Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (18%)

فقال أن المعلومات النفسية التي تزودنا بها هذه الرواية أقل بكثيـر مـن المعلومات النفسية التي نحصل عليه من مؤلفات العالم النفساني فرويد".
فإذا كان الأدب العربي يصور الحياة فإنه في الوقت نفسه ليس صورة لنا فالعمـل الأدبي لا يمكن أن يكون إلى صورة لنفسه فقط، وذلك بما فيها من مشاعر وخبرات مختلفة تشكل المادة الخام التي يصوغ منها الفنـان عملـه الأدبـي،
وهي أحاسيس تختلف كل الإختلاف عن تلـك التي تزودنا بها الحياة، بـل يسـتمد أهميته وكيانه من تفاعله مع غيره من عناصر المسرحية لتحقيق هدف معين. ويخلص رشاد رشدي في هذا إلى رأي ريتشاردز حين يقول:" إن الهدف-القيمة الشعرية- لا يتحقق له عن طريق إستخدامه للألفاظ والصور وغيرها من عناصـر القصيدة إستخداما معينا في إطار أو شكل معين يستطيع به أن ينقل إلى القـارئ حالتـه الذهنية، وهذه الحالة وهذا الشعور لا يأتي عن طريق الموضوع ذاته بل عن طريق الشكل الذي تتخذه الخبرة في نفس الفنان وهو الشكل الذي ينتقل للقارئ عن طريق العمل الأدبي الفني. وإنما يمكن معناه في أنـه تجربة ما محسوسة أو متخليه تتجلى في شبكة معقـدة مـن الأحـداث أو الأحاسـيس أو الإنطباعات أو التأملات التي توظف إمكانات اللغة جميعا من مجازر وتصوير وغمـوض وإيقاع وقافية وتكرار أو رمز إيحاء وغير ذلك لتبدو هذه الأساليب في شـكل مـؤثرات ودوال على التجربة،
ويصف رشاد رشدي الشكل الفني بقوله:" إن العمل الفني إنما هو بمثابـة الـرداء الذي يكسو به الفنان هذه الأشكال الطبيعية فيكسيها فردية تمكنها من أن تثير في نفوسـنا إحساسا بها بغض النظر عن الرداد نفسه. والمضمون الذي تقوم عليه قصة ما لا قيمة له في نفسه وإنما في قدرته على تحسيم الشكل،


Original text

كانت العلاقة بين الشكل والمضمون من القضايا التي إهتم بها النقد الجديد إهتمامـا كبيرا وركز عليها رشاد رشدي في معظم كتاباته النقدية، وناقش من خلالها علاقة الأدب بالعلم وبالحياة، ولقد إرتهنت قيمة العمل الأدبي بما يحتوي عليه من مادة جديـدة، أي أن موضوعه أو مضمونه هو الهدف النهائي منه، ويستشهد رشاد رشدي في كتابه "مـا هـو الأدب؟" في فصل بعنوان (الشكل والمضمون) بأحد الكتاب المعاصرين الذي كتـب ذات مرة ينتقد رواية جيمس جويس المعروفة "بوليسيس" وهي من الأعمال الأدبية الكبرى فـي عصرنا الحديث، فقال أن المعلومات النفسية التي تزودنا بها هذه الرواية أقل بكثيـر مـن المعلومات النفسية التي نحصل عليه من مؤلفات العالم النفساني فرويد".

فإذا كان الأدب العربي يصور الحياة فإنه في الوقت نفسه ليس صورة لنا فالعمـل الأدبي لا يمكن أن يكون إلى صورة لنفسه فقط، بمعنى أنه لا يمكـن أن يزودنـا بشـيء خارج عن نطاقه لأن قيمة العمل الأدبي ليست فيما يمدنا به مـن معلومـات أو خبـرات مطلقة بل الأثر المعين الذي يحدثه في نفوسنا كما هو كاملا محددا كمـا أبدعـه الفنـان . ويؤكد رشاد رشدي على أن الحياة هي الأصل التي نشأ عنه العمل الأدبي، وذلك بما فيها من مشاعر وخبرات مختلفة تشكل المادة الخام التي يصوغ منها الفنـان عملـه الأدبـي، وبالتالي لا تبقى عناصر الحياة كما كانت بعد عملية الإبداع والتشكيل الفني، فهي تمتـزج وتتفاعل تفاعلا من شأنه أن يحيلها إلى شيء يختلف في طبيعته وفي أثره علينا عن نفـس هذه العناصر كما نعرفها في الحياة.


إن العمل الأدبي ليس مجرد ترجمة للحقائق الموجودة في الحياة والخارجـة عـنحدوده هو نفسه، فعلى الرغم من أن هذه الحقائق كانت السبب في إتجاه العمـل الأدبـي ذاته، فإنها تعد نفس الحقائق بعدما اندمجت وتفاعلت وكونت العمل الأدبي ولذلك تـرفض مدرسة النقد الجديد أي تشابه بين الحياة والعمل الأدبي ذلك أن الإحساس الذي يزودنا بـه العمل الأدبي يختلف عن الإحساس الذي تزودنا به الحياة.

ويدل رشاد رشدي على هذه المسرحية (عطيل) لشكسبير التـي تجسـد أحاسـيس التعبير المرتبطة ببطلها وبقية الشخصيات، وهي أحاسيس تختلف كل الإختلاف عن تلـك التي تزودنا بها الحياة، وذلك مهما تشابهت ظروف الحياة مع أحداث مسرحية (عطيـل )، بل إننا إذا حاولنا أن ننقل المسرحية بطريقة أو بأخرى كأن نلخصها أو أن نرويها فلابـد أننا نستطيع أثرها الذي سعى الفنان إلى تجسيده لأننا بذلك ننقلها من محيط الفن إلى محيط الحياة. أي أننا نحطم شكله الفني أو نتجاهله جديا وراء مضمونه، لكن بهذه المحاولة تفقد المضمون أيضا ونتكلم عن شيء ليس له علاقة حقيقية بالعمل الفني.

ويستشهد رشاد رشدي أيضا بمسرحيات شكسبير الذي إستعار مادتها من الأساطير والقصص المعروفة في زمانه، فالمضمون فيها ليس جديدا على الإطـلاق، بـل يسـتمد أهميته وكيانه من تفاعله مع غيره من عناصر المسرحية لتحقيق هدف معين.

ويستند رشاد رشدي في رأيه لأهمية الشكل والتي يقول فيها: أن الإنسـان تتملكـه نزعات مختلفة تتطلب التعبير أو التفنين العملي الملائم لها، فيرتب على ذلـك أن يعـوق بعضها بعضا، ويخلص رشاد رشدي في هذا إلى رأي ريتشاردز حين يقول:" إن الهدف-القيمة الشعرية- لا يتحقق له عن طريق إستخدامه للألفاظ والصور وغيرها من عناصـر القصيدة إستخداما معينا في إطار أو شكل معين يستطيع به أن ينقل إلى القـارئ حالتـه الذهنية، وهي حالة تناسقت فيها المشاعر تناسقا واضحا فإذا ما انتقلت إلى القارئ إنتقـلمعها التوازن والإنسجام إلى قوى نفسه فتشفى منها ما كان عليلا أو مختلا".

وهذه الحالة وهذا الشعور لا يأتي عن طريق الموضوع ذاته بل عن طريق الشكل الذي تتخذه الخبرة في نفس الفنان وهو الشكل الذي ينتقل للقارئ عن طريق العمل الأدبي الفني.

وبذلك تكون الوظيفة الأساسية للشكل أن نصير في نفس القارئ رغبته طبيعية فإذا مهد الشاعر في نفس القارئ لحالة شعورية معينة كان لابد له أن يتبع ذلك بما يرضى هذه الحالة ويتبعها.

ويرى النقاد الجدد أن تقويم العمل الفني إعتمادا علـى موضـوعه فقـط، عمـل مرفوض كما لا يجوز أن نبحث عن الباحث الذي دعا الفنان إلى الإبداع، ثم نأخـذ فـي الحكم على العمل الفني إنطلاقا من السبب الذي دفعه إلى الإبداع وإنما يقوم بطريقه النقـد الموضوعي.

إن معنى العمل الأدبي، وفق النقاد الجدد لا يكمن في القضية التي يعالجها، فلـ يس مطلوبا منه البرهنة على قضية ما، وعلى نحو ما تفعل الفلسفة، وإنما يمكن معناه في أنـه تجربة ما محسوسة أو متخليه تتجلى في شبكة معقـدة مـن الأحـداث أو الأحاسـيس أو الإنطباعات أو التأملات التي توظف إمكانات اللغة جميعا من مجازر وتصوير وغمـوض وإيقاع وقافية وتكرار أو رمز إيحاء وغير ذلك لتبدو هذه الأساليب في شـكل مـؤثرات ودوال على التجربة، وعليه يرفض فكرة إنفصال الشكل عن المضمون، ولكنهم يحصدون مهمة الناقد في الكشف عن كيفية التجربة وأسلوبها الذين تراهما الحركة شيئا واحدا ممـا قادهم إلى تعميق فكرة وحدة الشكل والمضمون ووحدة الفهم والتقويم.


يقول آلن تيت في هذا السياق "أن الفكرة كلمة لا معنى لها، فلـيس شـيء إسـمهالفكرة بدون القصيدة، ومرة أخرى أقول: إن الفكرة لا تسيق أبدا القصيدة وتصنعها...لأن القصيدة هي التي تصنع الفكرة وتخلعها.

ويصف رشاد رشدي الشكل الفني بقوله:" إن العمل الفني إنما هو بمثابـة الـرداء الذي يكسو به الفنان هذه الأشكال الطبيعية فيكسيها فردية تمكنها من أن تثير في نفوسـنا إحساسا بها بغض النظر عن الرداد نفسه. والمضمون الذي تقوم عليه قصة ما لا قيمة له في نفسه وإنما في قدرته على تحسيم الشكل، وبذلك فالعمل الفني الذي يحتمل فصل شكله عن مضمونه لا بد أن جثة لإدراك فيها، والناقد الذي يسعى جاهـدا لتفسـير المضـمون منفصلا عن الشكل لا بد أن تتحول العملية النقدية التحليلية بين يديه إلى عملية قتل صريح للعمل الفني نفسه، فبدلا من أن يحول عناصره وتفاعلاته الحية فإته يجعل من أدوات الناقد أدوات لتشريح جثة هامدة.

ويدلل رشاد رشدي بمثال على ذلك بأننا حيث نقرأ قصيدة للشاعر إلبةت أو نسمع سيمفونية المرة بعد المرة، ولا نمل بل يزداد سرورنا كل مرة لأننا نعرف على القصـيدة أو السيمفونية أما الخبر أو المضمون فنقرؤه مرة فلا نعود إليه مرة أخرى مهمـا كانـت قدرته على إثارة التشويق والإندهاش في نفوسنا لأنه يعتمد على تحريك مشاعر المتلقـي وإعادة تشكيلها وصياغتها في شكل متناغم جميل لا توفره له الحياة ومن هنا كانت الجـدة التي لا تتقاوم مع الزمن هي التي تتمتع بها الأعمال الفنية الخالدة.

فالأديب لا ينقل إلينا خبرا أو مضمونا لا نعرفه أو نعرفه بل ينتقل إلينا إحساسا أو إتجاها معينا نحو شيء معين لا يمكن تحديده أو تعريفه لأنه لا ينفصل عن هذا الإحساس ومن هنا كان اهتمام النقد الجديد بالمعنى الكلي للعمل الأدبي، فمعنى هذا الأخير لا يتمثـلفي فكرة أو عاطفة، لأن المعنى لا يستقيم في جزء من أجزاء العمل الفني دون الأجـزاء الأخرى، بل في مجموع هذه الأجزاء وفي صلتها بعضها ببعض لأنها لم تركـب تركيبـا ميكانيكيا آليا بل هي كالعناصر العضوية في الجسم الحي، تتعاون جميعـا فـي تكـوين شخصيته.

كذلك يرى رشاد رشدي أن البحث عن المعنى في العمل الأدبي أدى إلـى خطـأ أساسي وهو الفصل بين المضمون والشكل يقول:" مما لا شك فيه أن الباحثين عن العمـل الفني من ناحية الموضوع، وهي نظرة محدودة خاطئة لأنه ليس هناك ما يمكن أن نسميه بالموضوع وليس هناك ما يمكن أن يسميه بالشكل عنصرين منفصلين في العمل الفنـي " فالشكل ليس بالوعاء الذي يحتوي الموضوع، والموضوع ليس بالمادة التي يحويها الوعاء وإنما الشكل والموضوع شيء واحد وهو العمل الفني الذي ينشأ الفنان فيه يثير الرغبة في نفسك ثم يشبعها إلى أن تنتهي من قدراته فينالك من التغير أكثر مما ينالك من أحداث...لا عن طريق الأفكار أو الحقائق أو المعاني التي نستخلصها منه بل عن طريق هذه الخبـرة التي لا يمكن أن تعادلها خيرة أخرى وهي ما نسميها بالخبرة الفنية.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

في عام 1628م وص...

في عام 1628م وصل روسو إلى جنوب شرق فرنسا ( مدينة أنسي ) والتقى البارونة الكاثوليكية الفرنسيّة فرانسو...

هدفت الدراسة إل...

هدفت الدراسة إلي تقييم دور التخطيط األستراتيجى للموارد البشرية على أداء العاملين بالبنوك العامة )ال...

#روى المؤرخون أ...

#روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى ال...

i ...

i . Jhaill dilus te ant) .?...

استخدمت المؤسسا...

استخدمت المؤسسات التعليمية المختلفة منذ نشأتها اللغة اللفظية في عملتي التعليم و التعلم, وانعكس ذلك ع...

Le mot « Pétrol...

Le mot « Pétrole est issu des deux mots latins Petra» et « oléum et signifié ...

SYSTÈME ÉCONOMI...

SYSTÈME ÉCONOMIQUE DE L'ISLAM -UNE INTRODUCTION- L'ISLAM fournit des conseils à ses adeptes dans tou...

- الموت. وفي ...

- الموت. وفي الواقع تميل الغالبية الساحقة من الباحثين إلى إدخال الكاتب في هيكل الجماعة الأدبية بعد...

القراءة هي رحلة...

القراءة هي رحلة استكشافية لعقولنا، تمنحنا الفرصة للتعرف على ثقافات جديدة وتوسيع آفاق الفهم والتفكير....

السلام عليكم ور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلا وسهلا بكم في لقاء جديد من لقاءات علم الاجتماع الريفي. اليوم سن...

شكلت النفس البش...

شكلت النفس البشرية وما يخالجها من عواطف وأحاسيس موضوعاً مهماً للأدب الرومنطقي، فهم يرسمون أشواق النف...

مرض صديقي زياد ...

مرض صديقي زياد قارب جرس المدرسة على أن يقرع وأنا واقف أنتظر صديقي زياد الذي لم يحضر، حتى قررتُ أن عل...