Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (100%)

تضاربت الآراء حين أعلن خادم بن زاهر استياءه من حسين صاحب (اليوم ) قائلا: «إما أن تعطينا حقوقنا كاملة، ومنهم من كُن لَهُ حُبًّا عظيمًا، ومنهم من قال: «من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يُرضيه . منذ تلك اللحظة كان عليه أن يؤمن لقمته ولقمة عياله من صيد السَّمَكِ. حين يرى زملاء الماضي، يتباعدون عنه كمن أصابه الحرب، يحمل شباكه على ظهره متظاهرا باللامبالاة، لكسر حلقة الفقر التي اشتد ضيقها على أعناقهم؛ كانت ثنية تود أختها ميرة زوجة ابن زاهر، وتحرص على زيارتها، في كُلِّ مَسَاء بَعدَ صَلَاةِ المَغرِب، وكانت تصطحب معها ابنها عبد الله ذا الأعوام الثمانية ليلعب مع ولدي خالته سليمة التي تكبره بأربعة أعوام، ومبارك الذي يصغره بعامين، ريثما تذهَبُ الأختان إلى بَيْتِ عَمَّتِهِمَا عَوشَةَ؛ حَيْثُ يَتَسَامُرُ الثلاث حَتَّى بَعد صلاة العشاء، ثُمَّ تعودان لتُخرِجرَ ثُمَّ عَبدِ اللهِ وَلَدَها وَهُوَ فِي حَالَةٍ أَقْرَبَ إِلَى النُّومِ مِنها إلى النقطة. هكذا كانت تمضي أمسيات عبد الله الصغير، كما كان يُناديه ابن زاهر، عدا الأمسيات القليلة التي يكون فيها والده قد عاد من السفر، فهو يأتي وحده إلى بيت خالته ميرة، يقضي الأطفال ليلتهم يلعبون «ملك أو وزير» بأن يقذف أَحَدُهُم علبة كبريت في الهواء، فإن سقطت على رأسها كان القاذف ملكا، فيحكم عليه الملك بالضرب، ويقوم الوزير بتنفيذ العقوبة. تدور العلبة على الثلاثةِ فَيَنتقلون ببساطة شديدة من ملك إلى وزير إلى لص. وفي الأمسيات التي ترورهم فيها الحدة الطيبة أم عبد الرحمن الكفيفة» يتحلقون حولها، وهي تحكي لهم حكاياتها المسلية الطويلة، وهي تُحَدِّثُهُم هَل أَعجبتكم (خروفة) الليلة؟ يا الله يا أولادي. - تهدهدهم - أتمَنَّى لَكُم نُومًا هَائِئًا. ثُمَّ تُغَادِرُهُم سلام اقتربت الشمس من البحر تأهبت ميرة لإنجاز أعمالها. وقبل الرحيل إلى منازل الصيف. لتفترش الحصير في صحن البيت، وترتب على أَحَدٍ أَطرافه طلبات فراش النوم، وتنظف شيشة ( الفتر ) ، وَتَضْعُهُ فَوقَ الصندوق الخشبي لذلك. وبالقرب منه تغرز علبة الصفيح في الرمل، كقاعدة تثبت فوقها ( يحلة ) الماء البارد والمعطر بالبخور. وما تنسى أن تضع بين طيات الفراش المذياع الذي ابتاعه زوجها من الكويت حَتَّى لا تَصِلَ إليه أحساد الصبية وهم يتعاركون في أثناء غيابها. أَحْضَرَ خادم حبالا اشتراها من مراد البقال، فك حدائل قتيلة احتياطية للفتر، سأغمسها في الشحم وسأضعها في شروخ اليوم وَتَشَقَّقَاتِهِ سَيندم . رَمَقَتَهُ زَوحَتُهُ أَنتَ تَضيع وقتك. قم واصطد لنا بعضًا من السمك - اتفقت مع يوسف على ذلك، سترين حين تستعر النار، يَقُولُ كَلامًا غير مفهوم - نحن نفهمه. - ما أبردك» - «هه . وَصَلِّ عَبدُ اللَّهِ مَعَ والِدَيْهِ متأخرا، ولكن يوم حسين لم يصل بعد، وكان مبارك قد رافق أخته لعيادة صديقتها هداية، غادرت المرأتان إلى عمتهما، ومكث الصغير مع أبيه خادم، وهي تَلحَفُ الأَرض بصبر جميل، والفنر على عرشه الخشبي، يُجهد نفسه ليشكل بقعة صفراء في قلب الحوش الواسع، وقد خضع ( الفريج ( يضمنت متعب، تَغَلُّبَ عَلَيْهِ جوارُ الرَّجُلِ والطفل. ويصدر من عادات ابن زاهر عندما يسرح بفكره، أن يدخل عودًا مِنَ الثَّقَابِ بَينَ أَسنانِهِ، صَوتًا يُشبِهُ
زقزقة العصافير. وقال كلاما في سره، تعلمه من أحدهم في البحرين «المحد للفقراء». واستمر يُصدر زقزقة العصافير وهو يشفط ما تبقى مِن سَمَكِ العِشَاءِ بَينَ أَسنانه ثُمَّ يقدمها إلى الأرض البراح مد ساقيه وأخذ يفرش ما تغضن من إزاره داخل حضنه عليهما. ثُمَّ عراهما بَعدَ هُنَيْهَةٍ، فَعَلَ ذَلِكَ بِسَبَبِ الحر الخفيف الذي بدا يُغَلِّفُ الحَوْ، وَظَلُّ الصغيرُ يُصغي لثغاء الماعز والحرفان في طرف الحوش. كانت بقية من نعاس تداعب الصغير وبقية من هموم طفحت على صدر الكبير، أراد أن ينسى، لم يكترث الصبي لما حدث، وَظَلُّ يُتابع ابن زاهر في صمتٍ عميقٍ، وَقَد أَسَنَدَ ذَقَتَهُ الصغير إلى ركبته وكانه أسلم نفسه للتخيلات. 30 الوحدة 7 أَخَذَتِ النشوة ابن زاهر، فانقلب منكبا على بطنه، وأخذ يُدندِنُ مَعَ الْأَغْنِيَّةِ كَيفَ ذَاكَ الحُبِّ أَمسى خيرا . أو نائما على جنبه، رافعا رأسه على راحته، حتى أخذته سنة من النوم. وتذرع الصغير بالصبر، وقد اكتفى بأن ينظر إلى النائم، كَانَ كُلِّ شَيْءٍ فيها كما كان، إلى أن فقر خادم فحأة، وسأل الصغير الواحم: « ألم يأتيا بعد ؟! رد عليه عبد الله يتناقل : ليس بعد يا أبتاه عاودته نوبة الزقزقة، وَنَظَرَ إِلى السَّمَاءِ، لا تخلص بِسُرعَةٍ. لا تَعرِفُ شَيْئًا». كانت غلطة». اعتَدَلَ الرَّجُلُ فِي جِلسَتِهِ ، وَأَخَذَ نَفَسًا عميقا إلى أن هدأت حالته ونسي، وَكَأَنَّ شَيْئًا لَم يَكُن إِلَّا أَنَّ الصغير ، كَمَن فَقَدَ شَيْئًا، وَقَالَ: لَقَد تأخرا كَثِيرًا لَم نَلْعَبِ اللَّيْلَةَ مَلِكٌ أَو وَزِيرٌ» . مَلِكٌ أَو وَزِيرٌ، هَذا يكفي، سَلَّمَهُ اليَحلَةَ وَجَلَسَ، مَلِكٌ أَو وَزِيرٌ، قُل أَخِيرٌ عِندَ حُسَينِ في يومه المبني على السحت . أَندُبُ حَظِي عَلَى الشَّاطِئِ وَمَا 1 جميع الحقوق محفوظة الوزارة التربية والتعليم لايسم زِلْتَ بِصُحبَتي . تَرَكَنِي الكَلبُ أَكَابِدُ الحُزنَ بَعدَ أَن غَمَرَنِي بِالدِّيون». صاحت أُم كلثوم في غَفْوَةٍ الكلام أعطني حريتي أطلق يدي . فَقالَ ابنُ رَاهِرٍ وَقَد ظَهَرَ الغَضَبُ عَلَى وَجْهِهِ: أَعطني حريتي، أطلق يدي هذا الكلام الزين» . لا مجرد وَجَع. إِنَّهُ أَشَدُّ». بِالطَّبِعِ لَم يَفهَم الصغيرُ، لَكِنَّهُ أَحَسٌ بوخزاتٍ مِن الأَلم وَظَلَّ الاثنان في صمتٍ وَخُشوع حَتَّى أَنهَتِ اللَّغَايَةُ أُغْنِيَتَهَا ! ! وَقَالَ المُذيع: تُصبحونَ عَلى خَيْرٍ»، بَعدَ أَن أفرغ هموم العالم في آذانهما. وَكَانَ الصبي يُنصِتُ فِي غَرَابَةٍ، لاحتلال مكان الإذاعة التي انتهت مبكرًا، فَصَفَن الوجود كله، كان الليل يَتَوَكَّلُ بخطواته الصامتة، قال ابن زاهر «أدن مني يا صغيري». ثم قال: أتعرف الظلم يا ولدي؟»، ما الظلم يا أَبَتِ؟ »، فَقَالَ الرَّجُلُ وَهُو يُحاوِلُ أَن يُخفف من تجاعيد وجهه: «الظلم هو أن يوجد فينا واحد مثل حسين، هُوَ يَمْلِكُ كُلِّ شَيْءٍ ونحن لا نملك ما نشد به الرمق تصاعد الدم في رأس ابن زاهر فأصبح كالمرجل، وأردف وهو يُشير إلى الصبي بسبابته: «اسمع مني يا ولدي، ها هو أبوك يدور كالثور المربوط في ( المنيور ) من الهند إلى إفريقيا إلى المملكة، يصب الخير في جعبة حسين ويزداد أبوكَ فَقَرًا عَلَى فَقَرِهِ، سيقذف به في البحر، كما فعل معي ها أنت تراني كالآلة المعطوبة. كُن بحارا - يا ولدي - فنحن كالسمك يُميتنا البعد عن البحر، ولكن لا تكن ثورًا يدور لصالح أَحَدٍ فَالشَّيرَانُ يَحِبُّ أن تتحد لصالحها المشترك». كانت الثواني تحيك حبائلها، فها هو النور المحدور يتفجر كالجسم، عصر رأسه بكلتا يديه. مادت به الأرض. ارتفع الفنر إلى الشماء، سقطت السماء بفضياتها على الأرض. ارتفع ثغاء الجداء يدق في رأسه المعطوب كناقوس ضخم تصدع رأسه، واحتَقَنَ وَجَهُهُ تَوَرَّمَت شَفَتَاهُ وتهدلت الشفة السفلى. صرح بأعلى صوته: «آخ الصداع. لم يفعل الصَّبِيُّ شَيْئًا سَاعَتَهَا؛ وسيف (المُطَوع)، وَلَم يحضر حسين صاحِبُ اليَومِ، وَكَذَلِكَ عبد الله الصغير،


Original text

تضاربت الآراء حين أعلن خادم بن زاهر استياءه من حسين صاحب (اليوم ) قائلا: «إما أن تعطينا حقوقنا كاملة، وإما أن تترك لك يومك .. وانقسم أهل المعيريض في ذلكَ، فَمِنهُم مِن الهَمَهُ بالجنون؛ لأنه قطع رزقه ورِزْق عياله بيده، ومنهم من كُن لَهُ حُبًّا عظيمًا، ومنهم من قال: «من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يُرضيه .. منذ تلك اللحظة كان عليه أن يؤمن لقمته ولقمة عياله من صيد السَّمَكِ. كان يكظم الامه في نفسه، حين يرى زملاء الماضي، يتباعدون عنه كمن أصابه الحرب، وهو يمر بهم، يحمل شباكه على ظهره متظاهرا باللامبالاة، وكم مرَّةً شَحْعَته زوجته للهرب بعيدًا، لكسر حلقة الفقر التي اشتد ضيقها على أعناقهم؛ إِلَّا أَنَّهُ كان يرفض الفكرة. كانت ثنية تود أختها ميرة زوجة ابن زاهر، وتحرص على زيارتها، في كُلِّ مَسَاء بَعدَ صَلَاةِ المَغرِب، وكانت تصطحب معها ابنها عبد الله ذا الأعوام الثمانية ليلعب مع ولدي خالته سليمة التي تكبره بأربعة أعوام، ومبارك الذي يصغره بعامين، ريثما تذهَبُ الأختان إلى بَيْتِ عَمَّتِهِمَا عَوشَةَ؛ حَيْثُ يَتَسَامُرُ الثلاث حَتَّى بَعد صلاة العشاء، ثُمَّ تعودان لتُخرِجرَ ثُمَّ عَبدِ اللهِ وَلَدَها وَهُوَ فِي حَالَةٍ أَقْرَبَ إِلَى النُّومِ مِنها إلى النقطة. هكذا كانت تمضي أمسيات عبد الله الصغير، كما كان يُناديه ابن زاهر، عدا الأمسيات القليلة التي يكون فيها والده قد عاد من السفر، فهو يأتي وحده إلى بيت خالته ميرة، وغالبا ما ينام عندهم. يقضي الأطفال ليلتهم يلعبون «ملك أو وزير» بأن يقذف أَحَدُهُم علبة كبريت في الهواء، فإن سقطت على رأسها كان القاذف ملكا، وإن سقطت على جنبها كان وزيرا، وإن سقطت على ظهرها كان لها، فيحكم عليه الملك بالضرب، ويقوم الوزير بتنفيذ العقوبة. تدور العلبة على الثلاثةِ فَيَنتقلون ببساطة شديدة من ملك إلى وزير إلى لص.. وهم يضحكون. وفي الأمسيات التي ترورهم فيها الحدة الطيبة أم عبد الرحمن الكفيفة» يتحلقون حولها، وهي تحكي لهم حكاياتها المسلية الطويلة، حتى يغليهم النعاس، فتقوم بقرش مناماتهم، وهي تُحَدِّثُهُم هَل أَعجبتكم (خروفة) الليلة؟ يا الله يا أولادي.. هووا .. هووا .. - تهدهدهم - أتمَنَّى لَكُم نُومًا هَائِئًا.. ثُمَّ تُغَادِرُهُم سلام اقتربت الشمس من البحر تأهبت ميرة لإنجاز أعمالها. كعادة أهل البلد، في أَيَّام الربيع، وقبل الرحيل إلى منازل الصيف. تنتظر دنو الأصيل، لتفترش الحصير في صحن البيت، وترتب على أَحَدٍ أَطرافه طلبات فراش النوم، وتنظف شيشة ( الفتر ) ، ثُمَّ تُشعل فتيلتَهُ، وَتَضْعُهُ فَوقَ الصندوق الخشبي لذلك. وبالقرب منه تغرز علبة الصفيح في الرمل، كقاعدة تثبت فوقها ( يحلة ) الماء البارد والمعطر بالبخور. وما تنسى أن تضع بين طيات الفراش المذياع الذي ابتاعه زوجها من الكويت حَتَّى لا تَصِلَ إليه أحساد الصبية وهم يتعاركون في أثناء غيابها. أَحْضَرَ خادم حبالا اشتراها من مراد البقال، فك حدائل قتيلة احتياطية للفتر، وانكب عليها يتفحصها، وهو يهمهم سأصنع واحدة مثلها بهذه الجبال، سأغمسها في الشحم وسأضعها في شروخ اليوم وَتَشَقَّقَاتِهِ سَيندم .. رَمَقَتَهُ زَوحَتُهُ أَنتَ تَضيع وقتك. قم واصطد لنا بعضًا من السمك - اتفقت مع يوسف على ذلك، سترين حين تستعر النار، يوسف متبرى من أهله، يهيم في الطرقاتِ، يَقُولُ كَلامًا غير مفهوم - نحن نفهمه. لا تخافي على ولديك، سيكبران يوما ما. - ما أبردك» - «هه .... ». نظر إليها شررًا، وَظَلُّ يُتابع ما بداه. في تلك الليلة، وَصَلِّ عَبدُ اللَّهِ مَعَ والِدَيْهِ متأخرا، كان يتأمل عودة والده من السفر، ولكن يوم حسين لم يصل بعد، وكان مبارك قد رافق أخته لعيادة صديقتها هداية، غادرت المرأتان إلى عمتهما، ومكث الصغير مع أبيه خادم، كانت العباءة الأزلية، تُطرز نفسها بنحوم فضَيَّةٍ، وهي تَلحَفُ الأَرض بصبر جميل، والفنر على عرشه الخشبي، يُجهد نفسه ليشكل بقعة صفراء في قلب الحوش الواسع، وقد خضع ( الفريج ( يضمنت متعب، تَغَلُّبَ عَلَيْهِ جوارُ الرَّجُلِ والطفل. ويصدر من عادات ابن زاهر عندما يسرح بفكره، أن يدخل عودًا مِنَ الثَّقَابِ بَينَ أَسنانِهِ، صَوتًا يُشبِهُ


زقزقة العصافير. نظر إلى النجوم المتلالية، وقال كلاما في سره، تعلمه من أحدهم في البحرين «المحد للفقراء». واستمر يُصدر زقزقة العصافير وهو يشفط ما تبقى مِن سَمَكِ العِشَاءِ بَينَ أَسنانه ثُمَّ يقدمها إلى الأرض البراح مد ساقيه وأخذ يفرش ما تغضن من إزاره داخل حضنه عليهما. كانا كسيحين من الحديد يكسوهما شعر مُحَمَّدٌ كثيف، ثُمَّ عراهما بَعدَ هُنَيْهَةٍ، فَعَلَ ذَلِكَ بِسَبَبِ الحر الخفيف الذي بدا يُغَلِّفُ الحَوْ، وَظَلُّ الصغيرُ يُصغي لثغاء الماعز والحرفان في طرف الحوش. كانت بقية من نعاس تداعب الصغير وبقية من هموم طفحت على صدر الكبير، وبقية مِن ضَحَرٍ تلفهما معا، أراد أن ينسى، فأخرج المذياع من محبيه وأداره كانتْ أُم كلثوم تُعَنِّي أَخَذَ يَسْعُلُ تَحتَ الضياء الواهن بينما ظل الصغير يُراقب تصرفاته استلقى على ظهرهِ، وَتَحِشًا بِصَوت مسموع، ثُمَّ قَالَ: تأخر الولدان». لم يكترث الصبي لما حدث، وَظَلُّ يُتابع ابن زاهر في صمتٍ عميقٍ، وَقَد أَسَنَدَ ذَقَتَهُ الصغير إلى ركبته وكانه أسلم نفسه للتخيلات. 30 الوحدة 7 أَخَذَتِ النشوة ابن زاهر، فانقلب منكبا على بطنه، وأخذ يُدندِنُ مَعَ الْأَغْنِيَّةِ كَيفَ ذَاكَ الحُبِّ أَمسى خيرا ..... كان الصغير يقلب لسانه في بطء شديد، محاولاً ترديد بعض الكلمات، إلا أن خادم لم يحل له الوضع، فظل يتلون إما جالسًا، أو منبطحا على بطنه، أو مستلقيا على ظهره، أو نائما على جنبه، رافعا رأسه على راحته، ومستندا بمرفقه إلى الأرض، حتى أخذته سنة من النوم. وتذرع الصغير بالصبر، وقد اكتفى بأن ينظر إلى النائم، من الفراغ الذي يفصل بين ركبَيْهِ مَرَّتَ فَتَرَةٌ مِنَ الزَّمَنِ، كَانَ كُلِّ شَيْءٍ فيها كما كان، إلى أن فقر خادم فحأة، وسأل الصغير الواحم: « ألم يأتيا بعد ؟! رد عليه عبد الله يتناقل : ليس بعد يا أبتاه عاودته نوبة الزقزقة، دون أن يُدخِلَ عود ثقاب بَينَ أَسنانِهِ هَذِهِ المَرَةِ، وَنَظَرَ إِلى السَّمَاءِ، ثُمَّ سألَ عَبدَ اللَّهِ مُشيرًا بيدِهِ إِلى المذياع ألم تَنتَهِ هَذِهِ ( اللَّغَايَةُ ) وَرَدَّ الصَّغِيرُ فِي شِيهِ استنكار «لَيْسَ بَعدُ ». «أنا أعرفها ، لا تخلص بِسُرعَةٍ. - وَما عَلَيْكَ يا أَبَتاهُ أَبِي يَقُولُ عَنها مُمتازةٌ». - أَعْرِفُ ذَلِكَ، وَلَكِنِّي أفضّل حمدان الوطني. - اسمح لي، لا تَعرِفُ شَيْئًا». كانت غَلطَةٌ مِن الصغيرِ لا يَعرِفُ كَيفَ فَلَتَتْ مِنْهُ فَصَرَخَ ابْنُ زاهِرٍ في وجهه: «ما تقول يا جاهل؟». لا شيء يا أبي خادم، كانت غلطة». اعتَدَلَ الرَّجُلُ فِي جِلسَتِهِ ، وَأَخَذَ نَفَسًا عميقا إلى أن هدأت حالته ونسي، وَكَأَنَّ شَيْئًا لَم يَكُن إِلَّا أَنَّ الصغير ، لم يطب لَهُ الحالُ بَعدَ ذَلِكَ، فَأَخَذَ يَتَلَفَّتُ ذَاتَ اليَمِينِ وَذاتَ اليَسارِ، كَمَن فَقَدَ شَيْئًا، وَقَالَ: لَقَد تأخرا كَثِيرًا لَم نَلْعَبِ اللَّيْلَةَ مَلِكٌ أَو وَزِيرٌ» . ضَحِكَ الرَّجُلُ وَقَالَ: «أَعطني اليَحلَةَ لِأَشرَبَ .. مَلِكٌ أَو وَزِيرٌ، قُل شَحَادٌ أَو ابن بحارٍ، هَذا يكفي، لم يُحاول الصغيرُ فَهمَ أَيِّ شَيْءٍ مِمَّا قَالَهُ. سَلَّمَهُ اليَحلَةَ وَجَلَسَ، وَعادَ خَادِمُ يُكمِلُ طَريق السخرية في صمت «هه... مَلِكٌ أَو وَزِيرٌ، قُل أَخِيرٌ عِندَ حُسَينِ في يومه المبني على السحت .. أَندُبُ حَظِي عَلَى الشَّاطِئِ وَمَا 1 جميع الحقوق محفوظة الوزارة التربية والتعليم لايسم زِلْتَ بِصُحبَتي .. تَرَكَنِي الكَلبُ أَكَابِدُ الحُزنَ بَعدَ أَن غَمَرَنِي بِالدِّيون». صاحت أُم كلثوم في غَفْوَةٍ الكلام أعطني حريتي أطلق يدي ..... فَقالَ ابنُ رَاهِرٍ وَقَد ظَهَرَ الغَضَبُ عَلَى وَجْهِهِ: أَعطني حريتي، أطلق يدي هذا الكلام الزين» ... « آه من قيدِكَ أدمى معصمي ... ... لا شيء... لا شيء. لا مجرد وَجَع. - «وَجَع! » . - أَي بُنِي، لَكِنَّهُ لَيسَ كَوَجَعِ الدّاءِ، إِنَّهُ أَشَدُّ». بِالطَّبِعِ لَم يَفهَم الصغيرُ، لَكِنَّهُ أَحَسٌ بوخزاتٍ مِن الأَلم وَظَلَّ الاثنان في صمتٍ وَخُشوع حَتَّى أَنهَتِ اللَّغَايَةُ أُغْنِيَتَهَا ! ! وَقَالَ المُذيع: تُصبحونَ عَلى خَيْرٍ»، بَعدَ أَن أفرغ هموم العالم في آذانهما. فتأوه ابنُ رَاهِرٍ وَقَالَ: « آه مِن القَيدِ أَيُّهَا الرِّجالُ»، وَكَانَ الصبي يُنصِتُ فِي غَرَابَةٍ، ثُمَّ نَطَقَ مَا بِكَ يا أبوي خادم؟ ! » خشخص المذياع، وتضاربت الإذاعات، لاحتلال مكان الإذاعة التي انتهت مبكرًا، مَد خادم يده فأسكت الخشخشة، فَصَفَن الوجود كله، أو هكذا تراءى للصغير، ثم نطق الوجود كله ... ما يدري اقترب الطفل. كان الليل يَتَوَكَّلُ بخطواته الصامتة، قال ابن زاهر «أدن مني يا صغيري». ثم قال: أتعرف الظلم يا ولدي؟»، فأجاب الطفل «أسمع عنه، ما الظلم يا أَبَتِ؟ »، فَقَالَ الرَّجُلُ وَهُو يُحاوِلُ أَن يُخفف من تجاعيد وجهه: «الظلم هو أن يوجد فينا واحد مثل حسين، هُوَ يَمْلِكُ كُلِّ شَيْءٍ ونحن لا نملك ما نشد به الرمق تصاعد الدم في رأس ابن زاهر فأصبح كالمرجل، وأردف وهو يُشير إلى الصبي بسبابته: «اسمع مني يا ولدي، ها هو أبوك يدور كالثور المربوط في ( المنيور ) من الهند إلى إفريقيا إلى المملكة، يصب الخير في جعبة حسين ويزداد أبوكَ فَقَرًا عَلَى فَقَرِهِ، وَدَيْنَا عَلَى دِينِهِ وعندما يمل منه، سيقذف به في البحر، كما فعل معي ها أنت تراني كالآلة المعطوبة.. كُن بحارا - يا ولدي - فنحن كالسمك يُميتنا البعد عن البحر، ولكن لا تكن ثورًا يدور لصالح أَحَدٍ فَالشَّيرَانُ يَحِبُّ أن تتحد لصالحها المشترك». كانت الثواني تحيك حبائلها، فها هو النور المحدور يتفجر كالجسم، عصر رأسه بكلتا يديه.. أَحَسٌ بدوار شديد ... مادت به الأرض.. ارتفع الفنر إلى الشماء، سقطت السماء بفضياتها على الأرض... ارتفع ثغاء الجداء يدق في رأسه المعطوب كناقوس ضخم تصدع رأسه، واحتَقَنَ وَجَهُهُ تَوَرَّمَت شَفَتَاهُ وتهدلت الشفة السفلى.. صرح بأعلى صوته: «آخ الصداع... لم يفعل الصَّبِيُّ شَيْئًا سَاعَتَهَا؛ لِأَنَّ مَدَّ الحياة انحسر عن أبيه خادم. حضر الجنازة حماس الأعور، وعيسى الأعرج، ومُراد البقال، وسيف (المُطَوع)، وَلَم يحضر حسين صاحِبُ اليَومِ، وَكَذَلِكَ عبد الله الصغير، فقد كان واقفًا عَلَى الشَّاطِئِ يَرْقُبُ عَودَةَ أَبِيهِ، وَيُفَكِّرُ في قضية مقتل ابن زاهر


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

The increase of...

The increase of perceived prominence of products and brands being placed intentionally leads to nega...

There are diffe...

There are different types of renewable energy sources that we can use to generate power without harm...

/ Les principes...

/ Les principes qui fondent la science Pour Popper! 1, trois principes fondent, la validité scienti...

In the past two...

In the past two weeks, the coup in Niger has snowballed into a confrontation pitting civilian-led st...

During the year...

During the year 2019, Almarai Company implemented a formal assessment of the factors of material imp...

• The ability o...

• The ability of individuals to request the removal or deletion of their personal data from online p...

PVC: كلوريد الب...

PVC: كلوريد البولي فينيل هذا البلاستيك عبارة عن كلوريد البولي فينيل وعادةً ما نرى هذا البلاستيك يُخت...

According to Fa...

According to Faraday’s law of electromagnetic induction, there will be an EMF induced in the second ...

ليس في هذا المي...

ليس في هذا الميثاق ما يسوغ” للأمم المتحدة “أن تتدخل في الشؤون التي تكون من صميم السلطان الداخلي ‏لدو...

وكذلك كان الأمر...

وكذلك كان الأمرٌ بالنسبة لبعض المفكرين الذين انتقدوا الكنيسة وسيرة رجافاء فقد واجهوا الاضطهاد. ومصاد...

يعرف علم النفس ...

يعرف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية وبالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك ال...

وذهب آخرون إلى ...

وذهب آخرون إلى أن تقدير الذمة من الأوهام والترهات، وأن الذمة في لسان الفقهاء لم تخرج عن أصل معناها ا...