Online English Summarizer tool, free and accurate!
في السنوات الأخيرة، وصف نوربرت إلٌاس بِحماس ما نُطلِق عليه الٌوم "العولمة": "من الوالعً تما ًما التحدث الٌوم عن البشرٌة باعتبارها الوحدة العلٌا للبماء. ولكن عادات الأفراد وتماهٌهم مع مجموعات محدودة – وخاصة مع الدول المومٌة – لا تزال متأخرة عن هذه الحمٌمة" (إلٌاس، 1991: 333). كان ٌرى فٌها "المرحلة الأخٌرة من عملٌة تطور اجتماعً طوٌلة ج ًدا وؼٌر مبرمجة، كانت تؤدي دائ ًما وبشكل منهجً […] من وحدات اجتماعٌة أصؽر ًٌد وألل تماٌ ًزا، إلى وحدات اجتماعٌة أكبر وأكثر تماٌ ًزا وتعم ا" (إلٌاس، 1991: 221).
خلبل العمدٌن الماضٌٌن، ارتبطت هذه العولمة بسلسلة من العملٌات التً حولت حٌاة سكان الكوكب بشكل عمٌك، مثل انتشار تمنٌات الاتصال الجدٌدة، والتطور السرٌع للتجارة الحرة والتموٌل الدول،ً والهجرة، وتؽٌر المناخ، وبروز الصٌن والهند والبرازٌل كموى عظمى. تتطلب هذه التحولات إعادة تشكٌل على مستوى الأفراد والمجتمعات والمؤسسات (دي مونن، 1999).
انخرط علماء الاجتماع فً النماش حول "العولمة" منذ أوائل التسعٌنٌات. كان هذا المصطلح ٌستخدم فً الممام الأول فً العلوم الالتصادٌة لبل ذلن. وخلبل مؤتمر جمعٌة السوسٌولوجٌا الدولٌة عام 1993فً مدرٌد، ُو ّزع الكتاب الجماعً "العولمة، المعرفة والمجتمع" (ألبرو/كٌنػ، 1993) على 4333مشارن.
رؼم أن العولمة ذُكرت فً العدٌد من ممالات RS&A1 لم ٌخصص أي عدد بالكامل لها، ولم تٌناقش إلا للٌل من الممالات النماش المفاهٌمً لهذا المصطلح. فً العلوم الاجتماعٌة الناطمة بالإنجلٌزٌة، أصبح مصطلح "العالمً" واسع الاستخدام إلى درجة لد ٌتساءل البعض إن كان لد فمد جاذبٌته الاستكشافٌة.
كان الأمر مشاب ًها إلى حد كبٌر بالنسبة لمصطلح "العولمة". ذهب أنتونً جٌدنز (1999) إلى حد تعرٌفه بأنه "الطرٌمة التً نعٌش بها الٌوم، …[] الطرٌمة التً ٌتم بها تنظٌم الحٌاة الاجتماعٌة فً المكان والزمان".
ٌرى أنصار العولمة أن العولمة لد ؼٌرت حٌاة سكان الكوكب بسرعة لا ٌوجد لها مثٌل فً التارٌخ. أدى سموط جدار برلٌن إلى إضفاء طابع مسرحً على هذه الحمبة الجدٌدة. شهدت تكنولوجٌا المعلومات والاتصالات تطو ًرا هائ ًلب، خاصة مع الإنترنت والهواتؾ المحمولة التً كانت شبه ؼٌر معروفة فً أوائل التسعٌنٌات. تمٌز العمد التالً أٌ ًضا باتفالٌات التجارة الحرة وفتح الحدود التجارٌة، مما بلػ ذروته بدخول الصٌن إلى منظمة التجارة العالمٌة (WTO) فً .2331 عام
على العكس، ٌملل "المشككون" من أهمٌة هذه العولمة. سنستعرض تبا ًعا ثلبثة حجج طرحها من ّظرون ٌمكن ربطهم بهذا التٌار "المشكن "Sceptique فً دراسات العولمة، حتى وإن لم ٌُشٌروا إلٌها بشكل صرٌح.
تأتً كل حجة من هذه الحجج لتوازن بعض الإفراط فً نظرٌات وتصورات "العالمٌٌن".
ٌُعد أخذ حجج "المشككٌن" و"المؤٌدٌن" بعٌن الاعتبار، دون الاستسلبم للئفراط فً كلب الموالفٌن، خطوة نحو منهجٌة تجعل من العولمة إطا ًرا محف ًزا للتفكٌر فً عالم الٌوم.
ٌدعو مٌشٌل فٌفٌوركا (2008) علماء الاجتماع إلى المٌام بـ"لفزة تحلٌلٌة كبٌرة" من خلبل تركٌز تحلٌلبتهم على مستوٌٌن ٌكتسبان أهمٌة متزاٌدة: الفرد والجوانب العالمٌة. ٌواصل بذلن تطوٌر منظور أنتونً جٌدنز (1991) الذي أشار إلى أن إحدى "الخصائص الممٌزة للحداثة 2بمعنى كونٌة4 وهً الترابط المتزاٌد بٌن “طرفً” الامتداد والمصد: تأثٌرات العولمة من جهة، والنزعات الشخصٌة من جهة أخرى" (جٌدنز، 1991: 1).
لربط هذٌن المطبٌن، ٌضع كٌفن ماكدونالد (2006, 2007) مفهومً "الحركات العالمٌة" و"الذاتٌة" فً صلب تحلٌله، بٌنما ٌعتمد ج. جورٌس (2007) بدرجة أكبر على مفهوم "الشبكات"، وهً أشكال تنظٌمٌة مرنة وأفمٌة مستوحاة من أعمال مانوٌل كاستٌلز (1998).
ضد نماذج التجرٌد والعمومٌات التً هٌمنت لفترة على علم اجتماع العولمة، أصبح من الضروري عدم نسٌان السٌاق المحلً للظواهر أو الفاعلٌن الذٌن لدٌهم بُعد دولً، وهذا ٌتكرر كتٌمة فً ممالات وأبحاث RS&A حٌث تُظهر دراسات الحالة التً أجراها أ. م. فٌلٌمنوت فً أوزبكستان (2006) وؾ. داسٌتو وب. ج. لوران فً بوركٌنا فاسو (2006) تنوع الإسلبم وتتنالض مع النظرٌات التً تختزله إلى كتلة ثمافٌة متجانسة (هانتٌنؽتون، 1999) أو التً تربط بٌن العولمة والتجانس الثمافً بسرعة كبٌرة.
وكما ٌرى جون أوري (2003)، نبؽً استكشاؾ العولمة كعالم متعدد ومعمد (فرٌدمان/راندرٌنا، 2004) فالمجتمع الأكثر "عولمة" لا ٌعنً أنه "منزوع المحلٌة". تبرز معظم الأبحاث، حتى تلن التً تركز على تنفٌذ برامج دولٌة، أهمٌة الخصوصٌات المحلٌة والوطنٌة ودٌنامٌاتها المرتبطة بتلن الإطارات.
تُظهر الملفات المخصصة لإدارة الأعمال فً ظل العولمة (2009، تحت إشراؾ ج. ل. مٌتزؼر) أن العولمة تؤدي بالفعل إلى تؽٌٌر بعض الممارسات، مثل فرض معاٌٌر محاسبٌة دولٌة والانفتاح التجاري. ومع ذلن، ٌبمى السٌاق المحلً مهٌمناً وٌؤثر فً كٌفٌة تطبٌك المعاٌٌر الدولٌة (لونؽوٌنٌس، 2009).
ل ّدم أولرٌش بٌن (1997، 2006) حج ًجا لوٌة ضد "النزعة الوطنٌة المنهجٌة Le ,"Nationalisme méthodologique أي اعتبار الدول الإطار الرئٌسً للتحلٌل فً العلوم الاجتماعٌة، وهو ما لم ٌعد ٌتماشى مع والع أصبح أكثر عولمة ومحلٌة. لكن بٌن وجهة نظر إٌمانوٌل والرشتاٌن (1999: 19) الذي ٌرى أن "فً المرحلة الانتمالٌة الحالٌة، ٌمكن العمل على المستوٌٌن المحلً والعالمً، ولكن من ؼٌر المجدي نسبًٌا العمل على مستوى الدول"، وف وجهة نظر العلماء السٌاسٌٌن الذٌن ٌحللون حتى أكثر الفاعلٌن عالمًٌة فً إطار وطنً (أؼرٌكولٌانسكً/فٌلٌوٌل/ماٌر، 2005)، فإن نه ًجا مثٌ ًرا للبهتمام ٌكمن فً اعتبار أن المستوى الوطنً ضروري لفهم الوالع المعاصر، بشرط أن لا ٌمتصر التحلٌل علٌه بل أن ٌُدمج فً سٌاق تداخل مع مستوٌات أخرى.
بدلاً من التركٌز على منظور دلٌك (مٌكرو) أو واسع (ماكرو)، محلً أو عالم،ً تدعو هذه الأبحاث إلى ربط المستوٌات المختلفة. "التفاعل بٌن الحمائك المحلٌة وعملٌات العولمة" هو الخٌط الرئٌسً فً العدد الخاص بالإسلبم فً مجلة Recherches Sociologiques et Anthropologiques (داسٌتو، 2006: 1).
تشكل أعمال ب. مارشال حول جماعة الإخوان المسلمٌن فً أوروبا (2006) مثالاً ممتا ًزا على ذلن. فً أوروبا، تمتلن هذه الجماعة أبعا ًدا متعددة عبر الحدود؛ فهً نشأت من الشتات وتظل متأثرة بعمك بهوٌة إسلبمٌة عالمٌة مرتبطة بمفهوم الأمة. ومع ذلن، لم ٌمنعها ذلن من تطوٌر جذور محلٌة عمٌمة، حٌث توجهها التضامنات والاحتٌاجات المحلٌة.
لمد تم التفكٌر فً المستوٌات المحلٌة والوطنٌة والدولٌة لفترة طوٌلة على أنها متعارضة، بٌنما فً الحمٌمة أن تكاملها وتفاعلها هو ما ٌفتح آفالًا مشجعة لفهم أفضل للوالع المعاصر (ساسٌن، 2007؛ فرٌدمان، 2005).
على عكس "المؤٌدٌن" الذٌن ٌرون أن العولمة المعاصرة ظاهرة خاصة بزمننا الحالً، ٌعتبر "المشككون" أنها لٌست سوى امتداد لعملٌة تمتد عبر لرون.
لا ٌخفً إٌمانوٌل والرشتاٌن تشككه فً الأهمٌة الاستكشافٌة لمفهوم العولمة الذي ٌعتبره "مفهو ًما تحلٌلًٌا ؼٌر مفٌد" (والرشتاٌن، 2003: 28). ٌرى أن التطورات المعاصرة هً مجرد تكثٌؾ للروابط والتبادلات والآلٌات النظامٌة للبلتصاد العالمً التً تعمل منذ نصؾ لرن.
ٌضع الكتاب التارٌخً الأخٌر لإٌمانوٌل والرشتاٌن (2011) فً منظور شامل تطورات كبٌرة عبر المرون، وأٌ ًضا استمرار بعض الآلٌات الهٌكلٌة لعمل الالتصادٌات العالمٌة التً أبرزها فً تحلٌله للنظام العالمً فً المرنٌن السادس عشر والسابع عشر. من بٌن هذه الآلٌات تمسٌم العمل بٌن مناطك العالم المختلفة، وعدم تطابك الوحدات السٌاسٌة والالتصادٌة، والنزعات الحمائٌة فً بعض مراحل النمو الالتصادي لدولة معٌنة.
لا تصمد النظرٌات الالتصادٌة التً تجعل من الانفتاح التجاري والتبادل الحر محور سٌاسات التنمٌة فً البلدان الألل تطو ًرا أمام هذا التحلٌل التارٌخً. على العكس، فمد كان اعتماد تدابٌر حمائٌة فً المرحلة الأولى من التطور الصناعً أحد العوامل التً ساهمت فً النجاح الالتصادي للنمور الآسٌوٌة خلبل العمود الأخٌرة من المرن العشرٌن، ومؤخ ًرا، الصٌن.
تُظهر التحلٌلبت التارٌخٌة لإٌمانوٌل والرشتاٌن (2011) وإرٌن هوبزباوم (1997) أٌ ًضا أن التجارة الحرة لا تدوم عندما تصبح عمبة أمام استمرار الهٌمنة. توضح أعمال والرشتاٌن ثراء تحلٌل العولمة المعاصرة على ضوء تارٌخ التصادي ٌمتد لعدة لرون.
ولكن، هل ٌعنً ذلن إنكار بعض الخصائص الممٌزة للتحولات المعاصرة؟ هل ٌمكن اختزال التطورات مثل تكنولوجٌا المعلومات والاتصالات الجدٌدة، والمضاٌا البٌئٌة المتعلمة بتؽٌر المناخ وا ستنزاؾ الموارد، أو صعود الصٌن كموة عظمى إلى مجرد امتداد لاتجاهات وآلٌات تعود لعدة لرون؟
انتمد بعض المحللٌن الطابع الأٌدٌولوجً للخطابات والدراسات المتعلمة بالعولمة، مستندٌن إلى حججتٌن ؼالبًا ما تكونان متشابكتٌن. ٌرى الأول أن العولمة هً أٌدٌولوجٌا تروج لرسالة النخبة العابرة للحدود، التً توصؾ أحٌانًا بـ "الكوزموبولٌتٌة" (فرٌدمان، 1999). أما الحجة الثانٌة فترفض فرض رؤٌة للعالم مهٌمنة على أساس متطلبات العولمة الالتصادٌة النٌولٌبرالٌة.
فً ممابل الأنثروبولوجٌا الشمولٌة لأرجون أبادوراي (2000) التً تضع الفاعلٌن المتنملٌن والثمافات العابرة للحدود فً الصدارة وتفصل الهوٌات عن الأراضً لتحولها إلى "مناطك اثنٌة ٌ ،"ethnoscapes نتمد ج. فرٌدمان (2005) العولمة باعتبارها خطابًا ٌروج للرسالة الأٌدٌولوجٌة لنخبة عابرة للحدود تملن الموة الالتصادٌة وتنتمص من لٌمة الارتباط بالمحلً.
) أٌ ًضا 2003( ، ٌشٌر ج. ل. مٌتزجر و ب. بٌٌر فً مجلة Recherches Sociologiques إلى دور هذه النخب العابرة للحدود التً لا ٌمكن تجاهلها عند تحلٌل العولمة المعاصرة. بعض مكونات هذه النخب الكوزموبولٌتٌة استفادت من التروٌج لهذه الرؤٌة للعالم، سواء لفرض لواعد التجارة الدولٌة التً كانت تصب فً مصلحتها (اتفالٌات التجارة الحرة، المنافسة بٌن العمال، تفكٌن دولة الرفاه الاجتماع،ً إلخ) أو للتهرب من المٌود التً تفرضها الجهات الفاعلة الوطنٌة، وخاصة فً المجال الضرٌبً (كوهونٌن/مٌستروم، 2003).
ربط بعض الباحثٌن العولمة بفرض سٌاسات التصادٌة نٌولٌبرالٌة وبهٌمنة "اتفاق واشنطن" (هٌلد، 2007).
ٌتمثل التحدي فً علم الاجتماع فً تجاوز هذه الأٌدٌولوجٌات للكشؾ عن الصراعات بٌن الفاعلٌن أو الحركات الاجتماعٌة حول تعرٌؾ وتطبٌك مشروع تحدٌثً ج ّسدته العولمة.
لا ٌمكن تجاهل تأثٌر الأٌدٌولوجٌات والخطابات التً تروج لها بعض الجهات الفاعلة العابرة للحدود على مسار العولمة. لكن هل العولمة مجرد خطاب وهٌمنة؟ من الصعب إنكار الوالع الموضوعً لبعض التحولات التً أحدثتها.
ٌجمع البُعد الموضوعً للعولمة معظم الدٌنامٌكٌات التً ٌجمعها ؾ. داسٌتو (2006: 4) تحت مصطلح "الكوكبٌة :"planétarisation زٌادة التبادلات العالمٌة، تنمل الأشخاص، التمنٌات الجدٌدة، التحولات فً الحكم العالمً وتشابكاته المؤسسٌة، التؽٌرات فً عالم الإنتاج الذي أصبح ٌكتسً طابع "الما بعد فوردٌة" (كاستٌلز، 1998) أو الأهمٌة المتزاٌدة للبلتصاد ؼٌر المادي (كوهٌن، 2004).
والع العولمة ذاتً أٌ ًضا. إنها رؤٌة للعالم) ، (Weltanschauung تتسم بتؽٌٌر جذري فً تصورنا للزمان والمكان (هارفً، 1993) لمد ؼٌرت التكنولوجٌا الحدٌثة طرٌمتنا فً رؤٌة العالم.
"عالمنا" الٌوم هو الأرض. إنه بالطبع أكثر اتسا ًعا من العالم الذي عاش فٌه أسلبفنا، ولكنه أٌ ًضا ولأول مرة، عالم محدود. وٌساهم ظهور الأخطار العالمٌة (النووٌة، تؽٌر المناخ) فً تعزٌز الوعً بمصٌر مشترن للبشرٌة (ألبرو، 1996).
ٌسمح هذا التمٌٌز الاستكشافً بٌن الأبعاد الموضوعٌة والذاتٌة للعولمة بتسلٌط الضوء على مجالٌن من البحث والنماشات الفكرٌة. أولاً، إذا كانت العولمة رؤٌة للعالم، فإن هذه الأخٌرة تمثل ساحة صراعات بٌن فاعلٌن اجتماعٌٌن مختلفٌن ٌسعون لفرض رؤٌتهم للعولمة على المجتمع بأسره.
تمدم الفجوات بٌن الأبعاد الموضوعٌة والذاتٌة للعولمة مجا ًلا آخر ٌل ؼنًٌا للؽاٌة. ففً بعض الحالات، تبدو رؤى العالم أكثر عولمةً من الوالع الفعلً.
كما ٌشٌر روبرت راٌش (1993، نملبً عن مٌتزجر/بٌٌر، 2003: 113) فإن هذا لد ٌؤدي إلى سوء فهم للآلٌات المعنٌة وإلى رؤٌة متمادمة للتوازنات. ونتٌجة لذلن، ٌتملص تأثٌر هؤلاء الفاعلٌن ولدرتهم على الفعل الاجتماعً (بلبٌرز، 2013).
لذا، تُعزى إحدى المهام إلى العلوم الاجتماعٌة، والمثمفٌن، وفاعلٌن اجتماعٌٌن مثل حركة مناهضة العولمة، وهً المساهمة فً تعزٌز الوعً بـ"الوضع العالمً" (ألبرو، 1996) للفاعلٌن الاجتماعٌٌن، بهدؾ تعزٌز لدرتهم على التأثٌر وتمكٌنهم من التأثٌر على المرارات التً ستؤثر على حٌاتهم (هٌلد، 2007).
"الخطابات التً تؤكد أن العولمة هً ظاهرة التصادٌة بالدرجة الأولى، أو حتى الوحٌدة، ترتبط عمو ًما بتأكٌد حتمٌتها: فالدول، وبالأحرى المواطنون، لٌس لدٌهم خٌار سوى التكٌؾ مع لواعد الالتصاد العالمً والانخراط فً منافسة دولٌة فً محاولة للبستفادة منها بأفضل شكل. كما لالت السٌدة تاتشر: "لا ٌوجد بدٌل". فهل العولمة لدر لا مفر منه، عملٌة حتمٌة لا ٌستطٌع الفعل الإنسانً التأثٌر علٌها بشكل كبٌر، وٌبدو أنها تتطلب انفتا ًحا تجارًٌا وتعزٌز هٌمنة الأسواق؟"
"ٌؤدي هذا الخطاب إلى التملٌل من شأن إمكانٌات تنظٌم الحكومات واتخاذها إجراءات (ثومبسون، 1999؛ ساسن، 2006؛ راندٌرٌا، 2007). تُظهر س. ساسن بوضوح أن العولمة لٌست مجرد إلؽاء للتنظٌم. بل هً، على العكس، تُنتج وتُضبط بمجموعة كبٌرة من المعاٌٌر والمواعد المعتمدة على المستوى الوطنً."
لمد فمدت بعض الأسس التً اعتمد علٌها الفاعلون الاجتماعٌون لتحمٌك التؽٌٌر الاجتماعً خلبل المرن العشرٌن فعالٌتها (رؼم أنها لم تخت ِؾ تما ًما). وهذا هو الحال، على سبٌل المثال، بالنسبة للئجراءات التً كانت تستهدؾ الحكومات الوطنٌة. فلب تزال هاته الحكومات تتممص دور اللبعبٌن المؤثرٌن، لكنهم لم ٌعودوا وحدهم فً مركز اللعبة.
بع ا عن كونها "نظا ًما بلب فاعلٌن"، تؤدي العولمة إلى إعادة تشكٌل عمٌمة لمدرات الفعل.
"تمثل العولمة تحدًٌا للفاعلٌن الالتصادٌٌن والسٌاسٌٌن والاجتماعٌٌن، ولكنها تمدم أٌ ًضا فر ًصا جدٌدة."
"تؤدي العولمة إلى إعادة النظر فً مسألة التؽٌٌر الاجتماعً ولدرة الفاعلٌن الاجتماعٌٌن على الفعل."
"لمد أدى النجاح الكبٌر الذي حممه مفهوم العولمة فً العلوم الاجتماعٌة إلى ظهور موالؾ متطرفة ومبالػ فٌها فً كثٌر من الأحٌان، سواء من لبل أنصارها أو منتمدٌها، وأثار نماشات مشحونة بالأٌدٌولوجٌا. لمد تم استخدامه على نطاق واسع ولّد الكثٌر من العواطؾ والنماشات لدرجة أنه فمد فً بعض الأحٌان كل لٌمته الاستكشافٌة."
"لا ٌمكن لعلم اجتماع دلٌك أن ٌكون مع أو ضد العولمة". إن عدم الانجراؾ وراء مبالؽات المؤٌدٌن للعولمة أو المتشككٌن فٌها ٌسمح بوضع الأسس لمنهج ٌجعل من العولمة إطا ًرا محف ًزا للتفكٌر فً تحدٌات العالم المعاصر وفاعلٌه.
مقدمة
فً سنواته الأخٌرة، وصؾ نوربرت إلٌاس بحماس ما نطلك علٌه الٌوم "العولمة": «من
الوالعً تما ًما التحدث الٌوم عن البشرٌة باعتبارها الوحدة العلٌا للبماء. ولكن عادات الأفراد
وتماهٌهم مع مجموعات محدودة – وخاصة مع الدول المومٌة – لا تزال متأخرة عن هذه
الحمٌمة» (إلٌاس، .)333 :1991كان ٌرى فٌها «المرحلة الأخٌرة من عملٌة تطور اجتماعً
طوٌلة ج ًدا وؼٌر مبرمجة، كانت تؤدي دائ ًما وبشكل منهجً […] من وحدات اجتماعٌة أصؽر
ًٌد
وألل تماٌ ًزا، إلى وحدات اجتماعٌة أكبر وأكثر تماٌ ًزا وتعم ا» (إلٌاس، )221 :1991
خلبل العمدٌن الماضٌٌن، ارتبطت هذه العولمة بسلسلة من العملٌات التً حولت حٌاة سكان
الكوكب بشكل عمٌك، مثل انتشار تمنٌات الاتصال الجدٌدة، والتطور السرٌع للتجارة الحرة
والتموٌل الدول،ً والهجرة، وتؽٌر المناخ، وبروز الصٌن والهند والبرازٌل كموى عظمى.
تتطلب هذه التحولات إعادة تشكٌل على مستوى الأفراد والمجتمعات والمؤسسات (دي مونن،
.)1999وبالتالً، أصبحت دراسات العولمة فضا ًء للنماش ٌرتبط ارتبا ًطا وثٌمًا بالسوسٌولوجٌا2
العامة ومجا ًلا خا ًصا ٌتم تخصٌص عدد متزاٌد من المجلبت له (مثل ،Globalizations
)، إلخGlobal Policy، وGlobality Studies Journalو
انخرط علماء الاجتماع فً النماش حول "العولمة" منذ أوائل التسعٌنٌات. كان هذا المصطلح
ٌستخدم فً الممام الأول فً العلوم الالتصادٌة لبل ذلن. وخلبل مؤتمر جمعٌة السوسٌولوجٌا
الدولٌة عام 1993فً مدرٌد، ُو ّزع الكتاب الجماعً العولمة، المعرفة والمجتمع )ألبرو/كٌنػ،
)1993على 4333مشارن. لم ٌبدأ استخدام مفهوم العولمة فً مجلة Recherches
Sociologiquesإلا فً النصؾ الثانً من التسعٌنٌات، حٌث عكست المجلة بعد ذلن اهتمام
العلوم الاجتماعٌة المتزاٌد بهذا الموضوع منذ عام ،2333كما ٌتضح من تنظٌم مؤتمر هام فً
جامعة لوفان الكاثولٌكٌة فً مارس 2331بعنوان تحدٌات العولمة: بابل أم عنصرة؟
)دٌلكور/دو وود، ).2331
ورؼم أن العولمة ذُكرت فً العدٌد من ممالات ،RS&A1لم ٌخصص أي عدد بالكامل لها، ولم
تتناول إلا للٌل من الممالات النماش المفاهٌمً لهذا المصطلح. لد ٌشكل هذا نم ًصا، لكنه ٌشٌر فً
الولت نفسه إلى أن المائمٌن على RS&Aلم ٌبالؽوا فً تمدٌس مفهوم العولمة ولم ٌخضعوا
للتجاوزات الرئٌسٌة لدراسات العولمة. فً العلوم الاجتماعٌة الناطمة بالإنجلٌزٌة، أصبح
مصطلح "العالمً" واسع الاستخدام إلى درجة لد ٌتساءل البعض إن كان لد فمد جاذبٌته
الاستكشافٌة. توضح تحلٌلبت الممالات الأكادٌمٌة والخطابات السٌاسٌة التً أجراها س. سلشو
( )232 :2338أن استخدام هذا المصطلح ٌشٌر «إلى روح العصر أكثر من كونه مفهو ًما
متٌنًا. «
كان الأمر مشاب ًها إلى حد كبٌر بالنسبة لمصطلح "العولمة". ذهب أنتونً جٌدنز ( )1999إلى
حد تعرٌفه بأنه «الطرٌمة التً نعٌش بها الٌوم، …[] الطرٌمة التً ٌتم بها تنظٌم الحٌاة
الاجتماعٌة فً المكان والزمان». بالنسبة لعلماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجٌا الذٌن ساهموا
فً ،RS&Aكان الهدؾ ألل فً منالشة طبٌعة وتعرٌؾ العولمة، وأكثر فً دمج البعد الدولً أو
العالمً فً تحلٌلبتهم. تم تصنٌؾ الموالؾ المختلفة للباحثٌن فً العلوم الاجتماعٌة تجاه العولمة،
وفمًا لما إذا كانوا ٌبرزون أو، على العكس، ٌشككون فً أهمٌة وخصوصٌة التحولات
الاجتماعٌة الأخٌرة التً تُجمع تحت مصطلح "العولمة" (انظر، على سبٌل المثال،
هٌلد/ماكؽرو، )1999
ٌرى أنصار العولمة أن العولمة لد ؼٌرت حٌاة سكان الكوكب بسرعة لا ٌوجد لها مثٌل فً
التارٌخ. أدى سموط جدار برلٌن إلى إضفاء طابع مسرحً على هذه الحمبة الجدٌدة. شهدت
تكنولوجٌا المعلومات والاتصالات تطو ًرا هائ ًلب، خاصة مع الإنترنت والهواتؾ المحمولة التً
كانت شبه ؼٌر معروفة فً أوائل التسعٌنٌات. تمٌز العمد التالً أٌ ًضا باتفالٌات التجارة الحرة
وفتح الحدود التجارٌة، مما بلػ ذروته بدخول الصٌن إلى منظمة التجارة العالمٌة ) (WTOفً
.2331 عام
1
Revue : Recherches sociologiques et anthropologiques3
سٌبمى العمد الأول من المرن الحادي والعشرٌن موسو ًما بـ "الحرب العالمٌة على ما ٌسمى
الإرهاب" التً لادتها الولاٌات المتحدة، وبظهور الصٌن والهند والبرازٌل كموى جٌوسٌاسٌة
والتصادٌة ودٌموؼرافٌة، وأٌ ًضا فً مجال الاتصالات. كانت التحولات المرتبطة بالعولمة منذ
الثمانٌنٌات من الحجم الذي ٌفتح "عص ًرا جدٌ ًدا" ٌُطلك علٌه «العصر العالمً» (ألبرو،
،)1996و«المجتمع المعلوماتً» (كاستلز، ،)1999 ،1998و«الحداثة المتأخرة» أو
«التأملٌة» (بٌن/جٌدنز/لاش، )1996
على العكس، ٌملل "المشككون" من أهمٌة هذه العولمة. سنستعرض تبا ًعا ثلبثة حجج طرحها
من ّظرون ٌمكن ربطهم بهذا التٌار "المشكن "Sceptiqueفً دراسات العولمة، حتى وإن لم
ٌُشٌروا إلٌها بشكل صرٌح. الحجة الأولى تنكر أولوٌة النظرة الشمولٌة وتؤكد أن "العالمً" لٌس
موجو ًدا ككٌان مستمل، بل هو مجموعة من التوافمات الوطنٌة، والروابط بٌن عدة فضاءات
محلٌة، أو هو بناء اجتماعً ٌتحمك من خلبل التفاعلبت. ٌرون أن العولمة تُخلك وتُعاش على
المستوٌٌن المحلً والوطنً، حٌث تُنظم حٌاة المواطنٌن وتُس ّن الموانٌن وتتجسد الدٌممراطٌة.
وفمًا للحجة الثانٌة، فإن العولمة الحالٌة لٌست سوى امتداد لدٌنامٌكٌات لدٌمة بدأت جذورها منذ
نشأة الحداثة، أو ربما منذ بداٌة البشرٌة. أما المجموعة الثالثة من الحجج فتنتمد الطابع
الأٌدٌولوجً للخطابات حول العولمة، مشٌرة إلى أنها تخفً الهٌمنة الالتصادٌة والثمافٌة التً
تمارسها طبمات أو نخب "كوزموبولٌتٌة "2ولا تعكس والع الحٌاة الٌومٌة للؤؼلبٌة الساحمة من
الناس.
تأتً كل حجة من هذه الحجج لتوازن بعض الإفراط فً نظرٌات وتصورات "العالمٌٌن".
،Recherches sociologiques et anthropologiques :وبالاعتماد على التحلٌلبت المنشورة فً مجلة
ٌدعو هذا الممال إلى تجاوز ثلبث معارضات نموذجٌة لا تزال تمٌز دراسات العولمة، والتً
ٌمكن تلخٌصها فً النماشات بٌن "المؤٌدٌن" و"المشككٌن" حول الأهمٌة المعطاة، على المستوى
العالم،ً لحداثة العولمة الحالٌة وطابعها الأٌدٌولوجً.
ٌُعد أخذ حجج "المشككٌن" و"المؤٌدٌن" بعٌن الاعتبار، دون الاستسلبم للئفراط فً كلب
المولفٌن، خطوة نحو منهجٌة تجعل من العولمة إطا ًرا محف ًزا للتفكٌر فً عالم الٌوم. وفً المسم
الأخٌر من هذا الممال، سنوضح كٌؾ تؤدي العولمة إلى إعادة طرح أحد النماشات الأساسٌة فً
علم الاجتماع من زاوٌة جدٌدة، وهو: مدى حرٌة الفاعلٌن الاجتماعٌٌن ولدرتهم على التأثٌر فً
مواجهة النظام.
من هٌمنة الشمولً إلى تمفصل المستوٌات
ٌدعو مٌشٌل فٌفٌوركا ( )2338علماء الاجتماع إلى المٌام بـ«لفزة تحلٌلٌة كبٌرة» من خلبل
تركٌز تحلٌلبتهم على مستوٌٌن ٌكتسبان أهمٌة متزاٌدة: الفرد والجوانب العالمٌة. ٌواصل بذلن
تطوٌر منظور أنتونً جٌدنز ( ،)1991الذي أشار إلى أن إحدى «الخصائص الممٌزة للحداثة
2بمعنى كونٌة4
وهً الترابط المتزاٌد بٌن “طرفً” الامتداد والمصد: تأثٌرات العولمة من جهة، والنزعات
الشخصٌة من جهة أخرى» (جٌدنز، ،1 :1991نملبً عن تشومونت/ماركٌه، )18 :2333
وبفارق عشر سنوات، ألهم هذا التوجه النظري إصدارٌن محفزٌن من مجلة Recherches
Sociologiques et Anthropologiquesبعنوان بٌن التنظٌمات العالمٌة والمتطلبات الذاتٌة
( ،1/2333بإشراؾ ج. ماركٌه) والدٌنامٌات العابرة للحدود للرعاٌة: بٌن العواطؾ
والاعتبارات الالتصادٌة ( ،1/2313بإشراؾ ل. مٌرلا و ل. بالداسار.)
اعتما ًدا على بحث مٌدانً فً مناطك مختلفة من العالم، تُظهر لورٌن مٌرلا ( )2313أنه لفهم
الهجرة ٌجب بالطبع إٌلبء الأهمٌة للدٌنامٌات العالمٌة، ولكن أٌ ًضا النظر فً الذاتٌة الفردٌة
للؤشخاص. ففهم تجربة الهجرة ٌتطلب موازنة بٌن العولمة الالتصادٌة والعواطؾ، وبٌن
الروابط العالمٌة وحس الواجبات العائلٌة. الذاتٌة والإبداع الفردي، والمضاٌا العالمٌة، هً أٌ ًضا
محور الالتزام النضالً (كولتًٌ/فندرامٌن، )2313والحركات الاجتماعٌة المعاصرة
(فٌفٌوركا، 2312؛ ماكدونالد، 2336؛ بلبٌرس، )2313
لربط هذٌن المطبٌن، ٌضع كٌفن ماكدونالد ( )2337 ،2336مفهومً "الحركات العالمٌة"
و"الذاتٌة" فً صلب تحلٌله، بٌنما ٌعتمد ج. جورٌس ( )2337بدرجة أكبر على مفهوم
"الشبكات"، وهً أشكال تنظٌمٌة مرنة وأفمٌة مستوحاة من أعمال مانوٌل كاستٌلز ()1998
ٌعتبر دمج البعد العالمً فً التحلٌل أم ًرا محف ًزا للؽاٌة. ومع ذلن، ٌحذر دومٌنٌن مارتوتشٌلً
( )2337من الفكرة الشائعة بأن "كل شًء عالمً"، والتً ٌنتمدها بشدة. ٌشٌر المؤٌدون
للموالؾ "المتشككة" إلى أن «علم الاجتماع "الجٌد "3للعولمة هو فمط ذان المرتبط بالمحلٌة»
(مارتوتشٌل،ً ،)31 :2337وأن العولمة لٌست موجودة بشكل ملموس إلا من خلبل العلبلات
الاجتماعٌة المرتبطة دائ ًما بوالع محلً (بوراووي، 2331؛ تسٌنػ، .)2335
ضد نماذج التجرٌد والعمومٌات التً هٌمنت لفترة على علم اجتماع العولمة، أصبح من
الضروري عدم نسٌان السٌاق المحلً للظواهر أو الفاعلٌن الذٌن لدٌهم بُعد دولً، وهذا ٌتكرر
كتٌمة فً ممالات وأبحاث RS&Aحٌث تُظهر دراسات الحالة التً أجراها أ. م. فٌلٌمنوت فً
أوزبكستان ( )2336وؾ. داسٌتو وب. ج. لوران فً بوركٌنا فاسو ( )2336تنوع الإسلبم
وتتنالض مع النظرٌات التً تختزله إلى كتلة ثمافٌة متجانسة (هانتٌنؽتون، )1999أو التً تربط
بٌن العولمة والتجانس الثمافً بسرعة كبٌرة.
وكما ٌرى جون أوري (ٌ ،)2333نبؽً استكشاؾ العولمة كعالم متعدد ومعمد
(فرٌدمان/راندرٌنا، .)2334فالمجتمع الأكثر "عولمة" لا ٌعنً أنه "منزوع المحلٌة". تبرز
معظم الأبحاث، حتى تلن التً تركز على تنفٌذ برامج دولٌة، أهمٌة الخصوصٌات المحلٌة
والوطنٌة ودٌنامٌاتها المرتبطة بتلن الإطارات.
3
La bonne sociologie5
تُظهر الملفات المخصصة لإدارة الأعمال فً ظل العولمة ( ،2339تحت إشراؾ ج. ل.
مٌتزؼر) أن العولمة تؤدي بالفعل إلى تؽٌٌر بعض الممارسات، مثل فرض معاٌٌر محاسبٌة
دولٌة والانفتاح التجاري. ومع ذلن، ٌبمى السٌاق المحلً مهٌمناً وٌؤثر فً كٌفٌة تطبٌك المعاٌٌر
الدولٌة (لونؽوٌنٌس، .)2339تدعو مختلؾ المساهمات فً هذا الملؾ إلى إعادة صٌاؼة نماذج
نشر المعاٌٌر والمواعد الالتصادٌة الدولٌة بما ٌتماشى مع السٌالات المحلٌة.
ل ّدم أولرٌش بٌن ( )2336 ،1997حج ًجا لوٌة ضد "النزعة الوطنٌة المنهجٌة Le
،"Nationalisme méthodologiqueأي اعتبار الدول الإطار الرئٌسً للتحلٌل فً العلوم
الاجتماعٌة، وهو ما لم ٌعد ٌتماشى مع والع أصبح أكثر عولمة ومحلٌة. لكن بٌن وجهة نظر
إٌمانوٌل والرشتاٌن ( )19 :1999الذي ٌرى أن «فً المرحلة الانتمالٌة الحالٌة، ٌمكن العمل
على المستوٌٌن المحلً والعالمً، ولكن من ؼٌر المجدي نسبًٌا العمل على مستوى الدول»،
ووجهة نظر العلماء السٌاسٌٌن الذٌن ٌحللون حتى أكثر الفاعلٌن عالمًٌة فً إطار وطنً
(أؼرٌكولٌانسكً/فٌلٌوٌل/ماٌر، ،)2335فإن نه ًجا مثٌ ًرا للبهتمام ٌكمن فً اعتبار أن المستوى
الوطنً ضروري لفهم الوالع المعاصر، بشرط أن لا ٌمتصر التحلٌل علٌه بل أن ٌُدمج فً سٌاق
تداخل مع مستوٌات أخرى.
فً سلسلته الثلبثٌة "الشمولٌة" حول عصر المعلومات، ٌشٌر مانوٌل كاستٌلز ()127 :1998
إلى أن «نظرٌات العولمة التبسٌطٌة فمط هً التً تتجاهل استمرار الدولة المومٌة ودور
الحكومات الأساسً فً توجٌه هٌكل ودٌنامٌات الالتصاد الجدٌد». فً ولت لاحك، أوضحت
ساسكٌا ساسٌن ( )2336كٌؾ أن العولمة تُبنى من خلبل لوانٌن وتوافمات وطنٌة بالأساس، ومن
خلبل مشاركة فعالة للدول فً تعزٌز لوة وشرعٌة السلطات العابرة للحدود. ٌؤدي هذا إلى بناء
.
ًٌا
مستوى عالمً ٌطور منطمه الخاص الذي تظل فٌه الدول فاعلبً رئٌس
بدلاً من التركٌز على منظور دلٌك (مٌكرو) أو واسع (ماكرو)، محلً أو عالم،ً تدعو هذه
الأبحاث إلى ربط المستوٌات المختلفة. "التفاعل بٌن الحمائك المحلٌة وعملٌات العولمة" هو
الخٌط الرئٌسً فً العدد الخاص بالإسلبم فً مجلة Recherches Sociologiques et
(Anthropologiquesداسٌتو، .)1 :2336فً الممدمة، ٌشٌر ؾ. داسٌتو إلى أنه "لا ٌمكن
فهم هؤلاء الفاعلٌن دون أخذ التفاعل بٌن الأبعاد المحلٌة والحمائك العالمٌة الجدٌدة بعٌن
الاعتبار" (داسٌتو، .)1 :2336
تشكل أعمال ب. مارشال حول جماعة الإخوان المسلمٌن فً أوروبا ( )2336مثالاً ممتا ًزا على
ذلن. فً أوروبا، تمتلن هذه الجماعة أبعا ًدا متعددة عبر الحدود؛ فهً نشأت من الشتات وتظل
متأثرة بعمك بهوٌة إسلبمٌة عالمٌة مرتبطة بمفهوم الأمة. ومع ذلن، لم ٌمنعها ذلن من تطوٌر
جذور محلٌة عمٌمة، حٌث توجهها التضامنات والاحتٌاجات المحلٌة. وبٌن هذٌن البعدٌن، لم
ٌخت ِؾ دور الدولة المومٌة، إذ تبدو الجماعة حتى ككٌان ثنائً الجنسٌة، حٌث تُنشئ جمعٌات
وطنٌة فً دول الاستضافة وتشارن فً النماشات الوطنٌة (مثل لضٌة الحجاب،) مع استمرار
اهتمامها الكبٌر ببلدانها الأصلٌة. كما ٌوضح ب. مارشال، فإن هذه "المستوٌات المتعددة من
العمل تُحٌل بعضها إلى بعض وتُعزز بعضها البعض" (مارشال، .)33 :23366
فً العدد نفسه من ٌ ،RS&Aحلل ؾ. داسٌتو وب. ج. لوران ( )2336الدٌنامٌكٌة المزدوجة
التً تمر بها جماعة الراماطولاي، وهً جماعة فً بوركٌنا فاسو، حٌث ترتبط إحدى
الدٌنامٌكٌات بالعولمة (وظهور توترات مع تفسٌرات أخرى للئسلبم)، والأخرى بجذورها
المحلٌة العمٌمة ومواجهاتها مع الدولة. وٌختتم الباحثان بالمول إن "المحلً" بعٌد عن أن ٌكون
ثابتًا، بل هو فً حالة تحول وحركة، خصو ًصا مع الهجرة.
لمد تم التفكٌر فً المستوٌات المحلٌة والوطنٌة والدولٌة لفترة طوٌلة على أنها متعارضة، بٌنما
فً الحمٌمة أن تكاملها وتفاعلها هو ما ٌفتح آفالًا مشجعة لفهم أفضل للوالع المعاصر (ساسٌن،
2337؛ فرٌدمان، ٌ .)2335جب أن تتركز الجهود والتحلٌلبت على مستوٌات متعددة فً آن
واحد. وبالممارنة مع شعار الحركة البٌئٌة فً ثمانٌنٌات المرن الماضً "فكر عالمًٌا، واعمل
محلًٌا"، ٌفضل المناهضون للعولمة فً أوائل الألفٌة الثالثة شعار "فكر من المحلً إلى العالمً،
واعمل من المحلً إلى العالمً".
ومع ذلن، فإن هذه الضرورة لدمج المستوٌات المختلفة، سواء فً التحلٌل أو فً العمل، لا ٌجب
أن تخفً بعض التفاوتات بٌن هذه المستوٌات. فتمتع بعض النخب بالمدرة على العمل وتطوٌر
خطاباتها على المستوى العالمً ٌمنحها نفوذًا أكبر وٌضعها فً مولع مهٌمن ممارنةً بمن لا
ٌمكنهم الاعتماد إلا على جذورهم المحلٌة (مٌتزجر/بٌٌر، .)2333
بنا ًء على أفكار ر. رٌش ( )1993وز. بومان (ٌ ،)1999رى ج. ل. مٌتزجر وب. بٌٌر
( )113 :2333أن "المحلً ٌفمد لٌمته لصالح العالمً"، خصو ًصا عندما "تبدو عادات المواطنة
ؼٌر لوٌة بما ٌكفً لمماومة الموى الطاردة للبلتصاد العالمً". فً هذا السٌاق أٌ ًضا ٌمكن وضع
التأثٌر المتزاٌد للنخب العالمٌة التً تمترن بفمدان المسؤولٌة بسبب تنملها. ٌبرز بومان، على
سبٌل المثال، أن "التنمل الذي ٌتمتع به [المستثمرون] ٌؤدي إلى عدم التزامهم بأي واجب. […]
ببساطة، نحن نشهد نهاٌة الالتزام بالمساهمة فً الحٌاة الٌومٌة للمجتمع واستمرارٌته" (بومان،
.)23 :1999
كما أن الأساس الوطنً للؤنظمة الضرٌبٌة والدولة الاجتماعٌة التً تمولها هذه الأنظمة ٌعانٌان
نتٌجة العولمة فً مجالات الاستثمار والإنتاج والاستهلبن.
واقع جدٌد أم دٌنامٌكٌة عمرها قرون؟
على عكس "المؤٌدٌن" الذٌن ٌرون أن العولمة المعاصرة ظاهرة خاصة بزمننا الحالً، ٌعتبر
"المشككون" أنها لٌست سوى امتداد لعملٌة تمتد عبر لرون. بعضهم ٌعود إلى عصور ما لبل
التارٌخ، حٌث ٌرى أن نزعة الجنس البشري للبنتشار عبر سطح الأرض كانت موجودة منذ
ذلن الحٌن: «العولمة كانت جز ًءا من تارٌخ البشرٌة منذ الأزل. إن تنوع الثمافات ٌجعل التبادل
والالتراض بٌن الحضارات أم ًرا لا مفر منه منذ البداٌة» (كوهن، .)36 :2334
وتعٌد الأطروحات الأكثر تحمسا أصول الآلٌات والظواهر المرتبطة الٌوم بالعولمة إلى الحداثة
والرأسمالٌة. فمد لدمت (إعادة) اكتشاؾ الأمرٌكتٌن بواسطة كرٌستوفر كولومبوس نو ًعا من
"التمثٌل المسرحً" (لٌدي، )1997لعصر شهد تؽٌٌرات تكنولوجٌة والتصادٌة وثمافٌة وسٌاسٌة7
كبٌرة. ٌُظهر س. جروزٌنسكً ( )2334مدى تعدد ألطاب العولمة منذ أواخر المرن السادس
عشر، حٌث أثرت حركة الأفكار والأشٌاء بٌن «الأجزاء الأربعة للعالم» بعمك على الالتصاد،
ودعت بعض النخب الدٌنٌة والتجارٌة والإدارٌة فً الإمبراطورٌتٌن الإسبانٌة والبرتؽالٌة إلى
تطوٌر رؤٌة عالمٌة (جروزٌنسكً، .)285-282 :2334
فً المرن التاسع عشر، أعرب كارل ماركس وفرٌدرٌن إنجلز عن للمهما من رؤٌة الدول تفمد
السٌطرة أمام سوق عالمً. وأكدا على «الطابع الكوسموبولٌتً لإنتاج واستهلبن جمٌع البلدان»
واعتبرا أن المٌل إلى خلك سوق عالمً جزء لا ٌتجزأ من مفهوم الرأس المال (ماركس/إنجلز،
.)32 :1998ؼالبًا ما تُستدعى تحلٌلبت ر. هٌلفردٌنج (1913؛ انظر دوراند، )2313للتذكٌر
بأن مستوى العولمة فً التموٌل والاستثمارات فً أواخر المرن التاسع عشر لم ٌُعادله سوى فً
أواخر التسعٌنٌات. كذلن، أدت الهجرة الدولٌة إلى تحول أوروبا فً المرن التاسع عشر إلى
وجهة للمهاجرٌن.
لا ٌخفً إٌمانوٌل والرشتاٌن تشككه فً الأهمٌة الاستكشافٌة لمفهوم العولمة الذي ٌعتبره
«مفهو ًما تحلٌلًٌا ؼٌر مفٌد» (والرشتاٌن، .)28 :2333وٌرى أن التطورات المعاصرة هً
مجرد تكثٌؾ للروابط والتبادلات والآلٌات النظامٌة للبلتصاد العالمً التً تعمل منذ نصؾ
لرن. مستكملبً عمل فرناند برودٌل، ٌع ّرؾ والرشتاٌن الالتصاد العالمً على أنه منطمة
جؽرافٌة واسعة تمتاز بتمسٌم العمل وتدفك العمل والرأس المال (انظر والرشتاٌن، .)1996
وٌمتد هذا الالتصاد العالمً الٌوم لٌشمل الكوكب بأسره. ومع ذلن، فمد كانت هذه الالتصادٌات
العالمٌة فً المرن السادس عشر تتركز حول هولندا وتشمل بالفعل مناطك كبٌرة من إفرٌمٌا
(خاصة فً سٌاق التجارة المثلثة وتجارة العبٌد،) والأمرٌكتٌن وآسٌا (والرشتاٌن، .)1974
ٌضع الكتاب التارٌخً الأخٌر لإٌمانوٌل والرشتاٌن ( )2311فً منظور شامل تطورات كبٌرة
عبر المرون، وأٌ ًضا استمرار بعض الآلٌات الهٌكلٌة لعمل الالتصادٌات العالمٌة التً أبرزها فً
تحلٌله للنظام العالمً فً المرنٌن السادس عشر والسابع عشر. من بٌن هذه الآلٌات تمسٌم العمل
بٌن مناطك العالم المختلفة، وعدم تطابك الوحدات السٌاسٌة والالتصادٌة، والنزعات الحمائٌة فً
بعض مراحل النمو الالتصادي لدولة معٌنة.
ٌُبرز والرشتاٌن ( )1996 ،1974تنظٌم الالتصاد العالمً فً ثلبث مناطك، لكل منها وظائؾ
محددة: المركز، شبه المحٌط، والمحٌط. ٌموم المركز بتجمٌع فائض رأس المال وٌركز المهام
ذات المٌمة المضافة العالٌة والابتكارات التكنولوجٌة. أما المحٌط فدوره الرئٌسً هو تزوٌد
المركز بالمواد الخام والعمالة الرخٌصة، كما ٌظهر فً استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة فً إفرٌمٌا
وأمرٌكا اللبتٌنٌة (أورنٌلبس، ،)2333والاستؽلبل المفرط للعمال فً مصانع الجنوب، وأهمٌة
العمال المهاجرٌن فً الالتصادٌن الأمرٌكً والأوروبً. بٌنما تعمل شبه المحٌط كمنطمة عازلة
تخفؾ التوترات بٌن المركز والمحٌط. ٌشمل شبه المحٌط الدول التً تشهد مرحلة تصاعدٌة ولد
تتمكن من الانضمام إلى المركز (كما هو حال البرازٌل الٌوم،) أو بالعكس، الدول أو المناطك
نها
التً كانت جز ًءا من المركز لك تمر بمرحلة تراجع (مثل جزء من أوروبا).8
ثانًٌا، بٌنما ٌُنظم الالتصاد على مستوى النظام العالمً وتصبح المواعد والمرارات فً هذا
المجال مرتبطة بهذا المستوى، تبمى التنظٌمات السٌاسٌة متجذرة فً وحدات أصؽر تمتلن
السلطة المانونٌة، وهً الدول التً تتكون منها الالتصادٌات العالمٌة. ٌحد هذا التجزؤ السٌاسً
من لدرة السلطات السٌاسٌة على تنظٌم الشؤون الالتصادٌة، وٌدفع دول المركز، مثلها مثل دول
المحٌط وشبه المحٌط، إلى التنافس للبستحواذ على الموارد المرتبطة بمولعها. هذه إحدى
الأسباب الهٌكلٌة لتفوق الالتصاد على السٌاسة، حٌث ٌعمل الالتصاد على المستوى العالمً
بٌنما تجد السٌاسة صعوبة فً التحرر من الإطار الوطن،ً حتى ضمن الكتل الإللٌمٌة مثل
الاتحاد الأوروبً. ٌمكننا لراءة ذلن كسبب هٌكلً للحدود التً تواجهها تنظٌمات الالتصاد
والتموٌل الدولٌة والتً تسببت فً العدٌد من الأزمات الالتصادٌة، بما فً ذلن الأزمة الحالٌة
التً نمر بها (كالٌنوفسك،ً .)2339
ثالثًا، تكشؾ التحلٌلبت التارٌخٌة للسٌاسات التجارٌة التً لادت إلى صعود المناطك المتحدة
(والرشتاٌن، )1974ثم المملكة المتحدة (والرشتاٌن، )1983كموة مهٌمنة فً الالتصاد العالمً
عن زٌؾ الأسطورة النٌولٌبرالٌة التً تروج لفكرة أن الانفتاح التجاري هو أساس تطور البلدان.
بدعم من أسطولها التجاري، كانت هولندا من الدعاة الكبار للبنفتاح التجاري. ومع ذلن، فمد
تبنت أمستردام فً السابك سٌاسة حمائٌة ولم تتخ َل عنها تما ًما، خصو ًصا على مستوى المدن.
وبمجرد أن وصلت إنجلترا إلى مركز الالتصاد العالمً، أصبحت أٌ ًضا مدافعة لوٌة عن فتح
الحدود التجارٌة، لكن صناعاتها الناشئة لم تكن لتتمكن من التطور إلا بفضل سٌاسات تحمٌها
من المنافسة الدولٌة. وحٌن أصبحت هذه الصناعات لادرة على المنافسة، تطلبت أسوالًا جدٌدة.
لم تتردد الإمبراطورٌة البرٌطانٌة فً استخدام الموة لتملٌل أو إلؽاء الحواجز الجمركٌة لدى
شركائها التجارٌٌن، مع استمرار بعض التدابٌر الحمائٌة لدعم الصناعات الإنجلٌزٌة، حتى أنها
حظرت ؼزل المطن فً مستعمرتها الهندٌة.
لا تصمد النظرٌات الالتصادٌة التً تجعل من الانفتاح التجاري والتبادل الحر محور سٌاسات
التنمٌة فً البلدان الألل تطو ًرا أمام هذا التحلٌل التارٌخً. على العكس، فمد كان اعتماد تدابٌر
حمائٌة فً المرحلة الأولى من التطور الصناعً أحد العوامل التً ساهمت فً النجاح
الالتصادي للنمور الآسٌوٌة خلبل العمود الأخٌرة من المرن العشرٌن، ومؤخ ًرا، الصٌن. رؼم
أن الصٌن تُعتبر الٌوم من الدعاة الكبار للبنفتاح التجاري، إلا أنها لم تنضم إلى منظمة التجارة
العالمٌة إلا فً دٌسمبر 2331ولا تزال تحتفظ ببعض المواعد الحمائٌة أمام بعض الاستثمارات
الأجنبٌة.
تُظهر التحلٌلبت التارٌخٌة لإٌمانوٌل والرشتاٌن ( )2311وإرٌن هوبزباوم ( )1997أٌ ًضا أن
التجارة الحرة لا تدوم عندما تصبح عمبة أمام استمرار الهٌمنة. توضح أعمال والرشتاٌن ثراء
تحلٌل العولمة المعاصرة على ضوء تارٌخ التصادي ٌمتد لعدة لرون. وكثٌ ًرا ما ٌكرر رئٌس
الجمعٌة الدولٌة لعلم الاجتماع السابك لوله: «إن الأحداث لا تكتسب معناها إلا إذا لمنا بإدراجها
ضمن إٌماعات وظروؾ الاتجاهات طوٌلة الأمد» (والرشتاٌن، .)17 :1999
ولكن، هل ٌعنً ذلن إنكار بعض الخصائص الممٌزة للتحولات المعاصرة؟ هل ٌمكن اختزال
التطورات مثل تكنولوجٌا المعلومات والاتصالات الجدٌدة، والمضاٌا البٌئٌة المتعلمة بتؽٌر المناخ9
واستنزاؾ الموارد، أو صعود الصٌن كموة عظمى إلى مجرد امتداد لاتجاهات وآلٌات تعود لعدة
لرون؟ بد ًلا من الانجرار إلى جدالات ؼٌر مثمرة حول مدى ج ّدة العولمة المعاصرة، ٌمكن أن
ٌكون نه ٌج أكثر إثارة للبهتمام هو الجمع بٌن منظور تارٌخً ٌسلط الضوء على الآلٌات الهٌكلٌة
ونتائج توسع الالتصاد العالم،ً وبٌن تحلٌل بعض الخصائص الفرٌدة للعصر الحال،ً الذي
ٌتمٌز فً الولت ذاته بالسرعة الزمنٌة العالمٌة، والاستخدام المكثؾ لتكنولوجٌا المعلومات
والاتصالات، وإعادة تنظٌم تمسٌم العمل، وصعود لوى التصادٌة وسٌاسٌة جدٌدة، وزٌادة أهمٌة
المضاٌا العالمٌة.
العولمة: واقع أم إٌدٌولوجٌا؟
انتمد بعض المحللٌن الطابع الأٌدٌولوجً للخطابات والدراسات المتعلمة بالعولمة، مستندٌن إلى
حجتٌن ؼالبًا ما تكونان متشابكتٌن. ٌرى الأول أن العولمة هً أٌدٌولوجٌا تروج لرسالة النخبة
العابرة للحدود، التً توصؾ أحٌانًا بـ "الكوزموبولٌتٌة" (فرٌدمان، .)1999أما الحجة الثانٌة
فترفض فرض رؤٌة للعالم مهٌمنة على أساس متطلبات العولمة الالتصادٌة النٌولٌبرالٌة.
فً ممابل الأنثروبولوجٌا الشمولٌة لأرجون أبادوراي ( ،)2331التً تضع الفاعلٌن المتنملٌن
والثمافات العابرة للحدود فً الصدارة وتفصل الهوٌات عن الأراضً لتحولها إلى "مناطك اثنٌة
ٌ ،"ethnoscapesنتمد ج. فرٌدمان ( )2335العولمة باعتبارها خطابًا ٌروج للرسالة
الأٌدٌولوجٌة لنخبة عابرة للحدود تملن الموة الالتصادٌة وتنتمص من لٌمة الارتباط بالمحلً
(انظر أٌ ًضا والرشتاٌن، 2333؛ سكلٌر، ٌ .)2331رى فً خطابات العولمة «انعكا ًسا لحمبة لم
تعد لادرة على التفكٌر فً نفسها ضمن أطر مادٌة» (أبٌلٌس، )32 :2337ومحاولة لفرض
فكرة التحول الجذري للمجتمعات بما ٌتعارض مع الوالع التارٌخً.
) أٌ ًضا2333( ، ٌشٌر ج. ل. مٌتزجر و ب. بٌٌرRecherches Sociologiques فً مجلة
إلى دور هذه النخب العابرة للحدود التً لا ٌمكن تجاهلها عند تحلٌل العولمة المعاصرة. بعض
مكونات هذه النخب الكوزموبولٌتٌة استفادت من التروٌج لهذه الرؤٌة للعالم، سواء لفرض لواعد
التجارة الدولٌة التً كانت تصب فً مصلحتها (اتفالٌات التجارة الحرة، المنافسة بٌن العمال،
تفكٌن دولة الرفاه الاجتماع،ً إلخ) أو للتهرب من المٌود التً تفرضها الجهات الفاعلة الوطنٌة،
وخاصة فً المجال الضرٌبً (كوهونٌن/مٌستروم، .)2313
ربط بعض الباحثٌن العولمة بفرض سٌاسات التصادٌة نٌولٌبرالٌة وبهٌمنة "اتفاق واشنطن"
(هٌلد، ٌ .)2337عرؾ إ. كوهٌن ( ،)75 :2331وهو التصادي ومستشار ممرب من المدٌر
العام لمنظمة التجارة العالمٌة، العولمة بأنها «المانون الالتصادي المشترن». ٌعرؾ أولرٌش
بٌن "العالمٌة" بأنها «الأٌدٌولوجٌا النٌولٌبرالٌة لهٌمنة السوق العالمً» ( .)52 :1997كما رأى
ألان تورٌن ( )2333أن «العولمة تعنً هجو ًما جدٌ ًدا ولوًٌا لما ٌمكن تسمٌته ببساطة
الرأسمالٌة». فً كتابه هل ٌمكننا العٌش معًا؟، ٌع ّرؾ تورٌن العولمة بأنها «أٌدٌولوجٌا تخفً
علبلات الهٌمنة الالتصادٌة من خلبل إدخال صورة التصاد عالمً ذاتً التنظٌم أو خارج نطاق
تدخل مراكز المرار» (تورٌن، .)55 :199710
ٌتمثل التحدي فً علم الاجتماع فً تجاوز هذه الأٌدٌولوجٌات للكشؾ عن الصراعات بٌن
الفاعلٌن أو الحركات الاجتماعٌة حول تعرٌؾ وتطبٌك مشروع تحدٌثً ج ّسدته العولمة.
لا ٌمكن تجاهل تأثٌر الأٌدٌولوجٌات والخطابات التً تروج لها بعض الجهات الفاعلة العابرة
للحدود على مسار العولمة. لكن هل العولمة مجرد خطاب وهٌمنة؟ من الصعب إنكار الوالع
الموضوعً لبعض التحولات التً أحدثتها. ٌمكن تجاوز هذه النماشات المشحونة بالأٌدٌولوجٌا
إذا اعتبرنا العولمة كوالع ٌجمع بٌن الموضوعً والذات،ً مما ٌسمح بتأسٌس لاعدة لأبحاث
تجرٌبٌة.
ٌجمع البُعد الموضوعً للعولمة معظم الدٌنامٌكٌات التً ٌجمعها ؾ. داسٌتو ( )4 :2336تحت
مصطلح "الكوكبٌة :"planétarisationزٌادة التبادلات العالمٌة، تنمل الأشخاص، التمنٌات
الجدٌدة، التحولات فً الحكم العالمً وتشابكاته المؤسسٌة، التؽٌرات فً عالم الإنتاج الذي
أصبح ٌكتسً طابع "الما بعد فوردٌة" (كاستٌلز، )1998أو الأهمٌة المتزاٌدة للبلتصاد ؼٌر
المادي (كوهٌن، .)2334
والع العولمة ذاتً أٌ ًضا. إنها رؤٌة للعالم) ، (Weltanschauungتتسم بتؽٌٌر جذري فً
تصورنا للزمان والمكان (هارفً، .)1993لمد ؼٌرت التكنولوجٌا الحدٌثة طرٌمتنا فً رؤٌة
العالم. وٌعزز تزاٌد الأحداث العالمٌة ( 11سبتمبر، تسونامً آسٌا، انهٌار لٌهمان براذرز أو
لضٌة دومٌنٌن ستراوس كان) الشعور بالعٌش فً "زمن عالمً" (لٌدي، .)1997
"عالمنا" الٌوم هو الأرض. إنه بالطبع أكثر اتسا ًعا من العالم الذي عاش فٌه أسلبفنا، ولكنه
أٌ ًضا ولأول مرة، عالم محدود. وٌساهم ظهور الأخطار العالمٌة (النووٌة، تؽٌر المناخ) فً
تعزٌز الوعً بمصٌر مشترن للبشرٌة (ألبرو، .)1996
ٌسمح هذا التمٌٌز الاستكشافً بٌن الأبعاد الموضوعٌة والذاتٌة للعولمة بتسلٌط الضوء على
مجالٌن من البحث والنماشات الفكرٌة. أولاً، إذا كانت العولمة رؤٌة للعالم، فإن هذه الأخٌرة تمثل
ساحة صراعات بٌن فاعلٌن اجتماعٌٌن مختلفٌن ٌسعون لفرض رؤٌتهم للعولمة على المجتمع
بأسره. ولد شدد أنطونٌو ؼرامشً على أهمٌة هذه الصراعات من أجل تحمٌك الهٌمنة
الأٌدٌولوجٌة (روبنسون، 2335؛ ماسٌكوت، .)2339ولد استحوذ فاعلون التصادٌون
وسٌاسٌون عابرون للحدود (مثل الشركات متعددة الجنسٌات، المنظمات الدولٌة، المادة
السٌاسٌٌن أو الحكومات الوطنٌة، كحكومة الولاٌات المتحدة) على هذا المجال وفرضوا رؤٌتهم
للؤمور. كما ساعدت هٌمنة الأٌدٌولوجٌا النٌولٌبرالٌة وفرض هذه الرؤٌة للعولمة، بٌن سموط
جدار برلٌن والأزمة الالتصادٌة والمالٌة الحالٌة، فً تبنً سٌاسات انفتاح الأسواق وتموٌض
دور دولة الرفاه الاجتماعً.
للتحل
تمدم الفجوات بٌن الأبعاد الموضوعٌة والذاتٌة للعولمة مجا ًلا آخر ٌل ؼنًٌا للؽاٌة. ففً بعض
الحالات، تبدو رؤى العالم أكثر عولمةً من الوالع الفعلً. إذ تُتهم العولمة بكل المشكلبت، حتى
تلن التً تنبع من لرارات سٌاسٌة وطنٌة (راندرٌنا، )2337أو من استخدامات محلٌة (أساٌاغ،
،2336الفصل التاسع). وفً الممابل، أشار نوربرت إلٌاس ( )233 :1991إلى «تأخر11
العادات» لدى الفاعلٌن الاجتماعٌٌن ممارنة بالطبٌعة العالمٌة لعالمنا. ٌؤثر هذا التأخر فً
العادات أٌ ًضا على الحركات الاجتماعٌة التً تستمر ؼالبًا فً التعبئة ضمن أطر وطنٌة، رؼم
أن الحلول لمشاكلهم تتواجد أحٌانًا بشكل أساسً على مستوى دولً، لاري، أو عالمً.
كما ٌشٌر روبرت راٌش ( ،1993نملبً عن مٌتزجر/بٌٌر، ،)113 :2333فإن هذا لد ٌؤدي إلى
سوء فهم للآلٌات المعنٌة وإلى رؤٌة متمادمة للتوازنات. ونتٌجة لذلن، ٌتملص تأثٌر هؤلاء
الفاعلٌن ولدرتهم على الفعل الاجتماعً (بلبٌرز، 2313ب). لذا، تُعزى إحدى المهام إلى العلوم
الاجتماعٌة، والمثمفٌن، وفاعلٌن اجتماعٌٌن مثل حركة مناهضة العولمة، وهً المساهمة فً
تعزٌز الوعً بـ«الوضع العالمً» (ألبرو، )1996للفاعلٌن الاجتماعٌٌن، بهدؾ تعزٌز لدرتهم
على التأثٌر وتمكٌنهم من التأثٌر على المرارات التً ستؤثر على حٌاتهم (هٌلد، .(2337
عولمة بدون فاعلٌن؟
"الخطابات التً تؤكد أن العولمة هً ظاهرة التصادٌة بالدرجة الأولى، أو حتى الوحٌدة، ترتبط
عمو ًما بتأكٌد حتمٌتها: فالدول، وبالأحرى المواطنون، لٌس لدٌهم خٌار سوى التكٌؾ مع لواعد
الالتصاد العالمً والانخراط فً منافسة دولٌة فً محاولة للبستفادة منها بأفضل شكل. كما لالت
السٌدة تاتشر: "لا ٌوجد بدٌل". فهل العولمة لدر لا مفر منه، عملٌة حتمٌة لا ٌستطٌع الفعل
الإنسانً التأثٌر علٌها بشكل كبٌر، وٌبدو أنها تتطلب انفتا ًحا تجارًٌا وتعزٌز هٌمنة الأسواق؟"
"ٌؤدي هذا الخطاب إلى التملٌل من شأن إمكانٌات تنظٌم الحكومات واتخاذها إجراءات
(ثومبسون، 1999؛ ساسن، 2336؛ راندٌرٌا، .)2337تُظهر س. ساسن بوضوح أن العولمة
لٌست مجرد إلؽاء للتنظٌم. بل هً، على العكس، تُنتج وتُضبط بمجموعة كبٌرة من المعاٌٌر
والمواعد المعتمدة على المستوى الوطنً. تُثبت عالمة الاجتماع الهندٌة س. راندٌرٌا (،2337
)2339من خلبل العدٌد من الدراسات الحالة أن عجز الدول عن التصرؾ والإملبءات التً
تفرضها العولمة أو المؤسسات الدولٌة ؼالبًا ما ٌتم الاستشهاد بها من لبل حكومات "الدول
الماكرة )" (cunning statesلفرض لرارات سٌاسٌة ؼٌر شعبٌة. وتُبرز دراساتها الحالة، على
سبٌل المثال، أن الدولة الهندٌة نادراً ما تستخدم الإجراءات المتاحة للطعن فً بعض المعاٌٌر
الدولٌة التً تدعً أنها عاجزة أمامها، حتى وإن كانت المنظمات ؼٌر الحكومٌة التً تدافع عن
المزارعٌن الهنود تحمك انتصارات أمام المحاكم الدولٌة (راندٌرٌا، . )2336وعلى العكس، فً
بعض المضاٌا، تُظهر الحكومات تصلبًا شدٌ ًدا فً تطبٌك المعاٌٌر الدولٌة وتفرض إرادتها على
المؤسسات الدولٌة. وهكذا، تُظهر هذه "الدول الماكرة" أنها "ضعٌفة استراتٌجًٌا ولوٌة بشكل
انتمائ،"ً حسب الموضوعات والتحالفات ومصالح الحكومة أو أولئن الذٌن تدافع عن
مصالحهم ".
لمد فمدت بعض الأسس التً اعتمد علٌها الفاعلون الاجتماعٌون لتحمٌك التؽٌٌر الاجتماعً خلبل
المرن العشرٌن فعالٌتها (رؼم أنها لم تخت ِؾ تما ًما). وهذا هو الحال، على سبٌل المثال، بالنسبة
للئجراءات التً كانت تستهدؾ الحكومات الوطنٌة. فلب تزال هاته الحكومات تتممص دور
اللبعبٌن المؤثرٌن، لكنهم لم ٌعودوا وحدهم فً مركز اللعبة. فً العدٌد من المجالات (التنظٌم
المال،ً والضرائب، والأخلبق الحٌوٌة، وحماٌة البٌئة، وما إلى ذلن،) أصبح تؽٌٌر السٌاسة فً12
بلد ما إما مستحٌ ًلب أو ؼٌر كا ٍؾ، نظ ًرا لزٌادة التدفمات ومستوٌات الترابط والترابط المتبادل. إن
تنظٌم المعاملبت المالٌة على نطاق بلد واحد أمر ؼٌر مج ٍد. وفرض لوائح أكثر صرامة لحماٌة
البٌئة ٌؤدي إلى تشجٌع الواردات. وٌبدو أن آلٌات الدٌممراطٌة التمثٌلٌة ونظام المؤسسات الدولٌة
ؼٌر كافٌة لمواجهة بعض التحدٌات العالمٌة (هٌلد، .)2313 ،2337وعندما ٌتعلك الأمر
بالانتمال من الإرادة الجماعٌة إلى التطبٌك العمل،ً ٌبدو أننا نملن سٌطرة ألل على مجتمعنا مما
كان علٌه فً الماض،ً كما ٌتضح من الفجوة بٌن الإجماع الواسع على ضرورة الحد من التأثٌر
البشري على تؽٌر المناخ وصعوبة التوصل إلى اتفالات دولٌة فً هذا المجال."
ًٌد
بع ا عن كونها "نظا ًما بلب فاعلٌن"، تؤدي العولمة إلى إعادة تشكٌل عمٌمة لمدرات الفعل. إنها
"تعٌد طرح أسس واستخدامات السٌاسة سواء فً اختبار التحول التارٌخً للمؤسسات أو فً
اختبار العلبلات مع التكنولوجٌا، حٌث ٌمكن أن ٌكون الإنترنت بمثابة دعم أو جز ًءا لا ٌتجزأ
من مجرة من الشبكات" (فرانن، .)7 :2337تمثل العولمة تحدًٌا للفاعلٌن الالتصادٌٌن
والسٌاسٌٌن والاجتماعٌٌن، ولكنها تمدم أٌ ًضا فر ًصا جدٌدة. فً الممال الذي نشرته فً "أبحاث
سوسٌولوجٌة وأنثروبولوجٌة،" تتبع م. كالدور ( ،)2337على سبٌل المثال، ظهور وتموٌة
مجتمع مدنً عالمً، مشددة على أهمٌته فً حل النزاعات ودعم حركات الدٌممراطٌة. كانت
الروابط عبر الوطنٌة، على سبٌل المثال، عنص ًرا أساسًٌا فً نجاح الثورات التً ؼٌرت مصٌر
مصر وتونس فً عام .2311وٌُظهر ؾ. داسٌتو ( )2336أن بعض فاعلً الإسلبم أظهروا
لدرة كبٌرة على اؼتنام الفرص المرتبطة بإعادة تشكٌل العالم المعاصر.
خلاصة:
"تؤدي العولمة إلى إعادة النظر فً مسألة التؽٌٌر الاجتماعً ولدرة الفاعلٌن الاجتماعٌٌن على
الفعل. فبٌن الفكرة المائلة بأن العولمة تجسد نظا ًما بلب فاعلٌن، والفكرة المائلة، على العكس من
ذلن، بسٌطرة نخبة خططت لها، ٌبمى التوفٌك بٌن الفاعل والنظام وإسناد كل منهما مكانه
الصحٌح تحدًٌا أساسًٌا لعلم الاجتماع. وكما هو الحال فً نشأة الدولة التً حللها ن. إلٌاس، ٌمكن
اعتبار العولمة أٌ ًضا "ظاهرة لم ٌرؼب فٌها أو ٌخطط لها أحد صراحة، ولكنها تنبع مع ذلن من
طموحات وأفعال عدد كبٌر من الأفراد. إنها لا تخضع لخطة مدروسة، بل هً نتٌجة للمنطك
الداخلً لتمسٌم العمل" (إلٌاس، .)98 :1975وبعٌ ًدا عن كونها فوضوٌة، فإن هذا التحول
"خاضع لنظام محدد" (إلٌاس، .)182 :1975
وتصؾ س. ساسن ( )2336العولمة على أنها إنتاج بشري. وإذا بدت ؼٌر شخصٌة، فإن ذلن
لٌس بسبب عملبنٌة السوق، بل بسبب حجمها الجماع،ً وحجم السكان الذٌن تشملهم، و تعمٌد
العملٌات الجارٌة. وهذا لا ٌعنً أنه لا ٌوجد بدٌل، "ولكن العوالب التً نستخلصها، والمؤسسات
التً نبنٌها، والممارسات التً نطبمها، ٌجب أن تحترم هذا الحجم" (ألبرو، ".)np :2339
"لمد أدى النجاح الكبٌر الذي حممه مفهوم العولمة فً العلوم الاجتماعٌة إلى ظهور موالؾ
متطرفة ومبالػ فٌها فً كثٌر من الأحٌان، سواء من لبل أنصارها أو منتمدٌها، وأثار نماشات
مشحونة بالأٌدٌولوجٌا. لمد تم استخدامه على نطاق واسع ولّد الكثٌر من العواطؾ والنماشات
لدرجة أنه فمد فً بعض الأحٌان كل لٌمته الاستكشافٌة. ومع ذلن، كما ٌذكر م. ألبرو (: 233913
)" ،npلا ٌمكن لعلم اجتماع دلٌك أن ٌكون مع أو ضد العولمة". إن عدم الانجراؾ وراء
مبالؽات المؤٌدٌن للعولمة أو المتشككٌن فٌها ٌسمح بوضع الأسس لمنهج ٌجعل من العولمة
إطا ًرا محف ًزا للتفكٌر فً تحدٌات العالم المعاصر وفاعلٌه.
Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance
You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT
ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.
We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate
تشير إلى مسؤولية الأفراد أو المؤسسات عن أفعالهم وقراراتهم، مع الأخذ في الاعتبار عمرهم وظروفهم تعني ت...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...
قصة “سأتُعشى الليلة” للكاتبة الفلسطينية سميرة عزام تحمل رؤية إنسانية ووطنية عميقة، حيث تسلط الضوء عل...
اعداد خطة عمل عن بعد والتناوب مع رئيس القسم لضمان استمرارية العمل أثناء وباء كوفيد 19، وبالإضافة إلى...
بدينا تخزينتنا ولم تفارقني الرغبة بان اكون بين يدي رجلين اثنين أتجرأ على عضويهما المنتصبين يتبادلاني...
خليج العقبة هو الفرع الشرقي للبحر الأحمر المحصور شرق شبه جزيرة سيناء وغرب شبه الجزيرة العربية، وبالإ...