Lakhasly

أتذكر قبل سنوات من فراقك يا أخي
في ذاك الوقت كنا نجهز لي زفاف أختنا نور ولم يعد على زفافها الكثير من الوقت. كنت أقول في نفسي عجبا له وأشد العجب كيف يُفضل تلك البندقية علينا جميعا ؟! كيف يفعل هذا ؟. كنت أود لو أمحي بندقيتك التي تشاركني فيك بكل كبرياء؛ يبدوا أنها فعلا ذات حظٍ وشأن عظيم ؛ ليتني كنت إياها فأذهب واغدوا معك ولم يعتصر فؤادي فراقك ما أبشع تلك الأيام وما أثقلها علي قلبي، أذكر ذلك اليوم الذي عدت فيه بعد أيام من رحيلك، وقد كانت عيناك مستبشرة وهببت من مكانك قائلا: فإن لم يكن من نصيبنا النصر فإن الاستشهاد هو الغاية، وفرح لرأيك بخير وسلام، قبل أن تأتي تلك البندقية وتحتضنك بعيدا ؛ في الواقع إن بيني وبين البندقية قصة غيره قديمة ؛ كنت أتساءل؟ كيف يُفضلها كل المجاهدين علي عائلاتهم ، فهيا مدلله بين ايديهم وها أنا قد تم توديعي على عجلة وسرعة، لتذهب هي معك وأبقى أنا أترقب أثار خطواتك، تساءلت في خاطري هل سيكون لهذا النهار شروق؟ هل ستطل علينا الشمس أم إننا سنودع الأرض والشمس وكل شيء أين الأمان يا ترى ؟ في تلك الايام لم نسمع إلا باسم الجثث. الجثث! مصطلح جديد وكلمه مجهولة ؛ هل إذا ناديتك ستشعر بي وترد علي.

ذكرى فقيدي..
أتذكر قبل سنوات من فراقك يا أخي

في ذاك الوقت كنا نجهز لي زفاف أختنا نور ولم يعد على زفافها الكثير من الوقت.. أذكر ذاك اليوم جيدا عندما أخبرتنا أنك ستذهب إلى ساحات القتال مودعا لقد كانت أمي حزينة كثيرا في تلك الأيام، وأجواء البيت كلها كئيبة، أما أنا فقد تحسر فؤادي على غيابك وأريدك أن لا ترحل عني أبدا عجزت حتي عن الابتسامة ؛ كنت أقول في نفسي عجبا له وأشد العجب كيف يُفضل تلك البندقية علينا جميعا ؟! كيف يفعل هذا ؟... كنت أود لو أمحي بندقيتك التي تشاركني فيك بكل كبرياء؛ وكأنها تعرف بأنها أغلى مني لديك! فتغيظني في دهاء وتتدلل في يديك تدلل الحوريات ، يبدوا أنها فعلا ذات حظٍ وشأن عظيم ؛ ليتني كنت إياها فأذهب واغدوا معك ولم يعتصر فؤادي فراقك ما أبشع تلك الأيام وما أثقلها علي قلبي، أذكر ذلك اليوم الذي عدت فيه بعد أيام من رحيلك، وقد كانت عيناك مستبشرة وهببت من مكانك قائلا: فإن لم يكن من نصيبنا النصر فإن الاستشهاد هو الغاية، كم أنني كنت ساذجة! وتساءلت حينها هل الموت من رحم الحياة أم الحياة من رحم الموت ؟ ولم أعرف شعوري حين آنذاك، كان بين فقد، وقلق، وفرح لرأيك بخير وسلام، أتذكر ذلك اليوم الذي سترحل فيه ليكن آخر لقاء بيننا وآخر حضن أرتمي عليه بكل بحب وارتياح، قبل أن تأتي تلك البندقية وتحتضنك بعيدا ؛ في الواقع إن بيني وبين البندقية قصة غيره قديمة ؛
لم أكن أعلم وقتها بأني سأكون متيمة بها، وأغار على من يحملها يوم كنت أغار عليك منها، كنت أتساءل؟ كيف يُفضلها كل المجاهدين علي عائلاتهم ، فهيا مدلله بين ايديهم وها أنا قد تم توديعي على عجلة وسرعة، لتذهب هي معك وأبقى أنا أترقب أثار خطواتك، لا أعرف ما سر هيامك بها ، حتى تتركني من أجلها، ما زلت أتذكر تلك الأيام عندما احتلني شعور الخوف من أصوات ما يُسمى بالقصف ! في هذه اللحظة احتضنت أمي وبكيت بُكاء مودع وكأني شَعرتُ بُقرب هازم اللذات. تساءلت في خاطري هل سيكون لهذا النهار شروق؟ هل ستطل علينا الشمس أم إننا سنودع الأرض والشمس وكل شيء أين الأمان يا ترى ؟
هل هو بحوزتك أم بحوزتنا في المنزل ؟
هل نحن أقرب للموت أم أنت ؟هل سأراك مجددا؟
أسئلة في بالي تزيد من الموقف سوء، وتتعالى أصوات بداخلي تنادي باسمك وتصرخ تكاد تمزق نياط قلبي وأنت لا تجيب! وبعد ساعات بدأت الأرواح تُحصد، تاركة أرض محتلة حزينة تشتاق لأبناها، ولم أكن أعلم حينها هل نجى من انتزعت روحه أم من بقت في جسده يا لها من معادلة صعبة تزداد تعقدا كلما انتزعت روح من أرواح أحبابنا، لتفارقنا ويبقى لنا جسد مودع أيامنا بابتسامة الشهداء على وجهه، في تلك الايام لم نسمع إلا باسم الجثث... الجثث! مصطلح جديد وكلمه مجهولة ؛ ما معنى الجثث ؟
هل من المعقول أنك يا أخي أصبحت جثه ؟
ماذا يعني هذا ؟ ... هل لك أن تعود
أم سيبقى اسمك جثة إلى الأبد ؟
هل إذا ناديتك ستشعر بي وترد علي..
أخي لما لا ترد على اسمك التي لطالما استمعت لي حين ناديتك به؛ يا ترى إن ناديتك يا جثة ، ستسمع ؟
هل ستسمعني ؟.. لماذا لا ترد ؟
تهت في دهاليز في أسئلتي، والكل من حولي في انشغال، وتتعالى صرخات الفاقدين على المفقودين.
كم هو مؤلم فقدانك بعد طول اشتياق، اه لو رأيتك بعد غياب هل يا ترى لو ودعتك لآخر مره سيكون حالي أفضل؟ لربما كان سيشفي بعض من مر الفراق..