Lakhasly

وعات هامة في ميدان الابتكار والإبداع المعاصر)1)
الاهداف التعليمية
بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب على الطالب أن يكون قادراً على أن:
1. يتعرف على فلسفة الابتكار والإبداع 2. يعدد أهم الد ارسات التي تبنى عليها الفلسفة الابتكارية والإبداعية 3. يحدد المفاهيم التي يقوم عليها علم النفس الابتكاري والإبداعي 4. يتعرف على مي ازت التفكير الإبداعي 5. يعدد أهم استخدامات التفكير الإبداعي 6. يحدد خطوات صنع العقلية الابتكارية الإبداعية 7. يتعرف على أهم النظريات التي تناولت تحقيق الذات 8. يرتب الحاجات الإنسانية حسب هرم ماسلو 9.11. يحدد العوامل التي تبين العلاقة بين الابتكار والإبداع وتحقيق الذات
أولاً: مقدمة حول الإبداع والابتكار Introduction
إن الإنسان المبتكر والمبدع هو شخص له من السمات والخصائص ما لدى الأف ارد والأشخاص الآخرين، أو لباسه وحياته، ولكنه يختلف في طريقة تفكيره وقد ارته وخصائصه العقلية التي تتسم بالصفة الابتكارية والإبداعية، فكل فرد قد يكون مبتك ًار ومبدعًا فيما لو استعمل قد ارته أو طَّور معارفه ومها ارته واتجاهاته، وعمل على تنميتها وتطويرها بإ اردة قوية. أم حياته، أو حتى في علاقاته وشخصيته واد اركه لهذا الجديد بصورة صحيحة. إن الابتكار والإبداع ليس شيئًا بعيدًا عن متناول الأف ارد، فالفرق بين المبتكرين والمبدعين والأف ارد والأشخاص الآخرين، هو أن ابتكا ارتهم وابداعاتهم كانت في مجالات وموضوعات لها الأثر الكبير في حياة الأف ارد والناس، وبذلك فإن هناك إنتظامًا أكثر لهم من الأف ارد العاديين.2
ثانياً: فلسفة الابتكار والإبداع Innovation and Creativity :Philosophy
تعتمد الفلسفة الأساسية للابتكار والإبداع على فكرة أن جميع الأف ارد يمتلكون كافة القد ارت والسمات الابتكارية والإبداعية، ولكن هذه القد ارت والسمات تتفاوت درجاتها من فرد لآخر، فهي المصدر الأساسي للاختلافات والتفاوتات بين جميع الأف ارد، أو فروق كمية وليست كيفية، وهذا ما ينطبق بالطبع على المبتكرين والمبدعين، فالقد ارت والسمات الابتكارية والإبداعية التي يتمتعون بها تفوق القد ارت والسمات الموجودة عند سائر الأف ارد الآخرين، وعلى هذا فإن الفلسفة الابتكارية والإبداعية تعتمد على الطريقة المستخدمة في إظهار
واب ارز هذه القد ارت والسمات والط ارئق والأساليب المعتمدة في ذلك.إن الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة الابتكارية والإبداعية هو أساس نفسي، فمن وجهة نظر علماء النفس، لم يعد من الضروري أن يكون الفرد مبدعًا ومبتك ًار بحد ذاته لكي يدرس الابتكار والإبداع، وما دامت هذه
القد ارت والسمات الابتكارية والإبداعية موجودة عند جميع الأف ارد فيمكن تقسيمها إلى فئتين هما:
 فئة المبتكرين والمبدعين والعباقرة.  فئة الأف ارد الذين يتمتعون بقدر ضئيل نسبياً من السمات والقد ارت الابتكارية والإبداعية.إنطلاقًا من الفئتين السابقتين ـ إذا نظرنا إلى الواقع ـ نلاحظ أن ثلثي الأف ارد تقريبًا يدورون حول المتوسط، والثلث الباقي يتأرجح ما بين الفئتين السابقتين، ومن هذا المنطلق ارتبطت الفلسفة الابتكارية والإبداعية بدارسة القد ارت العقلية كالذكاء مث ًلا، ولكنها لم تتخذ الشكل الحالي لها إلا بعد منتصف القرن العشرين. بالرغم من كثرة الدارسات والبحوث التي تناولت موضوع الابتكار والإبداع، إلا أن الكثير منها لا ي ازل موضوع خلاف حول تحديد من هم المبتكرين والمبدعين،3
يكتشفون طريقة إنتاج جديدة؟ إنطلاقًا مما سبق، وهذه المستويات الخمس هي(1):
 مجالات د ارسة الابتكار والإبداع.  د ارسة عملية الابتكار والإبداع وم ارحلها الأساسية.  دور الإلهام في عملية الابتكار والإبداع.  الإلهام بين التلقائية والإ اردة.والجدير بالذكر، أن الفلسفة الابتكارية والإبداعية نشأت وارتبطت بمجموعة من الد ارسات والبحوث التي شكلت قاعدتها الأساسية وركائزها الهامة، فهي بمثابة الأسس التي بنيت عليها هذه الفلسفة، ومن أهم الد ارسات التي تبنى عليها الفلسفة الابتكارية والإبداعية ما يلي:
 تجارب كاترين باتريك Patrick حول التحقيق التجريبي لفكرة م ارحل العملية الإبداعية.  الد ارسة الانتقادية لتجارب باتريك من قبل فيناك Vinack في كتابه سيكولوجية التفكير.  د ارسة روث مان Rothman على المخترعين.  د ارسة هادامارد Hadamard لتصميم إختبار التفكير الإبداعي لدى الرياضيين.  د ارسة هاريس Harris والتي قسم فيها عملية الإبداع والإبتكار إلى ستة خطوات أساسية.  دارسةكليفوردClifordالتيانتقدتفكرةالمارحلفيعمليةالإبداع.  د ارسة تفسير الإبداع من خلال عملية الحدس التي قام بها برجسون.  د ارسة تفسير فرويد للإبداع عند الفنانين بواسطة منهجه في التحليل النفسي.  الد ارسات التي قام بها تلامذة فرويد في التحليلات النفسية.  د ارسة تفسير الإبداع بتعويض النقص عند أدلر.  د ارسة تفسير الإبداع بالإسقاط عند يونج.  د ارسات إثبات الاتجاهات التحليلية في مدرسة التحليل النفسي والاتجاهات التي تعرضت لها. .Maslow وماسلو Goldstein د ارسات الإبداع بهدف تحقيق الذات عند كل من كولدستاين 
 دارسة كليفورد ومعاونيه التي تهدف لكشف العلاقة بين قدارت التفكير الإبداعي وسمات الشخصية. د ارسة تشامبرز لسمات شخصية العلماء.  د ارسة سولر Suller لفحص الخبرة الإبداعية في ضوء مفاهيم فرويد حول العمليات الثانوية.تقيسها اختبا ارت الذكاء، والتي تقيسها اختبا ارت الإبداع تكاد تكون واحدة.والذكاء.التفكير الإبداعي.  د ارسة بارتليت Bartlett حول مفهوم التفكير المعاصر لوصف السلوك الإبداعي.  د ارسة ادوارد دي بونو Bono والتفكير الإبداعي،العمودي من خلال هذه الد ارسة.  د ارسة ووترمان وبيترز Peters & Waterman والبحث عن التفوق والإمتياز.إن جميع الدارسات السابقة تناولت فلسفة الابتكار والإبداع، ولكن ما يمكننا قوله، وغيرها، ولكن الشيء الهام أن هذه الد ارسات والنظريات لم تحاول الوصول حتى الآن إلى صياغة وتشكيل نظرية متكاملة للابتكار والإبداع سواء على مستوى المنظمات أم
على مستوى المجتمع ككل.ثالثاً: علم نفس الابتكار والإبداع Creativity and Innovation :Psychology
يعتمد علم النفس في مجالات الابتكار والإبداع على المفاهيم الخاصة بالتحليل النفسي Psychological Analysis،الشعور Consciousness:
يعَّرف الشعور على أنه مجموعة الأحاسيس والإد اركات وعناصر الذاكرة التي ترتبط بجميع جوانب الحياة العقلية للفرد، أي أنه الجانب العقلي الذي يضم كل ما يدركه ويعيه الفرد، وبالتالي يجب التمييز بينه وبين الجانب اللاشعوري من العقل، وعلى هذا فإن الوعي بهذا الشعور هو إحدى الصفات والخصائص الأساسية التي تميز النوع الإنساني، وهذا يعني أنه لكي يكون الفرد واعيًا يجب أن يمتلك شعوًار ذاتيًا، وأن تكون لديه القدرة على الم ارجعة العقلية لما يجري، وفهم ما يجري واد اركه والتوصل إلى حل بشأنه، وهذا الإهتمام بالشعور والوعي هو الجانب الأساسي للعملية الابتكارية والإبداعية الذي يكون من نتائجه
الوصول إلى ما هو مقصود ومنشود.عقدة أوديب Oedipus Complex:
تشير هذه العقدة لمجموعة الرغبات والمشاعر والأفكار اللاشعورية التي تقوم على أساس الرغبة في امتلاك الوالد أو الوالدة من الجنس المقابل، ويعتقد فرويد أن هذه العقدة ذات مستوى عالمي، فهي موجودة لدى جميع الأف ارد في دول العالم، وهذا ما رفضته الد ارسات الأنثروبولوجية التي أجريت بعد ذلك.إن الأصل النظري لهذه العقدة، التي ُيشتق اسمها من شخصية أوديب الأسطورية، قد جاء من خلال مسرحيتين للكاتب الإغريقي الشهير «سوفوكليس»، ويستخدم المصطلح في الوقت الحالي ليشير إلى هذه العقدة لدى الذكور والإناث.إن النظرية التحليلية النفسية تعطي إنتباهًا أقل لهذه العقدة في الوقت الحالي، وحاليًا يتم التأكيد على د ارسة العلاقات المبكرة بين الطفل وأمه،6
باعتبارها مشتقة من الخب ارت والص ارعات المبكرة،اللاشعور Unconsciousness:
يعَّرف اللاشعور على أنه: حالة تتميز بافتقاد الوعي أو نقصه بالعمليات الداخلية التي تحدث، والتي ترتبط بالجانب الخارجي من الشعور، وبذلك فهو يستخدم للإشارة إلى عمليات الإثارة العقلية التي تحدث في حالات الغيبوبة والنوم العميق أو نتيجة للتخدير العام.ويستخدم هذا المصطلح في مجال علم نفس الأعماق Depth Psychology للإشارة إلى الموقع أو المكان أو الجانب النفسي الذي يتضمن جميع الوظائف المكبوتة الخاصة بالـ "هو"، وبذلك يتكون اللاشعور من الدوافع والرغبات البدائية والذكريات والصور والنزعات التي تثير القلق إلى حد كبير ولا
يمكن قبولها عند مستوى الشعور،الكبت Repression:
يعني الكبت الإخفاء والقمع والتحكم والرقابة والاستبعاد، وقد تم النظر إلى
هذا المفهوم باعتباره وظيفة تقوم بها الأنا (الذات)، وباعتباره يشتمل على مجموعة من العمليات مثل:
:Primal Repression الكبت الأساسي  يحدث في هذا النوع من الكبت منع واعاقة الاندفاعات والدوافع البدائية والمحرمة من الوصول إلى مستوى الشعور.:Primary Repression الكبت الأولي  يتم فيه إبعاد المحتوى العقلي المنتج أو المثير للقلق بقوة بعيدًا عن مجال الشعور، ويمنع من الظهور مرة أخرى.:Secondary Repression الكبت الثانوي  يتم فيه كبت العناصر التي يمكن أن تخدم إثارة الذكريات،7
يظهر الكبت ويكشف عن نفسه من خلال إسقاطه لنفسه في شكل رمزي مميز،التسامي Sublimation:
يشير التسامي إلى العملية التي يتم من خلالها تهذيب واعادة الدوافع والاندفاعات البدائية والغريزية والمحرمة في شكل سلوكيات جديدة وغير غريزية، ويستخدم هذا المصطلح لفهم السلوكيات المتعلَّمة التي تشكل سلوكيات مقبولة اجتماعيًا، وقد اعتبرت
العملية الأولية Primary Process:
تشير العملية الأولية في التحليل النفسي إلى الوظائف التي تكون نشيطة عند المستوى الغريزي، ولاعقلانية، تجهل أو تتجاهل حدود الزمان والمكان، ويتحكم فيها مبدأ اللذة والألم،العملية الثانوية Secondary Process:
تشير العملية الثانوية في التحليل النفسي إلى النشاطات الشعورية العقلية والمنطقية، وقد تم تصور هذه العمليات باعتبارها ترتبط بشكل وثيق بالأنا Ego ومبدأ الواقع، فهذه العملية تتحكم فيها حدود الواقع المنطقية والمحددة زمانيًا ومكانيًا.اللاشعور الجماعي Collective Unconsciousness:
يعَّرف اللاشعور الجماعي على أنه جانب من اللاشعور يشترك به جميع البشر، وقد افترض يونج أن هذا اللاشعور موروث وينتقل عبر الأجيال، ويترك آثاره على شكل مضمون المخ الإنساني، وانه ليس فرديًا أو شخصيًا بل جماعيًا، وتتمثل المكونات الأساسية
8
إن جميع المفاهيم السابقة المرتبطة بعلم النفس الابتكاري والإبداعي تحمل في مضمونها ومعانيها صفة الابتكار والإبداع، فهذه الصفة قد تكون نوعًا من الإد ارك كما في الشعور، أو موروثة كما في عقدة أوديب واللاشعور الجماعي، أو قد تتميز في بعض الأحيان ببعض جوانب النقص كما في اللاشعور، أو الإخفاء والاستبعاد كما في الكبت، أو التهذيب والاندفاع كما في التسامي،العملية الأولية، أو حتى المجتمع، السعي لإظهار ما هو مكبوت ولاشعوري، وتنميته وتطويره فيما إذا كان إيجابيًا ويحمل في جوهره الفكر والإبداع بكافة أشكاله.اربعاً: ميازت التفكير الإبداعي والابتكاري Innovative and Creative :Thinking
يتميز التفكير الابتكاري والإبداعي بطبيعة خاصة تميزه عن غيره من ط ارئق وأنواع التفكير الأخرى، ومن أهم المفاهيم والنقاط التي تميز الطبيعة الأساسية للتفكير الإبداعي التالي(3):
يهتم التفكير الإبداعي الابتكاري بتغيير الأنماط:
أي في العقل، فالنمط هو تسلسل لنشاط عصبي متكرر،للأفكار والمفاهيم، ويركز التفكير الإبداعي على تغيير الأنماط، فبد ًلا من الحصول على نمط معين وتطويره، فإنه يحاول أن يعيد تركيب النمط بواسطة تنظيم الأشياء مجتمعة بطريقة مختلفة، ولأن تسلسل وصول المعلومات في نظام الإضط ارد الذاتي له تأثير قوي على طريقة ترتيبها، فإن هناك ضرورة لإعادة تركيب هذه الأنماط وذلك من أجل
الاستخدام الأمثل للمعلومات المخزنة فيها. ومن الأمثلة على هذا المفهوم: الأفكار التي كانت مفيدة في السابق، والتي قد لا تكون بنفس الفائدة اليوم، ومع ذلك فإنها تطورت مباشرة من تلك الفكرة القديمة، وهو سيكون مختلفًا،10
التفكير الإبداعي اتجاه وطريقة لاستخدام المعلومات:
يعد التفكير الإبداعي والابتكاري طريقة مفيدة وهامة للحصول على المعلومات الضرورية واستخدامها بط ارئق مفيدة وهامة، وباعتبار أن التفكير الإبداعي والابتكاري هو اتجاه هام، وهناك الكثير من الوسائل
والط ارئق التي يمكن استخدامها في هذا المجال. وانما من أجل تأثيرها، وهذه الطريقة تتطلب النظر للأمام لا للخلف، فصاحب التفكير الإبداعي لا يهتم بالأسباب التي تقود إلى المعلومة ولكن بالتأثيرات التي تنجم فيها، وبذلك لا يعد التفكير الإبداعي عامل ترسيخ واستق ارر بل عامل استثارة وتحريض،ويجب أن يكون منظماً كي يصل إلى إعادة تركيب الأنماط، ولهذا السبب يجب أن يحاول صاحب التفكير الإبداعي استخدام المعلومات التي حصل عليها في مجموعة هامة من الموضوعات الأخرى، وبذلك يسمح للأفكار بالتطور والظهور بدلاً من إلغائها والحكم عليها بالخطأ.يرتبط التفكير الإبداعي بسلوك معالجة المعلومات في العقل:
تتضح الحاجة للتفكير الإبداعي في القيود التي يفرضها نظام الذاكرة الإضط اردي الذاتي، فهذا النظام يعمل على خلق أنماط ثم يخلدها، ولا يشتمل هذا النظام على وسيلة مناسبة لتغيير الأنماط وتطويرها،وعلى هذا، فإن الحاجة للتفكير الإبداعي والابتكاري لا تظهر في معالجة المعلومات في العقل فقط، ولكن فعالية هذا التفكير ونجاحه يتوقف على السلوك الذي يتبع في معالجة هذه المعلومات، فهو يغير الأنماط للحصول على أنماط أفضل وأحدث،11
إن من أهم الاستخدامات للتفكير الإبداعي هي:
 الحصول على أفكار جديدة تتعلق بموضوع هام يجب دراسته: لذلك فإنه من الضروري اختيار التوقيت المناسب للحصول على هذه الأفكار الجديدة، وذلك وفقًا لنوع العمل الواجب القيام به،للمعلومات والأفكار الجديدة، وان توليد هذه الأفكار الجديدة من الأمور الصعبة جدًا، وقد لا تتوفر بالقدر الكافي، لذلك يجب تنظيمها وترتيبها وتبويبها وتحليلها للوصول إلى ما هو مفيد منها. فالمشكلة
ببساطة هي الفرق بين ما يملكه الفرد وما ينقصه، وقد تكون المشكلة تجنب شيء ما، أو التخلص من شيء ما، أو محاولة معرفة ما يريده الإنسان. القيام بعملية معالجة الاختيار بالإدراك الحسي: الإد ارك الحسي هو بمثابة معالج للمعلومات تمامًا كالرياضيات، إذ يتم تجميع المعلومات بالاختيار الحسي، ووضعها في حزم يمكن معالجتها بوسائل متنوعة، ويحدد الإد ارك الحسي المعلومات التي تصنف لكل مرحلة من الم ارحل، وبذلك يشكل الإد ارك الحسي سلوك العقل الطبيعي في تشكيل الأنماط، وبد ًلا من قبول الحزم التي يعدها التفكير الإبداعي بالإد ارك الحسي والاستم ارر بمعالجة المعلومات منطقيًا أو رياضيًا، فقد يريد الشخص معالجة الحزم نفسها،إعادة التقويم الدوري:
تعني إعادة التقويم الدوري إعادة النظر في الأمور المسلم بها، والأمور التي لا ترتقي إلى الشك، فهي بذلك تعني تحدي كافة الافت ارضات، وليس التقويم بقصد إعادة التقويم، فقد لا يكون هناك أية حاجة له، فهناك بعض الأمور التي لم تقَّوم منذ زمن بعيد، وهذه محاولة غير مبررة لإعادة النظر في الأمور بطريقة جديدة.منع حدوث استقطاب أو إنقسامات حادة:
إن أهم استخدام للتفكير الإبداعي قد يكون عندما لا يستخدم عمدًا، ولكن يعمل على اتجاه ومواقف محددة، وهو بذلك يمنع حدوث المشاكل بسبب إنقسامات حادة،يدرسه، فإذا اعترفنا بأهمية الأنماط التي يبتكرها العقل، فإننا نستخدم التفكير الإبداعي لمواجهة جمود الأنماط وغطرستها.14
خامساً: كيف تصنع عقلية ابتكارية إبداعية How can you make Creative Innovative Mentality?
لكي تصنع عقلية ابتكارية إبداعية يجب أن تعمل على توفير خصائصها ومقوماتها الأساسية التي تساعدك في إدارة ابتكا ارتك وابداعاتك، وتتمثل مقومات وخصائص العقلية الابتكارية الإبداعية التي يجب توفيرها لتحقيق ما هو مقصود في النقاط التالية(4):
الإحساسبالتعجبوالاستغاربوحبالاستطلاع:
والتعجب والاستغ ارب من الأمور، وهذه الصفات تساعده في تنمية وتطوير عقليته الابتكارية الإبداعية، إذ يتقبل الجديد ويطور القديم وهذا هو جوهر التطور وتكوين العقلية الابتكارية الإبداعية.الرغبة في التطوير المستمر والحصول على بدائل كثيرة:
يجب أن تتوافر في الفرد المبتكر المبدع الرغبة في الحصول على كل ما هو جديد، إذ يجب أن يسعى لتطوير نفسه باستم ارر وبشكل دائم، والحصول على بدائل كثيرة تخدم الهدف والغرض الذي يسعى لتحقيقه، وذلك إنطلاقًا من فكرة أساسية هي أن الابتكار والإبداع ليس صفة وارثية، وأن أي فرد يمكن أن يطور قد ارته الابتكارية والإبداعية إذا أدرك وفهم حقيقة هذا العمل الهام.بسهولة ويسر، بل يجب أن يحصل على أكبر قدر ممكن من البدائل حول الموضوع المدروس، وكيف يجب أن يعملوا،البدائل، ومن الطبيعي أن تحتوي هذه البدائل على كل ما هو جديد ومبتكر.عدم الخوف من الأفكار الجديدة والمطَّورة:
إن الكثير من الأف ارد الابتكاريين الإبداعيين يخنقون قد ارتهم الابتكارية الإبداعية نتيجة الخوف من الحصول على الأفكار الجديدة والمطَّورة وتأثي ارتها المحتملة، ومجتمع الأعمال مليء بأولئك الأف ارد الذين يقومون بذلك. وبغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تقودهم للقيام بمثل هذه الأعمال، فهم يعتقدون أن البديل المستقبلي هو ما سيكون أفضل مما هو متاح ومتوفر، وقد نجد الكثير من الأفارد الابتكاريين والإبداعيين الذين يشعرون أن الحاضر مهما كان مناسبًا، فإن هناك الشيء الأفضل والأوفر والأحسن في المستقبل والذي يجب السعي والبحث للوصول إليه، بل يقبلون عليه،15
الإقبال على المستقبل بقوة:
عندما يجري البحث في المستقبل والوصول إلى ما هو مطلوب، أي أن المستقبل يتحول إلى وقت حاضر مألوف ومريح، وبالتالي يجب الإقبال والاستمارر في البحث عن المستقبل المرغوب والمفضل بشكل أكثر قوة، إذ يجب أن تتوفر لدى الأف ارد الابتكاريين الإبداعيين صفة التصور لمستقبل
أ ك ث ر إ ش ار ق ً ا . هو الذي يشجع الابتكار والإبداع، وهو الذي يعطي إهتمامًا خاصًا بالأفكار الجديدة والمطَّورة التي يطرحها هو والأف ارد الآخرين، ويجب أن يهتم المفكرون والمبدعون بالأفكار التي يطرحونها إلى درجة كبيرة، ويمكن القول في هذا المجال،16
المرونة في التعامل مع الأفكار الجديدة والمطَّورة:
لكي تتحقق ال ارحة المطلوبة من التعامل مع الأفكار الجديدة والمطَّورة، يجب رؤية نتائج هذه الأفكار، فإذا حققت الأفكار الجديدة والمطَّورة النتائج المرجوة والمرغوبة منها، أصبحت بذلك أفكا ًار قديمة يجب العمل على تطويرها وتحديثها، أو الحصول على أفكار جديدة بشأنها، لذلك يجب تقديم المساعدات الضرورية والتشجيع والحث على تقديم أفكار تكون أكثر ملاءمة، فالمساعدة والتشجيع لا تخفق وتعوق الدوافع الابتكارية والإبداعية.إن النقاط السابقة هي التي تساعد في إنشاء وتكوين عقلية ابتكارية إبداعية تأتي بأفضل الأفكار وكل ما هو جديد ومبتكر،17
سادساً: الابتكار والإبداع وتحقيق الذات Innovation and Creativity and Self Actualization:
يرى بعض أصحاب النظريات الابتكارية الإبداعية، بأن الابتكار والإبداع هو نتيجة دافع أساسي لدى المبتكرين والمبدعين، وهذا الدافع هو الذي يطلق عليه تحقيق الذات -Self actualization فالمبتكرون والمبدعون يتميزون بحاجتهم للارتباط بالعالم المحيط بهم، والإنتاج الابتكاري والإبداعي هو الوسيلة الأساسية في ذلك، فهو بمثابة الصلة والعلاقة أو ال اربطة التي تربط بين المبتكر والمبدع وبين العالم الذي يعيش فيه والذي هو جزء منه، وهكذا نجد أن المبتكرين والمبدعين يمرسون أنفسهم ويحققون ذاتهم في الفعل الابتكاري والإبداعي الذي يقومون به.نظريات تحقيق الذات Self Actualization Theories:
إن من أهم النظريات التي تناولت تحقيق الذات النظريات التالية:
نظرية كولدستاين Goldstein’s Theory:
تعد نظرية Goldstein أول نظرية تناولت مفهوم تحقيق الذات، حيت ترى أن الدافع الوحيد الذي يوجه نشاط
الحياة وتقدمها هو النشاط الذي يسعى فيه الفرد لتحقيق ذاته، فالإنجا ازت الثقافية التي يحققها الفرد في أري Goldstein ما هي إلا تعبير عن قدرة الفرد على الإبداع وميله لتحقيق ذاته من خلال الأفعال الابتكارية والإبداعية التي يمارسها، وان ميل واتجاه الفرد لتحقيق ذاته قد يجعله يدخل في ص ارع مع بيئته، وهذا الص ارع قد ي ارفقه صدام وشعور بالقلق، لأن الفرد المبدع الذي يغامر بالدخول في مواقف كثيرة يعرض نفسه لصدمات،للفرد العادي، إلا أن تحمل القلق يعد سمة من سمات الشجاعة التي تميز المبتكرين والمبدعين،نظرية ماسلو Maslow’s Theory:
لقد تناولت نظرية ماسلو للشخصية مفهوم تحقيق الذات،الحاجات Needs سندرسها بعد قليل، فهو يتصور الحاجات التي تحرك سلوك الإنسان الفرد على شكل هرم، وبالتالي فإن الفرد لا يستطيع أن يشبع مستوى من هذه الحاجات بدون أن يشبع المستوى الأدنى منه، فالفرد على سبيل المثال لا يمكن أن يفكر في تحقيق ذاته قبل أن يشبع حاجته للطعام، ويحاول ماسلو تعميم هذا المفهوم على مظاهر الابتكار والإبداع لدى أغلب الأف ارد، وهذا ما أطلق عليه الإبداع المحقق
نظرية روجرز Roger’s Theory:
يعتبر روجرز صاحب مدرسة شهيرة في العلاج النفسي، وهو ينظر إلى الابتكار والإبداع باعتباره يصدر أساسًا عن ميل لدى الفرد لكي يحقق ذاته ويستغل أقصى إمكانياته، إلا أنه ينظر نظرة أخرى إلى الابتكار والإبداع، أو إذا حدث كبت لهذه المجالات، ويذكر بأن خبرته في العلاج النفسي أثبتت له أن الفرد عندما يتفتح أمام كل خبرته، فإن سلوكه يصبح عندئذ ابتكاريًا إبداعيًا،هرم الحاجات الإنسانية Human Needs Hierarchy:
افترض أب ارهام ماسلو Abraham H. Maslow أن الرغبات الإنسانية هي بمثابة دوافع Motives مرتبة على شكل هرم كالتالي:
2. 3.19
5. حاجات تحقيق الذات "Self-actualization Needs".ويصور الشكل رقم (1) هذه الحاجات.إن ترتيب الحاجات السابقة يقوم على افت ارض أساسي وضعه ماسلو وهو أنه: «كلما انخفضت درجة الدافع على هذا الهرم كانت أسبقيتها، ومن ثم سطوها أكبر على الفرد بشكل عام».لقد ف َّسر ماسلو الحاجات السابقة كالتالي:
الخ، وتعتبر هذه الحاجات أقوى الحاجات الإنسانية، وهي في العادة تسيطر على باقي حاجات الإنسان إذا لم تكن مشبعة.ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من الحاجات، الفرد الجائع بدرجة كبيرة ولفترة طويلة لن يفكر بتأليف الموسيقى أو بناء عالم جديد أو ابتكار نظرية جديدة، إنه يكون مشغوًلا أكثر بكيفية الحصول على ما يشبع حاجاته الأساسية.2. حاجات الأمان: تتضمن الحاجات التي توفر للفرد الحماية من الأخطار البيئية، والتي تشكل خط ًار حتميًا عليه،أو خط ًار اقتصاديا متعلقًا باستم اررية عمله ودخله المادي الذي يوفر له مستوى محددًا من المعيشة.ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من الحاجات شعور الإنسان بالتهديد وفقدان الأمن خلال الحرب وموجات الجريمة والفيضانات والزلازل والخلل الاجتماعي أو الفوضى الاجتماعية،20
3. حاجات الحب والانتماء: بما أن الإنسان مخلو ٌق اجتماعي يعيش ضمن جماعات إنسانية، والقبول من الآخرين. ويؤكد ماسلو أن هناك علاقة وارتباط قوي ما بين خب ارت الطفولة الدافئة والصحة النفسية خلال الرشد،4. حاجات الاحترام:
وهي تشمل المكانة الاجتماعية، الخ. وتقسم حاجات الاحت ارم في نظر ماسلو إلى مجموعتين هما:
o المجموعة الأولى: تتضمن احت ارم الفرد لذاته وشخصه، مثل الرغبة في الكفاءة أو التمكن والثقة وقوة الشخصية والإنجاز والاستقلال والحرية.o المجموعة الثانية: تتضمن احت ارم الفرد من قبل الآخرين،5. حاجات تحقيق الذات:
أو رجل أعمال وغير ذلك، ويأتي إشباع هذه الحاجة أن تحقيقها لدى الفرد يتم بعد إشباع جميع الحاجات السابقة. إن المبدأ الخاص بتحقيق الذات لدى ماسلو جدير بالاهتمام الكبير، وذلك لأنه يجعل المرء يطمح ويتوق إلى ما يمكن أن يكون عليه، ومن ثم يعيش في حالة من الحماس والتوجه نحو أهداف معينة،21
طارئق تحقيق الذات Self Actualization Methods:
التركيز Concentration:
يقصد بالتركيز في تحقيق الذات: الخبرة الكلية الذاتية المتوفرة لدى الفرد، والتي تقوم على أساس التركيز الكامل والاستغ ارق الكلي في العمل،خيارات النمو Growth Choices:
يعني تحقيق الذات ضمن هذا المفهوم اتخاذ الق ار ارت الخاصة بخيا ارت مناسبة لنمو الذات، وبين التقدم والتأخر، وكل خيار من هذه الخيا ارت له جوانبه الإيجابية والسلبية، فخيار الأمن يعني خيار البقاء بجوار ما هو معروف ومألوف، وبذلك تصبح المخاطرة أم ًار ليس بذي قيمة، إن خيا ارت النمو تعني أن يفتح الفرد آفاق ذاته أمام الخب ارت الجديدة والمتحدية وأن
الإدراك الذاتي Self-Awareness:
إن الفرد المحقق لذاته يكون أكثر إد اركًا لها ووعيًا بطبيعته الداخلية الخاصة، وبذلك يقرر لنفسه ما يريد ويرغب بصرف النظر عن آ ارء الآخرين.الأمانة والإخلاص Honesty:
تعتبر الأمانة والإخلاص وتحمل الفرد المسؤولية عن أفعاله وأعماله عنص ًار أساسيًا في تحقيق الذات، ويقول ماسلو بأنه يجب أن ننظر ضمن أنفسنا قبل أن نجيب،الحكم والتقييم Judgment:
أو غير ذلك من مجالات الحياة المختلفة.التطوير (التنمية) الذاتية Self development:
تتحقق الذات من خلال التطوير المستمر لإمكانات الفرد وقد ارته، وهذا يعني استخدام ما يتمتع به الفرد من إمكانات وقد ارت، وبالتالي فإنه يحاول أن يقوم بالأشياء جيدًا، وبشكل خاص الأشياء التي يرغب بالقيام بها،بالعالم بشكل دائم،خبرات الذروة Peak Experiences:
تمثل خب ارت الذروة لحظات عابرة في تحقيق الذات، وهي اللحظات التي يشعر فيها الفرد أنه متكامل وأنه أكثر وعيًا واد اركًا للبيئة المحيطة به، وهي تمثل أيضًا اللحظات التي نشعر فيها أننا أكثر حبًا وتقب ًلا للآخرين، واننا أكثر تحر ًار من الص ارعات الداخلية والقلق،فقدان الدفاع عن الأنا Lack of Ego Defense:
إن إحدى ط ارئق تحقيق الذات هي تعرف الفرد على مكوناته الدفاعية وعلى قصوره، وقدرته على إسقاط هذه الدفاعات في الوقت المناسب، وهنا يجب معرفة الط ارئق التي نقوم من خلالها بتشويه أو تحريف صورنا الخاصة عن ذواتنا وعن البيئة المحيطة بنا،23
إن أهم الخصائص التي يتمتع بها الفرد المحقق لذاته كما حددها ماسلو هي(5):
 إنه أكثر كفاءة في إد اركه للواقع، وأكثر ارتياحا في علاقاته به.  يتسم بالتلقائية.  الحاجة للخصوصية.والثقافة.والإلهام والمتعة.  لديه خب ارت باطنية يستخدمها في الحياة بشكل عميق وصحيح.  لديه اهتمامات اجتماعية.  لديه علاقات شخصية حميمة وقوية.  يتسم بصفة الديمق ارطية في علاقاته.  يميز بين الوسائل والغايات.  لديه إحساس بالفكاهة والمرح.  يتسم بالإبداعية والأصالة.  يقاوم عمليات التنميط والقولبة الثقافية له.ووفقًا للخصائص والط ارئق السابقة يؤكد ماسلو أن الابتكار والإبداع شيء شديد الظهور لدى الأف ارد المحققين لذواتهم أكثر من غيرهم،24
العلاقة بين الابتكار والإبداع وتحقيق الذات: The Relation between Innovation, Creativity and Self Actualization
ميز ماسلو Maslow بين نوعين من الإبداع هما:
Special Talents الإبداع في المواهب الخاصة  Creativeness: ويرتبط هذا النوع من الإبداع بالإبداع العلمي والفني والأدبي.Self Actualizing الإبداع في تحقيق الذات  Creativeness: ويرتبط هذا النوع من الإبداع بمجالات الحياة المختلفة، ويظهر هذا النوع من خلال
ط ارئق ووسائل يستخدمها الفرد لتحقيق ذاته.إن النوع الأول للإبداع لا يستبعد النوع الثاني، بل على جميع نشاطات الإنسان، فهي ليست م اردفة له، إلا بقدر ما يكون مفهوم الإبداع والابتكار شاملاً لجميع نشاطات الإنسان المتميزة المختلفة سواء أكانت فنية أم علمية، ويظهر عمق العلاقة بين
الإدراك Perception:
إن الجانب الهام في عملية تحقيق الذات هو جانب الإد ارك، وبذلك فإن الإد ارك عامل هام من عوامل تحقيق الذات، وهو لا يرتبط بالتصو ارت والتجريدات والتوقعات والمعتقدات والقوالب النمطية من التفكير،التعبير Expression:
إن سلوك الفرد الذي يسعى لتحقيق ذاته يجب أن يتسم بالتلقائية والتعبير، ويجب أن يتدفق سلوكه بسهولة وحرية دون عوائق أو نقد ذاتي،25
دون تردد أو خوف من سخرية الآخرين التي تحولت لتكون جانبًا جوهريًا من الإبداع في تحقيق الذات،البساطة Simplicity:
من الأمور التي توصل إليها ماسلو أن سلوك الأف ارد ذوي الإبداع في تحقيق الذات يجب أن يكون شبيه بإبداع الأطفال السعداء الذين يشعرون بالأمن، فهذا الإبداع يجب أن يتم بتلقائية وسهولة تامة دون أية عوائق أو مشاكل تصاحبه.التآلف مع المجهول Affinity for the Unknown:
بل أنهم كانوا ينجذبون بطريقة إيجابية، ويستغرقون في تأملها، فالفرد القلق الذي يخاف المجهول والمثير للشك وغير المؤكد وغير المكتمل، قد لا يستطيع التآلف مع المجهول بدرجة كبيرة.حل الثنائيات المتعارضة Resolution of Dichotomies:
لقد أدرك ماسلو أن حب الذات ضروري من أجل حب الآخرين، وأن الفرد غير القادر على حب ذاته قد لا يكون قاد ًار على حب الآخرين، وأن الأنانية والغيرة ليس بالضرورة أن يكونا أمرين متعارضين،والارتقاء النفسي.لقد وجد ماسلو خلال د ارساته العديد من النماذج والأدلة على وجود ثنائيات متعارضة، والرغبة مقابل الحقيقة، فالمعرفة قد تكون ذات بنية عاطفية، وقد تصبح الغريزة والعقل في وحدة دون تعارض، وهكذا
عوامل أخرى:
 التحرر من الخوف.  خب ارت الذروة.  السعي نحو الكفاءة والسيطرة،الخلاصة
يقوم الإبداع والابتكار بدور فاعل في حياة المجتمعات عامة وبيئات الأعمال خاصة، وعلى مختلف المستويات سواء الفردية أو الجماعية أو المؤسسية، كما يلعب دوًار بارًاز في تحسين الجودة للمنتج أو الخدمة، لينسجم مع المتطلبات المتجددة للمنتفعين والمستهلكين.بعد أن ازداد الطلب على النشاط الابتكاري والإبداعي، دعت الضرورة إلى وجود وخلق الطاقة المفكرة، لذلك سعت المنظمات جاهدة لإيجاد أسس ملائمة لبناء النظم الهادفة لتوظيف الإبداع التنظيمي وتطوير القد ارت المبدعة والخ ّلاقة لأف اردها،

وعات هامة في ميدان الابتكار والإبداع المعاصر)1)
الاهداف التعليمية
بعد دراسة هذه الوحدة التعليمية يجب على الطالب أن يكون قادراً على أن:

1. يتعرف على فلسفة الابتكار والإبداع 2. يعدد أهم الد ارسات التي تبنى عليها الفلسفة الابتكارية والإبداعية 3. يحدد المفاهيم التي يقوم عليها علم النفس الابتكاري والإبداعي 4. يتعرف على مي ازت التفكير الإبداعي 5. يعدد أهم استخدامات التفكير الإبداعي 6. يحدد خطوات صنع العقلية الابتكارية الإبداعية 7. يتعرف على أهم النظريات التي تناولت تحقيق الذات 8. يرتب الحاجات الإنسانية حسب هرم ماسلو 9. يعدد مجموعة ط ارئق تحقيق الذات كما وضعها ماسلو


2. يحدد العوامل التي تبين العلاقة بين الابتكار والإبداع وتحقيق الذات
   أولاً: مقدمة حول الإبداع والابتكار Introduction
   إن الإنسان المبتكر والمبدع هو شخص له من السمات والخصائص ما لدى الأف ارد والأشخاص الآخرين، فهو لا يختلف عنهم من حيث شكله ومظهره، أو لباسه وحياته، ولكنه يختلف في طريقة تفكيره وقد ارته وخصائصه العقلية التي تتسم بالصفة الابتكارية والإبداعية، فكل فرد قد يكون مبتك ًار ومبدعًا فيما لو استعمل قد ارته أو طَّور معارفه ومها ارته واتجاهاته، وعمل على تنميتها وتطويرها بإ اردة قوية. وعلى هذا فإن الابتكار والإبداع هو قدرة ذهنية تدفع الفرد إلى السعي والبحث عن كل ما هو جديد، سواء
   أكان في مجاله عمله، أم حياته، أو حتى في علاقاته وشخصيته واد اركه لهذا الجديد بصورة صحيحة. إن الابتكار والإبداع ليس شيئًا بعيدًا عن متناول الأف ارد، فالفرق بين المبتكرين والمبدعين والأف ارد والأشخاص الآخرين، هو أن ابتكا ارتهم وابداعاتهم كانت في مجالات وموضوعات لها الأثر الكبير في حياة الأف ارد والناس، وبذلك فإن هناك إنتظامًا أكثر لهم من الأف ارد العاديين. وسندرس في هذه الوحدة التعليمية الكثير من الموضوعات المعاصرة المرتبطة بموضوع الابتكار والإبداع وتحديد مدى أهميتها والحاجة إليها في ميدان الأعمال.
   2
   ثانياً: فلسفة الابتكار والإبداع Innovation and Creativity :Philosophy
   تعتمد الفلسفة الأساسية للابتكار والإبداع على فكرة أن جميع الأف ارد يمتلكون كافة القد ارت والسمات الابتكارية والإبداعية، ولكن هذه القد ارت والسمات تتفاوت درجاتها من فرد لآخر، فهي المصدر الأساسي للاختلافات والتفاوتات بين جميع الأف ارد، أي أن الفروق الموجودة بين الأف ارد والجماعات هي فروق في الدرجة وليس في النوع، أو فروق كمية وليست كيفية، وهذا ما ينطبق بالطبع على المبتكرين والمبدعين، فالقد ارت والسمات الابتكارية والإبداعية التي يتمتعون بها تفوق القد ارت والسمات الموجودة عند سائر الأف ارد الآخرين، وعلى هذا فإن الفلسفة الابتكارية والإبداعية تعتمد على الطريقة المستخدمة في إظهار
   واب ارز هذه القد ارت والسمات والط ارئق والأساليب المعتمدة في ذلك.
   إن الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة الابتكارية والإبداعية هو أساس نفسي، فمن وجهة نظر علماء النفس، لم يعد من الضروري أن يكون الفرد مبدعًا ومبتك ًار بحد ذاته لكي يدرس الابتكار والإبداع، كما لم يعد من المستحيل أن نحاول د ارسة القد ارت الابتكارية والإبداعية عند غير المبتكرين والمبدعين، وما دامت هذه
   القد ارت والسمات الابتكارية والإبداعية موجودة عند جميع الأف ارد فيمكن تقسيمها إلى فئتين هما:
    فئة المبتكرين والمبدعين والعباقرة.  فئة الأف ارد الذين يتمتعون بقدر ضئيل نسبياً من السمات والقد ارت الابتكارية والإبداعية.
   إنطلاقًا من الفئتين السابقتين ـ إذا نظرنا إلى الواقع ـ نلاحظ أن ثلثي الأف ارد تقريبًا يدورون حول المتوسط، والثلث الباقي يتأرجح ما بين الفئتين السابقتين، ومن هذا المنطلق ارتبطت الفلسفة الابتكارية والإبداعية بدارسة القد ارت العقلية كالذكاء مث ًلا، ولكنها لم تتخذ الشكل الحالي لها إلا بعد منتصف القرن العشرين. بالرغم من كثرة الدارسات والبحوث التي تناولت موضوع الابتكار والإبداع، إلا أن الكثير منها لا ي ازل موضوع خلاف حول تحديد من هم المبتكرين والمبدعين، فهل هم أولئك الذين يخترعون شيئًا جديدًا؟ أم أنهم أولئك الذين يسلكون طريقة جديدة غير موجودة ومعروفة سابقًا؟ أم أولئك الذين يضعون أسلوبًا جديدًا لمعالجة مشكلة ما؟ أم أولئك الذين
   3
   يكتشفون طريقة إنتاج جديدة؟ إنطلاقًا مما سبق، تعتمد الفلسفة الابتكارية والإبداعية على خمس مستويات أساسية للابتكار والإبداع توصل إليها الباحث كالفن تيلر Kalvin Taylor، وهذه المستويات الخمس هي(1):
    مجالات د ارسة الابتكار والإبداع.  د ارسة عملية الابتكار والإبداع وم ارحلها الأساسية.  دور الإلهام في عملية الابتكار والإبداع.  الإلهام بين التلقائية والإ اردة.  تقسيم المبدعين.
   والجدير بالذكر، أن الفلسفة الابتكارية والإبداعية نشأت وارتبطت بمجموعة من الد ارسات والبحوث التي شكلت قاعدتها الأساسية وركائزها الهامة، فهي بمثابة الأسس التي بنيت عليها هذه الفلسفة، ومن أهم الد ارسات التي تبنى عليها الفلسفة الابتكارية والإبداعية ما يلي:
    تجارب كاترين باتريك Patrick حول التحقيق التجريبي لفكرة م ارحل العملية الإبداعية.  الد ارسة الانتقادية لتجارب باتريك من قبل فيناك Vinack في كتابه سيكولوجية التفكير.  د ارسة روث مان Rothman على المخترعين.  د ارسة هادامارد Hadamard لتصميم إختبار التفكير الإبداعي لدى الرياضيين.  د ارسة هاريس Harris والتي قسم فيها عملية الإبداع والإبتكار إلى ستة خطوات أساسية.  دارسةكليفوردClifordالتيانتقدتفكرةالمارحلفيعمليةالإبداع.  د ارسة تفسير الإبداع من خلال عملية الحدس التي قام بها برجسون.  د ارسة تفسير فرويد للإبداع عند الفنانين بواسطة منهجه في التحليل النفسي.  الد ارسات التي قام بها تلامذة فرويد في التحليلات النفسية.  د ارسة تفسير الإبداع بتعويض النقص عند أدلر.  د ارسة تفسير الإبداع بالإسقاط عند يونج.  د ارسات إثبات الاتجاهات التحليلية في مدرسة التحليل النفسي والاتجاهات التي تعرضت لها. .Maslow وماسلو Goldstein د ارسات الإبداع بهدف تحقيق الذات عند كل من كولدستاين 
   4
    دارسة كليفورد ومعاونيه التي تهدف لكشف العلاقة بين قدارت التفكير الإبداعي وسمات الشخصية.
    د ارسة تشامبرز لسمات شخصية العلماء.  د ارسة سولر Suller لفحص الخبرة الإبداعية في ضوء مفاهيم فرويد حول العمليات الثانوية.  دارسةجيتزلزوجاكسونJetzleis&Jacksonوالتيتوصلتإلىأنالقدرةالعقليةالتي
   تقيسها اختبا ارت الذكاء، والتي تقيسها اختبا ارت الإبداع تكاد تكون واحدة.  د ارسة مير Merr وبارون Barron وماكينونMackinnon التي تؤكد العلاقة بين الإبداع
   والذكاء.  د ارسة كرتشفيلد Crutchfield حول المساواة بين التفكير المستقل المناقض للمسايرة، وبين
   التفكير الإبداعي.  د ارسة بارتليت Bartlett حول مفهوم التفكير المعاصر لوصف السلوك الإبداعي.  د ارسة ادوارد دي بونو Bono والتفكير الإبداعي، والذي فرق بين التفكير الإبداعي والتفكير
   العمودي من خلال هذه الد ارسة.  د ارسة ووترمان وبيترز Peters & Waterman والبحث عن التفوق والإمتياز.
   إن جميع الدارسات السابقة تناولت فلسفة الابتكار والإبداع، فكل منها درس جزءًا هامًا من هذه الفلسفة الابتكارية والإبداعية، ولكن ما يمكننا قوله، أ َّن بعض هذه الد ارسات تحولت إلى نظريات كنظرية ادوارد دي بونو والتفكير الابتكاري، ونظرية كليفورد، وغيرها، ولكن الشيء الهام أن هذه الد ارسات والنظريات لم تحاول الوصول حتى الآن إلى صياغة وتشكيل نظرية متكاملة للابتكار والإبداع سواء على مستوى المنظمات أم
   على مستوى المجتمع ككل.
   5
   ثالثاً: علم نفس الابتكار والإبداع Creativity and Innovation :Psychology
   يعتمد علم النفس في مجالات الابتكار والإبداع على المفاهيم الخاصة بالتحليل النفسي Psychological Analysis، ومن أهم المفاهيم التي يقوم عليها علم النفس الابتكاري والإبداعي التالي(2):
   الشعور Consciousness:
   يعَّرف الشعور على أنه مجموعة الأحاسيس والإد اركات وعناصر الذاكرة التي ترتبط بجميع جوانب الحياة العقلية للفرد، أي أنه الجانب العقلي الذي يضم كل ما يدركه ويعيه الفرد، وبالتالي يجب التمييز بينه وبين الجانب اللاشعوري من العقل، وعلى هذا فإن الوعي بهذا الشعور هو إحدى الصفات والخصائص الأساسية التي تميز النوع الإنساني، وهذا يعني أنه لكي يكون الفرد واعيًا يجب أن يمتلك شعوًار ذاتيًا، وأن تكون لديه القدرة على الم ارجعة العقلية لما يجري، وفهم ما يجري واد اركه والتوصل إلى حل بشأنه، وهذا الإهتمام بالشعور والوعي هو الجانب الأساسي للعملية الابتكارية والإبداعية الذي يكون من نتائجه
   الوصول إلى ما هو مقصود ومنشود.
   عقدة أوديب Oedipus Complex:
   تشير هذه العقدة لمجموعة الرغبات والمشاعر والأفكار اللاشعورية التي تقوم على أساس الرغبة في امتلاك الوالد أو الوالدة من الجنس المقابل، ويعتقد فرويد أن هذه العقدة ذات مستوى عالمي، فهي موجودة لدى جميع الأف ارد في دول العالم، وهذا ما رفضته الد ارسات الأنثروبولوجية التي أجريت بعد ذلك.
   إن الأصل النظري لهذه العقدة، التي ُيشتق اسمها من شخصية أوديب الأسطورية، قد جاء من خلال مسرحيتين للكاتب الإغريقي الشهير «سوفوكليس»، ويستخدم المصطلح في الوقت الحالي ليشير إلى هذه العقدة لدى الذكور والإناث.
   إن النظرية التحليلية النفسية تعطي إنتباهًا أقل لهذه العقدة في الوقت الحالي، وحاليًا يتم التأكيد على د ارسة العلاقات المبكرة بين الطفل وأمه، والكثير من الباحثين النفسيين ينظرون الآن إلى هذه العقدة
   6
   باعتبارها مشتقة من الخب ارت والص ارعات المبكرة، ويمكن الاستفادة من هذه العقدة في الحصول على الكثير من الأفكار الابتكارية والإبداعية لاسيما في المجال الفني.
   اللاشعور Unconsciousness:
   يعَّرف اللاشعور على أنه: حالة تتميز بافتقاد الوعي أو نقصه بالعمليات الداخلية التي تحدث، والتي ترتبط بالجانب الخارجي من الشعور، وبذلك فهو يستخدم للإشارة إلى عمليات الإثارة العقلية التي تحدث في حالات الغيبوبة والنوم العميق أو نتيجة للتخدير العام.
   ويستخدم هذا المصطلح في مجال علم نفس الأعماق Depth Psychology للإشارة إلى الموقع أو المكان أو الجانب النفسي الذي يتضمن جميع الوظائف المكبوتة الخاصة بالـ "هو"، وبذلك يتكون اللاشعور من الدوافع والرغبات البدائية والذكريات والصور والنزعات التي تثير القلق إلى حد كبير ولا
   يمكن قبولها عند مستوى الشعور، ومن ثم يتم تحويلها إلى منطقة اللاشعور وكبتها هناك.
   الكبت Repression:
   يعني الكبت الإخفاء والقمع والتحكم والرقابة والاستبعاد، وقد استخدم هذا المصطلح ليشير إلى العمليات العقلية المفترضة التي تنشط من أجل حماية الفرد من الأفكار والاندفاعات والذكريات التي يمكن أن ينتج عنها القلق والخوف والشعور بالذنب إذا أصبحت واعية في مجال الشعور الشخصي، وقد تم النظر إلى
   هذا المفهوم باعتباره وظيفة تقوم بها الأنا (الذات)، وباعتباره يشتمل على مجموعة من العمليات مثل:
   :Primal Repression الكبت الأساسي  يحدث في هذا النوع من الكبت منع واعاقة الاندفاعات والدوافع البدائية والمحرمة من الوصول إلى مستوى الشعور.
   :Primary Repression الكبت الأولي  يتم فيه إبعاد المحتوى العقلي المنتج أو المثير للقلق بقوة بعيدًا عن مجال الشعور، ويمنع من الظهور مرة أخرى.
   :Secondary Repression الكبت الثانوي  يتم فيه كبت العناصر التي يمكن أن تخدم إثارة الذكريات، أي جعل الفرد يتذكر تلك المادة التي قام بكبتها.
   7
   يظهر الكبت ويكشف عن نفسه من خلال إسقاطه لنفسه في شكل رمزي مميز، وخاصة في الأحلام والأفعال اللاإ اردية والأم ارض النفسية، وكذلك في الإبداع الفني.
   التسامي Sublimation:
   يشير التسامي إلى العملية التي يتم من خلالها تهذيب واعادة الدوافع والاندفاعات البدائية والغريزية والمحرمة في شكل سلوكيات جديدة وغير غريزية، ويستخدم هذا المصطلح لفهم السلوكيات المتعلَّمة التي تشكل سلوكيات مقبولة اجتماعيًا، بينما الاندفاعات والدوافع البدائية العميقة ليست كذلك، وقد اعتبرت
   نظرية التحليل النفسي النزعات الابتكارية والإبداعية والفنية بمثابة مظاهر خاصة لعمليات التسامي.
   العملية الأولية Primary Process:
   تشير العملية الأولية في التحليل النفسي إلى الوظائف التي تكون نشيطة عند المستوى الغريزي، وهنا يتم تصور العملية الأولية باعتبارها عملية لاشعورية، ولاعقلانية، تجهل أو تتجاهل حدود الزمان والمكان، ويتحكم فيها مبدأ اللذة والألم، وخلال هذه العملية يندفع الفرد في اتجاه اللذة، ويبتعد عن الألم.
   العملية الثانوية Secondary Process:
   تشير العملية الثانوية في التحليل النفسي إلى النشاطات الشعورية العقلية والمنطقية، وقد تم تصور هذه العمليات باعتبارها ترتبط بشكل وثيق بالأنا Ego ومبدأ الواقع، فهذه العملية تتحكم فيها حدود الواقع المنطقية والمحددة زمانيًا ومكانيًا.
   اللاشعور الجماعي Collective Unconsciousness:
   يعَّرف اللاشعور الجماعي على أنه جانب من اللاشعور يشترك به جميع البشر، وقد افترض يونج أن هذا اللاشعور موروث وينتقل عبر الأجيال، ويترك آثاره على شكل مضمون المخ الإنساني، وانه ليس فرديًا أو شخصيًا بل جماعيًا، وهو يتكون من المادة المتبقية رغم التطور الإنساني، وتتمثل المكونات الأساسية
   له في الأفكار والصور الموروثة اللاشعورية من الت ارث والأجيال.
   8
   إن جميع المفاهيم السابقة المرتبطة بعلم النفس الابتكاري والإبداعي تحمل في مضمونها ومعانيها صفة الابتكار والإبداع، فهذه الصفة قد تكون نوعًا من الإد ارك كما في الشعور، أو موروثة كما في عقدة أوديب واللاشعور الجماعي، أو قد تتميز في بعض الأحيان ببعض جوانب النقص كما في اللاشعور، أو الإخفاء والاستبعاد كما في الكبت، أو التهذيب والاندفاع كما في التسامي، أو نشيطة غريزيًا كما في
   العملية الأولية، أو قد تكون مرتبطة بمفهوم الأنا كما في العملية الثانوية.
   ومن واجب الإدارة في هذه الحالة، أو حتى المجتمع، السعي لإظهار ما هو مكبوت ولاشعوري، وتنميته وتطويره فيما إذا كان إيجابيًا ويحمل في جوهره الفكر والإبداع بكافة أشكاله.
   9
   اربعاً: ميازت التفكير الإبداعي والابتكاري Innovative and Creative :Thinking
   يتميز التفكير الابتكاري والإبداعي بطبيعة خاصة تميزه عن غيره من ط ارئق وأنواع التفكير الأخرى، ومن أهم المفاهيم والنقاط التي تميز الطبيعة الأساسية للتفكير الإبداعي التالي(3):
   يهتم التفكير الإبداعي الابتكاري بتغيير الأنماط:
   يقصد بالنمط تنظيم وترتيب المعلومات على سطح الذاكرة، أي في العقل، فالنمط هو تسلسل لنشاط عصبي متكرر، ومن الناحية العملية فإن النمط هو أي مفهوم أو فكرة أو صورة، وهو تسلسل زمني
   للأفكار والمفاهيم، ويركز التفكير الإبداعي على تغيير الأنماط، فبد ًلا من الحصول على نمط معين وتطويره، فإنه يحاول أن يعيد تركيب النمط بواسطة تنظيم الأشياء مجتمعة بطريقة مختلفة، ولأن تسلسل وصول المعلومات في نظام الإضط ارد الذاتي له تأثير قوي على طريقة ترتيبها، فإن هناك ضرورة لإعادة تركيب هذه الأنماط وذلك من أجل
   الاستخدام الأمثل للمعلومات المخزنة فيها. ومن الأمثلة على هذا المفهوم: الأفكار التي كانت مفيدة في السابق، والتي قد لا تكون بنفس الفائدة اليوم، ومع ذلك فإنها تطورت مباشرة من تلك الفكرة القديمة، وبالتالي فإن النمط قد تطور، وهو سيكون مختلفًا، وبذلك فإن إعادة التنظيم والتركيب يمكن أن يقود إلى حلول وأنماط أفضل.
   10
   التفكير الإبداعي اتجاه وطريقة لاستخدام المعلومات:
   يعد التفكير الإبداعي والابتكاري طريقة مفيدة وهامة للحصول على المعلومات الضرورية واستخدامها بط ارئق مفيدة وهامة، وباعتبار أن التفكير الإبداعي والابتكاري هو اتجاه هام، فهو طريقة محددة لاستخدام المعلومات من أجل التوصل إلى إعادة تركيب أنماط جديدة، وهناك الكثير من الوسائل
   والط ارئق التي يمكن استخدامها في هذا المجال. إن الغرض الأساسي للتفكير الإبداعي في استخدام المعلومات ليس من أجل المعلومات فحسب، وانما من أجل تأثيرها، وهذه الطريقة تتطلب النظر للأمام لا للخلف، فصاحب التفكير الإبداعي لا يهتم بالأسباب التي تقود إلى المعلومة ولكن بالتأثيرات التي تنجم فيها، وبذلك لا يعد التفكير الإبداعي عامل ترسيخ واستق ارر بل عامل استثارة وتحريض،
   ويجب أن يكون منظماً كي يصل إلى إعادة تركيب الأنماط، ولهذا السبب يجب أن يحاول صاحب التفكير الإبداعي استخدام المعلومات التي حصل عليها في مجموعة هامة من الموضوعات الأخرى، وبذلك يسمح للأفكار بالتطور والظهور بدلاً من إلغائها والحكم عليها بالخطأ.
   يرتبط التفكير الإبداعي بسلوك معالجة المعلومات في العقل:
   تتضح الحاجة للتفكير الإبداعي في القيود التي يفرضها نظام الذاكرة الإضط اردي الذاتي، فهذا النظام يعمل على خلق أنماط ثم يخلدها، ولا يشتمل هذا النظام على وسيلة مناسبة لتغيير الأنماط وتطويرها، فدور التفكير الإبداعي هو محاولة تغيير الأنماط واعادة تركيبها.
   وعلى هذا، فإن الحاجة للتفكير الإبداعي والابتكاري لا تظهر في معالجة المعلومات في العقل فقط، ولكن فعالية هذا التفكير ونجاحه يتوقف على السلوك الذي يتبع في معالجة هذه المعلومات، فهو يغير الأنماط للحصول على أنماط أفضل وأحدث، وبدون وجود هذا السلوك فإن التفكير الإبداعي يكون تفكي ًار غير
   مجٍد ويسبب الفوضى.
   11
   إن من أهم الاستخدامات للتفكير الإبداعي هي:
    الحصول على أفكار جديدة تتعلق بموضوع هام يجب دراسته: لذلك فإنه من الضروري اختيار التوقيت المناسب للحصول على هذه الأفكار الجديدة، وذلك وفقًا لنوع العمل الواجب القيام به، فالقيام بأعمال البحوث والتطوير مث ًلا تتطلب التدفق المستمر
   للمعلومات والأفكار الجديدة، وان توليد هذه الأفكار الجديدة من الأمور الصعبة جدًا، وقد لا تتوفر بالقدر الكافي، لذلك يجب تنظيمها وترتيبها وتبويبها وتحليلها للوصول إلى ما هو مفيد منها.
    الحصول على معلومات وأفكار يمكن الاستفادة منها في حل المشاكل: فقد يكون لدى الفرد دافع قوي لتوليد الأفكار الجديدة لاستخدامها في حل المشاكل، فالمشكلة
   ببساطة هي الفرق بين ما يملكه الفرد وما ينقصه، وقد تكون المشكلة تجنب شيء ما، أو الحصول على شيء ما، أو التخلص من شيء ما، أو محاولة معرفة ما يريده الإنسان.
    القيام بعملية معالجة الاختيار بالإدراك الحسي: الإد ارك الحسي هو بمثابة معالج للمعلومات تمامًا كالرياضيات، إذ يتم تجميع المعلومات بالاختيار الحسي، ووضعها في حزم يمكن معالجتها بوسائل متنوعة، ويحدد الإد ارك الحسي المعلومات التي تصنف لكل مرحلة من الم ارحل، وبذلك يشكل الإد ارك الحسي سلوك العقل الطبيعي في تشكيل الأنماط، وبد ًلا من قبول الحزم التي يعدها التفكير الإبداعي بالإد ارك الحسي والاستم ارر بمعالجة المعلومات منطقيًا أو رياضيًا، فقد يريد الشخص معالجة الحزم نفسها، ومن أجل القيام بهذا العمل يجب أن يلجأ إلى التفكير الإبداعي.
   12
   إعادة التقويم الدوري:
   تعني إعادة التقويم الدوري إعادة النظر في الأمور المسلم بها، والأمور التي لا ترتقي إلى الشك، فهي بذلك تعني تحدي كافة الافت ارضات، وليس التقويم بقصد إعادة التقويم، فقد لا يكون هناك أية حاجة له، فهناك بعض الأمور التي لم تقَّوم منذ زمن بعيد، وهذه محاولة غير مبررة لإعادة النظر في الأمور بطريقة جديدة.
   منع حدوث استقطاب أو إنقسامات حادة:
   إن أهم استخدام للتفكير الإبداعي قد يكون عندما لا يستخدم عمدًا، ولكن يعمل على اتجاه ومواقف محددة، وهو بذلك يمنع حدوث المشاكل بسبب إنقسامات حادة، أو استقطاب يفرضه العقل على ما
   يدرسه، فإذا اعترفنا بأهمية الأنماط التي يبتكرها العقل، فإننا نستخدم التفكير الإبداعي لمواجهة جمود الأنماط وغطرستها. وبالنظر إلى النقاط السابقة يجب إد ارك ما يحمله التفكير الإبداعي من خصائص ومقومات تجعله مفيدًا وهامًا في مجال د ارسات الأعمال والمنظمات، وحتى في الحياة اليومية والحياتية والمعيشية أيضًا.
   13
   14
   خامساً: كيف تصنع عقلية ابتكارية إبداعية How can you make Creative Innovative Mentality?
   لكي تصنع عقلية ابتكارية إبداعية يجب أن تعمل على توفير خصائصها ومقوماتها الأساسية التي تساعدك في إدارة ابتكا ارتك وابداعاتك، وتتمثل مقومات وخصائص العقلية الابتكارية الإبداعية التي يجب توفيرها لتحقيق ما هو مقصود في النقاط التالية(4):
   الإحساسبالتعجبوالاستغاربوحبالاستطلاع:
   إن الفرد المبتكر المبدع يجب أن يكون لديه حب الاستطلاع، والتعجب والاستغ ارب من الأمور، وهذه الصفات تساعده في تنمية وتطوير عقليته الابتكارية الإبداعية، إذ يتقبل الجديد ويطور القديم وهذا هو جوهر التطور وتكوين العقلية الابتكارية الإبداعية.
   الرغبة في التطوير المستمر والحصول على بدائل كثيرة:
   يجب أن تتوافر في الفرد المبتكر المبدع الرغبة في الحصول على كل ما هو جديد، إذ يجب أن يسعى لتطوير نفسه باستم ارر وبشكل دائم، والحصول على بدائل كثيرة تخدم الهدف والغرض الذي يسعى لتحقيقه، وذلك إنطلاقًا من فكرة أساسية هي أن الابتكار والإبداع ليس صفة وارثية، وأن أي فرد يمكن أن يطور قد ارته الابتكارية والإبداعية إذا أدرك وفهم حقيقة هذا العمل الهام. إن الفرد الابتكاري الإبداعي يجب ألا يشعر بالقناعة بأن ما يحدث أمام عينيه هو الصواب، ويجب ألا يرضى
   14
   بسهولة ويسر، بل يجب أن يحصل على أكبر قدر ممكن من البدائل حول الموضوع المدروس، ويمكنه أن يقلل من القد ارت الابتكارية والإبداعية لديه عندما يخصص الأف ارد الآخرين فيما يجب أن يعملوا، وكيف يجب أن يعملوا، واذا تم توجيههم الوجهة الصحيحة يمكن الحصول على مجموعة كبيرة من
   البدائل، ومن الطبيعي أن تحتوي هذه البدائل على كل ما هو جديد ومبتكر.
   عدم الخوف من الأفكار الجديدة والمطَّورة:
   إن الكثير من الأف ارد الابتكاريين الإبداعيين يخنقون قد ارتهم الابتكارية الإبداعية نتيجة الخوف من الحصول على الأفكار الجديدة والمطَّورة وتأثي ارتها المحتملة، ومجتمع الأعمال مليء بأولئك الأف ارد الذين يقومون بذلك. وبغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تقودهم للقيام بمثل هذه الأعمال، فهم يعتقدون أن البديل المستقبلي هو ما سيكون أفضل مما هو متاح ومتوفر، وقد نجد الكثير من الأفارد الابتكاريين والإبداعيين الذين يشعرون أن الحاضر مهما كان مناسبًا، فإن هناك الشيء الأفضل والأوفر والأحسن في المستقبل والذي يجب السعي والبحث للوصول إليه، فهم لا يخافون الأفكار الجديدة والمطَّورة، ولا يخافون المجهول، بل يقبلون عليه، ويحثونه على الظهور والبروز.
   15
   الإقبال على المستقبل بقوة:
   عندما يجري البحث في المستقبل والوصول إلى ما هو مطلوب، أي أن المستقبل يتحول إلى وقت حاضر مألوف ومريح، وبالتالي يجب الإقبال والاستمارر في البحث عن المستقبل المرغوب والمفضل بشكل أكثر قوة، إذ يجب أن تتوفر لدى الأف ارد الابتكاريين الإبداعيين صفة التصور لمستقبل
   أ ك ث ر إ ش ار ق ً ا .
   القدرة على التأكد من الأفكار الجديدة والمطَّورة:
   إن الفرد المبتكر المبدع، هو الذي يشجع الابتكار والإبداع، وهو الذي يعطي إهتمامًا خاصًا بالأفكار الجديدة والمطَّورة التي يطرحها هو والأف ارد الآخرين، ويجب أن يهتم المفكرون والمبدعون بالأفكار التي يطرحونها إلى درجة كبيرة، والقيام بالتأكد منها واختيارها لمعرفة مدى صلاحيتها وملاءمتها للموضوع، ويمكن القول في هذا المجال، أن لحظة الإثارة هي تلك اللحظة التي تضع فيها هذه الأفكار الجديدة والمطَّورة في قالب التجريب والاستعمال.
   16
   المرونة في التعامل مع الأفكار الجديدة والمطَّورة:
   لكي تتحقق ال ارحة المطلوبة من التعامل مع الأفكار الجديدة والمطَّورة، يجب رؤية نتائج هذه الأفكار، فإذا حققت الأفكار الجديدة والمطَّورة النتائج المرجوة والمرغوبة منها، أصبحت بذلك أفكا ًار قديمة يجب العمل على تطويرها وتحديثها، أو الحصول على أفكار جديدة بشأنها، لذلك يجب تقديم المساعدات الضرورية والتشجيع والحث على تقديم أفكار تكون أكثر ملاءمة، فالمساعدة والتشجيع لا تخفق وتعوق الدوافع الابتكارية والإبداعية.
   إن النقاط السابقة هي التي تساعد في إنشاء وتكوين عقلية ابتكارية إبداعية تأتي بأفضل الأفكار وكل ما هو جديد ومبتكر، بحيث يمكن استخدامه وتسخيره في مجال الأعمال.
   17
   سادساً: الابتكار والإبداع وتحقيق الذات Innovation and Creativity and Self Actualization:
   يرى بعض أصحاب النظريات الابتكارية الإبداعية، بأن الابتكار والإبداع هو نتيجة دافع أساسي لدى المبتكرين والمبدعين، وهذا الدافع هو الذي يطلق عليه تحقيق الذات -Self actualization فالمبتكرون والمبدعون يتميزون بحاجتهم للارتباط بالعالم المحيط بهم، والإنتاج الابتكاري والإبداعي هو الوسيلة الأساسية في ذلك، فهو بمثابة الصلة والعلاقة أو ال اربطة التي تربط بين المبتكر والمبدع وبين العالم الذي يعيش فيه والذي هو جزء منه، وهكذا نجد أن المبتكرين والمبدعين يمرسون أنفسهم ويحققون ذاتهم في الفعل الابتكاري والإبداعي الذي يقومون به.
   وسندرس العلاقة بين الابتكار والإبداع وتحقيق الذات في النقاط التالية:
   نظريات تحقيق الذات Self Actualization Theories:
   إن من أهم النظريات التي تناولت تحقيق الذات النظريات التالية:
   نظرية كولدستاين Goldstein’s Theory:
   تعد نظرية Goldstein أول نظرية تناولت مفهوم تحقيق الذات، حيت ترى أن الدافع الوحيد الذي يوجه نشاط
   الحياة وتقدمها هو النشاط الذي يسعى فيه الفرد لتحقيق ذاته، فالإنجا ازت الثقافية التي يحققها الفرد في أري Goldstein ما هي إلا تعبير عن قدرة الفرد على الإبداع وميله لتحقيق ذاته من خلال الأفعال الابتكارية والإبداعية التي يمارسها، وان ميل واتجاه الفرد لتحقيق ذاته قد يجعله يدخل في ص ارع مع بيئته، وهذا الص ارع قد ي ارفقه صدام وشعور بالقلق، لأن الفرد المبدع الذي يغامر بالدخول في مواقف كثيرة يعرض نفسه لصدمات، ويجد نفسه في مواقف قلق أكثر مما يحدث
   للفرد العادي، إلا أن تحمل القلق يعد سمة من سمات الشجاعة التي تميز المبتكرين والمبدعين، فهو قلق ضروري ولازم لمن يريد تحقيق ذاته.
   18
   نظرية ماسلو Maslow’s Theory:
   لقد تناولت نظرية ماسلو للشخصية مفهوم تحقيق الذات، فقد بنى ماسلو نظريته على مجموعة من
   الحاجات Needs سندرسها بعد قليل، فهو يتصور الحاجات التي تحرك سلوك الإنسان الفرد على شكل هرم، وبالتالي فإن الفرد لا يستطيع أن يشبع مستوى من هذه الحاجات بدون أن يشبع المستوى الأدنى منه، فالفرد على سبيل المثال لا يمكن أن يفكر في تحقيق ذاته قبل أن يشبع حاجته للطعام، ويحاول ماسلو تعميم هذا المفهوم على مظاهر الابتكار والإبداع لدى أغلب الأف ارد، وهو يطبق تحقيق الذات على ما يظهر من إبداع الحياة اليومية للناس العاديين أثناء ممارستهم لأعمالهم العادية، وهذا ما أطلق عليه الإبداع المحقق
   للذات Self-actualizing Creativeness.
   نظرية روجرز Roger’s Theory:
   يعتبر روجرز صاحب مدرسة شهيرة في العلاج النفسي، وهو ينظر إلى الابتكار والإبداع باعتباره يصدر أساسًا عن ميل لدى الفرد لكي يحقق ذاته ويستغل أقصى إمكانياته، إلا أنه ينظر نظرة أخرى إلى الابتكار والإبداع، حيث يتخذ صورة تخريبية فيما إذا صدر هذا الابتكار والإبداع عن اللاوعي بمجالات الخبرة الواسعة للفرد، أو إذا حدث كبت لهذه المجالات، ويذكر بأن خبرته في العلاج النفسي أثبتت له أن الفرد عندما يتفتح أمام كل خبرته، فإن سلوكه يصبح عندئذ ابتكاريًا إبداعيًا، ويكون ابتكاره وابداعه من النوع البناء الذي يؤدي لشفائه.
   هرم الحاجات الإنسانية Human Needs Hierarchy:
   افترض أب ارهام ماسلو Abraham H. Maslow أن الرغبات الإنسانية هي بمثابة دوافع Motives مرتبة على شكل هرم كالتالي:


3. الحاجات الفسيولوجية "Psychological Needs". 2. حاجات الأمان "Safety Needs". 3. حاجات الحب والانتماء "Belongingness and Love Needs".
   19


4. حاجات الاحت ارم "Esteem Needs". 5. حاجات تحقيق الذات "Self-actualization Needs".
   ويصور الشكل رقم (1) هذه الحاجات.
   إن ترتيب الحاجات السابقة يقوم على افت ارض أساسي وضعه ماسلو وهو أنه: «كلما انخفضت درجة الدافع على هذا الهرم كانت أسبقيتها، ومن ثم سطوها أكبر على الفرد بشكل عام».
   لقد ف َّسر ماسلو الحاجات السابقة كالتالي:


5. الحاجات الفسيولوجية: تتضمن الحاجات التي تهتم بالمحافظة على النظام الفسيولوجي الإنساني الذي يضمن للفرد الحياة كالطعام والش ارب والجنس وال ارحة... الخ، وتعتبر هذه الحاجات أقوى الحاجات الإنسانية، وهي في العادة تسيطر على باقي حاجات الإنسان إذا لم تكن مشبعة.
   ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من الحاجات، الفرد الجائع بدرجة كبيرة ولفترة طويلة لن يفكر بتأليف الموسيقى أو بناء عالم جديد أو ابتكار نظرية جديدة، إنه يكون مشغوًلا أكثر بكيفية الحصول على ما يشبع حاجاته الأساسية.


6. حاجات الأمان: تتضمن الحاجات التي توفر للفرد الحماية من الأخطار البيئية، والتي تشكل خط ًار حتميًا عليه،
   أو خط ًار اقتصاديا متعلقًا باستم اررية عمله ودخله المادي الذي يوفر له مستوى محددًا من المعيشة.
   ومن أهم الأمثلة على هذا النوع من الحاجات شعور الإنسان بالتهديد وفقدان الأمن خلال الحرب وموجات الجريمة والفيضانات والزلازل والخلل الاجتماعي أو الفوضى الاجتماعية، وما شابه ذلك من الظروف التي تزداد فيها حاجة الإنسان إلى الأمن والأمان أكثر من غيرها.
   20


7. حاجات الحب والانتماء: بما أن الإنسان مخلو ٌق اجتماعي يعيش ضمن جماعات إنسانية، وبالتالي فإن لديه حاجات اجتماعية يسعى لإشباعها كالحب والصداقة والانتماء، والقبول من الآخرين. ويؤكد ماسلو أن هناك علاقة وارتباط قوي ما بين خب ارت الطفولة الدافئة والصحة النفسية خلال الرشد، فالحب هو شرط أساسي مسبق للارتقاء الصحي لدى الإنسان.


8. حاجات الاحترام:
   يتضمن هذا النوع من الحاجات شعور الإنسان بقيمته وأهميته، وهي تشمل المكانة الاجتماعية، واعتارف الآخرين بالفرد وتقبلهم له وانتباههم إليه، والمركز الاجتماعي، والشهرة، والسمعة الطيبة... الخ. وتقسم حاجات الاحت ارم في نظر ماسلو إلى مجموعتين هما:
   o المجموعة الأولى: تتضمن احت ارم الفرد لذاته وشخصه، مثل الرغبة في الكفاءة أو التمكن والثقة وقوة الشخصية والإنجاز والاستقلال والحرية.
   o المجموعة الثانية: تتضمن احت ارم الفرد من قبل الآخرين، مثل المكانة الاجتماعية والاعت ارف والتقبل من الآخرين والمركز الاجتماعي.


9. حاجات تحقيق الذات:
   تتمثل هذه الحاجات بالرسالة التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها في حياته، كأن يكون مدي ًار، أو رجل أعمال وغير ذلك، ويأتي إشباع هذه الحاجة أن تحقيقها لدى الفرد يتم بعد إشباع جميع الحاجات السابقة. إن المبدأ الخاص بتحقيق الذات لدى ماسلو جدير بالاهتمام الكبير، وذلك لأنه يجعل المرء يطمح ويتوق إلى ما يمكن أن يكون عليه، ومن ثم يعيش في حالة من الحماس والتوجه نحو أهداف معينة، وهذا المبدأ ذو علاقة وثيقة الصلة بالابتكار والإبداع.
   21
   طارئق تحقيق الذات Self Actualization Methods:
   لقد وضع ماسلو مجموعة من الط ارئق لتحقيق الذات تتمثل في:
   التركيز Concentration:
   يقصد بالتركيز في تحقيق الذات: الخبرة الكلية الذاتية المتوفرة لدى الفرد، والتي تقوم على أساس التركيز الكامل والاستغ ارق الكلي في العمل، فقد يكون هناك لحظات من الوعي المرتفع والاهتمام الكبير أطلق عليها ماسلو اسم لحظات تحقيق الذات.
   خيارات النمو Growth Choices:
   يعني تحقيق الذات ضمن هذا المفهوم اتخاذ الق ار ارت الخاصة بخيا ارت مناسبة لنمو الذات، فعلى سبيل المثال يجب أن نختار بين الأمن والمخاطرة، وبين التقدم والتأخر، وكل خيار من هذه الخيا ارت له جوانبه الإيجابية والسلبية، فخيار الأمن يعني خيار البقاء بجوار ما هو معروف ومألوف، وبذلك تصبح المخاطرة أم ًار ليس بذي قيمة، إن خيا ارت النمو تعني أن يفتح الفرد آفاق ذاته أمام الخب ارت الجديدة والمتحدية وأن
   يخاطر بمعرفة الجديد والمجهول.
   الإدراك الذاتي Self-Awareness:
   إن الفرد المحقق لذاته يكون أكثر إد اركًا لها ووعيًا بطبيعته الداخلية الخاصة، وبذلك يقرر لنفسه ما يريد ويرغب بصرف النظر عن آ ارء الآخرين.
   الأمانة والإخلاص Honesty:
   تعتبر الأمانة والإخلاص وتحمل الفرد المسؤولية عن أفعاله وأعماله عنص ًار أساسيًا في تحقيق الذات، ويقول ماسلو بأنه يجب أن ننظر ضمن أنفسنا قبل أن نجيب، ففي كل مرة نفعل ذلك نقترب أكثر من ذاتنا الداخلية.
   22
   الحكم والتقييم Judgment:
   إن التقييم يؤدي للحصول على خيار أفضل حول ما هو صحيح بالنسبة لكل فرد سواء أكان ذلك في مجال الفن، أو الد ارسة، أو الزواج، أو غير ذلك من مجالات الحياة المختلفة.
   التطوير (التنمية) الذاتية Self development:
   تتحقق الذات من خلال التطوير المستمر لإمكانات الفرد وقد ارته، وهذا يعني استخدام ما يتمتع به الفرد من إمكانات وقد ارت، وبالتالي فإنه يحاول أن يقوم بالأشياء جيدًا، وبشكل خاص الأشياء التي يرغب بالقيام بها، إن تحقيق الذات عملية غير منتهية تشير إلى نشاط الحياة المستمرة والعمل الدائم والارتباط
   بالعالم بشكل دائم، وهي ليست مرتبطة بعمل هام واحد في حد ذاته.
   خبرات الذروة Peak Experiences:
   تمثل خب ارت الذروة لحظات عابرة في تحقيق الذات، وهي اللحظات التي يشعر فيها الفرد أنه متكامل وأنه أكثر وعيًا واد اركًا للبيئة المحيطة به، وهي تمثل أيضًا اللحظات التي نشعر فيها أننا أكثر حبًا وتقب ًلا للآخرين، واننا أكثر تحر ًار من الص ارعات الداخلية والقلق، واننا أكثر قدرة على وضع طاقاتنا في أشكال
   إيجابية وبنائية.
   فقدان الدفاع عن الأنا Lack of Ego Defense:
   إن إحدى ط ارئق تحقيق الذات هي تعرف الفرد على مكوناته الدفاعية وعلى قصوره، وقدرته على إسقاط هذه الدفاعات في الوقت المناسب، وهنا يجب معرفة الط ارئق التي نقوم من خلالها بتشويه أو تحريف صورنا الخاصة عن ذواتنا وعن البيئة المحيطة بنا، وذلك من خلال تبني آليات دفاعية كالكبت والإسقاط
   وغيرهما من الوسائل الدفاعية.
   23
   إن أهم الخصائص التي يتمتع بها الفرد المحقق لذاته كما حددها ماسلو هي(5):
    إنه أكثر كفاءة في إد اركه للواقع، وأكثر ارتياحا في علاقاته به.  يتقبل الذات والآخرين.  يتسم بالتلقائية.  التركيز على مشكلة ما.  الحاجة للخصوصية.  الاستقلال في علاقات البيئة
   والثقافة.  القدرة على انت ازع النشوة
   والإلهام والمتعة.  لديه خب ارت باطنية يستخدمها في الحياة بشكل عميق وصحيح.  لديه اهتمامات اجتماعية.  لديه علاقات شخصية حميمة وقوية.  يتسم بصفة الديمق ارطية في علاقاته.  يميز بين الوسائل والغايات.  لديه إحساس بالفكاهة والمرح.  يتسم بالإبداعية والأصالة.  يقاوم عمليات التنميط والقولبة الثقافية له.
   ووفقًا للخصائص والط ارئق السابقة يؤكد ماسلو أن الابتكار والإبداع شيء شديد الظهور لدى الأف ارد المحققين لذواتهم أكثر من غيرهم، فمفهوم الإبداع والابتكار يكاد يطابق مفاهيم الصحة النفسية وتحقيق الذات والامتلاء بالإنسانية.
   24
   العلاقة بين الابتكار والإبداع وتحقيق الذات: The Relation between Innovation, Creativity and Self Actualization
   ميز ماسلو Maslow بين نوعين من الإبداع هما:
   Special Talents الإبداع في المواهب الخاصة  Creativeness: ويرتبط هذا النوع من الإبداع بالإبداع العلمي والفني والأدبي.
   Self Actualizing الإبداع في تحقيق الذات  Creativeness: ويرتبط هذا النوع من الإبداع بمجالات الحياة المختلفة، ويظهر هذا النوع من خلال
   ط ارئق ووسائل يستخدمها الفرد لتحقيق ذاته.
   إن النوع الأول للإبداع لا يستبعد النوع الثاني، فالإبداع العلمي والفني الذي يستند على مواهب خاصة يطمح أيضاً لتحقيق الذات كنزعة إنسانية لا تقتصر فقط على الآداب والعلوم والفنون، بل على جميع نشاطات الإنسان، وهذا يعني أن نزعة تحقيق الذات أكثر شمولاً واتساعاً من الإبداع الفني والعلمي والأدبي، فهي ليست م اردفة له، إلا بقدر ما يكون مفهوم الإبداع والابتكار شاملاً لجميع نشاطات الإنسان المتميزة المختلفة سواء أكانت فنية أم علمية، ويظهر عمق العلاقة بين
   الابتكار والإبداع وتحقيق الذات في العوامل التالية:
   الإدراك Perception:
   إن الجانب الهام في عملية تحقيق الذات هو جانب الإد ارك، وبذلك فإن الإد ارك عامل هام من عوامل تحقيق الذات، وهو لا يرتبط بالتصو ارت والتجريدات والتوقعات والمعتقدات والقوالب النمطية من التفكير، وانما يرتبط بالواقع الفعلي الذي يعيشه الفرد الذي يسعى لتحقيق ذاته.
   التعبير Expression:
   إن سلوك الفرد الذي يسعى لتحقيق ذاته يجب أن يتسم بالتلقائية والتعبير، ويجب أن يتدفق سلوكه بسهولة وحرية دون عوائق أو نقد ذاتي، ويجب أن يكون لدى الفرد القدرة على التعبير عن الأفكار والاندفاعات
   25
   دون تردد أو خوف من سخرية الآخرين التي تحولت لتكون جانبًا جوهريًا من الإبداع في تحقيق الذات، وقد استخدم روجرز تعبير الشخص كامل التوظيف لقد ارته كي يعبر عن هذه الحالة.
   البساطة Simplicity:
   من الأمور التي توصل إليها ماسلو أن سلوك الأف ارد ذوي الإبداع في تحقيق الذات يجب أن يكون شبيه بإبداع الأطفال السعداء الذين يشعرون بالأمن، فهذا الإبداع يجب أن يتم بتلقائية وسهولة تامة دون أية عوائق أو مشاكل تصاحبه.
   التآلف مع المجهول Affinity for the Unknown:
   يتسم الأف ارد الذين درسهم ماسلو بعدم الخوف من الأشياء المجهولة الغامضة، بل أنهم كانوا ينجذبون بطريقة إيجابية، أي كانوا يختارون الأشياء ويفكرون فيها، ويستغرقون في تأملها، فالفرد القلق الذي يخاف المجهول والمثير للشك وغير المؤكد وغير المكتمل، قد لا يستطيع التآلف مع المجهول بدرجة كبيرة.
   حل الثنائيات المتعارضة Resolution of Dichotomies:
   لقد أدرك ماسلو أن حب الذات ضروري من أجل حب الآخرين، وأن الفرد غير القادر على حب ذاته قد لا يكون قاد ًار على حب الآخرين، وأن الأنانية والغيرة ليس بالضرورة أن يكونا أمرين متعارضين، وان النظر إليهما باعتبارهما لا يمكن أن يوجدا معًا يكون موجودًا فقط عند المستويات المنخفضة من النضج
   والارتقاء النفسي.
   لقد وجد ماسلو خلال د ارساته العديد من النماذج والأدلة على وجود ثنائيات متعارضة، يقوم الفرد المحقق لذاته بتسجيلها على شكل وحدات متكاملة، ومنها على سبيل المثال، المعرفة مقابل العاطفة، والقلب مقابل العقل، والرغبة مقابل الحقيقة، فالمعرفة قد تكون ذات بنية عاطفية، وقد تصبح الغريزة والعقل في وحدة دون تعارض، وان الواجب يتحول هنا إلى متعة مثلما تتحول المتعة إلى واجب وتمتزج به، وهكذا
   فالتمييز بين العمل واللعب يصبح هنا باهت الظلال.
   26
   عوامل أخرى:
   إضافة إلى العوامل السابقة يضيف ماسلو عوامل أخرى متعددة تتمثل في:
    التحرر من الخوف.  خب ارت الذروة.  السعي نحو الكفاءة والسيطرة، وغيرها من العوامل والشروط اللازمة والضرورية والملازمة
   للعمليات الابتكارية والإبداعية.
   27
   الخلاصة
   يقوم الإبداع والابتكار بدور فاعل في حياة المجتمعات عامة وبيئات الأعمال خاصة، وعلى مختلف المستويات سواء الفردية أو الجماعية أو المؤسسية، كما يلعب دوًار بارًاز في تحسين الجودة للمنتج أو الخدمة، لينسجم مع المتطلبات المتجددة للمنتفعين والمستهلكين.
   بعد أن ازداد الطلب على النشاط الابتكاري والإبداعي، دعت الضرورة إلى وجود وخلق الطاقة المفكرة، لذلك سعت المنظمات جاهدة لإيجاد أسس ملائمة لبناء النظم الهادفة لتوظيف الإبداع التنظيمي وتطوير القد ارت المبدعة والخ ّلاقة لأف اردها، وبناء الأنشطة على أسس مهنية متينة، لأن الإبداع يبدأ من المنظمة
   والقائمين على إدارتها ثم يعود بالمنفعة الشاملة على كل الأط ارفا