Online English Summarizer tool, free and accurate!
يَتَّفِقُ الصَّرْفيُّون على أرْبعةٍ منها، والأمْرانِ الآخَرانِ مُختلَفٌ فيهما؛ فأمَّا ما يَتَّفِقون عليه فهُو:
الأوَّلُ: الاشْتقاقُ (الأصْلُ)،ناءَ يَنَاء) مَقْلوبُ (نأى يَنْأى)؛ فيكونُ وَزْنُ (ناءَ يَناءُ) (فَلَعَ يَفْلَعُ) . فإنَّ التَّوجُّهَ والمُواجَهةَ والتَّوجيهَ والوَجَاهةَ يدُلُّ على أنَّ الكَلِمةَ مَقْلوبةٌ، ويكونُ (جاه) على وَزْنِ (عَفَل). فإِنَّ ورودَ مُفْرَدِه -وهو قَوْسٌ، ورَجُلٌ مُتقوِّسٌ-دلَّ على أنَّ أصْلَه (قُوُوس) ووَزْنُها (فُعُول)، ثُمَّ نُقِلتِ اللَّامُ إلى مَوضِعِ العَينِ، ثُمَّ غُيِّرتْ حَرَكةُ القافِ (الضَّمَّةُ) إلى الكسْرةِ إتباعًا، فإنَّ التَّوحيدَ والوَحدةَ والتَّوحُّدَ يدُلُّ على أنَّ أصْلَه (واحِد)، ثُمَّ نُقلتِ الفاءُ (الواو) لِمَوضعِ اللَّامِ (الدَّال)، ولا يُمكِنُ الابتداءُ بالألِفِ،الثَّاني: التَّصحيحُ معَ وُجودِ مُوجِبِ الإعْلالِ، فإِنَّ تَصحيحَه معَ وُجودِ مُوجِبٍ لإعْلالِ الياءِ، وهُو تَحريكُها وانْفِتاحُ ما قبلَها -دَليلٌ على أنَّه مَقْلوبُ (يَئِسَ)، فيكونُ أيِسَ على وَزْنِ (عَفِلَ)، ويُعرَفُ القَلْبُ هنا أيضًا بأصْلِه،الثَّالِثُ: نُدْرَةُ الاسْتعمالِ، جمعِ رِئْمٍ -وهُو الظَّبْيُ- مَقْلوبِ (أَرْآم)، وعُرِف القَلْبُ مِن نُدْرَةِ اسْتعمالِ (آرام) وكَثْرةِ اسْتعمالِ أرآمٍ، قُدِّمتِ العَينُ (الهَمْزةُ الثَّانيةُ) في مَوضِعِ الفاءِ، ويُمكنُ أنْ يُقالَ: إنَّ عَلامةَ القَلْبِ هُنا وُرودُ الأصْلِ،ذكَر سِيبَوَيهِ عَلامةً أخْرى للقلْبِ، وهَيَ ألَّا تأتيَ الكَلِمةُ المَقْلوبةُ إلَّا مع حُروفٍ زائِدةٍ، فيكونُ المُجَرَّدُ مِنَ الزَّوائِدِ هو الأصْلَ، وعلى ذلك حَكَم سِيبَوَيهِ في (اطمأنَّ وطأمنَ) أنَّ الأصْلَ فيهما طأمَنَ، لأنَّ الزِّيادةَ تُضعِفُ الكَلِمةَ، والكَلِمةُ إذا لَحِقها ضَعْفٌ أسرَع إليها ضعْفٌ آخَرُ، إذْ رأى أنَّ اطمأنَّ هي الأصْلُ؛ويَختلِفُ الصَّرْفيونَ في أمْرينِ:
1- أنْ يؤدِّيَ ترْكُ القَلْبِ إلى اجْتِماعِ هَمْزتينِ، وذلك عندَ الخَليلِ بنِ أحْمدَ،أ- في الجَمْعِ الأقْصى لمُفْرَدٍ لامُه هَمْزةٌ قبلَها مدٌّ، فلو لم نَقُلْ بِالقَلْبِ المَكانيِّ، لانْقلَبتِ الياءُ هَمْزةً كما في صَحائِفَ؛ ما يؤدِّي لاجْتِماعِ هَمْزتَين، فيَفِرُّ الخَليلُ مِنِ اجْتِماعِ الهَمْزتَين بالقَولِ بِالقَلْبِ المَكانيِّ، وذلك حتَّى لا يَتوالى إعْلالانِ كما هو رأيُ سِيبَوَيهِ والجُمْهورِ؛ إذْ يَروْن أنَّ الياءَ تُقلَبُ هَمْزةُ أوَّلًا، فتَصيرُ (خطائِئ) بهَمْزتين، وهُو ما وصَل إليه الخَليلُ عن طَريقِ القَلْبِ المَكانيِّ مُتفادِيًا تَواليَ إعْلالَين، ثُمَّ يَشْتركُ الخَليلُ وسِيبَوَيهِ في سائِرِ الخُطواتِ وُصولًا إلى (خَطايا)، وعلى ذلك يكونُ وَزْنُ خَطايا عندَ الخَليلِ -وعلى رأيِه الكُوفِيُّونَ- (فَعَالَى)، ووَزْنُها عندَ سِيبَوَيهِ والجُمْهورِ (فَعَائِل)، ويَرجَحُ رأيُ الجُمْهورِ لأنَّه قد ثبَت عنِ العَربِ النُّطقُ بالهَمْزتَينِ في قولِهم: غفَر اللهُ خطائِئَه .ب- في اسمِ الفاعِلِ مِنَ الأجْوفِ الثُّلاثيِّ المَهْموزِ اللَّامِ،القَلْبُ فيها بأنْ تُقلَبَ اللَّامُ في مَوضِعِ العَينِ، فلا يَحدُثُ الْتقاءٌ للهَمْزتَين؛ ويكونُ الوَزْنُ (فالِع) ثُمَّ (فالٍ)، والَّذي دفَعه للقَولِ بِالقَلْبِ المَكانيِّ الفِرارُ مِن كَثْرةِ التَّغييراتِ وتَوالي إعْلالَين كما في مَذْهبِ سِيبَوَيهِ الَّذي يقلِبُ الياءَ في (جايِئ) هَمْزةً كما في قائِل وبائِع، ويكونُ وَزْنُ الكَلِمةِ (فاعِل) ثُمَّ (فاعٍ) .وقد أيَّد رأيَ الخَليلِ كَثيرٌ مِنَ النُّحاةِ كأبي عليٍّ الفارِسيِّ ، وابنِ عَقيلٍ وأجازَه سِيبَوَيهِ، فقال: (إنَّ كِلا القولَينِ حَسَنٌ جَميلٌ) ، وأيَّد مَذْهبَ سِيبَوَيهِ ابنُ مالِكٍ ،والرَّاجِحُ: أنَّ كِلا القَولَين جَميلٌ، كما ذكَر سِيبَوَيهِ، وإلى هذا ذهَب المُبرِّدُ وابنُ جِنِّي وأبو حيَّانَ .ج- في جَمْعِ اسمِ الفاعِلِ مِنَ الأجْوفِ الثُّلاثيِّ المَهْموزِ، مِثْلُ: جَواءٍ (فَواعِل) جمْعُ جائِية.فقدْ ذهَب الخَليلُ إلى أنَّ أصْلَ جَواءٍ: (جَوَايئٌ)، قُلِبتِ اللَّامُ في مَوضِعِ العَينِ؛ فصارتْ (جَوائِي) بوَزْنِ (فَوَالِع)، ثُمَّ عُومِل مُعامَلةَ (قاضٍ): (جَواءٍ) بوَزْنِ (فَوَالٍ)، أمَّا سِيبَوَيهِ فلا يَقولُ بِالقَلْبِ، وإن أدَّى لاجْتِماعِ هَمْزتَين -وهُو ما فرَّ منه الخَليلُ- إنَّما يَرَى أنَّ أصْلَ جَوَاءٍ: (جَوايِئ) أُبدِلتِ الياءُ هَمْزةً؛ فصارت: (جوائِئ)، فاجْتمَعتْ هَمْزتانِ فأُبدِلتِ الثَّانيةُ ياءً؛ فصارت: (جَوائِي) بوَزْنِ (فَواعِل)، ثُمَّ جرَت مَجْرى قاضٍ: جَواءٍ بوَزْنِ (فَوَاعٍ).والرَّاجِحُ ما ذهَب إليه سِيبَوَيهِ، وهُو ما ذهَب إليه الجُمْهورُ .2- أنْ يُؤدِّيَ ترْكُ القَلْبِ إلى المَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ بِلا عِلَّةٍ، وأتى ذلك في كَلِمةٍ واحِدةٍ، وذلك على مَذْهبِ الخَليلِ وسِيبَوَيهِ، فإنَّنا لو لم نقُلْ بِقَلْبِها، للزِمَ منعُ (أفْعَال/ أَشْيَاء) مِنَ الصَّرْفِ من دونِ علَّةٍ؛ إذْ جاءتْ مَمْنوعةً مِنَ الصَّرْفِ في قولِه تعالى: لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ [المائدة: 101] ، فرأى الخَليلُ وسِيبَوَيهِ أنَّ أشْياءَ أصْلُها: شَيْئَاء (فَعْلَاء) مِن لفْظِ شَيءٍ، وهُو اسمُ جمْعٍ كقَصْبَاء وطَرْفَاء، فقُدِّمتِ الهَمْزةُ (لامُ الكَلِمةِ) في مَوضِعِ الفاءِ، فصار أشْياءَ على وَزْنِ لَفْعَاءَ، فَمُنِعتْ مِنَ الصَّرْفِ بالنَّظرِ إلى الأصْلِ،ومَنْ لم يَقُلْ بِالقَلْبِ في (أشياء) ذهَب مَذْهبَين:
مَذْهبُ الكِسائيِّ ويرى أنَّها أفْعالٌ جَمْعُ شَيءٍ.ومَذْهبُ الفَرَّاءِ والأخْفَشِ أنَّها (أفْعِلاء) والأصْلُ (أشْيِئَاء) فحُذِفتِ اللَّامُ (الهَمْزة)، ويُخالِفُ أبو الحَسنِ الفرَّاءَ في وَزْنِ (شيءٍ)؛ فأبُو الحَسنِ يَرى أنَّه (فَعْلٌ) كبَيْتٍ، والفَرَّاءُ يَرَى أنَّه مُخفَّفٌ مِن (فَيْعِل)، فخُفِّف كما خُفِّف (هيِّن وميِّت)، فقالوا: (هَيْنٌ ومَيْتٌ) .
.يُعرَفُ القَلْبُ بسِتَّةِ أمورٍ؛ يَتَّفِقُ الصَّرْفيُّون على أرْبعةٍ منها، والأمْرانِ الآخَرانِ مُختلَفٌ فيهما؛ فأمَّا ما يَتَّفِقون عليه فهُو:
الأوَّلُ: الاشْتقاقُ (الأصْلُ)، مِثْلُ:
(ناءَ يَنَاء) مَقْلوبُ (نأى يَنْأى)؛ إذِ المَصْدَرُ هو النَّأيُ لا النَّيء، جعَلنا اللَّامَ في مَوضِعِ العَينِ، فيكونُ وَزْنُ (ناءَ يَناءُ) (فَلَعَ يَفْلَعُ) .
وكما في (جاه)، فإنَّ التَّوجُّهَ والمُواجَهةَ والتَّوجيهَ والوَجَاهةَ يدُلُّ على أنَّ الكَلِمةَ مَقْلوبةٌ، وأنَّ أصْلَه (وَجه)، ويكونُ (جاه) على وَزْنِ (عَفَل).
وكما في قِسِيٍّ، فإِنَّ ورودَ مُفْرَدِه -وهو قَوْسٌ، قوَّسَ الشَّيخُ واسْتقوسَ، ورَجُلٌ مُتقوِّسٌ-دلَّ على أنَّ أصْلَه (قُوُوس) ووَزْنُها (فُعُول)، ثُمَّ نُقِلتِ اللَّامُ إلى مَوضِعِ العَينِ، فأصْبحتْ (قُسُووٌ)، ثُمَّ قُلِبتِ الياءُ المُتَطرِّفةُ ياءً، فصارت (قُسُويٌ)، ثُمَّ اجْتَمعت الواوُ والياءُ، والسَّابِقُ منهما ساكِنٌ، فقُلِبتِ الواوُ ياءً وأُدغِمتْ في الياءِ، وكُسرتِ السِّينُ لِتُناسِبَ الياءَ، فأصبحتِ (القُسِيَّ)، ثُمَّ غُيِّرتْ حَرَكةُ القافِ (الضَّمَّةُ) إلى الكسْرةِ إتباعًا، فصارت (قِسِيًّا)، ووزنُها (فُلُوع).
وكما في حادِي أيضًا، فإنَّ التَّوحيدَ والوَحدةَ والتَّوحُّدَ يدُلُّ على أنَّ أصْلَه (واحِد)، ثُمَّ نُقلتِ الفاءُ (الواو) لِمَوضعِ اللَّامِ (الدَّال)، ولا يُمكِنُ الابتداءُ بالألِفِ، فقدَّمنا عليها الحاءَ، فصارتْ (الحادو)، ثُمَّ قُلِبتْ الواوُ ياءً، لانْكسارِ ما قبلَها، فصارتِ (الحادِي)، ووَزْنُها (عَالِف).
الثَّاني: التَّصحيحُ معَ وُجودِ مُوجِبِ الإعْلالِ، كما في أَيِسَ، فإِنَّ تَصحيحَه معَ وُجودِ مُوجِبٍ لإعْلالِ الياءِ، وهُو تَحريكُها وانْفِتاحُ ما قبلَها -دَليلٌ على أنَّه مَقْلوبُ (يَئِسَ)، فيكونُ أيِسَ على وَزْنِ (عَفِلَ)، ويُعرَفُ القَلْبُ هنا أيضًا بأصْلِه، وهُو اليَأسُ.
الثَّالِثُ: نُدْرَةُ الاسْتعمالِ، كآرَامٍ؛ جمعِ رِئْمٍ -وهُو الظَّبْيُ- مَقْلوبِ (أَرْآم)، وعُرِف القَلْبُ مِن نُدْرَةِ اسْتعمالِ (آرام) وكَثْرةِ اسْتعمالِ أرآمٍ، ووَزْنُ أرْآم: أفْعَال، قُدِّمتِ العَينُ (الهَمْزةُ الثَّانيةُ) في مَوضِعِ الفاءِ، وسُهِّلَتْ، فصارتْ: آرام، بوَزْنُ: أعْفال، ومثلُه آراءٌ، بِدَليلِ أنَّ مُفْرَدَه (رأي)، ويُمكنُ أنْ يُقالَ: إنَّ عَلامةَ القَلْبِ هُنا وُرودُ الأصْلِ، وهُو رِئْم ورَأي .
تَنبيهاتٌ:
ذكَر سِيبَوَيهِ عَلامةً أخْرى للقلْبِ، وهَيَ ألَّا تأتيَ الكَلِمةُ المَقْلوبةُ إلَّا مع حُروفٍ زائِدةٍ، فيكونُ المُجَرَّدُ مِنَ الزَّوائِدِ هو الأصْلَ، وعلى ذلك حَكَم سِيبَوَيهِ في (اطمأنَّ وطأمنَ) أنَّ الأصْلَ فيهما طأمَنَ، وليس الأصْلُ اطمَأنَّ؛ لأنَّ الزِّيادةَ تُضعِفُ الكَلِمةَ، والكَلِمةُ إذا لَحِقها ضَعْفٌ أسرَع إليها ضعْفٌ آخَرُ، وهو القَلْبُ، وخالَفه في ذلك الجَرميُّ؛ إذْ رأى أنَّ اطمأنَّ هي الأصْلُ؛ لأنَّ المَصْدَرَ الاطْمِئنانُ .
ويَختلِفُ الصَّرْفيونَ في أمْرينِ:
1- أنْ يؤدِّيَ ترْكُ القَلْبِ إلى اجْتِماعِ هَمْزتينِ، وذلك عندَ الخَليلِ بنِ أحْمدَ، ويَتحقَّقُ في مَسائِلَ ثَلاثٍ، وهِيَ:
أ- في الجَمْعِ الأقْصى لمُفْرَدٍ لامُه هَمْزةٌ قبلَها مدٌّ، مِثْلُ: خَطايا.
إذِ الأصْلُ في خطايا: خطايِئ، فلو لم نَقُلْ بِالقَلْبِ المَكانيِّ، لانْقلَبتِ الياءُ هَمْزةً كما في صَحائِفَ؛ ما يؤدِّي لاجْتِماعِ هَمْزتَين، فيَفِرُّ الخَليلُ مِنِ اجْتِماعِ الهَمْزتَين بالقَولِ بِالقَلْبِ المَكانيِّ، فتَصيرُ (خَطائِي)، وذلك حتَّى لا يَتوالى إعْلالانِ كما هو رأيُ سِيبَوَيهِ والجُمْهورِ؛ إذْ يَروْن أنَّ الياءَ تُقلَبُ هَمْزةُ أوَّلًا، فتَصيرُ (خطائِئ) بهَمْزتين، ثُمَّ تُقلَبُ الهَمْزةُ الثَّانيةُ منهما ياءً (خَطائِي)، وهُو ما وصَل إليه الخَليلُ عن طَريقِ القَلْبِ المَكانيِّ مُتفادِيًا تَواليَ إعْلالَين، ثُمَّ يَشْتركُ الخَليلُ وسِيبَوَيهِ في سائِرِ الخُطواتِ وُصولًا إلى (خَطايا)، وعلى ذلك يكونُ وَزْنُ خَطايا عندَ الخَليلِ -وعلى رأيِه الكُوفِيُّونَ- (فَعَالَى)، ووَزْنُها عندَ سِيبَوَيهِ والجُمْهورِ (فَعَائِل)، ويَرجَحُ رأيُ الجُمْهورِ لأنَّه قد ثبَت عنِ العَربِ النُّطقُ بالهَمْزتَينِ في قولِهم: غفَر اللهُ خطائِئَه .
ب- في اسمِ الفاعِلِ مِنَ الأجْوفِ الثُّلاثيِّ المَهْموزِ اللَّامِ، مِثْلُ: جاءٍ، مِن جاءَ.
القَلْبُ فيها بأنْ تُقلَبَ اللَّامُ في مَوضِعِ العَينِ، فلا يَحدُثُ الْتقاءٌ للهَمْزتَين؛ فأصْلُ جاءٍ (جايئٌ)، ثُمَّ حدَث قلْبٌ: (جائِي)، ثُمَّ جرَتْ مَجْرى قاضٍ، فتكونُ (جاءٍ)، ويكونُ الوَزْنُ (فالِع) ثُمَّ (فالٍ)، والَّذي دفَعه للقَولِ بِالقَلْبِ المَكانيِّ الفِرارُ مِن كَثْرةِ التَّغييراتِ وتَوالي إعْلالَين كما في مَذْهبِ سِيبَوَيهِ الَّذي يقلِبُ الياءَ في (جايِئ) هَمْزةً كما في قائِل وبائِع، ثُمَّ يَقلِبُ الهَمْزةَ الثَّانيةَ ياءً، ثُمَّ يُجريها مَجْرى قاضٍ، ويكونُ وَزْنُ الكَلِمةِ (فاعِل) ثُمَّ (فاعٍ) .
وقد أيَّد رأيَ الخَليلِ كَثيرٌ مِنَ النُّحاةِ كأبي عليٍّ الفارِسيِّ ، وابنِ يَعيشَ ، وابنِ عَقيلٍ وأجازَه سِيبَوَيهِ، فقال: (إنَّ كِلا القولَينِ حَسَنٌ جَميلٌ) ، وأيَّد مَذْهبَ سِيبَوَيهِ ابنُ مالِكٍ ، والرَّضيُّ .
والرَّاجِحُ: أنَّ كِلا القَولَين جَميلٌ، كما ذكَر سِيبَوَيهِ، وإلى هذا ذهَب المُبرِّدُ وابنُ جِنِّي وأبو حيَّانَ .
ج- في جَمْعِ اسمِ الفاعِلِ مِنَ الأجْوفِ الثُّلاثيِّ المَهْموزِ، مِثْلُ: جَواءٍ (فَواعِل) جمْعُ جائِية.
فقدْ ذهَب الخَليلُ إلى أنَّ أصْلَ جَواءٍ: (جَوَايئٌ)، ثُمَّ حدَث قلْبٌ، قُلِبتِ اللَّامُ في مَوضِعِ العَينِ؛ كَيْ لا تَلتقِيَ هَمْزتانِ، فصارتْ (جَوائِي) بوَزْنِ (فَوَالِع)، ثُمَّ عُومِل مُعامَلةَ (قاضٍ): (جَواءٍ) بوَزْنِ (فَوَالٍ)، أمَّا سِيبَوَيهِ فلا يَقولُ بِالقَلْبِ، وإن أدَّى لاجْتِماعِ هَمْزتَين -وهُو ما فرَّ منه الخَليلُ- إنَّما يَرَى أنَّ أصْلَ جَوَاءٍ: (جَوايِئ) أُبدِلتِ الياءُ هَمْزةً؛ لِوُقوعِها بعدَ الألِفِ، فصارت: (جوائِئ)، فاجْتمَعتْ هَمْزتانِ فأُبدِلتِ الثَّانيةُ ياءً؛ لانْكسارِ ما قبلَها، فصارت: (جَوائِي) بوَزْنِ (فَواعِل)، ثُمَّ جرَت مَجْرى قاضٍ: جَواءٍ بوَزْنِ (فَوَاعٍ).
والرَّاجِحُ ما ذهَب إليه سِيبَوَيهِ، وهُو ما ذهَب إليه الجُمْهورُ .
2- أنْ يُؤدِّيَ ترْكُ القَلْبِ إلى المَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ بِلا عِلَّةٍ، وأتى ذلك في كَلِمةٍ واحِدةٍ، وهِيَ أشياءُ، وذلك على مَذْهبِ الخَليلِ وسِيبَوَيهِ، فإنَّنا لو لم نقُلْ بِقَلْبِها، للزِمَ منعُ (أفْعَال/ أَشْيَاء) مِنَ الصَّرْفِ من دونِ علَّةٍ؛ إذْ جاءتْ مَمْنوعةً مِنَ الصَّرْفِ في قولِه تعالى: لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ [المائدة: 101] ، فرأى الخَليلُ وسِيبَوَيهِ أنَّ أشْياءَ أصْلُها: شَيْئَاء (فَعْلَاء) مِن لفْظِ شَيءٍ، وهُو اسمُ جمْعٍ كقَصْبَاء وطَرْفَاء، ثُمَّ وقَع قلْبٌ مَكانيٌّ، فقُدِّمتِ الهَمْزةُ (لامُ الكَلِمةِ) في مَوضِعِ الفاءِ، فصار أشْياءَ على وَزْنِ لَفْعَاءَ، فَمُنِعتْ مِنَ الصَّرْفِ بالنَّظرِ إلى الأصْلِ، الَّذي هو فَعْلاء، وهِي مِن أوْزانِ المَمْدودِ، فيُمنَعُ مِنَ الصَّرْفِ، وهُو الرَّأيُ الرَّاجِحُ.
ومَنْ لم يَقُلْ بِالقَلْبِ في (أشياء) ذهَب مَذْهبَين:
مَذْهبُ الكِسائيِّ ويرى أنَّها أفْعالٌ جَمْعُ شَيءٍ.
ومَذْهبُ الفَرَّاءِ والأخْفَشِ أنَّها (أفْعِلاء) والأصْلُ (أشْيِئَاء) فحُذِفتِ اللَّامُ (الهَمْزة)، وانْفتَحتِ الياءُ لأجْلِ الألِفِ، ويُخالِفُ أبو الحَسنِ الفرَّاءَ في وَزْنِ (شيءٍ)؛ فأبُو الحَسنِ يَرى أنَّه (فَعْلٌ) كبَيْتٍ، والفَرَّاءُ يَرَى أنَّه مُخفَّفٌ مِن (فَيْعِل)، والأصْلُ (شيِّئٌ)، فخُفِّف كما خُفِّف (هيِّن وميِّت)، فقالوا: (هَيْنٌ ومَيْتٌ) .
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
الفصل الأول: الإطار المفاهيمي للمدن الذكية شهدت المدن تطورا تاريخيا كبيرا بدأ منذ نشأتها كمدن كلاسيك...
1. قانون منع سوء معاملة الأطفال ومعالجته (CAPTA) – 1974: يوفر إطارًا لفحص وإبلاغ ومتابعة حالات إساءة...
ان تعاطي المخدرات من التحديات الاجتماعية و الصحية الواسعة التي ينظر إلي من زاوية أخلاقية أو قانونية...
دشن وكيل محافظة حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ عامر سعيد العامري اليوم الحميس الموافق ...
دراسة ظاهرة المقاومة المكتسبة فى الفطريات نتيجة استخدام المبيدات الفطرية دراسة تأثير نظم الرى المختل...
(٥) المعرفة الكمالية ثبت مما تقدم أن المعارف العلمية والاختبارية والخاصة لازمة للإنسان كل اللزوم؛ لأ...
Morocco has recently been making huge preparations to host the African Cup of Nations in 2025 and th...
The Romantic movement, which emerged in the late 18th and early 19th centuries, transformed literatu...
تتركز رؤية القسم على تطوير تقنيات متقدمة للتشخيص المبكر والدقيق للأمراض البكتيرية النباتية، بالاستفا...
نفذ صباح امس الأربعاء موظفي وموظفات مؤسسة موانئ خليج عدن وقفتهم الاحتجاجية الرابعة امام محكمة استئنا...
.ركز أبحاث العلاج الجيني للصرع حاليًا على تخفيف الأعراض باستخدام ناقلات فيروسية مثل AAV، مع الاستفاد...
The book "Animal Farm" authored by George Orwell, written during the peak of World War II, functions...