لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (17%)

يتطلع إلى القوم خلسة ، قبل اقلاعه من وقته ، لو اطلع على رؤيا فيها مجرد اشارة إلى بعض مما يمر به الآن لسخر من ذاته ، أبواب موصدة ، أما إذا كان جامعيا فلابد من حصوله على تصريح من القسم ، إلى أى جهة ينتمى ؟ قالوا له ان العارف باحوال المدينة المدقق يمكنه أن يميز ملامح الوجوه ، بيسر يتبين له رجل البلدية من الجامعي . الأقواس الحجرية معلقة ، كيف لم ينتبه من قبل ؟ عند استعادته مواقع البوابات فوق الخريطة ، كل منها تواجه الأخرى رغم تباعد المسافات ، يقولون ان الوصول إلى الحصن المشيد يصير مستحيلا في أيام معينة من السنة ، فكلما اتجه إليه من يقصده مسافة يتراجع بنفس القدر ، يقدم إليه البطاقة الصغيرة التي يسلمها مقابل المفتاح ، أى كامن لم يسفر بعد ؟ ، ينظر إلى لوحة الحاسب الآلى ، يشير إلى أعلى . أخبرونى فى الجامعة أنهم مدوا اقامتي يومين . يقول إن هذا كله صحيح ، لكن المدة الأولى انتهت ظهر اليوم ، لو اتصلت إدارة الجامعة قبل الثانية عشر لاعتبر ذلك مداً لكنهم اخطروهم بعد الواحدة والنصف ، بعد انتهاء اقامته طبقا لقوانين البلدية وتعليماتها الصارمة . الجامعة والبلدية أحيطا علما ، هل تقبل أن أسجن ؟ . لا على الجامعة أن تساعدك الهوية . أيقن من استعادتها مرارا فيما بعد ، يقوى حضور البعد على القرب ، مثقلا بهبوب الحنين وعرا إلى مدينته ، وحماه السعى فيها من نوبات القتامة فمن يصله بها الآن .


النص الأصلي

مجريات .. ... ما من دثار . ما من ستر ، أو سقف واق، ما من حيز يضم ، يصون ويلملم ، انما انفراط وتذرية ، وديمومة فقد ، وقع التحول والتبدل لما عاش زمنا موقنا استحالة تغيره ، حل وقت المنعطفات والنتوءات المفاجئة ، كل ما يحيد بالخطة ، ويخترق السياق . كثيرا ما رأى في مناماته دخوله مسجدا ، وعند فراغه من الصلاة يكتشف فقد حذائه ، يقف حائرا ، وجلا ، يتطلع إلى القوم خلسة ، كيف سيطأ الطريق حافيا ؟، كيف سيسعى مجردا منقطعا عن كل عون ؟ قبيل مفارقته موطنه ، قبل اقلاعه من وقته ، لو اطلع على رؤيا فيها مجرد اشارة إلى بعض مما يمر به الآن لسخر من ذاته ، لردد قائلا : اضغاث انتظرني هذا كله ؟». أين ؟ احلام » . كانت أمه في الزمن الأفل، المكتمل ، تقول إذ يواجهها ضيق ، « أين نوافذ مغلقة ، أبواب موصدة ، ستائر مسدلة لاتشى ، طرقات لا تفصح عن أسرار قديمة ، اشارات غير دالة ، تقصيه ولا تدنيه ، أما الاضواء الخافتة وذبذباتها غير المرئية ، فتضنيه ، تكده ، كذا مداخل البيوت العريضة ، بقاياظلال ، مواضع لا تصلها الشمس ، توحى بالكنة ، بالدفء ، بالدعة ، غير انه لا يبلغها ، كل لحظة .. منفى يتجدد ويلوح . بمجرد عبوره الطريق إلى الفندق اعترضه الحارس الواقف قرب العربات المنتظرة منذ سنوات ، قال ان الفرجة من بعيد ، فلما ابدى دهشة ، وأطلع الجندى على غرضة ، اطال النظر إليه ، قال : أنت غريب ؟ ثم قال كأنه يردد أمرا يعرفه الكافة : هذا المدخل لم يقترب منه انسان منذ زمن طويل الا فى ثلاثة أحوال ، أن يكون من طاقم الخدمة ، أو من الحاشية ، أو ضيفا من رجال البلدية ، أما إذا كان جامعيا فلابد من حصوله على تصريح من القسم ، لابد من اخطار مسبق باسمه وأوصافه معتمد من السكرتيرة الانجليزية للأمير ، وهذا لا يحدث إلا نادرا . أوما محييا الحارس الذى بدا مرحا ، يمر بنشوة غامضة ، مضى مبتعدا وعنده خشية أن يلحق به طالبا منه الاطلاع على ما يثبت هويته ، يمشى متئدا ، مثقلا . هل يمشي وراءه أحد ؟ هل يتعقبه شخص ما ؟ إذا صح ذلك ، إلى أى جهة ينتمى ؟ قالوا له ان العارف باحوال المدينة المدقق يمكنه أن يميز ملامح الوجوه ، بيسر يتبين له رجل البلدية من الجامعي . قال الاستاذ الأفريقى همسا ان رجال البلدية واساتذة الجامعة ، يجتمعون ويتزاورون سرا ، وما يقال عن صراعات إنما أمور مدبرة لأغراض خفية لا يعلمها أحد ... لن يلتفت خلفه حتى لا يثير شبهة . شبهة ؟ شبهة من ؟ الليل شاسع ، المدى بلا حد ، الأمر بلا ضفاف ، تفد إليه أجزاء من مدن نائية ، جاس خلالها ، أمضى أوقاتا ، هل سيبلغها مرة أخرى ، كل من أقلع أمس عاد إلى دياره ، الأفريقى فى موطنه الآن ، كافة من جاء وا ، عادوا ، يتدثرون بحيواتهم عداه ! لكنه مازال يسعى ، قادرا على المواجهة ، تبدو البنايات بعيدة ، متفرقة ، بعد ان كانت متجاورة ، مضمونة ، الشوارع فى الليل منقطعة عن بعضها البعض ، الأقواس الحجرية معلقة ، غير متصلة ، في النهار تضفى على الطابع بعدا طقوسيا ، يستعيد قناطر شتى عبرها فى حياته ، قنطرة حجرية مشي فوقها طفلا ممسكا يد أبيه ، تغمرها رائحة تين عسلية ، أخرى وطئها في شبابه عند سفره إلى بلدة نسى ملامحها وموقعها ومخارجها والمداخل المؤدية إليها ، يجتاز إحدى البوابات السبع . فكرة تومض فجأة ، كيف لم ينتبه من قبل ؟ عند استعادته مواقع البوابات فوق الخريطة ، عند تذكره تفاصيلها المعمارية ، كل منها تواجه الأخرى رغم تباعد المسافات ، لو امتدت خطوط مستقيمة تتقاطع عند موضع محدد . بالضبط .. قرب البرج . إذن .. هل يستقر ضريح كبير الفلاسفة هنا ؟ هل يمكن هذا ؟ الضريح في باطن الأرض ، أما البرج المائل فمجرد شاهد هائل الارتفاع فوقه ، لم لا ؟حدس ، تخمين ، استنتاج ، شبهة يقين ، من أى مصدر واتته تلك الاشراقة المباغتة ، تفسير يدفق عنده طاقة ويبدد وحشة قصوى ، إذا حلت مشكلة ، يعلنهم بما فكر فيه .. يدعوهم إلى بدء البحث ، لكن هذا يستدعى اليقين ، والأمر واهن هنا ، يقولون ان الوصول إلى الحصن المشيد يصير مستحيلا في أيام معينة من السنة ، فكلما اتجه إليه من يقصده مسافة يتراجع بنفس القدر ، لم يعاين ذلك ، فهل سيراه ؟ هل ستطول مدته حتى يطلع على ذلك ؟ الأمر صعب ! يعبر مدخل الفندق الذى خشى أن يضل طريقة إليه ، يتجه إلى موظف الاستقبال ، انه الشاب الذي ابلغه ليلة أمس بفقد الجواز ، يقدم إليه البطاقة الصغيرة التي يسلمها مقابل المفتاح ، مدون عليها رقم الغرفة ، يفاجأ بلهجة الموظف الحيادية ، غير المعنية . اقامتك انتهت يا سيدي . أي جديد مختبئ ؟ ، أى كامن لم يسفر بعد ؟ ، لم يعد واثقا من عبور يتطلع إليه مرة أخرى ، وكأنه بعيد اكتشاف مثوله أمامه ، ينظر إلى لوحة الحاسب الآلى ، يضغط مفاتيح عديدة . - صحيح .. من فضلك .. جواز سفرك ... - الا تعرف انه مفقود ؟ أنت أول من ابلغته أمس ... صحيح .. صحيح .. ألا يوجد خطاب من الإدارة ؟؟ يهز رأسه نفيا ، يشير إلى أعلى . لحظتين متتاليتين في ذات الحال . أخبرونى فى الجامعة أنهم مدوا اقامتي يومين ...أنا مقيم ، وبيانات هويتي مدونة وحقيبتي في الغرفة .. يقول إن هذا كله صحيح ، لكن المدة الأولى انتهت ظهر اليوم ، لو اتصلت إدارة الجامعة قبل الثانية عشر لاعتبر ذلك مداً لكنهم اخطروهم بعد الواحدة والنصف ، بعد انتهاء اقامته طبقا لقوانين البلدية وتعليماتها الصارمة . الآن .. لابد من تدوين البيانات من جديد ، يعني الآن من الاطلاع على الهوية ... لا يدرى .. هل حاول قمع ضيقه ، تهدئة انفعاله ؟ أم أن هددا بداخله أدى إلى اقترابه ، إلى ميله قليلا ، إلى تضييق الفراغ الفاصل ، إلى نطقه راجيا ، طالبا العون والمساعدة . إنه يرجوه بشكل خاص ، يعرف محنته ، هو أول من اطلع عليها النهار كله يبذل الجهد ، ثمة بحث جدى يجرى الآن بلا شك ، الجامعة والبلدية أحيطا علما ، إنه متقدم فى السن ، معطوب الشرايين ، فليساعده الليلة فقط ، هل تقبل أن أسجن ؟ .. لا على الجامعة أن تساعدك الهوية .. ما يثبت انك أنت ... تلك لحظات فارقة ، أيقن من استعادتها مرارا فيما بعد ، هل سيقدر له ۲۰۹ وغدا تنجلي الأمور ... يشير إلى الخارج يطلب حقيبته ، يقول الموظف أنها فى الامانات ، لكن تسليمها إليه صعب . حكيها لاصحابه في موطنه ؟ يخرج إلى ليل أليل بمفرده ، خلوا من كل عون ، مفتقدا الوجهة والقصدما يدهشه صفاء مفاجئ يحل به ، لا يذكر من القائل : عند اكتمال الشوط يستعصى الدمع ، والا .. هل رأى أحد محتضرا يبكى ؟ مع تبادل الخطى يرحل من صورة إلى أخرى .. من فكرة إلى فكرة ، يستعيد تجواله في مدينته القصية ، الآن توشك سبله أن تنقطع عن مصادرها عصابة تنبت عن ينابيعها ، يتشظى وقته الأفل ، أيامه الاسرية التي لم تدم طويلا ، خلوة ليلية ، جلسة حميمية ، اكتمال ألفة ومودة يستعيد ما أتم كينونته يوما ، يرى مالم يبصره في حينه ، تفد عليه دهشة بكر لا يعرفها إلا أطفال مازالوا بعد في مفتتح المواصلة ، كل ما ينطبع في افئدتهم مثير للعجب كأنه يكتشف البديهيات من جديد ، مع كل شهيق يفض بريدا من الوجد والشجي . يقوى حضور البعد على القرب ، يطغى مالا وجود على ما يمكنه لمسه ، يمشى متئدا ، مثقلا بهبوب الحنين وعرا إلى مدينته ، إلى حضورها الآن أول الليل ، نواصيها ، مبانيها ، شوارعها ، مقاهيها ، أصيلها ، أزمنتها الخريفية انبثاق مآذنها ، تفتح ازاهير أشجارها ، توزع عمره عليها ، ضوء نجومها ، تردد أحلامه فيها ، انبثاق ايامه فى دروبها وعند منعطفاتها ، حواريها ، ميادينها ، أفقها البادى من أعلى ، شب فيها وغض ، وحماه السعى فيها من نوبات القتامة فمن يصله بها الآن .. من؟ ... 1990 - 1989


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Almost everyone...

Almost everyone who studies, lives, or works abroad experiences some degree of culture shock. This p...

معلوم أن الباحث...

معلوم أن الباحثين في مجالات اللسانيات التطبيقية والمشتغلين في العديد من قضاياها قد اختلفوا بشأن ماهي...

use long reflec...

use long reflecting troughs that focus the sunlight onto a pipe located at the focal line. A fluid c...

قال دبشليم المل...

قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: قد سمعت هذا المثل ، اضرب لي مثل الرجل الذي يطلب الحاجة فإذا ظفر به...

2. Der eigentli...

2. Der eigentliche Sinn des Wortes دين) Religion) Wir haben über das Wort Religion zu sprechen und d...

في تفسير عالقة ...

في تفسير عالقة الصحافة، بالسلطة، في المجتمع، عبر التاريخ، ظهرت مجموعة من النظريات التي تفسر تطور ال...

المنازل القديمة...

المنازل القديمة تتميز ببنائها التقليدي باستخدام مواد محلية مثل الحجر والطين والخشب، مع تصميم بسيط و...

الخضوع لمبدأ ال...

الخضوع لمبدأ السببية ، وللنظام الزمني ، والثانية لا تخضع لا للترتيب الزمني ، ولا للسببية . وينتمي عا...

خطط التنمية الا...

خطط التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية : يقوم تخطيط التنمية في المملكة على ما يعرف بالخط...

تم اكتشاف التصو...

تم اكتشاف التصوير الفوتوغرافي في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث قام عالم عراقي ابن الهيثم بتطوير كامي...

مقدمة: انبثقت ا...

مقدمة: انبثقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن إرادة ملكية، وهي ناتجة عن تفاعل مجموعة من التحولات...

Atticus Finch A...

Atticus Finch Atticus Finch is a prominent lawyer and citizen in the fictional town of Maycomb, Alab...