهـر
الشرقي
والحقول الممتدة المحروثة
ّى ترد
ً الد
ّها. وهكذا، »عيد سعيد ياماريال! عيد سعيد ياماثيو! أليس هذا العيد جميل
ياالله. ماهــذا ياماثيو؟ أهذا لي؟ أوه يامـــاثيو!«
ّ ماريال
ً نحو ماريال. ومع أن
ّدة
الورقي
ّ ها كانت تراقب
ّ أن
تظاهرت بالالمباالة واالنشغال بملء إبريق الشاي، ّ ـاه كم هو جميل. ّ ٍ لته بصمت خاشع
َّ الـلـون، ُ ـن
آن يف املرتفعات اخلضراء
ّ الـدارج، تحيط بياقتها كشاكش صغيرة مـن الشرائط الشفافة. ُ و
لكن. كانت عينا آن قد اغرورقتا فجأة
وال أظن
يديها. »ماثيو، ّي أعيش
امتناني كما ينبغي. انظر إلى هذه األكمام! ياإلهي، يبدو لي وكأن
ً ا جميل
حلم
»هـيـا، اعـمـلـي عـلـى الـمـحـافـظـة عـلـيـه. ّ عر يتناسب مع الفستان. تعالي اآلن واجل�سي
إلى المائدة«
»ال أدري كيف سأستطيع تناول طعام اإلفطار« قالت آن مستغرقة
ّ ٍ سبة إلى لحظة ٍ مثيرة مثل
ًّ ا بالن
ّني أن
لكم يسر
هذه اللحظة، ّي لن أستطيع
كان لطيف
ّ عر أيض
لي شريطة الش
ّة، ففي أوقـات مثل هـذه األوقـات أشـعـر بـاألسـف ألنـي لست بنت
ّ فيما بعد، ولكن
ثـم أصـم
رغم ذلك، «
بد
الحـت ديـانـا بهيئتها الـمـرحـة
ّج بالثلج الناصع
وسرعان ما طارت آن للقائها. ّ قيني هو عيد سعيد بالفعل. لقد حصلت
»عيد سعيد يا ديانا! وصد


Original text

كـان مـاثـيـو مـرغـم على احتمال عشر دقائث من لوقت العصيب
عندما دخل إلى المطبخ، في شفق يوم رمـادي بارد من أيام شهر كانون
األول.
ّ بـخـلـع جزمته
كـان قـد اقـتـعـد الـصـنـدوق الـخـشـبـي فـي الــزاويــة، وهــم
الثقيلة، قبل أن ينتبه إلى وجود آن مع مجموعة من رفيقات المدرسة
ًا على حوار ِ ية ملكة الجنيات. ولم يمض
في غرفة الجلوس، يتدربن مع
ّ ـجـهـن نـحـو المطبخ،
ّ قـد احـتـشـدن فـي الــرواق وات
ّ وكــن
ٌ إل
ٌ طـويـل
وقــت
وقـد تعالت أصـوات دردشـتـهـن وضحكهن الـمـرح، غـافـات عـن حضور
،ّ وهـو يحمل جزمة
ً ِ ا في ظـل الصندوق الخشبي
ّ م مرتبك
ماثيو الـذي تكو
َد، وأداة خلع الجزمة باليد األخرى. وبينما انهمكت البنات في اعتمار
ِي
ب
قبعاتهن وارتـداء معاطفهن، وهن يتداولن الحديث عن الحوارية وعن
ًا فـي مكمنه، وراقبهن بـار ٍ تـبـاك على
الحفل الموسيقي، بقي ماثيو قابع
طول تلك الدقائق العشر.
كـانـت آن تـتـوسـطـهـن، وكـانـت مـثـل أيـة واحــدة منهن نـابـضـة بالحياة
ّ ها
ومفعمة العينين بالبريق. مع ذلـك انتاب ماثيو إحساس مفاجيء بأن
ٍ كـانـت تـبـدو مختلفة عـن قـريـنـاتـهـا بـشـكـل مـا. وأصـابـه االنـزعـاج عندما
ً ا. كـان وجـه آن أكثر
ّ ذلـك االخـتـاف ال ينبغي أن يكون مـوجـود
شعر أن
ً ا، وسيماؤها أكثر دقة، من
ًا واتساع
ً ا ولمعان
ً ا، وعيناها أكثر بريق
إشراق
،ّ
ّى ماثيو الحيي
ّ وسيماء أية بنت أخرى. وال عجب في هذا فحت
وجه وعيني
316 317
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ًا على سبر هـذه التفاصيل. لكن االختالف
القليل المالحظة، كـان قـادر
ّ ـة صفة مـن تلك الصفات التي الحظها.
الـذي أقلقه لـم يكن يتعلق بـأي
ُ نه ذلك االختالف الذي رآه؟
رى ك
ُ
فما هو يات
ّ هذا التساؤل يتناهش ماثيو لفترة طويلة من الوقت، بعد مغادرة
ظل
ِ د، وانصراف
ّ
ُ تجل
البنات وهن متشابكات األيدي على امتداد الدرب الم
آن إلى كتبها. وأدرك أنه لن يستطيع تداول األمر مع ماريال، التي، بدون
ّ ، ستنفخ منخريها بازدراء قبل أن تجيبه قائلة إن االختالف الوحيد
شك
ً ا من الوقت في
الـذي تـراه بين آن وقريناتها، هو لجمهن أللسنتهن بعض
ً ا كهذا لن يعود عليه
ّ تعليق
ً ّ ا. وأحس ماثيو أن
حين ال تفعل آن هذا أبد
بأية فائدة.
ّ ــل، لـيـسـتـعـيـن بـه عـلـى دراســة
ّ ــأم
ّ ـة إلــى الــت
لـجـأ مـاثـيـو فـي تـلـك الـعـشـي
ُ نه المشكلة:
ّ ل العميق، عرف ماثيو ك
الموضوع، وبعد ساعتين من التأم
َس بقية البنات!
ب
ْ
ل
َ
َس آن يشبه م
ب
ْ
ل
َ
لم يكن م
ّ مالبس آن ال
ّ ر ماثيو في تداول ما اكتشفه، ازداد قناعة بأن
وكلما تبح
ً ا لم تشبه مالبسها مالبسهن
ً ا مالبس البنات األخريات، وأبد
تشبه أبد
ً ا على
منذ أن جاءت إلى المرتفعات الخضراء. لقد حرصت ماريال دائم
ّ . ورغم أن
ّ دة الزي
ّة بسيطة غامقة األلوان، موح
كسوتها بفساتين عادي
ّ أن تلك
ماثيو ما كان يعرف سوى القليل عن عالم الموضة واألزياء، إل
ّ أكمام فساتين آن ال تشبه في �ش ٍيء أكمام
ّ دت له أن
المعرفة الضئيلة أك
الفساتين التي ترتديها بقية البنات.
318 319
آن يف املرتفعات اخلضراء
ّقن حولها فـي ذلك
استرجعت ذاكـرتـه مجموعة الفتيات الـاتـي تحل
الـمـسـاء، زاهـيـات بفساتينهن الـحـمـراء والـزرقـاء والـورديـة والـبـيـضـاء،
وتــســاءل عـن الـسـبـب الــذي يـدفـع مـاريـا إلــى اإلصـــرار عـلـى كـسـوة آن
بمالبس بسيطة ورصينة.
،ً لم يكن في هذا ما يعيب، ألن معرفة ماريال أوسع من معرفته،
طبعا
ًا
ومـاريـا هـي فـي النهاية المسؤولة عـن تربية آن. وال ريـب أن لديها دافع
ال يستطيع اجـتـا ّ ءه فيما يخص هـذا الموضوع. مع ذلـك، من المؤكد
ّ ال مانع هناك من تقديم فستان جميل للطفلة، فستان بشبه تلك
أن
ً ا.
الفساتين التي ترتديها ديانا باري دائم
ّفه
ُعتبر تصر
ّ ي
ّر ماثيو شـراء فستان جديد آلن، شـرط إل
وهكذا، قـر
ّة إلقحام مجذافه في الـقـارب. ووجـد لنفسه ذريعة
محاولة غير شرعي
ّ بعد أسبوعين، واعتبره مناسبة الئقة لتلك الهدية.
بالعيد الذي سيحل
ّ د بـارتـيـاح، وذهـب لـيـنـام، بينما
ّ حتى تنه
ً ا بـهـذا الـحـل
ومـا إن طـاب نفس
قامت ماريال بفتح جميع أبواب البيت لتهوية المكان.
ّه ماثيو في مساء اليوم التالي إلى بلدة كارمودي ليشتري الفستان.
توج
ّ هـذه المهمة
ً ا على تجاوز أسـوأ ما سيلقاه من ارتـبـاك، ألن
ّم
كـان مصم
سـتـكـون بـكـل تـأكـيـد فـوق طـاقـة احـتـمـالـه. بـالـطـبـع، كـانـت هـنـاك أشـيـاء
ّه شعر أنه عندما يتعلق
يستطيع ماثيو إجراء صفقات رابحة بها، ولكن
األمر بشراء فستان لبنت صغيرة، فسيكون في هذه الحالة تحت رحمة
الباعة.
318 319
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ً من الذهاب
ّر ماثيو الذهاب إلى مخزن لوسون بدل
بعد تردد طويل قر
ّ مخزن
ْبيرت ال يقصدون في العادة إل
ث
ُ
إلى مخزن ويليام بلير. كان آل ك
ّ
ّة، غير أن
ّف بالنسبة إليهم مسألة مبدئي
ويليام بلير، وكـان هذا التصر
ُ ل
ًا ما تستقبالن الزبائن هناك، ورغـم تعام
ّ ويليام بلير كانتا غالب
ابنتي
ّر أمره عندما يكون
ّه لطالما استطاع تدب
ّ أن
ٍ ٍ مطلق، إل
ماثيو معهما بفزع
ّة العثور عليه. ولكن في
ً ا كيفي
ّ ا يبغي شـراءه، ويـعـرف تمام
ً ا مم
ّ ـد
مـتـأك
حالة مثل هذه الحالة التي تستدعي التوضيح واالستشارة، شعر ماثيو
ّ ل
ّان. وهذا ما جعله يفض
ّه بحاجة إلى وجود ر ٍجل خلف منضدة الدك
أن
ً مـن وجــوده أو ابـنـه
الـذهـاب إلـى مـخـزن لـوسـون، حـيـث سـيـكـون واثـقـا
هناك.
ويالألسـف! لم يكن ماثيو يعلم أن ازدهـار أعمال لوسون الحديث،
ّـف بـائـعـة جـديـدة فـي مـخـزنـه! كـانـت تـلـك الـبـائـعـة ابـنـة أخـت
جعله يـوظ
ّتين
ُني
ّ ـة مفعمة بالكثير مـن الحيوية، ذات عينين ب
زوجـه، وكـانـت شـاب
واسعتين سريعتين، وابتسامة عريضة ساحرة. تتميز بتسريحة شعرها
العالية العصرية، ومالبسها الفائقة األنـاقـة، وأسـاورهـا العديدة التي
َّ األمـر على
ُ ـج
تلمع وتخشخش وتـرن مـع كـل حركة مـن حـركـات يديها. ارت
ّت جسارته من مرأى تلك األساور
ماثيو عندما وجدها هناك، واضمحل
ّت عليه بهجمة واحدة.
التي انقض
ْبيرت؟« سألته اآلنسة
ث
ُ
َ يمكنني خدمتك هـذا المساء ياسيد ك
»بـم
ّق، وهي تنقر المنضدة بأصابعها.
لوسيال هاريس بحيوية وتمل
ً ا ألعشاب الحديقة؟«
»أيوجد لديك أي.. أي.. أعني.. أقصد.. مجراف
320 321
آن يف املرتفعات اخلضراء
تأتأ ماثيو.
ً يـطـلـب منها
بــدت اآلنـسـة هـاريـس مـدهـوشـة إزاء سـمـاعـهـا أن رجــا
ً ا لألعشاب في منتصف شهر كانون األول.
مجراف
ّ ـي
ّ أنـه يـوجـد لـديـنـا مـجـراف أو اثـنـان مـتـبـقـيـان« أجـابـت »ولـكـن
»أظــن
ّ هما في غرفة الخردوات في الطابق العلوي، سأصعد وأرى.«
أعتقد أن
أثـنـاء فـتـرة غـيـابـهـا حــاول مـاثـيـو لـمـلـمـة شـجـاعـتـه الـمـبـعـثـرة مـن أجـل
محاولة أخرى.
وهكذا، عندما عادت اآلنسة هاريس وهي تحمل مجراف األعشاب،
ْ ـبـيـرت؟« كـان مـاثـيـو قـد قبض
ـث
ُ
ّ �ش ٍ ــيء آخـر يـاسـيـد ك
وتـسـألـه بـمـرح: »أي
ّ يديه على كل ما لديه من جرأة وأجاب:
بكلتي
ُمت قد سألتني، أظنني أرغب في الحصول.. أعني.. أسأل
،ً ما د
»حسنا
ًا من البذور.«
ً ا من.. شيئ
عن.. أشتري بعض
ْبيرت رجل غريب
ث
ُ
كانت اآلنسة هاريس قد سمعت من قبل أن ماثيو ك
ً ا.
ًا مطلق
ّه مجنون جنون
ّها في تلك اللحظة استنتجت أن
األطوار. ولكن
ّ فـي الربيع« شرحت لـه باستعالء »ال يوجد
ّ ـنـا ال نجلب الـبـذور إل
»إن
لدينا �شيء منه في الوقت الحاضر«
ًا.. األمـر كما تقولين« تأتأ ماثيو التعس وهو يحمل
ًا.. طبع
»هـا، طبع
ّ ـه لم يدفع
ّ ر أن
ً ا نحو الـبـاب. وعند العتبة تذك
مجراف األعـشـاب مسرع
320 321
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ّ
ثمن ما اشـتـراه، فعاد أدراجـه ببؤس. وبينما كانت اآلنسة هاريس تعد
ّ ٍ ة أخيرة ٍ يائسة.
ر
َ
ّف جميع قواه من أجل ك
ّة، كث
الفك
ً ا.. أرغب.. أعني.. أحب معاينة..
»في الحقيقة.. إذا لم يكن األمر مزعج
ّ ر.«
شراء بعض السك
ُني؟« سألته اآلنسة هاريس بصبر.
ّ ر أبيض أو ب
»سك
ّ ٍ ر بني.« أجاب ماثيو بصوت ٍ واه.
ًا.. سك
»ها.. حسن
»يـوجـد هـنـاك بـرمـيـل مـنـه« أشــارت اآلنـسـة هـاريـس وهـي تخشخش
ّوع الوحيد الذي لدينا.«
ّه الن
أساورها »إن
ً منه« قـال ماثيو، وحبيبات العرق
»أريـد.. أريـد.. شـراء عشرين رطـا
ّ على جبهته.
تستقر
ّ في منتصف طريق عودته إلى البيت.
لم يستعد ماثيو رباطة جأشه إل
ّ نته
ّه رأى أن تلك التجربة لق
لقد كانت تجربة شنيعة بالنسبة إليه. ولكن
ٍ ٍ غريب. وما إن
ُ رم اللجوء إلى متجر
ّه غامر وارتكب ج
ً ا لن ينساه، ألن
درس
ّه
وصل البيت حتى أسرع ليخفي مجراف األعشاب في كوخ األدوات، لكن
ّ ر إلى ماريال.
حمل السك
ّسك لتجلب
ّك ما الذي تلب
ب
َ
ِر
ُ ستنكرة. »ب
ُني!« هتفت ماريال م
ّ ر ب
»سك
ّ للعصيدة التي
ّ هـذه الكمية؟ تعرف أنـي ال أستعمل هـذا السكر إل
كـل
َنا جيري، كما
أطبخها للفتى األجير، أو لتلوين كعكة الفاكهة. وقد غادر
ّه ليس من النوع
ّ ٍ ي أنهيت خبز كعكتي منذ وقت ٍ طويل. باإلضافة إلى أن
أن
322 323
آن يف املرتفعات اخلضراء
ًّ ا. ليس من عادة ويليام إحضار هذا
ّد، فهو خشن وغامق اللون جد
الجي
ّ ر«
النوع من السك
ُ .. أنـك قـد تستفيدين مـنـه فـي يـومٍ مـا« قـال ماثيو،
ّ ـرت
ُ .. فـك
ّ ـرت
»فـك
ٍة.
ً ا منها بشطار
ّص
متمل
ّ من وجود امرأة
ّ ر ماثيو في الموضوع من جديد، وارتأى أنه ال بد
تبح
ّر هـذه القضية. كانت مـاريـا خـارج نطاق البحث، إذ شعر ماثيو
ّ لتتدب
َّ أمامه إل
ّ الماء البارد على مشروعه. ولم يتبق
أنها سرعان ما ستصب
اللجوء إلى السيدة ليند، فما كان هناك من إمرأة غيرها يجرؤ على طلب
العون منها. وهكذا، قصد ماثيو السيدة ليند. وقبلت تلك المرأة الطيبة
ّى رفع عبء المشكلة عن كاهل الرجل المنزعج.
ً ا أن تتول
فور
ً ـا سـأفـعـل. سـأقـصـد
»تـريـد مـنـي انـتـقـاء ثــوب لـك لـتـهـديـه آلن؟ طـبـع
ّن في ذهنك؟ ال؟
ٌ معي
ً ا وسأبتاع لك ما تريده. ألديك �شـيء
كارمودي غـد
ّ الفاتح
ْ ـي
ُ ـن
ّ الـلـون الـب
ّ أن
ً ـا. أظـن
ّف وفـق مـا أراه مـنـاسـب
ً ـا، سـأتـصـر
حـسـن
سـيـنـاسـب آن، ولـدى ويـلـيـام بلير قـمـاش مـن الـحـريـر الـصـوفـي الجميل.
ً ا في أن أخيطه لها، حتى ال تـراه آن مع ماريال فتفسد
لعلك ترغب أيض
ّ ـلـه على
ً ـا سـأخـيـطـه. سـأفـص
الـمـفـاجـأة قـبـل حـلـول عـيـد الـمـيـاد؟ حـسـن
ّ هما
ّ ها هي وآن متماثلتان في الحجم وكأن
قياس ابنة أختي جيني غيليز، ألن
ّتان من البازيالء.«
حب
ٍ من االمتنان لـك« قـال ماثيو »و.. و.. ال
»فـي الحقيقة أنـا أشعر بكثير
ّ لون األكمام بطريقة
ّي أرغب.. أعتقد أنهم اآلن يفص
أدري بالفعل.. ولكن
322 323
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ّ ا اعتدنا عليه. وإذا لم أكن أطلب منك الكثير.. أتمنى.. لو..
مختلفة عم
ّ الدارج.«
ّ مي األكمام وفق الزي
لو تصم
ُنملة بخصوص هذا
ًا. ال داعي ألن تقلق قيد أ
»أكمام منفوخة؟ طبع
ّ دارج« أجابت السيدة
ّ ل األكمام وفق أحـدث زي
األمـر ياماثيو. سأفص
ليند، ثم أضافت لنفسها بعد مغادرة ماثيو:
ًا
ً إذا رأيـت تلك الطفلة المسكينة تلبس شيئ
»سأشعر بالرضا فعل
ّ الـطـريـقـة الـتـي تـكـسـوهـا بـهـا مـاريـا هـي بكل
ً ـا ولـو لـمـرة واحــدة. إن
أنـيـق
ًّ ا. ولطالما وخزني لساني ألفاتحها باألمر،
صراحة طريقة سخيفة جـد
ً ا، ألني أعرف أن ماريال تحسب نفسها امرأة
ّي كنت أكبح نف�سي دائم
ولكن
ّ معرفتها
ًّ ا، ولذلك ترفض األخـذ بنصيحة أحـد، وتظن أن
حصيفة جـد
بـأسـالـيـب تنشئة األطـفـال تـفـوق مـعـرفـتـي بـكـثـيـر. ولـكـن ألـيـس هـذا هو
ّه
ً يعرفون أن
ّ األهالي الذين ربوا أطفال
ًا، إن
ً ا. طبع
الحال مع الناس دائم
ٍ
ّ
ّالة وسريعة تناسب جميع األطفال على حد
ال توجد طريقة واحـدة فع
ّ التربية سهلة وواضـحـة بمثل وضـوح قواعد
ً ا أن
ّوا أبـد
سـواء. ولـم يظن
ّ تحديد قواعدهم الثالثة
ّه ال يلزمهم إل
القراءة والكتابة والحساب، وأن
التي يرغبون في تطبيقها وستكون الحسبة صحيحة، ألنهم يعرفون أن
الـروح والـجـسـد ال يمكن إدراجـهـمـا تحت قائمة الـحـسـاب. وهـنـا يكمن
ّها تحاول خلق روح متواضعة عند آن، بهندمتها بتلك
خطأ ماريال. أظن
ّ ا
َ يرة وعدم ر�ضى أكثر مم
ّ ا يمكن أن يخلقه هذا من غ
الطريقة، غافلة عم
يمكن التكهن به. أنا متأكدة من أن االختالف الذي تراه تلك الطفلة بين
ّ في نفسها. ولكن أعجب ما في األمر أن
مالبسها ومالبس بقية البنات يحز
324 325
آن يف املرتفعات اخلضراء
يالحظ ماثيو هذا! يبدو أن ذلك الرجل على وشك االستيقاظ اآلن من
نوم دام ألكثر من ستين سنة.«
عرفت ماريال خالل األسبوعين التاليين أنه كان لدى ماثيو ما يشغل
ّة العيد عندما أحضرت
ّ عشي
ّ إل
فكره، لكنها لم تستطع اكتشاف السر
ّف
الـسـيـدة لـيـنـد الـفـسـتـان الـجـديـد. ورغــم حــرص مـاريـا عـلـى الـتـصـر
ّ أن الشكوك ساورتها من أسلوب السيدة ليند الدبلوما�سي
بلباقة، إل
ً ا
ّز
ّه كان تحر
وهي تعلل لها سبب اضطالعها بخياطة ذلك الفستان، وأن
ّ
ـاع آن على المفاجأة قبل أوانـهـا إذا رأتـه بين يدي
ّ
من ماثيو خشية اط
ماريال.
»هــه، أهــذا إذن سـبـب غـمـوض مـاثـيـو فـي األسـبـوعـيـن الـمـاضـيـيـن،
وابتسامه باستمرار فيما بينه وبـيـن نـفـسـه؟« قـالـت بـ�ش ٍ ـيء مـن الحنق
ّه على وشك ارتكاب حماقة ما، وال
ّب بالتسامح. »كنت أعرف أن
ُ شر
الم
ّ آن لم تكن بحاجة إلى مالبس جديدة. لقد صنعت
ّ لي من القول إن
بد
ّ �ش ٍيء أكثر من
لها في الخريف ثالثة فساتين شتوية سميكة وعملية، وأي
ًا ال ضرورة له. أنا على يقين بأن هذه األكمام وحدها
ّ تبذير
هذا ليس إل
ّ ـك يـامـاثـيـو ستفسد
ً ـا يكفي لصنع صـديـريـة فـسـتـان. إن
تستهلك قـمـاش
َ على خيالء، أال يكفي أنها تكاد تكون اآلن مغرورة
آن حتى تـزداد خيالء
ّ ها كانت تتوق
ًا، ألن
ّ ٍ حال أرجو أن تشعر بالر�ضى أخير
كالطاووس. على كل
إلى هذه األكمام السخيفة منذ أن أصبحت دارجة، رغم عدم اعتراضها
ّ ـقـة. لقد
ّ ـرت فـيـهـا مـن األكـمـام الـضـي
ّ ل مــرة تـذم
ٍ بـكـلـمـة ٍ واحــدة بـعـد أو
ً ٍ على ضخامة
ً ا على انتفاخ، وضخامة
أخذت هذه األكمام تزداد انتفاخ
324 325
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ّ نة القادمة
ّ ها في الس
ّ أن
ً ا وأشبه بالبالونات. وأظـن
ّى غدت أكثر سخف
حت
ّ الباب بشكل جانبي«
ّم على من يرتديها المرور من بين دفتي
ستحت
ّله البياض الجميل. كان ذلك الشهر
ّ صباح العيد على عالم كل
أطل
ّ الـلـيـل حـمـل مـعـه مـا يكفي مـن الـثـلـج ليضفي على
ً ، لـكـن
ًا مـعـتـدل
شـهـر
ً ا من خالل نافذة الغرفة
أفونليا البهاء. نظرت آن بعينين ممتلئتين حبور
ًا، وكانت أشجار
ِ ق في الغابة المسكونة رائع
ُ ور
ّة. كان التنوب الم
الشرقي
ّ اة بالآلليء البيضاء، والحقول الممتدة المحروثة
البتوال والكرز موش
ّ المنعش تلك األجـواء
ّ العبق العبيري
ُسط الثلجية، وعـم
ّزة بالب
مـطـر
ّدت
ّى ترد
ّ ٍ رج وهي تغني بسعادة، حت
ً الد
ّها. وهكذا، اندفعت آن هابطة
كل
أصداء صوتها في أرجاء المرتفعات الخضراء.
ً ؟
»عيد سعيد ياماريال! عيد سعيد ياماثيو! أليس هذا العيد جميل
ٌ أبيض.
ّه عيد
ًّ ا ألن
أنا سعيدة جد
ياالله. ياالله.. ماهــذا ياماثيو؟ أهذا لي؟ أوه يامـــاثيو!«
كـان مـاثـيـو قـد فـرد الـفـسـتـان بـار ٍ تـبـاك، بـعـد أن أخـرجـه مـن لفافته
ّ ماريال
ً نحو ماريال. ومع أن
ّدة
ً مترد
ّه نظرة
ًا وهو يوج
ّة ورفعه عالي
الورقي
ّ ها كانت تراقب
ّ أن
تظاهرت بالالمباالة واالنشغال بملء إبريق الشاي، إل
ما يجري من زاوية عينها ب�ش ٍيء من االهتمام.
ّ ـاه كم هو جميل. كان
ٍ . رب
ّ ٍ لته بصمت خاشع
أخذت آن الفستان وتأم
َّ الـلـون، مـن الـحـريـر الـصـوفـي الـنـاعـم الـمـلـمـس، لتنورته
ّ ـي
ِ
ُ ـن
الـفـسـتـان ب
ّ لة وفق
ُفص
ّ ا صديريته الفضفاضة فكانت م
كشاكش أنيقة ودرزات، أم
326 327
آن يف املرتفعات اخلضراء
ّ الـدارج، تحيط بياقتها كشاكش صغيرة مـن الشرائط الشفافة.
الـزي
ّ ـة روعـة الفستان!
ولـكـن مـاذا عـن األكـمـام؟ إن تلك األكـمـام كـانـت قـم
ّى
َ�ش
ُ و
ّ منفوخ م
ّ ز ٍند كم
أكمام تبلغ زنودها حدود المرافق، ويتصل بكل
ّة.
ّة الحريري
ُني
بصفوف من الدرزات وعقد من الشرائط الب
ٍ »هذه هدية عيد الميالد لك يا آن،« قال ماثيو بحياء »لكن.. لكن.. ما
،ً اهدئي اآلن، اهدئي.«
الحكاية يا آن ألم يعجبك؟ حسنا
ً بالدموع.
كانت عينا آن قد اغرورقتا فجأة
ّت آن الفستان على كر�سي وشبكت
»ألم يعجبني! أوه يامــاثيو!« حط
ّ ن من التعبير لك عن
ً ا أني سأتمك
ّ أبد
ّه فاتن. وال أظن
يديها. »ماثيو، إن
ّي أعيش
امتناني كما ينبغي. انظر إلى هذه األكمام! ياإلهي، يبدو لي وكأن
ً «
ً ا جميل
حلم
ّ لي
ُ ـد
»هـيـا، هـيـا، دعـونـا نـتـنـاول طـعـام اإلفـطـار« قاطعتها مـاريـا »ال ب
ّ ٍ ك لم تكوني بحاجة إلى فستان ٍ جديد يا آن، ولكن ما دام
من القول إن
مـاثـيـو قـد أحـضـره لـك، اعـمـلـي عـلـى الـمـحـافـظـة عـلـيـه. لـقـد جـلـبـت لك
ّ عر يتناسب مع الفستان. تعالي اآلن واجل�سي
ًا للش
السيدة ليند شريط
إلى المائدة«
»ال أدري كيف سأستطيع تناول طعام اإلفطار« قالت آن مستغرقة
ّ ٍ سبة إلى لحظة ٍ مثيرة مثل
ًّ ا بالن
ًّا جد
ًا عادي
في أحالمها »يبدو اإلفطار شيئ
ّني أن
َ بهذا الفستان. لكم يسر
ِ ل إشباع ناظري
ّ
هذه اللحظة، وأنا أفض
ّي لن أستطيع
ًا ما أحسست أن
األكمام المنفوخة ما زالت دارجة، إذ كثير
326 327
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ُلت هذه األكمام قبل ارتدائي لها. أعني أن نف�سي
َط
تجاوز حسرتي إذا ب
ّدة ليند أن تحضر
ً ا من السي
ً ا. كان لطيف
ما كانت ستشعر بالرضا مطلق
ًا صالحة.
ّ ـه ينبغي لي أن أكـون بنت
ً ا. أشعر اآلن أن
ّ عر أيض
لي شريطة الش
ّة،
ًا مثالي
ففي أوقـات مثل هـذه األوقـات أشـعـر بـاألسـف ألنـي لست بنت
ّ
ّ فيما بعد، ولكن
ّ ـم على ضـرورة االلـتـزام بسلوك مسلك مثالي
ثـم أصـم
ُقاوم. رغم ذلك، ال
ّما واجهت اإلغراء الذي ال ي
تصميمي يبوء بالفشل كل
ّ أن أحاول بذل المزيد من الجهد.«
بد
عـنـدمـا انـتـهـت وجـبـة اإلفـطـار الـعـاديـة، الحـت ديـانـا بهيئتها الـمـرحـة
ّج بالثلج الناصع
ومعطفها القرمزي وهي تجتاز جسر جذع الشجرة المتو
عند الغور. وسرعان ما طارت آن للقائها.
ّ قيني هو عيد سعيد بالفعل. لقد حصلت
»عيد سعيد يا ديانا! وصد
ًا من أجمل
اليوم على �ش ٍيء ٍ جميل أريد أن أريك إياه. أهداني ماثيو فستان
الفساتين الـتـي رأتـهـا عـيـنـاي، ولـه أكـمـام ال مثيل لـهـا، بـل لـيـس بإمكان
ُّل أكمام أروع منها.«
ي
َ
َخ
خيالي ت
ً »ها هو معي.. خذي
ً لدي ما أعطيك إياه« قالت ديانا الهثة
»أنا أيضا
ًا فيه أشياء كثيرة
ً ا كبير
ّ هذه العلبة. لقد أرسلت لنا العمة جوزفين طرد
ًّ ا، وهـذه العلبة لك. لم أحضرها ليلة أمس ألن الطرد لم يصل إل
جـد
ً ا أثناء عبوري الغابة
بعد حلول الظالم، وأنا ما عدت أشعر باالرتياح أبد
المسكونة في الليل.«
ُ تب
ً ك
فتحت آن العلبة واسترقت النظر إلـى ما بداخلها. رأت بطاقة
328 329
آن يف املرتفعات اخلضراء
ًّ ا من أجمل
ُف
ٍ عليها: إلى الصغيرة آن، مع أمنياتي بعيد ٍ سعيد. ثم رأت خ
ٍد
َ
ُق
ًا بالخرز عند موضع األصابع مع ع
ن
ّ
ِ الخفاف الخاصة باألطفال، مزي
ّاق.
من الساتان وإبزيم بر
ّ أني أحلم.«
ًّ ا ياديانا، ال بد
»أوه،« قالت آن. » هذا كثير جد
ّة اآلن
ِ »أنـا أدعـو هذا العناية اإللهية« قالت ديانا. »ما عـدت مضطر
ّ قياس قدميها أكبر من قياس
ّ روبـي. وهـذه نعمة، ألن
ُ ـف
إلى استعارة خ
ّة تجرجر قدميها، وال �ش ٍيء
قدميك برقمين. وليس أبشع من مشهد جني
ّ روب رايت
سيسعد جوزي باي أكثر من هذا. وبالمناسبة، أتعلمين أن
صحب جيرتي باي إلى البيت بعد انتهاء التدريبات ليلة ما قبل األمس.
أسمعت ب�ش ٍيء مماثل لهذا قبل اآلن؟«
ّ ى الحماس في ذلك
كان جميع تالمذة مدرسة أفونليا يستعرون بحم
ّة
ّ ـه كـان عليهم تـزيـيـن الـصـالـة والـقـيـام بـتـجـربـة األداء النهائي
الـيـوم، ألن
ً ا للحفل.
استعداد
ًا، أقيم الحفل الموسيقي في مساء ذلك اليوم، وأسفر عن نجاح
أخير
ّت الصالة الصغيرة بالحضور، وأحسن جميع المشاركين
باهر. اكتظ
فـي أداء أدوارهــم. لـكـن آن كـانـت نجمة المناسبة بـا مـنـازع. ولـم يجرؤ
ّ دت في
َ يرة التي تجس
أحد على إنكار هذه الحقيقة، بما في ذلك تلك الغ
شخص بنت تدعى جوزي باي.
ّ د بعد أن انتهى كل
»أوه، ألم تكن أمسية ساحرة؟« قالت آن وهي تتنه
ّان الخطى في طريق عودتهما إلى البيت،
ْء، بينما كانت وديانا تستحث
�شي
328 329
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
تحت سقف السماء العظيمة الموشاة بالنجوم.
ّنا استطعنا
»سار كل �شيء كما ينبغي« قالت ديانا بأسلوب عملي »أظن
ًا عن هذا الحفل
تحصيل عشرة دوالرات. وسوف يرسل السيد آلن خبر
إلى جرائد تشارلوت تاون.«
ّد التفكير بهذا
ً سنرى أسماءنا مطبوعة فـي الـجـرائـد؟ إن مـجـر
»أحـقـا
ً يـاديـانـا، بل
ً . لـقـد كـان أداؤك ألغنيتك الـفـرديـة سـاحـرا
يـمـأنـي حـبـورا
إن افـتـخـاري بـك فـاق افـتـخـارك بنفسك عـنـدمـا طـلـب مـنـك الـحـضـور
ّ وأنا أقول لنف�سي إنها رفيقتي
إعادة غنائها مرة ثانية. وما أحسستني إل
الحميمة تلك التي يهتفون لها.«
.ً وتلك المقطوعة
»ولكن ماذا عن إلقائك ياآن، لقد زلزل الصالة فعال
الحزينة التي ألقيتها، كانت بكل بساطة رائعة.«
ّرة للغاية ياديانا. وعندما أعلن السيد آلن اسمي
»أوه، لقد كنت متوت
ّ ـة. شـعـرت
ال أسـتـطـيـع أن أوضــح لـك كـيـف وجــدت طـريـقـي إلـى الـمـنـص
ّ لحظة رهيبة
ّت علي
ّ ماليين العيون كانت تحدق بي وتخترقني. ومر
وكأن
ّ رت أكمامي
ّ �شـيء، ثم تذك
أحسست خاللها أني عاجزة عن القيام بـأي
ّ ـه
ّ يـت منها الـشـجـاعـة. وأدركــت يـا ديـانـا أن
المنفوخة الجميلة واسـتـمـد
ّ اإلقدام من أجل هذه األكمام. وهكذا باشرت اإللقاء. وبدا لي
يجب علي
ّي أشبه الببغاء. ولكم
ًّ ا، وأحسست أن
ّ ٍ ه آت ٍ من مكان ٍ ناء جد
صوتي وكأن
ّة،
ّن على هذه المقطوعات في العلي
حمدت الله ألني واظبت على التمر
ًا؟«
ر
ّ
ّ نت من المتابعة. أخبريني، هل كان أنيني مؤث
ّ لما تمك
وإل
330 331
آن يف املرتفعات اخلضراء
ّ دت لها ديانا.
ًّ ا.« أك
ً جد
»نعم، بكل تأكيد، كان أنينك جميل
ّ ـف دمـوعـهـا عـنـدمـا جـلـسـت، وشـعـرت
»رأيــت الـسـيـدة سـلـون تـجـف
ّي استطعت مالمسة شغاف قلب أحد األشخاص. أليس
بالسعادة ألن
ّ ـهـا
ً ا فـي حـفـل مـوسـيـقـي؟ إن
مـن الـشـاعـري يـا ديـانـا أن يـأخـذ الـمـرء دور
ً ا.«
مناسبة ال يمكن نسيانها أبد
ً ا.
ِ »ألم تكن حوار ِ ية الصبية رائعة؟« قالت ديانا. »كان غيلبرت عظيم
ّ صراحة يا آن أنا أعتقد أن طريقتك في معاملة غيل طريقة لئيمة
وبكل
ًّ ا. بل انتظري ّ حتى أقص ِ عليك ما حدث: بعد أن انتهيت من حوارية
جد
ّة، سقطت من شعرك واحدة من الورود التي
ّات وغادرت المنص
الجني
ِه بها، ورأيـت غيل يلتقطها ويضعها في جيب سترته. أرأيـت اآلن. أنا
زينت
ًا.«
ّك كثير
ّ أن هذا سيسر
ّة، وال بد
ِ أعرف كم أنت شاعري
ّ �ش ٍ ـيء« قالت آن بـازدرا. »أنا
ّ ني في أي
»ما يفعله ذلك الشخص ال يهم
ٍ واحدة«
ّ د عليه لحظة تفكير
ّ بساطة يا ديانا ال أبد
بكل
جلس ماثيو وماريال في تلك الليلة بالقرب من موقد المطبخ لبعض
الـوقـت، بـعـد إخــاد آن إلـى الـنـوم، واسـتـرجـعـا وقـائـع الـحـفـل الــذي لم
يحضرا غيره منذ عشرين سنة.
ًا مثل الجميع« قال ماثيو
ً حسن
»هه، أظن أن صغيرتنا آن أبلت بالء
ٍ .
باعتزاز
ّ ـهـا طفلة المعة ياماثيو، كما
»نعم، هـذا صحيح« اعترفت ماريال »إن
330 331
وفنملا مامكألا ىلع ويثام رارصإ
ّي اآلن
ًّ ا . كنت من قبل أعـارض هـذا الحفل، ولكن
ّ ها بـدت لطيفة حق
أن
ً بآن
ّ ٍ حال، كنت فخورة
ّ فيه. على كل
ٍ حقيقي
ّ خطر
ّ هناك أي
ّ أن
ال أظن
ّي لن أخبرها بهذا«
الليلة، رغم أن
ٌ بها قبل أن
ّ ـي فخور
ً ا بها، وأخبرتها أن
ً ا فخور
»هـه، لقد كنت أنـا أيض
تصعد إلى غرفتها« قال ماثيو. »في الحقيقة ياماريال يجب علينا التفكير
ّ ها ستحتاج إلى
ّ أن
بما يمكننا القيام به من أجلها في األيام المقبلة. أظن
ما هو أكثر من مدرسة أفونليا فيما بعد.«
ٌ من الوقت للتفكير بهذا« أجابت ماريال. »فهي لن تبلغ
»لدينا متسع
ّ ثالث عشرة سنة من العمر فقط، رغم اندها�شي
في شهر آذار المقبل إل
ً يافعة. لقد صنعت السيدة ليند
ّة
ّ ها غدت صبي
الليلة عندما الحظت أن
ً بعض ال�شيء، وهذا جعل آن تبدو فارعة الطول.
ذلك الفستان طويل
ّم، وأعتقد أن أفضل ما يمكننا عمله من أجلها هو
ّ ها نبيهة في التعل
إن
ّ �ش ٍيء
ّ ٍ نا لسنا بحاجة إلى تدبير أي
إرسالها إلى معهد كوين بعد فترة. لكن
من هذا قبل سنة أو سنتين.«
َ ـيـر فـي الـتـفـكـيـر بـهـذا األمــر مـا بـيـن حين
»مـع ذلــك، لـن يـكـون هـنـاك ض
ّ ر بها
وآخر« قال ماثيو. »فمثل هذه األمور تؤتي نتائج أفضل عندما يفك
ًّا.«
المرء ملي
332 333


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

1.Develop advan...

1.Develop advanced drone hardware: - Design and build a drone with high-resolution cameras and sp...

يعتبر العمران م...

يعتبر العمران من المسائل المسلم بها في كافة المجتمعات المتحضرة، كما يبين مدى تطورها ومستوى الحضارة ...

ميرا، المتقدمة ...

ميرا، المتقدمة لوظيفة مدرس في مدرسة، قدمت مقابلة تستعرض فيها خلفيتها العملية والتعليمية. تحدثت عن خب...

إن لموضوع الدرا...

إن لموضوع الدراسة أهمية كبيرة ، فهو من المواضيع التي تهدف إلى تسيير المدينة وتنظيم الممارسات العمران...

تناولت الجلسة ا...

تناولت الجلسة الحوارية حول مجالات الذكاء الاصطناعي مناقشات قيمة تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام هذه التكن...

نشأته وحياته وث...

نشأته وحياته وثقافته رأينا الشعر العربى فى القرن الرابع وما بعده يصيبه تصنع شديد ، فقد أخذ الشعراء ي...

✔️ملخصات ومراجع...

✔️ملخصات ومراجعه شاملة لمواد الصف الثاني المتوسط الفصل الدراسي الثالث 1445 🔶 ملخص مادة لغتي ثاني م...

real-time opera...

real-time operating system (RTOS) • A real-time operating system (RTOS) is a program that schedules ...

في المدرسة نحن ...

في المدرسة نحن في اختصاص علمي ويوجد لدينا 5 وحدات تطبيقات بيوتكنولوجية يجب علينا ان نعمل بها تجربة ل...

الملخص: هدفت ا...

الملخص: هدفت الدراسة إلى التعرف على العوامل المؤدیة إلى التفكك الأسري وانحراف الأحداث في المجتمع ً...

Pour expliquer ...

Pour expliquer l'œuvre de Victor Hugo, il faut tenir compte de sa vie. Pour comprendre sa vie et son...

يؤدي التلوث، بأ...

يؤدي التلوث، بأشكاله المختلفة، مثل تلوث الهواء والماء والأرض، إلى إحداث خلل في التوازن الدقيق بين ال...