Online English Summarizer tool, free and accurate!
الاعتذاريات الصهيونية:
والسمات الخاصة بالجيب الصهيوني ليست أمرا مـتـصـلا بـجـذوره أو بخصائصه اوضوعية فحسب بل إن خصوصيته لتعبر عن نفسها ورا بطريقة أكثر وضوحا في الاعتذارات الصهيونية وفي الطريقة التي يسوغ بها الصهاينة الحقوق ازعومة التي خلعوها على أنفسهم. وقد قال الكاتب آموس كينان: »إن تفرد الصهيونية لا يقع في استصلاح الصـحـاري وإـا في الكذبة الحلوة التي تـصـحـب تـلـك الـعـمـلـيـة« )٢٦(. ولكن لنـبـدأ بـعـرض الاعتذاريات الصهيونية الاستعمارية العامة أي الاعتذاريات التي لا تصدر من منطلق أو تسويغ صهيوني خاص وإا تصدر من منطلـق اسـتـعـمـاري عام ثم نتناول بعد ذلك الاعتذاريات الخاصة والقاصرة علـى الاسـتـعـمـار
قامت الجيوب الاستيطانية بتقد اعتذاريات مفصلة لتسويغ وجودها الشاذ في كل من آسيا وأفريقيا. وفي بعض وا سكاني غربي أجنبي في قارتي أفريقيا واسيا وقد وصف اللورد بلفور عملية الاستعمار الاستيطاني بأنها تعبير عن »حقوق وامتيازات الأجناس الأوروبية« واعتبر عدم اساواة ب الأجناس حقيقة تاريخيـة واضـحـة)٢٧(. أما ريتشارد كروسمان فـكـان يرى أن الاستعمار الاستيطاني الأوروبي يصدر من منطلق حق الرجل الأبيض في جلب الحضارة إلى »السكان الأقل تحضرا في آسيا وأفريقيا وذلك عن طريق الاحتلال الفعلي للقارت حتى لو أدى ذلك إلى إبادة السكان الأصلي« )٢٨( ولا شك أنها طريقة غريبة ومدهشة أن تدخل الحضـارة إلـى شـعـب عن طريق إبادته. أما ماكس نوردو فـقـد اقـتـرح حـتـى قـبـل تـبـنـيـه لـلـرؤيـة الصهيونية وشيا مع نظرتـه الـعـنـصـريـة الاسـتـعـمـاريـة تـوطـ الـعـمـال الأوروبي العاطل ليحلو عل »الأجناس الدنيا« التي لا تستـطـيـع الـبـقـاء
هذا وقد قدم الزعيم وافكر النازي ألفريد روزنبرج حجة اثلة لإثبات
برائه خلال محاكمته في نورمبرج مؤكدا للقضاة العلاقـة الـعـضـويـة بـ العنصرية والاستعمار. إذ أشار إلى أنه عثر على لفظ »سوبرمان« لأول مرة في كتاب عن حياة اللورد كتشنر الرجل »الذي قهر العالم«. وب روزنبرج أيضا أنه صادف عبارة »العنصر السيد« أو »العنصر اتفوق« في مؤلفـات عالم الأجناس الأمريكي ماديسون جرانت والعالم الفرنسي لابوج. ثم أشار أخيرا إلى أن هذا الضرب من التفكير الانثروبولوجي ليس سوى اكتشـاف بيولوجي جاء في ختام أبحاث دامت ٤٠٠ عام )٣٠( أي أن النظرية العنصرية ونظريات التفوق العرقي هي جزء أصيل من فكر الحضارة الغربية الحديثة
ومـع ازديـاد الحـاجـة إلـى الأســواق والأراضــي وازديــاد حــدة الأزمــات
الاقتصادية والدوجرافية في أوروبا ازدادت النظريات العنـصـريـة حـدة وعمقا. وقد ب مؤلف مدخل »العنصرية« في دائرة اعارف البريطانية أنه ليس من قبيل اصادفة »أن العـنـصـريـة ازدهـرت فـي وقـت حـدوث الـوجـه الثانية الكبيرة من التوسع الأوروبي والتكالب على أفريقيا«. )٣١( وكما بينا
الأيديولوجية الصهيونية
الإستعمار الصهيوني
من قبل حاول الصهاينة التعلق بذيل الاستعـمـار دائـمـا فـلـيـس غـريـبـا أن نجدهم ينتسبون إلى الجنس الأبيض حتى يتمكنوا من اشاركة في ازايا والحقوق التي منحها الرجل الأبيض لنفسه وحتى يساهموا في حمل عبئه الخماري الثقيل. فنجد أن عالم الاجتماع الصهـيـونـي )آرثـر روبـ )١٨٧٦- ١٩٤٣( يؤيد في دراستـه يـهـود الـيـوم الـنـظـريـة الـتـي تـؤكـد مـواطـن الـشـبـه الجسماني ب الجنس اليهودي وأجناس آسيا الصغرى ولا سيما الأرمن ; إذ إنه يفضل-على حد قوله-أن يرى اليهود أعضاء في »الجنس الأبيض« و يرحب بأية محاولات نظرية ترمي إلى »توجيه الضربات للنظرية السامية« )أي انتساب اليهود للعرق السامي أو الحضارة السامية()٣٢(. ويرى روب أن الاختلاف العنصري ب اليهود الأوروبي ليس كبيرا إلـى درجـة تـؤدي
إلى التشاؤم من ثمار الزواج اﻟﻤﺨتلط ب أعضاء الجنس )٣٣(. وثمة اتجاه في التفكير الصهيوني يقصـر لـفـظ »يـهـودي« عـلـى الـيـهـود البيض وحدهم أي الاشكناز. وقد أفصح روب عن هذه الفكرة بصراحة بالغة في كتابه الآنف الذكر حيث يناقش أثر الحركة الصهيونية على وعي كثير من »اليهود الغربي« وكيف أن محاولات الاستيطان الصهيونية كانت تستهدف-أساسا-تجنيد اليهود الأوروبي لا اليهود الشرقي على الرغم من أن »تجنيد وتوط اليهود الشرقي )من اليمن والغرب وحلب )سوريا(
والقوقاز( في استعمرات الزراعية كان أكثر سهولة ويسرا« )٣٤(. ولكن على الرغم من أن اﻟﻤﺨطط الصهيـونـي الـواعـي اسـتـبـعـد الـيـهـود الشرقي فإنهم مع هذا قد »تسربـوا إلـى فـلـسـطـ فـعـلا« وهـو الأمـر الذي لم يجد عنده القبول أو الرضا ; لأن »الوضع الروحي والثقافي لهؤلاء اليهود كان منخفضا إلى حد أن اﻟﻤﺠرة الجماعية لا بد أن تؤدي إلى خفض استوى لحضاري العام لليهود ]الأشكناز[ في فلسط وستؤدي إلى نتائج سلبيا كثيـرة«. )٣٥( )وبعد مضي نصف قرن ردد أبا إيبان الكلمات نفسـهـا
وقد ذكر روب قارئه بأن الاشكناز بسبب طبيعة حياتـهـم فـي أوروبـا
وبسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له قد اجتازوا »عملية طويلة من الاختيار« وصراعا مريرا من أجل الحياة وهو صراع »لا يستطيع البـقـاء فـيـه سـوى الأكثر ذكاء والأكثر قوة«. ولذلك ت المحافظة على »اواهب الـعـنـصـريـة
الطبيعية العظيمة« التي يتمتع بها اليهود بل وتقويتها. وقد ساهمت عوامل أخرى أيضا في تصفية غير اوهوب وفي الإبقاء على »الأكثر مـوهـبـة« الأمر الذي شكل ضمانا أكيدا على »التقدم الفكري للجنس« اليهودي. وبعد ذلك نبه روب قارئه إلى الحقيقة القائلة بأن عملية الاختيار العنيفة هذه التي تتم-أساسا-عن طريق الاضطهاد والعزل )أي الجـيـتـو( لا تـنـطـبـق إلا على الأشكناز وحدهم ; ولذلك وعلى الـرغـم مـن اشـتـراكـهـم فـي الجـذور العرقية مع السفارد فإن الصراع من أجل البقاء أدى إلى تفوق الأشـكـنـاز »في النشاط والذكاء واقدرة العلمية على السفارد وعلى اليهود العرب«.٣٦( لكل ما تقدم يرى روب أن الحقوق التي يدعيها الرجل الأبيض لنفسه لا تنطبق على السفارد وإا تنطبق على الأشكناز وحدهم فهم وحـدهـم القادرون على حماية عبء الرجل الأبيض وعلى اغتصاب آسيا وأفريقـيـا )ولا كن للسفارد أن يحظوا بهذا الشرف الحضاري إلا بسبب الضرورة الاقتصادية الحة كأن يسمح لهم بالاستيطان في الجيب الصهيوني لأداء بعض الأعمال الشاقة التي يقوم بها العرب وبالأجر نفسه الذي يتقاضـاه
العرب وعلى شرط أن يأتوا في أعداد صغيرة(. )٣٧( إن هذه الرؤية للمستعمر الصهيوني بوصفـه رجـلا أبـيـض مـوضـوعـة
أساسية في الاعتذاريات الصهيونية فتوردور هرتزل كان يؤمن ام الإان بتفوق الرجل الأبيض وكان مدركا ام الإدراك لـضـرورة الـتـنـسـيـق بـ الخطة الصهيونية الاستعمارية واشروعات الاستعمارية اماثلة حـتـى لا تتعارض الحقوق اﻟﻤﺨتلفة »للبيض«. ولذلك قرر الزعيم الصهيوني قبل أن يجتمع بتشامبرل أن من الضروري قبل مناقشة الخطة الصهيونيـة أن يب لوزير استعمرات البريطاني أن هناك »بقعة ما في امتلكات الإنجليزية ليس بها حتى الآن أناس بيـض« )٣٨(. وقد ب الروائي الإنجليزي وافكـر الـصـهـيـونـي إسـرائـيـل زانجـويـل )١٨٦٤-١٩٢٦( فـي خـطـاب لـه أمـام اـؤـر الصهيوني السادس )١٩٠٣( أن الاستيطان الصهيوني في شرق أفريقيا سيكون وسيلة ضاعفة »عدد السكان البيض« التابع بريطانيا هناك. )٣٩( )ولكن يبدو أن استوطن البيض هناك لم يقبلوا تعريف اليهودي على أنه رجـل
أبيض لأنهم عارضوا الاستيطان الصهيوني(. وقد حاول الصهاينة تسريع الاستعمار الصهيونـي بـالـرجـوع إلـى فـكـرة
الأيديولوجية الصهيونية
الإستعمار الصهيوني
التفوق الحضاري الغربي وانطلاقا من هـذا الـتـصـور تحـدث هـرتـزل عـن الإمبريالية على أنها نشاط نبيل الهدف منه جلب الحضارة إلى الأجناس الأخرى التي تعيش في ظلام البدائية والجهل )٤٠(. وقد كان هرلزل ينظر إلى مشروعه الصهيوني من خلال ذلك انظار الغربـي حـ كـتـب رسـالـة إلى دوق بادن يؤكد له فيها أن اليهود عندما يعودون إلى »وطنهم التاريخي« وإنهم سيفعلون ذلك بصفتهم »ثل للحضارة الغربية« وأنهم سيجلبـون معهم »النظافة والنظام والعادات الغربية الراسخة إلـى هـذا الـركـن اـوبـؤ والبالي من الشرق« وسيقوم الصهاينة بصفتهم من اؤيـديـن اـتـحـمـسـ للتقدم الغربي د خطوط السكك الحديدية في آسيا التي تعد الـطـريـق البري للشعوب اتحضرة. )٤١( ولقد أكد هرتزل أن الدولة اليهودية ستكون »جزءا من حائط يحمي أوروبا في آسيا ويكون حصنا منيعا للحضارة في
وتؤكد كثير من تصريحات الصهاينة أنهـم لا يـعـتـبـرون أنـفـسـهـم كـيـانـا
عنصريا منفصلا فحسب بل يعتبرون أنفسهم أيضا أعـضـاء فـي الجـنـس الأبيض. ففي كتاب بعث إسرائيل ومصيرها ب بن جوريون عددا من أوجه التشابه ب الصهاينة وغيرهم من استعمرين البيض. وفي عام ١٩١٧ كتب الزعيم الصهـيـونـي مـقـالا تحـت عـنـوان فـي »يـهـودا والخـلـيـل« وصـف فـيـه استوطن الصهاينة في فلسـطـ لا بـوصـفـهـم عـامـلـ فـي هـذه الأرض فحسب بل على أنهم غزاة لها »لقد كنا جماعة من الفاتح«. وفي مقال آخر بعنوان »الحصـول عـلـى وطـن قـومـي« كـتـبـه عـام ١٩١٥ قارن بـن جوريون ب الاستيطان الصهيوني والاستيطان الأمريكي في العالم الجديد مستحضرا صورة اعارك العنيفة »التي خاضها استوطـنـون الأمـريـكـيـون ضد الطبيعة الوحشية وضد الهنود الحمر الأكثر وحشية«. )٤٤( وا لـه مغزاه أنه ساوى ب الطبيعة والهنود بل وضعهم في مرتبة أدنى إذ هم أكثر وحشية منها. هذه اساواة تؤدي إلى تجريد الإنسان وتحويـلـه إلـى مـجـرد جزء من دورات الطبيعة الأمر الذي يجعل إبادته أو نقله أمرا مقبولا بـل مرغوبا. أما وايزمان فقد فضل في كتاب المحاولة والخطأ أن يقارن ب استوطن الصهاينة من جهة واستوطن الفرنسي في تونس واستوطن البريطاني في كندا واستراليا من جهة أخرى. )٤٥( كما أظهر أيضا تعاطفا
ملحوظا إزاء استوطن البيض في جنوب أفريقيا. )٤٦( ونفس الاتجاه العنصري الذي يسوغ الاستعمار والعنف والإبادة باسـم
التقدم يتضح في مذكرة بعـث بـهـا وايـزمـان إلـى الـرئـيـس تـرومـان فـي ٢٧ نوفمـبـر ١٩٤٧ يشرح له فيها أن اﻟﻤﺠتمع الصهـيـونـي فـي فـلـسـطـ يـضـم- أساسا-فلاح متعلم وطبقة صناعية ماهرة تعيش على مستوى عال ثم قارن ب هذه الصورة »اشرقة« والصورة الكئيبة للمجتمعات الأمية الفقيرة )في فلسطـ()٤٧(. وبطبيعة الحال لم يحاول وايزمان أن يشـرح لـلـرئـيـس الأمريكي السبب الكامن وراء هـذا الـوضـع ولا الـسـبـب الخـفـي وراء عـدم بزوغ فجر الحضارة بعد خمس عاما من الاستعمار البريطاني والصهيوني.ولكن على الرغم من شيوع أسطورة اليهودي الأبيض وحقه في استعمار
فلسط فإنها لا تحتل مركـز الـصـدارة فـي اـصـطـلـح الـصـهـيـونـي; إذ أن الاعتذاريات الصهيونية تستند بصفة جوهرية إلى فكرة اليهودي الخالص )التي سنعرض بالتفصيل في الفصل الثامن(. واليهودي الخالص غير مرتبط بأي جنس أو حضارة شرقية كانـت أو غـربـيـة إذ أن الـيـهـود حـسـب هـذا التصور يشكلون جنسا مستقلا أو أمة مستقلة وليسوا مجـرد سـلالـة مـن سلالات الجنس الأبيض أو الخمارة الغربية. وفكرة اليهودي الخالص مثل فكرة الرجل الأبيض اتفوق نح اليهود حقوقا معينة مقدسة وخالـدة لا تتأثر بأية اعتبارات أو مطالب تاريخية. ولا كن حتى للفلسطيني أنفسهم أن يكون لهم حقوق أقوى أو حتى اثلة لحقوق اليهود في فلسط. ويتضح هذا التصور في كلمات الحاخام ج. ل. هاكوه فيشمان ميمون أول وزير للشئون الدينية في إسرائيـل الـذي أكـد أن الـصـلـة بـ الـشـعـب الـيـهـودي وأرضه مقدسة أو هي سر من الأسرار الدينية.سماوية وأبدية«. )٤٨( وفـي مـجـال الـدفـاع عـن هـذه الأسـطـورة نـصـح مـنـاجـم بـيـجـن بـعــض
استوطن الصهاينة عام ١٩٦٩ أن يعيشوا جغرافيا في فلسط مع مواصلة
144
الإستعمار الصهيوني
التظاهر والاعتقاد والزعم بأنها أرض إسرائيل. »إذا كانت هذه هي فلسط وليست أرض إسرائيل إذن فأنتم فاتحون ولستم مزارع يفلحون الأرض أنتم إذن غزاة. إذا كانت هذه فلسط فهي تنتمي إذن للشعب الذي عاش هنا قبل أن تأتوا إليها. لن يكون لكم حق العيش فيهـا إلا إذا كـانـت »أرض إسرائيـل«.٤٩( وإذا أصبحت فلسط الأرض اقدسـة أو ارض يـسـرائـيـل تصبح حقوق اليهود الخالدة سارية افعول عليها فيصبح من امكن الادعاء بأن فلسط »أرض بلا شعب لشعب بلا أرض«. لقد كان الصهاينة يدركون أن الفلسطيني يعيشون في فلسط وأن اليهود اشرديـن يـعـيـشـون فـي الأراضي التي وللوا فيها. ولكن الرابطة الأبدية ب الأرض والشعب اليهودي هي التي تجعل من اليهود مجرد مشردين ورحل بلا جذور على الرغم من وجودهم في أوطانهم في كل أنحاء العالم وهي التي تنكر وجود الفلسطيني وتجعل مطالبهم القومية مسألة هاشية.فاضحة. أن أسطورة الحقوق الأبدية لليهودي الخالص في أرض فلسط التي
تفترض هامشية السكان الأصلـيـ هـي شـكـل مـن أشـكـال الاعـتـذاريـات يتسم بدرجة كبيرة من الغموض واللاأخلاقية تفوق غموض ولا أخلاقـيـة الاعتذاريات العنصرية التقليدية التي تنسب التفوق الحضاري للمـسـتـغـل والتدني الحضاري للمستغل; فالأساطير التقليدية-في نهاية الأمر-تعتـرف بوجود الغير أما الأسطورة الصهيونية الخاصة بـالحـقـوق الـيـهـوديـة فـهـي ترفض الاعتراف بوجوده. إن فلسط الأرض اقدسة »بلد بلا سكان«)٥٠( لأن امتلاك فلسط ليس من حق السـكـان الأصـلـيـ ولا ـكـن لـلـبـشـر »يهودا كانوا أم عربا« أن يتساءلوا عن معنى هذا القرار? لأن »محور مشكلة فلسط« وفقا ا قاله بن جوريون كل »يتلخص في حق اليهود اشتت في
العودة«)٥١( وهو حق مطلق قائم منذ بداية التاريخ وحتى آخره.145
الليبرالي نظرا لأن عنصريتها غير تقليدية وغير واضحة. ولكن الأهم من هذا هو أن مدى الأسطورة محدودة لأن فعالية الحقوق اليهودية اقدسة لا تنصب على العالم بأسره وإا تنصب على فلسط وحدها. ومن اعروف أن الاعتذاريات العنصرية التقليدية مثل الأيديولوجيا النازية تـقـوم عـلـى تقسيم جميع الأجناس في العالم إلى »متفوق« و »ذي مكانة دنيا« ومن هذا انظور احتل الساميون والزنوج أينما وجدوا اكانة الدنيا في ح احتل الآريون )وعلى الأخـص الـتـيـوتـون( اـكـانـة الـعـلـيـا. وـا يـذكـر أن مـجـال الإمبريالية الغربية كان عايا ولذلك فقد تطـلـب الأمـر اعـتـذاريـات تـقـوم بتبويب عاي للأجناس يشمل الجنس البشري بأسره. هذا علـى الـعـكـس من الاستعمار الصهيوني الذي يهدف إلى احتلال فلسط واناطق اﻟﻤﺠاورة لها ولا يشمل العالم بأسره. لذا لم يكن ثمة ضرورة أن تشمل الاعتذاريات الصهيونية كل الأجناس في كل العالم وإا انصبت على إقليـم واحـد هـو فلسط وعلى شعب واحد هو الشعب الفلسطيني بخاصة والعرب بعامة. وقد ساهم ادى المحدود لأسطورة الحقوق الأزلية لليـهـودي الخـالـص في الأرض اقدسة في إزالة أية توترات ب الاستعمار الصهيوني والقوى الاستعمارية الكبرى اﻟﻤﺨتلفة في أوروبا. فالصهاينة احتفـظـوا بـالانـسـجـام التام مع هذه القوى لألهم ربطوا حقوقهم الأزلية بقطعة أرض واحدة فحسب وهو ما يعني علم وجود مجال للتناقض ; فلن ينكمش مسرح الإمـبـريـالـيـة العاية إلا قدار قطعة أرض واحدة. بل إن الصهاينة كما بينا من قـبـل اظهروا أن الدولة الصهيونية لن تستقل بهذه الأرض وإا ستجد لنفسها مكانا ضمن إحدى الإمبراطوريات الاستعمارية. ولقد حرص هرتـزل
عل أن يب »توازي« اصلحة ب كل من بريطانيا والصهاينة )٥٢(. ولعل من أصدق الأمثلة على تحقق الانـسـجـام بـ الـصـهـايـنـة وإحـدى القوى الإمبريالية التعاون الذي ب النازي والصهـايـنـة ; فـلـقـد شـرع الصهاينة في نقل اليهود خارج الأرض النازيـة إلـى أرض أخـرى وتـسـاهـل النازيون في هذا الصدد بل وتعـاونـوا مـعـهـم. فـقـد جـاء فـي أحـد الأوامـر النازية التي أصدرها البوليس السري البفاري يونيـخ فـي ١٣ ابريل عام ١٩٣٥ أن »النشاط الصادق الذي يبذله الصهاينة في مسألة الهجرة تتقابل
146
الإستعمار الصهيوني
في منتصف الطريق مع نوايا الحكومة النازية فيما يتعلق بأبعاد اليهود عن أانيا«. وقد آمن الصهاينة بدورهم بأن جهود النازي الرامية إلى إيقـاف عملية دمج اليهود في اﻟﻤﺠتمع الأاني وتهجيرهم إلى فلسطـ »ـكـن أن
يكون حلا عادلا لكل من الجانب« الصهيوني والنازي. وهم كل حق في هذا من بعض النواحي ; فالنازية عـلـى سـبـيـل اثال لم تكن عنصرية بإزاء الياباني. والصهيونية أيضا في العالم الغربي ليست سوى أيديولوجية سياسية وضعها اليهود من أجل اليهود تخـصـهـم هم وحدهم ولا تتضمن أي ييز ضد أي شخص في الولايات اتحـدة أو إنجلترا. بل لقد دافع بعض الغربي عن الدور الإيجابي البناء الذي تلعبه الصهيونية ب الأمريكي اليهود حيث تزودهم بالشعور بالترابط والانتماء. وقد تكون وجهة النظر هذه سليمة !! )وإن كنا نرى غير ذلك(. فلو أننا نقلنا الصهيونية من أوروبا وأمريكا إلى آسيا مسرحها الحقيقي لأصبح الأمر جد مختلف ; إذ تفصح الصهيونية عن وجها الـعـنـصـري الـقـبـيـح وـارس أثرها الهدام على اﻟﻤﺠتمع الفلسطيني. والتناقض هنـا لـيـس تـنـاقـضـا بـ نظرية وارسة ولكنه تناقـض بـ نـظـريـة ونـوعـ مـن أنـواع اـمـارسـة أحدهما عرضي ومؤقت )في الغرب( والآخر ضروري وجوهري )في آسيا(. وفي تصوري أن الحكم على الصهيونية لا كن أن يتم في لندن أو باريس وإا ينبغي أن يحكم عليها في مجال ارستها الأساسي ;الشعب الأاني. وا يدعو للسخرية أن بعض اتحدث بلسان حكومة التمييز العنصري
بجنوب أفريقيا والذين لا يهتمون بالتجربة الصهيونية العرضية في الغرب قد وضعوا تقوا واقعيا للتجربة الصهيونية في آسيا.147
على أساس عنصري فقال: »إذا كان التفريق خاطئا في الحالة الأولى فهو لا شك خاطئ أيضا فـي الحـالـة الـثـانـيـة« )٥٤(-أي أن الاعتذاريات مـهـمـا بلغت من تركيب ودهاء لا تغير بتاتا من حقيقة افرقة العنصرية والحقوق اقدسة التي تجب فوق الآخرين سواء استـنـدت إلـى أسـاس عـنـصـري أو
إلهي أو إثنى هي في نهاية الأمر تعد على حقوق الغير.٣- عبء اليهودي الاشتراكي:
وإذا كانت الاعتذاريات التي تستند إلى فكرة اليهودي الخالص فـريـدة وقاصرة على الصهـايـنـة فـالاعـتـذارات الـتـي تـسـتـنـد إلـى فـكـرة الـيـهـودي الاشتراكي قد تكون اكثر فردية وطرافة. فكما أشرنا من قبل انضم كثير من الشباب اليهودي إلى صفوف الحركات الثورية الأمر الذي سبب الحرج الكثير لليهود اندمج. وقد باعت الصهيونية نفسها عـلـى أنـهـا الحـركـة التي ستحول الشباب اليهودي عن طريق الثورة. وظهرت أسطورة الاستيطان العمالية لتحقيق هذا الهدف وتقوم هذه الأسـطـورة بـتـسـويـغ الاسـتـيـطـان الصهيوني لا باسم التفوق العنصري أو التقدم الحضاري الأزلي أو الحقوق اقدسة الأزلية بل على أسس »اشتراكية علمية:> إذ تستند الحقوق اليهودية- حسب هذه الأسطورة-إلى اثل الاشتراكية العليا )ا في ذلك نبل الـعـمـل اليهودي وكذلك إلى تفوق الصهاينة العلمي والتكنولوجي والى أنهم حملة التقدم للشعوب اتخلفة. ولم يكن هذا انطق قاصرا اما على الصهاينة فـثـمـة اتجـاه داخـل الحـركـة الاشـتـراكـيـة الـغـربـيـة يـطـلـق عـلـيـه اصـطـلاح »الاشتراكية الإمبريالية« التي تضم أولئك الاشتراكـيـ الـذيـن وجـدوا أن من المحتم عليهم باسم التقدم والأية وتأييد الإمبريالية الغربيـة لألـهـا تعبير عن الرأسمالية الغربية أعلى مراحل التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي بلغه الإنسان وكانوا يرون أن الإمبرياليـة بـغـزوهـا آسـيـا وأفـريـقـيـا ستقضي على كل اﻟﻤﺠتمعات التقليدية فيها كما ستقضي أيضا على التخلف وستجلب الصناعة والتقدم لها. ومن هذا انطلق شجع بـعـض أتـبـاع سـان سيمون الاستعمار الاستيطاني في الجزائر كما دافع كثير من الاشتراكي
الهولندي عن »هجمة« بلادهم الحضارية على الإندونيسي. وقد خرجت أسطورة الصهيونية العمالية من هذه اﻟﻤﺠموعة من الأفكار
148
الإستعمار الصهيوني
فلم يكن استوطنون الصهاينة مجرد يهود فحسب بل كانـوا أيـضـا روادا: زراعي اشتراكي حراث أرض أجدادهم. وقد كتب الفيلسوف الصهيوني الأاني الأصل مارتن بوبـر )١٨٧٨-١٩٦٥( لغاندي يقول: »إن مستوطنينا لـم يجيئوا إلى فلسط كما يفعل استعمرون الغربيون الذين يطلبون من أهالي البلاد أن يقوموا بكل الأعمال لهم بل انهم يـشـدون بـأكـتـافـهـم المحـراث و يبذلون قوتهم ودمهم من أجل أن تصبح الأرض مثمرة«. وقد عاد استوطنون العبريون الجدد إلى الأرض مثقل اضي يهود الشتات بكل مـا فـيـه مـن شذوذ وطفيلية. وتقول النظرية العمالية الصهيونية إنه من خـلال الـعـمـل العبري كن للمستوطن الجديد أن يطهر نفسه ا علق بها من شوائب وأدران ; فاستوطنون إا يحررون أنفسهم ح يحررون الأرض بحرثها والعمل على ازدهارها; »إن هذه الأرض تعترف بنا لألها تثمر من خلالنا« )٥٥( ولقد صيغت الرسالة بأكملها بأسلوب يتسم بالبراءة اتناهية وبالأبعاد الكونية حتى لتجعل ارء الذي يقرؤها يشعر بارتفاع هائـل ـعـنـويـاتـه.ازعجة. ولقد نقل أموس آلون الكاتب الإسرائيلي سطرا من أغنية جذابة كان
الرواد الزراعيون يرددونها في استوطنات الإسرائيلية يصفون أنـفـسـهـم فيها بأنهم أول من وصل »مثل العصافير في الربيع« إلى الحقول الـتـهـبـة والأرض اقفرة الجـرداء. )٥٦( وهذه البراءة الكونية وهذا الإان بـقـدرة العمل على الشفاه والتطهير وهذا الالتزام بدأ اساواة تظهر كلها فـي كلمات بن جوريون الذي تحدث عـن مـدى أحـقـيـة الإنـسـان فـي أرض مـا فهذا الحق لا ينبثق عن سلطة سياسية أو سلطة قضائية )فكل هذه الأمور ليست ذات موضوع من وجهة نظر صهيونية عمالية( وإا ينبثق عن العمل. ثم أطلق بن جوريون شعارا ثوريا أحمـر لا بـد أنـه لاقـى هـوى فـي الـقـلـوب الثورية البريئة: »إن الكية الحقيقية والدائمة هي للعمال« )٥٧( بيد أن نقل افاهيم من مستواها وسيأتها إلى مستوى وسياق آخرين يسفر عن نتائـج مختلفة.149
وقد علق. الكاتب الإسرائيلي آموس كنان على هذا النوع من الاعتذاريات الاشتراكية قائلا: إن الصهـيـونـيـة لـم تـك تـسـتـطـيـع تحـقـيـق انـتـصـاراتـهـا وإنجازاتها دون الاستفادة من النفاق الذي تنطوي عليه هـذه الاشـتـراكـيـة فكما أن اسيحية ثلها ومثالياتها كانت ثابة عذر معنوي للصليبيـ
فإن الاشتراكية ثلها ومثالياتها أدت هذه اهمة للصهاينة.٥٨( وإذا نظرنا للجانب الآخر لأسطورة عبء اليهودي الاشتراكي وهو تفوق الصهاينة التكنولوجي )وليس العرقي( الذي سيجعل منهم رسلا لـلـتـقـدم يقومون بتطوير اﻟﻤﺠتمع ودفعه من ارحلة الدنيـا الـتـقـلـيـديـة إلـى اـرحـلـة العليا الحديثة فإننا نجد أن كتابات الصهاينـة تـزخـر بـهـا. وقـد اقـتـبـسـنـا بعضا من كتابات بن جوريون )الصهيوني الاشتراكي( وآخرين في دفاعهم
عن الاستعمار الصهيوني على أنه ثل للحضارة الغربية. ولا شك أن استوطن الصهاينة كانوا عارف بالتكنولوجيا و برسائل التنظيم والقيم السياسية اعاصرة وأنهم كـانـوا جـمـاعـة مـعـاصـرة فـعـلا وأنهم نقلوا قيمهم ومؤسساتهم اعاصرة إلى الوطن الجديد فنظموا النقابات العمالية والأحزاب السياسية وأجروا الانتخابات على أساس صوت واحد لكل ناخب بل إنهم مارسوا أحيانا أشكالا من الاشتراكية من حيث عدالة توزيع الدخل أو الإان بأهمية العمل اليدوي ومساواته بالعـمـل الـفـكـري ولكن كل هذه الأشكال اعاصرة من التنظيم وهذه القيـم الـدـوقـراطـيـة والاشتراكية ظلت قاصرة على الصهاينة وحدهم تطبق علـى مـجـتـمـعـهـم الصغير )ايكرو( وليس على اﻟﻤﺠتمع كله.القومية(. وقد بذل استوطنون قصارى جهدهم في أن يبقوا السكـان الأصـلـيـ
في مستوى حضاري متخلف وأن نعوهم من تنظيم أنفسهم داخـل أطـر معاصرة )نقابات عمال-أحزاب سياسية( وفضلوا التعامل معهم داخل أطر
150
اﻟﻤﺠتمع التقليدي وتنظيماته. ولذا فقد فضلوا التعامل مع كبار الاك وزعماء العشائر. وقد رفض الهستدروت )اتحاد عمال استوطن الصهاينة( السماح للعمال العرب بالانتظام في صفوفه إلا في مرحلة متأخرة كما أن الدولة الصهيونية العصرية الدوقراطية ترفض الاعتراف بحق تـقـريـر اـصـيـر للسكان الأصلي أو حق اشتراكهم في النظام السياسي الصهيوني الجديد عن طريق تكوين الأحزاب والاشتراك في الانتخابات. وهي ترفض أيضا الأيديولوجية العلمانية أساسا لتشكيل دولة تضم كلا من العنصر السكاني
الدخيل والعنصر الأصلي على قدم اساواة. وإلى جانب هذا فهناك الحقيقة الأساسية وهي أن جماعة استوطن
الغزاة تسرق من السكان الأصلي أرضهم أي تسرق منهم الأساس اادي لأي تقدم وتهدم ط حياتهم الإطار الاجتماعي الذي تتحقق مـن خـلالـه ذواتهم التاريخية. ولذا تتغير الأولويات و يصبح واجب اواطـن الأصـلـي الجزائري أو الفلسطيني هو البـقـاء ولـيـس الـتـقـدم ولـعـل هـذا هـو الـذي يفسر سر رفض موسى العلمي لكلمات بن جوريون »الحلـوة الـعـذبـة« حـ تقابـلا عـام ١٩٣٦ في منزل موشى شاريت. فطبقا ـا جـاء عـلـى لـسـان بـن جوريون بدأ الحديث بترديد النغمة )القدة( التي أعدها »عن استنقعات التي يجري تجفيفها والصحاري الـتـي تـزدهـر بـالخـضـرة والـرخـاء الـذي سيعم الجميع«ولكن العربي قاطـعـه قـائـلا: »اسـمـع ! اسـمـع يـا خـواجـه بـن جوريون إنني أفضل أن تظل الأرض هنا جرداء مقفرة ائة عام أخرى أو ألف عام أخرى إلى أن نستطيع نحن استصلاحها ونأتي لها بالخـلاص«. ولم يسع بن جوربون إلا أن يعلق بأن العربي كان يقول الحقيقة وأن كلماته
هو بدت مضحكة وجوفاء اكثر من أي وقت مضى. )٥٩( إن الاعتذاريات الصهيونية مهما بلغت من ذكاء ودهاء ومهـمـا غـلـفـت
151
الاعتذاريات الصهيونية:
والسمات الخاصة بالجيب الصهيوني ليست أمرا مـتـصـلا بـجـذوره أو بخصائصه اوضوعية فحسب بل إن خصوصيته لتعبر عن نفسها ورا بطريقة أكثر وضوحا في الاعتذارات الصهيونية وفي الطريقة التي يسوغ بها الصهاينة الحقوق ازعومة التي خلعوها على أنفسهم. وقد قال الكاتب آموس كينان: »إن تفرد الصهيونية لا يقع في استصلاح الصـحـاري وإـا في الكذبة الحلوة التي تـصـحـب تـلـك الـعـمـلـيـة« )٢٦(. ولكن لنـبـدأ بـعـرض الاعتذاريات الصهيونية الاستعمارية العامة أي الاعتذاريات التي لا تصدر من منطلق أو تسويغ صهيوني خاص وإا تصدر من منطلـق اسـتـعـمـاري عام ثم نتناول بعد ذلك الاعتذاريات الخاصة والقاصرة علـى الاسـتـعـمـار
الصهيوني.
139
١- عبء اليهودي الأبيض:
قامت الجيوب الاستيطانية بتقد اعتذاريات مفصلة لتسويغ وجودها الشاذ في كل من آسيا وأفريقيا. وفي بعض وا سكاني غربي أجنبي في قارتي أفريقيا واسيا وقد وصف اللورد بلفور عملية الاستعمار الاستيطاني بأنها تعبير عن »حقوق وامتيازات الأجناس الأوروبية« واعتبر عدم اساواة ب الأجناس حقيقة تاريخيـة واضـحـة)٢٧(. أما ريتشارد كروسمان فـكـان يرى أن الاستعمار الاستيطاني الأوروبي يصدر من منطلق حق الرجل الأبيض في جلب الحضارة إلى »السكان الأقل تحضرا في آسيا وأفريقيا وذلك عن طريق الاحتلال الفعلي للقارت حتى لو أدى ذلك إلى إبادة السكان الأصلي« )٢٨( ولا شك أنها طريقة غريبة ومدهشة أن تدخل الحضـارة إلـى شـعـب عن طريق إبادته. أما ماكس نوردو فـقـد اقـتـرح حـتـى قـبـل تـبـنـيـه لـلـرؤيـة الصهيونية وشيا مع نظرتـه الـعـنـصـريـة الاسـتـعـمـاريـة تـوطـ الـعـمـال الأوروبي العاطل ليحلو عل »الأجناس الدنيا« التي لا تستـطـيـع الـبـقـاء
خلال معركة التطور)٢٩(. هذا وقد قدم الزعيم وافكر النازي ألفريد روزنبرج حجة اثلة لإثبات
برائه خلال محاكمته في نورمبرج مؤكدا للقضاة العلاقـة الـعـضـويـة بـ العنصرية والاستعمار. إذ أشار إلى أنه عثر على لفظ »سوبرمان« لأول مرة في كتاب عن حياة اللورد كتشنر الرجل »الذي قهر العالم«. وب روزنبرج أيضا أنه صادف عبارة »العنصر السيد« أو »العنصر اتفوق« في مؤلفـات عالم الأجناس الأمريكي ماديسون جرانت والعالم الفرنسي لابوج. ثم أشار أخيرا إلى أن هذا الضرب من التفكير الانثروبولوجي ليس سوى اكتشـاف بيولوجي جاء في ختام أبحاث دامت ٤٠٠ عام )٣٠( أي أن النظرية العنصرية ونظريات التفوق العرقي هي جزء أصيل من فكر الحضارة الغربية الحديثة
وفي قوله هذا الكثير من الصدق. ومـع ازديـاد الحـاجـة إلـى الأســواق والأراضــي وازديــاد حــدة الأزمــات
الاقتصادية والدوجرافية في أوروبا ازدادت النظريات العنـصـريـة حـدة وعمقا. وقد ب مؤلف مدخل »العنصرية« في دائرة اعارف البريطانية أنه ليس من قبيل اصادفة »أن العـنـصـريـة ازدهـرت فـي وقـت حـدوث الـوجـه الثانية الكبيرة من التوسع الأوروبي والتكالب على أفريقيا«. )٣١( وكما بينا
الأيديولوجية الصهيونية
140
الإستعمار الصهيوني
من قبل حاول الصهاينة التعلق بذيل الاستعـمـار دائـمـا فـلـيـس غـريـبـا أن نجدهم ينتسبون إلى الجنس الأبيض حتى يتمكنوا من اشاركة في ازايا والحقوق التي منحها الرجل الأبيض لنفسه وحتى يساهموا في حمل عبئه الخماري الثقيل. فنجد أن عالم الاجتماع الصهـيـونـي )آرثـر روبـ )١٨٧٦- ١٩٤٣( يؤيد في دراستـه يـهـود الـيـوم الـنـظـريـة الـتـي تـؤكـد مـواطـن الـشـبـه الجسماني ب الجنس اليهودي وأجناس آسيا الصغرى ولا سيما الأرمن ; إذ إنه يفضل-على حد قوله-أن يرى اليهود أعضاء في »الجنس الأبيض« و يرحب بأية محاولات نظرية ترمي إلى »توجيه الضربات للنظرية السامية« )أي انتساب اليهود للعرق السامي أو الحضارة السامية()٣٢(. ويرى روب أن الاختلاف العنصري ب اليهود الأوروبي ليس كبيرا إلـى درجـة تـؤدي
إلى التشاؤم من ثمار الزواج اﻟﻤﺨتلط ب أعضاء الجنس )٣٣(. وثمة اتجاه في التفكير الصهيوني يقصـر لـفـظ »يـهـودي« عـلـى الـيـهـود البيض وحدهم أي الاشكناز. وقد أفصح روب عن هذه الفكرة بصراحة بالغة في كتابه الآنف الذكر حيث يناقش أثر الحركة الصهيونية على وعي كثير من »اليهود الغربي« وكيف أن محاولات الاستيطان الصهيونية كانت تستهدف-أساسا-تجنيد اليهود الأوروبي لا اليهود الشرقي على الرغم من أن »تجنيد وتوط اليهود الشرقي )من اليمن والغرب وحلب )سوريا(
والقوقاز( في استعمرات الزراعية كان أكثر سهولة ويسرا« )٣٤(. ولكن على الرغم من أن اﻟﻤﺨطط الصهيـونـي الـواعـي اسـتـبـعـد الـيـهـود الشرقي فإنهم مع هذا قد »تسربـوا إلـى فـلـسـطـ فـعـلا« وهـو الأمـر الذي لم يجد عنده القبول أو الرضا ; لأن »الوضع الروحي والثقافي لهؤلاء اليهود كان منخفضا إلى حد أن اﻟﻤﺠرة الجماعية لا بد أن تؤدي إلى خفض استوى لحضاري العام لليهود ]الأشكناز[ في فلسط وستؤدي إلى نتائج سلبيا كثيـرة«. )٣٥( )وبعد مضي نصف قرن ردد أبا إيبان الكلمات نفسـهـا
تقريبا في كتاب صوت إسرائيل(. وقد ذكر روب قارئه بأن الاشكناز بسبب طبيعة حياتـهـم فـي أوروبـا
وبسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له قد اجتازوا »عملية طويلة من الاختيار« وصراعا مريرا من أجل الحياة وهو صراع »لا يستطيع البـقـاء فـيـه سـوى الأكثر ذكاء والأكثر قوة«. ولذلك ت المحافظة على »اواهب الـعـنـصـريـة
141
الطبيعية العظيمة« التي يتمتع بها اليهود بل وتقويتها. وقد ساهمت عوامل أخرى أيضا في تصفية غير اوهوب وفي الإبقاء على »الأكثر مـوهـبـة« الأمر الذي شكل ضمانا أكيدا على »التقدم الفكري للجنس« اليهودي. وبعد ذلك نبه روب قارئه إلى الحقيقة القائلة بأن عملية الاختيار العنيفة هذه التي تتم-أساسا-عن طريق الاضطهاد والعزل )أي الجـيـتـو( لا تـنـطـبـق إلا على الأشكناز وحدهم ; ولذلك وعلى الـرغـم مـن اشـتـراكـهـم فـي الجـذور العرقية مع السفارد فإن الصراع من أجل البقاء أدى إلى تفوق الأشـكـنـاز »في النشاط والذكاء واقدرة العلمية على السفارد وعلى اليهود العرب«.)٣٦( لكل ما تقدم يرى روب أن الحقوق التي يدعيها الرجل الأبيض لنفسه لا تنطبق على السفارد وإا تنطبق على الأشكناز وحدهم فهم وحـدهـم القادرون على حماية عبء الرجل الأبيض وعلى اغتصاب آسيا وأفريقـيـا )ولا كن للسفارد أن يحظوا بهذا الشرف الحضاري إلا بسبب الضرورة الاقتصادية الحة كأن يسمح لهم بالاستيطان في الجيب الصهيوني لأداء بعض الأعمال الشاقة التي يقوم بها العرب وبالأجر نفسه الذي يتقاضـاه
العرب وعلى شرط أن يأتوا في أعداد صغيرة(. )٣٧( إن هذه الرؤية للمستعمر الصهيوني بوصفـه رجـلا أبـيـض مـوضـوعـة
أساسية في الاعتذاريات الصهيونية فتوردور هرتزل كان يؤمن ام الإان بتفوق الرجل الأبيض وكان مدركا ام الإدراك لـضـرورة الـتـنـسـيـق بـ الخطة الصهيونية الاستعمارية واشروعات الاستعمارية اماثلة حـتـى لا تتعارض الحقوق اﻟﻤﺨتلفة »للبيض«. ولذلك قرر الزعيم الصهيوني قبل أن يجتمع بتشامبرل أن من الضروري قبل مناقشة الخطة الصهيونيـة أن يب لوزير استعمرات البريطاني أن هناك »بقعة ما في امتلكات الإنجليزية ليس بها حتى الآن أناس بيـض« )٣٨(. وقد ب الروائي الإنجليزي وافكـر الـصـهـيـونـي إسـرائـيـل زانجـويـل )١٨٦٤-١٩٢٦( فـي خـطـاب لـه أمـام اـؤـر الصهيوني السادس )١٩٠٣( أن الاستيطان الصهيوني في شرق أفريقيا سيكون وسيلة ضاعفة »عدد السكان البيض« التابع بريطانيا هناك. )٣٩( )ولكن يبدو أن استوطن البيض هناك لم يقبلوا تعريف اليهودي على أنه رجـل
أبيض لأنهم عارضوا الاستيطان الصهيوني(. وقد حاول الصهاينة تسريع الاستعمار الصهيونـي بـالـرجـوع إلـى فـكـرة
الأيديولوجية الصهيونية
142
الإستعمار الصهيوني
التفوق الحضاري الغربي وانطلاقا من هـذا الـتـصـور تحـدث هـرتـزل عـن الإمبريالية على أنها نشاط نبيل الهدف منه جلب الحضارة إلى الأجناس الأخرى التي تعيش في ظلام البدائية والجهل )٤٠(. وقد كان هرلزل ينظر إلى مشروعه الصهيوني من خلال ذلك انظار الغربـي حـ كـتـب رسـالـة إلى دوق بادن يؤكد له فيها أن اليهود عندما يعودون إلى »وطنهم التاريخي« وإنهم سيفعلون ذلك بصفتهم »ثل للحضارة الغربية« وأنهم سيجلبـون معهم »النظافة والنظام والعادات الغربية الراسخة إلـى هـذا الـركـن اـوبـؤ والبالي من الشرق« وسيقوم الصهاينة بصفتهم من اؤيـديـن اـتـحـمـسـ للتقدم الغربي د خطوط السكك الحديدية في آسيا التي تعد الـطـريـق البري للشعوب اتحضرة. )٤١( ولقد أكد هرتزل أن الدولة اليهودية ستكون »جزءا من حائط يحمي أوروبا في آسيا ويكون حصنا منيعا للحضارة في
وجه الهمجية«.)٤٢(. وتؤكد كثير من تصريحات الصهاينة أنهـم لا يـعـتـبـرون أنـفـسـهـم كـيـانـا
عنصريا منفصلا فحسب بل يعتبرون أنفسهم أيضا أعـضـاء فـي الجـنـس الأبيض. ففي كتاب بعث إسرائيل ومصيرها ب بن جوريون عددا من أوجه التشابه ب الصهاينة وغيرهم من استعمرين البيض. وفي عام ١٩١٧ كتب الزعيم الصهـيـونـي مـقـالا تحـت عـنـوان فـي »يـهـودا والخـلـيـل« وصـف فـيـه استوطن الصهاينة في فلسـطـ لا بـوصـفـهـم عـامـلـ فـي هـذه الأرض فحسب بل على أنهم غزاة لها »لقد كنا جماعة من الفاتح«. )٤٣(. وفي مقال آخر بعنوان »الحصـول عـلـى وطـن قـومـي« كـتـبـه عـام ١٩١٥ قارن بـن جوريون ب الاستيطان الصهيوني والاستيطان الأمريكي في العالم الجديد مستحضرا صورة اعارك العنيفة »التي خاضها استوطـنـون الأمـريـكـيـون ضد الطبيعة الوحشية وضد الهنود الحمر الأكثر وحشية«. )٤٤( وا لـه مغزاه أنه ساوى ب الطبيعة والهنود بل وضعهم في مرتبة أدنى إذ هم أكثر وحشية منها. هذه اساواة تؤدي إلى تجريد الإنسان وتحويـلـه إلـى مـجـرد جزء من دورات الطبيعة الأمر الذي يجعل إبادته أو نقله أمرا مقبولا بـل مرغوبا. أما وايزمان فقد فضل في كتاب المحاولة والخطأ أن يقارن ب استوطن الصهاينة من جهة واستوطن الفرنسي في تونس واستوطن البريطاني في كندا واستراليا من جهة أخرى. )٤٥( كما أظهر أيضا تعاطفا
143
ملحوظا إزاء استوطن البيض في جنوب أفريقيا. )٤٦( ونفس الاتجاه العنصري الذي يسوغ الاستعمار والعنف والإبادة باسـم
التقدم يتضح في مذكرة بعـث بـهـا وايـزمـان إلـى الـرئـيـس تـرومـان فـي ٢٧ نوفمـبـر ١٩٤٧ يشرح له فيها أن اﻟﻤﺠتمع الصهـيـونـي فـي فـلـسـطـ يـضـم- أساسا-فلاح متعلم وطبقة صناعية ماهرة تعيش على مستوى عال ثم قارن ب هذه الصورة »اشرقة« والصورة الكئيبة للمجتمعات الأمية الفقيرة )في فلسطـ()٤٧(. وبطبيعة الحال لم يحاول وايزمان أن يشـرح لـلـرئـيـس الأمريكي السبب الكامن وراء هـذا الـوضـع ولا الـسـبـب الخـفـي وراء عـدم بزوغ فجر الحضارة بعد خمس عاما من الاستعمار البريطاني والصهيوني.
٢- عبء اليهودي الخالص:
ولكن على الرغم من شيوع أسطورة اليهودي الأبيض وحقه في استعمار
فلسط فإنها لا تحتل مركـز الـصـدارة فـي اـصـطـلـح الـصـهـيـونـي; إذ أن الاعتذاريات الصهيونية تستند بصفة جوهرية إلى فكرة اليهودي الخالص )التي سنعرض بالتفصيل في الفصل الثامن(. واليهودي الخالص غير مرتبط بأي جنس أو حضارة شرقية كانـت أو غـربـيـة إذ أن الـيـهـود حـسـب هـذا التصور يشكلون جنسا مستقلا أو أمة مستقلة وليسوا مجـرد سـلالـة مـن سلالات الجنس الأبيض أو الخمارة الغربية. وفكرة اليهودي الخالص مثل فكرة الرجل الأبيض اتفوق نح اليهود حقوقا معينة مقدسة وخالـدة لا تتأثر بأية اعتبارات أو مطالب تاريخية. ولا كن حتى للفلسطيني أنفسهم أن يكون لهم حقوق أقوى أو حتى اثلة لحقوق اليهود في فلسط. ويتضح هذا التصور في كلمات الحاخام ج. ل. هاكوه فيشمان ميمون أول وزير للشئون الدينية في إسرائيـل الـذي أكـد أن الـصـلـة بـ الـشـعـب الـيـهـودي وأرضه مقدسة أو هي سر من الأسرار الدينية. وقد يكون للآخرين عـلـى أحسن الفروض صلة ما »سياسية وعلمانية وخارجية وعرضية ومؤقتـة« في ح أن لليهود حتى وهم في حالة الشتات »صلة مباشرة بـهـا صـلـة
سماوية وأبدية«. )٤٨( وفـي مـجـال الـدفـاع عـن هـذه الأسـطـورة نـصـح مـنـاجـم بـيـجـن بـعــض
استوطن الصهاينة عام ١٩٦٩ أن يعيشوا جغرافيا في فلسط مع مواصلة
الأيديولوجية الصهيونية
144
الإستعمار الصهيوني
التظاهر والاعتقاد والزعم بأنها أرض إسرائيل. »إذا كانت هذه هي فلسط وليست أرض إسرائيل إذن فأنتم فاتحون ولستم مزارع يفلحون الأرض أنتم إذن غزاة. إذا كانت هذه فلسط فهي تنتمي إذن للشعب الذي عاش هنا قبل أن تأتوا إليها. لن يكون لكم حق العيش فيهـا إلا إذا كـانـت »أرض إسرائيـل«.)٤٩( وإذا أصبحت فلسط الأرض اقدسـة أو ارض يـسـرائـيـل تصبح حقوق اليهود الخالدة سارية افعول عليها فيصبح من امكن الادعاء بأن فلسط »أرض بلا شعب لشعب بلا أرض«. لقد كان الصهاينة يدركون أن الفلسطيني يعيشون في فلسط وأن اليهود اشرديـن يـعـيـشـون فـي الأراضي التي وللوا فيها. ولكن الرابطة الأبدية ب الأرض والشعب اليهودي هي التي تجعل من اليهود مجرد مشردين ورحل بلا جذور على الرغم من وجودهم في أوطانهم في كل أنحاء العالم وهي التي تنكر وجود الفلسطيني وتجعل مطالبهم القومية مسألة هاشية. ولذا كن إعادة صياغة الشـعـار على النحو التالي: »أرض مقدسة بـلا شـعـب مـقـدس لـشـعـب مـقـدس بـلا أرض مقدسة« وفي هذه القداسة يذوب الفلسطينيون وتصبح مطالـبـهـم أمرا هامشيا وتافها ولقد تحقق كل ذلك دون اللجوء لأية نظريات عرقية
فاضحة. أن أسطورة الحقوق الأبدية لليهودي الخالص في أرض فلسط التي
تفترض هامشية السكان الأصلـيـ هـي شـكـل مـن أشـكـال الاعـتـذاريـات يتسم بدرجة كبيرة من الغموض واللاأخلاقية تفوق غموض ولا أخلاقـيـة الاعتذاريات العنصرية التقليدية التي تنسب التفوق الحضاري للمـسـتـغـل والتدني الحضاري للمستغل; فالأساطير التقليدية-في نهاية الأمر-تعتـرف بوجود الغير أما الأسطورة الصهيونية الخاصة بـالحـقـوق الـيـهـوديـة فـهـي ترفض الاعتراف بوجوده. إن فلسط الأرض اقدسة »بلد بلا سكان«)٥٠( لأن امتلاك فلسط ليس من حق السـكـان الأصـلـيـ ولا ـكـن لـلـبـشـر »يهودا كانوا أم عربا« أن يتساءلوا عن معنى هذا القرار? لأن »محور مشكلة فلسط« وفقا ا قاله بن جوريون كل »يتلخص في حق اليهود اشتت في
العودة«)٥١( وهو حق مطلق قائم منذ بداية التاريخ وحتى آخره. وتتميز أسطورة حقوق اليهود اقدسة التي تستند إلى فكرة اليـهـودي الخالص بأنها لا تسبب الكثير من الحرج للصهاينة أو مؤيديهم في الغرب
145
الليبرالي نظرا لأن عنصريتها غير تقليدية وغير واضحة. ولكن الأهم من هذا هو أن مدى الأسطورة محدودة لأن فعالية الحقوق اليهودية اقدسة لا تنصب على العالم بأسره وإا تنصب على فلسط وحدها. ومن اعروف أن الاعتذاريات العنصرية التقليدية مثل الأيديولوجيا النازية تـقـوم عـلـى تقسيم جميع الأجناس في العالم إلى »متفوق« و »ذي مكانة دنيا« ومن هذا انظور احتل الساميون والزنوج أينما وجدوا اكانة الدنيا في ح احتل الآريون )وعلى الأخـص الـتـيـوتـون( اـكـانـة الـعـلـيـا. وـا يـذكـر أن مـجـال الإمبريالية الغربية كان عايا ولذلك فقد تطـلـب الأمـر اعـتـذاريـات تـقـوم بتبويب عاي للأجناس يشمل الجنس البشري بأسره. هذا علـى الـعـكـس من الاستعمار الصهيوني الذي يهدف إلى احتلال فلسط واناطق اﻟﻤﺠاورة لها ولا يشمل العالم بأسره. لذا لم يكن ثمة ضرورة أن تشمل الاعتذاريات الصهيونية كل الأجناس في كل العالم وإا انصبت على إقليـم واحـد هـو فلسط وعلى شعب واحد هو الشعب الفلسطيني بخاصة والعرب بعامة. وقد ساهم ادى المحدود لأسطورة الحقوق الأزلية لليـهـودي الخـالـص في الأرض اقدسة في إزالة أية توترات ب الاستعمار الصهيوني والقوى الاستعمارية الكبرى اﻟﻤﺨتلفة في أوروبا. فالصهاينة احتفـظـوا بـالانـسـجـام التام مع هذه القوى لألهم ربطوا حقوقهم الأزلية بقطعة أرض واحدة فحسب وهو ما يعني علم وجود مجال للتناقض ; فلن ينكمش مسرح الإمـبـريـالـيـة العاية إلا قدار قطعة أرض واحدة. بل إن الصهاينة كما بينا من قـبـل اظهروا أن الدولة الصهيونية لن تستقل بهذه الأرض وإا ستجد لنفسها مكانا ضمن إحدى الإمبراطوريات الاستعمارية. كمـا أنـهـا سـتـؤدي خـدمـة جليلة للغرب بأبعاد اليهود عن أرض أوروبا الطاهرة. ولقد حرص هرتـزل
عل أن يب »توازي« اصلحة ب كل من بريطانيا والصهاينة )٥٢(. ولعل من أصدق الأمثلة على تحقق الانـسـجـام بـ الـصـهـايـنـة وإحـدى القوى الإمبريالية التعاون الذي ب النازي والصهـايـنـة ; فـلـقـد شـرع الصهاينة في نقل اليهود خارج الأرض النازيـة إلـى أرض أخـرى وتـسـاهـل النازيون في هذا الصدد بل وتعـاونـوا مـعـهـم. فـقـد جـاء فـي أحـد الأوامـر النازية التي أصدرها البوليس السري البفاري يونيـخ فـي ١٣ ابريل عام ١٩٣٥ أن »النشاط الصادق الذي يبذله الصهاينة في مسألة الهجرة تتقابل
الأيديولوجية الصهيونية
146
الإستعمار الصهيوني
في منتصف الطريق مع نوايا الحكومة النازية فيما يتعلق بأبعاد اليهود عن أانيا«. وقد آمن الصهاينة بدورهم بأن جهود النازي الرامية إلى إيقـاف عملية دمج اليهود في اﻟﻤﺠتمع الأاني وتهجيرهم إلى فلسطـ »ـكـن أن
يكون حلا عادلا لكل من الجانب« الصهيوني والنازي. )٥٣( والجدير بالذكر أن النطاق الإقليمي المحدود للأسطورة الصهيونية قد جعل كثيرا من الناس ولا سيما في الغرب يعتقدون أن الصهيونية ليست عنصرية. وهم كل حق في هذا من بعض النواحي ; فالنازية عـلـى سـبـيـل اثال لم تكن عنصرية بإزاء الياباني. والصهيونية أيضا في العالم الغربي ليست سوى أيديولوجية سياسية وضعها اليهود من أجل اليهود تخـصـهـم هم وحدهم ولا تتضمن أي ييز ضد أي شخص في الولايات اتحـدة أو إنجلترا. بل لقد دافع بعض الغربي عن الدور الإيجابي البناء الذي تلعبه الصهيونية ب الأمريكي اليهود حيث تزودهم بالشعور بالترابط والانتماء. وقد تكون وجهة النظر هذه سليمة !! )وإن كنا نرى غير ذلك(. فلو أننا نقلنا الصهيونية من أوروبا وأمريكا إلى آسيا مسرحها الحقيقي لأصبح الأمر جد مختلف ; إذ تفصح الصهيونية عن وجها الـعـنـصـري الـقـبـيـح وـارس أثرها الهدام على اﻟﻤﺠتمع الفلسطيني. والتناقض هنـا لـيـس تـنـاقـضـا بـ نظرية وارسة ولكنه تناقـض بـ نـظـريـة ونـوعـ مـن أنـواع اـمـارسـة أحدهما عرضي ومؤقت )في الغرب( والآخر ضروري وجوهري )في آسيا(. وفي تصوري أن الحكم على الصهيونية لا كن أن يتم في لندن أو باريس وإا ينبغي أن يحكم عليها في مجال ارستها الأساسي ; في حيفا ويافا والضفة الغربية ومئات القرى التي هدمت وإلا فلو حكمنا على النازية في طوكيو لوجدناها أيضا مجرد أيديولوجية قومية تدافع عن حقوق وأمجاد
الشعب الأاني. وا يدعو للسخرية أن بعض اتحدث بلسان حكومة التمييز العنصري
بجنوب أفريقيا والذين لا يهتمون بالتجربة الصهيونية العرضية في الغرب قد وضعوا تقوا واقعيا للتجربة الصهيونية في آسيا. فقد عنف فيرورد رئيس الوزراء السابق لجنوب أفريقيا بعض الصهاينة الذين أرادوا التفريق ب »سياسة النمو انفصل« التي تنتهجها إسرائيل على أساس من الدين )أو اليهودية الخالصة( والسياسة اماثلة التي تنتهجها حكومة جنوب أفريقيا
147
على أساس عنصري فقال: »إذا كان التفريق خاطئا في الحالة الأولى فهو لا شك خاطئ أيضا فـي الحـالـة الـثـانـيـة« )٥٤(-أي أن الاعتذاريات مـهـمـا بلغت من تركيب ودهاء لا تغير بتاتا من حقيقة افرقة العنصرية والحقوق اقدسة التي تجب فوق الآخرين سواء استـنـدت إلـى أسـاس عـنـصـري أو
إلهي أو إثنى هي في نهاية الأمر تعد على حقوق الغير.
٣- عبء اليهودي الاشتراكي:
وإذا كانت الاعتذاريات التي تستند إلى فكرة اليهودي الخالص فـريـدة وقاصرة على الصهـايـنـة فـالاعـتـذارات الـتـي تـسـتـنـد إلـى فـكـرة الـيـهـودي الاشتراكي قد تكون اكثر فردية وطرافة. فكما أشرنا من قبل انضم كثير من الشباب اليهودي إلى صفوف الحركات الثورية الأمر الذي سبب الحرج الكثير لليهود اندمج. وقد باعت الصهيونية نفسها عـلـى أنـهـا الحـركـة التي ستحول الشباب اليهودي عن طريق الثورة. وظهرت أسطورة الاستيطان العمالية لتحقيق هذا الهدف وتقوم هذه الأسـطـورة بـتـسـويـغ الاسـتـيـطـان الصهيوني لا باسم التفوق العنصري أو التقدم الحضاري الأزلي أو الحقوق اقدسة الأزلية بل على أسس »اشتراكية علمية:> إذ تستند الحقوق اليهودية- حسب هذه الأسطورة-إلى اثل الاشتراكية العليا )ا في ذلك نبل الـعـمـل اليهودي وكذلك إلى تفوق الصهاينة العلمي والتكنولوجي والى أنهم حملة التقدم للشعوب اتخلفة. ولم يكن هذا انطق قاصرا اما على الصهاينة فـثـمـة اتجـاه داخـل الحـركـة الاشـتـراكـيـة الـغـربـيـة يـطـلـق عـلـيـه اصـطـلاح »الاشتراكية الإمبريالية« التي تضم أولئك الاشتراكـيـ الـذيـن وجـدوا أن من المحتم عليهم باسم التقدم والأية وتأييد الإمبريالية الغربيـة لألـهـا تعبير عن الرأسمالية الغربية أعلى مراحل التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي بلغه الإنسان وكانوا يرون أن الإمبرياليـة بـغـزوهـا آسـيـا وأفـريـقـيـا ستقضي على كل اﻟﻤﺠتمعات التقليدية فيها كما ستقضي أيضا على التخلف وستجلب الصناعة والتقدم لها. ومن هذا انطلق شجع بـعـض أتـبـاع سـان سيمون الاستعمار الاستيطاني في الجزائر كما دافع كثير من الاشتراكي
الهولندي عن »هجمة« بلادهم الحضارية على الإندونيسي. وقد خرجت أسطورة الصهيونية العمالية من هذه اﻟﻤﺠموعة من الأفكار
الأيديولوجية الصهيونية
148
الإستعمار الصهيوني
فلم يكن استوطنون الصهاينة مجرد يهود فحسب بل كانـوا أيـضـا روادا: زراعي اشتراكي حراث أرض أجدادهم. وقد كتب الفيلسوف الصهيوني الأاني الأصل مارتن بوبـر )١٨٧٨-١٩٦٥( لغاندي يقول: »إن مستوطنينا لـم يجيئوا إلى فلسط كما يفعل استعمرون الغربيون الذين يطلبون من أهالي البلاد أن يقوموا بكل الأعمال لهم بل انهم يـشـدون بـأكـتـافـهـم المحـراث و يبذلون قوتهم ودمهم من أجل أن تصبح الأرض مثمرة«. وقد عاد استوطنون العبريون الجدد إلى الأرض مثقل اضي يهود الشتات بكل مـا فـيـه مـن شذوذ وطفيلية. وتقول النظرية العمالية الصهيونية إنه من خـلال الـعـمـل العبري كن للمستوطن الجديد أن يطهر نفسه ا علق بها من شوائب وأدران ; فاستوطنون إا يحررون أنفسهم ح يحررون الأرض بحرثها والعمل على ازدهارها; »إن هذه الأرض تعترف بنا لألها تثمر من خلالنا« )٥٥( ولقد صيغت الرسالة بأكملها بأسلوب يتسم بالبراءة اتناهية وبالأبعاد الكونية حتى لتجعل ارء الذي يقرؤها يشعر بارتفاع هائـل ـعـنـويـاتـه. إن هذا لا يريح ضمير ارء فحسب وإا ينسيه أيضا التفاصيل التـاريـخـيـة
ازعجة. ولقد نقل أموس آلون الكاتب الإسرائيلي سطرا من أغنية جذابة كان
الرواد الزراعيون يرددونها في استوطنات الإسرائيلية يصفون أنـفـسـهـم فيها بأنهم أول من وصل »مثل العصافير في الربيع« إلى الحقول الـتـهـبـة والأرض اقفرة الجـرداء. )٥٦( وهذه البراءة الكونية وهذا الإان بـقـدرة العمل على الشفاه والتطهير وهذا الالتزام بدأ اساواة تظهر كلها فـي كلمات بن جوريون الذي تحدث عـن مـدى أحـقـيـة الإنـسـان فـي أرض مـا فهذا الحق لا ينبثق عن سلطة سياسية أو سلطة قضائية )فكل هذه الأمور ليست ذات موضوع من وجهة نظر صهيونية عمالية( وإا ينبثق عن العمل. ثم أطلق بن جوريون شعارا ثوريا أحمـر لا بـد أنـه لاقـى هـوى فـي الـقـلـوب الثورية البريئة: »إن الكية الحقيقية والدائمة هي للعمال« )٥٧( بيد أن نقل افاهيم من مستواها وسيأتها إلى مستوى وسياق آخرين يسفر عن نتائـج مختلفة. فمثل هذا الشعار يتسـم بـالـثـوريـة الحـقـة إذا اسـتـخـدمـه الـعـمـال الفرنسيون في الأرض الفرنسية ولكن حينما يقوم العمال الفرنسيون بتطبيق هذا الشعار ذاته في الأراضي الجزائرية فإنه يصـبـح فـي الـتـو اغـتـصـابـا
149
للأرض وبخاصة إذا لم تكن انافسة ب العمال الفرنسي والجزائريـ منافسة متكافئة و بخاصة أيضا إذا كانت تسانـد الـفـريـق الأول مـؤسـسـة عسكرية »متقدمة« تكنولوجيا.
وقد علق. الكاتب الإسرائيلي آموس كنان على هذا النوع من الاعتذاريات الاشتراكية قائلا: إن الصهـيـونـيـة لـم تـك تـسـتـطـيـع تحـقـيـق انـتـصـاراتـهـا وإنجازاتها دون الاستفادة من النفاق الذي تنطوي عليه هـذه الاشـتـراكـيـة فكما أن اسيحية ثلها ومثالياتها كانت ثابة عذر معنوي للصليبيـ
فإن الاشتراكية ثلها ومثالياتها أدت هذه اهمة للصهاينة.)٥٨( وإذا نظرنا للجانب الآخر لأسطورة عبء اليهودي الاشتراكي وهو تفوق الصهاينة التكنولوجي )وليس العرقي( الذي سيجعل منهم رسلا لـلـتـقـدم يقومون بتطوير اﻟﻤﺠتمع ودفعه من ارحلة الدنيـا الـتـقـلـيـديـة إلـى اـرحـلـة العليا الحديثة فإننا نجد أن كتابات الصهاينـة تـزخـر بـهـا. وقـد اقـتـبـسـنـا بعضا من كتابات بن جوريون )الصهيوني الاشتراكي( وآخرين في دفاعهم
عن الاستعمار الصهيوني على أنه ثل للحضارة الغربية. ولا شك أن استوطن الصهاينة كانوا عارف بالتكنولوجيا و برسائل التنظيم والقيم السياسية اعاصرة وأنهم كـانـوا جـمـاعـة مـعـاصـرة فـعـلا وأنهم نقلوا قيمهم ومؤسساتهم اعاصرة إلى الوطن الجديد فنظموا النقابات العمالية والأحزاب السياسية وأجروا الانتخابات على أساس صوت واحد لكل ناخب بل إنهم مارسوا أحيانا أشكالا من الاشتراكية من حيث عدالة توزيع الدخل أو الإان بأهمية العمل اليدوي ومساواته بالعـمـل الـفـكـري ولكن كل هذه الأشكال اعاصرة من التنظيم وهذه القيـم الـدـوقـراطـيـة والاشتراكية ظلت قاصرة على الصهاينة وحدهم تطبق علـى مـجـتـمـعـهـم الصغير )ايكرو( وليس على اﻟﻤﺠتمع كله. ولم يـحـاول الـصـهـايـنـة تحـديـث اﻟﻤﺠتمع بأكمله وإا حاولوا على العكس أن يوقفوا تطوره )هذا الدور يقف على طرف النقيض من الدور الذي تلعبه النـخـبـة اـعـاصـرة ذات الأصـول
القومية(. وقد بذل استوطنون قصارى جهدهم في أن يبقوا السكـان الأصـلـيـ
في مستوى حضاري متخلف وأن نعوهم من تنظيم أنفسهم داخـل أطـر معاصرة )نقابات عمال-أحزاب سياسية( وفضلوا التعامل معهم داخل أطر
الأيديولوجية الصهيونية
150
الإستعمار الصهيوني
اﻟﻤﺠتمع التقليدي وتنظيماته. ولذا فقد فضلوا التعامل مع كبار الاك وزعماء العشائر. وقد رفض الهستدروت )اتحاد عمال استوطن الصهاينة( السماح للعمال العرب بالانتظام في صفوفه إلا في مرحلة متأخرة كما أن الدولة الصهيونية العصرية الدوقراطية ترفض الاعتراف بحق تـقـريـر اـصـيـر للسكان الأصلي أو حق اشتراكهم في النظام السياسي الصهيوني الجديد عن طريق تكوين الأحزاب والاشتراك في الانتخابات.. وهي ترفض أيضا الأيديولوجية العلمانية أساسا لتشكيل دولة تضم كلا من العنصر السكاني
الدخيل والعنصر الأصلي على قدم اساواة. وإلى جانب هذا فهناك الحقيقة الأساسية وهي أن جماعة استوطن
الغزاة تسرق من السكان الأصلي أرضهم أي تسرق منهم الأساس اادي لأي تقدم وتهدم ط حياتهم الإطار الاجتماعي الذي تتحقق مـن خـلالـه ذواتهم التاريخية. ولذا تتغير الأولويات و يصبح واجب اواطـن الأصـلـي الجزائري أو الفلسطيني هو البـقـاء ولـيـس الـتـقـدم ولـعـل هـذا هـو الـذي يفسر سر رفض موسى العلمي لكلمات بن جوريون »الحلـوة الـعـذبـة« حـ تقابـلا عـام ١٩٣٦ في منزل موشى شاريت. فطبقا ـا جـاء عـلـى لـسـان بـن جوريون بدأ الحديث بترديد النغمة )القدة( التي أعدها »عن استنقعات التي يجري تجفيفها والصحاري الـتـي تـزدهـر بـالخـضـرة والـرخـاء الـذي سيعم الجميع«ولكن العربي قاطـعـه قـائـلا: »اسـمـع ! اسـمـع يـا خـواجـه بـن جوريون إنني أفضل أن تظل الأرض هنا جرداء مقفرة ائة عام أخرى أو ألف عام أخرى إلى أن نستطيع نحن استصلاحها ونأتي لها بالخـلاص«. ولم يسع بن جوربون إلا أن يعلق بأن العربي كان يقول الحقيقة وأن كلماته
هو بدت مضحكة وجوفاء اكثر من أي وقت مضى. )٥٩( إن الاعتذاريات الصهيونية مهما بلغت من ذكاء ودهاء ومهـمـا غـلـفـت
بدعاوى عنصرية أو دينية أو إثنية أو أيديولوجيـة فـهـي-فـي نـهـايـة الأمـر- تسويغ لسرقة واغتصاب ومن اليسير للغاية على اسروق واغتصب مهما بلغ من تخلف وتقليدية أن يحس بالجرة وأن يسميها باسمها: استعمار استيطاني إحلالي يلجأ للعنف لاغتصاب الأرض ولتحطيم وإبادة مالكيهـا
الحقيقي.
151
الأيديولوجية الصهيونية
152
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
منذ انتهاء الحرب الأخيرة في ناغورني قره باغ وتعزيز مكانة أذربيجان كلاعب إقليمي بدعم تركي مباشر، يمكن...
عمر بن الخطاب هو أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، ولُقّب با...
أولاً: تعريف المعلومات 1. من الناحية اللغوية: أصل الكلمة "معلومات" مشتقة من مادة (علم)، وهي تدل على...
1- يسرد الكاتب الفرنسي جيلبير سينويه فكرة إنشاء العاصمة أبوظبي، وكيف تحوَلت بسرعة شديد من قرية للصّي...
مقبرة باب الساهرة أو مقبرة الساهرة هي إحدى أشهر مقابر المسلمين في القدس، وكان يُطلق عليها سابقًا مقب...
الاعتذاريات الصهيونية: والسمات الخاصة بالجيب الصهيوني ليست أمرا مـتـصـلا بـجـذوره أو بخصائصه اوضوعي...
شكلت التحولات العميقة التي عرفتها دول العالم الرأسمالي خلال القرن 19م في إطار الثورة الصناعية عاملا ...
إن إصالح العدالة و عصرنتها ال يمكن فصلهما عن بعضهما وهما متالزمان هذا الترابط الشديد بين اإلصالح وا...
المقدمة أطلق المغرب إصلاحًا عميقًا لإدارته يتمحور حول أهداف طموحة، تُجسّد من خلال "برنامج دعم إصلاح ...
إدارة مراكز التجميل اعداد:ابرار العتيبي أنظمة وإجراءات العمل :ا3هداف التعرف على مضمون ضوابط-1 .العمل...
. احتوت على قصص سبعة من الرسل أرسلوا إلى أقوامهم وأمروهم بالعبادة لله وحده، مالهم من إله غيره، ثم ك...
إذن يمكن اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي أنها مجموعة من التقنيات والوسائل والأدوات التي أصدرتها التكن...