Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

ضرب الليل رواقه على الصحراء وكساها رداء من السكون، فصارت قطعة سوداء مظلمة، لا يكاد الساري فيها يرى رفيقه، وحركة النملة إذ تسير . ويظهر فيها بدوي ملتف في رداته مطلوب هارب، وكأنه وكان صفوان بن المعطل السلمي قد تخلف لبعض حاجته عن جيش الرسول، وهو عائد من غزو بني المصطلق إلى المدينة؛ وهو الآن يطلب القوم ليلحقهم، ويقفو أثرهم ليسير معهم، ولكنه يلمح في سيره شخصاً ملتفا في ثيابه، وما كان أشد ذهوله وأعظم دهشته حينما تبين الشخص، فإذا هو عائشة أم المؤمنين مغرقة في نومها، فصاح : إنا لله وإنا إليه راجعون! ظعينة (۳) رسول الله ﷺ فاستيقظت عائشة مذعورة على ترجيعه وصوته، وخمرت وجهها بجلبابها فقال لها : ما خطبك يرحمك الله ! فما استطاعت أن ترد عليه جواباً، وانطلق يطلب رسول الله، حتى أدرك القوم معرسين (4) في الظهيره
وسألها رسول الله : ما خَطْبُها؟ وقيم تخلفها ؟ قالت : سمعتك ليلة الأمس تؤذن في القوم بالرحيل، فذهبت لقضاء بعض شأني، ولزمت مكان رحلي، لعكلم إذ تتفقدونني فلا تجدونني تعودون في طلبي، ثم ضرب الله على أذني فنِمْتُ، وما استيقظت إلا على صوت صفوان وصدقها رسول الله في حديثها، ولم يخالطه الشك في أمرها؛ إذ هي عائشة بنت أبي بكر في شرفِ منبتها، وطهارة عرقها، وكرم دخلتها
حصان رزان ما تُزَن (٢) بريبة عقيلة حي من لؤي بن غالب مهذبة قد طيب الله خِيْمَها
ويتهمونها في صفوان . قال عبد الله بن أبي حينما رآهما : والله ما نَجَتْ منه، ولا نجا منها! وقشت هذه القالة بين الناس، وَحَمْنة بنت بخش، والداني والبعيد. وشكهم ويقينهم، ولم يقع لها كلمة مما خاض فيه الناس، وتلمست الشفاء، والرحمة المبسوطة الجناح؛ وضاعف من علتها . ولا يحفل بشأنها؟! ذلك ما لا تعرفه عائشة، ولا تستطيع أن تربط فيه علة بمعلول، وأذن لها، تُعاني المرض وتحتمل الدام
حتى أبلت من مرضها واستفاقت من علتها وخرجت يوماً إلى فُسح المدينة ومعها أم مسطح بنت أبي رهم، وإنهما ليمشيان إذ عثرت أم مسطح في مِرْطها (۱) فقالت : تَعِس مسطح ! قالت عائشة : بئس - لَعَمْرُ الله - ما قلت لرجل شهد بدراً! قالت لها : أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر؟ قالت عائشة : وما الخبر؟ فحدثتها بما كان من أصحاب الإفك، وما أذاعه ابن
وما تزيدت فيه حمنة بنت جحش قالت عائشة : أوكان هذا؟! قالت : نعم ، والله كان . وانكفات (۲) إلى البيت تبكي ما ترقا (۳) لها دمعة، ثم قالت : يا أماه يغفر الله لك، ولا تذكرين من ذلك شيئاً؟! قالت : أي بنية، فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر، ولم تتح له الرؤيا، وتزحمها في مكانتها - فقالت: أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيراً. وسل بريرة جاريتها تصدقك الخبر . فقال لها رسول الله ﷺ: هل رأيت شيئاً يريبك؟ فقالت : لا ، أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين، ولم ير في حديثهم شيئاً يَزِن عائشة أو يَصِمُها (۳) ، فخرج إلى الناس مغضباً، ويقولون عليهم غير الحق ؟ والله ما علمت منهم إلا خيراً، وما يدخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي ؟ ثم ذهب إلى عائشة في منزل أبيها، وقال: يا عائشة، إنه قد كان ما بلغك من قول للناس، فإن كُنت قد قارفت (٤) سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله
يقبل التوبة عن عباده . ولكنها لم تستطع جواباً، ثم التفتت إلى أبيها، وقالت : أجب عني رسول الله . فقال: والله ما أدري ما أقول فالتفتت إلى أمها وقالت : أجيبي عني رسول الله، فقالت :والله ما أدري ما أقول . ثم استعبرت - رضي الله عنها - وقالت : والله لا أتوبُ إلى الله مما ذكرت أبداً، والله يعلم إني منه البريئة، ولئن أنكرت ما يقول الناس لا تُصَدِّقوني. فأطرق رسول الله، وَوَجَم (۳) أبو بكر ، وتنهدت أم رومان، فَسُجِّى (1) بثوبه ووضعت وسادة تحت رأسه، فترقبت ربيطة الجأش ساكنة الجوارح؛ واثقة من نزاهتها، وطهارة ذيلها . وكانت تتزايل أعضاؤهما من الجزع،


Original text

ضرب الليل رواقه على الصحراء وكساها رداء من السكون، فصارت قطعة سوداء مظلمة، لا يكاد الساري فيها يرى رفيقه، وهي فضاء هادىء، حتى لتكاد الأذن تسمع دبيب الدابة، وحركة النملة إذ تسير . ويظهر فيها بدوي ملتف في رداته مطلوب هارب، أو طالب مجد. يعمل (1) الناقة، ويجتهد في السير، وكأنه وكان صفوان بن المعطل السلمي قد تخلف لبعض حاجته عن جيش الرسول، وهو عائد من غزو بني المصطلق إلى المدينة؛ وهو الآن يطلب القوم ليلحقهم، ويقفو أثرهم ليسير معهم، ولكنه يلمح في سيره شخصاً ملتفا في ثيابه، مطوياً على نفسه، وهو غارق في نومه. وكأنه ذاهب في أحلامه، فنزل عن ناقته، واتجه صوبه؛ يمشي على أطرافه؛ خشية أن يُفْزِعَه أو يُخيفه . وما كان أشد ذهوله وأعظم دهشته حينما تبين الشخص، فإذا هو عائشة أم المؤمنين مغرقة في نومها، ملتفة في ثوبها، في هذا المهمة (۲) القفر، والظلام الحالك ولم يستطع أن يملك صيحته، أو يكتم دهشته، فصاح : إنا لله وإنا إليه راجعون! ظعينة (۳) رسول الله ﷺ فاستيقظت عائشة مذعورة على ترجيعه وصوته، وخمرت وجهها بجلبابها فقال لها : ما خطبك يرحمك الله ! فما استطاعت أن ترد عليه جواباً، حياء وخجلاً ، ثم قدم إليها راحلته فركبتها، وأخذ هو بزمامها، وانطلق يطلب رسول الله، وظل طريقه ما التفت
إليها ولا حدثته نفسه بحديثها ، حتى أدرك القوم معرسين (4) في الظهيره
وسألها رسول الله : ما خَطْبُها؟ وقيم تخلفها ؟ قالت : سمعتك ليلة الأمس تؤذن في القوم بالرحيل، فذهبت لقضاء بعض شأني، ولما عُدْتُ إلى رَحْلِي تَفَقَدْتُ عِقْدِي فَإذا هو قد انسل من عنقي، فذهبت في طلبه، ولما عُدْتُ وجدت القوم قد ارتحلوا، ما فيهم داع ولا مجيب، فتلقفتُ في ثيابي، ولزمت مكان رحلي، لعكلم إذ تتفقدونني فلا تجدونني تعودون في طلبي، ثم ضرب الله على أذني فنِمْتُ، وما استيقظت إلا على صوت صفوان وصدقها رسول الله في حديثها، ولم يخالطه الشك في أمرها؛ إذ هي عائشة بنت أبي بكر في شرفِ منبتها، وطهارة عرقها، وهي هي عائشة زوج رسول الله في عفة أديمها ، وكرم دخلتها
حصان رزان ما تُزَن (٢) بريبة عقيلة حي من لؤي بن غالب مهذبة قد طيب الله خِيْمَها
وتصبحُ غَرْثَى (۳) من لحوم الغَوَافِلِ كرام المساعي مجدهم غير زائل وطهرها من كل سوء وباطل أما عصبة الكذب وجماعة السوء فإنهم ما رأوا عائشة يقود راحلتها صفوان مقبلين من الصحراء حتى أخَذُوا يتخَرَّصُون (٥) الكذب، ويقعون في شرف عائشة، ويتهمونها في صفوان . قال عبد الله بن أبي حينما رآهما : والله ما نَجَتْ منه، ولا نجا منها! وقشت هذه القالة بين الناس، وتبع مسطح ابن أبي وتبعهما حَسَّان وزيد بن رفاعة، وَحَمْنة بنت بخش، ثم أخذوا يهضبون (1) في القول ويزيدون حتى بلغ الخبر رسول الله، وسقط في
أذني أبي بكر، وتحدث به الصغير والكبير، والداني والبعيد. وظل القوم في هَرْجهم ومزجهم، واتهامهم ودفاعهم، وشكهم ويقينهم، حتى وصلوا إلى المدينة ؛ كل هذا وعائشة لا تعرف اليها الوانها العلمي، ولم يقع لها كلمة مما خاض فيه الناس، ولكنها حين ذهبت إلى بيتها تخونتها الحمى، ومنها العرض فلام الفراش، وتلمست الشفاء، وترقبت من رسول الله ال كما اعتادت - قلباً عطوفاً، والرحمة المبسوطة الجناح؛ فما ظفرت منه إلا بنظرة خاطفة و سوال لها : كيف تيكم ؟ لا يزيد على ذلك، فأهمها وأكربها، وزاد من سقمها، وضاعف من علتها . ما بال رسول الله لا يرقى لحاها، ولا يرثى لمرضها، ولا يحفل بشأنها؟! ذلك ما لا تعرفه عائشة، ولا تستطيع أن تربط فيه علة بمعلول، أو سبباً بمسبب ولهذا استأذنت رسول الله ﷺ لتذهب إلى بيت أبيها، لعل في البعد ما يثير حنانه، ويعطف من قلبه . وأذن لها، وقضت في بيت أبيها بضعاً وعشرين ليلة، تُعاني المرض وتحتمل الدام
حتى أبلت من مرضها واستفاقت من علتها وخرجت يوماً إلى فُسح المدينة ومعها أم مسطح بنت أبي رهم، وإنهما ليمشيان إذ عثرت أم مسطح في مِرْطها (۱) فقالت : تَعِس مسطح ! قالت عائشة : بئس - لَعَمْرُ الله - ما قلت لرجل شهد بدراً! قالت لها : أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر؟ قالت عائشة : وما الخبر؟ فحدثتها بما كان من أصحاب الإفك، وما تقول به مسطح وحسان، وما أذاعه ابن
أبي، وما تزيدت فيه حمنة بنت جحش قالت عائشة : أوكان هذا؟! قالت : نعم ، والله كان ... قالت عائشة : هيا بنا نعود، وانكفات (۲) إلى البيت تبكي ما ترقا (۳) لها دمعة، ولا تسكن منها لوعة، ثم قالت : يا أماه يغفر الله لك، تحدث الناس بما تحدثوا به، ولا تذكرين من ذلك شيئاً؟! قالت : أي بنية، خفضي عليك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر، إلا أكثرن عليها . ومضى شهر ورسول الله ﷺ في حيرة من أمرها، وَرَيب من قضيتها، يتطلع إلى الوحي، ويتشوف إلى الرؤيا. عله يجد فيهما مخرجاً من أمره، وسكوناً من حيرته، وكشفاً لشبهته ؛ ولكن لم ينزل الوحي، ولم تتح له الرؤيا، فرأى أن يستفتي ويستشير .... سأل زينب بنت جحش - وكانت ضرتها ، وتزحمها في مكانتها - فقالت: أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيراً.. وسأل أسامة بن زيد، فقال: أهلك يا رسول الله .. وما علمنا إلا خيراً .. وسأل علي بن أبي طالب، فقال: النساء غيرها كثير، وسل بريرة جاريتها تصدقك الخبر . وجاءت بريرة، فقال لها رسول الله ﷺ: هل رأيت شيئاً يريبك؟ فقالت : لا ، والذي بعثك بالحق، وما رأيتُ منها أمراً أغمصه (۱) عليها قط، أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الدواجن (۲) فتأكله !!


وفرغ رسول الله ﷺ من استشارة من استشار، ولم ير في حديثهم شيئاً يَزِن عائشة أو يَصِمُها (۳) ، فخرج إلى الناس مغضباً، وقال: «أيها الناس، ما بال رجال يُؤْذُونني في أهلي، ويقولون عليهم غير الحق ؟ والله ما علمت منهم إلا خيراً، وقد ذكروا رجلاً ما علمت منه إلا
خيراً، وما يدخل بيتاً من بيوتي إلا وهو معي ؟ ثم ذهب إلى عائشة في منزل أبيها، فوجدها تبكي، ووجد امرأة من الأنصار تبكي معها، وعندها أبواها فسلم عليها، وقال: يا عائشة، إنه قد كان ما بلغك من قول للناس، فاتقي الله، فإن كُنت قد قارفت (٤) سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله، فإن الله
يقبل التوبة عن عباده . ولكنها لم تستطع جواباً، ثم التفتت إلى أبيها، وقالت : أجب عني رسول الله . فقال: والله ما أدري ما أقول فالتفتت إلى أمها وقالت : أجيبي عني رسول الله، فقالت :والله ما أدري ما أقول . ولما لم تر من أبويها قولاً يَنْفَحُ (۱) عنها ، أو دفاعاً يمزق خيوط الشك التي نسجت حولها قالت: والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في هذه الأيام . ثم استعبرت - رضي الله عنها - وقالت : والله لا أتوبُ إلى الله مما ذكرت أبداً، والله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم إني منه البريئة، لأقولن ما لم يكن، ولئن أنكرت ما يقول الناس لا تُصَدِّقوني. ثم أجهشت بالبكاء، والتمست أن تذكر اسم يعقوب عليه السلام فغاب عنها فقالت : ولكن أقول لكم كما قال أبو يوسف ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (٢) . فأطرق رسول الله، وَوَجَم (۳) أبو بكر ، وتنهدت أم رومان، وبينما هم على هذه الحال، إذ تغشى رسول الله ﷺ ما كان يتغشاه حين نزول الوحي، فَسُجِّى (1) بثوبه ووضعت وسادة تحت رأسه، وعند ذلك علمت عائشة أن الوحي سيفصل في أمرها، وسيزيح الشك عن قضيتها، فترقبت ربيطة الجأش ساكنة الجوارح؛ إذ كانت عارفة بنفسها، واثقة من نزاهتها، وطهارة ذيلها .أما أبواها فإنهما أحدًا رسول الله ﷺ يتلقى الوحي حتى إنماث قلبهما من الفزع، وكانت تتزايل أعضاؤهما من الجزع، أن يأتي الوحي بتصديق ما قال الناس
ثم سري عن رسول الله، وإن قطرات من العرق لتتحدر من جبينه مثل الجمان (٥) ، وقال: «أبشري
يا عائشة، لقد أنزل الله براءتك في قرآن يُتلى بين الناس، ثم أخذ يقرأ:


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

التوازي الدلالي...

التوازي الدلالي: إن بني الخطاب متوازية فيما بينها دلاليا، وذلك أن الجمل والمقاطع متحدة في الدلالة، ف...

The appearance ...

The appearance design of digital sound level meter is novel, small and portable(App is just for the ...

وبكلمات مختصرة ...

وبكلمات مختصرة فان سمة العالمية تشير إلى إمكانية تطبيق حقوق الإنسان على جميع الناس في كل مكان وفي جم...

الإجراءات الجزا...

الإجراءات الجزائية الخاصة بقضايا الأطفال: إن جنوح الأطفال يعتبر ظاهرة مست كل المجتمعات، حيث كان ينظ...

جذور الفكر الما...

جذور الفكر الماركسي في العراق لقد كان لانتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 الحافز الأول لانتشا...

can help you so...

can help you sort data for easier access, analysis, or presentation Employed in situations where mi...

Recurrent otiti...

Recurrent otitis media and behaviour problems in middle childhood: A longitudinal cohort study Ali A...

‏Organization o...

‏Organization of the Nervous System, Basic Functions of Synapses, and Neurotransmitters. The nervou...

أهميّة اللّغة ا...

أهميّة اللّغة العربيّة إنّ للّغة العربيّة أهميّةً كبيرةً في الثّقافة والتّراث والأدب العربيّ؛ لأنّها...

تعرف الهندسة ال...

تعرف الهندسة المالية التقليدية بأنها تحليل البيانات المتحصلة من السوق المالية ، باستخدام الخوارزميات...

إن من يتأمل في ...

إن من يتأمل في الواقع الثقافي والفكري وكذلك الفلسفي زيادة على الواقع الدولي، سيجد عناية واهتماما واس...

هو وظيفة من وظا...

هو وظيفة من وظائف الإدارة ذات التأثير الشمولي على كامل نشاطات المؤسسة و دوره في يتحدد في انه يقدم لن...