لخّصلي

الحركة السوفسطانية :
الحركة السوفسطانية، التي يُمثلها بروطاغوراس وجورجياس، تعتبر اإلنسان مقياسًا لكل شيء، حيث يعتبر
الحس المصدر الوحيد للمعرفة. وبسبب اختالف إحساسات الناس نتيجة الختالف أعمارهم وأجسامهم، يصبح
إدراك الحقيقة أم ًر يُعتبر كل رأي صحي ًحا بالنسبة ا مستحيالً، مما يجعل المعرفة نسبية. وفي هذا السياق،
للشخص الذي يدركه، وال يوجد شيء يمكن أن يُسمى خطأ، مما قد يؤدي إلى تقويض أسس العقل والمعرفة
وتدمير األخالق.
➢ سقراط : سقراط رفض المنطق السوفسطاني وحث على إعادة النظر في دور العقل كمصدر رئيسي للمعرفة.
أكد على وجود حقائق ثابتة يمكن تحديدها من خالل العقل، وسعى إلى توطيد قيم الفضيلة بنا ًء على مبادئ
الحق التي يمكن تحديدها من خالل العقل. قام بتحليل معارف اإلنسان وأشكال اإلدراك، ُمظه ًرا أن العقل
يمكنه إدراك ما هو جزئي وكلي، ويمكنه إقامة مقاييس للحقائق وتعريف الفضيلة. سقراط كان محو ًرا في
ت طوير فلسفة المعاني والماهيات، وهو الذي مهد الطريق ألفالطون وأرسطو.
➢ أفالطون : أفالطون، أشهر تالميذ سقراط، أطور نظريته حول المعرفة وزاد عليها توطيدًا. أكد أن المعاني الكلية ال
يمكن إدراكها بواسطة الحواس فقط بل يجب أن يكون إدراكها بالعقل. زاد على أفكار سقراط بفكرة المثل العليا،
التي تعزز قدرة العقل على اكتشاف العوامل المشتركة بين األشياء. أشار إلى أن نفوسنا كانت تعيش في "عالم
ٍن كلية مثل الجمال والقبح، نتذكر المثل الذي قابلناه في عالم المثل.
المثل" قبل أن تتجسد، وعندما ننظر إلى معا
وفي كتابه "الجمهورية"، وصف المعرفة الحسية بأنها "شبحية"، معتب ًر لمثل. ا المعرفة الحقيقية تكمن في عالم ا
عالوة على ذلك، كان ألفالطون اهتمام بالسياسة، حيث قام بمقترحات لتأسيس المدينة الفاضلة ورفع الفالسفة
ليكونوا حكا ًما، مع اعتبار الفالسفة صفوة المجتمع المختارة.
باإلضافة إلى ذلك، قدم أفالطون رؤية غريبة بخصوص العائلة في جمهوريته، حيث اقترح مشاركة النساء وبعض
مرافق الحياة بين أفراد الطبقة الحاكمة. أما األطفال الناتجين عن هذه المشاركة، فيجب عزلهم عن آبائهم وتربيتهم
في محيط الدولة، حيث ال يعرف اآلباء أطفالهم، وهكذا تنتشر األخوة العالمية بين بني اإلنسان. اقتراحاته تتضمن
ًرا عن الحاكم الفالسف ودوره في الحكم، مع التأكيد على أن تفوق الفيلسوف يكون في المعرفة والفهم، وبهذا
أفكا
يتحقق السعادة لألمة.
➢ أرسطو : أرسطو، الذي ُولد في سنة 384 ق.م، كان تلمي ًذا ألفالطون وله دور بارز في تطوير الفكر اليوناني
القديم. بعد وفاة أفالطون، غادر أرسطو أثينا وعاد بدعوة من ملك قليب لتعليم ابنه األكبر ألكسندر الذي أصبح
إمبراطو ًر ، بد ًءا من الطبيعة والفلسفة الطبيعية ا كبي ًرا. تأثرت فلسفة أرسطو بمجموعة واسعة من المواضيع
وصوالً إلى الميتافيزيقا واألخالق والسياسة.
أرسطو كان موسوعياً في نطاق اهتماماته، حيث ألف العديد من األعمال التي تغطي مختلف الميادين العلمية
والفلسفية. استخدم أرسطو منه ًجا يقوم على أربع مراحل: تعيين موضوع البحث، سرد اآلراء المختلفة حوله،
تسجيل الصعوبات والتحديات، وأخيراً النظر الدقيق والبحث عن حلول.
ركز أرسطو على دراسة الطبيعة وتفسير الحركة والتغير. يعتبر المادة هي أقدم أشكال الوجود، حيث كانت فوضى
ال صورة لها قبل أن تتشكل وتتطور. كما تناول مبادئ الحركة واأللوهية، معتب ًرا المادة األولى هي المبدأ األزلي
ٍل من التغيرات.
والحركة تحتاج إلى محرك أول خا
في الختام، أعطت فلسفة أرسطو الفكر اليوناني توج ًها واقعيًا أكثر من فلسفة أفالطون األيديالية. كانت أفكاره
تتناول جميع المعارف اإلنسانية المعروفة في عصره وأثرت بشكل كبير على التاريخ الفكري.