لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (88%)

-في العصر الأموي: بدأت عمان تكون رأياً سياسياً مخالفاً لما قامت عليه ‏خلافة بني أمية ثم استقلت تماماً على الدولة الأموية وذلك منذ سنة 37هـ بعد ‏اجتماع الحكمين – عمرو بن العاص وعبدالله بن قيس أبي موسى الأشعري – وخلعهما ‏عليا بن أبي طالب من خلافة المسلمين . وتجمع المصادر التاريخية على إنه عقب وقوع الفتنة وافتراق الأمة وبعد أن صار ‏الملك والسلطان لمعاوية بن أبي سفيان لم يكن للأمويين شيء من الشأن والسلطان في ‏عمان . ‏ لقد انتقل مركز السلطة المركزية للدولة العربية الإسلامية من الكوفة إلى دمشق بعد ‏تنازل الحسن بن علي عن الخلافة سنة 41هـ لصالح معاوية، ولعل انتقال مقر الحكم الأموي إلى دمشق قد جعل ‏عمان أكثر استقلالا نظراً لبعدها الجغرافي وخصوصاَ وأن أبناء الجلندى لم يعلنوا ‏صراحة عن نزعة انفصالية في خلافة معاوية بن أبي سفيان الذي حكم من عام 41هـ ‏إلى 60هـ . وقد بقيت عمان مستقلة إستقلالاً شبه كامل في بداية العصر الأموي ولا تحدثنا المصادر ‏عن أي تدخل من قبل الأمويين في شؤون عمان، و قد بدأ الوضع السياسي يضطرب في الأقاليم خلال حكم يزيد بن معاوية 60-64هـ ‏و نشطت المعارضة في الحجاز والعراق وتعرضت عمان في هذه الفترة لخطر نجده بن ‏عامر الحنفي زعيم الخوارج النجدات الذي تمكن من السيطرة على البحرين وتطلع إلى ‏مد نفوذه إلى عمان التي أرسل إليها حملة عسكرية بقيادة عطية بن الأسود الحنفي عام ‏‏67 هـ وكانت عمان وقتئذ تحت حكم عباد بن عبد الجلندى يعاونه أبنائه سليمان وسعيد ‏في تدبير أمور عمان وتمكن عطية الحنفي من مفاجئة آل الجلندى بقواته حيث تمكن من ‏هزيمة آل الجلندى واستولى على عمان بالقوة . و قد أزعجت هذه الإنتصارات عبدالله بن الزبير الذي كان يسيطر على الحجاز وقسم ‏كبير من العراق فأرسل جيشاً إلى الخوارج النجدات ولكن نجده وأتباعه هزموه ‏و اضطروا للفرار . لقد راح العمانيون يتحينون الفرصة للتخلص من سلطة نجده بن عامر وقد حانت تلك ‏الفرصة عندما قتل القائد الخارجي عطية الحنفي أثناء عودته إلى البحرين تاركاً وراءه ‏كنائب عنه أبا القاسم في إدارة شؤون عمان وأنقض العمانيون بقيادة آل الجلندي على ‏أبي القائم وقتلوه وشتتوا أتباعه وعادت عمان مستقلة مره أخرى . لقد كان تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق والمشرق الإسلامي سنة 75هـ ‏من قبل الخليفة عبدالملك بن مروان نقطة تحول هامة في تاريخ العلاقات بين سلطنة ‏الدولة المركزية وعمان. وقد حاول الحجاج أن يخضع عمان للسيطرة الأموية مستعملاً القوة والعنف وتشير ‏المصادر التاريخية إلى أن أول حملة عسكرية بعث بها الحجاج إلى عمان كانت بقيادة ‏القاسم بن شعوة المزني وقد رست الحملة في ساحل حطاط إلا أن العمانيين قاوموا ‏مقاومة باسلة مما أدى إلى اندحار الحملة وقتل قائدها لذا فقد أخذ الحجاج يعد العدة ‏لإرسال حملة كبيرة تحت قيادة مجاعة بن شعوة المزني وهو شقيق القائد الذي لقي ‏حتفه في الحملة الأولى وبلغ عدد المقاتلين أربعين ألفاً وقسمت القوات إلى قسمين قوة ‏سلكت طريق البر وأخرى أخذت طريق البحر. وتؤكد الروايات التاريخية أن سعيد وسليمان ‏ولدي الجلندي قد حوصرا في الجبل الأخضر وبذلك ضعفت روح المقاومة لدى ‏العمانيين وزاد الموقف سوءاً و قد هاجر سعيد وسليمان إلى شرق إفريقيا وهكذا أصبحت ‏قوات الحجاج تسيطر على عمان . وظلت عمان تابعة للأمويين إلى أن توفي عبدالملك بن مروان وتولى الخلافة ابنه الوليد ‏بن عبدالملك 86-96هـ وبوفاة الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 95هـ تولى أمر العراق ‏بدلاً منه سيف بن الهاني الهمداني . وفي عهد سليمان بن عبد الملك 96-99هـ بدأت قبضة الأمويين تخف عن عمان وأخذ ‏العمانيون يستعيدون إستقلالهم تدريجياً وخصوصاً بعد أن عين يزيد بن المهلب الأزدي ‏والياً على العراق وخراسان حيث ولى يزيد أخاه زيادا على عمان حيث أحسن إلى أهلها ‏‏. وفي عهد عمر بن عبدالعزيز 99-101هـ كتب العمانيون إلى الخليفة العادل يشكون ‏من ظلم عماله فاختار الخليفة بنفسه عمر بن عبدالله الأنصاري الذي أحسن السيرة فيهم ‏ولم يزل والياً على عمان مكرماً بين أهلها يستوفي الصدقات بن أغنيائهم ويردها إلى ‏فقرائهم حتى وفاة عمر بن عبدالعزيز , وفعلاً قام زياد بن المهلب بشؤون عمان حتى ظهر أبو العباس السفاح وصار ملك بني ‏أمية إليه وقامت على يديه الخلافة العباسية في الوقت الذي قامت فيه في عمان أول ‏إمامة إباضية على يد الجلندى بن مسعود و تحقق استقلال عمان عن الدولة العباسية ‏الوليدة . -في العصر العباسي: بقيام الدولة العباسية فوض الخليفة أبو العباس السفاح أخاه أبا جعفر المنصور على أقاليم ‏عمان واليمامة والبحرين وقد إختار أبو جعفر جناح بن عبادة بن قيس الهنائي عاملاً ‏على عمان فظل في منصبه مدة قصيرة حتى حل محله إبنه محمد بن جناح الذي حسنت ‏سيرته في أهل عمان فأحبوه وقد تأثر كثيراً بالأفكار الإباضية مما دعاه إلى الاعتراف ‏بنفوذهم فبادر أهل عمان و عقدوا الإمامة للجلندى بن مسعود الذي يعتبر المؤسس ‏الحقيقي للإمامة الإباضية وبذلك خرجت عمان من يد العباسيين زمن أبي العباس السفاح ‏‏. على أن الخلافة العباسية كان لا يمكن أن يطول سكوتها عما كان يحدث في عمان مما ‏يشكل سابقة خطيرة تؤدي إلى تمزق الدولة العباسية وإنفصال أطرافها لذا فقد أرسل ‏الخليفة أبو العباس السفاح سنة 134هـ حملة بحرية بقيادة خازم بن خزيمة لإخماد ‏الثورة التي تأججت في جزيرة ابن كاوان القريبة من عمان و إخضاع عمان لنفوذ ‏الخلافة العباسية , وفي الحروب التي دارت بين الجيش العباسي وبين الجلندي بن ‏مسعود قتل الأخير وبضع آلاف من رجاله في موقعة جلفار ومع ذلك فإن أوضاع عمان ‏لم تستقر طويلاً ولم يستطع الولاة العباسيون أن يسيطروا على البلاد بسبب معارضة ‏العمانيين لهم . و لقد تركت وفاة الجلندى فراغاً سياسياً كبيراً وصدمة بين أتباعة وعلى الرغم من ذلك فلم ‏يستطع العباسيون إخضاع عمان , لم يلبث العمانيون أن ثاروا سنة 177هـ وخلعوا الطاعة للخلافة العباسية وإختاروا ‏محمد بن عبدالله بن عفان اليحمدي إماماً إلا أنه كان شديداًَ تنقصه المرونة فأجمع ‏العلماء على عزله وإختاروا الوارث بن كعب الخروصي وفي عهده إستقرت الأمور ‏وساد النظام والأمن بفضل حزمه وعزمه . اجتمعت كلمة أهل عمان على مبايعة غسان بن عبدالله اليحمدي بالإمامة بعد وفاة ‏الوارث بن كعب سنة 192 هـ وقد بقي إماماً خمس عشرة سنة وسبعة أشهر وفي عهده ‏امتد نفوذ عُمان إلى أقاليم أخرى من شبه الجزيرة العربية مثل اليمامة وحضرموت ‏فضلاً عن بعض الجزر القريبة مثل سقطرى . وبوفاة الإمام غسان بن عبدالله اليحمدي انتقلت الإمامة إلى عبد الملك بن حمير بن ماء ‏السماء الأزدي وخلال إمامته حدثت العديد من المشكلات والفتن الداخلية إلى أن اختير ‏الإمام مهنا بن جيفر اليحمدي الذي بويع عام 226هـ وقد تنبه إلى المخاطر التي ‏كانت تتعرض لها عمان وكان أكثرها يأتي من ناحية البحر لذا فقد أخذ في تقوية ‏الأسطول الذي وصل في عهده إلى ثلاثمائة سفينة كاملة التسليح , ثمة إمام آخر عظيم الهمة هو الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي , الذي في عهده استقلت عمان عن الدولة العباسية إستقلالاً كاملاً وقد عاصر ‏هذا الإمام العادل ستة من خلفاء بني العباس هم المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز ‏والمهتدي والمعتمد . وفي أواخر القرن الثالث الهجري دخلت إمامة عمان مرحلة من مراحل الضعف حيث ‏إشتدت الصراعات بين القبائل ولجأ بعضهم إلى الاستعانة بالوالي العباسي في البحرين ‏ضد خصومه ومنافسيه مما أغرى محمد بن نور الوالي العباسي في البحرين بغزو ‏عمان سنة 281 هـ فاستولى على سواحل عمان وأقام الخطبة للخليفة العباسي ‏المعتضد وفرض على العمانيين خراجاً سنوياً ومع ذلك فقد ظل العمانيون يختارون ‏أئمتهم بعيداً عن سطوة العباسيين . لقد بقيت عمان متماسكة قوية في ظل أئمتها العظام من أمثال الصلت بن مالك إلى أن ‏تولى أمر عمان عدد من الأئمة لم يكن الواحد منهم يبقى في منصبه إلا بقدر ما يكيد له ‏الأخرون وفي عهد الإمام عزان بن تميم وقعت حرب أهلية طال أمدها وأتسع مداها إلى ‏أن أكلت الأخضر واليابس . ولم تحل سنة 317هـ إلا وكان القرامطة قد ‏سيطروا على بعض أجزاء عمان في الوقت الذي أخذت فيه الخلافة العباسية طريقها ‏نحو الانحلال والضعف وازداد نفوذ بني بويه في الدولة وإنعكس ذلك بشكل واضح ‏على عمان التي تغلب عليها يوسف بن وجيه وهو رجل مغامر سبق له أن حاول إحتلال ‏البصرة مرتين إلا إنه فشل في محاولاته سنة 331 هـ وسنة 341 هـ , وتشير المصادر التاريخية إلى أن العمانيين لم يرضخوا لسلطة يوسف بن وجيه ‏واختاروا سعيد بن عبدالله بن محمد الرحيل إماماً عليهم سنة 320هـ . واستطاع هذا الإمام إنتزاع عمان الداخل من قبضة يوسف بن وجيه الذي بقى محصوراً ‏في المناطق الساحلية وبعد إستشهاد الإمام سعيد بن عبدالله بالقرب من الرستاق سنة ‏‏320هـ إختار العمانيون راشد بن الوليد إماماً لهم وواصل الحرب ضد ‏مغتصبي بلاده وحقق إنتصارات متوالية على يوسف بن وجيه الذي اغتاله مولاه نافع ‏سنة 342 هـ وتولى الأمر مكانه وأعلن ولاءه للعباسيين ووجدها الخليفة معز الدولة ‏فرصة لغزو عمان إلا أن محاولاته جميعها باءت بالفشل , لقد ظلت عمان خاضعة للولاة مدة خمسة وستين عاماً منذ وفاة الإمام راشد بن الوليد ‏سنة 342 هـ حتى إختير الخليل بن شاذان إماماً في العقد الأول من القرن الخامس ‏الهجري .


النص الأصلي

-في العصر الأموي:
بدأت عمان تكون رأياً سياسياً مخالفاً لما قامت عليه ‏خلافة بني أمية ثم استقلت تماماً على الدولة الأموية وذلك منذ سنة 37هـ بعد ‏اجتماع الحكمين – عمرو بن العاص وعبدالله بن قيس أبي موسى الأشعري – وخلعهما ‏عليا بن أبي طالب من خلافة المسلمين . وتجمع المصادر التاريخية على إنه عقب وقوع الفتنة وافتراق الأمة وبعد أن صار ‏الملك والسلطان لمعاوية بن أبي سفيان لم يكن للأمويين شيء من الشأن والسلطان في ‏عمان . ‏
لقد انتقل مركز السلطة المركزية للدولة العربية الإسلامية من الكوفة إلى دمشق بعد ‏تنازل الحسن بن علي عن الخلافة سنة 41هـ لصالح معاوية، ولعل انتقال مقر الحكم الأموي إلى دمشق قد جعل ‏عمان أكثر استقلالا نظراً لبعدها الجغرافي وخصوصاَ وأن أبناء الجلندى لم يعلنوا ‏صراحة عن نزعة انفصالية في خلافة معاوية بن أبي سفيان الذي حكم من عام 41هـ ‏إلى 60هـ .
وقد بقيت عمان مستقلة إستقلالاً شبه كامل في بداية العصر الأموي ولا تحدثنا المصادر ‏عن أي تدخل من قبل الأمويين في شؤون عمان، حتى عهد ‏عبدالملك بن مروان . و قد بدأ الوضع السياسي يضطرب في الأقاليم خلال حكم يزيد بن معاوية 60-64هـ ‏و نشطت المعارضة في الحجاز والعراق وتعرضت عمان في هذه الفترة لخطر نجده بن ‏عامر الحنفي زعيم الخوارج النجدات الذي تمكن من السيطرة على البحرين وتطلع إلى ‏مد نفوذه إلى عمان التي أرسل إليها حملة عسكرية بقيادة عطية بن الأسود الحنفي عام ‏‏67 هـ وكانت عمان وقتئذ تحت حكم عباد بن عبد الجلندى يعاونه أبنائه سليمان وسعيد ‏في تدبير أمور عمان وتمكن عطية الحنفي من مفاجئة آل الجلندى بقواته حيث تمكن من ‏هزيمة آل الجلندى واستولى على عمان بالقوة .و قد أزعجت هذه الإنتصارات عبدالله بن الزبير الذي كان يسيطر على الحجاز وقسم ‏كبير من العراق فأرسل جيشاً إلى الخوارج النجدات ولكن نجده وأتباعه هزموه ‏و اضطروا للفرار . لقد راح العمانيون يتحينون الفرصة للتخلص من سلطة نجده بن عامر وقد حانت تلك ‏الفرصة عندما قتل القائد الخارجي عطية الحنفي أثناء عودته إلى البحرين تاركاً وراءه ‏كنائب عنه أبا القاسم في إدارة شؤون عمان وأنقض العمانيون بقيادة آل الجلندي على ‏أبي القائم وقتلوه وشتتوا أتباعه وعادت عمان مستقلة مره أخرى .
لقد كان تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق والمشرق الإسلامي سنة 75هـ ‏من قبل الخليفة عبدالملك بن مروان نقطة تحول هامة في تاريخ العلاقات بين سلطنة ‏الدولة المركزية وعمان. وقد حاول الحجاج أن يخضع عمان للسيطرة الأموية مستعملاً القوة والعنف وتشير ‏المصادر التاريخية إلى أن أول حملة عسكرية بعث بها الحجاج إلى عمان كانت بقيادة ‏القاسم بن شعوة المزني وقد رست الحملة في ساحل حطاط إلا أن العمانيين قاوموا ‏مقاومة باسلة مما أدى إلى اندحار الحملة وقتل قائدها لذا فقد أخذ الحجاج يعد العدة ‏لإرسال حملة كبيرة تحت قيادة مجاعة بن شعوة المزني وهو شقيق القائد الذي لقي ‏حتفه في الحملة الأولى وبلغ عدد المقاتلين أربعين ألفاً وقسمت القوات إلى قسمين قوة ‏سلكت طريق البر وأخرى أخذت طريق البحر.


وتؤكد الروايات التاريخية أن سعيد وسليمان ‏ولدي الجلندي قد حوصرا في الجبل الأخضر وبذلك ضعفت روح المقاومة لدى ‏العمانيين وزاد الموقف سوءاً و قد هاجر سعيد وسليمان إلى شرق إفريقيا وهكذا أصبحت ‏قوات الحجاج تسيطر على عمان . وظلت عمان تابعة للأمويين إلى أن توفي عبدالملك بن مروان وتولى الخلافة ابنه الوليد ‏بن عبدالملك 86-96هـ وبوفاة الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 95هـ تولى أمر العراق ‏بدلاً منه سيف بن الهاني الهمداني .


وفي عهد سليمان بن عبد الملك 96-99هـ بدأت قبضة الأمويين تخف عن عمان وأخذ ‏العمانيون يستعيدون إستقلالهم تدريجياً وخصوصاً بعد أن عين يزيد بن المهلب الأزدي ‏والياً على العراق وخراسان حيث ولى يزيد أخاه زيادا على عمان حيث أحسن إلى أهلها ‏‏. وفي عهد عمر بن عبدالعزيز 99-101هـ كتب العمانيون إلى الخليفة العادل يشكون ‏من ظلم عماله فاختار الخليفة بنفسه عمر بن عبدالله الأنصاري الذي أحسن السيرة فيهم ‏ولم يزل والياً على عمان مكرماً بين أهلها يستوفي الصدقات بن أغنيائهم ويردها إلى ‏فقرائهم حتى وفاة عمر بن عبدالعزيز , حيث خرج من عمان قاصداً زياد بن المهلب ‏قائلاً له: هذه بلاد قومك فشأنك بها .
وفعلاً قام زياد بن المهلب بشؤون عمان حتى ظهر أبو العباس السفاح وصار ملك بني ‏أمية إليه وقامت على يديه الخلافة العباسية في الوقت الذي قامت فيه في عمان أول ‏إمامة إباضية على يد الجلندى بن مسعود و تحقق استقلال عمان عن الدولة العباسية ‏الوليدة .‏


-في العصر العباسي:
بقيام الدولة العباسية فوض الخليفة أبو العباس السفاح أخاه أبا جعفر المنصور على أقاليم ‏عمان واليمامة والبحرين وقد إختار أبو جعفر جناح بن عبادة بن قيس الهنائي عاملاً ‏على عمان فظل في منصبه مدة قصيرة حتى حل محله إبنه محمد بن جناح الذي حسنت ‏سيرته في أهل عمان فأحبوه وقد تأثر كثيراً بالأفكار الإباضية مما دعاه إلى الاعتراف ‏بنفوذهم فبادر أهل عمان و عقدوا الإمامة للجلندى بن مسعود الذي يعتبر المؤسس ‏الحقيقي للإمامة الإباضية وبذلك خرجت عمان من يد العباسيين زمن أبي العباس السفاح ‏‏. على أن الخلافة العباسية كان لا يمكن أن يطول سكوتها عما كان يحدث في عمان مما ‏يشكل سابقة خطيرة تؤدي إلى تمزق الدولة العباسية وإنفصال أطرافها لذا فقد أرسل ‏الخليفة أبو العباس السفاح سنة 134هـ حملة بحرية بقيادة خازم بن خزيمة لإخماد ‏الثورة التي تأججت في جزيرة ابن كاوان القريبة من عمان و إخضاع عمان لنفوذ ‏الخلافة العباسية , وفي الحروب التي دارت بين الجيش العباسي وبين الجلندي بن ‏مسعود قتل الأخير وبضع آلاف من رجاله في موقعة جلفار ومع ذلك فإن أوضاع عمان ‏لم تستقر طويلاً ولم يستطع الولاة العباسيون أن يسيطروا على البلاد بسبب معارضة ‏العمانيين لهم .
و لقد تركت وفاة الجلندى فراغاً سياسياً كبيراً وصدمة بين أتباعة وعلى الرغم من ذلك فلم ‏يستطع العباسيون إخضاع عمان , لم يلبث العمانيون أن ثاروا سنة 177هـ وخلعوا الطاعة للخلافة العباسية وإختاروا ‏محمد بن عبدالله بن عفان اليحمدي إماماً إلا أنه كان شديداًَ تنقصه المرونة فأجمع ‏العلماء على عزله وإختاروا الوارث بن كعب الخروصي وفي عهده إستقرت الأمور ‏وساد النظام والأمن بفضل حزمه وعزمه . اجتمعت كلمة أهل عمان على مبايعة غسان بن عبدالله اليحمدي بالإمامة بعد وفاة ‏الوارث بن كعب سنة 192 هـ وقد بقي إماماً خمس عشرة سنة وسبعة أشهر وفي عهده ‏امتد نفوذ عُمان إلى أقاليم أخرى من شبه الجزيرة العربية مثل اليمامة وحضرموت ‏فضلاً عن بعض الجزر القريبة مثل سقطرى . وبوفاة الإمام غسان بن عبدالله اليحمدي انتقلت الإمامة إلى عبد الملك بن حمير بن ماء ‏السماء الأزدي وخلال إمامته حدثت العديد من المشكلات والفتن الداخلية إلى أن اختير ‏الإمام مهنا بن جيفر اليحمدي الذي بويع عام 226هـ وقد تنبه إلى المخاطر التي ‏كانت تتعرض لها عمان وكان أكثرها يأتي من ناحية البحر لذا فقد أخذ في تقوية ‏الأسطول الذي وصل في عهده إلى ثلاثمائة سفينة كاملة التسليح , ثمة إمام آخر عظيم الهمة هو الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي , الذي في عهده استقلت عمان عن الدولة العباسية إستقلالاً كاملاً وقد عاصر ‏هذا الإمام العادل ستة من خلفاء بني العباس هم المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز ‏والمهتدي والمعتمد . وفي أواخر القرن الثالث الهجري دخلت إمامة عمان مرحلة من مراحل الضعف حيث ‏إشتدت الصراعات بين القبائل ولجأ بعضهم إلى الاستعانة بالوالي العباسي في البحرين ‏ضد خصومه ومنافسيه مما أغرى محمد بن نور الوالي العباسي في البحرين بغزو ‏عمان سنة 281 هـ فاستولى على سواحل عمان وأقام الخطبة للخليفة العباسي ‏المعتضد وفرض على العمانيين خراجاً سنوياً ومع ذلك فقد ظل العمانيون يختارون ‏أئمتهم بعيداً عن سطوة العباسيين . لقد بقيت عمان متماسكة قوية في ظل أئمتها العظام من أمثال الصلت بن مالك إلى أن ‏تولى أمر عمان عدد من الأئمة لم يكن الواحد منهم يبقى في منصبه إلا بقدر ما يكيد له ‏الأخرون وفي عهد الإمام عزان بن تميم وقعت حرب أهلية طال أمدها وأتسع مداها إلى ‏أن أكلت الأخضر واليابس .
ولم تحل سنة 317هـ إلا وكان القرامطة قد ‏سيطروا على بعض أجزاء عمان في الوقت الذي أخذت فيه الخلافة العباسية طريقها ‏نحو الانحلال والضعف وازداد نفوذ بني بويه في الدولة وإنعكس ذلك بشكل واضح ‏على عمان التي تغلب عليها يوسف بن وجيه وهو رجل مغامر سبق له أن حاول إحتلال ‏البصرة مرتين إلا إنه فشل في محاولاته سنة 331 هـ وسنة 341 هـ , وتشير المصادر التاريخية إلى أن العمانيين لم يرضخوا لسلطة يوسف بن وجيه ‏واختاروا سعيد بن عبدالله بن محمد الرحيل إماماً عليهم سنة 320هـ . واستطاع هذا الإمام إنتزاع عمان الداخل من قبضة يوسف بن وجيه الذي بقى محصوراً ‏في المناطق الساحلية وبعد إستشهاد الإمام سعيد بن عبدالله بالقرب من الرستاق سنة ‏‏320هـ إختار العمانيون راشد بن الوليد إماماً لهم وواصل الحرب ضد ‏مغتصبي بلاده وحقق إنتصارات متوالية على يوسف بن وجيه الذي اغتاله مولاه نافع ‏سنة 342 هـ وتولى الأمر مكانه وأعلن ولاءه للعباسيين ووجدها الخليفة معز الدولة ‏فرصة لغزو عمان إلا أن محاولاته جميعها باءت بالفشل , لقد ظلت عمان خاضعة للولاة مدة خمسة وستين عاماً منذ وفاة الإمام راشد بن الوليد ‏سنة 342 هـ حتى إختير الخليل بن شاذان إماماً في العقد الأول من القرن الخامس ‏الهجري . وقد إنتعشت الإمامة الأباضية بسبب هذه الإنتصارات المتلاحقة وأحسن بنو مكرم وهم ‏من أعيان أهل عمان بمنافسة الأئمة لهم فأشتد الصراع بين الطرفين ووقعت ‏الإضطرابات والحروب الأهلية مرة ثانية ولم يجد العمانيون مخرجاً من هذا الوضع ‏المتردي إلا بالاتفاق حول الإمامة الأباضية . وكان إن سقطت الخلافة العباسية في بغداد على أيدي التتار في أواسط القرن السابع ‏الهجري ولم يكن التتار قوة بحرية ليفرضوا سيطرتهم على الخليج لذا فقد بقيت عمان ‏بمنأى عن سيطرتهم ومضت في طريقها بعيداً عن نفوذ التتار ولم تلبث إن دخلت ‏منتصف القرن السادس للهجرة في عصر بني نبهان .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

لعل من الظواهر ...

لعل من الظواهر الفريدة التي بقيت من تأثير التركيز فى لسان أهل مصر ما احتفظت به العامية المصرية في بع...

وضعت ماريال أدو...

وضعت ماريال أدوات حياكتها على حضنها واستندت على ظهر كرسيها. كانت تشعر بألم في عينيها، عندما تقصد الم...

تمّ العزف على ه...

تمّ العزف على هذا النوع من العود والاعتماد عليه بشكل أساسيّ، من قبل الموسيقيّين اليونانيّين الأوائل،...

لكل عدسة، توجد ...

لكل عدسة، توجد نقطة على المحور الرئيسي لا تنحرف فيها الأشعة المارة عبرها بواسطة العدسة. أي شعاع يمر ...

السبب الثالث: و...

السبب الثالث: وهو خاص بالأدلة النقلية حصول الاجتهاد من أهله في تعيين مراد الشارع، وبه يمتاز العالم ع...

تضافرت عدة أسبا...

تضافرت عدة أسباب لاندلاع الحرب العالمية الثانية، ومنها أسباب غير المباشرة، وتتمثل في: مخلفات الحرب ...

Bessan Ismail x...

Bessan Ismail x Fouad Jned - خطية (Official Music Video) | بيسان اسماعيل و فؤاد جنيد / Bessan Ismai...

1مقدمة التعاريف...

1مقدمة التعاريف التي ذكرت في البيروقراطية أدت إلى الخلط في تفسير معانيها، إلا أن اغلب المعاني العامة...

ظهرت الهرمنيوطي...

ظهرت الهرمنيوطيقا الرومانسية في إطار الحركة الرومانسية الألمانية، كاستجابة للعقلانية الصارمة التي مي...

التعلم الموجة ن...

التعلم الموجة نحو الأبداع عندما نتحدث عن التعلم الإبداعي فإننا نستبعد ذلك التعلم الشكلي القائم ...

فمن هنا كانت حا...

فمن هنا كانت حاجة الإنسانية كلها إلى أن تدين لبارئها عز وجل بلاعتقاد الحازم بوجوده ووحدانيته وأن تدي...

تتجلى في النضام...

تتجلى في النضام الملكي الاستبدالي الذي ساد في فرنسا مند أواخر القرن 15 حيث كان الملك يستبدل سلطته و ...