Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (57%)

يعتبر النظام الاقتصادي الرأسمالي واحداً من أبرز الأنظمة الاقتصادية التي شكلت معالم النهضة الاقتصادية في العديد من الدول حول العالم. بدأ هذا النظام يتبلور في إطار تاريخي وثقافي محدد، وبرز كبديل فعال للأنظمة الاقتصادية السابقة، يعتمد الأساس الرئيسي للرأسمالية على حرية الفرد في ملكية وسائل الإنتاج وتوجيهها بما يخدم مصالحه الاقتصادية والاجتماعية. إن الرأسمالية ليست مجرد نظام اقتصادي، بل هي مجموعة من القيم والأفكار التي تتعلق بالحرية،تتضمن دراسة النظام الاقتصادي الرأسمالي استكشاف مفهومه وأهميته، كما يجب أيضاً استعراض إيجابياته وسلبياته، حيث أن للرأسمالية جوانب عديدة تؤثر على المجتمعات، سواء من حيث التنمية الاقتصادية أو من حيث الفجوات الاجتماعية. تبرز أهمية فهم مسارات تطور هذا النظام، وصولاً إلى تأثير العولمة التي ساهمت في إعادة تشكيل بعض ملامح هذا النظام.المبحث الأول: مفاهيم عامة حول النظام الاقتصادي الرأسمالي
المطلب الأول: مفهوم النظام الاقتصادي الرأسمالي1
النظام الاقتصادي الرأسمالي هو نظام اقتصادي وسياسي قائم على مبدأ الملكية الفردية لوسائل الإنتاج، حيث يتم تخصيص الموارد وتوزيعها عبر آليات السوق الحرة. يتميز هذا النظام بتشجيع المبادرة الفردية والمنافسة الشريفة بين الأفراد والشركات، مما يؤدي إلى تحفيز الابتكار وزيادة الإنتاجية. يلعب الربح دورًا حافزًا للاستثمار وتطوير الأعمال، حيث يسعى الأفراد والشركات إلى تحقيق أقصى عائد ممكن على استثماراتهم. كما يعتمد هذا النظام على دور الدولة المحدود في التدخل في الاقتصاد، مع التركيز على توفير بيئة قانونية مستقرة تحمي الملكية الفردية وتشجع على المنافسة العادلة.المطلب الثاني: نشأة النظام الاقتصادي الرأسمالي2
تعتبر نشأة النظام الاقتصادي الرأسمالي تحولًا تاريخيًا عميقًا في التنظيم الاقتصادي للمجتمعات. بل كان نتيجة لتطور تدريجي امتد على قرون عديدة وتأثر بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية.عوامل ظهور النظام الرأسمالي
1. تطور التجارة الدولية (القرن الخامس عشر وما بعده(
o الاكتشافات الجغرافية: فتحت آفاقًا جديدة للتجارة، حيث وصل الأوروبيون إلى قارات جديدة وغنية بالثروات الطبيعية.o تكوين المستعمرات: أسست الدول الأوروبية مستعمرات في مختلف أنحاء العالم، مما زاد من حجم التجارة وتدفق الثروات إلى أوروبا.o تطور أساليب التجارة: ظهرت شركات التجارة المشتركة، والتي جمعت أموال المستثمرين لتمويل الرحلات التجارية الاستكشافية.2. ظهور الشركات المستثمرة (القرن السابع عشر(
o الشركات المساهمة: بدأت الشركات في جمع الأموال من عدد كبير من المساهمين، مما سمح بتنفيذ مشاريع ضخمة مثل بناء السفن وحفر القنوات.o الفصل بين الملكية والإدارة: ظهرت فكرة فصل ملكية الشركة عن إدارتها، حيث كان للمساهمين الحق في الأرباح دون التدخل في إدارة الشركة.3. كثرة الاستثمارات في القطاعات الصناعية (القرن الثامن عشر(
o الثورة الصناعية: بدأت في إنجلترا في منتصف القرن الثامن عشر وانتشرت في بقية أوروبا، مما أدى إلى تحول الإنتاج من الحرفي إلى الصناعي.o الابتكارات التكنولوجية: ظهرت اختراعات جديدة مثل المحرك البخاري وآلة الغزل، مما زاد من الإنتاجية وقلل من التكاليف.الثورة الصناعية والتحول إلى الرأسمالية
• الانتقال من الزراعة إلى الصناعة: أدت الثورة الصناعية إلى تحول المجتمعات من مجتمعات زراعية تعتمد على العمل اليدوي إلى مجتمعات صناعية تعتمد على الآلات.• تطور أساليب الإنتاج: ظهرت المصانع الكبيرة التي تجمع العمال والآلات في مكان واحد، مما سمح بزيادة الإنتاج وتقسيمه إلى مراحل متخصصة.• ظهور الطبقة العاملة: مع تطور الصناعة، ظهرت طبقة جديدة هي الطبقة العاملة، والتي تعمل في المصانع مقابل أجر.• توسع الأسواق: أدت زيادة الإنتاج إلى توسع الأسواق المحلية والعالمية، مما زاد من المنافسة بين الشركات.المطلب الثالث: أسس النظام الاقتصادي الرأسمالي1
تُعتبر الرأسمالية نظامًا اقتصاديًا قائمًا على مبادئ محددة، هذه المبادئ هي بمثابة اللبنات الأساسية التي تُبنى عليها الرأسمالية، وتؤثر بشكل كبير على سلوك الأفراد والشركات والحكومات ضمن هذا النظام.• تعريف: يمثل هذا المبدأ حجر الزاوية في النظام الرأسمالي، إذ يشير إلى حق الأفراد والشركات في امتلاك وسائل الإنتاج،• الأهمية: يعزز الملكية الخاصة من الحوافز للإنتاج والابتكار، حيث يسعى المالك إلى زيادة قيمة ممتلكاته من خلال الاستثمار وتحسين الإنتاجية. كما أنه يشجع على اتخاذ القرارات الاقتصادية على مستوى الفرد والشركة، مما يؤدي إلى تنوع ومرونة أكبر في الاقتصاد.• تعريف: تعني حرية السوق عدم تدخل الحكومة بشكل كبير في تحديد أسعار السلع والخدمات، يتم تحديد هذه العوامل من خلال قوى العرض والطلب في السوق.• الأهمية: تساهم حرية السوق في تحقيق التوازن بين العرض والطلب، حيث يؤدي زيادة الطلب إلى ارتفاع الأسعار، مما يشجع المنتجين على زيادة الإنتاج، كما أنها تعزز الكفاءة الاقتصادية، حيث تتجه الموارد إلى حيث تكون العوائد أعلى.• تعريف: تشير المنافسة إلى وجود العديد من المنتجين والبائعين الذين يتنافسون فيما بينهم للحصول على حصة أكبر من السوق.• الأهمية: تعتبر المنافسة محركًا رئيسيًا للابتكار وتحسين جودة المنتجات والخدمات، حيث تسعى الشركات إلى تقديم عروض أفضل من منافسيها لجذب العملاء. كما أنها تعمل على خفض الأسعار، مما يعود بالفائدة على المستهلكين.• تعريف: يعتبر الربح الهدف الرئيسي للكثير من الأنشطة الاقتصادية في النظام الرأسمالي. فالربح هو الفرق بين الإيرادات والتكاليف، وهو ما يحفز الشركات على زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف.• الأهمية: يساهم الربح في إعادة استثمار الأرباح في تطوير الأعمال وتوسيعها، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وزيادة النمو الاقتصادي. كما أنه يشجع على تخصيص الموارد بكفاءة، حيث تتجه الاستثمارات إلى المشاريع التي تحقق عوائد أعلى
المطلب الرابع: إيجابيات وسلبيات النظام الاقتصادي الرأسمالي2
o المنافسة الحرة: تشجع الشركات على إنتاج سلع وخدمات ذات جودة عالية وأسعار تنافسية، مما يؤدي إلى تخصيص أفضل للموارد وتحسين كفاءة الإنتاج.o الحوافز الاقتصادية: يوفر الرأسمالية حوافز قوية للعمل والابتكار، حيث يمكن للأفراد والشركات تحقيق أرباح مالية من خلال جهودهم.o المرونة: تتميز الأنظمة الرأسمالية بالمرونة والتكيف مع التغيرات في السوق والعوامل الاقتصادية.o التطوير التكنولوجي: يشجع الرأسمالية الشركات على الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير منتجات وخدمات جديدة، مما يؤدي إلى تقدم تكنولوجي مستمر.o تحسين جودة الحياة: يساهم الابتكار في تحسين جودة الحياة من خلال تطوير أدوية جديدة، وتطوير وسائل نقل أكثر كفاءة،o زيادة الإنتاج: يؤدي النمو الاقتصادي الناتج عن الرأسمالية إلى زيادة الإنتاج، مما يوفر المزيد من السلع والخدمات للمستهلكين.o ارتفاع مستويات المعيشة: يتيح الرأسمالية للأفراد فرصة لتحسين مستويات معيشتهم من خلال زيادة دخلهم وشراء المزيد من السلع والخدمات.o تركز الثروة: يؤدي الرأسمالية إلى تركيز الثروة في أيدي قلة من الناس، مما يزيد من التفاوت بين الأغنياء والفقراء.o عدم المساواة في الفرص: لا يوفر الرأسمالية فرصًا متساوية للجميع، حيث قد يواجه بعض الأفراد صعوبات في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية.o الدورات الاقتصادية: تخضع الأنظمة الرأسمالية لدورات اقتصادية تتراوح بين النمو والركود، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف وتدهور الظروف المعيشية.o المضاربات المالية: يمكن أن تؤدي المضاربات المالية إلى حدوث أزمات اقتصادية كبيرة، كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008.o الاستغلال المفرط للموارد: قد يؤدي السعي لتحقيق الربح في الرأسمالية إلى استغلال الموارد الطبيعية بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تدهور البيئة وتغير المناخ.o تلوث البيئة: قد تؤدي العمليات الصناعية والتجارية إلى تلوث الهواء والماء والتربة.المبحث الثاني: مراحل تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي
المطلب الأول: المرحلة التجارية1
تعتبر المرحلة التجارية هي المرحلة الأولى في تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي، خلال هذه الفترة، شهد العالم تحولات جذرية في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، حيث انتقلت المجتمعات تدريجياً من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد القائم على التجارة.الاعتماد على التجارة الخارجية وتوسيع الأسواق:
• اكتشافات جغرافية: كانت الاكتشافات الجغرافية الكبرى التي قام بها المستكشفون الأوروبيون، مثل كريستوفر كولومبوس وفاسكو دا جاما، عاملاً حافزاً رئيسياً لتوسع التجارة العالمية. فتحت هذه الاكتشافات آفاقاً جديدة للتجارة، وربطت بين قارات العالم، مما أدى إلى تدفق السلع والتوابل والمعادن الثمينة بين مختلف الحضارات.• شركات التجارة المشتركة: ظهرت شركات التجارة المشتركة، مثل شركة الهند الشرقية البريطانية وشركة الهند الغربية، والتي كانت تملك امتيازات تجارية حصرية في مناطق معينة من العالم. مما ساهم في نمو الاقتصادات الأوروبية.• توسيع الأسواق: سعى التجار إلى توسيع أسواقهم باستمرار، وذلك من خلال استكشاف أسواق جديدة وإيجاد سلع جديدة للتجارة. أدى ذلك إلى ظهور نظام تجاري عالمي متشابك، حيث كانت السلع تنتقل عبر المحيطات والقارات.ظهور الشركات التجارية الكبرى:
تأسست هذه الشركة في القرن السابع عشر، وحصلت على امتيازات تجارية واسعة في الهند والصين. قامت الشركة بتجارة التوابل والمنسوجات والسلع الأخرى، وأصبحت قوة اقتصادية وسياسية هائلة.• الخصائص المشتركة للشركات الكبرى: تتميز الشركات التجارية الكبرى في هذه المرحلة بالعديد من الخصائص المشتركة، منها:
o حجم رأس المال الكبير: كانت هذه الشركات تمتلك رؤوس أموال ضخمة، مما مكنها من الاستثمار في أساطيل بحرية كبيرة ومخازن ضخمة.o الامتيازات التجارية: كانت هذه الشركات تحظى بامتيازات تجارية حصرية من الدول الأوروبية، مما منحها ميزة تنافسية كبيرة.o التدخل في الشؤون السياسية: غالباً ما كانت هذه الشركات تتدخل في الشؤون السياسية للدول التي تتاجر معها، وذلك لتحقيق مصالحها الاقتصادية.الآثار الاقتصادية والاجتماعية:
• تراكم الثروة: أدت التجارة المربحة إلى تراكم ثروات كبيرة في أيدي التجار والمستثمرين، مما أدى إلى ظهور طبقة جديدة من الأثرياء.• نمو المدن: شهدت المدن الأوروبية نمواً كبيراً خلال هذه المرحلة، وذلك بسبب تركيز النشاط التجاري فيها.• توسع الإنتاج: أدى الطلب المتزايد على السلع إلى توسع الإنتاج في مختلف القطاعات، مثل الصناعة والنسيج
المطلب الثاني: المرحلة الصناعية2
حيث انتقلت المجتمعات من الاعتماد على الزراعة والحرف اليدوية إلى الإنتاج الصناعي على نطاق واسع. بدأت هذه المرحلة في منتصف القرن الثامن عشر في إنجلترا وانتشرت تدريجياً في بقية أنحاء أوروبا ثم العالم.كانت الثورة الصناعية هي القوة الدافعة وراء التحولات الهائلة التي شهدتها المرحلة الصناعية. تتميز هذه الثورة بمجموعة من الابتكارات التكنولوجية التي غيرت وجه الإنتاج، أبرزها:
• اختراع الآلة البخارية: ساهمت في تشغيل الآلات والمصانع،• تطوير المنساجات الآلية: أدى إلى زيادة إنتاج النسيج وتلبية الطلب المتزايد على الملابس.• اكتشاف الفحم واستخدامه كوقود: وفر طاقة هائلة للصناعات المختلفة.التأثيرات الرئيسية للثورة الصناعية:
• زيادة الإنتاجية: أدت الآلات والمصانع إلى زيادة الإنتاج بشكل كبير، مما أدى إلى وفرة السلع وتراجع الأسعار.• نمو المدن: انتقل الناس من الريف إلى المدن بحثاً عن العمل في المصانع، مما أدى إلى نمو المدن وتغير التركيبة السكانية.• ظهور الطبقة العاملة: مع تزايد الصناعات،• تطور البنية التحتية: تم بناء الطرق والسكك الحديدية لتسهيل نقل المواد الخام والمنتجات النهائية بين المصانع والأسواق.• توسع التجارة العالمية: زادت التجارة بين الدول بسبب زيادة الإنتاج وتنوع المنتجات.الخصائص المميزة للمرحلة الصناعية:
• تركيز على الإنتاج: كان الهدف الرئيسي هو زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على السلع.• دور رأس المال: أصبح رأس المال عاملاً حاسماً في الاستثمار في الصناعات الجديدة وتوسيع الإنتاج.• التخصص في الإنتاج: ركزت كل مصنع على إنتاج نوع معين من المنتجات.التحديات التي واجهت المرحلة الصناعية:
• ظروف العمل الصعبة: عمل العمال في ظروف صعبة وساعات طويلة مقابل أجور منخفضة.• التفاوت الطبقي: زاد التفاوت الطبقي بين أصحاب المصانع والعمال
المطلب الثالث: المرحلة المالية
التجارية والصناعية، انتقلت إلى مرحلة جديدة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عرفت بالمرحلة المالية. تميزت هذه المرحلة بتحول كبير في التركيز من الإنتاج الصناعي إلى الأنشطة المالية والمصرفية والاستثمارية.التطور التاريخي:
• نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين: شهدت هذه الفترة نموًا هائلاً في حجم وعدد البنوك، مما ساهم في استقرار النظم المالية وتنظيمها.• القرن العشرين: مع ازدياد التعقيد الاقتصادي، تطورت الأدوات المالية بشكل كبير. ظهرت الأسواق المالية المتخصصة، مثل أسواق الأسهم والسندات، وازدادت أهمية دورها في تمويل الشركات والمشاريع الكبرى.• منتصف القرن العشرين: بعد الحرب العالمية الثانية، شهد العالم فترة من الازدهار الاقتصادي، وارتبط ذلك بتوسع دور الدولة في الاقتصاد وتنظيم القطاع المالي. ظهرت مفاهيم جديدة مثل "الرفاهية" و"الدولة الرعاية"، مما أدى إلى زيادة التدخل الحكومي في الأسواق المالية. ظهرت التكنولوجيا المالية (FinTech)، والتي ساهمت في تسهيل المعاملات المالية وتوفير خدمات مالية جديدة. كما شهدنا عولمة الأسواق المالية،السمات الرئيسية للمرحلة المالية:
• هيمنة المؤسسات المالية: أصبحت الشركات المالية الكبرى والبنوك تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد، حيث تقوم بتوجيه الاستثمارات وتحديد اتجاهات الأسواق.• تطور الأدوات المالية: ظهرت مجموعة واسعة من الأدوات المالية المعقدة، مثل المشتقات المالية والصناديق الاستثمارية،• العولمة المالية: أصبحت الأسواق المالية مترابطة بشكل كبير، مما أدى إلى انتشار المخاطر المالية بشكل أسرع وأوسع.• دور التكنولوجيا: لعبت التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تطوير القطاع المالي،أهم التغيرات التي شهدتها المرحلة المالية:
• ظهور الشركات ذات المسؤولية المحدودة: ساهمت هذه الشركات في تسهيل عملية تجميع رؤوس الأموال وتقليل المخاطر على المساهمين.• توسع التمويل الاستثماري: أصبح التمويل الاستثماري مصدرًا هامًا للتمويل للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.• زيادة أهمية الأسواق المالية: أصبحت الأسواق المالية تلعب دورًا حاسمًا في توزيع الموارد وتحديد أسعار الأصول.آثار المرحلة المالية:
• نمو اقتصادي متسارع: ساهمت المرحلة المالية في تحقيق نمو اقتصادي سريع في العديد من الدول، ولكنها أدت أيضًا إلى زيادة التفاوت في الدخول.• زيادة المخاطر المالية: أدت العولمة المالية وتطور الأدوات المالية المعقدة إلى زيادة المخاطر المالية، مما أدى إلى حدوث أزمات مالية متكررة.• تغيير دور الدولة: تغير دور الدولة في الاقتصاد، حيث تحولت من دور المنظم إلى دور المشارك في الأسواق المالية
تمثل العولمة مرحلة متقدمة من التكامل الاقتصادي العالمي، حيث تتزايد أوجه الترابط بين الاقتصادات الوطنية، وتنتشر التجارة الحرة والاستثمارات الأجنبية المباشرة. وبذلك، تتلاشى الحدود الجغرافية التقليدية للاقتصادات، وتصبح الأسواق العالمية أكثر تداخلاً وتنافسية.الخصائص الأساسية للعولمة:
• الترابط الاقتصادي: يتجلى ذلك في زيادة حجم التجارة الدولية وحركة رؤوس الأموال والاستثمارات،• الشركات متعددة الجنسيات: تلعب هذه الشركات دوراً محورياً في عملية العولمة، حيث تمتد عملياتها الإنتاجية والمالية إلى العديد من الدول، وتساهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة.• التجارة الحرة: تشجع اتفاقيات التجارة الحرة وتخفيض الحواجز الجمركية على زيادة التجارة بين الدول،• التكنولوجيا: أدت الثورة التكنولوجية إلى تسهيل الاتصالات والنقل، مما ساهم في تسريع عملية العولمة.• الأسواق المالية العالمية: أصبحت الأسواق المالية أكثر ترابطاً، مما يزيد من انتقال رؤوس الأموال بين الدول.التاريخ:
وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وتوسعت الشركات متعددة الجنسيات، وانتشرت اتفاقيات التجارة الحرة.أهمية العولمة:
وخاصة الدول النامية.• زيادة الرفاهية: أدت العولمة إلى زيادة الإنتاجية وتوفير مجموعة واسعة من السلع والخدمات بأسعار معقولة للمستهلكين.• نقل التكنولوجيا والمعرفة: تساهم الشركات متعددة الجنسيات في نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الدول النامية،التحديات التي تواجه العولمة:
• التفاوت في الدخل: أدت العولمة إلى زيادة التفاوت في الدخل بين الدول وبين الأفراد داخل الدول.• البطالة: قد تؤدي العولمة إلى زيادة البطالة في بعض الصناعات والقطاعات.• الاستغلال: قد تستغل الشركات متعددة الجنسيات العمالة في الدول النامية،• السيادة الوطنية: قد تهدد العولمة السيادة الوطنية للدول، وتجعلها أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية.الخاتمة :
في ختام هذا البحث، من خلال مراحل تطوره، يعكس هذا النظام القدرة على الابتكار والإبداع،إلا أن النظام الرأسمالي ليس خالياً من التحديات،


Original text

المقدمة:
يعتبر النظام الاقتصادي الرأسمالي واحداً من أبرز الأنظمة الاقتصادية التي شكلت معالم النهضة الاقتصادية في العديد من الدول حول العالم. بدأ هذا النظام يتبلور في إطار تاريخي وثقافي محدد، وبرز كبديل فعال للأنظمة الاقتصادية السابقة، مثل النظام الإقطاعي. يعتمد الأساس الرئيسي للرأسمالية على حرية الفرد في ملكية وسائل الإنتاج وتوجيهها بما يخدم مصالحه الاقتصادية والاجتماعية. إن الرأسمالية ليست مجرد نظام اقتصادي، بل هي مجموعة من القيم والأفكار التي تتعلق بالحرية، والابتكار، والمنافسة.
تتضمن دراسة النظام الاقتصادي الرأسمالي استكشاف مفهومه وأهميته، وتاريخ نشأته، والأسس التي يقوم عليها. كما يجب أيضاً استعراض إيجابياته وسلبياته، حيث أن للرأسمالية جوانب عديدة تؤثر على المجتمعات، سواء من حيث التنمية الاقتصادية أو من حيث الفجوات الاجتماعية. ومن هنا، تبرز أهمية فهم مسارات تطور هذا النظام، والذي يتضمن مراحل عدة مثل المرحلة التجارية، والمرحلة الصناعية، والمرحلة المالية، وصولاً إلى تأثير العولمة التي ساهمت في إعادة تشكيل بعض ملامح هذا النظام.



المبحث الأول: مفاهيم عامة حول النظام الاقتصادي الرأسمالي
المطلب الأول: مفهوم النظام الاقتصادي الرأسمالي1
النظام الاقتصادي الرأسمالي هو نظام اقتصادي وسياسي قائم على مبدأ الملكية الفردية لوسائل الإنتاج، حيث يتم تخصيص الموارد وتوزيعها عبر آليات السوق الحرة. يتميز هذا النظام بتشجيع المبادرة الفردية والمنافسة الشريفة بين الأفراد والشركات، مما يؤدي إلى تحفيز الابتكار وزيادة الإنتاجية. في النظام الرأسمالي، يلعب الربح دورًا حافزًا للاستثمار وتطوير الأعمال، حيث يسعى الأفراد والشركات إلى تحقيق أقصى عائد ممكن على استثماراتهم. كما يعتمد هذا النظام على دور الدولة المحدود في التدخل في الاقتصاد، مع التركيز على توفير بيئة قانونية مستقرة تحمي الملكية الفردية وتشجع على المنافسة العادلة.
المطلب الثاني: نشأة النظام الاقتصادي الرأسمالي2
تعتبر نشأة النظام الاقتصادي الرأسمالي تحولًا تاريخيًا عميقًا في التنظيم الاقتصادي للمجتمعات. لم يظهر هذا النظام فجأة، بل كان نتيجة لتطور تدريجي امتد على قرون عديدة وتأثر بعدة عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية.
عوامل ظهور النظام الرأسمالي



  1. تطور التجارة الدولية (القرن الخامس عشر وما بعده(
    o الاكتشافات الجغرافية: فتحت آفاقًا جديدة للتجارة، حيث وصل الأوروبيون إلى قارات جديدة وغنية بالثروات الطبيعية.
    o تكوين المستعمرات: أسست الدول الأوروبية مستعمرات في مختلف أنحاء العالم، مما زاد من حجم التجارة وتدفق الثروات إلى أوروبا.
    o تطور أساليب التجارة: ظهرت شركات التجارة المشتركة، والتي جمعت أموال المستثمرين لتمويل الرحلات التجارية الاستكشافية.

  2. ظهور الشركات المستثمرة (القرن السابع عشر(
    o الشركات المساهمة: بدأت الشركات في جمع الأموال من عدد كبير من المساهمين، مما سمح بتنفيذ مشاريع ضخمة مثل بناء السفن وحفر القنوات.
    o الفصل بين الملكية والإدارة: ظهرت فكرة فصل ملكية الشركة عن إدارتها، حيث كان للمساهمين الحق في الأرباح دون التدخل في إدارة الشركة.

  3. كثرة الاستثمارات في القطاعات الصناعية (القرن الثامن عشر(
    o الثورة الصناعية: بدأت في إنجلترا في منتصف القرن الثامن عشر وانتشرت في بقية أوروبا، مما أدى إلى تحول الإنتاج من الحرفي إلى الصناعي.
    o الابتكارات التكنولوجية: ظهرت اختراعات جديدة مثل المحرك البخاري وآلة الغزل، مما زاد من الإنتاجية وقلل من التكاليف.
    الثورة الصناعية والتحول إلى الرأسمالية
    • الانتقال من الزراعة إلى الصناعة: أدت الثورة الصناعية إلى تحول المجتمعات من مجتمعات زراعية تعتمد على العمل اليدوي إلى مجتمعات صناعية تعتمد على الآلات.
    • تطور أساليب الإنتاج: ظهرت المصانع الكبيرة التي تجمع العمال والآلات في مكان واحد، مما سمح بزيادة الإنتاج وتقسيمه إلى مراحل متخصصة.
    • ظهور الطبقة العاملة: مع تطور الصناعة، ظهرت طبقة جديدة هي الطبقة العاملة، والتي تعمل في المصانع مقابل أجر.
    • توسع الأسواق: أدت زيادة الإنتاج إلى توسع الأسواق المحلية والعالمية، مما زاد من المنافسة بين الشركات.


المطلب الثالث: أسس النظام الاقتصادي الرأسمالي1
تُعتبر الرأسمالية نظامًا اقتصاديًا قائمًا على مبادئ محددة، تساهم في تشكيله وتحديد آليات عمله. هذه المبادئ هي بمثابة اللبنات الأساسية التي تُبنى عليها الرأسمالية، وتؤثر بشكل كبير على سلوك الأفراد والشركات والحكومات ضمن هذا النظام.
الملكية الخاصة
• تعريف: يمثل هذا المبدأ حجر الزاوية في النظام الرأسمالي، إذ يشير إلى حق الأفراد والشركات في امتلاك وسائل الإنتاج، مثل الأراضي والمصانع والمعدات.
• الأهمية: يعزز الملكية الخاصة من الحوافز للإنتاج والابتكار، حيث يسعى المالك إلى زيادة قيمة ممتلكاته من خلال الاستثمار وتحسين الإنتاجية. كما أنه يشجع على اتخاذ القرارات الاقتصادية على مستوى الفرد والشركة، مما يؤدي إلى تنوع ومرونة أكبر في الاقتصاد.
حرية السوق
• تعريف: تعني حرية السوق عدم تدخل الحكومة بشكل كبير في تحديد أسعار السلع والخدمات، أو في تحديد كميات الإنتاج. بدلاً من ذلك، يتم تحديد هذه العوامل من خلال قوى العرض والطلب في السوق.
• الأهمية: تساهم حرية السوق في تحقيق التوازن بين العرض والطلب، حيث يؤدي زيادة الطلب إلى ارتفاع الأسعار، مما يشجع المنتجين على زيادة الإنتاج، والعكس صحيح. كما أنها تعزز الكفاءة الاقتصادية، حيث تتجه الموارد إلى حيث تكون العوائد أعلى.
المنافسة
• تعريف: تشير المنافسة إلى وجود العديد من المنتجين والبائعين الذين يتنافسون فيما بينهم للحصول على حصة أكبر من السوق.
• الأهمية: تعتبر المنافسة محركًا رئيسيًا للابتكار وتحسين جودة المنتجات والخدمات، حيث تسعى الشركات إلى تقديم عروض أفضل من منافسيها لجذب العملاء. كما أنها تعمل على خفض الأسعار، مما يعود بالفائدة على المستهلكين.
تحقيق الربح
• تعريف: يعتبر الربح الهدف الرئيسي للكثير من الأنشطة الاقتصادية في النظام الرأسمالي. فالربح هو الفرق بين الإيرادات والتكاليف، وهو ما يحفز الشركات على زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف.
• الأهمية: يساهم الربح في إعادة استثمار الأرباح في تطوير الأعمال وتوسيعها، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وزيادة النمو الاقتصادي. كما أنه يشجع على تخصيص الموارد بكفاءة، حيث تتجه الاستثمارات إلى المشاريع التي تحقق عوائد أعلى
المطلب الرابع: إيجابيات وسلبيات النظام الاقتصادي الرأسمالي2
الإيجابيات:
• الكفاءة الاقتصادية:
o المنافسة الحرة: تشجع الشركات على إنتاج سلع وخدمات ذات جودة عالية وأسعار تنافسية، مما يؤدي إلى تخصيص أفضل للموارد وتحسين كفاءة الإنتاج.
o الحوافز الاقتصادية: يوفر الرأسمالية حوافز قوية للعمل والابتكار، حيث يمكن للأفراد والشركات تحقيق أرباح مالية من خلال جهودهم.
o المرونة: تتميز الأنظمة الرأسمالية بالمرونة والتكيف مع التغيرات في السوق والعوامل الاقتصادية.
• الابتكار:
o التطوير التكنولوجي: يشجع الرأسمالية الشركات على الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير منتجات وخدمات جديدة، مما يؤدي إلى تقدم تكنولوجي مستمر.
o تحسين جودة الحياة: يساهم الابتكار في تحسين جودة الحياة من خلال تطوير أدوية جديدة، وتطوير وسائل نقل أكثر كفاءة، وغيرها من التطورات.


• الرفاهية:
o زيادة الإنتاج: يؤدي النمو الاقتصادي الناتج عن الرأسمالية إلى زيادة الإنتاج، مما يوفر المزيد من السلع والخدمات للمستهلكين.
o ارتفاع مستويات المعيشة: يتيح الرأسمالية للأفراد فرصة لتحسين مستويات معيشتهم من خلال زيادة دخلهم وشراء المزيد من السلع والخدمات.
السلبيات:
• الفجوة الاقتصادية:
o تركز الثروة: يؤدي الرأسمالية إلى تركيز الثروة في أيدي قلة من الناس، مما يزيد من التفاوت بين الأغنياء والفقراء.
o عدم المساواة في الفرص: لا يوفر الرأسمالية فرصًا متساوية للجميع، حيث قد يواجه بعض الأفراد صعوبات في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية.
• الأزمات الاقتصادية:
o الدورات الاقتصادية: تخضع الأنظمة الرأسمالية لدورات اقتصادية تتراوح بين النمو والركود، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف وتدهور الظروف المعيشية.
o المضاربات المالية: يمكن أن تؤدي المضاربات المالية إلى حدوث أزمات اقتصادية كبيرة، كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008.
• تدهور البيئة:
o الاستغلال المفرط للموارد: قد يؤدي السعي لتحقيق الربح في الرأسمالية إلى استغلال الموارد الطبيعية بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تدهور البيئة وتغير المناخ.
o تلوث البيئة: قد تؤدي العمليات الصناعية والتجارية إلى تلوث الهواء والماء والتربة.



المبحث الثاني: مراحل تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي


المطلب الأول: المرحلة التجارية1
تعتبر المرحلة التجارية هي المرحلة الأولى في تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي، والتي امتدت بشكل عام من القرن الخامس عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر. خلال هذه الفترة، شهد العالم تحولات جذرية في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، حيث انتقلت المجتمعات تدريجياً من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد القائم على التجارة.
الاعتماد على التجارة الخارجية وتوسيع الأسواق:
• اكتشافات جغرافية: كانت الاكتشافات الجغرافية الكبرى التي قام بها المستكشفون الأوروبيون، مثل كريستوفر كولومبوس وفاسكو دا جاما، عاملاً حافزاً رئيسياً لتوسع التجارة العالمية. فتحت هذه الاكتشافات آفاقاً جديدة للتجارة، وربطت بين قارات العالم، مما أدى إلى تدفق السلع والتوابل والمعادن الثمينة بين مختلف الحضارات.
• شركات التجارة المشتركة: ظهرت شركات التجارة المشتركة، مثل شركة الهند الشرقية البريطانية وشركة الهند الغربية، والتي كانت تملك امتيازات تجارية حصرية في مناطق معينة من العالم. هذه الشركات لعبت دوراً حيوياً في تجميع رؤوس الأموال وتنظيم التجارة على نطاق واسع، مما ساهم في نمو الاقتصادات الأوروبية.
• توسيع الأسواق: سعى التجار إلى توسيع أسواقهم باستمرار، وذلك من خلال استكشاف أسواق جديدة وإيجاد سلع جديدة للتجارة. أدى ذلك إلى ظهور نظام تجاري عالمي متشابك، حيث كانت السلع تنتقل عبر المحيطات والقارات.
ظهور الشركات التجارية الكبرى:
• شركة الهند الشرقية: تعد شركة الهند الشرقية البريطانية مثالاً بارزاً على الشركات التجارية الكبرى التي ظهرت خلال هذه المرحلة. تأسست هذه الشركة في القرن السابع عشر، وحصلت على امتيازات تجارية واسعة في الهند والصين. قامت الشركة بتجارة التوابل والمنسوجات والسلع الأخرى، وأصبحت قوة اقتصادية وسياسية هائلة.
• الخصائص المشتركة للشركات الكبرى: تتميز الشركات التجارية الكبرى في هذه المرحلة بالعديد من الخصائص المشتركة، منها:
o حجم رأس المال الكبير: كانت هذه الشركات تمتلك رؤوس أموال ضخمة، مما مكنها من الاستثمار في أساطيل بحرية كبيرة ومخازن ضخمة.
o الامتيازات التجارية: كانت هذه الشركات تحظى بامتيازات تجارية حصرية من الدول الأوروبية، مما منحها ميزة تنافسية كبيرة.
o التدخل في الشؤون السياسية: غالباً ما كانت هذه الشركات تتدخل في الشؤون السياسية للدول التي تتاجر معها، وذلك لتحقيق مصالحها الاقتصادية.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية:
• تراكم الثروة: أدت التجارة المربحة إلى تراكم ثروات كبيرة في أيدي التجار والمستثمرين، مما أدى إلى ظهور طبقة جديدة من الأثرياء.
• نمو المدن: شهدت المدن الأوروبية نمواً كبيراً خلال هذه المرحلة، وذلك بسبب تركيز النشاط التجاري فيها.
• توسع الإنتاج: أدى الطلب المتزايد على السلع إلى توسع الإنتاج في مختلف القطاعات، مثل الصناعة والنسيج


المطلب الثاني: المرحلة الصناعية2
شهدت المرحلة الصناعية تحولاً جذرياً في النظم الاقتصادية، حيث انتقلت المجتمعات من الاعتماد على الزراعة والحرف اليدوية إلى الإنتاج الصناعي على نطاق واسع. بدأت هذه المرحلة في منتصف القرن الثامن عشر في إنجلترا وانتشرت تدريجياً في بقية أنحاء أوروبا ثم العالم.
الثورة الصناعية: المحرك الرئيسي
كانت الثورة الصناعية هي القوة الدافعة وراء التحولات الهائلة التي شهدتها المرحلة الصناعية. تتميز هذه الثورة بمجموعة من الابتكارات التكنولوجية التي غيرت وجه الإنتاج، أبرزها:
• اختراع الآلة البخارية: ساهمت في تشغيل الآلات والمصانع، مما زاد من الإنتاجية وقلل من الاعتماد على القوى العاملة اليدوية.
• تطوير المنساجات الآلية: أدى إلى زيادة إنتاج النسيج وتلبية الطلب المتزايد على الملابس.
• اكتشاف الفحم واستخدامه كوقود: وفر طاقة هائلة للصناعات المختلفة.
التأثيرات الرئيسية للثورة الصناعية:
• زيادة الإنتاجية: أدت الآلات والمصانع إلى زيادة الإنتاج بشكل كبير، مما أدى إلى وفرة السلع وتراجع الأسعار.
• نمو المدن: انتقل الناس من الريف إلى المدن بحثاً عن العمل في المصانع، مما أدى إلى نمو المدن وتغير التركيبة السكانية.
• ظهور الطبقة العاملة: مع تزايد الصناعات، ظهرت طبقة جديدة هي الطبقة العاملة التي تعمل في المصانع مقابل أجر.
• تطور البنية التحتية: تم بناء الطرق والسكك الحديدية لتسهيل نقل المواد الخام والمنتجات النهائية بين المصانع والأسواق.
• توسع التجارة العالمية: زادت التجارة بين الدول بسبب زيادة الإنتاج وتنوع المنتجات.
الخصائص المميزة للمرحلة الصناعية:
• تركيز على الإنتاج: كان الهدف الرئيسي هو زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على السلع.
• الاقتصاد القائم على السوق: لعبت آليات السوق دوراً هاماً في تحديد الأسعار وتوزيع الموارد.
• دور رأس المال: أصبح رأس المال عاملاً حاسماً في الاستثمار في الصناعات الجديدة وتوسيع الإنتاج.
• التخصص في الإنتاج: ركزت كل مصنع على إنتاج نوع معين من المنتجات.
التحديات التي واجهت المرحلة الصناعية:
• تلوث البيئة: أدت الصناعات إلى تلوث الهواء والماء بسبب انبعاثات الدخان والملوثات الأخرى.
• ظروف العمل الصعبة: عمل العمال في ظروف صعبة وساعات طويلة مقابل أجور منخفضة.
• التفاوت الطبقي: زاد التفاوت الطبقي بين أصحاب المصانع والعمال


المطلب الثالث: المرحلة المالية


بعد أن شهدت الرأسمالية مرحلتين حاسمتين؛ التجارية والصناعية، انتقلت إلى مرحلة جديدة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عرفت بالمرحلة المالية. تميزت هذه المرحلة بتحول كبير في التركيز من الإنتاج الصناعي إلى الأنشطة المالية والمصرفية والاستثمارية.
التطور التاريخي:
• نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين: شهدت هذه الفترة نموًا هائلاً في حجم وعدد البنوك، وتوسعًا في نطاق العمليات المصرفية. ظهرت المصارف المركزية في العديد من الدول، مما ساهم في استقرار النظم المالية وتنظيمها.
• القرن العشرين: مع ازدياد التعقيد الاقتصادي، تطورت الأدوات المالية بشكل كبير. ظهرت الأسواق المالية المتخصصة، مثل أسواق الأسهم والسندات، وازدادت أهمية دورها في تمويل الشركات والمشاريع الكبرى.
• منتصف القرن العشرين: بعد الحرب العالمية الثانية، شهد العالم فترة من الازدهار الاقتصادي، وارتبط ذلك بتوسع دور الدولة في الاقتصاد وتنظيم القطاع المالي. ظهرت مفاهيم جديدة مثل "الرفاهية" و"الدولة الرعاية"، مما أدى إلى زيادة التدخل الحكومي في الأسواق المالية.
• نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين: شهد هذا العصر ثورة تكنولوجية أدت إلى تطور كبير في القطاع المالي. ظهرت التكنولوجيا المالية (FinTech)، والتي ساهمت في تسهيل المعاملات المالية وتوفير خدمات مالية جديدة. كما شهدنا عولمة الأسواق المالية، مما أدى إلى زيادة الترابط بين الاقتصادات العالمية.
السمات الرئيسية للمرحلة المالية:
• هيمنة المؤسسات المالية: أصبحت الشركات المالية الكبرى والبنوك تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد، حيث تقوم بتوجيه الاستثمارات وتحديد اتجاهات الأسواق.
• تطور الأدوات المالية: ظهرت مجموعة واسعة من الأدوات المالية المعقدة، مثل المشتقات المالية والصناديق الاستثمارية، والتي زادت من فرص الاستثمار والمضاربة.
• العولمة المالية: أصبحت الأسواق المالية مترابطة بشكل كبير، مما أدى إلى انتشار المخاطر المالية بشكل أسرع وأوسع.
• دور التكنولوجيا: لعبت التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تطوير القطاع المالي، حيث ساهمت في زيادة كفاءة العمليات المالية وتوفير خدمات مالية جديدة.
أهم التغيرات التي شهدتها المرحلة المالية:
• ظهور الشركات ذات المسؤولية المحدودة: ساهمت هذه الشركات في تسهيل عملية تجميع رؤوس الأموال وتقليل المخاطر على المساهمين.
• توسع التمويل الاستثماري: أصبح التمويل الاستثماري مصدرًا هامًا للتمويل للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.
• زيادة أهمية الأسواق المالية: أصبحت الأسواق المالية تلعب دورًا حاسمًا في توزيع الموارد وتحديد أسعار الأصول.
آثار المرحلة المالية:
• نمو اقتصادي متسارع: ساهمت المرحلة المالية في تحقيق نمو اقتصادي سريع في العديد من الدول، ولكنها أدت أيضًا إلى زيادة التفاوت في الدخول.
• زيادة المخاطر المالية: أدت العولمة المالية وتطور الأدوات المالية المعقدة إلى زيادة المخاطر المالية، مما أدى إلى حدوث أزمات مالية متكررة.
• تغيير دور الدولة: تغير دور الدولة في الاقتصاد، حيث تحولت من دور المنظم إلى دور المشارك في الأسواق المالية


المطلب الرابع: العولمة4
تمثل العولمة مرحلة متقدمة من التكامل الاقتصادي العالمي، حيث تتزايد أوجه الترابط بين الاقتصادات الوطنية، وتتوسع الشركات متعددة الجنسيات، وتنتشر التجارة الحرة والاستثمارات الأجنبية المباشرة. وبذلك، تتلاشى الحدود الجغرافية التقليدية للاقتصادات، وتصبح الأسواق العالمية أكثر تداخلاً وتنافسية.
الخصائص الأساسية للعولمة:
• الترابط الاقتصادي: يتجلى ذلك في زيادة حجم التجارة الدولية وحركة رؤوس الأموال والاستثمارات، وتبادل التكنولوجيا والمعلومات.
• الشركات متعددة الجنسيات: تلعب هذه الشركات دوراً محورياً في عملية العولمة، حيث تمتد عملياتها الإنتاجية والمالية إلى العديد من الدول، وتساهم في نقل التكنولوجيا والمعرفة.
• التجارة الحرة: تشجع اتفاقيات التجارة الحرة وتخفيض الحواجز الجمركية على زيادة التجارة بين الدول، مما يساهم في نمو الاقتصاد العالمي.
• التكنولوجيا: أدت الثورة التكنولوجية إلى تسهيل الاتصالات والنقل، مما ساهم في تسريع عملية العولمة.
• الأسواق المالية العالمية: أصبحت الأسواق المالية أكثر ترابطاً، مما يزيد من انتقال رؤوس الأموال بين الدول.
التاريخ:
بدأت عملية العولمة تتسارع بشكل ملحوظ منذ منتصف القرن العشرين، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، حيث زادت حدة التنافس الاقتصادي بين الدول، وتوسعت الشركات متعددة الجنسيات، وانتشرت اتفاقيات التجارة الحرة.
أهمية العولمة:
• النمو الاقتصادي: ساهمت العولمة في تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة في العديد من الدول، وخاصة الدول النامية.
• زيادة الرفاهية: أدت العولمة إلى زيادة الإنتاجية وتوفير مجموعة واسعة من السلع والخدمات بأسعار معقولة للمستهلكين.
• نقل التكنولوجيا والمعرفة: تساهم الشركات متعددة الجنسيات في نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الدول النامية، مما يساهم في تطوير صناعاتها.
التحديات التي تواجه العولمة:
• التفاوت في الدخل: أدت العولمة إلى زيادة التفاوت في الدخل بين الدول وبين الأفراد داخل الدول.
• البطالة: قد تؤدي العولمة إلى زيادة البطالة في بعض الصناعات والقطاعات.
• الاستغلال: قد تستغل الشركات متعددة الجنسيات العمالة في الدول النامية، وتضر بالبيئة.
• السيادة الوطنية: قد تهدد العولمة السيادة الوطنية للدول، وتجعلها أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية.



الخاتمة :
في ختام هذا البحث، نجد أن النظام الاقتصادي الرأسمالي قد أثبت فعاليته وقدرته على النمو والتكيف مع التغيرات العالمية. من خلال مراحل تطوره، بدءًا من المرحلة التجارية إلى المرحلة الصناعية والمالية وصولاً إلى التأثيرات العالمية، يبقى الرأسمالية النظام الأكثر انتشاراً في العالم اليوم. يعكس هذا النظام القدرة على الابتكار والإبداع، ويعزز من روح المنافسة التي تدفع الاقتصاديات إلى التقدم والنمو.
إلا أن النظام الرأسمالي ليس خالياً من التحديات، فهو يعاني من مشاكل الفجوة الاقتصادية، والبطالة، وتدهور البيئة، وغيرها من القضايا الاجتماعية التي قد تثير القلق وتؤثر على الاستقرار الاجتماعي. لذا، يعتبر التوازن بين الحرية الاقتصادية والتدخل الاجتماعي ضرورة ملحة لضمان تطور مستدام يتماشى مع تطلعات المجتمعات وينسجم مع القيم الإنسانية.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

أكد موقع " cons...

أكد موقع " construction business news " في أحد تقاريره عزم الشركات اليابانية والصينية على استهداف ال...

This paragraph ...

This paragraph is a description about ... The relation).. I am ... (name of the person)....•• is thi...

عام. يمكن القول...

عام. يمكن القول إن نظام المعلومات يعزز شفافية السوق من خلال توفير المعلومات اللازمة ويعزز تداولية ال...

In this present...

In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...

في خسائر فادحة ...

في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...

أدى الإنترنت وا...

أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...

تم في هذا المشر...

تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...

تُعد عدالة الأح...

تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...

كان تحالف ديلوس...

كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...

--- ### **التع...

--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...