Online English Summarizer tool, free and accurate!
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. والأمة التي تكون في وضع انهيارأو ترهل معرفي، وهنا ينشأ اتجاهان: اتجاه يمانع ويقاوم الفكر الوافد، هواتجاه لا يملك أدوات تقويم الفكر الوافد، ولا يملك حلا إلا الرفض والاعتذار. وبعد الاصطدام بين الاتجاهين تدخل هذه الأمة المرحلة الفعلية للوعي بضرورة تصفية التراث من الرواسب والاستفادة من الفكر الوافد بحذر، فقط عندما يظهر الاتجاه الثالث، الاتجاه الذي يعتبر من الضروري المحافظة على لب التراث وكل مواده الأصيلة، هنا فقط يبدأ العمل الجاد وانطلاق التحوُّل الحقيقي. وقد سبق وتكلمتُ في هذه القضية تفصيلا في مقال خاص، والمقصود أنه يوجد من المسلمين من يدافع عن الغرب موهما أن ذلك من قبيل الموازنة وأن فيهم صالحين وطيبين وأهل إحسان وإنسانية حقيقية وغير ذلك وليس هذا المشكل عندما نتحدث عن الغرب وربما هذا دس للسم في العسل خاصة إذا كان هذا الاعتذار للغرب مقرونا بالدفاع عن ماديته. وهذا لا يعني أن المسلمين منافقون وكفرة وزنادة فالحكم دائما للغالب وللاتجاه العام فكذلك الحكم على الغرب لا يرتكز على هذه النقاط: فيهم صالحون واهل إحسان وقيم إنسانية وقدموا للبشرية تكنولوجيا حسنت من صحتهم وظروف معيشتهم. يخلط هؤلاء الإخوة بين المعاصرة التي هي تحديث وسائل العيش في مختلف المجالات وبين الحداثة كفلسفة وفكر اجتماعي وسياسي وأخلاقي وأسلوب حياة. كما يخلط بين مادية منهجية مخبرية أو حتى معرفية وبين رؤية مادية للوجود والإنسان والحياة أي: بين مادية جزئية ومادية كلية دهرية. وبدون منهج معرفي أصيل وشبكة قراءة للواقع الغربي لا يمكن التنبه للنصب الحضاري، والاضطهاد الاقتصادي، ولعبة الليبرالية السياسية والتداول على السلطة على نفس النموذج الاقتصادي. ليكونَ الإنسانُ موضوعيا صادقا في خبره يجبُ عليه تمييز الوقائع عن التأويلات، القدرة الإنسانية على إدراك الحقيقة الواقعية تكمن بالاعتراف بها كما هي، ومن ثم يأذن لنفسِه في اعتناق أنظمة اعتقادات مدمرة لأنه في اللحظة التي رفضَ فيها رؤيةَ الواقع كما هو تخلى عن مسؤوليته في تغييرِ الواقع الموجود إلى الواقع المقصود. ويستطيع المسلم أن يتجاهلَ الواقعَ مادام يقبل بنتائجِه عليه مهما كانت، وعندما تشاهدُ الامةَ تذوب في عاداتٍ غربية تفسدُ نفسيتَها وانتماءَها يجبُ ان يكون فقهُ الواقع هنا هو سد هذا الخطر، والشريعة هي التي تقول لنا: هنا علقوا الحكم الجزئي لفائدة الحكم الكلي، وانبهار بعض المسلمين وافتتانهم بالغرب أمر جرى به القدر كما قال صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنَن من كَانَ قبلكُمْ شبرا بشبر وذراعا بذراع حَتَّى لَو دخلُوا جُحر ضَب لدخلتموه قَالُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى قَالَ فَمن ((لتأخذن أمتِي مَا أخذت الْأُمَم قبلهَا شبْرًا بشبر وذراعا بِذِرَاع قَالُوا فَارس وَالروم قَالَ وَمن الناس إِلَّا هَؤُلَاءِ)) سننَهم يعني عاداتهم والاتباع هو الاقتفاء والاستنان؟ وبتعبيرٍ اخر: انطلاقا من أيِّ واقع يبني الفردُ واقعَهُ الخاص؟
انحطاط الغرب بعيون أبنائه!
...................
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
لا شك أن كل أمة في وضع انهيار حضاري هي تحت تأثير ثقافة وافدة في شتى مجالات الحياة، والأمة التي تكون في وضع انهيارأو ترهل معرفي، ترث مؤسسات علمية تحفظ التراث وتحرسه، لكنها في عملية الحفاظ عليه تقاوم الفكر الوافد لأنها لا تستطيع تمثُّله، وكذلك لأنَّه يحوي عناصر مخرِّبة للثقافة التراثية.
وهنا ينشأ اتجاهان: اتجاه يمانع ويقاوم الفكر الوافد، هواتجاه لا يملك أدوات تقويم الفكر الوافد، ولا يملك حلا إلا الرفض والاعتذار.
واتجاه يستورده بما فيه، ويتشربه، لكن ليس بالضرورة أن يكون هاضما له، غاطسا في عمقه، عند اللمبيق العقلي الذي يصنعه.
وبعد الاصطدام بين الاتجاهين تدخل هذه الأمة المرحلة الفعلية للوعي بضرورة تصفية التراث من الرواسب والاستفادة من الفكر الوافد بحذر، فقط عندما يظهر الاتجاه الثالث، الاتجاه الذي يعتبر من الضروري المحافظة على لب التراث وكل مواده الأصيلة، لكن لا يكفي هذا في بناء نهضة جديدة بدون الاستفادة من الفكر الوافد، هنا فقط يبدأ العمل الجاد وانطلاق التحوُّل الحقيقي.
وقد سبق وتكلمتُ في هذه القضية تفصيلا في مقال خاص، والمقصود أنه يوجد من المسلمين من يدافع عن الغرب موهما أن ذلك من قبيل الموازنة وأن فيهم صالحين وطيبين وأهل إحسان وإنسانية حقيقية وغير ذلك وليس هذا المشكل عندما نتحدث عن الغرب وربما هذا دس للسم في العسل خاصة إذا كان هذا الاعتذار للغرب مقرونا بالدفاع عن ماديته.
نحن نعرف أنه يوجد في المسلمين منافقون وكفرة وزنادقة وربما في أفضل بقاع بلادهم، وهذا لا يعني أن المسلمين منافقون وكفرة وزنادة فالحكم دائما للغالب وللاتجاه العام فكذلك الحكم على الغرب لا يرتكز على هذه النقاط: فيهم صالحون واهل إحسان وقيم إنسانية وقدموا للبشرية تكنولوجيا حسنت من صحتهم وظروف معيشتهم.. الخ فهذه أمور واضحة لا ينكرها عاقل لكن العاقل كذلك ينظر إلى ما هو أهم من هذا بكثير، بل لا مجال للمقارنة بينهما وهو تخريب فطرة الإنسان ومسخ أخلاقه ونشر الإلحاد والفجور في البشرية جمعاء فإن يخسر الإنسان صحته أو بدنه أو رفاهيته والماء البارد والهواء المكيف والسفر في طائرة ومثل هذه الأمور أهون عليه من أن يخسر دينه وفطرته وأخلاقه وإنسانيته الحقيقية.
وأن يعيش في كهف مؤمنا موحدا بأخلاق الإسلام والفطرة خير له من أن يعيش في أفضل عواصمهم، وما احداث السويد وأطفال المسلمين إلا مثالا واحدا.
يخلط هؤلاء الإخوة بين المعاصرة التي هي تحديث وسائل العيش في مختلف المجالات وبين الحداثة كفلسفة وفكر اجتماعي وسياسي وأخلاقي وأسلوب حياة.
كما يخلط بين مادية منهجية مخبرية أو حتى معرفية وبين رؤية مادية للوجود والإنسان والحياة أي: بين مادية جزئية ومادية كلية دهرية.
وبدون منهج معرفي أصيل وشبكة قراءة للواقع الغربي لا يمكن التنبه للنصب الحضاري، لمظاهر التمدن والعدالة الصورية ومستويات الظلم، والاضطهاد الاقتصادي، ولعبة الليبرالية السياسية والتداول على السلطة على نفس النموذج الاقتصادي.
ليكونَ الإنسانُ موضوعيا صادقا في خبره يجبُ عليه تمييز الوقائع عن التأويلات، يصفُها كما هي [كما يمكنُ إثباتُها] لأنَّ الوقائع ليست نتائجَ لغتِنا، فالواقع موضوعي غير قائم على اعتقادات شخصية وعلى أهوائنا.
القدرة الإنسانية على إدراك الحقيقة الواقعية تكمن بالاعتراف بها كما هي، وهذا العمل هو جزءٌ من المظهر الموضوعي للوجود، ومن لم يفهم هذا رفضَ طوعيا رؤيةَ الواقع ومواجهةَ حقيقتِه، ومن ثم يأذن لنفسِه في اعتناق أنظمة اعتقادات مدمرة لأنه في اللحظة التي رفضَ فيها رؤيةَ الواقع كما هو تخلى عن مسؤوليته في تغييرِ الواقع الموجود إلى الواقع المقصود.
ويستطيع المسلم أن يتجاهلَ الواقعَ مادام يقبل بنتائجِه عليه مهما كانت، ومادام يستطيعُ العيشَ في الواقعِ الذي يصنعُه له غيرُه، ليس له أن يتحملَ نتائج تجاهلِه الواقع حتى يدركَه هذا الواقعُ ويحطمه.
وعندما تشاهدُ الامةَ تذوب في عاداتٍ غربية تفسدُ نفسيتَها وانتماءَها يجبُ ان يكون فقهُ الواقع هنا هو سد هذا الخطر، فقهُ الواقع ليس الرخصة على طول، ولكن ضبط النازلة بروحِ الشريعة ومقاصدِها الكلية.
والشريعة هي التي تقول لنا: هنا علقوا الحكم الجزئي لفائدة الحكم الكلي، هنا خففوا عمومَ الحكم، أو افتحوا الذريعة وهنا سدوها، وليس الواقع الذي يتمثل دورُه في استثارة العقل الشرعي وتحفيز النظر الفقهي، يعني: الواقع يسأل ويستشكل لكن الشريعة هي من يجيب.
وانبهار بعض المسلمين وافتتانهم بالغرب أمر جرى به القدر كما قال صلى الله عليه وسلم:
((لتتبعن سنَن من كَانَ قبلكُمْ شبرا بشبر وذراعا بذراع حَتَّى لَو دخلُوا جُحر ضَب لدخلتموه قَالُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى قَالَ فَمن ((لتأخذن أمتِي مَا أخذت الْأُمَم قبلهَا شبْرًا بشبر وذراعا بِذِرَاع قَالُوا فَارس وَالروم قَالَ وَمن الناس إِلَّا هَؤُلَاءِ)) سننَهم يعني عاداتهم والاتباع هو الاقتفاء والاستنان؟
وعليه لابد أن نسأل: إذا كانت هناك أسباب تشوه قراءة الواقع فمن يصنع في أذهاننا صورتنا عن الواقع الغربي؟
الأول: النشأة على تعميمات وأحكامٍ مُسبقة تربوية /عائلية / مجتمعية / وأحكام متفرعة عنها أخذناها من بيئتنا والثقافة المنتشرة فيها نستخدمها في تفسير الواقع، وربما يميلُ كثير منَّا إلى التخمين في تفسيرِ الواقع أكثر من ميلِه إلى الحصول على المعطيات الواقعية.
الثاني: الإعلام الذي كل دوره هو بناء الواقع الذهني، فانطلقاً من أيِّ معرفةٍ يتمكنُ الفردُ من بناءِ هذا الواقع، وبتعبيرٍ اخر: انطلاقا من أيِّ واقع يبني الفردُ واقعَهُ الخاص؟
والسبب وراء هذا هو أن الإنسان الغربي مولع بالقوة وله رغبة شديدة فيها، يريد قوة بدون حدود، يريد أن يأخذ مكان الإله الذي مات ودفن من مدة طويلة (بموت الميتافيزيقا) [تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا]، والذي سحب في سقوطه مخلوقه الناقص والبدائي، انظر لأوصاف الأبطال في آدابهم ورسوماتهم للأطفال وفي السينما بقوة إلهية.
يتصور منظرو هذه التفاهة أن الخالق الجديد سيكون أكثر قوة من القديم لأنه لا يحتاج إلى العدالة الإلهية(تيوديسي)لأن العالم الجديد سيكون بدون شر، فالناس لن يعرفوا ماذا تعني هذه الكلمة لأن هذا العالم سيكون نقيا من كل ظلال من كل شائبة: "عالم نقي بدون تڨراع، ولا ضراط، بدون عرق ولا نخامة، بدون براز ولا بول، عالم بدون مرض، بدون شيخوخة، بدون تجاعيد الوجه؟" نفس المصدر.
منطقية الرؤية:
بدون شك هذه اعتبارات فانطسمية سخيفة لكنها في منطق مثالي استعاضي للماكينية للإنسان، لإلغاء الجسم اللحمي بدأت من أفلاطون الذي اعتبره مقبرة الروح.
وإذا نظرت بعمق في مادية الغربي الأبيقورية الهيدونية ستجده يرفض المرض، المعاناة، الشيخوخة، إنهاء الموت أو تأخيره إلى أقصى حد، الحصول على أولاد كاملين ينجحون في كل شيء ... الخ
وهذا في الحقيقة صدى لواقعه وتطلعاته المجتمعاتية الصماء، فهي المحرك الأساسي لتقدم العلوم؟ (رفض القدرو الألم= لهذا كان جزءا من أركان الإيمان).
والنتيجة المنطقية أن هذا الفنطاسم الإنساني غير برئ هو فقط يترجم ويكشف شيئا حقيقيا في الإنسان الغربي.
وهكذا مع الإخصاب والحمل والتوالد، وبروتاز، وزرع الأعضاء، وصنع روبوتات قادرة على أداء وظائف الإنسان: قوة، حساب، تفكير، ذاكرة، قرار، فعل؟
و الحجة المقدمة للبشرية وهي الغطاء الذي تنتشر تحته هذه العقيدة الإلحادية هي حجة تحسين ظروف الإنسان، و التي ستسمح بقبول الطفرة التي يحضر لها، والممنوعات الأخلاقية، وأما الرقابة القضائية الحاليةعلى التجارب الطبية ف ستنسف كما نسفت قبل ذلك كثير منها، ليس تحت الضغط الاجتماعي ولكن المجتمعاتي (مثل زواج المثليين)
كيف تم الانتقال إلى هذا الانحراف الشديد؟
1 ـ الإنسان الماكينة عند لاميتري عبارة عن تطور رؤية مادية للطبيعة وللإنسان، هدفها الجوهري تفنيد أي تصور روحاني للوظائف الذهنية والعقلية للإنسا. = الإنسان ليس جوهرا روحيا إنما تعود لوظائف المادة المنظمة.
2 ـ أراد إبطال أي تصور إدراكي ديني، طبيعي، أو موحى عرضة لتأسيس نظام أخلاقي إلزامي أو محدد لدائرة اختصاص الماكينة الإنسانية.
3 ـ أخذ الفكرة من ديكارت وتصوره للحيوان الماكينة فقبله لم ينظر أي فيلسوف للحيوان على أنه ماكينة (لم تظهر الماكينات بعد)
4 ـ اعتبر أن الجسم الإنساني كماكينة أفضل تنظيما من الماكينة التي صنعها الإنسان لأنه خرج من أيدي الإله، لكن خطؤه ( ديكارت)أنه حشر الإله في هذه القضية بينما تنظيم المادة يكفي لإنتاج هذا الأثر.
5 ـ ولأنه أيضا اعتبر روح الإنسان جوهرا وربطها بالجسم بطريقة غير مفهومة لتفسير المشاعر، الإحساس، الخيال، العقل والإرادة بينما قبول وجود الروح لتفسيرها هو الاختزال في عملية روح القدس. ((الروح ليست إلا حدا أجوف ليس لنا عنه فكرة والعقل الجيد لا يستعمله إلا لتعيين الجزء المفكر فينا)).
للانتقال من الحيوان الماكينة إلى الإنسان الماكينة نحتاج إلى طفرة
1 ـ لأنها رؤية أخرى للطبيعة "ليس فقط الجسم الإنساني هو ماكينة تركب بنفسها خصائصها: صورة حية للحركة الأبدية "لكن أيضا"مختلف أحوال الروح هي دائمة مرتبطة بأحوال الجسم وإثبات تلك التبعية وأسبابها ليس أفضل من التشريح المقارن لنفتح أحشاء الإنسان والحيوانات".
2 ـ الإنسان في جسمه كما في وظائفه الذهنية الأعلى: الذاكرة، الوعي، التفكير، العبقرية، التمييز بين الخير والشر واللذة ليس أقل ماكينية من الحيوان" الكل مرتبط بالطريقة التي ركبت بها ماكينتنا ".
النتيجة: نفهم أن التحول من الحيوانات إلى الإنسان ليس عنيفا كما قد يتصوره مؤمن غير مطلع.
3 ـ يشكل لاميتري نظرة توحيدية متجانسة للطبيعة التي تتضمن درجات تنظيم:" هذه هي تجانسية الطبيعة التي بدأنا نلتمسها والتشابه في مملكة الحيوان والنبات، من الإنسان إلى النبات".
اللازم: الإنسان الماكينة يعد ويهيأ التصور الماكيني للإنسان من أجل رده للطبيعة أكثر، الطبيعة كلها هي ماكينة ذاتية الضبط.
4 ـ لم يكن في نية لاميتري أن يفتح للإنسان منظورا للخروج من ظروفه وشروطه على العكس يهدف إلى حصره في الطبيعانية كلية=" الجسمانية هي كل الإنسان وبدون بقايا وسيدها هي اللذة: " المتعة سيدة الناس والآلهة، أمامها كل شيء يختفي حتى العقل نفسه.
التسلسل الفكري:
1 ـ إذا كان الإنسان آلة طبيعية أليس ممكننا بالتقدم التكنولوجي التفكير أنه يوما ما يكون هو الماكينة، ماكينة أخرى من نظام أكثر تعقيدا أعلى يمكنها أن تكمله أو تعوضه؟
2 ـ لكن نحتاج إلى طفرة أخرى أساسية ليس فقط تكنولوجية ولكن أيضا ايديولوجية: في عصر المعلومة ونانوتكنولوجي ليست الروح ولكنه الجسم من يصبح بالقوة إضافة مزعجة أما الروح فلا نحتاج إلى جوهرنتها فكل وظائفها يمكن أن تقوم بها رقاقات صغيرة.
3 ـ التطور الاصطناعي يستأنف التطور الطبيعي: ينفصل العقل كلية عن الطبيعة، ويمكن أن يتخيل الحصول على جسم آخر غير قابل للتغير والفساد، وهكذا ننتقل من إنسان المتعة عند لاميتري إلى ما بعد الإنسان بدون إحساس وبدون رغبة لا يموت لأنه لم يعش.
4 ـ الرؤية الماكينية للعالم وللإنسان شهدت طفرات عدة لكن حملها نفس التيار: معرف لفترة في الطبيعة بعد ذلك توهم أنه يستطيع تجاوزها؟
المراجع: جون ميشال باسني، غدا ما بعد الإنسان ـ نهاية الإنسان فرنسيس فوكياما.
نعود إلى موضوع " انحطاط الغرب":
مفكر غربي آخر انتهى إلى نفس النتيجة هو (دافيد انجلز) صاحب كتاب "الانحطاط" و "أزمة الاتحاد الأوروبي" و"سقوط الجمهورية الرومانية" و"التعايش مع انحطاط أوروبا" صرح أن انحطاط الغرب ليس حادث مسار في الحضارة الغربية بل هو حالة خطيرة، فليس فقط هو اختفاء نموذج سياسي اقتصادي أو اجتماعي، ولكن مجموع ما كان الغرب طيلة ألف سنة.
الغرب ينحط يفكرون كيف يحافظون على ما شكل هوية الغرب بعد اختفائه.
بالنسبة إليه فإن الصدق مع النفس لابد أن يكون الفضيلة العليا لكل حضارة تحترم نفسها، وإذا كنا صادقين فإننا في طور الانحطاط، هكذا قال.
قال: انحطاط الغرب أثبته وبرهن عليه (أزوالد سبنغلر) و(أرنولد توينبي) ليس مجرد حادث عابر حادثا في مسيرة، ولكنه مطبوع في منطق تاريخ الغرب نفسه الذي هو الآن مصاب بأزمة سياسية اقتصادية ديموغرافية عرقية واجتماعية غير مسبوقة تقودـ كما قادته قديما ـ إلى تمزق وحروب أهلية قبل السقوط في حكم إطلاقي يعيد الاستقرار لكن مع جمود ثقافي، وهذا ما ينتظر الغرب في العشريتين القادمتين، وما على الغربيين الا الاستعداد لذلك.
حقيقة التطورات الثقافية التي تجري حاليا مرعبة: شيخوخة السكان، الذكاء الاصطناعي، الهجرة الكبيرة، تفكك الدولة الأمة، التدمير الذاتى للمنظومة التعليمية والجامعية، تأخر الغرب بالنسبة للصين، تحول الديمقراطية إلى تقنوقراطية.
لذا فإن عملية الانحطاط مبرمة غير رجعية، فالنظام السياسي مهشم، وكذلك التضامن الاجتماعي بين مختلف المجموعات المجتمعية والثقافية؛ وهامش التصرف يضيق في كل يوم فغاية الإصلاحات أنها ستوقف ازدياد الانهيار للحفاظ على ما تبقى من الحضارة الغربية.
وفي الحقيقة فإن تثبيت الانحطاط بالعودة الغرب إلى قيمه غير ممكن لأن قيمه نفسها بلغت حدها، وولدت ما تحمله في أعماق ذاتها فقط، وهو ما أكده هذا المفكر حيث قال: انحطاط الغرب يأتي من داخله وليس من خارجه.
يواصل بانه حتى أثر الإنسان على الطبيعة هو جزء من الانحطاط الغربي، وانه بدون التخلي عن الأيديولوجية المادية: الاستهلاكية، الأنانية، لا يمكن الطمع في بعض التوازن.
ماهي العلامات الأخرى التي تدل على انحطاط الغرب والتي يمكن لأي منا أن يعاينها؟
هي: تدمير العائلة التقليدية، صعود التفاهة، الخواء الروحي، أزمة الفلسفة حيث لم يعد الغرب قادرا على انتاج فيلسوف حقيقي ويقول إن آخرهم هو سارتر، الليبرالية تقتل الغرب عيانا تقتل أخلاقه الفطرية والدينية الموروثة، والجمهورية ستموت على يد الحرية كما قال سبنوزا.
إضافة إلى أن الإنسان الغربي أكثر من غيره يعاني من القلق والانزعاج، وفقدان المعنى والانحطاط الأخلاقي للنخبة التي لم تعد تهتم بالصلاح العام، والنسبوية التي تقطع أي ارتباط بالقيم الثابتة، والتجزئية العلمية التي حولت كل العلوم إلى تجارة ربحية محضة.
هناك عدة كتب بحثت الموضوع غير التي أشرت إليها في هذا المقال، مثل: العولمة أفول الغرب لإيلي آريي ـ غروب الغرب يوميات الانحطاط ـ نهاية المستقبل زوال التقنية وأزمة الغرب لـ جون جيمبل ـ انحطاط الغرب لـ فرنشيسكو كالاركو.
في مقال آخر سنتحدث عن انحطاط الغرب برؤية إسلامية إن شاء الله تعالى.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...
أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...
[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...
ad يترقب المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي بدء تفعيل التأشيرة الخليجية الموحدة بعد مرور أكثر من ع...
Bullying is a repeated aggressive behavior that involves an imbalance of power between the bully and...
فاللغة العربية ليست فقط لغة المسلمين، ووسيلة لتحقيق غاية أخرى وهي تعديل سلوك التلاميذ اللغوي من خلال...
1-تعتبر أسرة محمد آل علي الإبداع والإبتكار هي أول نقطة في الإنطلاق إلى التحسين في شتى المجالات حيث ق...
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...