Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

العصر الجاهلي
مر الأدب العربي منذ نشأته بمراحل عديدة سنحاول الإلمام بها وإبراز أهم تحولاتها وظواهرها، غير أن من الضروري أولا تحديد بعض المفاهيم المرتبطة بالعصر الجاهلي قبل الشروع في تناول الأدب بشعره ونثره. ولعل من الضرورة بمكان الإشارة أولا إلى أن الأدب الذي سنقف عنده في هذه المرحلة هو أدب اللغة العربية، إذ لم تكن العربية الفصيحة شائعة في كل البلدان العربية التي نعرفها في هذا العصر . كالآرامية والسريانية، إذ كانت مكة مركزا تجاريا مهما في الجزيرة العربية وما جاورها، وكانت الأسواق التجارية تنطوي على مجالس أدبية يقصدها الأدباء، وهذا ما أسهم في سيادة لهجة قريش التي عرفت فيما بعد باللغة العربية الفصيحة، فقد كانت هذه اللهجة أقرب إلى اللغة المشتركة التي يتحدث بها أبناء اللهجات الأخرى إذا ما حلوا في مكة أو قالوا الشعر . وقد عرف الجاهليون فنون النثر؛ كما عرفوا سجع الكها ن الذي ارتب ط بطائفة "ت دعي التنبؤ ومعرفة المغيبات، وأنها تنطق عن آلهتهم بما سخر لها من الجن التي تسترق لها السمع " ، ومن الطبيعي أن يتداول العرب في الجاهلية الأمثال التي ربما تكون الأكثرموثوقية فيما وصلنا من نثر العصر الجاهلي بحكم سهولة تداولها واتساع انتشارها الناجم عن اعتمادها على جمل قصيرة تقال في مواقف مماثلة لتلك المواقف التي نشأت فيها، ويسهل تداولها" . وقولهم: "أعط القوس باريها" . ولا يبتعد الشعر كثيرا عن الأمثال من هذه الناحية، فبحكم محدودي ة انتشار الكتابة في العصر الجاهلي مثلت الرواية الوسيلة الأساسية للحفاظ على الشعر حتى مراحل تدوينه في نهاية القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث الهجر ، مثل الأصمع ي صاحب "الأصمعيات"، والمفضل الضب صاحب "المفضليات" التي جمعت قصائد عديدة من العصر الجاهلي .
صغير السن، وسهل الطريق إليه: امرؤ القيس بن حُجْر، ومهلهل بن ربيعة. فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية الاستظها ر فمائتي عام" غير أن عددا من الباحثين شككوا في قول الجاحظ هذا مستندين إلى العديد من الأدلة، كقول عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
فالشاعر في الشطر الأول من البيت يتساءل ع ما تركه له الشعراء السابقون من معان يمكن تناولها، والحقيقة أن النماذج الشعرية التي وصلت إلينا لا يمكن أن تكون قد تطورت على يد امرئ القيس والمهلهل مرة واحدة كما يمكن أن نستش ف من قول الجاحظ، فبكى وشكا، وخاطب ال ربع، ليجعل ذلكسببا لذكر أهلها الظاعنين عنها ، إذ كان نازلة العم د في الحلول والظ عن على خلاف ما عليه نازلةالمدر، فشكا ش دة الوجد وألم الفراق، و ذ مامة الـتأميل، غير أن الكثير من القصائد استهلت بمقدمات أخرى، كالمقدمة الغزلية ومقدمة وصف الظعن وم قدمة الفروسية2، فقصائدهم تتسم بالوحدة الموضوعية في الأغلب 3، حيث أقد م الشعراء به على "السادة المبرزين وملوك المناذرة والغساسن ة يمدحونهم وينالون جوائزهم وعطاياهم الجزيلة. واشتهر بذل ك زهير والنابغة وحسان بن ثابت" 4.
ولعل المدح نمى أكثر مع نمو مفهوم الدولة في العصور الإسلامية اللاحقة، إذ كان الشعر يقومبدور إعلامي هام لصالح السلطة. أما في العصر الجاهلي فقد برز مدح القبيلة بالإضافة إلى مدحالملوك1،
ولعل من المناسب في هذا السياق أن نلم بنموذج يدل على طبيعة الشعر في العصر الجاهلي، ومن أنسب القصائد التي يمكن أن نلم بها في عجالة معلقة زهير بن أبي سلمى التي تعد واحدة من المعلقات السبع. وقد قالها ابن أبي سلمى بمناسبة الصلح الذي عقد بين عبس وذبيان بعد حرب دامت أربعين عاما، إذ توجه زهير لمدح الحارث بن عوف وهرم بن سنان اللذين دفعا دية قتلى الحرب، مما أدى إلى إيقافها.


Original text

العصر الجاهلي

مر الأدب العربي منذ نشأته بمراحل عديدة سنحاول الإلمام بها وإبراز أهم تحولاتها وظواهرها، ومن البديهي أن تكون مرحلة العصر الجاهلي أو مرحلة ما قبل الإسلام أولى المراحل التي نتناولها ، غير أن من الضروري أولا تحديد بعض المفاهيم المرتبطة بالعصر الجاهلي قبل الشروع في تناول الأدب بشعره ونثره. ولعل من الضرورة بمكان الإشارة أولا إلى أن الأدب الذي سنقف عنده في هذه المرحلة هو أدب اللغة العربية، إذ لم تكن العربية الفصيحة شائعة في كل البلدان العربية التي نعرفها في هذا العصر .
لا يتسع المجال للخوض في تاريخ اللغة العربية وعلاقتها باللغات السامية القريبة منها التي كانت شائعة في المناطق المجاورة للجزيرة العربية، كالآرامية والسريانية، غير أن من الضروري الإشارة إلى أن العربية الفصيحة التي نزل بها القرآن الكريم والتي وصلنا الشعر الجاهلي من خلالها تمثل لهجة قريش في مكة المكرمة، إذ كانت مكة مركزا تجاريا مهما في الجزيرة العربية وما جاورها، وكانت الأسواق التجارية تنطوي على مجالس أدبية يقصدها الأدباء، وهذا ما أسهم في سيادة لهجة قريش التي عرفت فيما بعد باللغة العربية الفصيحة، فقد كانت هذه اللهجة أقرب إلى اللغة المشتركة التي يتحدث بها أبناء اللهجات الأخرى إذا ما حلوا في مكة أو قالوا الشعر .
وقد عرف الجاهليون فنون النثر؛ إذ يمكننا أن نلحظ ثلاثة فنون أساسية في هذا العص ر يتمثل أولها في الخطابة التي اهتم بها العرب قبل الإسلام اهتماما كبيرا، كما عرفوا سجع الكها ن الذي ارتب ط بطائفة "ت دعي التنبؤ ومعرفة المغيبات، وأنها تنطق عن آلهتهم بما سخر لها من الجن التي تسترق لها السمع " ، ومن الطبيعي أن يتداول العرب في الجاهلية الأمثال التي ربما تكون الأكثرموثوقية فيما وصلنا من نثر العصر الجاهلي بحكم سهولة تداولها واتساع انتشارها الناجم عن اعتمادها على جمل قصيرة تقال في مواقف مماثلة لتلك المواقف التي نشأت فيها، وقد تنبه أبو هلال العسكري إلى هذا الملحظ في كتابه "جمهرة الأمثال"، إذ قال: "ولما عرفت العرب أن الأمثال تتصرف في أكثر وجوه الكلام ... أخرجوها في أقواها من الألفاظ ليخف استعمالها، ويسهل تداولها" . والمتصفح لكتب الأمثال سيجد العديد مما ينسب إلى العرب في الجاهلية، كما هو الحال في قولهم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" ، وقولهم: "إذا عز أخوك فهن" ، وقولهم: "أعط القوس باريها" .


ولا يبتعد الشعر كثيرا عن الأمثال من هذه الناحية، فقد ساعدت القوالب الموسيقية التي ينطوي عليها الشعر على وصوله إلينا من خلال الرواي ة في الأغلب، فبحكم محدودي ة انتشار الكتابة في العصر الجاهلي مثلت الرواية الوسيلة الأساسية للحفاظ على الشعر حتى مراحل تدوينه في نهاية القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث الهجر ، إذ عكف عدد من اللغويين والأدباء على اللغويين والأدباء على تدوينه في هذه المرحلة، مثل الأصمع ي صاحب "الأصمعيات"، والمفضل الضب صاحب "المفضليات" التي جمعت قصائد عديدة من العصر الجاهلي .


وأول ما يمكن أن يخطر إلى ذهن الناظر في الشعر الجاهلي مسألة أوليته ونشأته. وقد مث لقول الجاحظ في هذا المجال أحد المصادر الأساسية في هذا المجال إذ قال: "وأما الشعر فحديثالميلاد ، صغير السن، أول من نهج سبيله، وسهل الطريق إليه: امرؤ القيس بن حُجْر، ومهلهل بن ربيعة... فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية الاستظها ر فمائتي عام" غير أن عددا من الباحثين شككوا في قول الجاحظ هذا مستندين إلى العديد من الأدلة، كقول عنترة:

هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم

فالشاعر في الشطر الأول من البيت يتساءل ع ما تركه له الشعراء السابقون من معان يمكن تناولها، فقد استنفدوا كل المعاني التي يمكن أن يقال فيها الشعر. والحقيقة أن النماذج الشعرية التي وصلت إلينا لا يمكن أن تكون قد تطورت على يد امرئ القيس والمهلهل مرة واحدة كما يمكن أن نستش ف من قول الجاحظ، فهي نماذج شعرية مكتملة سبقتها أشكال شعرية لم يصلنا منها شيء يمكن أن نستند إليه في إبراز كيفية تطور الشعر الجاهلي .


ومع أن القصيدة الجاهلية لا تتش كل من خلال بناء واحد منتظم بصورة مط ردة في كل القصائد الجاهلية سنجد أن فيها بنية عامة ترتبط بكثير من الشعر الجاهلي الذي وصل إلين ا، ولا سيما القصائد المطولة. وقد تنب ه ابن قتيبة )ت: 276ه/898م( إلى بناء القصيدة الجاهلية في كتابه "الشعر والشعراء"، إذ قال: "وسمعت بعض أهل الأدب يذكر أن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار، فبكى وشكا، وخاطب ال ربع، واستوقف الرفيق، ليجعل ذلكسببا لذكر أهلها الظاعنين عنها ، إذ كان نازلة العم د في الحلول والظ عن على خلاف ما عليه نازلةالمدر، لانتقالهم عن ماء إلى ماء، وانتجاعهم الكلأ، وتتب عهم مساقط الغيث حيث كان. ثم وصل ذلك بالنسيب، فشكا ش دة الوجد وألم الفراق، وفرط الصبابة والشوق، ل يُميل نحوه القلوب، ويصرف إليه الوجوه، وليستدعي ب ه إصغاء الأسماع إليه، لأن التشبيب قريب من النفوس، لائط بالقلوب، لما قد جعل الله في تركيب العباد من محب ة الغزل ... فإذا علم أنه قد استوثق من الإصغاء إليه، والاستماع له، ع قب بإيجاب الحقوق، فرحل في شعره، وشكا النصب والسهر، وسُرى الليل وح ر الهجير، وإنضاء الراحلة والبعير. فإذا علم أنه قد أوجب على صاحبه حق الرجاء، و ذ مامة الـتأميل، وقرر عنده ما ناله من المكاره في المسير بدأ في المديح، فبعثه على المكافأ ة"1 .
والناظر في الشعر الجاهلي سيجد أن المقدمة الطللية من أكثر المقدمات تكرارا في القصيدة الجاهلية، غير أن الكثير من القصائد استهلت بمقدمات أخرى، كالمقدمة الغزلية ومقدمة وصف الظعن وم قدمة الفروسية2، بل إن قصائد الصعاليك الذين خرجوا عن قبائلهم وعاشوا على فقرهم حياة متمرد ة قد تجاوزوا أي مقدمة في شعرهم، فقصائدهم تتسم بالوحدة الموضوعية في الأغلب 3، . كما أن الكسب أو التك سب الذي جعله ابن قتيبة غاية الشاعر النهائية في المدح لم يبرز إلا في أواخر العصر الجاهلي، حيث أقد م الشعراء به على "السادة المبرزين وملوك المناذرة والغساسن ة يمدحونهم وينالون جوائزهم وعطاياهم الجزيلة... واشتهر بذل ك زهير والنابغة وحسان بن ثابت" 4.


ولعل المدح نمى أكثر مع نمو مفهوم الدولة في العصور الإسلامية اللاحقة، إذ كان الشعر يقومبدور إعلامي هام لصالح السلطة. أما في العصر الجاهلي فقد برز مدح القبيلة بالإضافة إلى مدحالملوك1، فطبيعة المجتمع الجاهلي بما فيه من أحلاف قبلية تفرض التوجه إلى مثل هذا الشكل من أشكال المدح.

ولعل من المناسب في هذا السياق أن نلم بنموذج يدل على طبيعة الشعر في العصر الجاهلي، ومن أنسب القصائد التي يمكن أن نلم بها في عجالة معلقة زهير بن أبي سلمى التي تعد واحدة من المعلقات السبع. وقد قالها ابن أبي سلمى بمناسبة الصلح الذي عقد بين عبس وذبيان بعد حرب دامت أربعين عاما، إذ توجه زهير لمدح الحارث بن عوف وهرم بن سنان اللذين دفعا دية قتلى الحرب، مما أدى إلى إيقافها.
يستهل الشاعر قصيدته بمقدمة طللية يخاطب فيها أطلال أم أوفى:

أمن أم أوفى دمنة 2 لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
فالشاعر يتساءل عن هذه الأطلال إن كانت من منازل أم أوفى، فقد تحولت هذه المنازل إلى أرض سوداء نتيجة استيطان الحيوانات فيها وابتعاد الناس عنها. والشاعر بعد الانتهاء من المقدمة الطللية التي أخذت من القصيدة ستة أبيات يشرع في وصف الظعائن بثمانية أبيات أولها :
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء من فوق جرثم3


فالشاعر في هذا البيت يسأل صاحبه المفترض في الأغلب إن كان يرى الظعائن مقابل نبعالماء الذي يسمى جرثم. وهو يتتبع مسيرة هذه الظعائن من خلال ثمانية أبيات ليصل بعد ذلكإلى مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف، ليمر بعد ذلك على عدد من الموضوعات التي تسعى إلى زرع القيم الإيجابية في المجتمع الجاهلي ،فيتناول مثلا آثار الحرب المدمرة على الناس :
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المر ج م ولينتهي في آخر القصيدة إلى حكم تعبر عن خبرته وتجربته العريضة في الحياة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

تتمثل المشكلة ا...

تتمثل المشكلة الرئيسية في كيفية تحقيق التوازن بين المساءلة وإعادة التأهيل في نظام عدالة الأحداث. في ...

نفيد بموجب هذا ...

نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...

العدل والمساواة...

العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...

آملين تحقيق تطل...

آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...

Network archite...

Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...

السيد وزير التر...

السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...

حقق المعمل المر...

حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...

رهف طفلة عمرها ...

رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...

قصة “سأتُعشى ال...

قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...

اعداد خطة عمل ع...

اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...

بدينا تخزينتنا ...

بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...

خليج العقبة هو ...

خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...