خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
المحور الأول: البحث الاجتماعي والقضايا النظرية والمفاهيم التصورية ذات الصلة:
يطلعنا تاريخ العلم والمعرفة الانسانية أن العالم فرنسيس بيكون قد وصف المعرفة بانها قوة ؛ ولكن أية معرفة يقصدها؛ إنها المعرفة التي استمدت قوتها من توظيفها لمناهج البحث العلمي؛ فأخذت بها المجتمعات آنذاك؛ لتصيب نصيبها من تسخير الإمكانيات الطبيعية والبشرية بعد أن حللت وفسرت وفهمت من قبل نخبها ، فقدرت لنفسها سيطر ة على ما دونها من ا لمجتمعا ت ، هذا الدون في امتلاكه للقوة، مكنتها من إدارة مشكلاتها، ولتحقيق تقدمها وسيطرتها. وبتراكم هذه المعارف إلى جانب المناهج البحثية والتحليلية، بمرور السنين، وعلى شكل مجموعات من المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتفسيرات ا لمعدلة طورا بعد طور ، توصل الفكر الإنساني إلى أسلوب جديد لفهم ما يدور حوله، يتضمن الملاحظة وصياغة الفروض وإجراء التجارب وجمع البيانات وتحليلها وصياغة قوانين وتطوير نظريات تفسر الظواهر الطبيعية والوقائع الاجتماعية التي تم ملاحظاتها؛ فأطلق على هذه العمليات والتقنيات والطرق تسمية أو المنهج العلمي. ونظرا لارتباط البحث العلمي عموما والاجتماعي خصوصا بمفاهيم أخرى، كان من لزاما تتبع مسار تلك المفاهيم ومحاولة فهم تطورها وانفصالها عن أنماط عرفها الانسان وعرف بها خلال رحلة بحثه وتقصيه عن حقيقة مايدور حوله. حتى وإن كان المجال لا يسع للتوسع في الموضوع بشكل أعمق وأكثر تفصيلا مما هو مطلوب من الطالب. تطلعنا ادبيات البحث العلمي والمعرفة الانسانية عموما أن هذه الأخيرة تضرب بجذورها في البدايات الأولى لوجود النسان على الارض الذي جبل بطبيعته على الفضول و حب الاستطلاع والبحث وذلك بهدف التعرف على مختلف الظواهر التي تحيط به سعيا غلى فهمها وفهم نفسه والطبيعة البشرية بالدرجة الأولى . وفي هذا الشأن
يقولkarl Jaspers كارل جاسبير "أن الحقيقة لا تهب نفسها لأحد من البشر، بل أن البشر جميعا يهبون أنفسهم وعقولهم ونشاطهم العقلي للحقيقة". ومن ثمة ، فالانسان عرف قبل أن يعلم savoir avant de connaitre ذلك أن الانسان إذ وجد نفسه أمام قوى الطبيعة ومحاطا بظواهرها وجد نفسة وبغريزته مجبرا على السعي للتعرف عليها للاستفادة منها في استمرارية حياته ضمان بقائه على الارض، فهو لم يكن يطلب علما وإلا لما استمرت الحياة البشرية على وجه الارض. إن الانسان الأول كان كل ما يرنو إليه هو البحث عما يؤمن له الحياة والاستمرار، وكانت بساطة الحياة ومحدودية مطالبها لا تتعدى إشباع الحاجات الاساسية من طعام وشراب وكساء ومأوى وأمن. وكما قيل" كانت المعرفة من اليد إلى الفم "وفي هذا الشأن قال john dewey 'إن المصدر الاساسي للمعرفة الانسانية هو الخبرة والنشاط الذاتي للفرد، فأي معرفة يكتسبها الانسان إنما هي ناشئة عن خبرته وعن تفاعله مع البيئة المحيطة به، وعن نشاطه وكفاحه من أجل البقاء وكذا الحصول على لقمة العيش والكساء والمأوى ، والتغلب على الصعوبات اليومية" عموما يمكن اختزال خصائص المعرفة لدى الانسان الأول أنها كانت معرفة:
وسيلية أوي براغماتية )ارتبطت بالحاجة اولا( فكانت واقعية وتطبيقية قبل أن تصبح نظرية-اجتماعية أي أنه في الحياة الاجتماعية يتم اكتشاف الكائنات والانسان والعالم- تاريخية، من هنا تبدأ نقطة الانطلاقة في المراحل الأولى للتفكير الانساني والتي تمثلت في التفكير بالمصاعب التي تعترض سبيل الانسان، ويقول "ديوي" في هذا الموضع:" الناس في حالتهم الفطرية لا يفكرون عندما لا يكون امامهم متاعب يواجهونها ومصاعب يغالبونها لتغلبوا عليها. وبهذا تبلورت المعرفة من الاحكام والأفكار والتصورات التي تحكم عقول البشر، بل وتمكننا نت التنبؤ بمسيرة تطورها مستقبلا. فقد تعارف أن المعرفة في الاعم الأغلب هي مصطلح يشير إلى تحديد عناصر ما في موضع ما. "
فما يميزها عن بقية مناشط العقل البشري هو ما إذا كانت يجب أن تتصف دائما بالصدق واليقين أم أن هناك ما قد يسمى معرفة كاذبة أو احتمالية. إن ذلك يثير تساؤلا كبيرا في أذهان الانسان هو مدى تطابق معرفتنا بموضوع ما مع حقيقته. وذلك نتيجة لنسبية المعايير التي نعتمدها في إصدار أحكامنا ، فالمعايير المتباينة من شخص إلى آخر تؤدي إلى تناقضات، والتي يستثمرها الريبيون )المشككون.
فهي تستعمل التصورات في حين أن العلم يستعمل التصديقات، إذ أن العلم له شروط لا تتوفر في كل معرفة، فكل علم هو معرفة وليس كل معرفة علما. وما دامت المعرفة إنتاجا عقليا أي من العقل البشري، فإنها خاضعة إلى الطريقة التي يدرك بها العقل البشري المعلومات ، فالإنسان يدرك من خلال نسق من تحيزاته وتعصباته ، ومن خلال ميوله وخبراته الماضية. إن مايميز المعرفة عن العلم أنها أشمل وأعم المفاهيم التي من شأنها وصف لدى الانسان من خلفيات نظرية ومعرفية وأفكار وآراء ووجهات نظر وخبرات عملية يستطيع الاستفادة منها عند الحاجة. علاوة على أنها اي المعرفة، تعني قدرة الفرد والانسان على تحديد نوع العلاقات بين الاشياء والظواهر المكونة للعالم المحيط به من خلال تحليل المعلومات المستلمَة بواسطة حواسه بهدف فهمها ، أو بمعنى آخر فالمعرفة هي الخطوة المنظمة في محاولة الفرد معرفة العالم وهي تقوم على تحديد خطوات الادراك والفهم
والمحاكاة العقلية ، فهي تلك الصور الذاتية للظواهر المحيطة والاشياء والعلاقات الموضوعية الخارجة عن وعي الانسان، وهي في نفس الوقت عملية أزلية متواصلة وغير متناهية لما هو أكثر دقة، وتختلف أنواع المعرفة، إذ أنها ليست واحدة بل وفقا للطرق التي تكتسب بها من قبل الافراد، والتي تتحدد نتيجة لطبيعة تلك الظوتهر ومدى تعقيدها، إضافة إلى الوسائل العقلية المستخدمة في اكتساب تلك المعرفة، لذلك
فالمعرفة ترتبط لزوما بالتفكير، فكل معرفة لا يتم اكتسابها إلا من
خلال فعل عقلي يطلق عليه اصطلاح التفكير ، وتتفاوت مستويات التفكير في ضوء الجهد العقلي المبذول والمعالجة المعرفية المستخدمة فيه لانجاز مهام عملية التفكير. وعليه، يمكن تقسيم التفكير إلى ثلاث مستويات: مستويات التفكير الدنيا)
المنخفضة(: عملية التذكر وإعادة الصياغة[-]مستويات التفكير الوسيطة أو الراقية: مثل طرح الاسئلة والاستدلال والتحليل[- ]مستويات التفكير العليا: مثل اتخاذ القرار والتفكير الناقد والتفكير الابتكاري والتفكير الماوراء معرفي. لكننا نتساءل عن دواعي الانتقال من طور معرفي إلى آخر، ومتى تكون الحاجة إلى هذا الانتقال؟ هنا يجيب 'باشلار' الفذ:" إن الانتقال من طور معرفي إلى آخر يكون عندما يعترض تلك المعرفة عائق يحول دون تطوَرها، إذ يفرض عليها تجاوزه القيام بتغيير البنية المعرفية عبر أحداث منطقية"
إن تغير الإطار المعرفي أو النموذج يكون عندما لا تستجيب المعرفة القائمة إلى الحاجات الآنية للفرد وكذا الجماعات والمجتمع، وعندما لا تجيب على التساؤلات المطروحة، وبذلك تصبح عائقا أمام المعرفة والتطور مما يستوجب تجاوزها. لابد من أن نعرج على مفهوم 'الروح العلمية' أو ' العقل العلمي' باللغة الاجنبية l’esprit
Gaston BACHELARD « Dans l’œuvre de la وهنا نبدأ بمقولة شهيرة للعالم. لكن عبارة عن نشاط منتج للمعارف عن طريق البحوث . ' -بين المنهج والبحث العلمي:
على اختلاف آرائهم يجد العلماء والباحثون أن المنهج العلمي والبحث العلمي مفهومان مترابطان ولكن لهما تعاريف مختلفة لم يتفق حولها العلماء. عموما يمكن القول أن المنهج العلمي يشير إلى الطريقة العامة التي يتبعها العلماء لاكتشاف المعرفة الجديدة وفهم الظواهر الطبيعية والظواهر الاجتماعية. يتضمن المنهج العلمي تحديد المشكلة، ووضع الفرضيات، وتصميم الدراسة، وجمع البيانات ، وتحليل البيانات، واستخلاص الاستنتاجات، وتوثيق النتائج. في حين يشير البحث العلمي إلى العملية الفعلية لتنفيذ هذا المنهج في إطار محدد، سواء كان ذلك في المجال العلمي، الطبي، الهندسي، أو أي مجال آخر. لذلك، يمكن اعتبار البحث العلمي كتطبيق عملي للمنهج العلمي في دراسة محددة تهدف إلى إثبات أو نفي فرضيات معينة أو لاكتشاف المزيد من المعرفة. في الختام، يمثل المنهج العلمي الإطار النظري العام، اصطلاحا المنهج ، فقد جاء ترجم ة للكلمة الأجنبية method أو الأسلوب أو الكيفية التي يصل بها الباحث أو العالم إلى نتائجه؛ فهو وسيلة محددة توصل إلى غاية معينة . وقد حاول كل من بيكون وديكارت أن يكشفا المنهج المؤدي إلى البحث عن الحقيقة في العلوم، وبعد ذلك توالت الاهتمامات بالمنهج؛ هو "الوعي والاستكشاف الذي تتم عن طريقه المعرفة العقلية المباشرة والذي يعني اكتشاف ما في العقل من حقائق وهو مجموعة الاجراءات الذهنية التي يمثلها الباحث مقدما لعملية المعرفة التي سيقبل عليها من أجل التوصل إلى حقيقة ما"
وعلى تعدد وكثرة التعاريف يمكن تبني التعريف الذي يقول أن البحث فهو "مجموعة الاجراءات الذهنية التي توضع موضع الفعل متجهة إلى المادة المستهدفة أو الموضوع المستهدف.
المحور الأول: البحث الاجتماعي والقضايا النظرية والمفاهيم التصورية ذات الصلة:
تمهيد:
يطلعنا تاريخ العلم والمعرفة الانسانية أن العالم فرنسيس بيكون قد وصف المعرفة بانها قوة ؛ ولكن أية معرفة يقصدها؛ إنها المعرفة التي استمدت قوتها من توظيفها لمناهج البحث العلمي؛ فأخذت بها المجتمعات آنذاك؛ لتصيب نصيبها من تسخير الإمكانيات الطبيعية والبشرية بعد أن حللت وفسرت وفهمت من قبل نخبها ، بعضا من ظواهر الطبيعة والوقائع والاحداث الاجتماعية والثقافية ؛ فقدرت لنفسها سيطر ة على ما دونها من ا لمجتمعا ت ، هذا الدون في امتلاكه للقوة، حينما فارق المعرفة العلمية، ولازمتها تلك المجتمعات منهاجا وأسلوبا ، و مرجعا و وسيل ة ، مكنتها من إدارة مشكلاتها، ولتحقيق تقدمها وسيطرتها.
لقد جاءت هذه المحصلة نتيجة النمو التصاعدي الحاصل في فهم ما يجري من ظواهر كونية ووقائع اجتماعية لها اتصال بحياة البشرية وحواضنها البنائية الاجتماعية والثقافية، وبتراكم هذه المعارف إلى جانب المناهج البحثية والتحليلية، بمرور السنين، وعلى شكل مجموعات من المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتفسيرات ا لمعدلة طورا بعد طور ، توصل الفكر الإنساني إلى أسلوب جديد لفهم ما يدور حوله، يتضمن الملاحظة وصياغة الفروض وإجراء التجارب وجمع البيانات وتحليلها وصياغة قوانين وتطوير نظريات تفسر الظواهر الطبيعية والوقائع الاجتماعية التي تم ملاحظاتها؛ فأطلق على هذه العمليات والتقنيات والطرق تسمية أو المنهج العلمي.
ونظرا لارتباط البحث العلمي عموما والاجتماعي خصوصا بمفاهيم أخرى، كان من لزاما تتبع مسار تلك المفاهيم ومحاولة فهم تطورها وانفصالها عن أنماط عرفها الانسان وعرف بها خلال رحلة بحثه وتقصيه عن حقيقة مايدور حوله. حتى وإن كان المجال لا يسع للتوسع في الموضوع بشكل أعمق وأكثر تفصيلا مما هو مطلوب من الطالب.
-ماهي المعرفة العلمية"؟
تطلعنا ادبيات البحث العلمي والمعرفة الانسانية عموما أن هذه الأخيرة تضرب بجذورها في البدايات الأولى لوجود النسان على الارض الذي جبل بطبيعته على الفضول و حب الاستطلاع والبحث وذلك بهدف التعرف على مختلف الظواهر التي تحيط به سعيا غلى فهمها وفهم نفسه والطبيعة البشرية بالدرجة الأولى .
إذ أن مسيرة الفكر الانساني تمضي لتنحصر في مضمون يكاد يكون واحدا والمتمثل في البحث للإجابة على التساؤل الكبير الذي واجهه الانسان والمتعلق بالحقيقة: ما هي الحقيقة؟ أين تكمن؟ ماهو المعنى الذي تتجسد من خلاله؟ وهل يستطيع هذا الكائن العاقل أي الانسان الوصول إليها ومعرفتها؟ فهذه الحقيقة تختفي وتنضوي وراء كم هائل من الظواهر والاحداث، وفي هذا الشأن
يقولkarl Jaspers كارل جاسبير "أن الحقيقة لا تهب نفسها لأحد من البشر، بل أن البشر جميعا يهبون أنفسهم وعقولهم ونشاطهم العقلي للحقيقة".
ومن ثمة ،فالانسان عرف قبل أن يعلم savoir avant de connaitre ذلك أن الانسان إذ وجد نفسه أمام قوى الطبيعة ومحاطا بظواهرها وجد نفسة وبغريزته مجبرا على السعي للتعرف عليها للاستفادة منها في استمرارية حياته ضمان بقائه على الارض، فهو لم يكن يطلب علما وإلا لما استمرت الحياة البشرية على وجه الارض. إن الانسان الأول كان كل ما يرنو إليه هو البحث عما يؤمن له الحياة والاستمرار، وكانت بساطة الحياة ومحدودية مطالبها لا تتعدى إشباع الحاجات الاساسية من طعام وشراب وكساء ومأوى وأمن.
وكما قيل" كانت المعرفة من اليد إلى الفم "وفي هذا الشأن قال john dewey 'إن المصدر الاساسي للمعرفة الانسانية هو الخبرة والنشاط الذاتي للفرد، فأي معرفة يكتسبها الانسان إنما هي ناشئة عن خبرته وعن تفاعله مع البيئة المحيطة به، وعن نشاطه وكفاحه من أجل البقاء وكذا الحصول على لقمة العيش والكساء والمأوى ، والتغلب على الصعوبات اليومية" عموما يمكن اختزال خصائص المعرفة لدى الانسان الأول أنها كانت معرفة:
وسيلية أوي براغماتية )ارتبطت بالحاجة اولا( فكانت واقعية وتطبيقية قبل أن تصبح نظرية-اجتماعية أي أنه في الحياة الاجتماعية يتم اكتشاف الكائنات والانسان والعالم- تاريخية، إذ أننا نسير من الجهل إلى المعرفة مما بعني أن تغتني وتتطور وتتراكم.
من هنا تبدأ نقطة الانطلاقة في المراحل الأولى للتفكير الانساني والتي تمثلت في التفكير بالمصاعب التي تعترض سبيل الانسان، ويقول "ديوي" في هذا الموضع:" الناس في حالتهم الفطرية لا يفكرون عندما لا يكون امامهم متاعب يواجهونها ومصاعب يغالبونها لتغلبوا عليها. وبهذا تبلورت المعرفة من الاحكام والأفكار والتصورات التي تحكم عقول البشر، والتي تيسر لهم التوصل إلى كنه العلاقات الشاملة والضرورية التي تتيح تفسير أسباب حدوث الظواهر على هذا النحو وليس على تحو آخر، بل وتمكننا نت التنبؤ بمسيرة تطورها مستقبلا. فقد تعارف أن المعرفة في الاعم الأغلب هي مصطلح يشير إلى تحديد عناصر ما في موضع ما."
من ثمة يبدو تعريف المعرفة أمرا ليس هينا، فما يميزها عن بقية مناشط العقل البشري هو ما إذا كانت يجب أن تتصف دائما بالصدق واليقين أم أن هناك ما قد يسمى معرفة كاذبة أو احتمالية. إن ذلك يثير تساؤلا كبيرا في أذهان الانسان هو مدى تطابق معرفتنا بموضوع ما مع حقيقته. فمن الممكن اعتبار المعرفة على صعيد الفكر والحكم نسبية اي انها غير كاملة وأنها تنطوي على
قدر من الخطأ ومن عدم الصحة أو الغموض، وذلك نتيجة لنسبية المعايير التي نعتمدها في إصدار أحكامنا ،فالمعايير المتباينة من شخص إلى آخر تؤدي إلى تناقضات، والتي يستثمرها الريبيون )المشككون.(
إن المعرفة إدراك للأشياء والظواهر وكل مايحيط بنا ،فهي تستعمل التصورات في حين أن العلم يستعمل التصديقات،
والذي من شروطه الإحاطة بأحوال المعلوم إحاطة تامة .إذ أن العلم له شروط لا تتوفر في كل معرفة، فكل علم هو معرفة وليس كل معرفة علما. وما دامت المعرفة إنتاجا عقليا أي من العقل البشري، فإنها خاضعة إلى الطريقة التي يدرك بها العقل البشري المعلومات ،فالإنسان يدرك من خلال نسق من تحيزاته وتعصباته ،ومن خلال ميوله وخبراته الماضية.
إن مايميز المعرفة عن العلم أنها أشمل وأعم المفاهيم التي من شأنها وصف لدى الانسان من خلفيات نظرية ومعرفية وأفكار وآراء ووجهات نظر وخبرات عملية يستطيع الاستفادة منها عند الحاجة. علاوة على أنها اي المعرفة، تعني قدرة الفرد والانسان على تحديد نوع العلاقات بين الاشياء والظواهر المكونة للعالم المحيط به من خلال تحليل المعلومات المستلمَة بواسطة حواسه بهدف فهمها ،أو بمعنى آخر فالمعرفة هي الخطوة المنظمة في محاولة الفرد معرفة العالم وهي تقوم على تحديد خطوات الادراك والفهم
والمحاكاة العقلية ،فهي تلك الصور الذاتية للظواهر المحيطة والاشياء والعلاقات الموضوعية الخارجة عن وعي الانسان، وهي في نفس الوقت عملية أزلية متواصلة وغير متناهية لما هو أكثر دقة، وماهو حقيقي عن الواقع في عقل الانسان
وتختلف أنواع المعرفة، إذ أنها ليست واحدة بل وفقا للطرق التي تكتسب بها من قبل الافراد، وكيفية الوصول إليها والإحاطة بها، والتي تتحدد نتيجة لطبيعة تلك الظوتهر ومدى تعقيدها، إضافة إلى الوسائل العقلية المستخدمة في اكتساب تلك المعرفة، لذلك
فالمعرفة ترتبط لزوما بالتفكير، بل هي نتاج تلك العملية الذهنية المعرفية التفاعلية الانتقائية. فكل معرفة لا يتم اكتسابها إلا من
خلال فعل عقلي يطلق عليه اصطلاح التفكير ،وتتفاوت مستويات التفكير في ضوء الجهد العقلي المبذول والمعالجة المعرفية المستخدمة فيه لانجاز مهام عملية التفكير. وعليه، يمكن تقسيم التفكير إلى ثلاث مستويات: مستويات التفكير الدنيا)
المنخفضة(: عملية التذكر وإعادة الصياغة[-]مستويات التفكير الوسيطة أو الراقية: مثل طرح الاسئلة والاستدلال والتحليل[- ]مستويات التفكير العليا: مثل اتخاذ القرار والتفكير الناقد والتفكير الابتكاري والتفكير الماوراء معرفي.[
من هنا يمكن أن تفهم أن تنوع عمليات التفكير تنتج تنوعا في مخرجات هذه العمليات، مما يعني تنوعا في المعرفة الانسانية ،لكننا نتساءل عن دواعي الانتقال من طور معرفي إلى آخر، ومتى تكون الحاجة إلى هذا الانتقال؟ هنا يجيب 'باشلار' الفذ:" إن الانتقال من طور معرفي إلى آخر يكون عندما يعترض تلك المعرفة عائق يحول دون تطوَرها، إذ يفرض عليها تجاوزه القيام بتغيير البنية المعرفية عبر أحداث منطقية"
إن تغير الإطار المعرفي أو النموذج يكون عندما لا تستجيب المعرفة القائمة إلى الحاجات الآنية للفرد وكذا الجماعات والمجتمع، وعندما لا تجيب على التساؤلات المطروحة، وبذلك تصبح عائقا أمام المعرفة والتطور مما يستوجب تجاوزها. فالمعرفة تتغير وتختلف من طور إلى آخر من حيث المضمون والمادة المعرفية التي تتناولها، وذلك تبعا لاختلاف الآليات والميكانيزمات وأدوات انتاجها وتطورها من مرحلة إلى أخرى
ولابد من الإشارة في هذا المقام إلى أن ما يميز بين المعرفة العلمية وغيرها من المعارف هو مصدر الحصول عليها وطريقة التعامل معها ودراستها وتناولها،وعليه فللمعرفة عموما نماذج وفقا للمصادر و التي يمكن تلخيصها فيما يلي: -المعرفة الحسية-المعرفة الميتافيزيقية-المعرفة الفلسفية-المعرفة العلمية.
فالمعرفة العلمية عبارة عن رحلة مغامرة للاكتشاف والتوصل إلى القوانين المحتملة للظواهر المحيطة. وقبل التطرق إلى كيفية تطور العلوم والتفكير العلمي، لابد من أن نعرج على مفهوم 'الروح العلمية' أو ' العقل العلمي' باللغة الاجنبية l’esprit
Gaston BACHELARD « Dans l’œuvre de la وهنا نبدأ بمقولة شهيرة للعالم. scientifique science seulement on peut aimer ce qu’on détruit, on peut continuer le passé en le niant, on peut vérifier son maître en le contredisant »
فالنشاط العلمي بوصفه نشاطا عقليا خاصة إذا انطلقنا من مسلمة مفادها أن العلم ليست مجموعة من المعارف التي تحفظ ،لكن عبارة عن نشاط منتج للمعارف عن طريق البحوث . فالتوجهات والأحكام العقلية التي تميز هذا النشاط والتي لابد أن تتوافر لدى كل مشتغل في مجال العلم هي مكونات 'العقل العلمي.' -بين المنهج والبحث العلمي:
على اختلاف آرائهم يجد العلماء والباحثون أن المنهج العلمي والبحث العلمي مفهومان مترابطان ولكن لهما تعاريف مختلفة لم يتفق حولها العلماء. عموما يمكن القول أن المنهج العلمي يشير إلى الطريقة العامة التي يتبعها العلماء لاكتشاف المعرفة الجديدة وفهم الظواهر الطبيعية والظواهر الاجتماعية. يتضمن المنهج العلمي تحديد المشكلة، ووضع الفرضيات، وتصميم الدراسة، وجمع البيانات ،وتحليل البيانات، واستخلاص الاستنتاجات، وتوثيق النتائج. في حين يشير البحث العلمي إلى العملية الفعلية لتنفيذ هذا المنهج في إطار محدد، سواء كان ذلك في المجال العلمي، الطبي، الهندسي، أو أي مجال آخر. لذلك، يمكن اعتبار البحث العلمي كتطبيق عملي للمنهج العلمي في دراسة محددة تهدف إلى إثبات أو نفي فرضيات معينة أو لاكتشاف المزيد من المعرفة. في الختام، يمثل المنهج العلمي الإطار النظري العام، بينما يمثل البحث العلمي التطبيق الفعلي لهذا الإطار في إجراء دراسات وتجارب محددة.
اصطلاحا المنهج ، فقد جاء ترجم ة للكلمة الأجنبية method أو الأسلوب أو الكيفية التي يصل بها الباحث أو العالم إلى نتائجه؛ فهو وسيلة محددة توصل إلى غاية معينة .وقد حاول كل من بيكون وديكارت أن يكشفا المنهج المؤدي إلى البحث عن الحقيقة في العلوم، وبعد ذلك توالت الاهتمامات بالمنهج؛ فأصبحت أما من أجل الكشف عن الحقيقة في حالة الجهل بها أو البرهنة عليها للآخرين في حالة العلم بها.
هو "الوعي والاستكشاف الذي تتم عن طريقه المعرفة العقلية المباشرة والذي يعني اكتشاف ما في العقل من حقائق وهو مجموعة الاجراءات الذهنية التي يمثلها الباحث مقدما لعملية المعرفة التي سيقبل عليها من أجل التوصل إلى حقيقة ما"
وعلى تعدد وكثرة التعاريف يمكن تبني التعريف الذي يقول أن البحث فهو "مجموعة الاجراءات الذهنية التي توضع موضع الفعل متجهة إلى المادة المستهدفة أو الموضوع المستهدف." و هو "الوسيلة للوصول إلى تطوير المعرفة بطريقة منتظمة وطريقة لإيجاد الحلول للمشكلات المتعلقة بالتغير الاجتماعي في مختلف النواحي لكي يسير المجتمع في سبيل التقدم ويحقق ما يصبو إليه." أو هو "نظام
سلوكي يهدف لنمو الادراك البشري وزيادة قدرته على الاستفادة مما فوق وتحت الثرى وبما يوفر حياة حضارية كريمة للفرد والمجتمع ،فهو سلوك اجرائي واع يحدث بعمليات تخطيطية وتنفيذية متنوعة للحصول على النتائج المقصودة". وحسب الموسوعة العربية العالمية يمل البحث كل الجهود المبذولة لاكتشاف معرفة جديدة أو لتطوير عمليات أو منتجات جديدة"
اما عن البحث الاجتماعي الذي تطور مع تطور العلوم الاجتماعية بمواضيعها واساليبها/ فيمكن تعريفه على أنه "سيرورة بحث واستقصاء دقيقة وهادفة تسعى إلى انتاج معرفة جديدة وهو الاداة العقلية التي تسمح للعلماء الاجتماعيين بدخول ميادين أو موضوعات ذات أهمية خاصة أو عامة غير معروفة لهم بحثا عن إجابات لتساؤلاتهم". أو هو "سيرورة اكتشاف وتوسيع الآفاق فيما هو معروف وزيادة الثقة والتوصل إلى افكار ونتائج جديدة في جميع نواحي الحياة". وقد تعددت وتطورت التعاريف ووفقا للأهداف والاغراض والمراحل التي مرت بها العلوم الاجتماعية في رحلة انفصالها عن باقي ضروب المعرفة الانسانية، من خلال السعي إلى الاجابة عن تساؤلات كثيرة من أهمها هل كل معرفة علمية هي علم وهل البحث الاجتماعي مرادف للبحث السوسيولوجي وغيرها من الاسئلة ذات الطابع الابستيمولوجي والتقني الفني، حيث لعبت الوضعية دورا مهما في مقاربة للبحث في العلوم الطبيعية والفيزيائية مع أن التغير في مختلف مناحي الحياة الجماعية والاجتماعية قد جعل الباحثين المتقدمين في العلوم الاجتماعية يؤمنون أن خصوصية الموضوع تستلزم خصوصية الأساليب التي تنضوي جميعها تحت طائل المنهج العلمي الذي يختص بجملة من الوظائف والاهداف من أهمها الدراسة الموضوعية للظواهر للتوصل إلى كشف قريب من الحقيقة والواقع.
وهناك من السوسيولوجيين من عرف البحث السوسيولوجي على أنه: "مجموعة من العمليات المتغيرة والمتتابعة والمتداخلة التي يقوم بها دارس أو أكثر بهدف جمع معلومات بشكل نظامي لظاهرة اجتماعية قابلة للملاحظة بهدف شرحها وفهمها، فهو محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنقيتها وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق، ونقد عميق، ثم عرضها عرضا مكتملا بذكاء وإدراك لكي تضاف للانتاج الحضاري الانساني". وقد انقسمت المدارس وتعددت بين النظرية والامبريقية التي تعطي البحث السوسيولوجي طابعا معينا يتعلق بأهداف واغراض البحث العلمي ومدى القدرة على بلوغها وتحقيقها. ومن أهم سمات البحث السوسيولوجي أنه:
-عملية علمية منظمة وهادفة.
-يتضمن خلفية نظرية ويلتزم بالاجراءات المنهجية.
-متعدد المناهج والأساليبه.
-يخضع للتحقيق الأمبريقي.
-يعمل على إثبات صدق الأدوات وجدواها العلمية.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...
في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...
أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...
تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...
تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...
كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...
--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...
أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...
ث- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...
Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...