Lakhasly

لعب الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة: طبيعته وسماته

تُعتبر مرحلة الطفولة المبكرة، من سن الثالثة إلى الخامسة، مرحلة مهمة تتشكل فيها شخصية الطفل. يلعب دورًا رئيسيًا في هذه المرحلة، ويتطور من كونها نشاطًا حسيًا حركيًا إلى أداة للرمزية والخيال.

في السنة الثالثة من عمره:

• يركز اللعب على الذات مع تفاعل قصير مع جماعة اللعب.
• يمارس ألعاب البناء والتركيب، ويتفاعل مع مواد مثل الطين والرمل والحصى.
• يتميز اللعب بالرمزية، حيث يبدأ الطفل بتمثيل أدوار الكبار.
• يهتم باللعب الحر، خاصةً بالسيارات والقطارات.
• يُفضل ألعاب الموسيقى والرسم والتلوين.

في السنتين الرابعة والخامسة:

• يزداد التفاعل الاجتماعي في اللعب.
• يبدأ اللعب بالتحول نحو الواقعية مع تقليل اللعب التخيلي.
• يمارس ألعاب الأدوار مع مجموعة أكبر من الأطفال.
• يُفضل الألعاب التي تُطور التوافق بين العين واليد، مثل البولنج.
• يهتم بألعاب البناء والإنشاءات، بما في ذلك استخدام أدوات النجارة تحت إشراف الكبار.
• يمارس اللعب الجماعي مع قواعد وأنظمة.
• يصبح أكثر قدرة على تمييز الواقع عن الخيال.

أهمية اللعب:

• يُساعد على تنمية شخصية الطفل من مختلف الجوانب.
• يوجّه سلوكه ويُثير تفكيره.
• يُساعد على اكتشاف قدراته ومشاعره.
• يُساهم في تنظيم البيئة المحيطة به.

مراحل رياض الأطفال:

• تهدف إلى إعداد الطفل للتعلم النظامي.
• تُقدم برامج مختلفة لتنمية مهارات الطفل.
• تركز على لعب الطفل بحرية وتلقائية.
• تُشجع على التفاعل الاجتماعي والتقليل من التمركز حول الذات.

أدوات اللعب:

• تُقدم مجموعة من الألعاب والأنشطة المُناسبة لكل مرحلة، بما في ذلك ألعاب البناء، اللعب بالماء والرمل، الألعاب الرياضية، أدوات الرسم والتلوين، والموسيقى.

الخلاصة:

يلعب دورًا أساسيًا في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يُساعد على تنمية شخصية الطفل ومهاراته. تُقدم رياض الأطفال بيئة مناسبة للعب والتفاعل الاجتماعي، وتوفر مجموعة من الألعاب والأنشطة لتنمية مختلف جوانب نمو الطفل.

الوحدة الثالثة
الفصل الثاني
لعب الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة - طبيعته وسماته
تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة، هي المرحلة النمائية التي تمتد من السنة الثالثة إلى السنة
الخامسة من عمر الطفل تقريباً. ويطلق على هذه المرحلة مرحلة ما قبل المدرسة أو
مرحلة رياض الأطفال". وهي مرحلة تربوية وتعليمية هامة ومتميزة لها أهدافها
وفلسفتها التربوية وبرامجها التربوية وبرامجها التعليمية وخططها المنظمة، ومعلماتها
وتجهيزاتها ، ووسائلها التربوية، وأيضاً أساليب التقويم الخاصة بها.
ويولي علماء النفس والتربية مرحلة الطفولة المبكرة أهمية خاصة، نظراً لأنها المرحلة
التي تتشكل فيها شخصية الطفل، وتتحدد سمات هذه الشخصية، وخصائصها
الشخصية والاجتماعية والفكرية، واللغوية. وعن طريق اكتساب المهارات الأساسية ترسم
شخصية الطفل في مستقبل حياته.
يتميز لعب الطفل في السنة الثالثة من عمره بأنه أداة تشكيل وتكوين، وتتخذ ألعابه
بعداً رمزياً، وتكون وظيفتها حسية حركية. ويلاحظ أن الطفل يميل إلى ممارسة ألعاب
البناء والتركيب، ولا يمل النشاط والحركة المستمرة، سيما وأن حواسه ما زالت تتجه نحو
النمو، وعضلاته تسير نحو الاتساق ولما تصل بعد إلى درجة الاكتمال والنضج. وفي هذه
المرحلة يتطلب من الطفل القيام بألعاب الرمي والالتقاط والتهديف بما يساعد على تقوية
العضلات الصغيرة والأصابع وعضلات الساقين (الهنداوي، 2003).
كما يتميز لعب الطفل في بداية هذه المرحلة بالتمركز حول الذات، حيث يغلب عليه
الطابع الفردي المستقل، ولكنه يتم في إطار الجماعة. فالطفل يفضل أن يلعب لعبة خاصة
به يعتمد فيها على أدواته الخاصة، ولعبته المفضلة، ولكنه يشارك جماعة اللعب من الأخوة
أو الأصدقاء لفترات قصيرة يشعر خلالها بالحرية والمتعة والاستقلال في إطار اللعب
الجماعي.
ويلاحظ أن الأطفال يستمتعون في هذه المرحلة بالألعاب التمثيلية، ويأخذون مواقع
جديدة لشخصيات من أفراد الأسرة، فيمارس الطفل لعب الأدوار، حيث تقوم بدور الأم و
هي تمارس التنظيف أو الطبخ أو تربية الأطفال، أو دور الأب في قيادة السيارة.
ومن الجدير بالذكر أن الوالدين في هذه الحالة عليهما محاسبة الذات عن كل الأنماط
مراحل تطور اللعب لدى الأطفال
السلوكية الأدائية واللغوية التي يمارسانها، كما يتوجب الحذر من كل النماذج التي يمكن أن
تعرض للطفل في هذه المرحلة بسبب المحاكاة والتقليد .
وقد وجد بياجية أن للعب أبعاداً معرفية قوية حيث يقول عن اللعب أنه طريقة لصنع
عالم خاص بالطفل شبيه بالعالم الخارجي، يتعامل معه الطفل بحيث يساعده على تكوين
إدراكاته المعرفية وتنميتها . كما حدد بياجية ثلاث مراحل للعب عند الأطفال هي: المرحلة
الحسية الحركية، ومرحلة التقليد وتمثيل الآخرين، ومن ثم مرحلة تخطيط الألعاب ذات
القواعد، كما أشار بياجية أيضاً إلى وجود مرحلة أخرى هي: مرحلة التمركز حول الذات
.(Fishbein, 1984)
لقد فسر بياجية اللعب الفردي بأنه يقابل مرحلة ما قبل العمليات في التصنيف الذي
حدده، حيث أنها المرحلة التي تصف السلوك الحقيقي للأطفال، وتسمى " التمركز حول
الذات". ففي هذه المرحلة يلعب الأطفال مع بعضهم ويلتزمون بمجموعة من القواعد بالرغم
من أنهم لم يحددوا هم هذه القواعد ومع هذا لا يكون لديهم إحساس حقيقي عن معنى
اللعبة ، فهم لا يلعبون بقواعد مشتركة أو ملزمة، ولا يهمهم المكسب أو الخسارة فيه، مع
علمهم بهذه الألفاظ ودلالتها . (1980 ,Ramsey&Bayless)
ثم ينتقل الطفل بعد ذلك إلى الخيال الإيهامي في اللعب، وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة
الرمزية، حيث يكون خيال الطفل فيها قوياً، ومرتبطاً بالبيئة من حوله، فهو يتخيل العصا
عربة أو حصاناً،
وتتخيل البنت الوسادة التي تنام عليها دمية تحادثها وتلاعبها. فهذا
الخيال الإيهامي يجعل الطفل يحادث الجماد، والحيوانات والطيور ويعتقد بأنها تحادثه
وتتفاعل معه، وهذا ما يسمى "بالإحيائية" أي إضفاء صبغة الحياة على الأشياء الجامدة
وغير الحية.
يأخذ هذا اللعب في البداية شكل تكرار بسيط لحدث حقيقي صغير، ولكنه يصبح
تدريجيا أكثر تعقيدا وإتقاناً وذلك عن طريق دمج الخبرات الواقعية بالخيالية، ويتميز هذا
النوع من النشاط بوضع الأحداث الواقعية والخيالية جنباً إلى جنب كما هو الحال في
الألعاب اللغوية المتقنة كلمات جديدة تخترع، وعلب وأدوات لعب، وأشياء أخرى ترمز
الأنواع كثيرة من هذه الأشياء (أبيض، 1993). حيث يرتبط اهتمام اللعب عند الأطفال
بالنضج والاستعداد والتدريب، كما يتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
وأيضاً بجنس الطفل ذكراً كان أم أنثى . وهذا يؤثر في نوع اللعب، وطريقة ممارسته وأدواته
وأسلوب التعامل مع اللعبة.
يتبين مما سبق أن لعب الطفل، في حوالي سن الثالثة من العمر ما يزال يتميز بالفردية
.
من خلال ممارسة لعب الأدوار وتمثيل حياة الكبار وسلوكهم. كما يتأثر اللعب بجنس
الطفل، والمثيرات الموجودة في بيئته، وذلك لأن الطفل يلجأ إلى الواقع المحيط به لكي
يصنع ! لنفسه أ من الخيال الإيهامي، الذي يتصور نفسه فيه، ويمارس عن طريقه أدواراً
حقيقية تمكنه من التنفيس عن أحاسيسه ومشاعره بحرية دون خوف من العقاب أو
التأنيب. وهذا اللعب المرتبط بالخيال لا ضرر منه، لأنه يشكل جزءًا من طبيعته، ومتطلباته
النمائية في هذه المرحلة. فاللعب الإيهامي يتضمن العمليات العقلية التي تساعد الطفل
على حفظ المعلومات وتذكرها وترتيبها وتنظيمها، واسترجاعها.
وتؤكد ميللر (1987) أن الألعاب ذات الصفة الخيالية ضرورية للأطفال، إذ أنها تسهم
على نحو واضح وجلي في التعبير عن عواطفهم بحيث تكون اللعبة متنفساً هاماً لما ينتابهم
من أنواع القلق الداخلي. فعن طريق هذا النوع من الألعاب يعبر الأطفال عن صراعاتهم
وأحاسيسهم، الأمر الذي يبدو طبيعياً في بيئتهم. فهم ليسوا في عالمهم أصغر مما يحيط
بهم وحسب ، وإنما هم مغلويون على أمرهم ومحكومون كل الوقت ، لأن مجتمعهم من وجهة
نظر الكبار هو مجتمع الكبار ، لا مجال للصغار فيه. لذلك فإن الغيرة والخوف
والكراهية، والعدوانية تلعب دورها في هذه الألعاب. وكلما مارس الطفل هذه الألعاب
بحيوية ونشاط ازدادت قدرته على مواجهة المشكلات التي ينتظر أن تعترضه، وترافقه
وتقود مسيرته بخطى ثابتة نحو النضج، ويصبح أكثر لطفاً بعد سن الرابعة تدريجياً وأكثر
قدرة على تذكر السياق المنظم سواء في تذكره للوقائع، أو في حكايته للقصص، وبالمثل فإن
الألعاب الإيهامية تصبح أكثر تماسكاً وأكثر اتساقاً. ومن الجدير بالذكر هنا أن تدخل
الكبار في لعب الطفل يستاء منه الطفل، ويغضب وقد يعزف عن ممارسة اللعب عندها
ليس لأن ذلك يقطع عليه لعبه، ولكن لأنه لا يتلاءم مع الدور الذي يرسمه الطفل لنفسه.
وفي سن الرابعة يفضل الطفل لعب الأدوار، ويزداد عدد المشتركين من الأطفال معه في
اللعبة الواحدة، وتبدأ تلك الألعاب بتوزيع الأدوار، وهنا يبدأ ظهور الصراعات المختلفة بين
الأطفال فيما يتعلق باختيار الدور المحبب إلى النفس، وكثيراً ما يحدث أن ينسى الطفل
الدور الملقى على عاتقه، وينطلق على سجيته، أو يقوم بأعباء دور آخر لا يمت لدوره بأدنى
صلة. وفي نهاية هذه السنة نجد أن الطفل ينشغل لفترة طويلة بلعبة ما دون أن يمل أو
يتعب (الهنداوي، 2003).
مراحل تطور اللعب لدى الأطفال
ومن الجدير بالذكر، أن ألعاب الطفل في السنة الرابعة من عمره تتميز بالاجتماعية،
والتوازي، والتخيل والنشاط الأكثر عنفاً، والتقليد والمحاكاة للنماذج والشخصيات المهمة
في محيط الطفل أو التي يشاهدها عبر شاشة التلفاز. كما يلاحظ أن الطفل في هذه
المرحلة ينزع إلى القيام بأدوار الرجال والنساء وارتداء ملابس الكبار وأحذيتهم وتقليد
أنماط السلوك التي يمارسونها . ويكونون في هذه المرحلة أكثر قدرة على استخدام الأدوات
والمعدات والاجهزة والتمييز بين الواقع والخيال عند مقارنتهم بأطفال السنة الثالثة من
أعمارهم.
ومن المفيد في هذه المرحلة أن يتم توفير المواد والألعاب التالية للأطفال:

• قطع خشبية أو بلاستيكية متنوعة الحجوم والأشكال والألوان.


• خيوط وحبال وقطع مطاطية مختلفة الأطوال والألوان.
  معجون تتم صناعته من الطحين والماء والملح والزيت بألوان مختلفة.


• نماذج من دمى السيارات والقطارات والدراجات.


• الكرات بأنواعها وألوانها وأشكالها.


• مجسمات للحيوانات بأنواعها المختلفة.


• آلات موسيقية .


• أدوات خياطة وتطريز ومغناطيسات.


• صور حيوانات ومظاهر الطبيعة ملونة.
  كما أن لعب الأطفال في هذه المرحلة يتميز بأداء الأدوار، وتقمص الشخصيات، ومحاكاة
  الأنماط السلوكية التي يمارسها الكبار، وأن الطفل يكتسب ثقافة مجتمعه من خلال نموذج
  هذا المجتمع المتمثل بالأسرة.
  ويتجه الطفل في نهاية هذه المرحلة - أي في حوالي سن الخامسة نحو مشاركة
  الآخرين، حيث يمارس سلوك اللعب منفرداً أو مع مجموعة من الأصدقاء. كما يبدأ الطفل
  في لعبه بالميل نحو الواقع، ويقل تدريجيا اللعب التخيلي. وبذلك فإن الطفل يميل إلى
  الحياة الواقعية، أي إعادة تمثيل الأشخاص والأشياء والمواقف التي كوّن عنها نوعاً من
  الخبرة والإدراك المحسوسين فالدمى تمثل بالنسبة إليه أفراد من العائلة أو الأشخاص
  الوحدة الثالثة
  المعروفين لديه، كما أن البيوت التي يبنيها من الحجارة أو
  المكعبات أو التي يرسمها هي انعكاس لما عرفه عنها حتى
  الآن، وأعماله هي تقليد لأبيه أو أمه في التسوق والسفر
  والحديث والتوجيه والعمل ( بلقيس ومرعي، 1982).
  وفي ضوء ما تقدم، نرى أن الطفل في هذه المرحلة
  بحاجة ماسة إلى اللعب والمرح من خلال تقديم الخبرات والتجارب، والمعارف، والألعاب،
  والنشاطات التي من شأنها أن تسهم في تنمية شخصية الطفل من مختلف جوانبها
  ومكوناتها، وتوجيه سلوكه، وإثارة انتباهه وتفكيره، ويتوجب أن يتم التركيز على ممارسة
  اللعب في مرحلة رياض الأطفال بحرية وتلقائية، تمكن الطفل من الاستمتاع والمرح ،
  ومعرفة قدراته ومشاعره وذاتيته، واكتشاف المحيطين به، والإلمام بمثيرات البيئة من حوله
  وتنظيمها .
  إن الآراء حول دور مرحلة رياض الأطفال وأهدافها، وما يقدم فيها من برامج ونشاطات
  مختلفة، هي آراء متباينة. فهناك من يرى أنها مرحلة ينبغي البدء فيها بتقديم الأطفال إلى
  منهج تعليمي منظم، ومنهم من يعتبرها مرحلة تمكن الطفل من التعلم واكتساب القدرات
  والمهارات الجسمية والعقلية والحسية واللغوية من خلال اللعب وممارسة النشاط التلقائي
  الحر، وفريق آخر يرى أنها مرحلة تهيئ الطفل للتعلم النظامي، وفريق توفيقي يرى أن
  مرحلة الروضة يمكن أن يستفيد فيها الطفل من اكتساب بعض المهارات والقدرات ويتهيأ
  عن طريق ممارسة اللعب للولوج في مرحلة التعليم المدرسي النظامي، (صوالحة وحوامدة
  .(1994
  ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين، هما: لعب الطفل في السنة الثالثة
  من العمر ولعب الطفل في السنتين الرابعة والخامسة من العمر. وفيما يلي عرضاً للعب
  الأطفال في هاتين المرحلتين:
  لعب الطفل في السنة الثالثة من العمر
  يعتبر اللعب في هذه المرحلة أداة تشكيل وتكوين وتركيب إذ يمارس الطفل في هذه
  المرحلة ألعاب البناء والتركيب والتشكيل، حيث يشكل لعبه بالطين والرمل والحصا والخرز
  والألوان والمقصات والمعجون معظم نشاطه الحسي الحركي. ويستخدم الطفل في هذه
  المرحلة المكعبات الخشبية في بناء الأشكال البسيطة تقليداً لما يشاهده في البيئة المحيطة به، مع العلم أنه يكون غير قادر على تكوين المفاهيم الحقيقية للأشياء. وبكلمات أخرى
  فإنه يكون عاجزاً عن إعطاء سمات مشتركة لتصنيف الأشياء بلقيس ومرعي، 1982)
  يفرح الأطفال في هذه المرحلة بالألعاب (الدمى) التي يمكن تركيبها وتفكيكها ، حيث
  يظهر إبداع الطفل عندما يستعمل المكعبات لعمل البيوت والطرق بدلاً من استعمالها بديلة
  لأشياء حقيقية، كما كان يفعل عندما كان في الثانية من عمره، حيث كان يستعمل المكعبات
  كقاطرة أو سيارة. ويستمتع الطفل في هذه المرحلة بالجري والقفز والتسلق والتوازن فوق
  الأماكن العالية كما أنه يستمتع باللعب بالماء والرمل والأعشاب ورمي الكرات والتقاطها
  ودحرجة الأطواق والقفز على الحبل واستعمال الدراجات الثلاثية العجلات والسيارات
  ودفع عربات الحمل وسحبها وتسلق أبراج الروضة أو الحضانة وركوب الحصان الهزاز
  والأراجيح والزلاجة، وكل هذه الألعاب تقوي عضلاته الكبيرة التي يستعملها في هذه السن
  وهي عضلات البطن والظهر والساقين والذراعين. كما تساعد هذه الألعاب الطفل على
  تمثل الخبرات الحية التي يمر بها الطفل في هذه المرحلة بإيقاعات الرقص واللعب
  الجماعي على نغم الموسيقى والغناء.
  ومن الملاحظ أن الطفل في هذه المرحلة يجب أن يلعب مع من هم في مثل سنه، وهو لا
  يهتم أثناء لعبه بالنظافة، خاصة عندما يمارس اللعب بالطين والصلصال، كما أنه يحب
  اللعب الحر المتحرك، وفي ضوء ذلك فإنه يتجه إلى اللعب بالسيارات والقطارات
  والشاحنات والدمى التي تتحرك يدوياً أو بالطاقة الكهربائية وجهاز التوجيه عند بعد
  (Remote Control)، ويدخل في هذا السياق الجرافات وسيارات الشرطة والإطفاء.
  لذلك، يتوجب أن يتم تقديم بعض الألعاب الموسيقية للطفل مثل
  البيانو الصغير والسلم الموسيقي، وأنواع الأجراس والطبول والدفوف
  لكي يلعب بها الطفل ويرقص على ما تصدره من إيقاع ونغم. وكذلك
  الألعاب والدمى التي تتحرك باستخدام الطاقة البسيطة أو الطاقة
  الكهربائية ويتم استخدام جهاز التحكم عن بعد.
  كما يتوجب أن يتم تقديم مواد الرسم والتلوين مثل الأقلام الشمعية والمعجونة ) ويفضل
  ما يتم إنتاجه من الطحين والزيت والصبغة في البيت والأصباغ للرسم بالأصابع، وأعمال
  القص واللصق، والصلصال أو الطين الطبيعي، حيث أن هذه المواد تستهوي الطفل في هذه
  المرحلة على أن تعطى المقصات الثالمة للطفل لكي لا يُؤذي نفسه أو الآخرين عند استعماله.
  ومن المفضل تعليم الطفل كيفية تقطيع الأوراق بالأصابع ثم لصقها، ونظم الخرز بوساطة
  خيوط النايلون أو الإبرة ذات الرأس المستدير.
  وتذكر العناني (2002) مجموعة من السمات التي يتسم بها لعب الطفل في مرحلة
  الثلاث سنوات على النحو التالي:


• يتسم اللعب في هذه المرحلة بالرمزية، حيث إن الطفل قد بدأ يتقن الكلام.


• يصبح اللعب في هذه المرحلة وظيفياً، حيث يستمتع الطفل به حيث أنه يؤدي وظيفة
  أو مجموعة وظائف يحتاجها .


• يتسم اللعب في هذه المرحلة بأنه حسي حركي في مجمله.


• يمارس الطفل في هذه المرحلة اللعب الإسقاطي يستخدم فيه صوته بشكل واضح
  حيث إن الصوت والكلمة يشكلان جزءاً هاماً من ألعابه.


• يتسم لعب الطفل في هذه المرحلة بالفردية.


• يتمايز اللعب الخاص بالبنات عن اللعب الخاص بالأولاد أي تتجلى الفروق بين الذكور
  والإناث في اللعب، وذلك بسبب تأثير البيئة الاجتماعية المحيطة.


• يهتم الطفل في هذه المرحلة بممارسة ألعاب البناء والتركيب والتشكيل.
  لعب الطفل في السنتين الرابعة والخامسة من العمر
  يستطيع طفل السنة الرابعة أن يصوّب ويرمي نحو هدف ما أكياس الفول أو الكرة
  داخل صندوق، لأن التوافق بين العين واليد أصبح من مستوى ما من التوافق، ولو أنه ما
  زال في المراحل النمائية الأولى. لذلك من الممكن تقديم بعض ألعاب التهديف إلى الأطفال
  في هذه المرحلة كلعبة البولنج البسيطة مثلا والبلياردو وغيرهما من الألعاب.
  وتؤكد العناني (2002) أن الطفل في هذه المرحلة يحب الموسيقى ويمارس الرسم، ويلعب
  لعباً إيهامياً، ويقوم بتمثيل أدوار الكبار، ويميل إلى اللعب مع الآخرين بشكل محدود جداً
  ولمدة قصيرة، وتعتبر الأرض هي أفضل مكان للطفل ليضع عليها ورقته ويستخدم فوقها
  ألوانه، ونجد أنه يكون شغوفاً بالقصص الخيالية، ويحب ممارسة الألعاب الرياضية
  كالسلالم والأراجيح والزلاقات
  وحيث أن طفل السنة الخامسة يحب الألعاب الإنشائية التركيبية، لذلك لا بد من توفير
  العاب البناء والإنشاء لا سيما في رياض الأطفال، فبالإضافة لألعاب المكعبات والقطع الخشبية وألعاب التفكيك والتركيب والخشب التي تقدم لأطفال السنتين الثالثة والرابعة
  يفضل أن تعطى الأطفال السنة الخامسة أدوات النجارة مع منضدة لأعمال الخشب
  شريطة أن تكون هذه الأدوات مناسبة للطفل بحيث يستطيع أن ينتج منها أشياء ملموسة.
  ويستطيع الطفل أن يتعلم من ذلك الحذر والدقة والانتباه من خلال عمله بالأدوات
  الحقيقية تحت إشراف الكبار وإرشاداتهم.
  ومن الملاحظ أن لعب الطفل في هذه المرحلة يتسم بالميل نحو الواقعية، والتحول إلى
  اللعب الجماعي على نحو تدريجي، ويبدأ الطفل بالاهتمام بالألعاب ذات القواعد والأنظمة
  والتعليمات الملزمة لأعضاء الجماعة التي تمارس اللعب.
  ومن الجدير بالذكر في هذا المجال أن اللعب بالكرة لدى أطفال هذه المرحلة على
  اختلاف أحجامها وأوزانها وألوانها، هو اللعبة المفضلة والمحبوبة لدى كل طفل وفي مختلف
  أطوار النمو، لدى الأولاد والبنات على حد سواء، كما أنها تحتفظ بمكانتها لدى المرء حتى
  في كبره.
  ويلاحظ أن البنت تميل نحو العروس ( الدمية)، في حين يميل الولد إلى ممارسة
  الألعاب التي تبرز قوته كالمصارعة والمقاتلة، فنراه يميل إلى استخدام دمى المسدسات
  والبنادق والسهام وغيرها من أدوات وألعاب الحروب.
  ومن الضروري مراعاة شروط الأمن والسلامة في هذه اللعب والدمى، وضرورة توفير
  جو من الأمان في البيت والروضة وتوظيف اللعب في تنظيم التعليم واستخدامه كطريقة
  للتعليم، وترك الحرية للطفل أثناء اللعب، وتنشيط العلاقة بين الطفل والآخرين، واتباع
  مناهج وأنشطة متنوعة للحركة الجسمية، وتنمية مفهوم الطفل عن ذاته، وتقليل حالة
  التمركز حول الذات لديه، وتعزيز الأداء الإيجابي، وتشجيعه على ممارسة لعب الأدوار
  وتشجيعه على التحدث والإجابة عن الأسئلة التي توجه إليه بهدف إثراء قاموسه اللغوي
  (العناني، 2002).