Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

- أ- التعريف
مشكة العلم والتكنولوجيا والإنسان
وبحسب العصر وطبيعة استخدام الكلمة. لذلك تقدم المعاجم والموسوعات أكثر من تعريف واحد، بعضها يحصر الكلمة بمستوى إنتاج واستخدام الآلات والأجهزة، وبعضها يرجع بالمفردة إلى الوراء لتشمل كل
نشاط مادي أضاف الإنسان فيه شيئاً إلى الطبيعة. في تعريف مختصر ، أي العلم وقد أصبح تطبيقات ووقائع
إذاً، من دون تكنولوجيا . .
هذه المعادلة أو هذا الترابط بين العلم والتكنولوجيا قديم قدم الحضارة الإنسانية نفسها؛ بل هو كان في الماضي أكثر وضوحاً مما هو اليوم. فالحاجة إلى النقاء، وإلى التكيف مع شروط الطبيعة وتحدياتها، وإلى التطور والتقدم ؛ كانت الحافز للتفكير والأفكار (أي العلم) وممارسة هذه الأفكار وتطبيقها واختبارها على أرض الواقع التي هي المظاهر الأولى
التكنولوجيا دون النظر إلى ما كان فيها من عيب وقصور وثغرات. هذه القائمة تشمل كل الإكتشافات والإبداعات والتحسينات المادية والتقنية، بدءاً من اكتشاف النار واستخدامها قبل حوالي ٥٠٠٠٠٠ سنة، إلى صنع الأدوات الصوانية المنقنة قبل حوالي ١٥٠٠٠ سنة، إلى تقنيات الزراعة قبل ٩٠٠٠ سنة إلى تصنيع الفخار قبل ۸۰۰۰ سنة، إلى أولى قرى الفلاحين قبل ۷۰۰۰ سنة، إلى تصنيع البرونز قبل ٤٥٠٠ سنة، إلى صهر الحديد قبل ٣٥٠٠ سنة، وإلى سائر التقنيات التي أضافها الإنسان وصولاً إلى
الأزمنة الأكثر حداثة ومعاصرة. وعلى ذلك فقائمة التكنولوجيا تشمل كل التطبيقات والإنجازات والأدوات المادية التي طورها أو ضعها الإنسان منذ فجر الحضارة وإلى اليوم. والقائمة هذه تشمل خصوصاً كل الإنجازات المادية التي باشرها الإنسان منذ صنعه غذائه وحفظه وتنويعه، وتحوله إلى زراعة الأرض وحتي محصولها، وتدجينه الحيوان البري (بدء بالكلب والمعز والخراف إلى الحصان)، وذلك قبل حوالي ١٥٠٠٠ ١٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد. هي الأدوات وطرائق استخدامها من الفأس والمحراث إلى الملبس
لكلمة والمسكن والنقل والأسلحة والصناعة والكهرباء والتعدين، وصولاً إلى تكنولوجيا الطاقة لى كل والليرة والاتصالات والالكترونيات والمعلوماتية والاستنساح والفضاء وسواها من التقنيات الفائقة الحساسية والتعقيد. - أ- التعريف
يمكن أن تؤخذ التكنولوجيا بأكثر من مفهوم واحد، بعضها يحصر الكلمة بمستوى إنتاج واستخدام الآلات والأجهزة، نشاط مادي أضاف الإنسان فيه شيئاً إلى الطبيعة. ما يعنينا هنا هو علاقة التكنولوجيا بالعلم من جهة وعلاقتها ( وبخاصة من حيث
نتائجها بالإنسان والمجتمع. من حيث علاقتها بالعلم يمكن القول إن التكنولوجيا هي الوجه الآخر من العلم. الوجه
المحسوس الوجه الذي نراه ونلمسه، ويحيط بحياتنا اليومية. التكنولوجيا، في تعريف مختصر ، هي العلم مطبقا»، أي العلم وقد أصبح تطبيقات ووقائع
ملموسة. إذاً، من دون تكنولوجيا . .
هذه المعادلة أو هذا الترابط بين العلم والتكنولوجيا قديم قدم الحضارة الإنسانية نفسها؛ بل هو كان في الماضي أكثر وضوحاً مما هو اليوم. فالحاجة إلى النقاء، وإلى التكيف مع شروط الطبيعة وتحدياتها، وإلى التطور والتقدم ؛ كانت الحافز للتفكير والأفكار (أي العلم) وممارسة هذه الأفكار وتطبيقها واختبارها على أرض الواقع التي هي المظاهر الأولى
التكنولوجيا دون النظر إلى ما كان فيها من عيب وقصور وثغرات. هذه القائمة تشمل كل الإكتشافات والإبداعات والتحسينات المادية والتقنية، بدءاً من اكتشاف النار واستخدامها قبل حوالي ٥٠٠٠٠٠ سنة، إلى صنع الأدوات الصوانية المنقنة قبل حوالي ١٥٠٠٠ سنة، إلى صنع القوس والنشاب قبل ١٠٠٠٠ سنة، إلى تقيات الخياطة والنسج قبل ٧٠٠٠ سة، إلى تصنيع البرونز قبل ٤٥٠٠ سنة، وعلى ذلك فقائمة التكنولوجيا تشمل كل التطبيقات والإنجازات والأدوات المادية التي طورها أو ضعها الإنسان منذ فجر الحضارة وإلى اليوم. والقائمة هذه تشمل خصوصاً كل الإنجازات المادية التي باشرها الإنسان منذ صنعه غذائه وحفظه وتنويعه، وتدجينه الحيوان البري (بدء بالكلب والمعز والخراف إلى الحصان)، وذلك قبل حوالي ١٥٠٠٠ ١٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد. هي الأدوات وطرائق استخدامها من الفأس والمحراث إلى الملبس
لكلمة والمسكن والنقل والأسلحة والصناعة والكهرباء والتعدين، وصولاً إلى تكنولوجيا الطاقة لى كل والليرة والاتصالات والالكترونيات والمعلوماتية والاستنساح والفضاء وسواها من التقنيات الفائقة الحساسية والتعقيد. و وقائع
التكنولوجيا إذا هي مجموع الأدوات والطرائق التي أبدعها الإنسان منذ أقدم العصور اعية تلبية حاجاته وتحقيق أغراضه ورغباته وجعل عمله أكثر فاعلية وإنتاجه أوفر كماً
وأحسن نوعاً وجعل حياته كغاية أخيرة أكثر يسراً وسهولة وسعادة. التكنولوجيا. ب العلم والتكنولوجيا
من حيث التعريف على طرفي نقيض. فالعلم هو مجموعة المبادئ والقواعد والقوانين التي تفسر» الطبيعة التي فيها ومعها، أما التكنولوجيا فهي مجموعة
الإنجازات والإجراءات التي تسعى للانتفاع من الطبيعة وإمكاناتها -
العلم هو المجرد والنظري والتكنولوجيا هي التطبيقي والعملي. بينما التكنولوجيا هي آلات
وأدوات وتقنيات وأجهزة إجرائية. العلم في ذاته لا علاقة له بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية، بينما
التكنولوجيا خاضعة أو معنيّة حكماً بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية. العلم، كمبادئ وقواعد وقوانين ومعادلات، لا يوصف لا بالخير ولا بالشر. التكنولوجيا، كنتائج وتطبيقات هي حكماً إما خيّرة أو شريرة. والأمثلة على ذلككثيرة من اكتشاف «نوبل» للديناميت و لم يدر بخلده أنه سيصبح سلاحا شريرا - ورصد ات ! ما يملك بعد ذلك المقاومة الشر والحرب. كذلك معادلات اينشتاين وتفجير الذرة والتي هي مجرة نظرية ومن
لكنها كتطبيقات هي حتماً إما نافعة أو ضارة أو مدمرة. الإيجابية والوثيقة بين الطرفين. التكنولوجيا إذا تر لم يكن بوسع العلم منذ البدء أن ينشأ ويتطوّر لولا صلته الوثيقة بالتكنولوجيا بأشكالها كافة ، فالعلم إنما نشأ أول ما نشأ كاستجابة لحاجات عمليّة ثم تطور من أشكاله البدائية والتكنولوجي الأولى بنتيجة علاقته بالتطبيقات والممارسة على أرض الواقع، أي بعلاقته بالنتائج التي كانت تسفر عنه . كان الاكتشاف العلمي النظري يتحوّل إلى نتائج، وهذه العلاقة الجدلية بين الاكتشاف وتطبيقه بين المعادلة العلمية والإنجاز التكنولوجي كانت الشتا (حتى في أشكاله البدائية هي التي تسمح بتقدم العلم والتكنولوجيا في آن معاً. يذهببعضهم في بيان أهمية الممارسة التقنية العلميّة إلى حدّ الزعم أنها ليست فقط سابقة للتفكير
العلمي بل ومستقلة عنه كذلك. فالبشر على سبيل المثال، صنعوا ، وبفعل التجربة والممارسة
والخبرة، عشرات الأدوات المعدنية قبل أن تتكوّن لديهم فيما بعد معرفة علمية بطبيعة
المعادن وقواعد صهرها والقوانين الأخرى التي تحكم عملها . لقد كانت الممارسة والإنجاز
المادي أي التكنولوجيا، يقوم في هذا الزعم قدر من المبالغة إذ لا يمكن تحيل قيام نشاط حرفي أو إنجاز تكنولوجي دون أن يرتبط بفكرة ما أو تعميم ما، دون أن يكون أحدهما بالضرورة سابقاً للآخر، والعملية مركبة مزدوجة وتتحرك بالاثنين معاً: الفكرة التطبيق أو العلم التكنولوجيا أما فيما بعد فقد أخذ تطورهما مساراً مختلفاً ونشأت مسافة ما ازدادت بالتدريج بين
الأمين. لم بعد تطور العلم يتبع مباشرة الحاجات اليومية والملحة، بل بات له عالمه المنطقي النظري والمجرد في كثير من الأحيان، يتقدم فيه بمعزل إلى حد ما عن الممارسة. كما في الرياضيات المجردة والفيزياء النسبية والإلكترونيات العالية والهندسة الوراثية إلى علوم مجردة أخرى كانت وأحياناً لا تزال مجرد معادلات ونظريات لا مقابل لها في أرض الواقع، بل إن الطاقة النووية نفسها طلت عشرين سنة مجرد نظرية ومعادلة علمية ودونما أن تكون بحاجة إلى انفجار نووي ليؤكد صدقيتها، بدليل أن الانفجار النووي فوق هيروشيما لم يكن يهدف إلى اختبار علمية النظرية أو البرهنة عليها وإنما هدف تحديداً إلى استخدامها كسلاح مدمر - وبات كمثال صارخ الخاطر
التكنولوجيا إذا تركت دون رقابة أو ضبط اجتماعي أو إنساني. ج التكنولوجيا : نتائج وآثار
بخلاف العلم، الذي قد يكون له قيمة مستقلة في ذاته وبمعزل عما عداه، تقوم قيمة
التكنولوجيا وأهميتها في نتائجها وأثارها الملموسة أو الماثلة للعيان. لقد حوّل الإنسان الطبيعة ومنذ أقدم
وبواسطة النار نفسها صنع هذا الإنسان طعاماً أفضل نوعاً وأكثر كماً، وصهر المعدن فجعله مديةً وفأساً ومحراثاً ودولاب عجلة، مطلقاً في ذلك سلسلة تحولات حضارية هي التي كفلت للجماعة الإنسانية الأولى البقاء والتكاثر وتأسيسمظاهر التكنولوجيا من خلال العالي والطباعة والتعليم والدر المتها إلى حياة الإنسان يمكن تصنيف النتائج الإيجابية التي جلبتها التكنولوجيا، أساسية:
يجمع الباحثون أن تأمين المتطلبات الغذائية والأساسية لسنة مليارات إنسان تعيش اليوم على سطح الأرض هو أمر مستحيل لولا التقدم التكنولوجي الهائل في حقل إنتاج الغدار وتصنيعه وتوزيعه، ولتتخيل على سبيل المثال كيف تستطيع زراعة تعتمد المحراث والبدر والمذراة أن تطعم ملايين، أو كيف يستطيع إنتاج النساج على قوله أن يحيط ثياباً لهؤلاء وقس على ذلك، أما أن تكون البشرية قد حققت ذلك كله فهو بعض النتائج الإيجابية
للتكنولوجيا. ويكفي للدلالة على ذلك مقارنة ظروف العامل والعمل في الماضي بما هي عليه اليوم، تشير إحصائية إلى طبيعة توزيع العمل في الولايات المتحدة الأمركية سنة ١٨٥٠ مقارنة بمثله سنة ١٩٧٦ إلى ما يلي:
سنة ١٨٥٠
٥٢٪ من العمل
١٣ من العمل
٣٥٪ من العمل
أقل من 1% من العمل اعتماداً على الحيوان ا من العمل يقوم به الإنسان
يقوم به الإنسان
وأكثر من ٩٨٪ تقوم به الآلات. وليان حجم الثورة في الإنتاج التي جاءت بها التكنولوجيا تعود إلى المقارنة الإحصائية
نفسها لتجد أنه:
هذه عينة من الآثار الإيجابية التي جلبتها التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي إلى ميدان
العمل ونوعه وكمية الإنتاج. رفع مستوى حياة البشر
إلا أن الأمراض الكبيرة المعدية كالطاعون والكوليرا والسل وغيرها والتي كانت تفتك دورياً بالملايين وخصوصاً الأطفال قد تمت السيطرة عليها فانقرضت أو نكاد حتى في أقصى أقاصي المعمورة، وأدى ذلك مباشرة إلى ارتفاع معدلات الحياة إلى مستويات لم تعرفها البشرية من قبل، والأمر عينه ينطبق على التوسع المذهل في التعليم وانتشاره، وتوسع تذوق الفنون على أنواعها
إلى يسر الاتصال والتواصل البشريين. هذه باختصار بعض النتائج الإيجابية التي جلبتها التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي
وتوسع الإفادة منه وبخاصة في العقود الأخيرة. لكن النجاح الداوي هذا يجب أن لا يحجب حقيقة أنه كان للتكنولوجيا ثمن باهظ وأكلاف إنسانية واجتماعية بل وأثار ضارة وشريرة أحياناً، على حد سويد
- فما هي الآثار السلبية للتقدم التكنولوجي؟
أ- إنهاك الأرض ومواردها


Original text

مشكة العلم والتكنولوجيا والإنسان



  • أ- التعريف


مشكة العلم والتكنولوجيا والإنسان


يمكن أن تؤخذ التكنولوجيا بأكثر من مفهوم واحد، وبحسب العصر وطبيعة استخدام الكلمة. لذلك تقدم المعاجم والموسوعات أكثر من تعريف واحد، بعضها يحصر الكلمة بمستوى إنتاج واستخدام الآلات والأجهزة، وبعضها يرجع بالمفردة إلى الوراء لتشمل كل


نشاط مادي أضاف الإنسان فيه شيئاً إلى الطبيعة.


ما يعنينا هنا هو علاقة التكنولوجيا بالعلم من جهة وعلاقتها ( وبخاصة من حيث


نتائجها بالإنسان والمجتمع.


من حيث علاقتها بالعلم يمكن القول إن التكنولوجيا هي الوجه الآخر من العلم. الوجه


المحسوس الوجه الذي نراه ونلمسه، ويحيط بحياتنا اليومية.


التكنولوجيا، في تعريف مختصر ، هي العلم مطبقا»، أي العلم وقد أصبح تطبيقات ووقائع


ملموسة.لا تكون التكنولوجيا، إذاً، من دون علم تماماً كما أن لا علم يتطور أو يتقدم أو يصبح محسوسا، من دون تكنولوجيا . .


هذه المعادلة أو هذا الترابط بين العلم والتكنولوجيا قديم قدم الحضارة الإنسانية نفسها؛ بل هو كان في الماضي أكثر وضوحاً مما هو اليوم. فالحاجة إلى النقاء، وإلى التكيف مع شروط الطبيعة وتحدياتها، وإلى التطور والتقدم ؛ كانت الحافز للتفكير والأفكار (أي العلم) وممارسة هذه الأفكار وتطبيقها واختبارها على أرض الواقع التي هي المظاهر الأولى


التكنولوجيا دون النظر إلى ما كان فيها من عيب وقصور وثغرات.


هذه القائمة تشمل كل الإكتشافات والإبداعات والتحسينات المادية والتقنية، بدءاً من اكتشاف النار واستخدامها قبل حوالي ٥٠٠٠٠٠ سنة، إلى صنع الأدوات الصوانية المنقنة قبل حوالي ١٥٠٠٠ سنة، إلى صنع القوس والنشاب قبل ١٠٠٠٠ سنة، إلى تقنيات الزراعة قبل ٩٠٠٠ سنة إلى تصنيع الفخار قبل ۸۰۰۰ سنة، إلى تقيات الخياطة والنسج قبل ٧٠٠٠ سة، إلى أولى قرى الفلاحين قبل ۷۰۰۰ سنة، إلى تصنيع البرونز قبل ٤٥٠٠ سنة، إلى صهر الحديد قبل ٣٥٠٠ سنة، وإلى سائر التقنيات التي أضافها الإنسان وصولاً إلى


الأزمنة الأكثر حداثة ومعاصرة. وعلى ذلك فقائمة التكنولوجيا تشمل كل التطبيقات والإنجازات والأدوات المادية التي طورها أو ضعها الإنسان منذ فجر الحضارة وإلى اليوم. والقائمة هذه تشمل خصوصاً كل الإنجازات المادية التي باشرها الإنسان منذ صنعه غذائه وحفظه وتنويعه، وتحوله إلى زراعة الأرض وحتي محصولها، واستناسه الحبوب البرية (الشعير والقمح أولا)، وتدجينه الحيوان البري (بدء بالكلب والمعز والخراف إلى الحصان)، وذلك قبل حوالي ١٥٠٠٠ ١٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد. هي الأدوات وطرائق استخدامها من الفأس والمحراث إلى الملبس


لكلمة والمسكن والنقل والأسلحة والصناعة والكهرباء والتعدين، وصولاً إلى تكنولوجيا الطاقة لى كل والليرة والاتصالات والالكترونيات والمعلوماتية والاستنساح والفضاء وسواها من التقنيات الفائقة الحساسية والتعقيد.


و وقائع


التكنولوجيا إذا هي مجموع الأدوات والطرائق التي أبدعها الإنسان منذ أقدم العصور اعية تلبية حاجاته وتحقيق أغراضه ورغباته وجعل عمله أكثر فاعلية وإنتاجه أوفر كماً


وأحسن نوعاً وجعل حياته كغاية أخيرة أكثر يسراً وسهولة وسعادة. يمكن الاستنتاج مباشرة أن عصرنا هذا هو أغنى العصور التاريخية


بهذا المعيار الأفقي فاطمة بالتكنولوجيا ومنتجاتها وإلى الحد الذي يصح أن يطلق عليه القول إنه عصر


التكنولوجيا.مشكة العلم والتكنولوجيا والإنسان



  • أ- التعريف


مشكة العلم والتكنولوجيا والإنسان


يمكن أن تؤخذ التكنولوجيا بأكثر من مفهوم واحد، وبحسب العصر وطبيعة استخدام الكلمة. لذلك تقدم المعاجم والموسوعات أكثر من تعريف واحد، بعضها يحصر الكلمة بمستوى إنتاج واستخدام الآلات والأجهزة، وبعضها يرجع بالمفردة إلى الوراء لتشمل كل


نشاط مادي أضاف الإنسان فيه شيئاً إلى الطبيعة.


ما يعنينا هنا هو علاقة التكنولوجيا بالعلم من جهة وعلاقتها ( وبخاصة من حيث


نتائجها بالإنسان والمجتمع.


من حيث علاقتها بالعلم يمكن القول إن التكنولوجيا هي الوجه الآخر من العلم. الوجه


المحسوس الوجه الذي نراه ونلمسه، ويحيط بحياتنا اليومية.


التكنولوجيا، في تعريف مختصر ، هي العلم مطبقا»، أي العلم وقد أصبح تطبيقات ووقائع


ملموسة.لا تكون التكنولوجيا، إذاً، من دون علم تماماً كما أن لا علم يتطور أو يتقدم أو يصبح محسوسا، من دون تكنولوجيا . .


هذه المعادلة أو هذا الترابط بين العلم والتكنولوجيا قديم قدم الحضارة الإنسانية نفسها؛ بل هو كان في الماضي أكثر وضوحاً مما هو اليوم. فالحاجة إلى النقاء، وإلى التكيف مع شروط الطبيعة وتحدياتها، وإلى التطور والتقدم ؛ كانت الحافز للتفكير والأفكار (أي العلم) وممارسة هذه الأفكار وتطبيقها واختبارها على أرض الواقع التي هي المظاهر الأولى


التكنولوجيا دون النظر إلى ما كان فيها من عيب وقصور وثغرات.


هذه القائمة تشمل كل الإكتشافات والإبداعات والتحسينات المادية والتقنية، بدءاً من اكتشاف النار واستخدامها قبل حوالي ٥٠٠٠٠٠ سنة، إلى صنع الأدوات الصوانية المنقنة قبل حوالي ١٥٠٠٠ سنة، إلى صنع القوس والنشاب قبل ١٠٠٠٠ سنة، إلى تقنيات الزراعة قبل ٩٠٠٠ سنة إلى تصنيع الفخار قبل ۸۰۰۰ سنة، إلى تقيات الخياطة والنسج قبل ٧٠٠٠ سة، إلى أولى قرى الفلاحين قبل ۷۰۰۰ سنة، إلى تصنيع البرونز قبل ٤٥٠٠ سنة، إلى صهر الحديد قبل ٣٥٠٠ سنة، وإلى سائر التقنيات التي أضافها الإنسان وصولاً إلى


الأزمنة الأكثر حداثة ومعاصرة. وعلى ذلك فقائمة التكنولوجيا تشمل كل التطبيقات والإنجازات والأدوات المادية التي طورها أو ضعها الإنسان منذ فجر الحضارة وإلى اليوم. والقائمة هذه تشمل خصوصاً كل الإنجازات المادية التي باشرها الإنسان منذ صنعه غذائه وحفظه وتنويعه، وتحوله إلى زراعة الأرض وحتي محصولها، واستناسه الحبوب البرية (الشعير والقمح أولا)، وتدجينه الحيوان البري (بدء بالكلب والمعز والخراف إلى الحصان)، وذلك قبل حوالي ١٥٠٠٠ ١٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد. هي الأدوات وطرائق استخدامها من الفأس والمحراث إلى الملبس


لكلمة والمسكن والنقل والأسلحة والصناعة والكهرباء والتعدين، وصولاً إلى تكنولوجيا الطاقة لى كل والليرة والاتصالات والالكترونيات والمعلوماتية والاستنساح والفضاء وسواها من التقنيات الفائقة الحساسية والتعقيد.


و وقائع


التكنولوجيا إذا هي مجموع الأدوات والطرائق التي أبدعها الإنسان منذ أقدم العصور اعية تلبية حاجاته وتحقيق أغراضه ورغباته وجعل عمله أكثر فاعلية وإنتاجه أوفر كماً


وأحسن نوعاً وجعل حياته كغاية أخيرة أكثر يسراً وسهولة وسعادة. يمكن الاستنتاج مباشرة أن عصرنا هذا هو أغنى العصور التاريخية


بهذا المعيار الأفقي فاطمة بالتكنولوجيا ومنتجاتها وإلى الحد الذي يصح أن يطلق عليه القول إنه عصر


التكنولوجيا. ب العلم والتكنولوجيا


يقف العلم والتكنولوجيا، من حيث التعريف على طرفي نقيض. فالعلم هو مجموعة المبادئ والقواعد والقوانين التي تفسر» الطبيعة التي فيها ومعها، أما التكنولوجيا فهي مجموعة


الإنجازات والإجراءات التي تسعى للانتفاع من الطبيعة وإمكاناتها -


العلم هو المجرد والنظري والتكنولوجيا هي التطبيقي والعملي. العلم هو معادلات منطقية وابستمولوجية ( معرفية)، بينما التكنولوجيا هي آلات


وأدوات وتقنيات وأجهزة إجرائية. العلم في ذاته لا علاقة له بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية، لا سلباً ولا إيجاباً، بينما


التكنولوجيا خاضعة أو معنيّة حكماً بالمعايير الاجتماعية والأخلاقية. العلم، كمبادئ وقواعد وقوانين ومعادلات، لا يوصف لا بالخير ولا بالشر. التكنولوجيا، كنتائج وتطبيقات هي حكماً إما خيّرة أو شريرة. والأمثلة على ذلككثيرة من اكتشاف «نوبل» للديناميت و لم يدر بخلده أنه سيصبح سلاحا شريرا - ورصد ات ! ما يملك بعد ذلك المقاومة الشر والحرب. كذلك معادلات اينشتاين وتفجير الذرة والتي هي مجرة نظرية ومن


لكن المسافة السلبية هذه بين العلم والتكنولوجيا يجب أن لا تحجب الروابط لها وإنما هدف مجرد معادلات علمية، لكنها كتطبيقات هي حتماً إما نافعة أو ضارة أو مدمرة.


(الإيجابية والوثيقة بين الطرفين. التكنولوجيا إذا تر لم يكن بوسع العلم منذ البدء أن ينشأ ويتطوّر لولا صلته الوثيقة بالتكنولوجيا بأشكالها كافة ، فالعلم إنما نشأ أول ما نشأ كاستجابة لحاجات عمليّة ثم تطور من أشكاله البدائية والتكنولوجي الأولى بنتيجة علاقته بالتطبيقات والممارسة على أرض الواقع، أي بعلاقته بالنتائج التي كانت تسفر عنه . كان الاكتشاف العلمي النظري يتحوّل إلى نتائج، وكانت النتائج توضح تكولوجيا و جوانب النجاح في الاكتشاف وجوانب القصور التي كانت تحتاج إلى تعديل وتصحيح. وهذه العلاقة الجدلية بين الاكتشاف وتطبيقه بين المعادلة العلمية والإنجاز التكنولوجي كانت الشتا (حتى في أشكاله البدائية هي التي تسمح بتقدم العلم والتكنولوجيا في آن معاً. يذهببعضهم في بيان أهمية الممارسة التقنية العلميّة إلى حدّ الزعم أنها ليست فقط سابقة للتفكير


العلمي بل ومستقلة عنه كذلك. فالبشر على سبيل المثال، صنعوا ، وبفعل التجربة والممارسة


والخبرة، عشرات الأدوات المعدنية قبل أن تتكوّن لديهم فيما بعد معرفة علمية بطبيعة


المعادن وقواعد صهرها والقوانين الأخرى التي تحكم عملها . لقد كانت الممارسة والإنجاز


المادي أي التكنولوجيا، هي السبّاقة، وليتشكل العلم بعد ذلك على أساسها واستناداً إليها .يقوم في هذا الزعم قدر من المبالغة إذ لا يمكن تحيل قيام نشاط حرفي أو إنجاز تكنولوجي دون أن يرتبط بفكرة ما أو تعميم ما، دون أن يكون أحدهما بالضرورة سابقاً للآخر،


والعملية مركبة مزدوجة وتتحرك بالاثنين معاً: الفكرة التطبيق أو العلم التكنولوجيا أما فيما بعد فقد أخذ تطورهما مساراً مختلفاً ونشأت مسافة ما ازدادت بالتدريج بين


الأمين. لم بعد تطور العلم يتبع مباشرة الحاجات اليومية والملحة، بل بات له عالمه المنطقي النظري والمجرد في كثير من الأحيان، يتقدم فيه بمعزل إلى حد ما عن الممارسة. لم يعد معتمداً كما في الماضي على تحوله إلى التكنولوجيا بل بات سابقاً للتكنولوجيا وأحياناً غير محتاج إليها، وأحسن الأمثلة على هذا التطور المجرد للعلوم هو حال علوم ما بعد نظرية النسبية، أي منذ أوائل القرن العشرين. فقد باتت الفرضيات تدحض أو تقبل كنظرية علمية وبالبرهان المنطقي المجرد ودونما حاجة بالضرورة إلى البرهان الحسي والمادي ، ودونما أن تشهد ترجمتها بالضرورة في التكنولوجيا، كما في الرياضيات المجردة والفيزياء النسبية والإلكترونيات العالية والهندسة الوراثية إلى علوم مجردة أخرى كانت وأحياناً لا تزال مجرد معادلات ونظريات لا مقابل لها في أرض الواقع، بل إن الطاقة النووية نفسها طلت عشرين سنة مجرد نظرية ومعادلة علمية ودونما أن تكون بحاجة إلى انفجار نووي ليؤكد صدقيتها، بدليل أن الانفجار النووي فوق هيروشيما لم يكن يهدف إلى اختبار علمية النظرية أو البرهنة عليها وإنما هدف تحديداً إلى استخدامها كسلاح مدمر - وبات كمثال صارخ الخاطر


التكنولوجيا إذا تركت دون رقابة أو ضبط اجتماعي أو إنساني.ج التكنولوجيا : نتائج وآثار


بخلاف العلم، الذي قد يكون له قيمة مستقلة في ذاته وبمعزل عما عداه، تقوم قيمة


التكنولوجيا وأهميتها في نتائجها وأثارها الملموسة أو الماثلة للعيان. كانت التكنولوجيا منذ البدء الأداة الأساسية لدى الإنسان لتأمين بقائه وتحسين ظروف حياته من خلال السيطرة التدريجية على الطبيعة. لقد حوّل الإنسان الطبيعة ومنذ أقدم


العصور من منافس وعدو إلى شريك وصديق في خدمة حياته. تمكن الإنسان من خلال إجادته إشعال النار واستخدامها من أن يحول ظلمة ليله إلى نور وصقيع شتائه إلى دفء. وبواسطة النار نفسها صنع هذا الإنسان طعاماً أفضل نوعاً وأكثر كماً، وصهر المعدن فجعله مديةً وفأساً ومحراثاً ودولاب عجلة، مطلقاً في ذلك سلسلة تحولات حضارية هي التي كفلت للجماعة الإنسانية الأولى البقاء والتكاثر وتأسيسمظاهر التكنولوجيا من خلال العالي والطباعة والتعليم والدر المتها إلى حياة الإنسان يمكن تصنيف النتائج الإيجابية التي جلبتها التكنولوجيا، إلى الإنسان في نواح ثلان ومجتمعاته في المجالات كافة في الزراعة والصناعة والتعليم والإدارة.


أساسية:


1- زيادة الإنتاج


يجمع الباحثون أن تأمين المتطلبات الغذائية والأساسية لسنة مليارات إنسان تعيش اليوم على سطح الأرض هو أمر مستحيل لولا التقدم التكنولوجي الهائل في حقل إنتاج الغدار وتصنيعه وتوزيعه، ولتتخيل على سبيل المثال كيف تستطيع زراعة تعتمد المحراث والبدر والمذراة أن تطعم ملايين، أو كيف يستطيع إنتاج النساج على قوله أن يحيط ثياباً لهؤلاء وقس على ذلك، أما أن تكون البشرية قد حققت ذلك كله فهو بعض النتائج الإيجابية


للتكنولوجيا.


تنظيم العمل وتبسيطه


كان الإنسان العامل قبل عهده بالآلات والمعامل بكد النهار بكامله ويصل ليله بنهاره لينتج جزءاً مما يحتاجه وبنوعية قاصرة في الغالب. أما مع اكتشاف الآلات وبخاصة الحديثة منها أي منذ الثورة الصناعية قبل نحو من متني عام فإن تغيرات إيجابية لا تحصى دخلت على عمل الإنسان من حيث كمية عمله وشروطه وإنتاجه. أدت التكنولوجيا إلى تنظيم للعمل سمح بتحديد ساعات العمل من جهة وزيادة الإنتاج من جهة ثانية، ويكفي للدلالة على ذلك مقارنة ظروف العامل والعمل في الماضي بما هي عليه اليوم، تشير إحصائية إلى طبيعة توزيع العمل في الولايات المتحدة الأمركية سنة ١٨٥٠ مقارنة بمثله سنة ١٩٧٦ إلى ما يلي:


سنة ١٨٥٠


٥٢٪ من العمل


١٣ من العمل


٣٥٪ من العمل


أما سنة ١٩٧٦ فأصبح التوزيع كما يلي :


أقل من 1% من العمل اعتماداً على الحيوان ا من العمل يقوم به الإنسان


اعتماداً على الحيوان


يقوم به الإنسان


تقوم به الآلات
وأكثر من ٩٨٪ تقوم به الآلات. وليان حجم الثورة في الإنتاج التي جاءت بها التكنولوجيا تعود إلى المقارنة الإحصائية


نفسها لتجد أنه:


سنة ١٨٥٠ كان عمل فلاح واحد مع محراثه يكفي لإطعام أربعة أشخاص سنة ١٩١٠ كان عمل فلاح واحد يطعم سبعة أشخاص سنة ١٩٧٥ أصبح عمل فلاح واحد ( مع التقدم التكنولوجي) يكفي ٥٦ شخصاً. هذه عينة من الآثار الإيجابية التي جلبتها التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي إلى ميدان


العمل ونوعه وكمية الإنتاج.


رفع مستوى حياة البشر


أدت التكنولوجيا في انتشارها الواسع ومن خلال مجموعات متنوعة من الأدوات والوسائل إلى تحسن مطرد في مجالات الصحة والتعليم والخدمات والرفاهية الاجتماعية عموماً. ورغم أن أمراضاً كثيرة ما زالت موجودة، إلا أن الأمراض الكبيرة المعدية كالطاعون والكوليرا والسل وغيرها والتي كانت تفتك دورياً بالملايين وخصوصاً الأطفال قد تمت السيطرة عليها فانقرضت أو نكاد حتى في أقصى أقاصي المعمورة، وأدى ذلك مباشرة إلى ارتفاع معدلات الحياة إلى مستويات لم تعرفها البشرية من قبل، والأمر عينه ينطبق على التوسع المذهل في التعليم وانتشاره، وتوسع تذوق الفنون على أنواعها


والمهارات الرياضية، إلى يسر الاتصال والتواصل البشريين. هذه باختصار بعض النتائج الإيجابية التي جلبتها التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي


وتوسع الإفادة منه وبخاصة في العقود الأخيرة.


لكن النجاح الداوي هذا يجب أن لا يحجب حقيقة أنه كان للتكنولوجيا ثمن باهظ وأكلاف إنسانية واجتماعية بل وأثار ضارة وشريرة أحياناً، شملت الإنسان والمجتمع والبيئة


على حد سويد



  • فما هي الآثار السلبية للتقدم التكنولوجي؟


يمكن حصر الآثار السلبية الناتجة عن التقدم التكنولوجي (وتحديداً في السنوات المئتين الأخيرة أي منذ الثورة الصناعية بالنقاط الأكثر أهمية التالية:


أ- إنهاك الأرض ومواردها


أدى التوسع التكنولوجي الكثيف في القرنين الأخيرين إلى ضغط لم يسبق له مثيل على موارد الكرة الأرضية والثروات الطبيعية منها؛ إن مصادر الطاقة، في أوروبا مثلاً، تكادتنضب وتتحول القارة إلى قارة يابسة شائخة والنفط يقدر له أن ينصب في خلال بضعة عقود قادمة، وذلك نظراً لاستهلاكه غير المتوازن وغير العقلاني، وكذا الأمر في الثروات الطبيعية الأخرى مثل الغابات والثروة السمكية والطيور وسواها ....


ب التلوث البيئي تشهد المجتمعات الصناعية، وبخاصة المدن المكتظة بالسكان والمعامل والآلات التي تسير بالطاقة معدلات تلوث عالية جداً وذلك كنتيجة مباشرة للانتشار الكثيف والعشوائي للتكنولوجيا الحديثة والمعاصرة، فعوادم السيارات والشاحنات في المدن ومداخن المعامل في الضواحي وفضلات المعامل على أنواعها قد حولت بسمومها الهواء والماء والطبيعة إلى بؤر مريضة ضارة وقاتلة وعلى نقيض ما كانت عليه الطبيعة دائماً من هواء منعش وما، زلال وطبيعة متوازنة غناء أما أخطر مظاهر التلوث هذا فهي الفضلات الكيمائية والدوائية والنووية التي ترميها المعامل على نحو عشوائي أو «تصدرها » الدول الصناعية إلى بلدان العالم المتخلفة لتدفن في الصحارى والأنهار مسبة خللا دائما في توازن البيئة وخطراً على الحياة البشرية


ج مخاطر الحرائق والانفجارات والحروب


أدخل الانتشار العشوائي للتكنولوجيا مخاطر لم تعرفها البشرية من قبل. فالحرائق تكاد محو الثروات الحرجية في الكثير من بلدان العالم النامية ومنها لبنان والإنفجارات - الناتجة عن الاستخدام الكثيف وغير الآمن للطاقة والآلات تحصد المئات سنوياً، من مثل انفجار المفاعل النووي في تشرنوبل (روسيا) سنة ١٩٨٦ والذي ترك منطقة واسعة غير قابلة للسكن حتى الآن، وعناد الحروب وما فيه من أنواع التكنولوجيا المدمرة التي تتنافس في القدرة على قتل أكبر عدد من البشر، وإلى الحد الذي يقال فيه إن كمية السلاح النووي


المصوب إلى الأرض يكفي نحو الحياة فيها برمتها.


د الآثار الإجتماعية والأخلاقية


قاد التوسع التكنولوجي، والنتائج المترتبة عن الثورة الصناعية خصوصاً، إلى حلحلة


واضحة في التوازن الاجتماعي وذلك:


لمصلحة المدن على حساب الأرياف


لمصلحة الآلة على حساب العامل لمصلحة الربح المادي على حساب القيمالمصلحة الجني السريع للمال على حساب الإنسان والإنسانية


والمصلحة الأعراض المباشرة والآنية على حساب مستقبل الأرض والبشرية. إن البطالة المتفشية اليوم، وينسب عالية منتظمة، إنما هي بعض النتائج السلبية التكنولوجيا العالية للصناعة والزراعة والخدمات والتي تحل فيها الآلات محل العمال ودون أن تقدم لهم بالمقابل ما يقيهم وعائلاتهم شر العوز والمرض. إن عشرات المصانع في العالم الصناعي بانت تعتمد خطوط الإنتاج الآلي الكامل (الروبوت) ملقبة إلى الشارع بالعمال والمستخدمين الذين لم يعد هناك من حاجة إليهم.


وتبقى أخيراً المخاطر والشرور الأخلاقية التي أحدثها الاستخدام التكنولوجي، غير المتوازن، على روابط العائلة والمجتمع ومنظومات القيم والتدين، فيات معظم البشر أفراداً معرلين، محبطين عبيداً للآلة وللدورة التكنولوجية الاستهلاكية، يسعون خلفها دونما قدرة على ردها أو تبديل اتجاهها أو التأثير في القرارات الكبرى التي تؤثر على حياتهم


ومستقبلهم.


العلم من


أسئلة تدور على العلم ومشكلاته


هل هذه الآثار السلبية للتوسع التكنولوجي قدر لا مفر منه؟ أم أن هناك سيلاً ووسائل لقبط استخدام التكنولوجيا، فنقيد من إيجابياتها الكثيرة وتخفض إلى الحد الأدنى الممكن من سلبياتها !


هل تضحي البشرية بكل نجاحاتها وإبداعاتها وتمدتها وثقافتها على مذبح «الجموح» التكنولوجي، أم تهندي إلى ما يوازن بين كفة التكنولوجيا وكفة الإنسان وثقافته وقيمه الروحية


والاجتماعية


هل تقف المجتمعات مكتوفة الأيدي أمام التدمير السريع لمناخ الكرة الأرضية وتوازنها البيني، فتسلم الكوكب الذي ظل حتى فترة قصيرة خلت «جنة متوازنة، وتحيله فقراً بياساً لا أشجار خضراء فيه، إلا على شاشات الكمبيوتر، ولا ماء أو هواء نظيف إلا في الزجاجات


والسوبر ماركت أو حتى في الصيدليات ؟! أسئلة وأسئلة تواجه المجتمعات والبشر وبخاصة النخب فيهم، ويدور معظمها على


طبيعة العلاقة التي يجب أن تقوم بين الإنسان والتكنولوجيا. وفي رأي معظم المفكرين إن الوجه اللاإنساني» الذي يميز التكنولوجيا منذ بعض الوقت هو أمر جديد على علاقة الإنسان بالتكنولوجيا، ويعود تحديداً إلى ما بعد الثورةالصناعية وصعود أفكار الربح السريع والثروة بأي ثمن ولو على حساب الطبيعة والإنسان ومستقبله. اما قبل القرنين الأخيرين فالعلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا كانت علاقة تكامل لا تنافس كان الإنسان يحتفل بكل إنجاز آلي وتقني، وذلك النتائج الطبية التي ستركها هذا الإنجاز على جوانب حياته كافة. وذلك هو من احتضان المجتمعات والحضارات. لأهل العلم والإبداع. أما حين تتقدم التكنولوجيا على حساب الإنسان والبيئة فليس المربيا أن تصبح، في بعض وجوهها، منافساً بل عدواً للإنسان كما للبيئة - إلا أنه من باب الإنصاف أن تستدرك فنقول إنه ليس ذنب التكنولوجيا أن «تجمع هذا الجموع، وأن تنتشر دونما مانع أو رقيب، إنها مسؤولية الإنسان نفسه ومجتمعاته والأفكار السائدة فيها.


نقول مسؤولية الإنسان والمجتمعات والأفكار السائدة وتحديداً في أمرين: أولاً، تخلف العلوم الإنسانية والمعايير الثقافية والأخلاقية عن أن تكون في مستوى تقدم علوم


المادة والتكنولوجيا.


ثانياً، تخلف الرأي العام عن إدراك مخاطر الإنتشار غير العقلاني للتكنولوجيا، الأمر الذي سمع


مجموعات صغيرة أنانية وجشعة أن تحتكر مقاليد توجيه العلم والتكنولوجيا، على حساب توازن البيئة والطبيعة وعلى نحو يهدد جدياً الأجيال المقبلة. ورداً على ذلك كله، أو محاولة في التخفيف من أضراره، دعت نخب العلماء والفلاسفة


والمصلحين الاجتماعيين من هكسلي إلى راسل إلى جمعيات الخضر والدفاع عن البيئة، إلى ضرورة تجنب الأخطاء التي حدثت، وإلى ضرورة استعادة الإنسان السيطرة على قطار


العلم والتكنولوجيا المندفع بأقصى سرعته وقبل فوات الأوان -


وفي رأي أحد علماء الاجتماع البريطانين ج رايت (Wright)، فإن حضارتنا قد أضاعت أكثر من فرصة لتصويب اتجاه التقدم التكنولوجي، ويجب أن لا تضيع الفرصة


مجدداً:


يثير المسح العام الذي أجريناه ... للعالم العربي المصنع عموماً قدراً من التشاؤم لقد حدثت نقطة الانعطاف الخاطئة في القرن التاسع عشر حين قدمت الطاقات المادية الجديدة التي توفرت فرصة عظيمة لرفع مستوى الحياة وبناء عالم جديد من البحبوحة والتقدم، إلا أن هذه الفرصة ومعها فرصة توجيه التكنولوجيا ضاعت أو على الأقل لم يحسن استخدامها بفعل جشع الإنسان وأنانيته من جانب القوى الصاعدة من جهة وبسبب الجهل والغباء واللامبالاة والشعور باليأس والقرف من جانب القوى العاملة المستغلة من جهة ثانية لقد أدى الاستثمار المادي الكثيف إلى مشاكل مدينية بغير عدد، إلى اختناق المدن ودمار الأرياف، مع كل الانعكاسات الدينية والأخلاقية، وبخاصة على العائلة، وإلى نشوءصراع الطبقات الاجتماعية وإلى أنماط مختلفة من السلوك والقيم الاجتماعية». وينهي عالم الاجتماع كتابه بتحذير عميق المعنى والدلالة: «وليس صعباً على سبيل المقارنة أن نجد في ذلك شيئاً من أثينا وروما القديمتين قبل انهيارهما !


(F.G. Wright: Basic sociology)


وباختصار، إذا كان العلم والتكنولوجيا هما اللذان يقودان البشرية منذ نحو قرنين نحو الانهيار فقد آن الأوان لأن تقود البشرية نفسها العلم والتكنولوجيا وتوجههما الوجهة


الصحيحة المتزنة والمتوازنة.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

كان قد مضى على ...

كان قد مضى على وجود أن في المرتفعات الخضراء أسبوعان قبل مجيء السيدة ريتشيل ليند لتفحصها، وما كانت ال...

LSU’s Flau’jae ...

LSU’s Flau’jae Johnson defends Hailey Van Lith from Caitlin Clark criticism.LSU women’s basketball s...

عندما كنت صغيرا...

عندما كنت صغيرا شاهدت احد الافلام القديمه وفي بدايه الفيلم تظهر لقطه على الشارع والكثير من الناس يسي...

إن تناول الخطاب...

إن تناول الخطاب القرآني للقضية على هذا النحو المتكرر يعنى أنها كانت حاضرة حضورًا حادًا فى هذا الواقع...

المقال التالي ل...

المقال التالي للكاتب المميز خالص جلبي. اقرأ المقال بتمعن ثم لخصه وانشر الملخص في منتدى المقرر (هذا ا...

المقدمة تعد در...

المقدمة تعد دراسة البرامج التلفزيونية الاستقصائية من المواضيع المهمة، لما لهذا الفن من ارتباط وثيق ...

في ذكرى وفاته.....

في ذكرى وفاته.. أشهر 20 مقولة للكاتب أنيس منصور أنيس منصور صاحب اللقب الشهير عدو المرأة الأول، وأول...

وقد فرضت الدراس...

وقد فرضت الدراسات النفسية نفسها خصوصاً بعد ظهور علم النفس الفيزيولوجي الذي يعتمد على التجربة في المخ...

وضحي لهم أنك ست...

وضحي لهم أنك ستقومين بمقابلة كل من الأم والطفل الصغير وباقي أفراد الأسرة 15 مرة على مدار العام القاد...

المصالحة مع الم...

المصالحة مع المستقبل تتطلب مصالحة المغاربة مع الثروة والمقاولة والربح تأثر العقل الجمعي المغربي بشكل...

Introduction Pr...

Introduction Proper handling of tissue specimens is critical to ensure that an accurate diagnosis is...

العنوان وبيان ا...

العنوان وبيان المسؤولية–بيان تسليم محتوى Communication skills Course Title Course code BLSA102 Bus...