Online English Summarizer tool, free and accurate!
موقعها محصن جغرافيا حيث أنها محاطة بعدد من الوديان من جهة الشرق وادي قدرون (النار) والجهة الجنوبية وادي الربابة وزيد في تحصين المدينة بفضل السور المزدوج الذي كان يحيط المدينة في تلك الفترة . وكانت مدينة منيعة خاصة وان نبع جيحون يقع داخل أسوار المدينة ويمدها بما تحتاج من المياه. نظام الحكم في المدينة كان يعتمد على النظام الدول المدينية (أي كل مدينة دولة مستقلة بحد ذاتها) يعيش سكان المدينة داخل الأسوار و يحيط بالمدينة منطقة زراعية حيث زرع وادي الربابة ووادي الجوز وكان المحصول الأساسي الزيتون والحبوب . كما تظهر البقايا الأثرية مثل الياقوت والعقيق المستوردة من خارج فلسطين بالإضافة الى النحاس والإسفلت والأواني الفخارية غير المحلية مما يدل على وجود تجارة داخلية وأخرى خارجية مع الدول المجاورة[1] رغم معرفة الكنعانيين بالكتابة ألا انه لا توجد الكثير من الوثائق والكتابات التي تعود إلى ذلك العصر لتساعدنا في فهم طبيعة الحياة في تلك الفترة في القدس ألا انه من خلال الكتابات القليلة مثل تمثال اللعنات الذي وجد في مصر في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ولوح رقم 277 الذي وجد ضمن كتابات تل العمارنة بالإضافة إلى البقايا الأثرية التي وجدت على السفح الشرقي لجبل الظهور (منطقة وادي حلوة اليوم) نستطيع تكوين صورة عن المدينة . كانت مدينة القدس يسودها النظام الدول المدينة أي أن المدينة دولة مستقلة بحد ذاتها لها حاكمها وجيشها وكانت تسمى مدينة اورسالم (أور معناها مدينة ، وأقدم حاكم معروف لمدينة القدس هو عبدو حيبا الذي ورد اسمه في كتابات تل العمارنة حيث كان يطلب النجدة من الفراعنة ضد قبائل العبيروا الذين كانوا يهاجمون المدينة ومعنى كلمة العبيرو هو قطاع الطرق والخارجين على القانون وليس العبرانيون كما يحاول بعض المؤرخين اليهود تضليل القراء. كانت المدينة مدينة متطورة بالنسبة إلى عصرها فهي تحتوي على بيوت مربعة مبنية من الحجر على نظام السلاسل بسبب الطبيعة الجغرافية للموقع قسمت البيوت إلى غرف احتوى بعضها على ( مراحيض كرسي ) واحتوت على أماكن للاستحمام وعثر في البيوت على العديد من الأختام التي تحمل الأسماء الكنعانية وعثر على نفقين ماء وأبراج تحصينية للإنفاق وسور مزدوج للمدينة وعلى قمة المدينة كان مبنى كبير يعتقد انه القلعة . في العام 701 ق. م تعرضت القدس إلى الغزو من قبل الأشوريون بقيادة سنحريب ألا أنهم فشلوا في احتلال المدينة حيث تفشى الطاعون بين جنود الأشوريون بالإضافة إلى حدوث تمرد في بلادهم الأمر الذي اضطرهم إلى الانسحاب. وتعرضت القدس إلى عدة حملات أخرى على يد نبوخذ نصر كان أخرها عام 587 ق. م حيث هدم أجزاء من المدينة وسبى الحكام كما كان يفعل في كل مدينة يقوم باحتلالها . ولم تحظ مدينة القدس بأي أهمية خلال هذه الفترة حتى عام 538 ق. وتبع هذه الفترة موجة من القلاقل والصراع السلطوي أكثر منه صراع عقائديا . في العام 333 ق. م وصل إلى البلاد الاسكندر المقدوني ودخل مدينة القدس بشكل سلمي . ألا أن هذه الحرية لم تستمر طويلا حيث توفي الاسكندر المقدوني وقسمت مملكته بين قواده الأربعة يهمنا منهم بطليموس وسلوقس الذين دار صراع طويل بينهم كانت فلسطين مسرحا لمعظم أحداثه . في البداية كانت القدس تابعة للبطالسة 315-198 ق. م خلال هذه الفترة القصيرة عاشت مدينة القدس بشكل هادئ وتم أعادة بناء الأسوار وزاد عدد السكان في المدينة . تعاون اليهود الموجودين في القدس مع السلوقين ضد البطالسه حتى انتقلت القدس ليد السلوقين ليبدآ عهد جديد في المدينة, حيث حاول السلوقيون فرض الديانة اليونانية على جميع السكان بما فيهم اليهود حيث كان يهتمون بدمج الشرق مع الغرب وفرض الحضارة اليونانية على الشرق. انتهى عهد السلوقيين بالثورة المكابية ( الحشمونائية ) نسبة الى يهودا المكابي بن يوحنا قائد الثورة التي بدئت في منطقة السهل الساحلي عام 168 ق. كان نتاج الثورة أقامة دولة على ثلث فلسطين وسيطر على الثلثين الآخرين الأنباط. م بعد أن قضى على السلوقين في سوريا ونظرا لحقد السكان على المكابين الذين أجبروهم على اعتناق الديانة اليهودية خاصة الادوميون تعاون السكان مع القائد الروماني بومبي على السيطرة على فلسطين . ولم يحكمها الرومان خلال الفترة الأولى للحكم الروماني بشكل مباشر بل عن طريق حاكم موالي لروما. في سنة 63 ق. م كانت القدس عاصمة لدولة اليهودية ثلثا سكانها تقريبا من اليهود فقد كان فيها من الانابط والادوميون وغيرهم من الشعوب فيها وفيما حولها . لكن بعد بومبي اختلف الامر حيث سمح لكل ان يختار الديانة التي يريد وسمح للمنفين العودة الى بلادهم مما اعاد التوازن السكاني وقلل من نسبة اليهود بين سكان القدس. م عين يوليوس قيصر الأمير الادومي المهود بالقوة انتربياتر حاكم أداريا على البلاد كنوع من المكافأة على المساعدة التي قدمها للرومان . هيرودس استولى على حكم كل فلسطين بعد أن قام بتخلص من أخيه. وقد ساعده ماركوس انطونيوس صديقه في توطيد حكمه . وأقامت البرك في القدس التي لا يزال بعضها قائم ومنها بركة ماميلا بركة الثعابين ( جورة العناب) بركة السنونو وبركة حسدا وبركة الأجراس . بالإضافة إلى التحصينات العسكرية وأهمها بناء القلعة وأبراجها الثلاثة احدها قائم حتى اليوم وهو برج فصايل ( المعروف باسم برج داود ) وبنى قلعة الانطونيا ( موقع مدرسة العمرية ). مات هيرودس عام 4 ق. م قسم الرومان فلسطين بين ابناء هيرودس القدس كانت من نصيب هيرودس اغربيس (انتيباس) وفي عهده حدث الاحصاء المذكور بالانجيل خلال حكم ابن هيرودس الكبير هيرودس اغربيس عاش كل من سيدنا زكريا عليه السلام في القدس وسيدنا يحيى ويذكر ان هيرودس اغربيس قطع راس نبي الله يحيى عليه السلام . وقتل سيدنا زكريا بالقدس بنفس اليوم . في العام 30 م كانت الزيارة الأخيرة للسيد المسيح لمدينة القدس . وأمر حاكم المدينة بيلاطس البنطي بالقبض على السيد المسيح وحسب الاعتقاد المسيحي تم القبض عليه يوم الخميس ليلا ومحاكمته وصلبه يوم الجمعة حيث مات على الصليب بنفس اليوم وانزل عن الصليب و غسل وكفن ودفن قبل دخول السبت وقام من القبر ليجوب البلاد أربعين يوما وصعد إلى السماء من جبل الزيتون . ووصل مدينة القدس عام 70م حيث كان للمدينة في ذلك الوقت ثلاث أسوار، حطم الأول منها بشكل سريع بينما توقف زحف تيطوس عند السور الثاني لكن ليس لفترة الطويلة، حيث دخل إلى المدينة ودمرها بالكامل ولم يترك منها سوى الأبراج الثلاثة في غرب المدينة، امضى تيطس شهرا في القدس ودمر المدينة واعطى الاوامر بان تسوى المدينة كلها بالأرض بقيت المدينة مهدمة حتى عام 130م حين ظهر القيصر هدريانوس الذي سعى إلى توحيد الإمبراطورية الرومانية من حيث الاعتقاد و الأفكار وذلك من خلال البناء. فخرج برحلة استمرت 7 سنين أتى خلالها إلى مدينة القدس ، حاول اليهود خارج القدس القيام بثورة بقيادة باركوخبا ألا أن هذه الثورة فشلت فشلا ذريعا وعلى أثرها اصدر هدريانوس أمر تأكيد بطرد اليهود من القدس ومحيطها ومنعهم من السكن فيها . نص المرسوم الذي اصدره هدريانوس ” يحظر على جميع الأشخاص المختونين أن يدخلوا إلى منطقة ايليا كابتولينا لو يقيموا فيها وكل من يخالف هذا الحظر سيعاقب بالموت ” لكن الشعوب السامية جميعا تختن لذا كان هناك استثناءات من المرسوم وهو كان موجه فقط ضد اليهود. رغم محاولات إلغاء الديانات الأخرى إلى أن الديانة المسيحية أخذت تنتشر بين الناس وزاد بطش الرومان بمعتنقيها خاصة القيصر ديوكلطيانوس الذي لقب بصانع المرتير ( الشهيد ) لكثرة من قتل من المسيحيين الذين أصبح الناس يتعاملون معهم كقديسين . خاض قسطنطين العديد من الحروب داخل مملكته المقسمة وحروب مع الجرمانيين وقبائل الهندو أوروبية . أعلن الديانة المسيحية عام 326م ديانة رسمية في الإمبراطورية البعض يعزو ذلك إلى حلم راوده والبعض الأخر يعزو إلى كون أمه هيلانه قد اعتنقت الديانة المسيحية بينما يعزو البعض ذلك إلى حنكته السياسية وتماشيه مع أرادة الشعب. وصلت هيلانة إلى مدينة القدس عام 330 م وقامت ببناء كنيسة القيامة وكنيسة الصعود وتثبيت الإمكان التي لها علاقة بالسيد المسيح وتدافع المسيحيين من كل مكان للقدوم إلى المدينة . وتحولت مدينة القدس من مدينة صغيرة إلى مدينة عظيمة الأهمية مليئة بالرهبان والراهبات وكانت الصلوات العامة بالقدس تقام باللغة اليونانية وتترجم إلى الآرامية . كانت سياسة قسطنطين اتجاه اليهود هي نفس سياسة هدريانوس فلم يكن يسمح لهم بالعيش في القدس. انتخب عام 428 أسقف لمدينة القدس هو يوفنال الذي اراد ان يكون بطريرك وليس أسقفا وقد عرض طلبه على مجمع افيسوس ولكن المجمع رفضه وبعد ذلك في سنة 438م حضرت إلى القدس للحج الإمبراطورة افودوكيا التي كان من شانها أن تغدو خصما ليونفال طيلة ثلاثة عشر عاما لقد احبت افودوكيا القدس وعندما نشب خلاف بينها وبين أسرتها عام 444م وخصوصا مع أخت الإمبراطور بلخريا نفيت افودوكيا إلى القدس ونظرا لرتبتها فقد حكمت فلسطين . وفي سنة 451 انعقد مجمع دولي اخر للأساقفة دعت اليه بلخريا في خلقدونية وكان من منجزاته الصغيرة ان مطالبة يوفينال بان يصبح بطريركا تكللت بالنجاح وتم خيانة المذهب الذي تتبعه افودوكيا والذين يقولون بطبيعة واحدة للمسيح ردا على ذلك عينت افودوكيا أسقف في القدس هو ثيودوسيوس ولم يستطع يوفينال ان يدخل القدس . وإذا لم تدر ماذا تفعل فقد كتبت إلى أقدس رجل عرفته وهو القديس سيميون ستيليس الذي كان يعيش فوق عاموده قرب انطاكيا ، وضم مجمع الكنيسة مستشفيين يحتويان على مئة سرير للحجاج المرضى ومائة أخرى للسكان المحلين وهي أخر كنيسة تظهر على خريطة مادبا التي وضعت عام 575م . في عام 614 م انتصر الفرس على بيزنطة واحتلوا القدس ودمروا كل كنائس وقتل ما يقارب 10 ألف راهب وآلاف السكان (33877 قتيل ) وكلهم دفنوا في مقبرة مأمن الله وبيع العديد من السكان كعبيد واستولى الفرس على الصليب المقدس وأخذوه معهم إلى النينوى . وبعد سبع سنين وبخدعة عسكرية استطاع هرقل الانتصار على الفرس والوصول حتى عاصمتهم النينوى وعقد اتفاقية سلام نصت على عودة الحدود إلى مكانها وإعادة الأسرى والصليب المقدس فحمل هرقل الصليب وهو عاري القدمين وعاد به إلى القدس ثم نقله إلى القسطينطينة وقام بإعادة بناء كنيسة القيامة وكنيسة الصعود لكنه لم يعيد بناء باقي الكنائس ولم يسعفه الوقت لذلك حيث أن الجيوش الإسلامية بدئت في الوصول إلى بلاد الشام عام 636م العصر الاموي كان العصر الذهبي لمدينة القدس لما اولها الخلفاء الاموين من اهتمام منذ عهد معاوية بن ابي سفيان واخذ بيعته فيها كما فعل من بعده كل من عبد الملك بن مروان وسليمان بن عبد الملك . استمر في العهد العباسي الاهتمام بالقدس باعتبارها مدينة اسلامية مقدسة وزارها كل من الخليفة ابو جعفر المنصور والخليفة المهدي وقام كل من الاثنين باعادة بناء الجامع القبلي(الاقصى) في المسجد الاقصى حيث تعرض للهدم نتيجة للزلازل التي ضربت المدينة اما الخليفة المامون فاجرى ترميمات على قبة الصخرة ووضع اسمه كباني للقبة الصخرة( ونسي العمال تغير تاريخ البناء ) وامر الخليفة المقتدر بصنع ابواب لقبة الصخرة . حكمت فلسطين خلال ضعف الخلافة العباسية من الطولونيون 807م ثم تبعهم الاخشيديون 940 م حيث حرص الامراء الاخشيديون على ان يدفنوا داخل مدينة القدس . وصل الفاطميون(مذهبهم شيعي ) الى القدس بالمرة الاولى عام 969-1070م والثانية 1098-1099م وبينهم حكم الاتراك السلاجقة (مذهبهم سني شافعي ) وقد كانت فترة اضطراب وعدم استقرار نظرا لصراعهم على بلاد الشام مع العباسيين والقرامطة والسلاجقة . ورغم اختلافهم المذهبي مع اهل بلاد الشام الا ان ذلك لم يمنعهم من الاهتمام بمباني المسجد الاقصى (الجامع القبلي وقبة الصخرة ) بعد الزلازل التي ضربتهم. حيث قام الظاهر عام1022م اعادة بناء الجامع القبلي وحذف أربعة اروقة من كل جانب اما الواجهة الشمالية من نفس المبنى جددها المستنصر عام 1099م كما انشاء بالمدينة خلال العصر الفاطمي البيمارستان ودار العلم والتي كانت بموقع كنيسة سانت حنا . في اوائل حزيران عام 1099م وصلت قوات الفرنجة الى اسوار مدينة القدس وبداوا حصارها الذي انتهى بعد اربعين يوما بسيطرة على المدينة التي كانت تعج بعشرات الاف من السكان الذين لجاء اغلبهم اليها هربا من جيوش الفرنجة وتبع ذلك مذبحة للرجال والنساء والاطفال والتجاء البعض الى المسجد الاقصى للنجاة من الذبح الا ان ذلك لم يشفع لهم ولم ينجوا من الذبح الا الحامية الفاطمية التي فرت من المدينة ومن استطاع الهروب ومن اسر بعد المذبحة استخدم بتنظيف الجثث . افرغت المدينة من كل سكانها المسلمين ولم يسمح للنصارى الفارين بالعودة الى المدينة وجرى خلال حكم الفرنجة تغير للسكان كم ذكر ) حيث ذبح اوو طرد السكان الاصليون وسكن الفرنجة واستقدموا مسيحيون من الاردن للسكن معهم في المدينة وتغير عمراني حيث غيرت مباني اسلامية مثل قبة الصخرة اصبحت معبد الرب والمسجد القبلي (الاقصى)الى سكن لرهبان( فرسان الدودارية ) ودار العلم الى كنيسة سانت حنا لكن الاخيرة هدمت واعيد بنائها . وبنيت عدة كنائس جديدة في المدينة واعيد بناء كنيسة القيامة واصلحت اسوار المدينة. بينما بنى اخوه العادل الكاس داخل المسجد الاقصى اما ابن العادل الملك المعظم فبنى عدة مباني داخل القدس والمسجد الاقصى وجدد بعض ابواب وقناطر المسجد وشهدت تلك الفترة انشاء العديد من المدارس والمباني الصوفية كما اعيد بناء البيمارستان وبعد ان امر صلاح الدين بترميم الاسوار قام ابن اخيه المعظم عيس بهدم تحصينات المدينة.
نشأت مدينة القدس في العصر الحجري النحاسي 4500 ق.م كقرية تحولت في العهد الكنعاني (العصر البرونزي) حوالي 3000 ق.م الى مدينة. قامت على السفح الشرقي لجبل الظهور وتوسعت خلال العهد الكنعاني باتجاه الشمال .موقعها محصن جغرافيا حيث أنها محاطة بعدد من الوديان من جهة الشرق وادي قدرون (النار) والجهة الجنوبية وادي الربابة وزيد في تحصين المدينة بفضل السور المزدوج الذي كان يحيط المدينة في تلك الفترة .وكانت مدينة منيعة خاصة وان نبع جيحون يقع داخل أسوار المدينة ويمدها بما تحتاج من المياه.
نظام الحكم في المدينة كان يعتمد على النظام الدول المدينية (أي كل مدينة دولة مستقلة بحد ذاتها) يعيش سكان المدينة داخل الأسوار و يحيط بالمدينة منطقة زراعية حيث زرع وادي الربابة ووادي الجوز وكان المحصول الأساسي الزيتون والحبوب .كما اعتمدوا على تربية الحيوانات . كما تظهر البقايا الأثرية مثل الياقوت والعقيق المستوردة من خارج فلسطين بالإضافة الى النحاس والإسفلت والأواني الفخارية غير المحلية مما يدل على وجود تجارة داخلية وأخرى خارجية مع الدول المجاورة[1]
رغم معرفة الكنعانيين بالكتابة ألا انه لا توجد الكثير من الوثائق والكتابات التي تعود إلى ذلك العصر لتساعدنا في فهم طبيعة الحياة في تلك الفترة في القدس ألا انه من خلال الكتابات القليلة مثل تمثال اللعنات الذي وجد في مصر في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ولوح رقم 277 الذي وجد ضمن كتابات تل العمارنة بالإضافة إلى البقايا الأثرية التي وجدت على السفح الشرقي لجبل الظهور (منطقة وادي حلوة اليوم) نستطيع تكوين صورة عن المدينة .
كانت مدينة القدس يسودها النظام الدول المدينة أي أن المدينة دولة مستقلة بحد ذاتها لها حاكمها وجيشها وكانت تسمى مدينة اورسالم (أور معناها مدينة ،سالم يحمل معنى سلام وهو اسم اله الغروب عند الكنعانيين) وهو أقدم اسم معروف للمدينة كما سميت المدينة مدينة يبوس نسبة إلى القبيلة الكنعانية التي أسستها. وأقدم حاكم معروف لمدينة القدس هو عبدو حيبا الذي ورد اسمه في كتابات تل العمارنة حيث كان يطلب النجدة من الفراعنة ضد قبائل العبيروا الذين كانوا يهاجمون المدينة ومعنى كلمة العبيرو هو قطاع الطرق والخارجين على القانون وليس العبرانيون كما يحاول بعض المؤرخين اليهود تضليل القراء.
كانت المدينة مدينة متطورة بالنسبة إلى عصرها فهي تحتوي على بيوت مربعة مبنية من الحجر على نظام السلاسل بسبب الطبيعة الجغرافية للموقع قسمت البيوت إلى غرف احتوى بعضها على ( مراحيض كرسي ) واحتوت على أماكن للاستحمام وعثر في البيوت على العديد من الأختام التي تحمل الأسماء الكنعانية وعثر على نفقين ماء وأبراج تحصينية للإنفاق وسور مزدوج للمدينة وعلى قمة المدينة كان مبنى كبير يعتقد انه القلعة .
يذكر التوراة والعديد من المؤرخين المعتمدين على التوراة أن القدس وفلسطين تم احتلالها من قبل قبائل الأسرائلايت خلال العصر الحديدي ولكن لا يوجد أي دليل مادي تاريخي أو اثري على ذلك ( لتوسع في الموضوع يوجد دراسات حول هذه النقطة )
استمر تواجد الكنعانيين في مدينة القدس خلال العصر الحديدي ولم يحدث تغير جذري في المدينة.
في العام 701 ق.م تعرضت القدس إلى الغزو من قبل الأشوريون بقيادة سنحريب ألا أنهم فشلوا في احتلال المدينة حيث تفشى الطاعون بين جنود الأشوريون بالإضافة إلى حدوث تمرد في بلادهم الأمر الذي اضطرهم إلى الانسحاب. وتعرضت القدس إلى عدة حملات أخرى على يد نبوخذ نصر كان أخرها عام 587 ق.م حيث هدم أجزاء من المدينة وسبى الحكام كما كان يفعل في كل مدينة يقوم باحتلالها .
ولم تحظ مدينة القدس بأي أهمية خلال هذه الفترة حتى عام 538 ق.م حيث انتقل الحكم في العراق إلى الفرس الذين انتصروا على البابليين واستلم الحكم كورش الذي كان متزوج من يهودية تدعى ايستر و إرضاء لها أعطى اليهود حكم مدينة القدس ( أول وجود تاريخي مثبت لليهود في القدس ) ويعزو بعض المؤرخين سبب أعطاء حكم المدينة وأجزاء من فلسطين لليهود كونهم موالين للفرس حتى يكونوا خط الدفاع الأول ضد مصر . بقي معظم اليهود يقطنون بابل ولم يأتي منهم سوى عدد قليل ليكونوا الطبقة الحاكمة في المدينة ولم يؤثر ذلك في الطبيعة السكانية للمدينة او لفلسطين.
قاموا اليهود بعملية إعادة أعمار المدينة وتحصينها وبناء دور العبادة فيها حيث قادهم خلال تلك الفترة عزرا و من ثم نحميا استغرقت عملية أعادة الترميم في المدينة 53 يوما فقط. خلال فترة حكم عزرا ونحميا كتبت التوراة لأول مرة .وتبع هذه الفترة موجة من القلاقل والصراع السلطوي أكثر منه صراع عقائديا .
في العام 333 ق.م وصل إلى البلاد الاسكندر المقدوني ودخل مدينة القدس بشكل سلمي . أعطى الاسكندر المقدوني الحرية في الديانة. ألا أن هذه الحرية لم تستمر طويلا حيث توفي الاسكندر المقدوني وقسمت مملكته بين قواده الأربعة يهمنا منهم بطليموس وسلوقس الذين دار صراع طويل بينهم كانت فلسطين مسرحا لمعظم أحداثه .
في البداية كانت القدس تابعة للبطالسة 315-198 ق.م خلال هذه الفترة القصيرة عاشت مدينة القدس بشكل هادئ وتم أعادة بناء الأسوار وزاد عدد السكان في المدينة .
تعاون اليهود الموجودين في القدس مع السلوقين ضد البطالسه حتى انتقلت القدس ليد السلوقين ليبدآ عهد جديد في المدينة, حيث حاول السلوقيون فرض الديانة اليونانية على جميع السكان بما فيهم اليهود حيث كان يهتمون بدمج الشرق مع الغرب وفرض الحضارة اليونانية على الشرق.
ازدادت حدة هذه الإجراءات خلال حكم انتوخيوس الرابع وقد تعاون معه بعض اليهود في ذلك مقابل مبالغ مالية وقد اتبع عدد من اليهود وسكان المدينة العادات اليونانية بكاملها بينما رفض البعض الأخر ذلك.
انتهى عهد السلوقيين بالثورة المكابية ( الحشمونائية ) نسبة الى يهودا المكابي بن يوحنا قائد الثورة التي بدئت في منطقة السهل الساحلي عام 168 ق.م وانتهت عام 164 ق.م .
كان نتاج الثورة أقامة دولة على ثلث فلسطين وسيطر على الثلثين الآخرين الأنباط. اعترف السلوقين بحكم المكابين وتميزت هذه الفترة بنوع من الاستقلالية السياسية والإدارية مع نوع من التبعية للسلوقيين.
دخل بومبي إلى فلسطين عام 63 ق.م بعد أن قضى على السلوقين في سوريا ونظرا لحقد السكان على المكابين الذين أجبروهم على اعتناق الديانة اليهودية خاصة الادوميون تعاون السكان مع القائد الروماني بومبي على السيطرة على فلسطين .
ولم يحكمها الرومان خلال الفترة الأولى للحكم الروماني بشكل مباشر بل عن طريق حاكم موالي لروما.
في سنة 63 ق.م كانت القدس عاصمة لدولة اليهودية ثلثا سكانها تقريبا من اليهود فقد كان فيها من الانابط والادوميون وغيرهم من الشعوب فيها وفيما حولها .لكن بعد بومبي اختلف الامر حيث سمح لكل ان يختار الديانة التي يريد وسمح للمنفين العودة الى بلادهم مما اعاد التوازن السكاني وقلل من نسبة اليهود بين سكان القدس.
عندما قتل بومبي سنة 48 ق.م عين يوليوس قيصر الأمير الادومي المهود بالقوة انتربياتر حاكم أداريا على البلاد كنوع من المكافأة على المساعدة التي قدمها للرومان .
قسم انتربياتر عام 37 ق.م الحكم في فلسطين بين أولاده فصايل في الشمال وهيرودوس في الجنوب والقدس كانت مركز حكم الجنوب .
هيرودس استولى على حكم كل فلسطين بعد أن قام بتخلص من أخيه. وقد ساعده ماركوس انطونيوس صديقه في توطيد حكمه . يعد هيرودس من أعظم الحكام الذين مروا على فلسطين وأكثرهم اثر فهو باني سبسطية وقيصاريا ومسدا والعديد من المواقع الأخرى . وقد حول القدس إلى واحدة من أجمل المدن الرومانية حيث بنى المسارح والمعابد والقصور. كما اعتبر سياسة أرغام الشعوب المغلوبة على أمرها على قبول الشريعة اليهودية سياسة خاطئة ولم يتدخل في أديان الأقوام الذين كانوا تحت رعايته.لذا بنى العديد من المعابد للإلهة اليونان والرومان
وقد ازدهرت مدينة القدس بشكل كبير خلال فترة حكمه وكان احد أهم أسباب ازدهار مدينة القدس هو إيصال المياه إليها عن طريق قنوات من منطقة الخليل وبيت لحم. وأقامت البرك في القدس التي لا يزال بعضها قائم ومنها بركة ماميلا بركة الثعابين ( جورة العناب) بركة السنونو وبركة حسدا وبركة الأجراس . بالإضافة إلى التحصينات العسكرية وأهمها بناء القلعة وأبراجها الثلاثة احدها قائم حتى اليوم وهو برج فصايل ( المعروف باسم برج داود ) وبنى قلعة الانطونيا ( موقع مدرسة العمرية ).
مات هيرودس عام 4 ق.م قسم الرومان فلسطين بين ابناء هيرودس القدس كانت من نصيب هيرودس اغربيس (انتيباس) وفي عهده حدث الاحصاء المذكور بالانجيل
وخلال حكمه توسعت القدس إلى اكبر حجم لها على مر التاريخ حيث كانت أسوارها من الجهة الشمالية تصل حتى نهاية شارع صلاح الدين في القدس ومن الجنوب تضم سلوان ومن الجنوب الغربي تضم جبل صهيون وحي الثوري وحدوده من الشرق لم تتغير .
خلال حكم ابن هيرودس الكبير هيرودس اغربيس عاش كل من سيدنا زكريا عليه السلام في القدس وسيدنا يحيى ويذكر ان هيرودس اغربيس قطع راس نبي الله يحيى عليه السلام .وقتل سيدنا زكريا بالقدس بنفس اليوم .
تنازع الحكم بين ورثة هيرودس فرض على الرومان وضع حاكم منهم على المدينة.كان الحكام يحكمون فترة قصيرة يسمون الوكلاء ولكن بعدة فترة بات يعين الولاة لفترات اطول ومنهم بيلاطس النبطي الذي حكم مدة عشر سنوات .وخلال حكمه كانت زيارة المسيح.
في العام 30 م كانت الزيارة الأخيرة للسيد المسيح لمدينة القدس .خلال زيارته للمدينة تنبئ السيد المسيح بالدمار الذي سوف يحل على مدينة القدس ورفض الفساد الذي يحدث في المدينة ورفض البدع التي ادخلها اليهود على دينهم الأمر الذي أثار حنق اليهود ودبروا له مكيدة ليتم محاكمته , وأمر حاكم المدينة بيلاطس البنطي بالقبض على السيد المسيح وحسب الاعتقاد المسيحي تم القبض عليه يوم الخميس ليلا ومحاكمته وصلبه يوم الجمعة حيث مات على الصليب بنفس اليوم وانزل عن الصليب و غسل وكفن ودفن قبل دخول السبت وقام من القبر ليجوب البلاد أربعين يوما وصعد إلى السماء من جبل الزيتون .( الاعتقاد الإسلامي لم يصلب ولم يموت)ومع موته بدئت الديانة المسيحية في القدس.
ازدادت القلاقل والثورات في القدس الأمر الذي أثار حفيظة الرومان خاصة الثورة التي قامت عام 66 م فقدم طيطوس على رأس الجيش لإخماد الثورة واكمال المعركة التي بدئها ابوه الامبراطور بفسباسيان. ووصل مدينة القدس عام 70م حيث كان للمدينة في ذلك الوقت ثلاث أسوار، حطم الأول منها بشكل سريع بينما توقف زحف تيطوس عند السور الثاني لكن ليس لفترة الطويلة، حيث دخل إلى المدينة ودمرها بالكامل ولم يترك منها سوى الأبراج الثلاثة في غرب المدينة، حيث اسكن فيهم جزء من الفيلق العاشر في الجيش الروماني ، وهو نخبة الجيش الروماني، وأمر بمنع سكن اليهود في القدس بعد ذلك .
امضى تيطس شهرا في القدس ودمر المدينة واعطى الاوامر بان تسوى المدينة كلها بالأرض بقيت المدينة مهدمة حتى عام 130م حين ظهر القيصر هدريانوس الذي سعى إلى توحيد الإمبراطورية الرومانية من حيث الاعتقاد و الأفكار وذلك من خلال البناء. فخرج برحلة استمرت 7 سنين أتى خلالها إلى مدينة القدس ،ووضع مخطط لبنائها على النظام الشبكي، خطوط طول وعرض مثل الشطرنج ، وأطلق عليها اسم ايليا كابتولينا . ايليا نسبة إلى اسم عائلته وكابتولينا نسبة الى جبل إلهة روما .
نظرا لطبيعة الجغرافية لمدينة القدس تم التغير في نظام البناء ووضع شارعين رئيسيين سمي الأول كاردوا أي القلب وهو اليوم موازي لخط سوق باب خان الزيت والثاني سكيندوا كاردوا أي القلب الثاني وهو حي الواد اليوم وديكموانس امتد من غرب المدينة بالقرب من القلعة حتى شرق المدينة.
رفع هدريانوس شعاره في القدس ( لا ديانة ألا ديانة روما ولا اله ألا اله روما ) لذا حاول القضاء على أي شيء يتعلق بالديانات الأخرى فبنى معبد كبير الإله مكان الاقصى اليوم ومكان صلب السيد المسيح ( كانت الديانة المسيحية لا تزال سرية ) بنى معبد للإلهة افروديت ومكان معجزة السيد المسيح أشفاء المرضى أقام معبد اله الشفاء .
حاول اليهود خارج القدس القيام بثورة بقيادة باركوخبا ألا أن هذه الثورة فشلت فشلا ذريعا وعلى أثرها اصدر هدريانوس أمر تأكيد بطرد اليهود من القدس ومحيطها ومنعهم من السكن فيها . نص المرسوم الذي اصدره هدريانوس ” يحظر على جميع الأشخاص المختونين أن يدخلوا إلى منطقة ايليا كابتولينا لو يقيموا فيها وكل من يخالف هذا الحظر سيعاقب بالموت ” لكن الشعوب السامية جميعا تختن لذا كان هناك استثناءات من المرسوم وهو كان موجه فقط ضد اليهود.
رغم محاولات إلغاء الديانات الأخرى إلى أن الديانة المسيحية أخذت تنتشر بين الناس وزاد بطش الرومان بمعتنقيها خاصة القيصر ديوكلطيانوس الذي لقب بصانع المرتير ( الشهيد ) لكثرة من قتل من المسيحيين الذين أصبح الناس يتعاملون معهم كقديسين . ورافق هذه الإحداث الضعف الاقتصادي لدى الرومان حتى ظهر قيصر جديد هو قسطنطين .
خاض قسطنطين العديد من الحروب داخل مملكته المقسمة وحروب مع الجرمانيين وقبائل الهندو أوروبية . أعلن الديانة المسيحية عام 326م ديانة رسمية في الإمبراطورية البعض يعزو ذلك إلى حلم راوده والبعض الأخر يعزو إلى كون أمه هيلانه قد اعتنقت الديانة المسيحية بينما يعزو البعض ذلك إلى حنكته السياسية وتماشيه مع أرادة الشعب.
وصلت هيلانة إلى مدينة القدس عام 330 م وقامت ببناء كنيسة القيامة وكنيسة الصعود وتثبيت الإمكان التي لها علاقة بالسيد المسيح وتدافع المسيحيين من كل مكان للقدوم إلى المدينة .وتحولت مدينة القدس من مدينة صغيرة إلى مدينة عظيمة الأهمية مليئة بالرهبان والراهبات وكانت الصلوات العامة بالقدس تقام باللغة اليونانية وتترجم إلى الآرامية .
كانت سياسة قسطنطين اتجاه اليهود هي نفس سياسة هدريانوس فلم يكن يسمح لهم بالعيش في القدس.
حدث انقطاع في هناء الديانة المسيحية زمن يوليانوس الذي حاول أعادة الناس الى الديانة الرومانية القديمة وحاول أعادة اليهود الى القدس لكنه مات بعد شهرين من توليه الحكم واستلم الحكم إمبراطور مسيحي أرثوذكسي ليعيد الأمور الى نصابها مرة أخرى .
انتخب عام 428 أسقف لمدينة القدس هو يوفنال الذي اراد ان يكون بطريرك وليس أسقفا وقد عرض طلبه على مجمع افيسوس ولكن المجمع رفضه وبعد ذلك في سنة 438م حضرت إلى القدس للحج الإمبراطورة افودوكيا التي كان من شانها أن تغدو خصما ليونفال طيلة ثلاثة عشر عاما لقد احبت افودوكيا القدس وعندما نشب خلاف بينها وبين أسرتها عام 444م وخصوصا مع أخت الإمبراطور بلخريا نفيت افودوكيا إلى القدس ونظرا لرتبتها فقد حكمت فلسطين .
ومنذ البداية والى حد بعيد بسبب خلافها مع بلخريا عارضت الرأي البيزنطي الرسمي في المذهب المتنازع عليه وأيدت استقلال الحركة التي شملت عددا كبيرا من الرهبان في جميع انحاء سوريا وفلسطين وكانت كريمة للغاية في معاملتها للمسيحيين وقد سارت على خطى هيلانة في بناء الكنائس في القدس فبنت كنيسة الهجيا زيون على جبل صهيون بالإضافة إلى العديد من الكنائس الأخرى خارج المدينة.كما بنت العديد من النزل والأديرة وينسب لها ترميم أو بناء أسوار القدس في تلك الفترة.
وفي سنة 451 انعقد مجمع دولي اخر للأساقفة دعت اليه بلخريا في خلقدونية وكان من منجزاته الصغيرة ان مطالبة يوفينال بان يصبح بطريركا تكللت بالنجاح وتم خيانة المذهب الذي تتبعه افودوكيا والذين يقولون بطبيعة واحدة للمسيح ردا على ذلك عينت افودوكيا أسقف في القدس هو ثيودوسيوس ولم يستطع يوفينال ان يدخل القدس .
وعندما توفي الأسقف ثيودسيوس في سنة 457 نظرت افودوكيا الى الفوضى السائدة في الكنيسة . وإذا لم تدر ماذا تفعل فقد كتبت إلى أقدس رجل عرفته وهو القديس سيميون ستيليس الذي كان يعيش فوق عاموده قرب انطاكيا ، وطلبت منه معلما فأجابها القديس بارسال افتيموس الذي كان له بالغ الأثر على افودوكيا فتصالحت مع البطريرك الأرثوذكسي الذي خلف يوفنال انسطاسيوس . وأخر عمل قامت به افودوكيا هو بناء كنيسة القديس اسطفان على بعد 350 م من باب العامود وانتهى العمل في المبنى سنة 460م وأودعت فيه بقايا القديس اسطفان وماتت افودوكيا بعد ذلك بوقت قصير ودفنت أيضا في الكنيسة .
وكان أخر من بنى الكنائس في القدس القيصر جوستنيان الذي انطلق انطلاقة دينية عسكرية عندما دمر السمرة بعض الكنائس في نابلس فقام ببناء العديد من الكنائس أهمها في القدس كنيسة النيا وقام بترميم الكنائس القديمة ودمرت كنيسته في القدس بفعل الزلزال. وضم مجمع الكنيسة مستشفيين يحتويان على مئة سرير للحجاج المرضى ومائة أخرى للسكان المحلين وهي أخر كنيسة تظهر على خريطة مادبا التي وضعت عام 575م .
في عام 614 م انتصر الفرس على بيزنطة واحتلوا القدس ودمروا كل كنائس وقتل ما يقارب 10 ألف راهب وآلاف السكان (33877 قتيل ) وكلهم دفنوا في مقبرة مأمن الله وبيع العديد من السكان كعبيد واستولى الفرس على الصليب المقدس وأخذوه معهم إلى النينوى . وبعد سبع سنين وبخدعة عسكرية استطاع هرقل الانتصار على الفرس والوصول حتى عاصمتهم النينوى وعقد اتفاقية سلام نصت على عودة الحدود إلى مكانها وإعادة الأسرى والصليب المقدس فحمل هرقل الصليب وهو عاري القدمين وعاد به إلى القدس ثم نقله إلى القسطينطينة وقام بإعادة بناء كنيسة القيامة وكنيسة الصعود لكنه لم يعيد بناء باقي الكنائس ولم يسعفه الوقت لذلك حيث أن الجيوش الإسلامية بدئت في الوصول إلى بلاد الشام عام 636م
وقد حظيت القدس باهتمام المسلمين الفوري نظرا لاهميتها الدينية لديهم . فزارها الخليفة عمر بن الخطاب واعطى اهلها العهدة العمرية وبداء تعريب المدينة وتوافد الصحابة رضوان الله عليهم حيث دفن منهم تسع داخلها . وبني اول مسجد داخل المدينة بالجزء الجنوبي الغربي من المسجد الاقصى وكان مبنى من الخشب .
العصر الاموي كان العصر الذهبي لمدينة القدس لما اولها الخلفاء الاموين من اهتمام منذ عهد معاوية بن ابي سفيان واخذ بيعته فيها كما فعل من بعده كل من عبد الملك بن مروان وسليمان بن عبد الملك .
الا ان اعظم مأثر بني امية هي الابنية التي انشئوها حيث قام عبد الملك ببناء قبة الصخرة عام 691م واتم ابنه الوليد بناء المسجد القبلي (الاقصى)سنة708م كما بنى خارج ساحات الاقصى من الجهة الجنوبية الغربية ستة قصور ويثبت ان الوليد هو من قام بالبناء المسجد القبلي والقصور من خلال رسائل قرة بن شريك امير مصر الاموي(708م-714م) التي طلب فيها عمال وصناع لعملية البناء في القدس .
كما تم خلال العهد الاموي تعبد الطرق المؤدية الى مدينة القدس وأنشاء دار سك نقود وحملت النقود اسم ايلياء واهتموا باوضاع سكانها وتحسين معيشتهم .
استمر في العهد العباسي الاهتمام بالقدس باعتبارها مدينة اسلامية مقدسة وزارها كل من الخليفة ابو جعفر المنصور والخليفة المهدي وقام كل من الاثنين باعادة بناء الجامع القبلي(الاقصى) في المسجد الاقصى حيث تعرض للهدم نتيجة للزلازل التي ضربت المدينة اما الخليفة المامون فاجرى ترميمات على قبة الصخرة ووضع اسمه كباني للقبة الصخرة( ونسي العمال تغير تاريخ البناء ) وامر الخليفة المقتدر بصنع ابواب لقبة الصخرة . كما ينسب للعباسيين بناء البوائك من دعمات حجرية حول صحن قبة الصخرة .
حكمت فلسطين خلال ضعف الخلافة العباسية من الطولونيون 807م ثم تبعهم الاخشيديون 940 م حيث حرص الامراء الاخشيديون على ان يدفنوا داخل مدينة القدس .
وصل الفاطميون(مذهبهم شيعي ) الى القدس بالمرة الاولى عام 969-1070م والثانية 1098-1099م وبينهم حكم الاتراك السلاجقة (مذهبهم سني شافعي ) وقد كانت فترة اضطراب وعدم استقرار نظرا لصراعهم على بلاد الشام مع العباسيين والقرامطة والسلاجقة . ورغم اختلافهم المذهبي مع اهل بلاد الشام الا ان ذلك لم يمنعهم من الاهتمام بمباني المسجد الاقصى (الجامع القبلي وقبة الصخرة ) بعد الزلازل التي ضربتهم. حيث قام الظاهر عام1022م اعادة بناء الجامع القبلي وحذف أربعة اروقة من كل جانب اما الواجهة الشمالية من نفس المبنى جددها المستنصر عام 1099م كما انشاء بالمدينة خلال العصر الفاطمي البيمارستان ودار العلم والتي كانت بموقع كنيسة سانت حنا .
في اوائل حزيران عام 1099م وصلت قوات الفرنجة الى اسوار مدينة القدس وبداوا حصارها الذي انتهى بعد اربعين يوما بسيطرة على المدينة التي كانت تعج بعشرات الاف من السكان الذين لجاء اغلبهم اليها هربا من جيوش الفرنجة وتبع ذلك مذبحة للرجال والنساء والاطفال والتجاء البعض الى المسجد الاقصى للنجاة من الذبح الا ان ذلك لم يشفع لهم ولم ينجوا من الذبح الا الحامية الفاطمية التي فرت من المدينة ومن استطاع الهروب ومن اسر بعد المذبحة استخدم بتنظيف الجثث .
افرغت المدينة من كل سكانها المسلمين ولم يسمح للنصارى الفارين بالعودة الى المدينة وجرى خلال حكم الفرنجة تغير للسكان
(كم ذكر ) حيث ذبح اوو طرد السكان الاصليون وسكن الفرنجة واستقدموا مسيحيون من الاردن للسكن معهم في المدينة وتغير عمراني حيث غيرت مباني اسلامية مثل قبة الصخرة اصبحت معبد الرب والمسجد القبلي (الاقصى)الى سكن لرهبان( فرسان الدودارية ) ودار العلم الى كنيسة سانت حنا لكن الاخيرة هدمت واعيد بنائها .وبنيت عدة كنائس جديدة في المدينة واعيد بناء كنيسة القيامة واصلحت اسوار المدينة.
استمرت سيطرة الفرنجة على مدينة القدس حتى عام 1187 م بوصول صلاح الدين الايوبي فبداء عملية اعادة الطابع الاسلامي للمدينة فبدء بالمسجد الاقصى حيث ازال بعض الاضافات التي وضعت بساحات واعاد الجامع القبلي وقبة الصخرة الى حالهم الاصلي ووضع منبر نور الدين زنكي في الجامع القبلي واعاد دار العلم (كنيسة حنا )الى مدرسة سنية .بينما بنى اخوه العادل الكاس داخل المسجد الاقصى اما ابن العادل الملك المعظم فبنى عدة مباني داخل القدس والمسجد الاقصى وجدد بعض ابواب وقناطر المسجد وشهدت تلك الفترة انشاء العديد من المدارس والمباني الصوفية كما اعيد بناء البيمارستان وبعد ان امر صلاح الدين بترميم الاسوار قام ابن اخيه المعظم عيس بهدم تحصينات المدينة. بينما قام الملك الكامل ابن الملك العادل عام 1229بتسليم مدينة القدس الى الفرنجة حيث دفعت القدس لمرات متتالية ثمن صراع العائلة الايوبية على الحكم حتى وصول الملك الصالح نجم الدين ايوب الذي ارسل قبائل الخورازمين الى القدس ليكون التحرير النهائي من الصليبين كما كان موته لصالح ايذانا بنهاية الفترة الايوبية وبداية الفترة المملوكية .
استمر التطوير للمدينة خلال العهد المملوكي الذي دام ما يقارب 260 عام (1253-1516م ) فشهد قيام العديد من المؤسسات الدينية والعلمية التي اعطت المدينة شكلها المملوكي الظاهر الى اليوم . اما المسجد الاقصى فشهد عدة ترميمات على يد المماليك امثال الظاهر بيبرس وزين الدين كتبغا والناصر محمد والظاهر برقوق والظاهر جقمق والاشرف قيتباي والسلطان لاجين والسلطان شعبان والسلطان حسن والاشرف ينال وغيرهم .كما اهتم المماليك بتزويد القدس بالماء واعادة تعمير قناة المياه الواصلة من العروب
كما شهدت المدينة انتعاش اقتصادي ويشير الى ذلك بناء عشرين خان اشهرها خان السلطان برقوق
حكم العثمانيون مدينة القدس اربعمائة عام تقريبا من نهاية عام 1516م -1917 م وكانت حظوة المدينة عند السلطان سليمان القانوني الذي اعاد بناء الاسوار ورمم القلعة والمسجد الاقصى ( الجامع القبلي وقبة الصخرة )وعمر قناة المياه والبرك وبنا التكية بالاضافة الى عدد كبير من المنشئات العامة واسبلة المياه .
ورغم تراجع قوة الدولة العثمانية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين الا ان اعمال الترميم والعناية في المسجد الاقصى ورعاية الاماكن المقدسة والشؤون الدينية لم تتأثر . و قد شهد القرن التاسع عشر عملية ترميم وتعمير واسعه داخل المسجد الاقصى كما استمر الاهتمام بالأماكن والطرق الصوفية .كما شهد ظهور اول بلدية لمدينة القدس عام 1863م .
تغلغل النفوذ الاوروبي بالقدس كما تغلل بالدولة العثمانية وزاد شعور المقدسين بالخطر خاصة من الحركة الصهيونية وانتشرت المباني الاوروبية وظهرت اول مستعمرة صهيونية بالقدس والتي تسمى اليوم حي منتفيوري .
انتهى حكم العثمانيين عام 1917 م واستلم البلاد الانتداب البريطاني الذي عمل جهدا على توطين واتحات المجال الى الحركة الصهيونية لتحقيق حلمها بإقامة دولة اسرائيل واحتلال المدينة المقدسة
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
المدة القانونية للعمل في الوظيفة العمومية في الجزائر هي مجموع ساعات العمل التي يحددها القانون والتي ...
Friendship To have a true, faithful friend is to seize the whole world. Friends are worthy of respec...
تطور انتاج النفط في العالم بين 1980 و 2022 ليمر من 3215 مليون طن الى 4407 مليون طن حسب المناطق يتفاو...
*Last week*, I *visited* my *family*. We *went* to the park and *saw* many beautiful flowers. ...
مبررات استخدام التدريس المصغر في برامج أعداد المعلم أكدت تقارير من نظامة الممتحدة للتربية والثقافة و...
2 أنواع الأقمار الصناعية يمكن تصنيف أنواع الأقمار الصناعية حسب الوظيفة والهدف من إطلاقها إلى: • أقما...
Definition of Society • society: A group of people who live in a defined geographic area, who intera...
الفكر الليب ا رلي الجديد ) النيوليب ا رلية( في منتصف السبعينيات أخذ الفكر الكينزي منحى معاكسا فبعد أ...
بعد الانتصار الكبير الذي أحرزه السلطان صلاح الدين الايوبي في معركة حطين الموقعه الفاصله في التاريخ ا...
المطلب الاول: تعريف الترقية وأهميتها من أهم المزايا الوظيفية التي يسعى إليها الموظف العام هي الترقية...
في قرية أفونليا الهادئة، حيث كانت السيدة ريتشيل ليند بمثابة العين الساهرة التي لا يغفل لها جفن، كانت...
يشمل الزي التقليدي للرجل عدة قطع:[٣] قميص طويل يسمى جلابية: في مناطق عديدة في مصر تم اعتماد قميص طوي...