Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (26%)

كانوا قد أسهموا منذ قرون بجعلها مكاناً ثقافياً منفتحاً، أنه حي أشد هلاساً واختلاباً خداعاً بما لا يقاس من الأحياء الهوليودية التي يقطنها الأثرياء بنقصه الكامل للبنى التحتية. من الأولى أن نشدد على ابراز هذه العوامل قبل تحليل الخيارات التي اعتمدتها سياسة الشاه
حملة محو الأمية التي جرى تمجيدها والأطناب بها تعاكس
فعدد الأميين لم يتناقص، أصلا، بشكل محسوس. وقد يمثل هذا القانون أداة إضافية في أيدي الطبقات المتغربة، لكنه لم يمنع الشاه نفسه من استدعاء التقليد ليطرح عندما يشاء وكما يشاء، فضلا عن ذلك، وهو تحديداً، في الوقت نفسه، في غير ايران، قد يمكن لهذا الجيش أن يكون بمعنى ما، كما يمكن له أن يكون مستودعاً للملاكات والتقنيين الضروريين للتطور الصناعي في البلاد وأن يسمح لفئات اجتماعية جديدة بالتعلم وبالوصول الى مواقع ادارة الشؤون العامة، أو أن يلعب أيضاً دور الضامن للاستقلال الوطني . ولا يكفي للشعب أن يعرف بأن البلاد تملك من القدرة ما يؤهلها أن تحقق الأحلام الامبريالية الصغرى للأسرة الحاكمة - كالاشراف على الخليج الفارسي - حتى يرضى، أما الآلة القمعية التي ركبت ضد جميع من تقع عليهم شبهة عدم تأييد استهدافات التاج الامبراطوري فلا تتوقف مطلقاً عن العمل. ما الذي يبقى، إذ لا يسع الأسرة الحاكمة أن تقاطع النشاطات الدينية أو أن تزعجها بشكل فاقع. أداة لإذعان الجماهير قادر على صرفها الى مسائل أخرى، فهو، أنكر الشرعية نفسها لهذه الأسرة التي خانت روح الاسلام بقبولها لنمط الحياة الغربي. أصلاً، وحيث
إن الملتقين يجتمعون فيه، أي باعتبارهم مؤمنين يشاركون في المثال الواحد الأعلى، وهكذا انتهى الأمر، في ذلك، اللامبالاة . أساساً الى استنفار الجماهير في حركة من الاحتجاج من جهة أولى والى تعريف الهوية، في هذه الأشكال المفرطة التي تبلبل الرأي العام الغربي في عمق أعماقه، من جهة أخرى. كانت ولادتها بلا جدال في المدن، ذلك هو التفسير الذي نطلق عليه، فسيكون من الخطورة القصوى أن يمنعنا مجرد انطباع سطحي من إدراك الأهمية وحتى
من أجل ابراز
هو يؤكد، وبواجب
لكن هذا لا يحظر واقعية كبرى فيما يتعلق بالأهداف التي يتوجب إدراكها، فإن التجديدات والابتكارات المبتدعة، وهي ترتبط بمبدأ عام مقبول من الجميع، القرآن تحديداً. إن أهمية الأحداث الايرانية لا تكمن كذلك في تمجيد نظرية اسلامية تعتبر أساساً ممكناً لنموذج أصيل لتطور البلاد، إن التشديد يتجه، لينصب على الأرياف والزراعة، تقدم الأحداث الايرانية مظاهر جديدة فيما يتعلق بأساسها ومضمونها وليس فيما يتعلق بالطريقة التي تقدمت بها تلك الأحداث. وإذا كانت مقدماتها المنطقية المثالية تقليدية، قطعاً، ولم تستنفد في توازن جديد للقوى متماثل بشكل أساسي، مع سابقه، حتى الآن . نظراً لكونها لا تنطلق من على قاعدة نظرية ثورية بالمعنى التقليدي للعبارة فتغدو بالتالي قابلة للتصدير من شأن الحالة الايرانية بالفعل، فإذا كانت الشروط الموضوعية قد استغلت من أجل الثورة، على هذا المستوى ينبغي تنقية تحليلنا، والتمييز بين الجماهير والقادة، فعلا، وبدلاً من أن يعتبر الرأي العام الغربي هذه الظواهر كواحد من التجليات العديدة لصراع سياسي شرس جداً ما زال المخرج منه غامضاً، حتى أكثرها بداهة، بطريقة غير مباشرة تصلباً من قبل أولئك القابعين في المقابل. سواء تم، من أجل تبرير هذا الصراع. عن كثرة كثيرة من العوامل المختلفة عن المصالح المتعارضة للطبقات، يدفع الموقف الغربي فعلا،


Original text

( كانوا قد أسهموا منذ قرون بجعلها مكاناً ثقافياً منفتحاً، متسامحاً وانسانياً، إذ بها تصبح، طهران هذه، غاباً من اسمنت. فحركة السير فيها غارقة في الفوضى، كل شيء فيها مزيف، وما يقال عنه ثقافة ليس سوی تقلید سطحي مثير للسخرية، للأنماط الغربية. الأرياف تفرغ من أهاليها الجميع يتدفقون على طهران،


على هذا الجزء الجنوبي من المدينة التي تصبح غيتو هائلاً .


أنه حي أشد هلاساً واختلاباً خداعاً بما لا يقاس من الأحياء الهوليودية التي يقطنها الأثرياء بنقصه الكامل للبنى التحتية. ولكي نفهم لماذا قامت ثورة في طهران، وماذا كانت عليه هذه الثورة ، من الأولى أن نشدد على ابراز هذه العوامل قبل تحليل الخيارات التي اعتمدتها سياسة الشاه


الاقتصادية والاجتماعية .


وليس ذلك لأن هذه الخيارات لا تشكل، في النهاية السبب الأساسي لتطور الأحداث انما لكون ادراك هذه الخيارات يتم عبر تلك الصور من خلال ذلك العنف


الثقافي، تلك اللوثة الصاخبة المجنونة في تقليد الغرب،


ولاسيما أميركا، تقليد القرود.


إن خلو الأرياف من السكان والنزوح نحو طهران


يفضحان الأهداف الحقيقية للاصلاح الزراعي الذي لم يُنفذ


إلا من أجل الحصول على قدرات جاهزة للرساميل. كما أن


حملة محو الأمية التي جرى تمجيدها والأطناب بها تعاكس


الواقع الذي يدعي أصحاب النظام تعريفه بشكل تجريدي


معتبرين أن هذه الحملة هي التي يجب أن تكون ثقافة الشعب. فعدد الأميين لم يتناقص، أصلا، بشكل محسوس. والقانون الذي صدر بهدف إعاقة تعدد الزوجات، لم يكن له أي فعل على صعيد الشعب إذ يسهل الالتفاف عليه من جهة، ولا يتوافق، من جهة أخرى، مع ما تنتظره الجماهير النسائية وتتوقعه. وقد يمثل هذا القانون أداة إضافية في أيدي الطبقات المتغربة، لكنه لم يمنع الشاه نفسه من استدعاء التقليد ليطرح عندما يشاء وكما يشاء، زوجتيه الاثنتين، ولا من اتخاذ زوج رابعة بعدما أنجبت له الامبراطورة الوريث. ومن الممكن ايراد العديد الآخر من الأمثلة، بهذا الصدد .


إذا كان التحديث يرتدي في جميع البلدان، صيغة من المداورة مفرطة في تمغربها الى مالا حدود بحيث لا يعود هذا التحديث مفهوماً ومقبولاً من الجماهير، ففي ايران لا يبذل أي جهد لتكييف عملية التحديث. فضلا عن ذلك، هناك الجيش الذي يعتبر الأقوى والأحدث في الشرق الأوسط بعد جيش اسرائيل. وهو تحديداً، الذي يمثل، في الوقت نفسه، النقطة الأكثر هشاشة وتعرضاً للعطب ضمن النظام . في غير ايران، قد يمكن لهذا الجيش أن يكون بمعنى ما، عنصر عنفوان وطني. كما يمكن له أن يكون مستودعاً للملاكات والتقنيين الضروريين للتطور الصناعي في البلاد وأن يسمح لفئات اجتماعية جديدة بالتعلم وبالوصول الى مواقع ادارة الشؤون العامة، أو أن يلعب أيضاً دور الضامن للاستقلال الوطني . أما في ايران فإن ذلك كله مستحيل لأن الجيش ليس سوى الأداة التي يتحقق بواسطتها الاختراق الامبريالي الاميركي، بشكل مباشر وفعال. فملاكاته العليا تتكون في الخارج، بل غالباً ما تكون قيادته نفسها بين أيدي الولايات المتحدة. ثم أن التعقيد المصطنع المبالغ فيه بشأن الأسلحة لا يُستخدم إلا من أجل غايات القمع الداخلي أو من أجل خنق محاولات التحرر كالحرب الشعبية في ظفار بعمان . أما الموازنة العسكرية فتمتص جزءاً كبيراً لا يستهان به من المنتوج الوطني على حساب قطاعات أخرى حيث يمكن للدولة أن تمارس مبادرتها . ولا يكفي للشعب أن يعرف بأن البلاد تملك من القدرة ما يؤهلها أن تحقق الأحلام الامبريالية الصغرى للأسرة الحاكمة - كالاشراف على الخليج الفارسي - حتى يرضى، ويغتبط للدور الذي يرسم لجيشه . ذلك أن هذه التطلعات، تناقض، في نهاية المطاف، مصالح الأمة نفسها : وقد وعت القوات العسكرية هذا الأمر عندما اتحدت بالحركة الثورية ضد الشاه .


إن الحياة السياسية منعدمة الوجود كلياً، حتى عندما ينتظم سير العمل الشكلي للبرلمان. أما الآلة القمعية التي ركبت ضد جميع من تقع عليهم شبهة عدم تأييد استهدافات التاج الامبراطوري فلا تتوقف مطلقاً عن العمل.


ما الذي يبقى، اذن في البلاد ومن شأنه أن يمكن من التعبير والتنظيم ؟ يبقى الاسلام هنا وفي الأمكنة الأخرى التي قد تبدو فيها الظروف أقل مأساوية. إذ لا يسع الأسرة الحاكمة أن تقاطع النشاطات الدينية أو أن تزعجها بشكل فاقع. وربما اعتقدت في المدى الأقصى، بأن الاسلام قادر، بعد، على أن يشكل كما فعل في الماضي، أداة لإذعان الجماهير قادر على صرفها الى مسائل أخرى، قادر على أن يمثل تقليداً يدفع بالفقير الى القبول بحالته والى تحمل


تغطرس الغني .


لكن الأثر الصدمي الحاسم الذي ولده الاسلام في مثل السياق الايراني كان مغايراً تماماً لما توخته الأسرة الحاكمة . فهو، أولاً ، أنكر الشرعية نفسها لهذه الأسرة التي خانت روح الاسلام بقبولها لنمط الحياة الغربي. ثم أنه وفر. أمر أساسي - الأشكال الوحيدة الممكنة لتنظيم الشعب، وإن كان من شأن هذه الأشكال أن تصدم، قليلاً، عــوائـدنـا وفر - وهذا


الغربية .


في غياب كل حياة سياسية بالمعنى الذي نتعارف عليه، تصبح المساجد هي مكان التجمع. هنا راح يدور النقاش في الاقتصاد والحقوق في العدالة الاجتماعية والاستغلال. فالمسجد، بالتطابق مع التقليد، أصلاً، يؤدي دوره كمكان عام : فهو ليس كنيسة يجري فيها الاحتفال بطقس ما ولكنه المكان الذي يلتقي فيه الناس، وحيث


يجتمعون .
إن الملتقين يجتمعون فيه، بالطبع، بصفتهم مسلمين، أي باعتبارهم مؤمنين يشاركون في المثال الواحد الأعلى، في التراث الثقافي المشترك. وفي هذه المساجد، يتخذ رجال الدين الذي يملكون المعرفة الأعمق بهذه الثقافة وتلك المثل مواقعهم على رأس حركة الاحتجاج، بشكل طبيعي . وهكذا يغدو الاسلام رمزاً وراية، باسمه تجري المطالبة


بطريقة في الكينونة والوجود .


لقد جرى التشديد بالطبع على تميز المسلم بالنسبة لغير المسلم أي الغربي، وهكذا انتهى الأمر، في ذلك، الى حد اعتبار بعض المواقف وأوجه السلوك نموذجية في سياق التقليد الموروث، وهي التي كان قد أبدي حيالها، في الماضي ومن موقع التباهي، الكثير من التساهل وحتى من


اللامبالاة .


من خلال هذه السيرورة من التماثل / التعارض، التي هي بالفعل، بالجزء الأكبر منها، أمر جديد وحديث، انما جرى التوصل، أساساً الى استنفار الجماهير في حركة من الاحتجاج من جهة أولى والى تعريف الهوية، في هذه الأشكال المفرطة التي تبلبل الرأي العام الغربي في عمق أعماقه، من جهة أخرى. ومع ذلك، فإن الأوالية التي قادت الى هذا الوضع مفهومة تماماً. ففي ظل الافتقار للاستمرارية في النشاط السياسي، وفي ظل التمغرب القسري للبلاد، كان من الصعب على الأمور أن تجري بشكل مغاير. فحركة أكثر اعتدالاً، تقبل الاختلافات والفوارق والميول كان من شأنها أن تتحمل تأثير مجموعات أقلية صغيرة ستلحق بها تراثياً، هي كذلك، عدوى الاحتكاك بالغرب . لقد قلب الشاه بحركة جماهيرية شدت اليها جميع الفئات الاجتماعية، وعمت البلاد بأسرها، وإن


كانت ولادتها بلا جدال في المدن، لاسيما في طهران . ذلك هو التفسير الذي نطلق عليه، نحن الغربيين حكم التعصب أو الصرامة الدينية المتشددة المفرطة. ولكن، اذا لم يكن الأمر إلا كذلك، فسيكون من الخطورة القصوى أن يمنعنا مجرد انطباع سطحي من إدراك الأهمية وحتى


الواقعية لما جرى، حقاً، في ايران .


لقد استخدمنا حتى الآن، صيغاً معينة، كالاستمرارية الثقافية أو اللجوء الى التقليد الموروث، من أجل ابراز


وتقديم المقتضيات التي ربما كانت جديدة تماماً .


للمرة الأولى في العالم الاسلامي، يبدو أن أحداث ایران تشهد فعلاً على انعطاف حاسم يسجل بالعلامة


الدامغة قطعاً مع التقليد الموروث .


إنَّ للعنيانات (*) الاسلامية القليل من الأهمية ومثل الدستور الجمهوري الجديد نموذجي، بهذا معنى . هو يؤكد،


طبعاً، في مادته الثانية على أن :


الجمهورية الاسلامية نظام يستند الى الايمان بـ : (۱) إله واحد وسيادته الوحيدة المطلقة ، وبوصاياه ، وبواجب


الخضوع لأمره » .


لكن هذا لا يحظر واقعية كبرى فيما يتعلق بالأهداف التي يتوجب إدراكها، وبوسائل بلوغها. إن الرجعة الى هذه الآية أو تلك من آيات القرآن تمثل، هنا، لتبرهن على أن الثورة الفرنسية، أو النموذج الغربي، ليساهما، على الدوام،


الينابيع الوحيدة الممكنة للانصاف والعدالة .


علاوة على ذلك، فإن التجديدات والابتكارات المبتدعة، نسبة الى التجارب التقليدية في هذا الموضوع، عديدة جداً، وهي ترتبط بمبدأ عام مقبول من الجميع، القرآن تحديداً. غير أن البقاء ضمن هذي الحدود، والتشبث بهذا المعطى الخارجي والاستنتاج من خلاله بأن ذلك الدستور يكرس دون أي لبس حكومة اكليركية أصولية،


سيعني تبسيطاً للأمور حتى الحدود المتطرفة القصوى.


إن أهمية الأحداث الايرانية لا تكمن كذلك في تمجيد نظرية اسلامية تعتبر أساساً ممكناً لنموذج أصيل لتطور البلاد، رغم أن هذا المظهر يقدم آفاقاً مثيرة للاهتمام . إن التشديد يتجه، فعلاً، لينصب على الأرياف والزراعة، الأمر الذي يعتبر أساسياً في بلد ما يزال الفلاحون يشكلون أكثرية سكانه. وربما تضطلع، أخيراً، نظرية « الطريق الوسطى بين الرأسمالية والاشتراكية ( بابراز مضمون ملموس، رغم أن ذلك لن يكفي من أجل تعريف نموذج حقيقي لتطور أصيل .


تقدم الأحداث الايرانية مظاهر جديدة فيما يتعلق بأساسها ومضمونها وليس فيما يتعلق بالطريقة التي تقدمت بها تلك الأحداث. وإذا كانت مقدماتها المنطقية المثالية تقليدية، قطعاً، فلكونها تسمح باعطاء وجه معروف الى الجديد. فالدفعة الثورية التي بعثت على استنفار الجماهير ، لم تشكل فقط قوة لإحداث الصدمة، ولم تستنفد في توازن جديد للقوى متماثل بشكل أساسي، مع سابقه، كما كان الأمر يحصل على الدوام الى هذا الحد أو ذاك من التماثل،


حتى الآن .


إن للثورة الايرانية طاقة على التحريض تتخطى العالم الاسلامي، وهو الأمر الذي يجعلها نموذجية، نظراً لكونها لا تنطلق من على قاعدة نظرية ثورية بالمعنى التقليدي للعبارة فتغدو بالتالي قابلة للتصدير من شأن الحالة الايرانية بالفعل، أن تحتمل تطبيقات أو تأويلات بالغة الاختلاف


وهذا ما يجعلها مثيرة للهلع في أعين الغرب .


وبعبارات أخرى، فإذا كانت الشروط الموضوعية قد استغلت من أجل الثورة، فإن الاسلام خلق الشروط الذاتية الحمية الشعورية الفردية والجماعية، على حد سواء. على هذا المستوى ينبغي تنقية تحليلنا، والتمييز بين الجماهير والقادة، لاسيما فيما يتعلق بالمرحلة الراهنة من الثورة. وما خلصنا للتو، الى تأكيده يصح، فعلا، بالنسبة للجماهير، أما بالنسبة للقادة الذين مثلوا في نظر الجماهير الارادة الموحدة لمجموع الأمة فيبدو أنهم انساقوا أكثر فأكثر الى لعبة السلطة وغرب عن بالهم الجديد الذي تحدثنا عنه .


من الطبيعي، اذن أن يندرج عنصر الاسلام ضمن هذه الجملة من المسائل مع سلسلة كاملة من المظاهر السلبية التي لا شأن لها البتة بالتقليد ولا بحساسية الجماهير. وإذا كان مسلك القادة هو الذي يستقطب، مع ذلك، انتباه الرأي العام الغربي، فما ذلك إلا ليتلافي، بشكل أفضل، تحليل الأساس والعمق - نظراً لأنه يرتجي إعادة ايران الى دائرة نفوذه. وبدلاً من أن يعتبر الرأي العام الغربي هذه الظواهر كواحد من التجليات العديدة لصراع سياسي شرس جداً ما زال المخرج منه غامضاً، غير محدد، تراه يفضل إرجاع مسؤولية تلك الظواهر دفعة واحدة وبالجملة، الى نموذج مختلف من الدين والثقافة أدنى مرتبة بالتالي. ويعود الأمر مرة اضافية أخرى الى واحدة من عمليات الامبريالية الثقافية. هذا العجز عن معرفة اجراء التمييزات، وهذه الارادة في إنكار الأمور، حتى أكثرها بداهة، تبينان على وجه الخصوص، بطريقة غير مباشرة تصلباً من قبل أولئك القابعين في المقابل. إن الصراع من أجل السلطة سيتابع طريقه، سواء تم، في ذلك، اللجوء الى الاسلام أم لا ، من أجل تبرير هذا الصراع. وهو الصراع الذي يعبر في حقيقة الواقع، عن كثرة كثيرة من العوامل المختلفة عن المصالح المتعارضة للطبقات، عن الضغوطات الدولية، عن حضور القوى المعادية لتغيرات جذرية في داخل البلاد، عن تفلسف بعض العناصر من المثقفين الآخذين بالنزعة الأميركانية، عن نقصان المبادرة لدى التنظيمات التي تشهر انتسابها للماركسية، عن الصعوبات الاقتصادية، عن العجز عن التصدي الصريح لمسألة الأقليات الأتنية لاسيما مسألة الأكراد)، وأخيراً عن الحرب ضد العراق مع كل ما يترتب عنها من آثار وذيول .


مع الأسف، يدفع الموقف الغربي فعلا، بالجماهير الايرانية الى ألا تأبه للفوارق ولا تدركها، والى أن ترى في الاسلام خشبة خلاصها الوحيدة. وكل شيء ما يزال ممكناً بعد، الى يومنا هذا. وكلما نسب الغرب الى الاسلام خصائص ليست له، ومزايا لا تعود إليه، ووقائع كانت ستفسر بما هو أبسط بكثير لو جرى إرجاعها الى ظواهر أخرى، كلما استهوى ايران ( أو أولئك الذين يتحدثون باسمها ( الانجرار ، بالضبط ، الى القبول بهذه الرؤية الغربية للوقائع، والى رؤية الأمور، حقاً، وفق ما تقدمها، والى


اظهار الفخار والزهو بذلك .


وهكذا على هذا المنوال، تصبح الأصولية،


والتعصب، والعصبية تصرفات سلوكية ثابتة تتمتع بصفات الحق المكتسب. ولا يعود من الممكن أن تشفي الغليل تلك الفكرة القائلة أن هذه التصرفات السلوكية انما تنجم عن الاضطهاد الذي ما زال يرمي بثقله على البلدان المتخلفة، الممنوعة مرة اضافية أخرى من اتباع المجرى الطبيعي لتطورها، ومن أن تتردد ، وتفكر ، وتشك، وتأخذ الوقت


الكافي لتثبيت انتصاراتها .


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

بلغة الأرقام وب...

بلغة الأرقام وبالعقل والمنطق والتاريخ وكل مفردات المبالغة المتعارف عليها في عالم «صاحبة الجلالة»، سي...

رغم الأهمية الك...

رغم الأهمية الكبيرة و المعروفة لدور الإدارة , إلا أنه لا يو جد اتفاق صريح و أكيد بين الباحثين و الخب...

التعزيز العام و...

التعزيز العام ومعززاته لدى التلميذ: من أهم المعززات التي يمكن أن تؤثر في تحصيل التلميذ خبراته السابق...

In conclusion, ...

In conclusion, healthcare staff, particularly nurses, form the backbone of the healthcare system in ...

جاء الإسلام فمن...

جاء الإسلام فمنح المرأة حقوقا لم تكن تتمتع بها النساء في أي مكان في العالم وذلك بعد المكانة المزرية ...

في خليجنا العرب...

في خليجنا العربي ثمّة شخصيات سخرت نفسها بما أوتيت من علم للبحث والتنقيب والقراءة المتعمّقة في كل ما ...

نعم، محافظة ظفا...

نعم، محافظة ظفار هي وجهة سياحية رائعة في سلطنة عُمان. تقع في جنوب البلاد وتشتهر بطبيعتها الخلابة ومن...

تعتبر البلدية ا...

تعتبر البلدية المكان األول الذي يلتقي فيه المواطن بالدولة فهي لها صالحيات واختصاصات واسعة في مجال ال...

يف 18 حزيران/يو...

يف 18 حزيران/يونيو ،1970 عندما فاز املحافظون بالسلطة يف اململكة املتحدة استمروا يف انتقاد قرار حزب ا...

لم تغير السمكة ...

لم تغير السمكة خط سيرها ولا اتجاهها ابدا طوال تلك الليلة وأمسى الطقس باردا غياب الشمس فاخذ الكيس الذ...

In a randomized...

In a randomized and experimental study Yueh-Min Liu & Yi-Chou (2021) demonstrated the positive impac...

أنهى ابن عمي خط...

أنهى ابن عمي خطابه فأحسست بأن أدران نفسي قد اغتسلت وتطهرت قد مسح بعصاه السحرية ما كان عالقا بنفسي من...