لخّصلي

2- ثنائية اإلنتاجية- الالإنتاجية:
ذا اعتبرناها منتجة، كيف يمكن قياس انتاجيتها، أي
هل التربية عملية منتجة أم غير منتجة؟ وا
مردوديتها؟ بمعنى ما هو المعيار السليم لتحديد مردودية التعليم ووضع حد لإلشكال الذي اختلف حوله
الباحثون االقتصاديون نظ ار الختالف مواقفهم الفكرية واإليديولوجية؟ ال يمكن استبعاد تطبيق مفهوم
المردودية على قطاع التربية والتعليم. إال أنه ليس من المعقول قياس ال أرسمال البشري مثل ما نقيس
ال أرسمال المادي والسلع. يتعين االستفادة من ال أرسمال البشري الذي تهيؤه المدرسة وتعمل على انتاجه شكل ينسجم مع حاجات المجتمع. إذ لم يعد ممكنا، في الوقت ال ارهن، قبول نظام تعليم معين دون
محاولة التفكير في أسسه وتكييفه باستمرار حسب مستلزمات التنمية الصناعية والفالحية وغيرها. ويرى
لوطهان كوهي بأن مردودية التعليم يمكن تحليلها من زاويتين: زاوية كيفية وزاوية كمية. فهذه االخيرة
نعني بها قياس عدد المتعلمين أو حاملي الشهادات بالعدد االجمالي العام للتالميذ المتمدرسين. أما
الزاوية الكيفية فتتحدد بقياس المعارف والقدرات الفكرية، وبمدى استجابة التعليم للحاجات
السوسيواقتصادية.
أ- المردودية الكمية : يميز لوطهان كوهي بين تحليلين: االول استاتيكي يتناول فيه ثالثة
مؤشرات بالدرس والتحليل: نسبة التمدرس وسن التمدرس واألعداد اإلجمالية للسكان المتمدرسين.
ونالحظ بأن الدراسة تحاول أن تأخذ بعدا مقارنا، حيث نجد ضمنها عدة إحصائيات ترتبط بواقع
مجتمعات العالم، مصدرها اليونيسكو بالدرجة األولى والدراسات الميدانية التي أنجزتها مجموعة من
البلدان خصوصا السوق األوروبية المشتركة. أما التحليل الثاني، ونسميه بالدينامي، فيتناول فيه الهدر
المدرسي أو ال أرسمال البشري المفقود انطالقا من معالجة ظاهرة االنقطاع وظاهرة التك ارر. ولجأ
لوطهان كوهي إلى استعمال عدة أدواة رياضية تمكنه من حساب مستوى الضياع أو الخسارة التي
يصاب بها قطاع التعليم. عندما تطرد فئات عريضة من المتمدرسين، فبعضهم يستطيع االندماج في
القطاع االقتصادي، بينما يظل البعض األخر غير قادر على االندماج المهني ويفتقد المعلومات التي
اكتسبها وينخرط من جديد في فئة األميين، ونعثر على هذه الحاالت في البوادي بصفة خاصة.
ب- المردودية الكيفية: تعالج قضية المردودية الكيفية انطالقا من فحص وتمحيص النقط
المحصل عليها في االمتحانات النهائية والدورية. وما يؤاخذ على هذا النوع من القياس، كونه يتناول
مادة يلعب فيها عنصر الذاتية دو ار رئيسيا. فاألستاذ يتأثر في تنقيطه بمعطيات تحول دون بلورة حكم
موضوعي بصدد ورقة الممتحن. ولم يلبث لطوهان كوهي أن استعرض مجموعة من األبحاث الميدانية
ذا تعمق البحث السوسيولوجي في د ارسة أدوات التقويم
التي اهتمت بقضية التقويم البيداغوجي... وا
البيداغوجي سواء في التعليم االبتدائي أو الثانوي أو الجامعي، الستطاع الوصول إلى نتائج مهولة.
وعلى العموم، من الضروري القيام بأبحاث في هذا المجال حتى يمكن التغلب على ظروف ومالبسات
الضياع والخسارة في ميدان التعليم والرفع من المردودية. والحقيقة، كلما تميز نظام التعليم في مجتمع
ما بجودة عالية، كلما ارتفعت مردوديته وأعطت إنتاجية كبيرة قد تتجسد في مستوى المباد ارت
االقتصادية أو الثقافية أو السياسية. يقول لوطهان كوهي بأن حالة التعليم انعكاس مباشر لسياق
اجتماعي وسياسي محدد، إنه يعمل على تكوين األف ارد والمواطنين الذين يعيشون في ذلك السياق.
وهكذا كلما استطاع السياق أو المحيط تهيئ مناخ مالئم للتعليم، كلما استطاع هذا االخير تحقيق
مردودية أو انتاجية أفضل سواء على مستوى الكم أو الكيف