Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

k5ْ†
:# >א
((+*ْ†YT#b
ذz
. אnl+A
وهذه الأركان الستة مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض والإيمـان ببعضـها
لَيس الْبِر أَنْ تولُّوا وجوهكُم قبلَ الْمشرِقِ والْمغرِبِ ولَكن الْبِر من آمـن
الْقُربى والْيتامى والْمساكين وابن السبِيلِ والسائلين وفـي الرقَـابِ وأَقَـام
والضراءِ وحين الْبأْسِ أُولَئك الَّـذين صـدقُوا وأُولَئـك هـم الْمتقُـونَ
كُلٌّ آمن بِاللَّه وملائكَته وكُتبِه ورسله لا نفَرق بين أَحد من رسـله وقَـالُوا ٨٠التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
٢٨٥وقال تعالى:يـا
أَيها الَّذين آمنوا آمنوا بِاللَّه ورسوله والْكتابِ الَّذي نـزلَ علَـى رسـوله
الآخرِ فَقَد ضلَّ ضلالاً بعيداً ]النساء:. ولأن المنظومة
مختصرة لا مجال فيها للبسط والإطناب فإنه أشار إلى بعض الأمور الكائنة في
اليوم الآخر منبهاً بذلك إلى الأمور الأخرى التي لم يتمكن من ذكرها مراعاة
للاختصار . فذكر منكراً ونكيراً، والميزان، وإخراج عصاة الموحدين من النـار
والشفاعة، وعذاب القبر . والإيمان باليوم الآخر ضابطه: الإيمان بكل ما أخبر االله به وما أخبر به
رسوله  مما يكون بعد الموت . ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بأشراط الساعة لأا أمـارات
قال تعالى:فَهلْ ينظُرونَ إِلاَّ الساعةَ
أَنْ تأْتيهم بغتةً فَقَد جاءَ أَشراطُها ]محمد: [١٨التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨١
وفي حديث جبريل قال: ))أخبرني عن الساعة، قال ما المسؤول عنها
( )١فالساعة لهـا
فالإيمان ذه العلامات من الإيمان باليوم الآخر. قال :
)عذاب القبر حق((، ولا تنكرن( ( لا) ناهية، و)تنكرن( من الإنكار وهو الجحد وعـدم
قلة علمك . الوجوه كما في الترمذي من حديث أبي هريرة: ))إذا قبر الميـت أو قـال
وللآخر الـنكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو عبـد االله
فيقولان: قد كنا
( )١تقدم )ص . (٦٩
١٣٧٢ومسلم برقم ). ثم يقال له نم، فيقولان: نم كنومـة
وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري، كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلـف
فيها أضلاعه فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه االله من مضـجعه ذلـك((، ()١
وسبب هذه التسمية لأما يأتيان على صورة منكرة لم يعهدها الإنسـان
ويسميان الفتانان؛ قبورهم. فالإيمان بالمنكر والنكير من الإيمان باليوم الآخر. الإمام أحمد: هل نقول المنكر والنكير أو الملكين؟ قال: ))المنكـر والـنكير
هكذا هو((. فالحديث صح في ذكر هذين الاسمين فيجب الإيمان ـذين الاسمـين
والمعتزلة الذين يحكمون عقولهم في الشرع يردون هـذا ولا يؤمنـون بـه
هذا بالعقل وهذا من غلبة الجهل وقلة العلم من هؤلاء بالشرع ولـذا قـال
ر
وهذا إشارة منه إلى أنه لا ينكر منكرا ونكير إلا الجاهل، أما العالم بالكتاب
ولـذا قـال
فالعلم: قال االله قال
( )١الترمذي برقم ) ، (١٠٧١التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨٣
رسوله  قال الصحابة. وجدل فإنه جاهل لا علم له . وما دينك ومن نبيك . ولذا من الأمور المهمة نشر هذه الأصول الثلاثة بين
من نصيحة الإمام محمد بن عبد الوهاب للأمة تأليفه لرسالته الجليلة الأصول
وعلى ضوء جواب الإنسان على هذه الأسئلة وتثبيت االله له
ينعمون . علَيها غُدواً وعشياً ويوم تقُوم الساعةُ أَدخلُوا آلَ فرعونَ أَشد الْعذَابِ
غافر: [ ٤٦فهم الآن يعذبون في القبر يومياً إلى قيام الساعة وهذا حال كل
كافر باالله، أما أهل التوحيد ممن هم عصاة وأهل كبائر ليس تعذيبـهم في
القبر كتعذيب الكافر وإنما يعذبون على قدر كبائرهم. منعم في قبره . ولا يجوز إنكار عذاب القبر ونعيمه بالعقل والمنطق والتجارب، خاصة
منكر ونكير إشارة إلى أنَّ القبر وما فيه هو أول منازل الآخرة وأنَّ من مات
قامت قيامته، والمؤمن يؤمن ذا وبكل ما يكون بعده؛ وهو قرن ينفخ فيه والموكول به إسرافيل. ونفخة الصعق ونفخة القيام، وكلها ذكرت في القرآن:ويوم ينفَخ في الصورِ فَفَزِع من فـي
٨٧ونفخ في الصورِ فَصعق من في السماوات ومن في الأَرضِ
إِلاَّ من شاءَ اللَّه ثُم نفخ فيه أُخرى فَإِذَا هم قيام ينظُرونَ ]الزمر: [٦٨
ينفخ فيقومون لرب العالمين وفي الحديث أن بينهما أربعـين . ولا يـدرى
أربعين ماذا؟ وجاء في وصف قيامهم بأنهم: ))يقومون حفاة عراة غرلاً((. ()١
ويحشرون كلهم من أولهم إلى آخرهم يجمعون على صعيد واحدويـوم
نسير الْجِبالَ وترى الأَرض بارِزةً وحشرناهم فَلَم نغادر منهم أَحـداً
[٤٧
وكذلك الإيمان بدنو الشمس من الخلائق وتفاوت الناس في العـرق
وكذلك الإيمان بالدواوين ومجيء الرب لفصـل القضـاء والإيمـان
وجوب الإيمان بالملائكة عموماً وبأسمائهم ووظائفهم وأوصافهم وأعدادهم
بل الإيمان
ولا الحوض والميزان إنك تنصح( أي ولا تنكرن جهـلاً الحـوض
المورود والذي أعده االله لنبيه ولأمته . وماءه أحلى من العسل، المسك، وعدد كيزانه عدد نجوم السماء، من شرب منه شـربة لم يظمـأ
()١
وأحاديث الحوض متواترة كما ذكر ذلك السيوطي وغيره وذكر أنـه
مروي عن خمسين صحابيا . ( )٢وفي
محمول على من ارتد عن الإسلام ومات مرتدا، ٦٥٧٩ومسلم برقم ). ( )٢أخرجه الترمذي برقم ) ، ٢٤٤٣وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ). ١٥٨٩
( )٣أخرجه البخاري برقم ) ، ٦٥٨٢ومسلم برقم ). الروافض هذا الحديث على صحابة النبي ، هم المعنيون ذا الحديث؛ لأن الصحابة لم يغيروا ولم يحدثوا بعده كما قـال
تعالى:من الْمؤمنِين رِجالٌ صدقُوا ما عاهدوا اللَّه علَيه فَمنهم من قَضـى
وحرفوا هم الروافض حتى إم حرفوا القرآن وزادوا فيه وأنقصوا. فهم رموا
إلا جاهل بالحديث. والميزان( أي: ولا الميزان فإن من الإيمان باليوم الآخــر الإيمـان
السيئات . ومن ذلك حديث البطاقة. فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة(. وجاء في بعض الآثار: ))لـه
وأحاديث الميزان متـواترة، والقـرآن ملـيء
وهي موازين تزن بمثاقيل الذرفَمن يعملْ مثْقَـالَ
ومن يعملْ مثْقَالَ ذَرة شراً يره ]الزلزلة: . ٧، تحت هذا الإيمان بالدواوين وأخذ الكتاب باليمين أو بالشمال مـن وراء
ومن انقسام إلى فريقين فريق في
M)v*V. MH#t#. (k5†V* #دא>אb4:# >א
((*†YT#bذz.  “. אlA
وأنهم يخرجون على
هذه الهيئة التي ذكر وأنهم يطرحون على أار الجنة فيحيون بمائه وتعود لهم
وقد أخذ هذا رحمه االله من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضـي االله
تعالى عنه – قال قال رسول االله : ))أما أهل النار الذين هم أهلها فـإم
لا يموتون فيها ولا يحيون . إماتةً حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء م ضبائر ضبائر فبثـوا
على أار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم . تكون في حميل السيل(( فقال رجل من القوم كأن رسول االله  قد كـان
رواه مسلم، ( )١وقوله: ) ضبائر ( أي جماعات . (١٨٥ ٨٨التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيلقون في ر الحياء أو الحياة ـ شك مالك ـ فينبتون كما تنبت الحبةُ في
وقل يخرج االله العظيم بفضله( أي يخرجهم من النار وإنما هو فضـل
من االله وحتى إذنه للشافع فضل من االله وتشريف له أي للشافع. والفحم هو الجمر الطافي وهو أسود اللون . الفردوس( اسم من أسماء الجنة، الحديث، كحب حميل السيل( وفي بعض النسخ )كحبة حمل السيل( وهما بمعنى
واحد، صغير ينبت في الحشيش، ٢٢ومسلم برقم . (١٨٤
(٦٠التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨٩
وهكـذا الشـأن
يكون في هؤلاء المخرجين . يفيض، وأما المشركون الكفار فهم مخلدون في النار أبد الآبـدين، لا
يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذاا، كما قال تعالى:والَّذين كَفَروا لَهم نار جهنم لا يقْضى علَيهِم فَيموتـوا
وهم يصـطَرِخونَ
يتذَكَّر فيه من تذَكَّر وجاءَكُم النذير فَذُوقُوا فَما للظَّالمين من نصـيرٍ
فهذا شأن الكفار ومآلهم، فحكمهم عند أهل السنة أنهم تحت المشيئة إن شاء االله عذم وإن شاء غفر
لهم وإن أدخلهم النار فلا يخلدون فيها بل يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة
والبيتان يتضمنان الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون إنَّ مرتكب
الكبيرة مخلد في النار . ٩٠التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
وفي البيتين أيضاً إشارة إلى الجنة ونعيمها والنار وعذاا، والإيمانُ بذلك
وبكافَّة التفاصيل الواردة في الكتاب والسنة المتعلقة بالجنة والنار هـو مـن
الإيمان باليوم الآخر . NS#j
Oْ)Dْ) لא69:نzو
(X6>ˆOn
5+Kْ א"אQ/hS0F و
وإنَّ رسول االله( فيه الإيمان بالرسـول  وبجميـع خصائصـه، والرسول: هو من بعثه االله بوحيه الكريم وذكره الحكيم مبشراً ونذيراً وداعياً
إلى االله بإذنه وسراجاً منيراً . والمراد برسول االله هنا، أي محمد  خاتم النبيين وإمام المرسلين وقائد
صاحب المقام المحمود والحوض المورود الشافع المشفَّع صلوات
االله وسلامه عليه . للخلق( إشارة إلى الشفاعة العظمى التي تكون في عرصـات يـوم
القيامة والتي يغبطه عليها الأولون والآخرون، تكون لجميع الخلائق بأن يبدأ االله في حسام، وحديث الشـفاعة حـديث
متواتر قد ورد من عدة أوجه عن جماعة من أصحاب النبي  منهم أبو بكر
وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وأنس وحذيفة وغيرهم رضي االله تعـالى
ومن هذه الأحاديث ما رواه الشيخان من حديث أبي
هريرة ـ رضي االله تعالى عنه – قال قال رسول االله : ))أنا سيد الناس يومالتحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٩١
القيامة وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع االله الناس الأولين والآخرين في صـعيد
واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم
تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض علـيكم بـآدم
فيأتون آدم فيقولون له أنت أبو البشر خلقك االله بيده ونفخ فيك من
روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه
ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه اني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي
نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون يا نوح إنك
أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك االله عبدا شكورا اشفع لنـا إلى
ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا
على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون
إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي االله وخليله من أهل الأرض اشفع لنـا
يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات
فذكرهن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا
فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسـول االله فضـلك االله
برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن
قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبـوا ٩٢التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
إلى عيسى، فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول االله وكلمته ألقاها
نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط
ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غـيري
اذهبوا إلى محمد، وخاتم الأنبياء وقد غفر االله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنـا إلى
فأقول: أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل مـن أمتـك مـن لا
حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيمـا
مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى((. الشفاعات الواردة المختصة بالنبي  مثل شفاعته لأهل الجنة بدخول الجنـة
وشفاعته لعمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب، وشفاعته لأهل الكبـائر
ممن استحقوا دخول النار بأن لا يدخلوها، وهذه الشفاعة يشاركه فيها الأنبياء والصالحون والملائكة . ( )١البخاري برقم ) ، (١٩٤التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٩٣
وقل في عذاب القبر حق موضح( أي آمن وصدق بعذاب القبر. و القبر( مفرد جمعه قبور وأقبر، وهو من نعمة االله ومنته على بني آدم
أن هداهم لهذا الأمر تكريماً وإحساناً،


Original text

٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
)و5% +1ن{‹%fً@ bאو> %+{5א
M)v+V.,ْ א0
جא5DY0F)و
MH##.
دوس5
ْ אL
5  #+)/)
NS#j
Oْ)Dْ) لא69:
نz)و


و+1א ْ6ضوא ْ.xאن ((R +f
z
(k5ْ†
V+*ْ #د{א>אb+4
:# >א
((+*ْ†YT#b
ذz
. .
אnl+A
((X6>ˆOn
5+Kْ א"אQ/L0Fو


هذه الأبيات يتحدث فيها الناظم عن الإيمان باليوم ا لآخر الذي هـو
أحد أركان الإيمان الستة، وقد مر في الأبيات السابقة بعض هذه الأركـان
وهذه الأركان الستة مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض والإيمـان ببعضـها
يوجب الإيمان ببعضها الآخر والكفر ببعضها كفر بباقيها .
وقد جمع بين هذه الأركان في نصوص كثيرة من القرآن قال االله تعالى:
لَيس الْبِر أَنْ تولُّوا وجوهكُم قبلَ الْمشرِقِ والْمغرِبِ ولَكن الْبِر من آمـن
بِاللَّه والْيومِ الآخرِ والْملائكَة والْكتابِ والنبِيين وآتى الْمالَ علَى حبـه ذَوِي
الْقُربى والْيتامى والْمساكين وابن السبِيلِ والسائلين وفـي الرقَـابِ وأَقَـام
الصلاةَ وآتى الزكَاةَ والْموفُونَ بِعهدهم إِذَا عاهدوا والصابِرِين في الْبأْسـاءِ
والضراءِ وحين الْبأْسِ أُولَئك الَّـذين صـدقُوا وأُولَئـك هـم الْمتقُـونَ
]البقرة: ،[١٧٧وقال تعالى:آمن الرسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيه من ربه والْمؤمنـونَ
كُلٌّ آمن بِاللَّه وملائكَته وكُتبِه ورسله لا نفَرق بين أَحد من رسـله وقَـالُوا ٨٠التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
سمعنا وأَطَعنا غُفْرانك ربنا وإِلَيك الْمصير] البقرة: ،[٢٨٥وقال تعالى:يـا
أَيها الَّذين آمنوا آمنوا بِاللَّه ورسوله والْكتابِ الَّذي نـزلَ علَـى رسـوله
والْكتابِ الَّذي أَنزلَ من قَبلُ ومن يكْفُر بِاللَّه وملائكَته وكُتبِه ورسله والْيومِ
الآخرِ فَقَد ضلَّ ضلالاً بعيداً ]النساء:. [١٣٦
فالإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الدين، ومن لا يؤمن باليوم الآخر
لا يؤمن باالله . والناظم يتحدث هنا عن هذا الركن العظيم . ولأن المنظومة
مختصرة لا مجال فيها للبسط والإطناب فإنه أشار إلى بعض الأمور الكائنة في
اليوم الآخر منبهاً بذلك إلى الأمور الأخرى التي لم يتمكن من ذكرها مراعاة
للاختصار . وقد ذكر في هذه الأبيات الأربعة جملة من أمور يـوم القيامـة
فذكر منكراً ونكيراً، والحوض، والميزان، وإخراج عصاة الموحدين من النـار
والشفاعة، وعذاب القبر .
والإيمان باليوم الآخر ضابطه: الإيمان بكل ما أخبر االله به وما أخبر به
رسوله  مما يكون بعد الموت . وهذا من أجمع ما يكون في تعريف الإيمان
باليوم الآخر؛ لشموله لكلِّ ما يكون بدايةً من دخول القبر إلى افتراق الناس
إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير .
ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بأشراط الساعة لأا أمـارات
وعلامات على دنوها وقرب مجيئها . قال تعالى:فَهلْ ينظُرونَ إِلاَّ الساعةَ
أَنْ تأْتيهم بغتةً فَقَد جاءَ أَشراطُها ]محمد: [١٨التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨١
وفي حديث جبريل قال: ))أخبرني عن الساعة، قال ما المسؤول عنها
بأعلم من السائل، قال أخبرني عن أماراا، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن
ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان((. ( )١فالساعة لهـا
علامات كبرى تكون عند قرب قيامها، وعلامات صغرى تكون قبل ذلك .
فالإيمان ذه العلامات من الإيمان باليوم الآخر.
ثم الإيمان بالقبر وفتنته وعذابه ونعيمه، وأنَّ الناس يفتنون في القبور. قال :
))عذاب القبر حق((، ( )٢وقد كان يتعوذ منه دبر كلِّ صلاة .
)ولا تنكرن( ( لا) ناهية، و)تنكرن( من الإنكار وهو الجحد وعـدم
الإثبات .
)جهلاً( مفعول لأجله، أي لا تنكر وجودهما لأجل جهلك وبسـبب
قلة علمك .
)نكيرا ومنكرا( هذان ملكان من ملائكة االله زرق العيـون سـود
الوجوه كما في الترمذي من حديث أبي هريرة: ))إذا قبر الميـت أو قـال
أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر، وللآخر الـنكير،
فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو عبـد االله
ورسوله أشهد أن لا إله إلا االله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا
نعلم أنك تقول هذا، ثمَّ يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ثم ينور له
( )١تقدم )ص . (٦٩
( )٢أخرجه البخاري برقم ) ،(١٣٧٢ومسلم برقم ). (٥٨٤ ٨٢التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
فيه، ثم يقال له نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومـة
العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه االله من مضجعه ذلك،
وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري، فيقولان: قد
كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلـف
فيها أضلاعه فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه االله من مضـجعه ذلـك((، ()١
وسبب هذه التسمية لأما يأتيان على صورة منكرة لم يعهدها الإنسـان
وليس فيها أنس للناظرين، ويسميان الفتانان؛ لأمـا يفتنـان النـاس في
قبورهم. فالإيمان بالمنكر والنكير من الإيمان باليوم الآخر. وقد سأل رجل
الإمام أحمد: هل نقول المنكر والنكير أو الملكين؟ قال: ))المنكـر والـنكير
هكذا هو((.
فالحديث صح في ذكر هذين الاسمين فيجب الإيمان ـذين الاسمـين
والمعتزلة الذين يحكمون عقولهم في الشرع يردون هـذا ولا يؤمنـون بـه
ويقولون: لا يصح أن يقال عن بعض ملائكة االله أنه منكر ونكير فـأنكروا
هذا بالعقل وهذا من غلبة الجهل وقلة العلم من هؤلاء بالشرع ولـذا قـال
الناظم: )جهلاً( أي لا تنكرن يا صاحب السنة بسبب الجهل هذا الأمـ . ر
وهذا إشارة منه إلى أنه لا ينكر منكرا ونكير إلا الجاهل، أما العالم بالكتاب
والسنة فإنه يؤمن به .
والمعتزلة وإن كانوا أهل كلام فإنهم ليسوا أهل علـم. ولـذا قـال
أبويوسف: ))العلم بالكلام جهل والجهل بالكلام علم((. فالعلم: قال االله قال
( )١الترمذي برقم ) ،(١٠٧١وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم ). (١٠٧١التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨٣
رسوله  قال الصحابة. فالمتكلم وإن كان صاحب فصاحة وبيان ومنطق
وجدل فإنه جاهل لا علم له .
ثمَّ إنَّ هذين الملكين يأتيان العبد في قبره ويجلسانه ويسألانه من ربك
وما دينك ومن نبيك . ولذا من الأمور المهمة نشر هذه الأصول الثلاثة بين
الناس وتعليمهم إياها لأا أول ما يسأل عنها الإنسان في قبره . ولذا كان
من نصيحة الإمام محمد بن عبد الوهاب للأمة تأليفه لرسالته الجليلة الأصول
الثلاثة وأدلتها .وعلى ضوء جواب الإنسان على هذه الأسئلة وتثبيت االله له
من عدم تثبيته يكون الناس على قسمين قسم يعذبون في قبورهم وقسـم
ينعمون . وعذاب القبر حق، قال االله في حق آل فرعون:النار يعرضونَ
علَيها غُدواً وعشياً ويوم تقُوم الساعةُ أَدخلُوا آلَ فرعونَ أَشد الْعذَابِ
]غافر: [ ٤٦فهم الآن يعذبون في القبر يومياً إلى قيام الساعة وهذا حال كل
كافر باالله، أما أهل التوحيد ممن هم عصاة وأهل كبائر ليس تعذيبـهم في
القبر كتعذيب الكافر وإنما يعذبون على قدر كبائرهم. وأما المؤمن فإنـه
منعم في قبره .
ولا يجوز إنكار عذاب القبر ونعيمه بالعقل والمنطق والتجارب، خاصة
تجارب الملاحدة حيث قالوا: حفرنا القبور فلم نجد جنة ولا نارا ولم نـر
عذاباً ولا نعيماً، وليكن فإنَّ االله تعالى يقول في صفة المـتقين:ذَلـك
الْكتاب لا ريب فيه هدى للْمتقين .الَّذين يؤمنونَ بِالْغيـبِ ويقيمـونَ
الصلاةَ ومما رزقْناهم ينفقُونَ ]البقرة :٢ـ [ ٣أي: يؤمنون بكلِّ ما غاب
عنهم مما أخبرم به رسل االله عليهم السلام. ٨٤التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
ثمَّ إنَّ الناظم قد بدأ كلامه عن الإيمان باليوم الآخر بالكلام عن الملكين
منكر ونكير إشارة إلى أنَّ القبر وما فيه هو أول منازل الآخرة وأنَّ من مات
قامت قيامته، والمؤمن يؤمن ذا وبكل ما يكون بعده؛ فنؤمن بالنفخ بالصور
وهو قرن ينفخ فيه والموكول به إسرافيل. والنفخات ثلاث، نفخة الفـزع
ونفخة الصعق ونفخة القيام، وبعض العلماء جعلها نفختين، والصحيح أا
ثلاث، وكلها ذكرت في القرآن:ويوم ينفَخ في الصورِ فَفَزِع من فـي
السماوات ومن في الأَرضِ إِلاَّ من شاءَ اللَّه وكُـلٌّ أَتـوه داخـرِين 
]النمل: [، ٨٧ونفخ في الصورِ فَصعق من في السماوات ومن في الأَرضِ
إِلاَّ من شاءَ اللَّه ثُم نفخ فيه أُخرى فَإِذَا هم قيام ينظُرونَ ]الزمر: [٦٨
فينفخ في الصور النفخة الأولى فيفزع الناس ثم ينفخ فيه فيصـعقون ثم
ينفخ فيقومون لرب العالمين وفي الحديث أن بينهما أربعـين . ولا يـدرى
أربعين ماذا؟ وجاء في وصف قيامهم بأنهم: ))يقومون حفاة عراة غرلاً((. ()١
وكذلك الإيمان بالحشر أي حشر الناس في عرصات يوم القيامـة الله،
ويحشرون كلهم من أولهم إلى آخرهم يجمعون على صعيد واحدويـوم
نسير الْجِبالَ وترى الأَرض بارِزةً وحشرناهم فَلَم نغادر منهم أَحـداً
]الكهف:. [٤٧
وكذلك الإيمان بدنو الشمس من الخلائق وتفاوت الناس في العـرق
ومن يظلهم االله في ظله ومن لا يظلهم .
( )١أخرجه مسلم برقم ). (٢٨٥٩التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨٥
وكذلك الإيمان بالدواوين ومجيء الرب لفصـل القضـاء والإيمـان
بالصراط وكل ما جاء في الكتاب والسنة .
وفي ذكر الناظم للمنكر والنكير وتحذيره من إنكار وجودهما وإنكار
ما يقومان به من مهام بأمر االله  وهما ملكان من الملائكـة إشـارةٌ إلى
وجوب الإيمان بالملائكة عموماً وبأسمائهم ووظائفهم وأوصافهم وأعدادهم
الواردة في الكتاب والسنة إجمالاً فيما أجمل وتفصيلاً فيما فُصل، بل الإيمان
م ركن من أركان الإيمان وأصل من أصوله العظام .
)ولا الحوض والميزان إنك تنصح( أي ولا تنكرن جهـلاً الحـوض
المورود والذي أعده االله لنبيه ولأمته . وجاء وصف هذا الحوض في السـنة
: أنَّ ))طوله شهر وعرضه شهر، وماءه أحلى من العسل، وأطيب من ريح
المسك، وعدد كيزانه عدد نجوم السماء، من شرب منه شـربة لم يظمـأ
بعدها أبدا((. ()١
وأحاديث الحوض متواترة كما ذكر ذلك السيوطي وغيره وذكر أنـه
مروي عن خمسين صحابيا . وجاء في الحديث: ))لكلِّ نبي حوض((. ( )٢وفي
بعض الأحاديث ذكر  ))أن بعض الناس يذاد عن هذا الحوض فيقـول
النبي أصحابي أصحابي فيقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك((، ( )٣وهو
محمول على من ارتد عن الإسلام ومات مرتدا، ومن العجـب أن يحمـل
( )١أخرجه البخاري برقم ) ،(٦٥٧٩ومسلم برقم ). (٢٢٩٢
( )٢أخرجه الترمذي برقم ) ،(٢٤٤٣وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم ).(١٥٨٩
( )٣أخرجه البخاري برقم ) ،(٦٥٨٢ومسلم برقم ). (٢٣٠٤ ٨٦التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
الروافض هذا الحديث على صحابة النبي ، مع أنهم ومن على شاكلتهم
هم المعنيون ذا الحديث؛ لأن الصحابة لم يغيروا ولم يحدثوا بعده كما قـال
تعالى:من الْمؤمنِين رِجالٌ صدقُوا ما عاهدوا اللَّه علَيه فَمنهم من قَضـى
نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلُوا تبديلاً ]الأحزاب: .[٢٣وأما الذين بـدلوا
وحرفوا هم الروافض حتى إم حرفوا القرآن وزادوا فيه وأنقصوا. فهم رموا
الصحابة بما هم أهله. والشاهد أن الإيمان بالحوض المورود واجب ولا ينكره
إلا جاهل بالحديث.
)والميزان( أي: ولا الميزان فإن من الإيمان باليوم الآخــر الإيمـان
بالميزان الذي ينصب يوم القيامةونضع الْموازِين الْقسطَ ليومِ الْقيامة
فَلا تظْلَم نفْس شيئاً وإِنْ كَانَ مثْقَالَ حبة من خردلٍ أَتينا بِها وكَفَى بِنا
حاسبِين] الأنبياء: [ ، ٤٧فتوزن الأعمال والدواوين والأشـخاص . وهـو
ميزان حقيقي له كفتان يوضع على كفة الحسنات و يوضع علـى كفـة
السيئات . ومن ذلك حديث البطاقة. والشاهد فيه ذكر الكفتين وهو قوله
)فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة(. وجاء في بعض الآثار: ))لـه
لسان وكفَّتان((، وهو مروي عن ابن عباس ـ رضي االله تعالى عنـهما –
ذكره أبو الشيخ من طريق الكلبي، ويروى أيضاً عن الحسن، ولم يأت ذكر
اللسان في حديث مرفوع . وأحاديث الميزان متـواترة، والقـرآن ملـيء
بالآيات عن الميزان، وهي موازين تزن بمثاقيل الذرفَمن يعملْ مثْقَـالَ
ذَرة خيراً يره .ومن يعملْ مثْقَالَ ذَرة شراً يره ]الزلزلة: .[٧،٨ويدخلالتحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨٧
تحت هذا الإيمان بالدواوين وأخذ الكتاب باليمين أو بالشمال مـن وراء
الظهر، وما يتبع ذلك من نعيم أو عذاب، ومن انقسام إلى فريقين فريق في
الجنة وفريق في السعير .
M)vV., جאא5‘F)و
MH#t#.’دوس5
אL5 אc)/)
(k5†V* #دא>אb4:# >א
((*†YT#bذz. “.אlA


هذان البيتان يذكر الناظم رحمه االله فيهما أهل الكبائر مـن عصـاة
الموحدين الذين أدخلوا النار بسبب كبائرهم وذنوم، وأنهم يخرجون على
هذه الهيئة التي ذكر وأنهم يطرحون على أار الجنة فيحيون بمائه وتعود لهم
صحتهم وتزدان هيأم .
وقد أخذ هذا رحمه االله من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضـي االله
تعالى عنه – قال قال رسول االله : ))أما أهل النار الذين هم أهلها فـإم
لا يموتون فيها ولا يحيون . ولكن ناس أصابتهم النار بـذنوم فأماتتـهم
إماتةً حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء م ضبائر ضبائر فبثـوا
على أار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم . فينبتون نبات الحبة
تكون في حميل السيل(( فقال رجل من القوم كأن رسول االله  قد كـان
بالبادية . رواه مسلم، ( )١وقوله: ) ضبائر ( أي جماعات .
( )١مسلم برقم ). (١٨٥ ٨٨التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
وفي الصحيحين عنه ـ رضي االله تعالى عنه – قال قال رسول االله :
))يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول االله تعالى: أخرجوا مـن
كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسـودوا
فيلقون في ر الحياء أو الحياة ـ شك مالك ـ فينبتون كما تنبت الحبةُ في
جانب السيل ألم تر أا تخرج صفراء ملتوية((. ()١
)وقل يخرج االله العظيم بفضله( أي يخرجهم من النار وإنما هو فضـل
من االله وحتى إذنه للشافع فضل من االله وتشريف له أي للشافع.
)من النار أجسادا من الفحم( لأن النار أهلكتهم وأماتتهم وأحرقتهم
حتى صاروا فحما، والفحم هو الجمر الطافي وهو أسود اللون .
)تطرح( أي يلقون على النهر فالجار وارور في قوله )على النـهر(
متعلق بـالفعل المضارع )تطرح( .
)الفردوس( اسم من أسماء الجنة، ويطلق أيضاً على أعلى الجنـة وفي
الحديث، قال رسول االله : ))إذا سألتم االله الجنة فاسألوه الفردوس فإنـه
أعلى الجنة ووسط الجنة وفوقه عرش الرحمن((. ()٢
)كحب حميل السيل( وفي بعض النسخ )كحبة حمل السيل( وهما بمعنى
واحد، و)الحب (بالكسر هو بزور الصحراء مما ليس بقوت، وقيل هو نبت
صغير ينبت في الحشيش، وأما )الحَبة( بفتح الحاء فهي ما يزرعـه النـاس،
وحميل السيل أي: الذي يحمله السيل؛ لأنَّ السيل إذا جاء حمل معه البذور ثم
( )١البخاري برقم ) ( ، ٢٢ومسلم برقم . (١٨٤
( )٢تقدم )ص. (٦٠التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٨٩
يلقيها على جنبتيه ثم تحيى هذه البذور وتنبت بماء السيل، وهكـذا الشـأن
يكون في هؤلاء المخرجين .
)إذ جاء يطفح( أي: إذ جاء ذلك السيل يعني وقت مجيئه )يطفح( أي
يفيض، يقال طفح الإناء أي: امتلأ وارتفع الماء فيه .
وهؤلاء الذين ضرب لهم هذا المثل هم من أهل الكبائر والعظائم فيمـا
دون الشرك، وأما المشركون الكفار فهم مخلدون في النار أبد الآبـدين، لا
يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذاا، ولا يخرجون منها أبـداً
كما قال تعالى:والَّذين كَفَروا لَهم نار جهنم لا يقْضى علَيهِم فَيموتـوا
ولا يخفَّف عنهم من عذَابِها كَذَلك نجزِي كُلَّ كَفُورٍ. وهم يصـطَرِخونَ
فيها ربنا أَخرِجنا نعملْ صالحاً غَير الَّذي كُنا نعملُ أَولَم نعمـركُم مـا
يتذَكَّر فيه من تذَكَّر وجاءَكُم النذير فَذُوقُوا فَما للظَّالمين من نصـيرٍ
]فاطر: ، . ٣٧[ ٣٦
فهذا شأن الكفار ومآلهم، وأما مرتكبو الكبائر وعصـاة الموحـدين
فحكمهم عند أهل السنة أنهم تحت المشيئة إن شاء االله عذم وإن شاء غفر
لهم وإن أدخلهم النار فلا يخلدون فيها بل يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة
أرحم الراحمين.
والبيتان يتضمنان الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون إنَّ مرتكب
الكبيرة مخلد في النار . ٩٠التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
وفي البيتين أيضاً إشارة إلى الجنة ونعيمها والنار وعذاا، والإيمانُ بذلك
وبكافَّة التفاصيل الواردة في الكتاب والسنة المتعلقة بالجنة والنار هـو مـن
الإيمان باليوم الآخر .
NS#j
Oْ)Dْ) لא69:نzو


(X6>ˆOn
5+Kْ א"אQ/hS0F و


)وإنَّ رسول االله( فيه الإيمان بالرسـول  وبجميـع خصائصـه،
والرسول: هو من بعثه االله بوحيه الكريم وذكره الحكيم مبشراً ونذيراً وداعياً
إلى االله بإذنه وسراجاً منيراً .
والمراد برسول االله هنا، أي محمد  خاتم النبيين وإمام المرسلين وقائد
الغر المحجلين، صاحب المقام المحمود والحوض المورود الشافع المشفَّع صلوات
االله وسلامه عليه .
)للخلق( إشارة إلى الشفاعة العظمى التي تكون في عرصـات يـوم
القيامة والتي يغبطه عليها الأولون والآخرون، وهذه الشفاعة من الرسول 
تكون لجميع الخلائق بأن يبدأ االله في حسام، وحديث الشـفاعة حـديث
متواتر قد ورد من عدة أوجه عن جماعة من أصحاب النبي  منهم أبو بكر
وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة وأنس وحذيفة وغيرهم رضي االله تعـالى
عن الصحابة أجمعين، ومن هذه الأحاديث ما رواه الشيخان من حديث أبي
هريرة ـ رضي االله تعالى عنه – قال قال رسول االله : ))أنا سيد الناس يومالتحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٩١
القيامة وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع االله الناس الأولين والآخرين في صـعيد
واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم
والكرب مالا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون ما قد بلغكم ألا
تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض علـيكم بـآدم
فيأتون آدم فيقولون له أنت أبو البشر خلقك االله بيده ونفخ فيك من
روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه
ألا ترى إلى ما قد بلغنا فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه اني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي
نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون يا نوح إنك
أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك االله عبدا شكورا اشفع لنـا إلى
ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا
لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوـا
على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون
إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي االله وخليله من أهل الأرض اشفع لنـا
إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم
يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات
فذكرهن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا
إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسـول االله فضـلك االله
برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن
ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثلـه وإني
قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبـوا ٩٢التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
إلى عيسى، فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول االله وكلمته ألقاها
إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا ألا ترى إلى مـا
نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط
ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غـيري
اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمداً فيقولون يا محمد أنـت رسـول االله
وخاتم الأنبياء وقد غفر االله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنـا إلى
ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي
عز وجلَّ ثم يفتح االله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على
أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي
فأقول: أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل مـن أمتـك مـن لا
حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيمـا
سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من
مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى((. ()١
ويدخل في عموم قول الناظم: )للخلق شافع( الإيمان بجميـع أنـواع
الشفاعات الواردة المختصة بالنبي  مثل شفاعته لأهل الجنة بدخول الجنـة
وشفاعته لعمه أبي طالب بأن يخفف عنه العذاب، وشفاعته لأهل الكبـائر
ممن استحقوا دخول النار بأن لا يدخلوها، ومن دخلها منهم بأنْ يخـرج
منها، وهذه الشفاعة يشاركه فيها الأنبياء والصالحون والملائكة .
( )١البخاري برقم ) ،(٤٧١٢ومسلم برقم ). (١٩٤التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية ٩٣
)وقل في عذاب القبر حق موضح( أي آمن وصدق بعذاب القبر.
)و القبر( مفرد جمعه قبور وأقبر، وهو من نعمة االله ومنته على بني آدم
أن هداهم لهذا الأمر تكريماً وإحساناً، قال االله تعالى:ثُم أَماته فَـأَقْبره
]عبس: [٢١أي: جعل له قبراً يوارى فيه بدنه إكراماً له وتفضلاً عليـه، ولم
يجعله ممن يلقى على وجه الأرض فيتعفَّن ويتأذى منـه النـاس أو تأكلـه
الوحوش والطيور والسباع .
)موضح( أي موضح في الكتاب والسنة، ولذا يجب على كل مسلم أن
يقول عذاب القبر حق، والأدلة على أنَّ عذاب القبر حق من الكتاب والسنة
كثيرة، قال االله تعالى عن آل فرعون:النار يعرضونَ علَيها غُدواً وعشـياً
ويوم تقُوم الساعةُ أَدخلُوا آلَ فرعونَ أَشد الْعذَابِ ]غافر:. [٤٦
وعن عائشة رضي االله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عـذاب
القبر فقالت لها أعاذك االله من عذاب القبر فسألت عائشة رسول االله  عن
عذاب القبر فقال: ))نعم عذاب القبر حق(( قالت عائشة رضي االله عنها: فما
رأيت رسول االله  بعد صلى صلاة إلا تعوذ مـن عـذاب القـبر. رواه
البخاري. ( )١وفي رواية لأحمد ))أيها الناس استعيذوا باالله من عذاب القـبر
فإنَّ عذاب القبر حق((. ()٢
( )١تقدم )ص. (٦١
( )٢أحمد في المسند برقم ). (٢٥٠٢٥ ٩٤التحفة السنِية شرح المنظومة الحائية
وعن أبي هريرة ـ رضي االله تعالى عنه ـ قال قال رسـول االله :
))إذا تشهد أحدكم فليستعذ باالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك مـن
عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شـر فتنـة
المسيح الدجال (( رواه مسلم


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

F, and generati...

F, and generations عندما قام مندل بزراعة البذور الناتجة عن تلقيح نبات أصفر البذور مع نبات أخضر البذو...

يعتبر الصوت الل...

يعتبر الصوت اللغوي اللينة الأساسية في تشكيل النظام العام لأي لغة، وأي دراسة تهدف إلى تحليل اللغة وال...

اللمس والحركة ه...

اللمس والحركة هي أفضل طريقة للمتعلمين عنطريق اللمس للتعلم. غالبا ما يشاركون في المظاهرات ويكتبونويبن...

عاش الطيار وحيد...

عاش الطيار وحيداً ولا يجد من يتحدث معه حديثاً جدياً.. وفي يوم من الأيام تعطلت طائرته فاضطر للهبوط في...

ختامًا: مرحلة ا...

ختامًا: مرحلة المراهقة مرحلة نمو وتطور هامة في حياة الفرد، وتُعدّ هذه المرحلة مليئة بالتحديات والتغ...

صائص دراسة الجد...

صائص دراسة الجدوى: نوف وصل الله الثمالي ٤٤٠٠٥٤٠٢ 1 دراسة الجدوى هي وسيلة او اداة يتم الاعتماد عل...

تسمى النقطة الف...

تسمى النقطة الفعلية التي يلتقي فيها نوعا البطانة الطلائية بنقطة الاتصال الحرشفي العمودي. ومع طروء تغ...

: فهي لا تتكون ...

: فهي لا تتكون من فعل واحد فقط وإنما يشترط لقيامها تكرار الفعل أكثر من مرة ، لأن الفاعل لا يعاقب فيه...

При разборе дан...

При разборе данного вопроса необходимо выяснить последствия мирового экономического кризиса 1929-193...

طوّرُ الذّكاءُ ...

طوّرُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ بوتيرةٍ سَريعـةٍ، واستخدامُهُ في الصِّناعاتِ المُختلفـةِ على وَشكِ أَنْ ي...

KEYWORDS Clini...

KEYWORDS Clinical aromatherapy Clinical management Best practice model History Theoretic framework...

الخصائص المورفو...

الخصائص المورفولوجية للصحراء الشرقية تقع بين وادي والدلتا في الغرب والبحر األحمر وخليج السويس وقناة...