Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (72%)

فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف خشية أن يذهب بذهاب الحفظة ، فتردد أبو بكر أول الأمر لأنه فعل لم يكن على عهد رسول الله، ثم ارتاح لرأي عمر لما فيه من المصلحة ، فدعا زيد بن ثابت لأنه كان ألزم الصحابة لمجلس رسول الله ومن أحفظهم للقرآن ، وكلفه بكتابة القرآن في مصحف واحد ، فجمع زيد جميع الصحف ، ثم أبقى أبو بكر تلك الصحف عنده إلى أن توفاه الله، ثم كانت عند عمر بن الخطاب ، ثم جعلها عمرعند بنته حفصة زوجة رسول الله ، فاستحضر الصحف التي كانت عند حفصة ، وجمع ثلاثة من الرجال الذين اشتهروا بالحفظ والضبط وجمع القرآن ، وهم المعروفون بالنفر القرشيين ، وعهد إليهم بكتابة المصحف على ما استقر عليه الأمر في العرضة الأخيرة التي عرض بها رسول الله القرآن على جبريل في عامه الأخير على العادة التي جرت من مدارسة القرآن بين جبريل والنبي في رمضان. فكتب هؤلاء النفر القرشيون أربع نسخ ، وبعث بها أمير المؤمنين عثمان ابن عفان إلى الآفاق : الكوفة والبصرة والشام ، وترك واحداً عنده وقيل : بعث خامساً إلى اليمن وسادساً إلى البحرين وسابعاً إلى مكة . ثم أمر بإحراق ما عدا تلك الصحف الآنفة الذكر ، فكان كل مصحف من هذه المصاحف هوالامام في رجوع الناس إليه وتحويلهم في انتساخ مصاحفهم
وسائل الحفظ والرعاية والتقديس . فقد كانت تنزل الآية أو الآيات منه فيحفظها النبي عن ظهر قلب ، . ثم لم يكن القرآن كغيره من الكتب المقدسة التي سبقته محتكراً في يد طائفة من الطوائف حتى يتسرب إلى الذهن ظن في احتمال طروء التحريف إليه قصداً أو عفواً بل كان عاماً شائعاً بين أيدي المسلمين ، فكيف يتصور ان يقع فيه تحريف ولا يدري به وكان هؤلاء يتلونه في بيوتهم ، ولما جمعه عثمان أخير أكان أكثر كتابه وحفاظه لا يزالون على قيد الحياة ، فكيف يعقل ان يتطرق اليه التحريف مع هذا ؟ وصدق الله
أنزل القرآن مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة تقريباً ، وذلك بحسب الحاجة التي تكون سبباً في النزول ليكون ذلك آنس للعرب وأدعى للقبول ، وأبلغ في الحجة عليهم وأظهر لوجه إعجازه . ، لأن القرآن تحداهم بأن يأتوا بسورة مثل سوره كما سيأتي ، ولكن الآية أو الآيات كانت تنزل في وقت، وكان يفصل بين وقت و آخر زمن يكفي لأن تتهيأ نفوس المعارضته ، ، ولكنهم كانوا يعجزون رغم الفرصة الكافية التي كانت تسنح لهم ، وهذا من أعظم الدلائل على وجه إعجاز القرآن ، وخاصة إذا اعتبرت ان أكثر ما نزل في إبتداء الوحي إلى أن هاجر النبي من مكة إنما هو من قصار السور ، كما ان في نزول القرآن مفرقاً حكمة أخرى هي : إستدراج العرب وتصريف أنفسهم بأوامره ونواهيه على حسب النوازل والحوادث - فمن الحكمة ان يكون الدواء عند حدوث الداء - ليكون تحولهم عن أخلاقهم وعاداتهم بسهولة ويسر . فلو نزل عليهم القرآن دفعة واحدة لثقلت عليهم التكاليف ولنفرت قلوبهم عن قبول ما فيه من الأوامر والنواهي . ، قال تعالى : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) الفرقان :فقد كان الرسول امياً لا يقرأ ولا يكتب ، أما غيره من الرسل فقد كانوا كاتبين قارئين يمكنهم أن يضبطوا ما ينزل عليهم من الكتب جملة . التحدي الذي أبداه القرآن في أن يأتي العرب أو غيرهم بمثله أو بسورة منه و عجزهم في ذلك لهو من أعظم الدلائل على أنه وحي إلهي ، ، وكان هناك شعراء فحول يحكمون بينهم. وكانت أسمى ميزاتهم الأمرين :
أولاً - ان حياة الصحراء تدعو إلى التأمل واثارة العواطف وإنماء الخيال ، وأصابها الوهن في ذلك وضربها الخذلان باليأس فقلما تنفعها نافعة بعد ذلك أو تجزئها قوة أخرى فمن ثم لم تقم للعرب قائمة بعد أن أعجزهم القرآن من جهة الفصاحة التي هي أكبر أمرهم ومن جهة الكلام الذي هو سيد عملهم )
بهر الشعراء منهم فخرست ألسنتهم ، .وذهبت كل بلاغة في تياره . ، فأخذوا يحاربون الحق بالأوهام ، ، وهو سحر ، ولما كان من عادة العرب ان يتحدى بعضهم بعضاً في المساجلة بالكلام ،
وحكمة هذا التحدي وذكره في القرآن انما هي أن يشهد التاريخ في كل كل عصر بعجز العرب عنه وهم الخطباء الله والفصحاء اللسن حتى لا يجيء بعد ذلك فيما يجيء من الزمن مولد أو أعجمي كاذب أو منافق أو ذو غفلة فيزعم أن العرب كانوا قادرين على مثله وانه غير معجز . طلب القرآن منهم في هذه الآية إنشاء كتاب مثل القرآن ولذا نرى القرآن يخاطبهم بما ورد في سورة الاسراء من أنهم لن يستطيعوا ، بل ولن يستطيع الانس والجن مجتمعين أن يأتوا بمثله ، ولكن طالب بعشر سور كما جاء في سورة هود
ذلك بجميع البلغاء، ولكن هؤلاء المرتابين عجزوا ، والجدير بالذكر ان الله جعل عجزهم عن الإتيان بمثل عشر سور من القرآن دليلاً على أنه من عنده ، . ثم مضى القرآن خطوة ثالثة، كما جاء في سورة البقرة ، وهذا نهاية التحدي
ومن الصعب بل ومن المتعذر أن يصدر عن عاقل التزام كالذي التزمه وشرط كالذي شرطه على نفسه ، لغلبة الظن عند من له شيء من العقل أن الأرض لا تخلو من صاحب قوة مثل قوته، ، والعليم الخبير هو الناطق على لسانه « أي محمد » ، وقد أحاط علمه بقصور جميع القوى عن تناول ما استنهضهم له وبلوغ ما حثهم عليه . اقتضت حكمة الله أن تكون معجزة محمد من جنس ما اشتهر العرب بالنبوغ فيه لأن كل رسول تكون معجزته من جنس ما نبغت فيه أمته . آتی الله رسوله موسى آيات كان العلماء والسحرة أعلم الناس بها بأنها من عند الله لا من كسب موسى ، فكانت معجزة موسى عصا انقلبت حية تسعى فلقفت كل حبال السحرة . .والحق يقال : ان معجزات الرسل السابقين الدالة على صدق نبوتهم هي وقائع تنقضي ، والآن بعد أن ترقى العقل وكثرت المعارف ودخلت الشبهات على الأديان ضعف تأثير هذه المعجزات على اتباع الأديان ، انتفاء المراءاة عن سلوك النبي ﷺ
وهو أنه كان متظاه أما الفرض الرابع - . وشفت هما وراءها من التمويه، لأن نفس المرائي عادة لا تكون إلا نفساً منحطة يستطيرها بارق الأمل وتغريها أمارات النجاح فتنفضح. وقد ثبت أن محمداً عاش فقيراً ومات فقيراً لم يصب من الدنيا شيئاً مع أنها كانت طوع يديه، فلم يفترش الديباج ولم يكتس الحرير، ). وكان الرسول يكره أن يمدحه أحد في وجهه، ونهاهم عن إطرائه ). ولم يستبد بأمر، ويغلظ له في القول، فيهم أصحابه بزجره فيمنعهم. ، إنما أنا ابن امرأة من هاب فريش كانت تأكل القديد وقد كتب المؤرخ الأميركي (واشنجتون (أرفنج) في شخصية محمد فقال: هل كان ثرياً ؟ لا، بل كان فقيراً، كان له شأن في وطنه، هل كان قوي النفوذ؟ نعم، ، ولذا كان مركزه وما اتصف به من أخلاق كريمة يؤهلانه ليكون موضع الثقة. وجرّ على نفسه عداءها، فقد كان تحطيم الأوثان يقضي على سيطرة قريش على الكعبة وما تستفيده من قدوم الحجاج. لقي الرسول من أجل نشر الإسلام كثيراً من العناء، فقد شك الكثير في صدق دعوته، . وحينما هاجر من مكة كان قد مضى ثلاثة عشر عاماً. فتحول من تاجر ثري إلى مهاجر معدم، وحينما وصل الرسول إلى المدينة المنورة لم يكن يفكر في القوة العظيمة التي كانت تنتظره، فقد كان تفكيره منصرفاً إلى بناء مسجد يستطيع أن يصلي فيه وينشر منه دعوته، وقد كان كل أمله أن ينشر الإسلام في جو من الهدوء والسلام
استحالة ادعائه النبوة كذباً
، فاسد الفطرة، ومن كان كذلك كانت حياته كلها سلسلة جرائم وشبكة مآثم بعيدة عن الخير في كافة وجوهها، تأييد الله النبي ﷺ
أما الفرض السادس - بأن الله أيده ونصره مع اتصافه بهذه الصفات، فهو أضعف من كل الوجوه التي مرت وما أصدق ما قاله الكاتب الإنجليزي (توماس كارليس) في كتابه (الأبطال)، القد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب وأن محمداً خدا مزور، وأن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، خلقهم الله الذي خلقنا، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، ، ويقول بعد ذلك: وهل رأيتم قط معشر الإخوان أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره؟ عجباً والله، إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب! فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس، رسالة محمد مصدرها الوحي الإلهي
أما الفرض الأول ـ وهو أنه اقتبس دينه من أحد الرهبان أو الأحبار ـ فهو فرضٌ ينقضه الواقع التاريخي من كافة الوجوه. وأنه كان نسطورياً من أتباع آريوس في توحيد الله. وللرد على هذا الادعاء الباطل نقول: إن كتب التاريخ والسيرة قررت أن محمداً لما خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام كان عمره تسع سنين، وقيل: اثنتي عشرة سنة، ، ، وكان له من العمر ٢٥ سنة إلا أنه لم ينفرد دون ميسرة وسائر تجار قريش لدراسة أو غيرها، هذا ما ورد في الأخبار التاريخية عن صلة محمد بالراهب بحيرا التي لا نستشف من ورائها أي صلة فكرية تجمع بينهما. ولكن لندع هذا جانباً، السيرة النبوية والأحاديث الشريفة. ثانياً: لو ثبت ما يدعونه لا تخذه أعداؤه من المشركين شبهة يحتجون بها على أن ما يدعيه من الوحي قد تعلمه في الشام من النصارى واليهود. فالشبهة الوحيدة في هذا الباب التي أخذها عليه أعداؤه من قومه هي أنه كان يجتمع بجبر الرومي وكان يقرأ التوراة والكتب بلسانه. جبر هو حداد رومي، وكان نصرانياً أعجمي اللسان وهو صاحب كتب، فقد اشتمل على أحكام وتشريعات لا يمكن أن تكون مستمدة من الراهب بحيرا وغيره، بل نرى القرآن يخالف العهدين القديم والجديد في ما يذكران من الحوادث التاريخية والدينية. رابعاً: القرآن نزلت آياته على حسب الحوادث والوقائع، وكانت مدة نزوله ثلاثة وعشرين عاماً، فلم يأت محمد بالقرآن جملة واحدة كالكتب المتعارف عليها، ينكب الأديب عليها فترة من الزمن ثم يقدمها للقراء بعد التنقيح وإمعان الفكر، وهذا مما ينفي أن يكون القرآن مستمداً من أحد، بل هو وحي إلهي أوحاه الله لمحمد . والتعلم لا يتم في السر وفي جلسة واحدة وجلسات بل لا يتم إلا إذا اختلف المتعلم إلى المعلم أزمنة متطاولة، ولو كان الأمر كذلك لاشتهر بين العرب أن محمداً يتعلم العلوم من فلان،


Original text

فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف خشية أن يذهب بذهاب الحفظة ، فتردد أبو بكر أول الأمر لأنه فعل لم يكن على عهد رسول الله، ثم ارتاح لرأي عمر لما فيه من المصلحة ، فدعا زيد بن ثابت لأنه كان ألزم الصحابة لمجلس رسول الله ومن أحفظهم للقرآن ، وكلفه بكتابة القرآن في مصحف واحد ، فجمع زيد جميع الصحف ، ثم أبقى أبو بكر تلك الصحف عنده إلى أن توفاه الله، ثم كانت عند عمر بن الخطاب ، ثم جعلها عمرعند بنته حفصة زوجة رسول الله ، فاستحضر الصحف التي كانت عند حفصة ، وجمع ثلاثة من الرجال الذين اشتهروا بالحفظ والضبط وجمع القرآن ، وهم المعروفون بالنفر القرشيين ، وعهد إليهم بكتابة المصحف على ما استقر عليه الأمر في العرضة الأخيرة التي عرض بها رسول الله القرآن على جبريل في عامه الأخير على العادة التي جرت من مدارسة القرآن بين جبريل والنبي في رمضان. فكتب هؤلاء النفر القرشيون أربع نسخ ، وبعث بها أمير المؤمنين عثمان ابن عفان إلى الآفاق : الكوفة والبصرة والشام ، وترك واحداً عنده وقيل : بعث خامساً إلى اليمن وسادساً إلى البحرين وسابعاً إلى مكة . ثم أمر بإحراق ما عدا تلك الصحف الآنفة الذكر ، فكان كل مصحف من هذه المصاحف هوالامام في رجوع الناس إليه وتحويلهم في انتساخ مصاحفهم
سلامة القرآن من التحريف لم تعن أمة في العالم بكتاب سماوي أو أرضي عناية الأمة الإسلامية بالقرآن الكريم،وسائل الحفظ والرعاية والتقديس . فقد كانت تنزل الآية أو الآيات منه فيحفظها النبي عن ظهر قلب ، .ثم لم يكن القرآن كغيره من الكتب المقدسة التي سبقته محتكراً في يد طائفة من الطوائف حتى يتسرب إلى الذهن ظن في احتمال طروء التحريف إليه قصداً أو عفواً بل كان عاماً شائعاً بين أيدي المسلمين ، فكيف يتصور ان يقع فيه تحريف ولا يدري به وكان هؤلاء يتلونه في بيوتهم ، ولما جمعه عثمان أخير أكان أكثر كتابه وحفاظه لا يزالون على قيد الحياة ، فكيف يعقل ان يتطرق اليه التحريف مع هذا ؟ وصدق الله
أنزل القرآن مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة تقريباً ، ، وذلك بحسب الحاجة التي تكون سبباً في النزول ليكون ذلك آنس للعرب وأدعى للقبول ، وأبلغ في الحجة عليهم وأظهر لوجه إعجازه . ، لأن القرآن تحداهم بأن يأتوا بسورة مثل سوره كما سيأتي ، ولكن الآية أو الآيات كانت تنزل في وقت، وكان يفصل بين وقت و آخر زمن يكفي لأن تتهيأ نفوس المعارضته ، ، ولكنهم كانوا يعجزون رغم الفرصة الكافية التي كانت تسنح لهم ، وهذا من أعظم الدلائل على وجه إعجاز القرآن ، وخاصة إذا اعتبرت ان أكثر ما نزل في إبتداء الوحي إلى أن هاجر النبي من مكة إنما هو من قصار السور ،كما ان في نزول القرآن مفرقاً حكمة أخرى هي : إستدراج العرب وتصريف أنفسهم بأوامره ونواهيه على حسب النوازل والحوادث - فمن الحكمة ان يكون الدواء عند حدوث الداء - ليكون تحولهم عن أخلاقهم وعاداتهم بسهولة ويسر . فلو نزل عليهم القرآن دفعة واحدة لثقلت عليهم التكاليف ولنفرت قلوبهم عن قبول ما فيه من الأوامر والنواهي . ، قال تعالى : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) الفرقان :فقد كان الرسول امياً لا يقرأ ولا يكتب ، أما غيره من الرسل فقد كانوا كاتبين قارئين يمكنهم أن يضبطوا ما ينزل عليهم من الكتب جملة .
التحدي الذي أبداه القرآن في أن يأتي العرب أو غيرهم بمثله أو بسورة منه و عجزهم في ذلك لهو من أعظم الدلائل على أنه وحي إلهي ، ، وكان هناك شعراء فحول يحكمون بينهم. وهذه الفنون من القول إشتهرت بها العرب ، وكانت أسمى ميزاتهم الأمرين :
أولاً - ان حياة الصحراء تدعو إلى التأمل واثارة العواطف وإنماء الخيال ، والخطيب البليغ جاء القرآن الكريم أفصح كلاماً وأبلغ أسلوباً ومعنى ، ليجد السبيل إلى قلوب أهل الجزيرة العربية التي كانت مسرحاً للفوضى والاضطراب . وهو لا يستطيع أن يستولي عليها إلا إذا كان أقوى منها فيما هي قوية به بحيث يشعر أهلها بالعجز والضعف(ومن طباع النفس التي جبلت عليها انها متى خذلت وكان خذلانها من قبل ما تعده أكبر فخرها وأجمل صنعها وأعظم همها ، وأصابها الوهن في ذلك وضربها الخذلان باليأس فقلما تنفعها نافعة بعد ذلك أو تجزئها قوة أخرى فمن ثم لم تقم للعرب قائمة بعد أن أعجزهم القرآن من جهة الفصاحة التي هي أكبر أمرهم ومن جهة الكلام الذي هو سيد عملهم )
بهر الشعراء منهم فخرست ألسنتهم ، .وذهبت كل بلاغة في تياره . ، فأخذوا يحاربون الحق بالأوهام ، ، وهو سحر ، وهو أساطير الأولين ، وبالكهانة تارة أخرى . ولما كان من عادة العرب ان يتحدى بعضهم بعضاً في المساجلة بالكلام ،

وحكمة هذا التحدي وذكره في القرآن انما هي أن يشهد التاريخ في كل كل عصر بعجز العرب عنه وهم الخطباء الله والفصحاء اللسن حتى لا يجيء بعد ذلك فيما يجيء من الزمن مولد أو أعجمي كاذب أو منافق أو ذو غفلة فيزعم أن العرب كانوا قادرين على مثله وانه غير معجز .أما الطريقة التي سلكها القرآن في هذا التحدي فقد كانت مقصورة على طلبه من العرب أن يأتوا بمثل القرآن ،طلب القرآن منهم في هذه الآية إنشاء كتاب مثل القرآن ولذا نرى القرآن يخاطبهم بما ورد في سورة الاسراء من أنهم لن يستطيعوا ، بل ولن يستطيع الانس والجن مجتمعين أن يأتوا بمثله ، ولكن طالب بعشر سور كما جاء في سورة هود
فليأت هؤلاء بعشر سور من القرآن مختلقات - كما يدعون - وليستعينوا على
ذلك بجميع البلغاء، ولكن هؤلاء المرتابين عجزوا ، والجدير بالذكر ان الله جعل عجزهم عن الإتيان بمثل عشر سور من القرآن دليلاً على أنه من عنده ، . ثم مضى القرآن خطوة ثالثة، كما جاء في سورة البقرة ، وهذا نهاية التحدي
، ومن الصعب بل ومن المتعذر أن يصدر عن عاقل التزام كالذي التزمه وشرط كالذي شرطه على نفسه ، لغلبة الظن عند من له شيء من العقل أن الأرض لا تخلو من صاحب قوة مثل قوته، ، والعليم الخبير هو الناطق على لسانه « أي محمد » ، وقد أحاط علمه بقصور جميع القوى عن تناول ما استنهضهم له وبلوغ ما حثهم عليه . اقتضت حكمة الله أن تكون معجزة محمد من جنس ما اشتهر العرب بالنبوغ فيه لأن كل رسول تكون معجزته من جنس ما نبغت فيه أمته . ولما كان قوم فرعون أهل علوم رياضية وطبيعية واولي سحر وصناعة ، آتی الله رسوله موسى آيات كان العلماء والسحرة أعلم الناس بها بأنها من عند الله لا من كسب موسى ، فكانت معجزة موسى عصا انقلبت حية تسعى فلقفت كل حبال السحرة . .والحق يقال : ان معجزات الرسل السابقين الدالة على صدق نبوتهم هي وقائع تنقضي ، . ثم إن المعجزات توافق عقول تلك الأزمان التي كان فيها العقل في طور الطفولة . والآن بعد أن ترقى العقل وكثرت المعارف ودخلت الشبهات على الأديان ضعف تأثير هذه المعجزات على اتباع الأديان ، على أنه من عند الله فالقرآن هو الكتاب المعجز للبشر بهدايته وتشريعه وأسلوبه ومعانيه التي تتميز بخلودها وبقائها على الزمن ، . يقتنع بها كل ذي عقل سليم ولا يرفضها إلا كل مكابر معاند
انتفاء المراءاة عن سلوك النبي ﷺ
وهو أنه كان متظاه أما الفرض الرابع - . متظاهراً بتلك الخلال الكريمة والصفات القويمة رياء، فهو أوهى أمام النقد من الفرض الثاني لأن المراءاة لا تكون إلا الغرض، فإن حصل ذلك الغرض عاجلاً أو آجلاً لضعفت المراءاة، وشفت هما وراءها من التمويه، لأن نفس المرائي عادة لا تكون إلا نفساً منحطة يستطيرها بارق الأمل وتغريها أمارات النجاح فتنفضح. وقد ثبت أن محمداً عاش فقيراً ومات فقيراً لم يصب من الدنيا شيئاً مع أنها كانت طوع يديه، فلم يفترش الديباج ولم يكتس الحرير، ). وكان الرسول يكره أن يمدحه أحد في وجهه، ونهاهم عن إطرائه ). ولم يستبد بأمر، ويغلظ له في القول، فيهم أصحابه بزجره فيمنعهم. ، إنما أنا ابن امرأة من هاب فريش كانت تأكل القديد وقد كتب المؤرخ الأميركي (واشنجتون (أرفنج) في شخصية محمد فقال: هل كان ثرياً ؟ لا، بل كان فقيراً، كان له شأن في وطنه،. هل كان قوي النفوذ؟ نعم، فقد كانت أسرته تقوم بسدانة الكعبة وتتولى شؤون مكة، ، ولذا كان مركزه وما اتصف به من أخلاق كريمة يؤهلانه ليكون موضع الثقة. ولكن حينما دعا محمد إلى الإسلام اصطدم بأسرته وقبيلته، وجرّ على نفسه عداءها، فقد كان تحطيم الأوثان يقضي على سيطرة قريش على الكعبة وما تستفيده من قدوم الحجاج.لقي الرسول من أجل نشر الإسلام كثيراً من العناء، فقد شك الكثير في صدق دعوته، . فقد كان في الأربعين من عمره حينما نزل عليه الوحي، وحينما هاجر من مكة كان قد مضى ثلاثة عشر عاماً. فتحول من تاجر ثري إلى مهاجر معدم، وحينما وصل الرسول إلى المدينة المنورة لم يكن يفكر في القوة العظيمة التي كانت تنتظره، فقد كان تفكيره منصرفاً إلى بناء مسجد يستطيع أن يصلي فيه وينشر منه دعوته، وقد كان كل أمله أن ينشر الإسلام في جو من الهدوء والسلام
استحالة ادعائه النبوة كذباً
، فهو فرض لا يثبت أمام النقد، ، فاسد الفطرة، ومن كان كذلك كانت حياته كلها سلسلة جرائم وشبكة مآثم بعيدة عن الخير في كافة وجوهها، فهل كان في نشأة حياته من هذا الصنف من الناس ؟ أما شهد تاريخه بأنه كان من مكارم الأخلاق قبل النبوة بمكان كبير حتى سماه معاصروه الصادق الأمين، تأييد الله النبي ﷺ
أما الفرض السادس - بأن الله أيده ونصره مع اتصافه بهذه الصفات، فهو أضعف من كل الوجوه التي مرت وما أصدق ما قاله الكاتب الإنجليزي (توماس كارليس) في كتابه (الأبطال)،القد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب وأن محمداً خدا مزور، وأن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس) أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، ، كان الأولى بها أن لا تخلق».ويقول بعد ذلك: وهل رأيتم قط معشر الإخوان أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً وينشره؟ عجباً والله، إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب! فهو إذا لم يكن عليماً بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك، وليس جديراً أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرناً يسكنه مائتا مليون من الأنفس،رسالة محمد مصدرها الوحي الإلهي
أما الفرض الأول ـ وهو أنه اقتبس دينه من أحد الرهبان أو الأحبار ـ فهو فرضٌ ينقضه الواقع التاريخي من كافة الوجوه. وأنه كان نسطورياً من أتباع آريوس في توحيد الله.وللرد على هذا الادعاء الباطل نقول: إن كتب التاريخ والسيرة قررت أن محمداً لما خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام كان عمره تسع سنين، وقيل: اثنتي عشرة سنة، ، وليس في شيء منها أن محمداً سمع من بحيرا شيئاً من عقيدته ودينه، وقد سافر محمد مرة أخرى إلى الشام مع ميسرة خادم خديجة بنت خويلد، ، وكان له من العمر ٢٥ سنة إلا أنه لم ينفرد دون ميسرة وسائر تجار قريش لدراسة أو غيرها، بل لم يلبثوا إلا أياماً في بلدة بصرى باعوا فيها واشتروا وعادوا سريعاً.هذا ما ورد في الأخبار التاريخية عن صلة محمد بالراهب بحيرا التي لا نستشف من ورائها أي صلة فكرية تجمع بينهما. ولكن لندع هذا جانباً، وننظر إلى القضية من جانب آخر،السيرة النبوية والأحاديث الشريفة.ثانياً: لو ثبت ما يدعونه لا تخذه أعداؤه من المشركين شبهة يحتجون بها على أن ما يدعيه من الوحي قد تعلمه في الشام من النصارى واليهود. فالشبهة الوحيدة في هذا الباب التي أخذها عليه أعداؤه من قومه هي أنه كان يجتمع بجبر الرومي وكان يقرأ التوراة والكتب بلسانه. جبر هو حداد رومي، وكان نصرانياً أعجمي اللسان وهو صاحب كتب،ثالثاً: القرآن يشتمل على أكمل ما يعرفه رجال الدين في عصر محمد وبعد عصره، فقد اشتمل على أحكام وتشريعات لا يمكن أن تكون مستمدة من الراهب بحيرا وغيره، بل نرى القرآن يخالف العهدين القديم والجديد في ما يذكران من الحوادث التاريخية والدينية.رابعاً: القرآن نزلت آياته على حسب الحوادث والوقائع، وكانت مدة نزوله ثلاثة وعشرين عاماً، فلم يأت محمد بالقرآن جملة واحدة كالكتب المتعارف عليها، ينكب الأديب عليها فترة من الزمن ثم يقدمها للقراء بعد التنقيح وإمعان الفكر، وهذا مما ينفي أن يكون القرآن مستمداً من أحد، أو من ذاتية محمد، بل هو وحي إلهي أوحاه الله لمحمد . والتعلم لا يتم في السر وفي جلسة واحدة وجلسات بل لا يتم إلا إذا اختلف المتعلم إلى المعلم أزمنة متطاولة، ولو كان الأمر كذلك لاشتهر بين العرب أن محمداً يتعلم العلوم من فلان، وهذا ما لم يثبت تاريخياً.الإصلاح الذي حققه في قومه
وقد تمت على يدي محمد ﷺ أحداث ضخمة لا يعقل أن تتم إلا في خلال آماد طويلة، وعقب تطورات متتالية:
ومنها: قضاؤه على وثنية متوارثة منذ آماد طويلة،ومنها: إحداثه إصلاحاً اجتماعياً غير أخلاق العرب من جاهلية متخلفة وما تشتمل عليه من ضياع حقوق المستضعفين والانغماس في الشهوات الجسدية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية غير مفرقة بين الضعفاء والأقوياء. ، فما ظنك وقد تمت كلها على يدي رجل واحد هو: محمد ؟
هذه حوادث اجتماعية تحتاج إلى تعليل مقبول تطمئن إليه النفس، ، وكما أيده العقل المجرد عن الهوى، وإما فرض أنه ليس برسول، وأنه وصل إلى ما وصل إليه بالتدبير وحسن السياسة والدهاء كما يدعي بذلك أعداؤه.دحض شبهات عن نبوة محمد ﷺ
إن مال أحد إلى الفرض الثاني وهو أن محمداً ليس بنبي ناقشناه المساء
وقلنا له: ينبغي على فرضك هذا جملة أمور:
١ - أنه اقتبس دينه من أحد الرهبان أو الأحبار.٢ - أنه كان يجيد القراءة والكتابة وأنه اقتبس دينه من الشرائع السابقة.ـ أنه كان يتظاهر بما كان متصفاً به من الأخلاق والعبادة رياء، وأنه استطاع أن
يثبت على هذا الرياء طول حياته.ه - أنه استطاع أن يُخفي هذا الكذب والرياء عن كل فرد حتى أخص أصحابه



  • أن الله أيده ونصره مع اتصافه بهذه الصفات..أمية النبي محمد ﷺ
    ،
    .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

الصناعات التقلي...

الصناعات التقليدية هي إنتاج حضاري لآلاف السنين من التفاعل الحي بين المجتمعات المحلية بما تحمله من رؤ...

An AIS can help...

An AIS can help Global Hotel Management attain productivity and financial performance. Financial ana...

دخل محمد في تما...

دخل محمد في تمام الساعة 7:35 دخل مع والدته وقالت المعلمة له صباح الخير وابتسم محمد وقال صباح النور و...

2/Sample of the...

2/Sample of the study
?Researchers can study large groups of people.Samples enable researchers to co...

ما هو الغذاء ال...

ما هو الغذاء الصحي؟ الغذاء الصحي هو طعام متوازن ومتنوع يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي...

وفقا للتجربة أظ...

وفقا للتجربة أظهرت بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية نتيجة إيجابية تجاه محلول مستخلص البذور، حيث ظه...

التطور التاريخ...

التطور التاريخي والعمراني لمدينة عمـان (منذ النشأة حتّى نهاية القرن العشرين) • الدكتور خليف مصط...

ا دوافع الاتصال...

ا دوافع الاتصال غير رسمي: * وجود حاجات ورغبات واتجاهات للأفراد يرغبون في إشباعها . *- إن التنظيم ا...

- محميات علبة ...

- محميات علبة الطبيعة بمحافظة البحر الأحمر:تقع محمية علبة الطبيعة فى الجزء الجنوبى الشرقى من الصحرا...

- الفصل الثاني ...

- الفصل الثاني : حق رئيس الجمهورية في استعمال الاوامر : اتجهت الكثير من دول العالم وفي ظل عدم استط...

مرحلة الطفولة ...

مرحلة الطفولة يقسم كثير من العلماء هذه المرحلة إلى ثلاث مراحل أساسية هي الرضاعة والطفولة المبكرة و...

وعْدُ بَلفُور ب...

وعْدُ بَلفُور بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وط...